الحلف بالطلاق عادة كانت موجودة بالمجتمع المصرى ، ويستخدمها عادة الرجال كأسلوب فى التعامل والحياة دون النظر أو الاهتمام بمدى تحريم الشرع والدين للطلاق والحلف به .
و هناك رجال كثيرين يتفوهون دائماً فى جميع المعاملات اليومية والحياتية بالحلف بالطلاق ، ونساء كثيرة تعانى من ذلك ، حيث تقع فى حيرة من أمرها وكونها على ذمة زوجها أم لا .
ودائما تتساءل المرأة هل الحياة مع زوجها سليمة وصحيحة أم كثرة حلفه بالطلاق جعلت الحياة الزوجية بينهما لاتجوز دينيا ، كما أن تلك العادة التى تلزم الرجل فى معاملاته اليومية من المحتمل أن تكون وراثية فى والده أو إحدى أقاربه أو فى بيئته المحيطة به .
كما أن عادة الحلف بالطلاق تؤثر على الأطفال وعلى المجتمع بعد ذلك ، ورغم تقدم المجتمع وكثرة المعرفة من حوله فى جميع مجالات الحياة ، إلا أن كثرت عادة الحلف بالطلاق وأصبحت عادة عند كل أفراد المجتمع من كبير وصغير وليست مرتبطة بالزوج فقط ، ولكن الأعزب أو الطفل أيضا يحلف بالطلاق وكأنه شيئا عاديا وليس محرما .
ظاهرة سيئة :
سلمى السعيد – ربة منزل – قالت : عادة ما يحلف زوجى بالطلاق عندما يتحدث مع الآخرين وفى حدوث مشادات كلامية فقط .
وقال رضا السيد – محامى – :بطبيعة وظيفتى وتعاملى مع الناس وإحتكاكى بهم جعلنى ذلك أن أحلف كثيرا بالطلاق ولا اتمالك نفسى ، وأحلف أيضا بالطلاق فى المنزل مع مشاجراتى مع زوجتى أو إبنى .
ليلى محمود – محاسبة – أكدت أنها تخاف الحرام وأضافت زوجى دائما مايقوم بالحلف بالطلاق وكثيرا ما أخاف أن تكون علاقاتنا الزوجية وحياتنا كزوجين محرمة دينيا ، ويمكن أن يكون ذلك مايشعرنى بعدم الأمان فى الحياة معه .
عمرو سعيد – تاجر – : كثيرا ما أسمع التجار يحلفون بالطلاق وفى كل المعاملات والاحاديث يحلفون بالطلاق ولكنى أتعصب كثيرا لمثل هذه العادات لأن الشرع والدين حرمها ، ولايجوز استخدامها كثيرا .
وأيدته فى ذلك الرأى سامية حسنى – موظفة – : أن الحلف بالطلاق محرم شرعا ، كما أن من يحلف بالطلاق كثيرا يدل على تربيته وبيئته ومدى معرفته بدينه وإلتزامه .
وقال عبدالرحمن السعيد – موظف – : أن الحلف بالطلاق حرام دينا وشرعا ولايجوز الحلف بالطلاق على أى شىء وعلى أتفه الاسباب ولكن لابد من إعادة وتصحيح لمفاهيم وعادات المجتمع الخاطئة .
غير مستحب :
أما عن رأى الشرع والدين فى مسألة الحلف بالطلاق ، فيقول الدكتور عطية الفياض – أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة جامعة الأزهر – : ليس العاقل هو من يتلفظ ويكثر فى استعمال الحلف بالطلاق، إنما اذا استحالت العشرة بين الزوجين تم الطلاق ، ولكن دون ان يصبح الطلاق كمضغ اللبان على اللسان ، ولا يمكن استخدامه فى معاملاتنا او البيع والشراء ، وربما تحدث مشاكل لحدوث الطلاق ، فالطلاق والحلف به غير مستحب فما بالنا أن يكون الحلف بالطلاق مثل اللبانة على لسان الرجل .
وفى الدين الاسلامى والشرع لا ينبغي للمسلم أن يكثر من الحلف بالطلاق ، بل ينبغي له حفظ لسانه؛ فينبغي للمؤمن أن يتثبت في الأمور، ويحرص على حفظ اللسان عن كل ما لا ينبغي، ومن ذلك الطلاق، فلا ينبغي أن يطلق إلا عن بصيرة وعن نظر وعن عناية، فإذا ظهرت المصلحة والفائدة في الطلاق طلق طلقة واحدة لا زيادة؛ لأنه قد يندم فيراجع زوجته .
أما إذا أراد الزوج التهديد والتخويف، كأن يقول: إن كلمت فلانة فأنت طالق، أو إن ذهبت إلى فلانة فأنت طالق، من باب التخويف والتهديد.
كفارة يمين :
وليس قصده الطلاق، فهذا عند المحققين من أهل العلم والدين فيه كفارة اليمين، ولا يقع به الطلاق، ويعتبر هذا الصواب الذي اختاره جمع من أهل العلم، وإنما أراد به التخويف والتهديد، ولكن بكل حال ينبغي له ترك ذلك والحذر منه، فالاعتياد على الطلاق لا يجوز، ولا ينبغي أن يكون في لسانه؛ لأنه قد يوقعه بقصد، ولأن بعض أهل العلم يراه يقع ولو كان يقصد التخويف والتهديد، فينبغي الحذر وتجنب ذلك؛ احتياطاً لدينه .
ومن الناحية الاجتماعية ، تقول الدكتورة سامية خضر صالح – أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس – : أنه يجب أن نؤمن أولا أن المجتمعات درجات فهناك مجتمعات وصلت لمستوى راقى من الفكر والعولمة ولمستوى راقى من إحترام القوانين، ومجتمعات أخرى دنيا مثلما ذكر الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز " ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات " .
وأضافت : عندما نتحدث عن كثرة الحلف بالطلاق فننظر داخل المجتمع المصرى ففيه أيضا درجات ، فلا يوجد من يحلف بالطلاق فى الدرجات العليا من المجتمع أو الوسطى المرتبطة بالعليا، ولكن من يكثر بالحلف بالطلاق الناس الموجودة فى الدرجات السفلى والمتوسطة المرتبطة بالسفلى لأنها تتأثر بالأسرة والاقارب والبيئة المحيطة الاعلام المتدنى كل ذلك مع إنعدام الثقافة .
وأشارت الدكتورة سامية خضر إلى أن الحل يأتى عن طريق الاعلام والجمعيات الأهلية الراقية ومنظمات المجتمع
المدنى التى يجب أن تجوب المناطق العشوائية وتصل للدرجات السفلى لنشر الوعى والثقافة .
وأوضحت أن المرأة حاليا أصبحت لا تخشى من الطلاق لأن المرأة اليوم متعلمة وأصبح لها شخصية ومستقلة بذاتها حيث العمل ، فأصبحت تقول " بالرجل هعيش وبدونه هعيش " فعرفت المرأة تشق طريقها ، لافتة الى أن البنت حاليا لديها 35 عاما وملتزمة أخلاقيا ودينيا ولكن لاتريد الزواج من رجل غير أخلاقى أو يتحكم بها كما يقال .
وتابعت : أن من الناحية النفسية أيضا تشعر الزوجة بالخوف وعدم الأمان من زوجها الذى يحلف كثيراً بالطلاق ، كما أن أطفاله يتعلمون منه تلك العادة ويتوارثوها ، بدون إدراك لخطورة الحلف بالطلاق وتحريمها .
جعله الله في ميزان حسناتك
دمت برضى الله وفضله
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
جعله الله في ميزان حسناتك دمت برضى الله وفضله |
شكرا لمرورك