التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

معنى قوله تعالى "فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات"

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى :
(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هوالفضل الكبير))
سورة فاطر آيه 32

روي أنه صلى لله علي وسلم بعدما قرأ هذة الأيه قال:

* أما السابق بالخيرات : فيدخل الجنه بغير حساب
* وأما المقتصد : فيحاسب حساباً يسيرا
* وأما الظا لم لنفسه : فيُحبس في المقام . حتى يدخله الهم ، ثم يدخل الجنه ، ثم قرأ هذه الآيه :

[ وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنّا الحَزَنَ إنّ ربنا لغفور شكور]
وروي في الحديث : "" سابقنا سابق . ومقتصدنا ناج ، وظالمنا مغفور له ! ""

وقال عقبه …..
سألت عائشه رضي الله عنها عن هذه الأيه ؟ فقالت : يابني ! كلهم في الجنه .!.
# اما السابق : فما مضى على عهد رسول الله وشهد له بالجنه .!
# وأما المقتصد : فمن تبع أثره من أصحابه , حتى لحق به .!
# وأما الظالم لنفسه : فمثلي ومثلك ، فجعلت نفسها رضي الله عنها معنا .!
وقيل :
"" السابق : من رجحت حسناته على سيئاته.!
"" والمقتصد : من استوت حسناته وسيئاته .!
""والظالم : من رجحت سيئاته على حسناته.!
وقيل :
* السابق : الذي باطنه خير ظاهره .!
* المقتصد : الذي استوى ظاهره وباطنه.!
* الظالم : من كان ظاهره خيراً من باطنه.!
وقيل :
# السابق : هو الذي لم يرتكب صغيره ولا كبيره .!
# المقتصد : أهل الصغائر .!
#الظالم : أهل الكبائر .!

اللهم اجعلنا من السابقين بالخيرات والدينا والمسلمين ..آآآآآمين




بارك الله فيك

رائع جدا

حفظك الرحمن




التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

الخيرات فى قرأت كتاب الله

هل تعلم فائدة قرائة القراَن:

بدعوى الانشغال و ضيق الوقت ،يترك الكثير يومه ينقضى دون أن يجعل لنفسه حظا من كلمات ربه .. يمتع بها بصره ،و يجلو أولا بأول صدأ قلبه ،و يعيد شحذ قوى العزيمة و الإيمان بصدره ..و هذا أقل مما يفعله (القرأن الكريم ) بنا .وقد حدد العلماء ما يتحقق لقارئ القرأن الكريم كالأتى :

1_تدعوا له الملائكة الكرام بالرحمة و المغفرة .
2_يكتب له بكل حرف حسنة ،والحسنة بعشرة أمثالها .
3_يكتب عند الله من الذاكرين و القانتين ،و المقنطرين .
4_تبتعد عنة الشياطين ،وتهجر البيت الذى يتلى فيه .
5_الماهر فى القراءة يبعث يوم القيامة مع السفرة الكرام البررة.
6_يعد من أهل الله و خاصته المتضرعين إليه .
7_يجد فى نفسه قبسا من النبوة ،غير أنه لا يوحى إليه .
8_يمتلئ قلبه بالخشوع ،ونفسه بالصفاء .
9_يزداد قربه من الله ،فيجيب سؤاله .
10_أهل القرأن يذكرهم الله فيمن عنده .
11_يرتفع درجات فى الدنيا أيضا،إذ يرفع الله به أقواما ،و يخفض به أخرين ممن أعرضوا عنه و هجروه .
12_يضئ الله –تعالى – قلبه ،ويقيه ظلمات يوم القيامة .
13_لا يحزنه الفزع الاكبر لأنه فى حماية الله ،ولأن القرأن يشفع له .
14_يكون – بقراءته- سببا فى رحمة والديه و حصول النعيم لهما .
يكون مستمسكا بالعروة الوثقى ، معصوما من الزيغ ،وناجيا من الشدائد .
15_تشمله رحمة الله ،و يحاط بالملائكة ،و تنزل عليه السكينة .
16_قراءته- مع العمل به – تجعل المسلم كالأترجة طعمها طيب ،و ريحها طيب .
17_يرقى إلى قمة المعالى فى الجنة ،و يصعد إلى ذروة النعيم .
18_ايها القارئ لهذا الموضوع ارجو ان تستفيد منه و تعمل به لعله ان شاء الله يكثر من حسناتك يوم 19_القيامة و رتب يومك من جديد حتى لو قرأت عشرة ايات فى اليوم وللزيادة ثواب أكثر مع التوفيق

خليجية




خليجية



التصنيفات
منوعات

المسارعة فى الخيرات

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

فإنَّه ينبغي للمؤمن أن يُسارِع في الخيرات؛ فالعمر قصير، والأجَل قريب،ونحن لا ندرِي متى يأتي الموت، و بالمسارعة إلى الخيرات: المبادرة إلى الطاعات، والسبق إليها، والاستعجال في أدائها، وعدم تأخيرها

فالله أمرنا بالعمل الصالح ، بل وأمرنا بالمسارعة إلى الخيرات والأعمال الصالحة ، لأن هذه الدنيا دار عمل ودار سباق ودار تنافس .

قال تعالى ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين)
وقال تعالى ( فاستبقوا الخيرات)

و يقول تعالى في وصف أنبيائه ورسله ( كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين)
وقال تعالى (أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)

ووصف عز وجل المؤمنين المتقين بأنهم هم الذين يسارعون في الخيرات ويتسابقون إلى فعلها , قال تعالى " وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60(أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) سورة المؤمنون

وحث النبي صلى الله عليه وسلم على المبادرة والمسارعة في عمل الخير , قبل أن تتغير النفوس وتتقلب القلوب , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَاللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا وَ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ أَحَدُهُمْ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا )أخرجه أحمد2/303(8017) و"مسلم" 1/76 .

وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في المسارعة والمبادرة إلى الخير ,وعدم تسويف المسابقة إليه , فعَنْ عُقْبَةَ ، قَالَ:صَلَّيْتُ وَرَاءَ النًّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، بِالْمَدِينَةِ ، الْعَصْرَ ،فَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَامَ مُسْرِعًا ، فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ ، فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا مِنْ سُرْعَتِهِ ، فَقَالَ : ذَكَرْتُ شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ عِنْدَنَا ، فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي ،فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ.أخرجه أحمد 4/7(16251) و"البُخَارِي"1/215(851).

و عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ حِينَيَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِى كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ. أخرجه أحمد 1/230(2042) و"البُخَارِي" 1/4(6) و4/229(3554) و"مسلم" 7/73(6075).

وفي غزوة بدر، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض" فقال عمير بن الحمام: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟. قال "نعم" قال: بخٍ بخٍ. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "ما يحملك على قول بخٍ بخٍ"؟قال: لا والله إلا رجاءة أن أكون من أهلها، قال: "فإنك من أهلها" فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منها، ثم قال: لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل. مسلم: 1901 وغيره.

ولقد تعلم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم هذا الخلق الطيب , عَنْ أَسْلَمَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ:أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَتَصَدَّقَ ، فَوَافَقَ ذَلِكَ عِنْدِي مَالاً ، فَقُلْتُ : الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا ، قَالَ : فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ ؟ قُلْتُ : مِثْلَهُ، وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ ؟ قَالَ : أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ : وَاللهِ ، لاَ أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا. أخرجه الدارمىِ (1660) . وأبو داود (1678) و"التِّرمِذي"3675 .

قال الحسن : رحمه الله : من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره.
وقال وهيب بن الورد : إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل.

هكذا كان المسلمون يتنافسون ويتسابقون على العمل الصالح المؤدي إلى الفلاح والصلاح ثم الجنة: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ (المطففين: من الآية 26
سابِق إلى الخير وبادِر بِهِ * * * فإن مِن خَلفك ما تَعلم
وقَدِّم الخير فُكُلّ امرئ * * * على الذي قَدَّمه يُقْدِم

هذا وقد حذرهم النبي،صلى الله عليه وسلم، من التنافس على الدنيا، فلا يكون صلاحًا ولا فلاحًا،وإنما الهلاك ففي الحديث: "قدم أبو عبيدة من البحرين بمال.. فتعرض له الناس.. فتبسم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حينرآهم.. ثم قال: "أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟" فقالوا نعم.. قال: "أبشروا.. فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخش عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كمابسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كماأهلكتهم" البخاري ومسلم كلاهما في الرقائق

من ثمار المسارعة في الخيرات و فوائده

1- استجابة لله ورسوله .
قال تعالى ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم)

2- دليل على حسن الإيمان وصدق اليقين :
, قال تعالى : " لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِأُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَ أُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114( وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) سورة آل عمران .

3- دليل حب الله تعالى للعبد :
فالمسارعة إلى الخيرات – كذلك – دليل على حب الله تعالى للعبد , وأنه قداختاره ليجعله في الأرض مفتاحا من مفاتيح الخير , قال تعالى " وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) سورة الأنبياء .

4- دليل على علو الهمة ، وقد حث الإسلام على علو الهمة .
قال تعالى (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِاللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار (

وقال تعالى (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ(

وقال صلى الله عليه وسلم )إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ) رواه البخاري .

5- أن الإنسان لا يدري ما يعرض له من موت أو مرض فيغتنم عمره ووقته في الطاعات .

وقد قال صلى الله عليه وسلم ) اغتنم خمساً قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل مرضك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك)

و قالصلى الله عليه وسلم )بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا)
فلا يدري الإنسان متى يهجم عليه الموتلأن الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل

6- سبب لاستجابة الدعاء وقبول الرجاء :
قال تعالى " وَزَكَرِيَّاإِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُالْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) سورة الأنبياء .

7- سبب للسعادة في الدنيا والآخرة :
قال تعالى " لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) سورة التوبة .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ، نَفَّسَاللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا ، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَعَلَى مُعْسِرٍ ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ،وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ،وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا ، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْبُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ ،إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ ،وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ،فِيمَنْ عِنْدَهُ ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ. أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 8/541(26108) و"الدارِمِي" 344و"مسلم" 6952 و"ابن ماجة" 225

8ــ طريق الأجر العظيم و الثواب الجزيل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم::{ إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول. فقال الصحابة: والثانى يا رسول الله قال والثانى } صحيح الترغيب والترهيب [1 /118]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم::{ من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر أنا. قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكرأنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله : مااجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة } . رواه مسلم في كتاب الفضائل.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم::{ «يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفاً تضيء وجوههم إضاءة القمرليلة البدر» فقام عكاشة بن محصن فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال: «اللهم اجعله منهم» ثم قام رجل من الأنصار فقال يارسول الله ادع الله تعالى أن يجعلني منهم فقال صلى الله عليه وسلم: «سبقك بها عكاشة}.رواه البخارى ومسلم

9ــ طريق الوصول للجنة
قال تعالى : {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَ قَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَ كَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَو َفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَ لَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّايَشْتَهُونَ وَ حُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الواقعة 10 ــ 24

والسابقون هم المُبادِرون إلى فعْل الخيرات في الدنيا، وهم في الآخِرة سبقوا إلى الجنَّات، فإن السبق هناك على قدْر السبق في الدنيا، والجزاء من جنس العمل؛ قال – تعالى -:﴿هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60]

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: منْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ ، يَاعَبْدَ اللهِ هَذَا خَيْرٌ ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ : يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عَلَى مَنْ يُدْعَى مِنْ هَذِهِ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأَبْوَابِ كُلِّهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ،وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ.أخرجه "أحمد" 2/268(7621) و"البُخاري" 1897 و"مسلم" 3/91 و"التِّرمِذي" 3674.

وفعل الخيرات في ديننا له سبله المتنوعة وطرقه المتشعبة فلا يتوقف عند الزكوات والصدقات , بل يتعداها إلى كل قول حسن وكل فعل طيب , عَنِ ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فِي ابن ادَمَ سِتُّونَ وَثَلاَثُمِئَهِ سُلاَمَى , أوْ عَظْمٌ , أوْ مِفْصَلٌ , عَلَى كُلِّ واحِدٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَة , كُلُّ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ صَدَقَةٌ , وَعَوْنُ الرَّجُلِ أخَاهُ صَدَقَةٌ , وَالشَّرْبَةُ مِنَ الْماءِ يَسقِيهَا صَدَقَةٌ , وَإِمَاطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ.أخرجه البخاري في (الأدب المفرد) 422.

و عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ:قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَىُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الإِيمَانُ بِاللهِ ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ ،قَالَ : قُلْتُ : أَىُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَنْفَسُهَا عِنْدَأَهْلِهَا ، وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا ، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ : تُعِينُ صَانِعًا ، أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ ؟ قَالَ : تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌمِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ. أخرجه "أحمد" 5/150(21657) و"البُخاري" 3/188(2518) و"مسلم" 1/62(163) .

صفات المسارعين فى الخيرات

1 ـــ قلوبهم مليئة بالخشية والخوف من الله .
قال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِرَبِّهِم مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }المؤمنون ( 57 ــ 61)

2 ـــ عدم الثقة فى قبول العمل والخوف من أن يرد

((قال تعالى إِنَّ الَّذِينَهُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )) ( المؤمنون :57 -61)
قالت عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة : هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله ؟ قال : ((لا يا بنت الصديق ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل)) .

قال أحد الصالحين : أدركت أقواما كانوا أشفق على حسناتهم من أن ترد عليهم منكم من سيئاتكم أن تعذبوا بها
المؤمن جمع احسانا وخشية والمشرك جمع إساءة وأمنا .

3 ـــ الحزن عند افتقاد الخير
4 ـــ اغتنام الكنوز الربانية
مثل التسبيح والهليل والتكبير وكثير من اوجه الخير

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة فى الجنة } رواه الترمذي وقال حديث حسن

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{من قال سبحان الله وبحمده فى يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر } متفق عليه.

قال أحد الصالحين : واعلم أن الساعات تبسط أنفاسا ، وأن كل نفس خزانة ،فاحذر أن يذهب نفس بغير شىء فترى يوم القيامة خزانة فارغة فتندم .

5- علو الهمة :

6- إذا فتر سرعان ما يرجع :
لكل إنسان فتره ولكن هناك من تطول فترته و ربما كانت إلى معصية ، وأما المسارع إلى الخيرات فما إن يفتر حتى يرجع إلى نشاطه السابق ، فلا يقدر على الابتعاد عن ربه كالسمك لا يقدر على الابتعاد عن الماء .

7- إذا عصى سرعان ما يتوب :
كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ،ولا معصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن المسارع إلى الخيرات إذا عصى الله تذكر فخاف منه سبحانه وأقلع وأناب إلى رب الأرباب .

8- الاهتمام بالقلب :
إن في القلب شعثاً لا يلمه إلا الإقبال على الله وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرارمنه إليه وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقةالصبر على ذلك إلى وقت لقائه وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته ودوام ذكره والإخلاص له ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبداوفيه مرض لا يشفيه إلا لقاءمولاه في يوم المزيد .

9- المراقبة :
المسارع إلى الخيرات يراقب الله في حركاته و سكناته ، لا يرضى أن يكون الله تعالى أهون الناظرين إليه

قال المحاسبي : من صحح باطنه بالمراقبة زين الله ناظره بالمجاهدة واتباع السنة .

10- فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات وبعض المباحات :
قال تعالى ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )) (فاطر : 32) .
قال ابن كثير: "﴿وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ﴾ وهو الفاعل للواجِبات والمستَحبَّات، التارِك للمحرَّمات والمكرُوهات،وبعض المُباحَات"، وقال ابن عباس: "السابق بالخيرات يَدخُل الجنَّة بغيرحِساب، والمُقتَصِد يدخل الجنة برحمة الله، والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يَدخُلون الجنة بشفاعة محمد – عليه الصلاة والسلام"

كيف نربى أنفسنا على المسارعة فى الخيرات

1 ـــ الإكثار من ذكر الله
نستشعر الهدف الذى نريد أن نصل إليه وهو الجنة ، وما الذي نريد أن نهرب منه وهوالنار

2 ـــ تذوق أجور الأعمال
نعرض فضل الأعمال على قلوبنا ونتأملها ونتخيلها فمن تلمح فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف

3 ـــ لابد من استعداد لبعض التعب والجهد فى سبيل الوصول لهذه الدرجة
قال أحد الصالحين : النعيم لايدرك بالنعيم،ومن آثر الراحة فاتته الراحة ،بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة ،فلا فرحة لمن لا هم لها ،ولا لذة لمن لا صبر لها ، ولا نعيم لمن لا شقاء لها ، ولا راحة لمن لا تعب لها ، وإذا تعب العبد قليلا استراح كثيرا .

4 ـــ مصاحبة المسارعين في الطاعات
قال أحد الصالحين : مابلغنى عن أحد أنه تعبد بعبادة إلا تعبدت مثلها وزدت عليها .

5 ـــ يجب أن يكون لنا ثوابت يومية لانتخلى عنها

خليجية[/IMG]




خليجية



التصنيفات
منوعات

فاستبقوا الخيرات

——————————————————————————–
خليجية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.,

مال , أعمال , أقوال , لعب , ولهو

كثيرة هي إنشغالتنا
وثواني العمر و دقائقه وساعاته تمضي بنا بأثوابها الملونة فتركض معها تلك الروح سعياً خلف ضباب الأضواء
ويمتد بها المنى

والنهاية رفات عظام بالية
هل يظنون أن الحياة لاتتغير وتبقى على حال واحدة
ام انهم سيعودون الى بطون أنجبتهم وتنمو اعضاءهم مجدداَ وعزلة مطمئنة يحفها الحب والدعوات
هم يعرفون أن نهاية ذلك ايدي ستحملهم كلاً نحو حفرته
وسيذرون التراب فوق الجبين
رحلوا وغادورا أحبابهم
كانوا هُنا وبلحظة يختفون
بعد أن كانت أركان البيت تصدح بهم فلم يبقى لهم سوى ذكريات
لكن يبقى السؤال هل تسابقوا إلى الخيرات
وسارعوا الي جنة عرضها السموات والأرض ؟
ام كانوا يتقلبون فيها لاعبين
نتوقف مندهشين امام سؤلنا مع وجود
دليل
فالله عز وجل يقول في كتابه :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)
وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10)
وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون:9-11].
مع انهم يعرفون النهاية اما جنة عالية قطوفها دانية
وأما نار حامية
ومع كل هذا مازلوا متباطئين نحو العمل للآخرة .,

خليجية




خليجية



التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

فعل الخيرات من اسباب النجاة من الفتن


فعل الخيرات من أسباب النجاة من الفتن

{ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

إنّ مِنْ أسبابِ النجاةِ مِنْ الفِتَنِ : التمسكَ بالكتابِ والسنّةِ والاعتصامِ بهما كما جاء في حديثِ العِربَاضِ بن سَاريةَ رضي الله عنه : " فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ ‏ ‏وَمُحْدَثَاتِ ‏ ‏الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا ‏ ‏بِالنَّوَاجِذِ .."

شواهدَ على ذلكَ من الكتابِ والسنّةِ منها :

قصةُ يُونسَ عليهِ السلامُ في بطنِ الحوتِ كما قالَ اللهُ تعالى : { وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } فَذَكَرَ سبحانَهُ وتعالى أنَّ تسبيحَهُ وصلاتَهُ وطاعتَهُ وذِكرَهُ للهِ عز وجل كان سبباً في نجاته …

وكذلكَ قصةُ جُريجٍ العابد كما في الحديث المتفقِ عليهِ واللفظُ لمسلمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ : عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ , وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا فَاتَّخَذ صَوْمَعَةً فَكَانَ فِيهَا فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي , فَقَالَتْ : يَا جُرَيْجُ .
فَقَالَ : يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ فَانْصَرَفَتْ .
فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ :
يَا جُرَيْجُ , فَقَالَ : يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ فَانْصَرَفَتْ .
فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ :
يَا جُرَيْجُ , فَقَالَ : أَيْ رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ .
فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ .
فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا فَقَالَتْ :
إِنْ شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ , قَالَ : فَتَعَرَّضَتْ لَهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ : هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ , فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ , فَقَالَ : مَا شَأْنُكُمْ ؟
قَالُوا : زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ فَوَلَدَتْ مِنْكَ .
فَقَالَ : أَيْنَ الصَّبِيُّ ؟
فَجَاءُوا بِهِ فَقَالَ : دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ فَصَلَّى فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ وَقَالَ :
يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ ؟
قَالَ : فُلَانٌ الرَّاعِي .
قَالَ : فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ وَقَالُوا نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ , قَالَ :
لَا أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ فَفَعَلُوا .. " الحديثَ

ففي الحديثِ أنَّ مِنْ أسبابِ نجاةِ جُريجٍ عبادتَه في الرخاءِ وصلاتَه وطاعتَه لله عز وجل …

ومِنْ أسبابِ النجاةِ :

الدعاءَ والتوكلَ على اللهِ وملازمةَ التقوى والعبادةَ في زَمنِ الفِتَنِ والأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المنكرِ والالتفافَ حولَ العلماءِ الربانيينَ وغيرَ ذلك …




جَزاكِ الله خيرا حبيبتي




جزآك الله خير

وجعله في موازين حسناتك