حينما امر ابليس ان يجيء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليخبره كيف مكره واغواءه لبني آدم وكل انسان عاقل يعلم ان
الشيطان وراءه منذ خروجه من بطن امه والى ان يتوفاه الله تعالى
واليك اخي القارئ قصة ابليس واغوائه كما وردت في كتاب (أساس الطاعات لجميع العبادات)
والذي الفه بعض الاصحاب رحمهم الله تعالى.
والقصة هي كما وردت: عن ابن عباس رضي الله عنهما
انه قال: فينما نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بيت ابي ايوب الانصاري رحمه الله حتى سمعنا مناديا ينادي من وراء المنزل
وهو يقول افتحوا فان الحاجة لنا بكم قال صلى الله عليه وسلم : هل تدرون من هذا ؟
فقلنا الله ورسوله اعلم فقال ان ذلك ابليس لعنه الله قال عمر رضي الله عنه:
هل تأذن لي يا رسول الله ان اقتله قال عليه السلام انه منتظر الى الوقت المعلوم
ولكنه عبد مأمور افتحوا له الباب فتحوا له ودخل العين فاذا
هو شيخ اعور في لحيته سبع شعرات مثل ذبل الفرس وعينه مشقوقة من قباله
على طول وجهه ورأسه كرأس البعير وظهره محني الى صدره وانيابه كأنياب الفيل
فلما دخل العين قال السلام عليك يا .. محمد فسكت عنه عليه الصلاة والسلام ولم يرد عليه السلام
فقال العين: السلام لله يا محمد فقال نعم ولكنك انت عدو الله يا ملعون ما جاء بك الينا يا ملعون
فقال ما جئت اختيارا بنفسي ولكني جئتك اضطرارا حين سمعت مناديا من السماء
يقول: يا ابليس اجب محمدا وامض اليه واصدق له في كلامك
فبعزتى وجلالي لئن كذبت عليه كذبة واحدة لجعلتك رمادا
واتاني ايضا ملك عظيم من ملائكة العرش وقال لي أجب واصدق له في كلامك
وانا جئتك يا محمد طائع اليك اسأل عما شئت وانا اصدق لك
فو الله لا نزيد عليك حرفا واحدا ولا نقصه
فقال عليه السلام: ان كنت صادق اخبرني ما ابغض الناس اليك
قال انت يا محمد فرح النبي صلى الله عليه وسلم وقال: الحمد لله على ذلك
ثم قال عليه السلام من هو الذي له ثواب مثل ثواب السنة
قال العالم العامل بما علمه والرجل المتوصى بالطاعة حتى لا يكون له عذر يشغله عن طاعة ربه
<I><B><FONT size=5><FONT face=arial>ثم قال عليه السلام :من بعد ذلك يالعين ؟ قال: الفقير الصابر الذي لا يشتكي بفقره للناسBIP
ثم قال عليه السلام: ما تقول في اصحابي ابى بكر وعمر
قال: ما اطاعوني في الجاهلية وكيف يطيعوني فى الاسلام واذا لقيتهما في الطريق فاطلب منهما السلامة
ثم قال عليه السلام: ما تقول في عثمان بن عفان
قال العين: كيف لا نستحي من الذي استحيت منه الملائكة في السماء
ثم قال عليه السلام: ما تقول في علي بن ابي طالب
فقال العين: ليتني لم آراه فاذا رايته في الطريق نسلك من طريق آخر ونطلب منه السلامة ونخضع له فعسى اكون هاربا منه
ثم قال عليه السلام اللهم اسعد امتي ولا تشاركهم ياعدو الله.
فقال العين: اين السعداء من امتك يا محمد وانا حيالهم وكيف ينجو
ا وانا ادخل عليهم من مئتين وسبعين بابا ونجري فيهم كجري الدم في الحم
فو الله الذي خلقني لاغوينهم اجمعين علماؤهم وجهلاؤهم وعبادهم وقراؤهم وامامهم
الا عباد الله المخلصين
ثم قال الصلاة عليه والسلام من هم المخلصين يا عدو الله
قال : هم الذين تركوا الدنيا لاهلها ويبغضون دراهمها والدنانير
ولا يشبعون بطونهم ويتصدقون على الفقراء والمساكين
يا محمد ما دام العبد يبغى البدلة وفي قلبه حب الدنيا وحب الشهوات وترك الاخرة
فهو طابع لي لان حب الدنيا والمال من الكبائر يا محمد
الم تعلم يولد لي في كل يوم الف ولد
وكل ولد يولد له الف شيطان في كل يوم
فمنهم من وكلته بالعلماء حتى اشتغلوا بحب الدنيا
ومنهم من وكلته على حملة القرآن ومنهم من وكلته على الشيوخ
ومنهم من وكلته على العجائز
ومنهم من وكلته على الصبيان والصبيات
وهم تحت اقدامي نلعب بهم كيف نشاء
ومنهم من وكلته على التجار
ومنهم من وكلته على العباد الذين يعبدون في قرون الجبال
يدخلون عليهم من أي باب شاءوا
فقال عليه السلام: اخبرني على: تباعك يالعين
فقال له: الذين يأكلون الربا والحرام ويتركون الصلاة ولا يصلونها في وقتها
والذين يبغضون العلماء
ثم قال عليه السلام: من هو وكيلك منهم
قال له العين آكل الربا
ثم قال عليه السلام: من هو ضيفك منهم ؟
قال : السكران
ثم قال عليه السلام: من هو قرينك ؟
<I><B><FONT size=5><FONT face=arial>قال: الذي يؤخر الصلاة عن اوقاتها ويقرنها أو ينقرها كنقر الديك للحبةBIP
ثم قال عليه السلام : من هو اشرف الناس عندك ؟
قال: من يبغضك ويبغض اصحابك يا محمد
ثم قال عليه السلام: من هو كريمك؟
قال: من يكرم نفسه ويبخل عياله
ثم قال عليه السلام: من هو رفيقك الى النار ؟
فقال الذين يحكمون من غير حق يحكمون بالباطل
ثم قال عليه السلام: من هو حبيبك ؟
قال: النمام القاطع بين الاحباب
قال عليه السلام : من هو رسولك
قال : السحار (السحرة)
ثم قال عليه السلام من هو كاتبك؟
قال: الوشام
ثم قال عليه السلام: من هم قراؤك ؟
قال الشعراء والنائحون والنائحات
ثم قال عليه السلام: من هو اذانك ؟
قال: الزمار
ثم قال عليه السلام: ما هو مجلسك ؟
قال: الاسواق.
ثم قال عليه السلام وما شرابك ؟
قال: كل مسكر
ثم قال عليه السلام: وما هو ظلك ؟
قال : ظلي الاظفار (الاظافر) وظل شعر العانة والابطين اذا طال
ثم قال عليه السلام: وما تحميدك ؟
قال: شهادة الزور
ثم قال عليه السلام: من هو المخلص اليك ؟
فقال: تارك الصلاة عمدا
ثم قال عليه السلام: ما هلاك امتي ؟
قال: البخل والشح
واولادي يجعلون الفقر بين اعين امتك فيكون احدهم شحيح مانع للسائل مستهزء عن العطاء
فيطلب حاجة عنده السائل ولا يعطيها له
فيهلك
ويدل على ذلك قول تعالى: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مفغرة منه وفضلا والله واسع عليم)
البقره (268)(
ثم قال عليه السلام فاخبرني من هو عدوك من امتي ؟
قال: التائبون المخلصون لله عملهم لا يعودون للذنب كما لا يعود البن الى الضرع
ثم قال عليه السلام: ما يحرق وجهك ؟
قال: الصدقة الى الفقراء
ثم قال عليه السلام: ما يكسر ظهرك ؟
قال: صهيل الخيل في سبيل الله
ثم قال عليه السلام: ما يقل جهدك ؟
قال: مجالسة العلماء
ثم قال عليه السلام: ما يبطل عملك ؟
قال: الذكر بالعشي والابكار
ثم قال عليه السلام ؟ فما يعمي عينيك ؟
قال اخراج الزكاة
ثم قال عليه السلام: ما يرجمك ؟
قال : كثرة السجود.
ثم قال عليه السلام: ما يذوب فؤادك ؟
قال: الصلاة عليك يا محمد
ثم قال عليه السلام: وما يسود وجهك ؟
قال الاستغفار بالعشي والابكار
ثم قال عليه السلام: وما يخيب رجاءك ؟
قال: قراءة قل هو الله احد لان قرأتها عصمة من الشياطين ومنجاة العبد من النار
ثم قال عليه السلام: من هو خليك من امتي ؟
قال: الشيخ الزاني
ثم قال عليه السلام: من هو صديقك؟
قال: مانع الزكاة
ثم قال عليه السلام: من هو نصيحك ؟
قال: صاحب الايمان الكاذبة هو الحانث
ثم قال عليه السلام: من هو قرة عينك ؟
قال: الحالف بالطلاق على كل حال
ثم قال عليه السلام: من هو قرينك ؟
قال: الذين ذكرهم في كتابه العزيز ( وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين ايديهم وما خلفهم)
الذين يقرنون الصلاة ويعجلون يركوعهم وسجودهم استحفافا عن حق الله تعالى
فاذا فعلوا ذلك كانوا اخوان الشياطين وقرناؤهم
ثم قال عليه السلام: من هو افضل الناس عندك؟
قال: من جعل لله شريكا والذين يتكبرون عن كتاب الله عزوجل
اعاذنا الله من الشرك ومن الشيطان الرجيم والذين يرقدون على وجوههم للفاعل فيه
فعل قوم لوط
ويلعبون بهم كما يلعب الرجل مع زوجته والذين ينظرون عورات النساء المحصنات
حتى يكون الناظر والمنظور ملعونين لان النظر في وجوه النساء حرام
ثم قال العين: يا محمد لو اسلمت امتك من الكذب وظن السوء فيما بينهم وحلفهم بالله بالكذب
لسالت عليهم وديان من العسل
ولو اسلموا من أكل الربا
لاستجاب الله تعالى لكل داع دعوته
ولو اسلمو من طفيف المكيال والميزان
لمات الشياطين من الجوع وينالون البركة في مكسبهم
لو اسلموا امتك من منع الزكاة لكانت البركة في اموالهم لا تنفذ
ثم قال عليه السلام: هل كلمت احدا من الانبياء قبلي ؟
قال كلمت نوحا في يوم من الايام.
والله أعلم بغيبه واحكامه.
وصلى الله على سيدنا ونبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قصة ابليس عندما جاء للنبي وكان معه الصحابة الكرام((حديث))
الحديث طويل .. اقرأه كله لأنه جميل جداً ومفيد
عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن ابن عباس قال : كنا مع رسول الله في بيت رجل من الأنصار
في جماعة فنادى منادِ : يا أهل المنزل .. أتأذنون لي بالدخول ولكم إليّ حاجة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتعلمون من المنادي؟
فقالوا : الله ورسوله أعلم
فقال رسول الله : هذا إبليس اللعين لَعَنَه الله تعالى
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله؟
هذا والله أعلم.
فقال النبي : مهلاً يا عمر … أما علمت أنه من المُنظَرين إلي يوم الوقت المعلوم؟ لكن افتحوا له الباب فإنه مأمور ، فافهموا عنه ما يقول واسمعوا منه ما يحدثكم
قال ابن عباس رضي الله عنهما : فَفُتِحَ له الباب فدخل علينا فإذا هو شيخ أعور وفي لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير ، وأنيابه خارجة كأنياب الخنزير وشفتاه كشفتي الثور
فقال : السلام عليك يا محمد .. السلام عليكم يا جماعة المسلمين
فقال النبي : السلام لله يا لعين ، قد سمعت حاجتك ما هي
فقال له إبليس : يا محمد ما جئتك اختياراً ولكن جئتك
إضطراراً
فقال النبي : وما الذي اضطرك يا لعين
فقال : أتاني ملك من عند رب العزة فقال إن الله تعالى يأمرك أن تأتي لمحمد وأنت صاغر ذليل متواضع وتخبره كيف مَكرُكَ بني آدم وكيف إغواؤك لهم ، وتَصدُقَه في أي شيء يسألك ، فوعزتي وجلالي لئن كذبته بكذبة واحدة ولم تَصدُقَه لأجعلنك رماداً تذروه الرياح ولأشمتن الأعداء بك ، وقد جئتك يا محمد كما أُمرت فاسأل عما شئت فإن لم أَصدُقَك فيما سألتني عنه شَمَتَت بي الأعداء وما شيء أصعب من شماتة الأعداء
فقال رسول الله : إن كنت صادقا فأخبرني مَن أبغض الناس إليك؟
فقال : أنت يا محمد أبغض خلق الله إليّ ، ومن هو على مثلك
فقال النبي : ماذا تبغض أيضاً؟
فقال : شاب تقي وهب نفسه لله تعالى
قال : ثم من؟
فقال : عالم وَرِع
قال : ثم من؟
فقال : من يدوم على طهارة ثلاثة
قال : ثم من؟
فقال : فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره
فقال : وما يدريك أنه صبور؟
فقال : يا محمد إذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين
فقال : ثم من؟
فقال : غني شاكر
فقال النبي : وما يدريك أنه شكور؟
فقال : إذا رأيته يأخذ من حله ويضعه في محله
فقال النبي : كيف يكون حالك إذا قامت أمتي إلى الصلاة؟
فقال : يا محمد تلحقني الحمى والرعدة
فقال : وَلِمَ
يا لعين؟
فقال : إن العبد إذا سجد لله سجدة رفعه الله درجة
فقال : فإذا صاموا؟
فقال : أكون مقيداً حتى يفطروا
فقال : فإذا حجوا؟
فقال : أكون مجنوناً
فقال : فإذا قرأوا القرآن؟
فقال : أذوب كما يذوب الرصاص على النار
فقال : فإذا تصدقوا؟
فقال : فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين
فقال له النبي : وَلِمَ ذلك يا أبا مُرّة؟
فقال : إن في الصدقة أربع خصال … وهي أن الله تعالي يُنزِلُ في ماله البركة وحبه إلي حياته ويجعل صدقته حجاباً بينه وبين النار ويدفع بها عنه العاهات والبلايا
فقال له النبي : فما تقول في أبي بكر؟
فقال : يا محمد لَم يُطعني في الجاهلية فكيف يُطعني في الإسلام
فقال : فما تقول في عمر بن الخطاب؟
فقال : والله ما لقيته إلا وهربت منه
فقال : فما تقول في عثمان بن عفان؟
فقال : استحى ممن استحت منه ملائكة الرحمن
فقال
: فما تقول في علي بن أبي طالب؟
فقال : ليتني سلمت منه رأساً برأس ويتركني وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط
فقال رسول الله : الحمد لله الذي أسعد أمتي وأشقاك إلى يوم معلوم
فقال له إبليس اللعين :
هيهات هيهات .. وأين سعادة أمتك وأنا حي لا أموت إلي يوم معلوم! وكيف تفرح على أمتك وأنا أدخل عليهم في مجاري الدم واللحم وهم لا يروني ، فوالذي خلقني وانظَرَني إلي يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين .. جاهلهم وعالمهم وأميهم وقارئهم وفاجرهم وعابدهم إلا عباد الله المخلصين
فقال : ومن هم المخلصون عندك؟
فقال : أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالى ، وإذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه مخلص لله تعالى فتركته ، وأن العبد ما دام يحب المال والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا فإنه أطوع مما أصف لكم!
أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد ، أما علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر ، وإن التكبر من أكبر الكبائر
يا محمد أما علمت إن لي سبعين ألف ولد ، ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان فمنهم من قد وَكّلتُه بالعلماء ومنهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ ومنهم من وكلته بالعجائز ، أما الشبّان فليس بيننا وبينهم خلاف وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤا ، ومنهم من قد وكلته بالعُبّاد ومنهم من قد وكلته
بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجوهم من حال إلي حال ومن باب إلي باب حتى يسبّوهم بسبب من الأسباب فآخذ منهم الإخلاص وهم يعبدون الله تعالى بغير إخلاص وما يشعرون
أما علمت يا محمد أن (برصيص) الراهب أخلص لله سبعين سنة ، كان يعافي بدعوته كل من كان سقيماً فلم اتركه حتى زني وقتل وكفر وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى كمثل الشيطان إذ قال للإنسا أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين
أما علمت يا محمد أن الكذب منّي وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقي ، ومن حلف بالله كاذباً فهو حبيبي ، أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم وحواء بالله إني لكما لمن الناصحين .. فاليمين الكاذبة سرور قلبي ، والغيبة والنميمة فاكهتي وفرحي ، وشهادة الزور قرة عيني ورضاي ، ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان مرة واحدة ولو كان صادقاً ، فإنه من عَوّدَ لسانه بالطلاق حُرّمَت عليه زوجته! ثم لا يزالون يتناسلون إلي يوم القيامة فيكونون كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من أجل كلمة
يا محمد إن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة .. كلما يريد أن يقوم إلي الصلاة لَزِمته فأوسوس له وأقول له الوقت باقٍ وأنت في شغل ، حتى يؤخرها ويصليها في غير وقتها فَيُضرَبَ بها في وجهه ، فإن هو غلبني أرسلت إليه واحدة من شياطين الإنس تشغله عن وقتها ، فإن غلبني في ذلك تركته حتى إذا كان في الصلاة قلت له انظر يميناً وشمالاً فينظر .. فعند ذلك أمسح بيدي على وجه وأُقَبّلَ ما بين عينيه وأقول له قد أتيت ما لا يصح أبداً ، وأنت تعلم يا محمد من أَكثَرَ الالتفات في الصلاة يُضرَب ، فإذا صلى وحده
أمرته بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة ويبادر بها ، فإن غلبني وصلى في الجماعة ألجمته بلجام ثم أرفع رأسه قبل الإمام وأضعه قبل الإمام وأنت تعلم أن من فعل ذلك بطلت صلاته ، ويمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة ، فإن غلبني في ذلك أمرته أن يفرقع أصابعه في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة ، فإن غلبني في ذلك نفخت في أنفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة فإن لم يضع يده على فيه (فمه) دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصاً في الدنيا وحباً لها ويكون سميعاً مطيعاً لنا ، وأي سعادة لأمتك وأنا آمر المسكين أنا يدعَ الصلاة وأقول ليست عليك صلاة إنما هي على الذي أنعم الله عليه بالعافية لأن الله تعالي يقول ولا على المريض حرج ، وإذا أفقت صليت ما عليك حتى يموت كافراً فإذا مات تاركاً للصلاة وهو في مرضه لقي الله تعالى وهو غضبان عليه يا محمد
وإن كنت كذبت أو زغت فأسال الله أن يجعلني رماداً ، يا محمد أتفرح بأمتك وأنا أُخرج سدس أمتك من الإسلام؟
فقال النبي : يا لعين من جليسك؟
فقال : آكل الربا
فقال : فمن صديقك؟
فقال : الزاني
فقال: فمن ضجيعك؟
فقال : السكران
فقال : فمن ضيفك؟
فقال : السارق
فقال : فمن رسولك؟
فقال : الساحر
فقال : فما قرة عينيك؟
فقال : الحلف بالطلاق
فقال : فمن حبيبك؟
فقال : تارك صلاة الجمعة
فقال رسول الله : يا لعين فما يكسر ظهرك؟
فقال : صهيل الخيل في سبيل الله
فقال : فما يذيب جسمك؟
فقال : توبة التائب
فقال : فما ينضج كبدك؟
فقال : كثرة الاستغفار لله تعالي بالليل والنهار
فقال : فما
يخزي وجهك؟
فقال : صدقة السر
فقال : فما يطمس عينيك؟
فقال : صلاة
الفجر
فقال : فما يقمع رأسك؟
فقال : كثرة الصلاة في الجماعة
فقال : فمن
أسعد الناس عندك؟
فقال : تارك الصلاة عامداً
فقال : فأي الناس أشقي عندك؟
فقال : البخلاء
فقال : فما يشغلك عن عملك؟
فقال : مجالس العلماء
فقال : فكيف تأكل؟
فقال : بشمالي وبإصبعي
فقال : فأين تستظل أولادك في وقت الحرور والسموم؟
فقال : تحت أظفار الإنسان
فقال النبي : فكم سألت من ربك حاجة؟
فقال : عشرة أشياء
فقال : فما هي يا لعين؟
فقال : سألته أن يشركني في بني آدم في مالهم ولدهم فأشركني فيهم وذلك قوله تعالى وشاركهم في الأموال والأولاد وَعِدهُم وما يَعِدهُم الشيطان إلا غروراً ، وكل مال لا يُزَكّى فإني آكل منه وآكل من كل طعام خالطه الربا والحرام ، وكل مال لا يُتَعَوَذ عليه من الشيطان الرجيم ، وكل من لا يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد سامعاً ومطيعاً ، ومن ركب دابة يسير عليها في غير طلب
حلال فإني رفيقه لقوله تعالي وأجلب عليهم بخيلك ورجلك
وسألته أن يجعل لي بيتاً فكان الحمام لي بيتاً
وسألته أن يجعل لي مسجداً فكان الأسواق
وسألته أن يجعل لي قرآناً فكان الشعر
وسألته أن يجعل لي ضجيعاً فكان السكران
وسألته أن يجعل لي أعواناً فكان القدرية
وسألته أن
يجعل لي إخواناً فكان الذين ينفقون أموالهم في المعصية ثم تلا قوله تعالي إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين
فقال النبي : لولا أتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك
فقال : يا محمد سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم لا يروني فأجراني على عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت وإن شئت في ساعة واحدة .. فقال الله تعالى لك ما سألت ، وأنا أفتخر بذلك إلي يوم القيامة ، وإن من معي أكثر ممن معك وأكثر ذرية آدم معي إلي يوم القيامة
وإن لي ولداً سميته عتمة يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة ، ولولا ذلك ما وجد الناس
نوماً حتى يؤدوا الصلاة
وإن لي ولداً سميته المتقاضي فإذا عمل العبد طاعة سراً وأراد أن يكتمها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحوا الله تعالى تسعة وتسعين ثواباً من مائة ثواب
وإن لي ولداً سميته كحيلاً وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبداً
وما من امرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان يقعد في حجرها يزينها للناظري ويقولان لها أَخرِجي يدك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك
ثم قال : يا محمد ليس لي من الإضلال شيء إنما موسوس ومزين ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحداً على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمد
رسول الله ولا صائما ولا مصلياً ، كما أنه ليس لك من الهداية شيء بل أنت رسول ومبلغ ولو كانت بيدك ما تركت على وجه الأرض كافراً ، وإنما أنت حجة الله تعالي على خلقه ، وأنا سبب لمن سبقت له الشقاوة ، والسعيد من أسعده الله في بطن أمه والشقي من أشقاه
الله في بطن أمه
فقرأ رسول الله قوله تعالى : ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك
ثم قرأ قوله تعالى : وكان أمر الله قدراً مقدوراً
ثم قال النبي يا أبا مُرّة : هل لك أن تتوب وترجع إلى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة؟
فقال : يا رسول الله قد قُضِيَ الأمر وجَفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فسبحان من جعلك سيد الأنبياء المرسلين وخطيب أهل الجنة فيها وخَصّكَ واصطفاك ، وجعلنى سيد الأشقياء وخطيب أهل النار وأنا شقي مطرود ، وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقت فيه
وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فهذا الحديث لا أصل له، بل هو مكذوب بيِّن الكذب لا تجوز حكايته إلا على سبيل التحذير منه والتنفير عنه، وفيه من الكذب السامج ما ينزه صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم عن أن ينسب إليه مثله. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
.
.
لذا يغلق