مهما كانت المرأة جريئة تتمتع بثقة النفس تشعر أحيانا بالخجل من مناقشة الموضوعات الحساسة التي تتعلق بصحتها الجنسية، حيث لاحظ أطباء النساء والتوليد والأمراض التناسلية أن هناك بعض الأسئلة التي تحير المرأة لكن يمنعها الحياء من أن تطرحها على الطبيب وتبقيها بداخلها حتى آخر لحظة، رغم قيمة الحياء والخجل لدى المرأة إلى أنه لا يجب أن يكون هناك حياء في الطب؛ فلكل سؤال جواب ولكل مشكلة حل عليها أن تسعى للحصول عليه من الشخص المناسب وهو الطبيب حتى لا تتدهور الحالة.
وحفاظا على الصحة الجنسية لكل امرأة قرر الأطباء إخراج هذه الأسئلة للنور والرد على كل منها؛ لأن الطبيب هنا ليساعدك -عزيزتي المرأة- فهو يعلم كل ما ستتحدثين عنه ولن يشعر بالمفاجأة أو يقوم بتوجيه اللوم لك حتى لو كنت تعانين من مشكلة غير مألوفة أو غير مريحة أو حتى محرجة، فيجب أن تعلمي أن عيادة الطبيب مكان آمن يشجعك على فتح قلبك ومناقشة كل ما يخص صحتك بصراحة.
والآن سنتعرف على هذه التساؤلات لنقدم الجواب على لسان الأطباء المتخصصين:
1- هل الشفران حجمهما طبيعي؟
تطرح بعض النساء هذا السؤال وتكون الإجابة دائما بنعم، فبما أننا جميعا مختلفون في مظهرنا نختلف أيضا في شكل المهبل لدى كل منا، ومن الطبيعي جدا تنوع أحجام وألوان الشفرين حتى القوام هناك تفاوت به بين امرأة وأخرى وهذا شيء شائع جدا.
وأفضل وسيلة لضمان صحة جنسية أفضل هو التعرف على نفسك باستخدام مرآة اليد ومراقبة كيف تبدو منطقة المهبل لديك، وبهذه الطريقة ستكونين قادرة على ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية ينبغي عليك لفت انتباه الطبيب لها.
2- ما هذه النتوء؟
إذا لاحظتِ أي نتوء غير مألوفة على أو في المهبل لا تشعري بالرعب، فمن الممكن نمو عدد متنوع من النتوءات على الشفرين أو المهبل، ومعظم هذه النتوءات ليس خطيراً، فهناك بعض الأنواع الشائعة منها وتشمل:
– علامات تظهر على الجلد.
– خراجات صغيرة.
– التهاب في الجريبات.
– التهابات جلدية ثانوية بالقرب من بصيلات الشعر.
المهم إن ظهرت أي من هذه العلامات يجب أن تسألي الطبيب عنها حتى يلقي نظرة على أي شيء جديد لأن بعض الأمراض المنقولة جنسيا مثل البثور المشوهة للأعضاء التناسلية أو الهربس تبدو أيضا مثل نتوءات صغيرة.
3- هل هذا مرض أنثوي، عدوى الخميرة أم شيء أسوأ؟
يحدث للمرأة أحيانا خلط بين أعراض عدوى الخميرة مع تلك الأمراض المنقولة جنسيا وخاصة إذا مارست العلاقة الحميمة بدون استخدام واقي، وبينما يمكن معالجة عدوى الخميرة بسهولة لوجود أكثر من خيار طبي لعلاجها، تتطلب الأمراض المنقولة جنسيا علاجات أكثر قوة وفاعلية لأنها قد تسبب مشكلات ومخاطر صحية طويلة الأمد إذا تم إهمالها وتركها بدون علاج.
لذلك إذا اعتقدتي أنك تعانين من مرض منقول جنسيا أو أي أعراض غير طبيعية عليك مصارحة الطبيب بها بصدق حتى يتوصل إلى أصل المشكلة، وبالإضافة إلى ذلك يوصي الأطباء بضرورة ذهاب كلا الزوجين للفحص قبل ممارسة العلاقة الجنسية للمرة الأولى.
إن ماسبق هو بعض الأسئلة القليلة والشائعة التي يطرحها المرضى على طبيب الأمراض التناسلية مع الجواب العلمي لها، وفيما يلي سنقدم لك بعض المعلومات شديدة الأهمية التي يرغب الأطباء إعلامك بها وتخص جسمك، صحتك الجنسية وغيرها.
لا تشعري بالخجل من الطبيب النسائي:
اعملي سيدتي أن طبيب النساء والتوليد أو الأمراض التناسلية مثله مثل أي طبيب آخر وقيامه بفحص عضوك الأنثوي يشبه تماما فحص أي جزء آخر من جسمك بالنسبة له، وهذا أمر طبيعي فلا داعي للخجل أو الخوف، وإذا كنت تخجلين من الذهاب إلى أطباء رجال يمكنك اللجوء إلى طبيبة وهذا أفضل.
أحيانا أخرى تقلق المرأة بشأن مظهرها، لكن ليس هناك ضرورة لذلك فلكل امرأة مظهرها الذي يختلف عن غيرها وما دمت لا تشعرين بالألم أو عدم الارتياح فلا داعى للقلق.
لا يتدخل الطبيب في خصوصياتك:
عندما يوجه الطبيب لك سؤالاً عن عدد علاقاتك الجنسية فهو لا يفعل ذلك من باب الفضول أو الرغبة في توجيه المحاكمة أو اللوم لك، إنما هو بحاجة للمعرفة الدقيقة حتى يتمكن من تقديم أفضل رعاية صحية تناسب حالتك، ولن يذكر أو يتذكر ما أخبرته به، وسيقدم لك النصيحة الطبية إذا كان هناك أي نوع من الانحراف أو الطيش في علاقتك الجنسية.
تتغير مباديء فحص عنق الرحم:
فحص عنق الرحم من الفحوصات الهامة جدا، حيث يتم عمل مسح شامل لخلايا عنق الرحم لتحديد العديد من المشكلات الصحية ومنها سرطان عنق الرحم، والسؤال المهم هو كم عدد المرات التي تحتاجين إلى إجراء هذا الفحص، ولهذا السبب يصبح من المهم جدا إخبار طبيبك عن التاريخ المرضي لجسمك وأسلوب حياتك.
لكن تغيرت مباديء الفحص لذلك تعتمد عدد مرات الفحص على آخر مرة قد أجريته بها والنتائج الأخيرة وتاريخك الشخصي، ولكن إذا كنت لا تحتاجين إلى هذا الفحص بصفة سنوية لا يعني هذا أن تتخلي عن الفحص السنوي الخاص بك.
ليس هناك وسيلة لتحديد النسل بدون آثار جانبية:
رغم وجود وسيلة واحدة من وسائل منع الحمل يمكن أن تناسب طبيعة جسمك وتؤدي أفضل النتائج به، لكن لكل وسيلة آثارها الجانبية، لذلك امنحي جسمك فرصة كافية من الوقت للتكيف مع وسيلة منع الحمل قبل أن تقرري أنها غير مناسبة لك لأن التجربة خير وسيلة.
ولتحديد ما يناسبك أنت بحاجة إلى ثلاثة شهور على الأقل لتعتادي عليها وعلى الرغم من انخفاض الخصوبة كلما تقدمت في العمر لا يزال بإمكانك الحمل حتى مرحلة سن اليأس، كما تعتبر الواقيات الذكرية أو الأنثوية نموذجاً مناسباً جدا لمنع الحمل للمرأة التي وصلت سن الأربعين فيما فوق، حيث ينخفض معدل الحمل في هذه المرحلة العمرية.
انخفاض الرغبة الجنسية نادرا ما يكون مشكلة هرمونية:
عند زيارة طبيب النساء تفتح معه المريضة مشكلة انخفاض الرغبة الجنسية لديها، ومع ذلك ترتبط هذه المشكلة بأسلوب الحياة أكثر بكثير عن التكوين البيولوجي للجسم، ولا تتعلق بالهرمونات إنما ترتبط بالنواحي العاطفية أو النفسية، فربما تكونين قد أنجبت طفلا وتشعرين بالإنهاك مما يقلل لديك الرغبة في إقامة علاقة جنسية، أو يعاني زوجك من مشكلات في علاقته معك مما يشعرك بأنه لا يهتم بك.
الاستثناء الوحيد هنا هو المرأة التي انقطع الطمث لديها ولاحظت وجود فتور في الرغبة الجنسية، وهذا يختلف من امرأة لأخرى فهناك نساء قد وصلن لمرحلة انقطاع الطمث ومع ذلك لديهن رغبة قوية به ويمارسن العلاقة بصورة ممتازة، لذلك إذا كانت هذه المشكلة تؤرقك وتؤثر على العلاقة بينك وبين زوجك عليك اللجوء إلى طبيب مختص. ولا يجب أن تعتقدي أنك غير طبيعية إذا عانيت من هذه المشكلة لأنك لست الوحيدة.
لا تقلقي إذا اختلف تاريخ نزول الدورة الشهرية:
حتى المرأة التي تتمتع بصحة جيدة جدا يختلف لديها تاريخ نزول الدورة الشهرية، لذلك عندما يسألك الطبيب إذا كانت الدورة الشهرية منتظمة إلا أنك لا يمكنك التنبؤ بموعد محدد وثابت لها فأنت بخير، أحيانا تقول المرأة إن دورتها غير منتظمة لأنها لا تأتي في نفس اليوم بالضبط من كل شهر، وأحيانا أخرى يقولون ذلك لاختلاف لونها، وكل هذه الأشياء لا تعني شيئاً.
لكن ما يقلق الطبيب التغيرات الآتية:
– زيادة تدفق الدم وقوامه عن الطبيعي أو المعتاد.
– إذا لاحظت تفاقم في التقلصات، الانتفاخ أو آلام الثدي عن المعتاد حاولي أخذ عقار الإيبوبروفين وإذا لم يساعدك يجب زيارة الطبيب.
انتبهي للإفرازات الغير طبيعية:
هناك مشكلتان لا تنتقلان بالعلاقة الجنسية تواجههما النساء بشكل عام وهما عدوى الخميرة والتهاب المهبل الجرثومي ولكن الأعراض والعلاجات الخاصة بهما مختلفة، لأنها عدوى مهبلية منفصلة تحدث بسبب كائنات حية مختلفة، تعالوا نتعرف عليهما:
عدوى الخميرة:
تحدث عدوى الخميرة من خميرة المبيضات وتسبب شعورا بالحكة أو الحرقة، ويعتمد مدى سوء حالتها على نوعية الإفراز؛ فإذا كان سميكاً ومائياً في نفس الوقت مثل الجبن، يتم التعامل معها وعلاجها بأكثر من وصفة طبية وإذا لم تكن فعالة عليك الاتصال بالطبيب.
التهاب المهبل الجرثومي:
يحدث التهاب المهبل الجرثومي بسبب خلل في البكتيريا الطبيعية في الجسم، ويصفها النساء عادة بأن لها رائحة تشبه رائحة السمك ولون إفرازاتها رمادي مصفر وما يقلق المرأة هنا هي الرائحة الكريهة التي تصدر وليس الحكة، فإذا لاحظتِ هذه الأعراض عليك المتابعة مع طبيبك.
وعلى الرغم من أن التهاب المهبل يمكن أن يشفى من تلقاء نفسه إلا أن العلاج يكون في معظم الأحيان بالمضادات الحيوية، كل ما عليك الاتصال بالطبيب إذا كانت هذه الإصابة تحدث لأول مرة.