حتى أنه لا داعي لشرح أهمية حليب الصدر وأفضليته للطفل فهو يحتوي على كل من العناصر اللازمة للطفل حتى ينمو بشكل صحي والعديد من كريات المناعة الأساسية للطفل لحمايته من غزو الجراثيم، والجزء الأكثر أهمية هو مظهر الرضا النفسي . من خلال الرضاعة من الصدر، فإن الأم والطفل سوف يشعران بصلة حميمة بينهما، وهي جزء مهم يجب أن يحصل عليه الطفل نفسيا وهي الثقة .بالإضافة الى ذلك فان الرضاعة الطبيعية تساعد الأم على الشفاء العاجل، حينما يمتص الطفل الحلمة فإن ذلك يحفز الرحم على التقلص للرضاعة الطبيعية مثلا تناول دواء طبي آو التقاط أي مرض يمكن أن يؤثر على الطفل، فان كافة الأطباء يوصون بشدة على الرضاعة الطبيعية .وحتى لو كنت في وضع عليك فيه اختيار حليب التركيبة لاستبدال حليب الصدر، فراعي النوع الأقرب لحليب الصدر مثل حليب ما ييل مام فهو غذاء الطفلالرضيع.
أسلوب الرضاعة الطبيعية :
عندما ترضعين طفلك يجب أن تكوني في أكثر وضع مريح والأكثر استرخاء في اليوم الأول، ربما يكون أكثر راحة لك أن يكون طفلك مستلق إلى جانبك وبعد ذلك .ربما تفضلين إرضاعه وآنت جالسة على كرسي .قبل إرضاع طفلك، اغسلي يديك وصدرك بماء دافئ . لا نوصي باستخدام الصابون حيث أن الطفل سيمتصه .حاولي إرضاع طفلك بثدي واحد لمدة 10 دقائق ثم ارضعيه من الثدي الثاني لمدة 10 دقائق أخرى لمساعدة نفسك على التذكر، يمكنك استخدام دبوس آمن على ملابسك لوضع علامة على الجانب الذي أرضعت منه آخر مرة .
وفي الحقيقة فإن الطفل يأخذ كفايته من الحليب من الثدي الأول، ولكن لتحفز الثديين على إنتاج الحليب بصورة متساوية، يجب ان يمص الطفل كلا الثديين في كل مرة ومع أن الطفل يعرف كيف يمتص من الثدي بالغريزة لكنه يستصعب مســـــــــك الحــــلمة الكبيرة بفـــــمه . لذا ففي المـــرات الأولى من الرضاعة، امسكي الحلمة بأصبعي الشاهد والوسطى وضعيه في فم الطفل . تأكدي أن الطفل قد فتح فمه بشكل كاف ليمسك ليس فقط الحلمة ولكن أيضا جزءا من القرص ( المنطقة الداكنة التي تحيط بالحلمة ) . وجهي القرص للأسفل حتى يحفز تدفق الحليب وبنفس الوقت، يحمي الطفل من الاختناق بالثدي .
اطعمي طفلك بفترة لا تزيد عن 20 دقيقة في المرة الواحدة .لتحرير الحلمة، ضعي إصبعك بين فم الطفل وثدييك، فإذا كان الطفل قد اخذ كفايته من الحليب فسوف يتحرر الثدي من فم الطفل بسهولة دعي الطفل يتدشأ كل مرة خلال وبعد الإرضاع.
احملي الطفل للأعلى ودعيه يسترخي على كتفيك . ربتي على ظهره بلطف، ضعي قطعة قماش او فوط على كتفك حيث ان الطفل يمكن ان يتقيأ بسهولة وهو يتدشأ .
يمكنك توزين الطفل مرة في الأسبوع للمتابعة .بعد الرضاعة اغسلي الحلمات بشكل كامل بالماء الدافئ واتركيهم فترة في الهواء حتى يجفوا .ضعي قطعتي تبطين طبيتين داخل الصدرية لامتصاص الحليب المتسرب . إذا تشققت او جف ، يمكنك استعمال فيتامين ( أ )أو كريم مطري .
تكرار الرضاعة :
عليك وضع برنامج الرضاعة الخاص بك بما يلاءم احتياجات طفلك .وبالأخص فأنت ستطعمين طفلك في كل مرة يجوع فيها . في فترة أول أسبوعين، يحتاج الطفل إلى إطعامه كل ساعتين إلى ثلاث ساعات حتى خلال الليل .وبعد حوالي شهر أو شهرين بعد الولادة، تكون فترة الرضاعة متباعدة أكثر، كل 4 ساعات تقريبا 5 مرات في اليوم .ويبدو أن الثدي ينظم كمية إدرار الحليب حسب متطلبات الطفل آليا .
إنتاج حليب الصدر :
في الأيام القليلة الأولى، يدر الثدي الحليب تلقائيا، وهو حليب كثيف مصفر غني بالحبيبات المناعية التي تحفز أمعاء الطفل للتخلص من البراز الأسود اللزج ( العقي ) .
ويستطيع الطفل أن يعيش على هذا الحليب لبضعة أيام، ثم يصبح الحليب أكثر بياضا وأكبر كمية كلما امتصه الطفل، ويحفز على الإنتاج، بينما ترضعين من صدرك، عليك تحديد المنبهات كالقهوة أو الشاي الأسود إلى 2 ¬ 3 فنجان في اليوم وأن لا تشربي المشروبات الكحولية أو تدخين السجائر . احتياطك عند حاجتك للدواء، استشيري طبيبك في كل مرة تحتاجين تناوله، فإنه يمكن أن يتخلل جهازك ويذهب إلى طفلك بواسطة حليبك .ابقي ثدييك والحلمتين نظيفتين لتجنب أي عدوى في القناة الثديية أو الحلمتين .عندما تأخذين حماما أو دوشا اغسلي حلمتيك تماما بالماء فقط دون استعمال الصابون .لإنتاج حليب كافي، تناولي أكوابا إضافية من الماء، وشاي الأعشاب والحليب أو العصير مع الطعام المتوازن خففي من تناول الملفوف أو البقوليات لأنها تسبب الغازات . تمتعي بالفواكه الطازجة والخضروات والأطعمة الغنية بالبروتين، إن رضاعة الصدر ليست نشاطا ارضاعيا فحسب، فهي كذلك تمنحك علاقة حميمة مع طفلك ستبقى في ذاكرتك للأبد .
كيفية تحضير زجاجة الرضاعة :
إن نظافة الزجاجات والحلمات وأغطية الزجاجات والأنابيب والدوائر اللولبية مهمة جدا ويجب أن تغسل كافة الأدوات بشكل تام وتعقم قبل كل وجبة لأن الأطعمة تتلوث بسهولة بالبكتيريا المسببة للالتهابات . لذا كوني حريصة عند تحضير زجاجة الرضاعة .
نرجو أن تتبعي تعليماتنا :
1¬ اغسلي يديك تماما بماء نظيف وصابون قبل تحضير وجبة الحليب .
2¬ اغلي بقدر نظيف وكبير كمية من ماء الشرب .
3¬ بينما يسخن الماء، اغسلي كافة أدوات الرضاعة، كالزجاجة والأغطية والأنابيب والدوائر اللولبية بمادة منظفة باستعمال فرشاة خاصة بالزجاجة .أخيرا اشطفي كل الأدوات بماء بارد حتى تختفي عنها كل الرغوة .
4¬ اغمري كل الأدوات والزجاجات والأغطية والأنابيب والدوائر اللولبية في المياه الساخنة .غطي القدر واغلي لمدة 10 دقائق على الأقل
5¬ بعد 10 دقائق، اخرجي كافة الأدوات بملقط نظيف أو بشوكة نظيفة وضعيها على سطح نظيف لتجف مع وضع الزجاجات مقلوبة ثم تخلصي من الماء المتبقي .
6¬ اغلي ماء شرب نظيف في وعاء ( إبريق ) نظيف ويجب أن تكون الكمية أكثر بقليل من الكمية المطلوبة لتحضير وجبة الحليب، اتركي الماء يغلي مدة 5 دقائق
7¬ صبي الكمية المطلوبة من الماء المغلي في الزجاجة واتركيها حتى تبرد بما يقارب 50 درجة مئوية .
8¬ أضيفي الكمية الصحيحة من غذاء الحليب حسب جدول التغذية أو نصيحة طبيبك، استعملي فقط المغرفة الخاصة بذلك .
9¬ أغلقي زجاجة الرضاعة بالغطاء النظيف .
10¬ رجي الزجاجة حتى تذوب البودرة بشكل تام .
11¬ ضعي الحلمة على الزجاجة بدون أن تلمسي الجزء الذي يدخل في فم الطفل، اتركيها لتبرد حتى درجة حرارة الشرب .
العناية بالطفل :
أ¬ ولادة الطفل :1¬
البكاء :
إنها الطريقة الوحيدة التي يستطيع الطفل بواسطتها أن يعبر عن احتياجاته، ففي معظم الأحيان يبكي الطفل عندما يكون بحاجة إلى تغيير حفاضته المبللة، أو أنه جائع أو عطشان أو أنه غير مرتاح . وفي أحيان أخرى يبكي الطفل طالب من اأمه أن تحمله . وبعد فترة من الوقت تدرك الأم ما يريده طفلهامن طريقة بكائه .
2¬ الفروق الفردية لكل طفل :
يكفي أن يجذب الطفل أمه فقط لأنه طفلها ولكن ل تكون ردود الفعل متشابهة عند جميع الأطفال في بيئتهم الجديدة .
إن الفردية لكل طفل تتأثر غالبا بثلاثة عوامل :
1) مستوى التطور الجسمي .
2)الطبيعة الموروثة للطفل.
(3 البيئة المحيطة .
إن فترة إدراك الطفل تختلف من طفل لآخر، وبالرغم من ذلك فإنها تكون بين 280 يوما تقريبا. ويستطيع الطفل ان ينمو في كل يوم في رحم أمه، لهذا فإنه في خلال أيام قليلة يكبر الجنين كثيرا .إن الخاصية الطبيعية لكل طفل تمثل ردود فعل معقدة عندما تتعرض لظروف مختلفة . بعض الأطفال هادئون مرحون وبعضهم عنيدون نكدون ولا ينامون جيدا، والبعض الآخر نشطون وحساسون من ناحية تفاعلهم مع البيئة، لهذا ليس من الضروري أن تقارني طفلك بطفل جارتك وتتساءلين لماذا يختلف طفلي عن الآخرين؟ عليك أن تعترفي وتقرّي بالحقيقة التي تقول : إن طفلك فريدا جدا، له استقلاليته وخاصيته، فلا تترددي في ان تعبري عن حبك ورعايتك له .وفي فترة وجيزة سيصبح طفلك رقيقا وسعيدا وينمو بشكل جيد .
3¬ دور الأهل :
بالنسبة للطفل المولود حديثا يكون عالمه الجديد عالما رائعا ومثيرا . يرى الطفل الشمس المشرقة ويسمع الأصوات المختلفة حوله، وهناك كذلك ملمس ثيابه المحيطة بجسمه وكذلك ملمس الأرض القاسية التي يمشي عليها .وشعور غير مألوف بالهواء النقي الذي يدخل انفه . هذه الأمور الرائعة غير معدودة .تجعل طفلك غير قادرا على التعامل مع كل هذه الأشياء بلمحة بصر . فانه صعب بما فيه الكفاية للطفل مجرد القيام بالأعمال الأساسية، مثل : مص حلمة الأم، هضم الطعام والإخراج، الطفل بحاجة شديدة لرعايتك الحنون واهتمامك الفائق .الطفل يعتمد كليا على الآخرين .تحت هذه الظروف يحتاج كل من الطفل والأهل أن يتفاعلوا معاً مراراً وتكراراً . وبالتالي فالشعور بالاهتمام يقوى أكثر فأكثر . عندما يشعر طفلك انه مهتم به، محبوب وقريب من ذويه، فانه يشعر بالأمان والرضي ويصبح شخصا متكامل النمو وأكثر فاعلية في تبني بيئته
جزاكي الله خير