تقبلي مروري
غموضه
تشوهات الجنين ‘صداع’ في رأس الحوامل!
الأطباء: الأدوية.. العدو رقم واحد.. والتدخين كارثة
تشوه الاجنة والمواليد لم يعد حالة نادرة كما كان الامر منذ سنوات.. بل زادت معدلاته في الفترة الاخيرة.. واصبحت صور الاطفال حديثي الولادة تفاجئنا بين الحين والآخر احدهم بأربعة ارجل أو معلق بسقف فم توأمه أو برأسين منفصلين وإلتصاق في باقي أجهزة الجسم وغيره.. وغيره.. هذه الحالات دفعتنا للتساؤل عن اسباب هذه التشوهات.. هل هي نتيجة اخطاء ترتكبها السيدة في بداية اشهر الحمل تؤثر علي صحة وسلامة جنينها.. ام لأسباب خارجة عن ارادتها تماما وما امكانية اسقاط الجنين علميا ودينيا اذا ثبت انه مشوه..
بداية يؤكد د.محمود طلعت استاذ امراض النساء والتوليد بقصر العيني ان هناك سببين رئيسيين لتعرض الجنين للتشوهات الاول سبب وراثي مثل ان تكون الحيوانات المنوية مشوهة اساسا أو ذات شكل غير طبيعي أو ان تكون البويضة عند السيدة لها صفات غير طبيعية.
اما السبب الثاني فهو تعرض الجنين لمجموعة من الادوية المستمرة التي تتعاطاها الأم بشكل دوري أو اي مادة كيميائية لها علاقة بالسموم أو تدخين الأم المفرط، هذا بالاضافة لبعض العقاقير التي قد تتسبب في حدوث تشوه للجنين مثل عقار الكورتيزون الذي يؤثر علي الجنين ويجعله من ذوات الشفة الأرنبية.
ويشير د.طلعت إلي ان هناك انواعا من التشوه يمكن معرفتها مبكرا خلال الثلاثة شهور الاولي وهناك انواع اخري بعد 6 شهور واخري قبل الولادة بفترة وجيزة جدا وكل فترة حسب حجم التشوه الموجود.وبعض الحالات يتم اجهاضها اذا ثبت ان الجنين تستحيل له الحياة بعد الولادة عن طريق حقن مواد كيميائية معينة تسبب انقباض الرحم .
الامراض الفيروسية
اما د.حسام شلبي استشاري امراض النساء والولادة بمستشفي الجلاء فيؤكد ان تشوه الاجنة كثرت اسبابه في الاونة الاخيرة خاصة بعد الطفرة التي حدثت في مجال الابحاث العلمية والتي اكدت علي ان التشوه يمكن ان يحدث عن طريق بعض الامراض الفيروسية التي تهاجم السيدة في الشهور الثلاثة الاولي من الحمل مثل فيروس التكسوبلازما الذي ينتقل عن طريق الحيوانات المنزلية مثل القطط والكلاب.كذلك تناول الادوية والعقارات بدون استشارة طبيب وهناك عدة عقارات تستخدمها السيدة وهي لا تعرف مدي خطورتها علي الجنين مثل جميع ادوية حب الشباب والشعر الزائد فهذه العقارات تؤثر علي الجنين اذا كان ذكرا وتكسبه جميع هرمونات الانوثة وكذلك عقار البروجيستيرون وهو الذي تحقن به السيدة لتثبيت الحمل وهناك بعض ادوية منع التجلط تصيب الجنين بتشوهات في النخاع وقد تؤدي لوفاته فور الولادة.
ويضيف د.حسام ان هناك ثلاثة انواع من التشوهات التي تصيب الجنين اولا: تشوهات بسيطة وهي التي يمكن التغلب عليها جراحيا أو كيميائيا بعد الولادة مثل الشفة الارنبية التي يتم علاجها عن طريق الجراحة، ثانيا: التشوهات المتوسطة وهي ايضا يمكن التعامل معها مثل الطفل المغولي فمن الممكن تأهيله وتعليمه حتي ان بعضهم يصل للمرحلة الثانوية في التعليم، واما النوع الاخير وهي التشوهات الكبري وهي التي يستحيل معها الحياة بعد الولادة مثل ان يولد طفل به تشوه في المخ أو بدون مخ اساسا.ويؤكد د.طارق المشتولي استشاري النساء والولادة علي ان الادوية والعقاقير الكيمياوية هي اهم اسباب تشوه الاجنة ومن اخطرها جميع عقاقير الروماتيزم وكذلك التدخين المفرط وتناول الام للكحوليات في فترة الحمل.
اما السبب الثاني فهو زواج الاقارب مثلا الذي قد ينتج عنه جنين مشوه عضويا أو عقليا وهناك سبب آخر مثل عدم حدوث انقسام كامل للبويضة عند السيدة اثناء عملية التخصيب فهذه الحالة قد يكون الجنين توأما نتيجة تعاطي بعض الادوية المنشطة للتبويض ولكن لم تنقسم البويضة انقساما كاملا فيخرج الجنين بقدم أو طرف زائد.
رأي الدين
وعن رأي الدين في حالة وجود جنين مشوه أو المعرفة المسبقة قبل الولادة بتشوه الجنين يقول د.فرحات السيد المنجي من كبار علماء الأزهر ان هناك نوعين من التشوه الاول يأتي عن طريق الوراثة وفي هذه الحالة يجوز للزوجين التعقيم الدائم باستئصال الرحم مثلا.
والنوع الثاني هو التشوه الذي لا ينتج عن هذا الطريق بعد ان يثبت الطب ذلك فالامر لا يخلو من امرين اولهما اما ان يكون هذا التشوه يضر بصحة الأم أو يشكل خطرا عليها والامر الثاني ان تكون حياة الطفل تستحيل بعد الولادة وهذان الامران لابد أن يكونا بناء علي حكم طبيب عدل مسلم فاذا تم هذا الشرط يجوز اسقاط الجنين ولا شئ في ذلك، اما اذا كان تشوها عاديا اي يمكن معه الحياة فهذه ارادة الله ولا يعقل ان يكون العالم كله من الاصحاء ويمكن للطب ان يعالج الكثير من الحالات وهنا اسقاط الجنين حرام شرعا ولا كلام فيه ولابد لنا ان نعطي الجنين حقه في الحياة.