التصنيفات
فلسطين

مدينة الخليل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخليل بلد العراقة ويكفي أنها من أقدم مدن العالم التي ما زالت آهلة بالسكان

زيارتها تجمع بين المتعة الدينية والثقافية والترفيهية والعلمية

وأيضا ستجد فيها بضائع من كل حدب وصوب…… رخيصة الثمن وعالية الجودة

كل شيء فيها مميز وخاصة آكلاتها الشعبية اللذيذة التي يتسابق في تذوقها الأجانب مثل :

( القدرة – المقلوبة – الطابون – الملتوت – وسمبوسك – )

إليكم أهلنا في كل مكان برنامجنا المقترح لزيارة الخليل )

لا تفكر أن الخليل قرية بل هي محافظة تعداد سكانها حوالي نصف مليون نسمة ،ومساحتها خمس مساحة الضفة الغربية ، وتقع بين البحرين ( البحر المتوسط غربا في عسقلان ، والبحر الميت شرقا في أريحا )، وتبعد عن القدس 30 كم فقط . وعن بيت لحم 20 كم فقط ، ومشرفة على أعلى قمة في فلسطين جبل الجرمق في النقب جنوبا ، وأخفض منطقة في العالم شرق في مدينة أريحا )

لنبدا بزيارة الخليل

1- الحرم الإبراهيمي الشريف : يرقد فيه جثمان الأنبياء ( إبراهيم واسحق ويعقوب ) عليهم السلام ، وزوجاتهم ، بني زمن الملك هيرودوس ابن أنتي باتر أدومي الأصل ، بني على انقاض البناء السليماني القديم ، وأحجاره يبلغ حجمها ( 4x 3 ) م ، ورصت على مبدأ التفريغ الهوائي تماما كما بنيت أهرامات مصر ، معلم ديني وثقافي ومعماري فريد من نوعه على مستوى العالم .

2- 2- سوق القصبة المغطاة : من أجمل أسواق العالم , يلتف حول الحرم الإبراهيمي الشريف ذات الطابع المعماري الإسلامي والذي يتكون من قناطر مغطاة وحوانيت صغيرة والتي لا يشبهها إلى سوق القصبة في دمشق والسوق القديم في الدار البيضاء في المغرب .

3- كنيسة المسكوبية : من أروع الأديرة والكنائس القديمة والتاريخية وتعبر عن المؤاخاة والتسامح بين الأديان , وتقع في أجمل جبال الخليل ويحيطها الأشجار والحدائق الجميلة .

4- جولة في جامعة الخليل وحرمها الجامعي والتعرف على أقسامها وكلياتها – ومقابلة طلابها .. وإدارتها ثم احتساء المشروبات في مطعمها الخاص.

5- هيا بنا لنمتع نظرنا بأقدم وأجمل الصناعات التقليدية في الخليل والعالم , مصانع الزجاج والخزف , والفخار الملون , والسيراميك المتقن – التحف الخشبية متنوعة الأشكال والأحجام والمواصفات .

6- ( تكية سيدنا إبراهيم ) ، هل تعلم أن سكان الخليل يطهون شوربة القمح والخضروات منذ عهد النبي إبراهيم عليه السلام وحتى الآن ، لكي يقدمونها للضيوف مجانا

( تفتح ابواب التكية من الساعة ( 12- الواحدة ) ظهرا ، وتقع بجانب الحرم الإبراهيمي )

7- التسوق : عندما تدخل الأسواق الشعبية لمدينة الخليل تمتع ناظريك بشتى البضائع الملبية لجميع الأذواق والموديلات المختلفة ، كل شىء رخيص نسبيا وثمنه معقول ، كل شىء جديد من ( أحذية بأنواعها – ملابس مختلفة المقاسات – أقمشة – أدوات منزلية وتحف وهدايا … إلخ ، والأهم من ذلك أن معظمها من إنتاج بلدنا .

اتمنى ان مدينة الخليل اعجبتكم
تحياتي الكم




خليجية



التصنيفات
فلسطين

قالت نابلس فردت الخليل !!!!


من نابلس الى الخليل

من جبل النار الى جبل الدينار

حين تعانقت المدينتان

وقالت نابلس: آه يا خليل الرحمن يا رمز الفخار

فردت الخليل: سلمتي من كل الآهات يا أحلا دار

نابلس: طالت الطريق وشق عليّ المشوار

الخليل: مهما طالت المسافات ففي قلبي رسمتك أجمل تذكار

نابلس: ذبحوني بني صهيون وأبنائي استشهدوا أمام عينيّ وبقي الاصرار

الخليل: لا تحزني… فالشهادة أكرم من عيش مهان وصمت عن عار

نابلس: صدقت والله وأبناؤك عانقوا أبنائي في جنات الواحد القهّار

الخليل: حمدا لله… صبرا يا نابلس لا تهني ولا تحزني فأنت جبل النار

نابلس: لن نهون يا خليل الرحمن بإذن العزيز الجبّار

الخليل: ومهما ضيّقوا علينا بالحواجز وأغلقوا بيننا المنافذ فستبقى

ارواحنا تلتقي وتتعانق رغم أنف العدو وكل غدّار

نابلس: تقبلي كلماتي… لك شوقي وسلامي… لك حبي وودادي…

لك صبري وصمودي…. لك أحلا الأماني يا خليل الرحمن… يا بلسما

لجراحي… يا نقاء في زماني… يا عطرا ملأ حياتي وأنطق كياني.. ..

يا فخرنا في كل الازمان.. يا حنانا يا رونقا يا طيبة سرت في قلب

كل انسان وأزهرت في كل الجنان…

قالت نابلس فماذا ردت الخليل؟؟؟؟




اللهم حرر فلسطين



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aroa1875410
اللهم حرر فلسطين

خليجية
اللهم امين




سلمت يداك وسلمت نابلس والخليل وغزة ورام الله والقدس وجنين وكل فلسطين من كل معتد اثيم والله معك يا فلسطين



عندى امل فيك
نورتينى
والله مع فلسطين
خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

قصة إبراهيم الخليل عليه السلام

هو إبراهيم بن تارخ/ بن باحور/ بن ساروغ/ بن راعو

250/ 148/ 230/ 239

ابن فالغ/ بن عابر/ بن شالخ/ بن أرفخشذ

439/ 464/ 433/ 438

ابن سام/ بن نوح عليه السلام

600

هذا نص أهل الكتاب في كتابهم؛ وقد أعلمت على أعمارهم تحت أسمائهم بالهندي كما ذكروه من المدد، وقدمنا الكلام على عمر نوح عليه السلام فأغنى عن إعادته. وحكى الحافظ أن عساكر في ترجمة إبراهيم الخليل من تاريخه عن إسحاق بن بشر الكاهلي صاحب كتاب "المبتدأ" أن اسم أم إبراهيم "أميلة"، ثم أورد عنه في خبر ولادتها له حكاية طويلة. وقال الكلبي: اسمها "بونا" بنت كربتا بن كرلي، ومن بني أرفخشذ بن سام بن نوح.

وروى ابن عساكر من غير وجه عن عكرمة أنه قال: كان إبراهيم عليه السلام يكنى "أبا الضيفان". قالوا: ولما كان عمر تارخ خمساً وسبعين سنة ولد له إبراهيم عليه السلام، وناحور وهاران، وولد لهاران "لوط".وعندهم أن إبراهيم عليه السلام هو الأوسط، وأن هاران مات في حياة أبيه في أرضه التي ولد فيها، وهي أرض الكلدانيين؛ يعنون أرض بابل.

وهذا هو الصحيح المشهور عند أهل السير والتواريخ والأخبار، وصحح ذلك الحافظ ابن عساكر، بعدما روى من طريق هشام بن عمار، عن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن ابن عباس قال: ولد إبراهيم بغوطة دمشق، في قرية يقال لها: برزة، في جبل يقال له: قاسيون، ثم قال: والصحيح أنه ولد ببابل. وإنما نسب إليه هذا المقام لأنه صلى فيه إذ جاء معيناً للوط عليه السلام.

قالوا: فتزوج إبراهيم سارة، وناحور ابنة هاران، يعنون ابنة أخيه.

قالوا: وكانت سارة عاقراً لا تلد.

قالوا: وانطلق تارخ بابنه إبراهيم وامرأته سارة وابن أخيه لوط بن هاران فخرج بهم من أرض الكلدانيين إلي أرض الكنعانيين، فنزلوا حران فمات فيها تارخ وله مائتان وخمس ستين، وهذا يدل على أنه لم يولد بحران، وإنما مولده بأرض الكلدانيين وهي أرض بابل وما والاها.

ثم ارتحلوا قاصدين أرض الكنعانيين، وهي بلاد بيت المقدس، فأقاموا بحران وهي أرض الكلدانيين في ذلك الزمان، وكذلك أرض الجزيرة والشام أيضاً، وكانوا يعبدون الكواكب السبعة. والذين عمروا مدينة دمشق كانوا على هذا الدين، يستقبلون القطب الشمالي ويعبدون الكواكب السبعة بأنواع من الفعال والمقال. ولهذا كان على كل باب من أبواب دمشق السبعة القديمة هيكل لكوكب منها، ويعملون لها أعياداً وقرابين.

وهكذا كان أهل حران يعبدون الكواكب والأصنام، وكل من على وجه الأرض كانوا كفاراً، سوى إبراهيم الخليل وامرأته وابن أخيه لوط عليهم السلام. وكان الخليل عليه السلام هو الذي أزال الله به تلك الشرور، وأبطل به ذاك الضلال؛ فإن الله سبحانه وتعالى آتاه رشده في صغره، وابتعثه رسولاً واتخذه خليلاً في كبره.

قال الله تعالى:

{ ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين } (سورة الأنبياء:51)

أي: وكان أهلاً لذلك. وقال تعالى:

{ وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه، ذلكم إن كنتم تعلمون * إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون * وإن تكذبون فقد كذب أمم من قبلكم، وما على الرسول إلا البلاغ المبين * أو لم يروا كيف يبدي الله الخلق ثم يعيده، إن ذلك على الله يسير * قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق، ثم الله ينشئ النشأة الآخرة، إن الله على كل شيء قدير * يعذب من يشاء ويرحمن من يشاء، وإليه تقلبون * وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء، وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير * والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم * فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار، إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون * وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثاناً مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً ومأواكم النار وما لكم من ناصرين * فآمن له لوط، وقال إني مهاجر إلي ربي، إنه هو العزيز الحكيم * ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين } (سورة العنكبوت:16ـ27)

ثم ذكر تعالى مناظرته لأبيه وقومه كما سنذكره إن شاء الله. وكان أول دعوته لأبيه، وكان أبوه ممن يعبد الأصنام، لأنه أحق الناس بإخلاص النصيحة له، كما قال تعالى:

{ واذكر في الكتاب إبراهيم، إنه كان صديقاً نبياً * إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً * يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهديك صراطاً سوياً * يا أبت لا تعبد الشيطان، إن الشيطان كان للرحمن عصياً * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً * قال أرغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم، لئن لم تنته لأرجمنك، واهجرني مليا * قال سلام عليك سأستغفر لك ربي، إنه كان بي حفيا * وأعتزلكم ما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا } (سورة مريم:41ـ48)

وذكر تعالى ما كان بينه وبين أبيه من المحاورة والمجادلة، وكيف دعا أباه إلي الحق بألطف عبارة وأحسن إشارة، وبين له بطلان ما هو عليه من عبادة الأوثان التي لا تسمع دعاء عابدها ولا تبصر مكانه، فكيف تغني عنه شيئاً أو تفعل به خيراً من رزق أو نصر؟ ثم قال له منبهاً على ما أعطاه الله من الهدى والعلم النافع، وإن كان أصغر سناً من أبيه:

{ يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهديك صراطاً سوياً } (سورة مريم:43)

أي: مستقيماً واضحاً حنيفاً يفضي بك إلي الخير في دنياك وأخراك. فلما عرض هذا الرشد عليه، وأهدى هذه النصيحة إليه، لم يقبلها منه ولا أخذها عنه، بل تهدده وتوعده قال: (قال أرغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم؟ لئن لم تنته لأرجمنك) قيل: بالمقال، وقيل: بالفعال،

{ واهجرني ملياً } (سورة مريم:46)

أي: واقطعني وأطل هجراني.

فعندها قال له إبراهيم: (سلام عليك) أي: لا يصلك مني مكروه، ولا ينالك مني أذى، بل أنت سالم من ناحيتي، وزاده خيراً فقال:

{ سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً } (سورة مريم:47)

قال ابن عباس وغيره: أي لطيفاً، يعني في أن هداني لعبادته والإخلاص له، ولهذا قال:

{ وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقياً } (سورة مريم:48)

وقد استغفر له إبراهيم عليه السلام كما وعده في أدعيته، فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه كما قال تعالى:

{ وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدةٍ وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه، إن إبراهيم لأواه حليم } (سورة التوبة:114)

وقال البخاري: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثني أخي عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يلقي إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني ألا تخزني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله: إني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذبح متلطخ، فيؤخذ بقوائمة فيلقى في النار"

وقال في التفسير: وقال إبراهيم بن طهمان، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري عن أبيه، عن أبي هريرة. وهكذا رواه النسائي عن احمد بن حفص بن عبد الله، عن أبيه عن إبراهيم بن طهمان به، وقد رواه البزار من حديث حماد بن سلمة، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، وفي سياقه غرابة. ورواه أيضاً من حديث قتادة عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.

وقال تعالى:

{ وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتحذ أصناماً آلهةً، إني أراك وقومك في ضلال مبين } (سورة الأنعام:74)

هذا يدل على أن اسم أبي إبراهيم آزر، وجمهور أهلالنسب، منهم ابن عباس، على أناسمأبيه تارخ، وأهل الكتاب يقولون تارخ بالخاء المعجمة، فقيل: إنه لقب بصنم كان يعبده اسمه آزر. وقال ابن جرير: الصواب أن اسمه آزر، ولعل له اسمان علمان، او أحدهما لقب والآخر علم. وهذا الذي قاله محتمل. والله أعلم.

ثم قال تعالى:

{ وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين * فلما جن عليه الليل رأى كوكباً، قال هذا ربي، فلما أفل قال لا أحب الآفلين * فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربي، فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين * فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر، فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون * إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً، وما أنا من المشركين * وحاجة قومه، قال أتحاجوني في الله وقد هدان، ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي وسع ربي كل شيء علماً، أفلا تتذكرون * وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً فأي الفريقين أحق بالأمن، إن كنتم تعلمون * الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن، وهم مهتدون * وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه، نرفع درجات من نشاء، إن ربك حكيم عليم } (سورة الأنعام:75ـ83)

وهذا المقام مقام مناظرة لقومه، وبيان لهم أن هذا الأجرام المشاهدة من الكواكب النيرة، لا تصلح للألوهية، ولا أن تعبد مع الله عز وجل؛ لأنها مخلوقة مربوبة مصنوعة مدبرة مسخرة، تطلع تارة وتأفل أخرى، فتغيب عن هذا العالم، والرب تعالى لا يغيب عنه شيء ولا تخفى عليه خافيه، بل هو الدائم الباقي بلا زوال، لا إله ألا الله هو ولا رب سواه.

فبين لهم أولاً عدم صلاحية الكواكب لذلك، قيل: هو الزهرة؛ ثم ترقى منها إلى القمر الذي هو أَضوأ منها وأبهى من حسنها، ثم ترقى إلي الشمس التي هي أشد الأجرام المشاهدة ضياء وسناء وبهاء، فبين أنها مسخرة مسيرة مقدرة مربوبة، كما قال تعالى:

{ ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون } (سورة فصلت:37)

ولهذا قال: فلما رأى الشمس بازغة أي: طالعة

{ قال هذا ربي هذا أكبر، فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون * إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً، وما أنا من المشركين * وحاجة قومه، قال أتحاجوني في الله وقد هدان، ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئاً } (سورة الأنعام:78ـ80)

أي: لست أبالي في هذه الآلهة التي تعبدونها من دون الله، فإنها لا تنفع شيئاً ولا تسمع ولا تعقل، بل هي مربوبة مسخرة كالكواكب ونحوها، أو مصنوعة منحوتة منجورة. والظاهر ان موعظته هذه في الكواكب لأهل حران، فإنهم كانوا يعبدونها، وهذا يرد قول من زعم أنه قال هذا حين خرج من السرب لما كان صغيراً، كما ذكره ابن إسحاق وغيره وهو مستند إلي أخبار إسرائيل لا يوثق بها، ولاسيما إذا خالفت الحق.

وأما أهل بابل فكانوا يعبدون الأصنام، وهم الذين ناظرهم في عبادتها وكسرها عليهم، وأهانها وبين بطلانها، كما قال تعالى:

{ وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثاناً مودة بينكم في الحياة الدنيا، ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً ومأواكم النار وما لكم من ناصرين } (سورة العنكبوت:25)

وقال في سورة الأنبياء:

{ ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين * إذ قال لأبيه وقومه ما هذا البتماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين * قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين * قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين * وتالله لأكيدن أصنامكم بعد ان تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلهم إليه يرجعون * قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين * قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم * قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون * قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم * قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألأوهم إن كانوا ينطقون * فرجعوا إلي أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون * ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون * قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم * أف لكم ولما تعبدون من دون الله، أفلا تعقلون * قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين * قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم * وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين } (سورة الأنبياء:51ـ70)

وقال تعالى في سورة الشعراء:

{ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعوكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون * قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين * الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين } (سورة الشعراء:69ـ82)

وقال تعالى في سورة الصافات:

{ وإن من شيعته لإبراهيم * إذ جاء ربه بقلب سليم * إذ قال لأبيه ماذا تعبدون * أتفكاً آلهةً دون الله تريدون * فما ظنكم برب العالمين * فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم * فتولوا عنه مدبرين * فراغ إلي آلهتهم فقال ألا تأكلون * ما لكم لا تنطقون * فراغ عليهم ضرباً باليمين * فأقبلوا إليه يزفون * قال أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون * قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم * فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين } (سورة الصافات: 83ـ98)

يخبر تعالى عن إبراهيم خليله عليه السلام، إنه أنكر على قومه عبادة الأوثان وحقرها عندهم وصغرها وتنقصها، فقال:

{ ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون } (سورة الأنبياء:52)

أي: معتكفون عندها وخاضعون لها، قالوا:

{ وجدنا آباءنا لها عابدين } (سورة الأنبياء:53)

ما كان حجتهم إلا صنيع الآباء والأجداد، وما كانوا عليه من عبادة الأنداد.

{ قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين } (سورة الأنبياء: 54)

كما قال تعالى:

{ إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون * أتفكاً آلهة دون الله تريدون * فما ظنكم برب العالمين } (سورة الصافات:85ـ87)

قال قتادة: فما ظنكم به أنه فاعل بكم إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره. وقال لهم:

{ هل يسمعوكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون } (سورة الشعراء:72ـ74)

سلموا له أنها لا تسمع داعياً ولا تنفع ولا تضر شيئاً، وإن الحامل لهم على عبادتها الاقتداء بأسلافهم ومن هو مثلهم في الضلال من الآباء الجهال، ولهذا قال لهم:

{ أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين } (سورة الشعراء:75ـ77)

وهذا برهان قاطع على بطلان إلهية ما ادعوه من الأصنام؛ لأنه تبرأ منها وتنقص بها، فلو كانت تضر لضرته، أو تؤثر لأثرت فيه.

{ قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين } (سورة الأنبياء:55)

يقولون: هذا الكلام الذي تقوله لنا وتنتقص به آلهتنا، وتطعن بسببه في آبائنا تقوله محقا جادا فيه أم لاعباً؟.

{ قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين } (سورة الأنبياء:56)

يعني: بل أقول لكم ذلك جادا محقا، إنما إلهكم اله الذي لا إله إلا هو، هو ربكم ورب كل شيء لا شريك له، فاطر السماوات والأرض، الخالق لهما على غير مثال سبق، فهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له، وأنا على ذلكم من الشاهدين. وقوله:

{ وتالله لأكيدن أصنامكم بعد ان تولوا مدبرين } (سورة الأنبياء:57)

أقسم ليكيدن هذه الأصنام التي يعبدونها بعد ان يولوا مدبرين إلي عيدهم.

قيل: إنه قال هذا خفية في نفسه. وقال ابن مسعود: سمعه بعضهم. وكان لهم عيد يذهبون إليه في كل عام مرة إلي ظاهر البلد، فدعاء أبوه ليحضره فقال: إني سقيم: كما قال تعالى:

{ فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم } (سورة الصافات:88ـ89)

عرض لهم في الكلام حتى توصل إلي مقصودة من إهانة أصنامهم ونصرة دين الله الحق وبطلان ما تهم عليه من عبادة الأصنام التي تستحق أن تكسر وأن تهان غاية الإهانة. فلما خرجوا إلي عيدهم، واستقر هو في بلدهم

{ فراغ إلي آلهتهم } (سورة الصافات:91)

أي: ذهب إليها مسرعاً مستخفياً، فوجدها في بهو عظيم، وقد وضعوا بين أيديها أنواعاً من الأطعمة قرباناً إليها، فقال لها على سبيل التهكم والازدراء

{ ألا تأكلون * ما لكم لا تنطقون * فرغ عليهم ضرباً باليمين } (سورة الصافات:91ـ93)

لأنها أقوى وأبطش وأسرع وأقهر، فكسرها بقدوم في يده، كما قال تعالى:

{ فجعلهم جذاذاً } (سورة الأنبياء:58)

أي: حطاماً، كسرها كلها

{ إلا كبيراً لهم لعلهم إليه يرجعون } (سورة الأنبياء:58)

قيل إنه وضع القدوم في يد الكبير، إشارة إلي أنه غار أن تعبد معه هذه الصغار!. فلما رجعوا من عيدهم ووجدوا ما حل بمعبودهم

{ قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين } (سورة الأنبياء:59)

وهذا فيه دليل ظاهر لهم لو كانوا يعقلون، وهو مخا حل بآلهتهم التي كانوا يعبدونها، فلو كانت آلهة لدفعت عن أنفسها من أرادها بسوء، لكنهم قالوا ما جهلهم، وقلة عقلهم، وكثرة ضلالهم وخبالهم

{ من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين } (سورة الأنبياء:59)

{ قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم } (سورة الأنبياء:60)

أي: يذكرها بالعيب والتنقص لها والازدراء بها، فهو المقيم عليها الكاسر لها. وعلى قول ابن مسعود: أي يذكرهم بقوله:

{ وتالله لأكيدن أصنامكم بعد ان تولوا مدبرين } (سورة الأنبياء:57)

{ قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون } (سورة الأنبياء:61)

أي: في الملأ الأكبر على رءوس الأشهاد، لعلهم يشهدون مقالته ويسمعون كلامه، ويعاينون ما يحل به من الاقتصاص منه. وكان هذا أكبر مقاصد الخليل إبراهيم أن يجتمع الناس كلهم، فيقيم على جميع عباد الأصنام الحجة على بطلان ما هم عليه، كما قال موسى عليه السلام لفرعون:

{ موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى } (سورة طه:59)

فلما اجتمعوا وجاءوا به كما ذكروا (قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم * قال بل فعله كبيرهم هذا). قيل معناه: هو الحامل لي على تكسيرهم، وإنما عرض لهم في القول:

{ فاسألوهم إن كانوا ينطقون } (سورة الأنبياء:62ـ63)

وإنما أراد بقوله هذا أن يبادروا إلي القول بأن هذه لا تنطق، فيعترفوا بأنها جماد كسائر الجمادات.

{ فرجعوا إلي أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون } (سورة الأنبياء:64)

أي: فعادوا على أنفسهم بالملامة، فقالوا: إنكم أنتم الظالمون، أي: في تركها لا حافظ لها ولا حارس عندها.

{ ثم نكسوا على رءوسهم } (سورة الأنبياء:65)

قال السدي: أي ثم رجعوا إلي الفتنة فعلى هذا يكون قوله:

{ إنكم أنتم الظالمون } (سورة الأنبياء:64)

أي: في عبادتها. وقال قتادة: أدركت القوم حيرة سوء، أي: فأطرقوا، ثم قالوا:

{ لقد علمت ما هؤلاء ينطقون } (سورة الأنبياء:65)

أي: لقد علمت يا إبراهيم أن هذه لا تنطق فكيف تأمرنا بسؤالها!. فعند ذلك قال لهم الخليل:

{ أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم * أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون } (سورة الأنبياء:66ـ67)

كما قال:

{ فأقبلوا إليه يزفون } (سورة الصافات:94)

قال مجاهد: يسرعون، قال:

{ أتعبدون ما تنحتون } (سورة الصافات:95)

أي: كيف تعبدون أصناماً أنتم تنحتونها من الخشب والحجارة، وتصورونها وتشكلونها كما تريدون

{ والله خلقكم وما تعملون } (سورة الصافات:96)

وسواء كانت: "ما" مصدرية أو بمعنى الذي، فمقتضى الكلام أنكم مخلوقون، وهذه الأصنام مخلوقة، فكيف يتعبد مخلوق لمخلوق مثله؟ فإنه ليس عبادتكم لها بأولى من عبادتها لكم وهذا باطل، فالآخر باطل للتحكم؛ إذ ليست العبادة تصلح ولا تجب إلا للخالق وحده لا شريك له.

{ قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم * فأرادوا به كيداً فجعلهم الأسفلين } (سورة الأنبياء:59)

عدلوا عن الجدال والمناظرة لما انقطعوا وغلبوا، ولم تبق لهم حجة ولا شبهة إلي استعمال قوتهم وسلطانهم، لينصروا ما هم عليه من سفههم وطغيانهم، فكادهم الرب جل جلاله؛ وأعلى كلمته ودينه وبرهانه كما قال تعالى:

{ قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين * قلنا يا نار كوني بارداً وسلاماً على إبراهيم * وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين } (سورة الأنبياء:68ـ70)

وذلك أنهم شرعوا يجمعون حطباً من جميع ما يمكنهم من الأماكن، فمكثوا مدة يجمعون له؛ حتى أن المرأة منهم كانت إذا مرضت تنذر لئن عوفيت أن تحمل حطباً لحريق إبراهيم، ثم عمدوا إلي حوية عظيمة فوضعوا فيها ذلك الحطب وأطلقوا فيه النار فاضطرمت وأججت والتهبت، وعلا لها شرر لم ير مثله قط.

ثم وضعوا إبراهيم عليه السلام في كفة منجنيق صنعه لهم رجل من الأكراد يقال له "هيزن"، وكان أول من صنع المجانيق، فخسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلي يوم القيامة. ثم أخذوا يقيدونه ويكتفونه وهو يقول: لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين، لك الحمد، ولك الملك لا شريك لك. فلما وضع الخليل عليه السلام في كفة المنجنيق مقيداً مكتوفاً، ثم ألقوه منه إلي النار، قال: حسبنا الله ونعيم الوكيل.

كما روى البخاري عن ابن عباس أنه قال: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقى في النار، وقالها محمد ين قيل له:

{ إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء } (سورة آل عمران:173ـ174)

وقال أبو يعلى: حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا إسحاق بن سليمان، عن أبي جعفر الرازي، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما ألقى إبراهيم في النار قال: اللهم إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك"

وذكر بعض السلف أن جبريل عرض له في الهواء فقال: يا إبراهيم ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا!.

ويروى عن ابن عباس وسعيد بن جبير أنه قال: جعل ملك المطر يقول: متى أومر فأرسل المطر؟ فكان أمر الله أسرع.

{ قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم } (سورة الأنبياء:69)

قال علي بن أبي طالب: أي لا تضريه. وقال ابن عباس وأبو العالية: لولا أن الله قال: (وسلاماً على إبراهيم) لآذى إبراهيم بردها. وقال كعب الأحبار: لم ينتفع أهل الأرض يومئذ بنار، ولم تحرق منه سوى وثاقه.

وقال الضحاك: يروى أن جبريل عليه السلام كان معه يمسح العرق عن وجهه ولم يصبه منها شيء غيره. وقال السدي: كان معه ملك الظل، وصار إبراهيم عليه السلام في ميل الحوية حوله النار وهو في روضة خضراء والناس ينظرون إليه لا يقدرون على الوصول إليه، ولا هو يخرج إليهم.

فعن أبي هريرة أنه قال: أحسن كلمة قالها أبو إبراهيم، إذ قال لما رأى ولده على تلك الحال، نعم الرب ربك يا إبراهيم!. وروى ابن عساكر عن عكرمة؛ أن أم إبراهيم نظرت إلي ابنها عليه السلام فنادته: يا بني إني أريد أن أجئ إليك، فادع الله أن ينجيني من حر النار حولك، فقال: نعم، فأقبلت إليه لا يمسها شيء من حر النار، فلما وصلت إليه اعتنقته وقبلته ثم عادتع. وعن المنهال بن عمرو أنه قال: أخبرت أن إبراهيم مكث هناك إما أربعين وإما خمسين يوماً وإنه قال: ما كنت أياماً وليالي أطيب عيشاً إذ كنت فيها، ووددت أن عيشي وحياتي كلها مثل إذ كنت فيها، صلوات الله وسلامه عليه.

فأرادوا أن ينتصروا فخذلوا، وأرادوا أن يرتفعوا فاتضعوا، وأرادوا أن يغلبوا فعلبوا. وقال الله تعالى:

{ وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين } (سورة الأنبياء:70)

وفي الآية الأخرى:

{ الأسفلين } (سورة الصافات: 98)

ففازوا بالخسارة والسفال هذا في الدنيا، وأما في الآخرة فإن نارهم لا تكون عليهم برداً ولا سلاماً، ولا يلقون فيها تحية ولا سلاماً، بل هي كما قال تعالى:

{ إنها ساءت مستقراً ومقاماً } (سورة الفرقان:66)

قال البخاري: حدثنا عبيد الله بن موسى، أو ابن سلام عنه، أنبأنا ابن جريج، عن عبد الحميد بن جبير، عن سعيد بن المسيب، عن أم شريك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وقال: "كان ينفخ على إبراهيم". ورواه مسلم من حديث ابن جريج، وأخرجه النسائي وابن ماجه من حديث سفيان بن عيينة، كلاهما عن عبد الحميد بن جبير بن شبية به

وقال احمد: حدثنا محمد بن بكر، حديثا ابن جريج، أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي أمية، أن نافعاً مولى ابن عمر أخبره أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اقتلوا الوزغ فإنه كان ينفخ على إبراهيم النار"، قال: فكانت عائشة تقتلهن. وقال احمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن نافع، أن امرأة دخلت على عائشة فإذا رمح منصوب فقالت: ما هذا الرمح؟ فقالت: نقتل به الأوزاغ، ثم حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن إبراهيم لما ألقى في النار جعلت الدواب كلها تطفئ عنه إلا الوزغ، فإنه جعل ينفخها عليه"

تفرد به أحمد من هذين الوجهين. وقال احمد: حدثنا عفان، حدثنا جرير، حدثنا نافع، حدثتني سمامة مولاة الفاكه بن المغيرة؛ قالت: دخلت على عائشة فرأيت في بيتها رمحاً موضوعاً، فقلت: يا أم المؤمنين ما تصنعين بهذا الرمح؟ قالت: هذا لهذه الأوزاغ نقتلهن به، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا: "إن إبراهيم حين ألقى في النار لم يكن في الأرض دابة إلا تطفئ النار عنه، غير الوزغ كان ينفخ عليه" فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله.

ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يونس بن محمد، عن جرير بن حازم به




بــاركــ اللهــ فيكي ياا الغااليـــة



جزاك الله كل خير



خليجية



جزاكى الله كل خير



التصنيفات
منتدى اسلامي

هذا الأمر الذي اهتم به إبراهيم الخليل وطلب من نبينا محمد –صلى الله عليهما وسلم- أن يوصله لنا

لقـــــــاء العظيمين

الشيخ ابراهيم السكران

الحمد لله وبعد،،

تخيل معي أنه قد اجتمع اليوم أهم رمزين من رموز الفكر العربي.. أو أهم رجلين من رجال السياسة في في عالمنا العربي ..

أو دع المقترح يكون أكثر مرونة .. ولنتخيل اجتماعاً انعقد اليوم يضم أهم شخصيتين في العالم الإسلامي..

برأيك .. وفي تقديرك: ما هو الموضوع الذي تتوقع أن يفتح على طاولة الاجتماع؟

هل تتوقع –مثلاً- أن يكون الموضوع عن الحرية؟ أ ربما يكون موضوع الاجتماع عن النهضة والحضارة والتنمية؟ أم عن البطالة والإسكان؟ أم عن تطورات الإعلام؟ أم أزمة الاقتصاد؟

أم عن ماذا يا ترى؟

ما هو أعظم ملف يمكن أن يليق باجتماع أهم شخصيتين فكريتين .. أو أهم شخصيتين سياسيتين في العالم العربي أو الإسلامي؟

حملق في ذهني هذا السؤال المتخيّل بينما كنت أقرأ خبراً موثوقاً عن اجتماع أهم شخصيتين في تاريخ العالم.. وأدهشني جداً الموضوع الذي دار الحوار بينهما على أساسه..

ربما يعود السبب إلى أننا تعودنا على نمط معين من الأجندات والقضايا في الاجتماعات الهامة.. ولذلك اندهشت من موضوع هذا اللقاء بين أعظم شخصيتين في تاريخ البشرية..

أو ربما يعود الأمر إلى ذوق فكري معين تعودنا عليه في ترتيب القضايا ذات الشأن العام.. فصارت هرمية الأولويات الفكرية الخفية في أذهاننا تتحكم في مفكرة اجتماعاتنا رفيعة المستوى..

المهم .. أنني متأكد أن مزاج القارئ المعاصر يتحرك في مسار غير المسار الذي وصل إلى مستواه هذان العظيمان في تاريخ النوع الإنساني ..

وبشكل خاص فهم هذين العظيمين للقضايا المصيرية والحاسمة التي تستحق أن تنفق فيها الاجتماعات وتبذل فيها الأوقات..

على أية حال .. أشعر أن صديقي القارئ الآن متشوف للاطلاع على قصة هذا الاجتماع لأهم رجلين مشيا على هذا الكوكب ..

لا بأس.. دعني أنقل لك الآن هذا الخبر التاريخي عن اللقاء عالي الطبقة الذي ضم أهم شخصيتين إطلاقاً في أرشيف بني آدم ..

عفواً .. أحببت أيضاً أن أؤكد أن مكان اللقاء هو أيضاً مكان متفرد .. موقع استثنائي .. يليق بعظمة هاتين الشخصيتين .. فقد تم تحديد مكان الاجتماع في منزل لا يصله أكثر الناس.. بل هو موقع خاص لفئة معينة من القادة والمؤثرين..

أما الشخصيتين محل اللقاء .. فبدهي طبعاً أن أهم وأعظم وأجلّ شخصيتين في تاريخ النوع الإنساني كله هما:

إبراهيم بن آزر بن ناحور .. ومحمد بن عبد الله بن عبد المطلب.. صلى الله عليهما وآلهما وسلم.

وكون هذين هما أفضل رجلين خلقهما الله هذه حقيقة معروفة عند المسلمين.. خذ مثلاً قول ابن تيمية:

(وأفضل الخلق: محمد صلى الله عليه وسلم، ثم إبراهيم صلى الله عليهما وسلم)[ابن تيمية، الاقتضاء:2/833، طبعة الرشد]

وقال ابن تيمية أيضاً:

(فصلٌ: وأفضل الأنبياء بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- إبراهيم الخليل)[ابن تيمية، الفتاوى:4/317].

حسناً .. لا شك أن محمد وإبراهيم الخليلين –صلى الله عليهما وآلهما وسلم- هما أعظم شخصين في تاريخ البشرية.. فلننتقل الآن إلى جوهر الموضوع:

متى التقيا؟ واين كان موقع الاجتماع؟ وما موضوع الاجتماع الذي دار الحوار بينهما على أساسه؟

التقى محمد بإبراهيم –صلى الله عليهما وسلم- لما أسري برسول الله ثم عرج به إلى السماء السابعة.

حيث جاء في صحيح البخاري في قصة الإسراء والمعراج:

(ثم مررت بإبراهيم فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح، قلت من هذا؟ قال: هذا إبراهيم)[البخاري:3342]

وجاء في بعض الروايات أن النبي –صلى الله عليه وسلم- التقى بإبراهيم، وإبراهيم مسند ظهره إلى البيت المعمور، والله أعلم.

وأما الموضوع الذي دار بينهما .. والقضية التي فتحت في الاجتماع .. والرسالة الهامة التي أراد إبراهيم إيصالها لأمة محمد .. فقد رواها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعة من الصحابة منهم ابن مسعود، وأبو أيوب الأنصاري، وعبد الله بن عمر، وابن عباس.

واستمع إلى هذه الرواية التي رواها هؤلاء الصحابة عن قصة اجتماع أهم شخصيتين في العالم.. والموضوع الذي تركّز الاجتماع عليه:

(قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)[الترمذي:3462، أحمد:23552، وغيرهم].

والحديث حسنه الترمذي [ح3462] ، وحسّنه ابن حجر في [نتائج الأفكار: 1/101، تحقيق السلفي، مكتبة ابن تيمية]، واستشهد بهذا الحديث ابن رجب وابن تيمية وابن القيم وغيرهم من أهل العلم كما سيأتي.

ولبعض الأئمة المتقدمين كلام عن بعض طرقه كما في [العلل لابن أبي حاتم: 5/309، إشراف د.الحميد].

حسناً .. لا يمكن أن يمر القارئ بهذا الحادثة في اجتماع محمد وإبراهيم الخليلين –صلى الله عليهما وسلم- في السماء ليلة الإسراء إلا وتستولي عليه الدهشة من هذا الأمر الذي اهتم به إبراهيم الخليل وطلب من نبينا محمد –صلى الله عليهما وسلم- أن يوصله لنا..

بمجرد أن يقرأ المسلم قول أبينا إبراهيم (يا محمد أقرئ أمتك مني السلام) فإنه يشعر بشيء من حنين الانتماء والصلة ..

إنه أبونا إبراهيم مهتم بنا .. ويوصل سلامه لنا عبر محمد صلى الله عليهما وسلم ..

إنه أبونا إبراهيم يسلم علينا .. وهو أبونا بنص القرآن (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ)[الحج:78] وفي معنى الأبوة هاهنا أقوال ذكرها أهل التفسير..

أي إحساس بالأهمية والمكانة يشعر به المسلم وهو يقرأ أن إبراهيم خليل الله مهتم بالسلام عليه؟!

وثمة بعد آخر في منزلة هذه الوصية وهي أن إبراهيم الخليل –صلى الله عليه وآله وسلم- رجلٌ ارتحل الآن إلى ربه .. وهو الآن أخبر ما يكون بأنفع شيء لمن لم يمت بعد ..

فتخيل أن رجلاً ذهب إلى الله، ثم يرسل لك وصية بعد أن انتقل عن الدنيا؟ فكيف ستكون أهمية وصيته؟

فهذا إبراهيم أعلم الناس بالله بعد نبينا يرسل لنا وصيةً بعد موته وارتحاله عن هذه الدنيا..

إنها وصية قادمة من رجل سبقنا في الرحلة إلى المستقبل الأبدي .. فكأنها وصية قادمة من المستقبل الذي سنؤول إليه..

وماذا كانت هذه الوصية .. إنها الوصية بأمور تبني لك موقعاً في الجنة:

(يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)

فإبراهيم الآن يتحدث عن الجنة حديث من غادر الدنيا .. ويخبر أن الجنة أرضها طيبة مباركة.. ومياهها عذبة حلوة… وأن الله خلق فيها مساحات مستوية لا نبات فيها، فهي قيعان، لكي يغرس المؤمن فيها أشجاره بقوله (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)..

هذا إبراهيم الخليل الذي آل إلى ربه يريد من محمد صلى الله عليهما وسلم أن يخبرنا نحن بهذه المعلومة ..

إبراهيم يريد منا أن نستثمر الفرصة طالما أننا مازلنا في هذه الدنيا فنستكثر من الغرس في الجنة قبل أن نقدم على الله!

تخيل أنك تقول الآن سبحان الله .. فتغرس لك شجرة في جنات عدن؟!

وتخيل أنك تدلّ صديقاً أو قريباً على فضل سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.. فكلما قالها هذا الصديق أو القريب، غُرِست له شجرة في الجنة، وغُرست لك مثلها، كما في صحيح مسلم (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)[مسلم:1893]..

فربما كنت نائماً أو تتناول طعامك أو منهمكاً في عمل .. والله يغرس لك في الجنة بسبب أقوامٍ دللتهم وذكّرتهم فتفطنوا للذكر ..

وقد بوّب على هذا الحديث العظيم الإمام ابن القيم في منظومته المتلاطمة (الكافية الشافية) المشهورة بالنونية فقال (فصلٌ في أن الجنة قيعان، وأن غراسها الكلام الطيب والعمل الصالح).

ونظم فيها ابن القيم تحت هذا الفصل أبياتاً مستمدة من هذا الحديث فقال:

(أو ما سمعت بأنها القيعان فاغْـ ** ـرِس ما تشاء بذا الزمان الفاني

وغراسها التسبيح، والتكبير، والتـ ** ـحميد، والتوحيدُ للرحمنِ

تباً لتاركِ غرْسِه ماذا الذي ** قد فاته من مدة الامكان

يا من يقر بذا ولا يسعى له ** بالله قل لي كيف يجتمعان؟

أرأيت لو عطلت أرضك من غرا ** سٍ ما الذي تجني من البستان؟)

[الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية: ص 395، طبعة ابن خزيمة، تحقيق العمير]

وجعل ابن القيم هذا الحديث دليلاً لأحد فوائد الذكر .. كما يقول ابن القيم في كتابه الوابل الصيب في فوائد الذكر (الفائدة الثانية والثلاثون: أن الذكر غراس الجنة).

ومن أطرف النظرات والتأملات في هذا الحديث العجيب أن الإمام النووي (676هـ) اعتبر أنه صارت لأهل الحديث رواية متصلة السند إلى النبي إبراهيم .. فإن أهل الحديث يروون هذا الحديث عن الصحابة، والصحابة يروونه عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومحمد يرويه عن إبراهيم الخليل!

كما يعبّر النووي عن هذه النظرة بقوله:

(وقد من الله الكريم علينا وجعل لنا رواية متصلة، وسبباً متعلقاً بخليله إبراهيم -عليه السلام- كما من علينا بذلك فى حبيبه وخليله وصفيه محمد صلى الله عليه وسلم)[تهذيب الأسماء واللغات:1/100، الطبعة المنيرية].

ثم ساق النووي بإسناده هذا الحديث السابق مروراً بالترمذي.

والحقيقة أن التركيز في النظر إلى هذا المعطى، أي كون هذه الوصية من خليل الله إبراهيم لم يكن غائباً عن كثير من أهل العلم .. حتى أن الإمام ابن رجب يقول:

(وصلت إليكم معشر الأمة رسالةٌ من أبيكم إبراهيم، مع نبيكم محمد –عليهما السلام- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت ليلة أسري بي إبراهيم فقال: يا محمد أقرىء أمتك السلام وأخبرهم: أن الجنة عذبة الماء، طيبة التربة، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" )[ابن رجب، لطائف المعارف:120، تحقيق السواس، دار ابن كثير].

فلعلك قد لاحظت أن النووي وابن رجب سلطا الانتباه على كون هذه الرسالة والوصية قادمةٌ إلينا من أبينا إبراهيم الخليل، وينقلها عنه محمد صلى الله عليهما وسلم.. والمستهدف في هذه الوصية .. والمرسل إليه في هذه الرسالة هو نحن.. أي اهتمام بنا بذله هذين النبيين الكريمين على الله..

على أية حال .. هل تتوقع لو اجتمع اليوم اثنان من المفكرين العرب أن يكون اجتماعهم معنياً بقضية (ذكر الله) كما اهتم بها أعظم رجلين في تاريخ البشرية في اجتماعهما في السماء السابعة؟!

لا أظن ذلك .. ويبهجني أن أكون مخطئاً.

النهضة والتقدم والتطور والرقي في ميزان الأنبياء يختلف كثيراً عن الموازين المادية المعاصرة..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم،،

ابوعمر

ختام ذي القعدة 1443هـ

جزى الله كاتبها وناشرها وكل من سعى في نشرها كل خير

سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر




بارك الله فيك

موضوع مميز




كل الشكر لك على هيك طرح مفيد

بارك الله فيك وجزاك الجنه ،،،