الحمد لله
قراءة القصص والروايات العاطفية ، يترتب عليها مفاسد كثيرة ، لاسيما إذا كان القارئ أو القارئة في سن الشباب ، ومن هذه المفاسد : تحريك الشهوة ، وتهيج الغريزة ، وإفساح المجال للخيالت والأفكار الرديئة ، وتعلق القلب بطل القصة أو بطلتها ، وشغل الوقت بما لا ينفع في دين ولا دنيا ، بل بما يضر غالبا ، وقد جاءت الشريعة بسد الأبواب المفضية إلى الحرام ، فأمرت بغض البصر ، ومنعت من الخلوة والخضوع بالقول ونحوه مما يهيج ويثير ويدعو إلى الفاحشة ، ولا شك أن قراءة هذه الروايات هو على الضد من ذلك تماما ، لما يدعو إليه من الرغبة في التعرف على الرجال والتعلق بهم وبصورهم وأشكالهم وأنماط مخاطباتهم مع الفتيات ، إضافة إلى عرض الصور الفاضحة للعشق والهيام والقاء والحرام ، وما كان كذلك فلا شك في تحريمه . ثانيا سماع الاغاني حرام والادله على ذلك كثير ثالثا .
مشاهدة الأفلام الرومانسية ، يقال فيها ما قيل في قراءة الروايات العاطفية ، بل الأفلام أعظم ضرا ، وأكثر فسادا ، لما تشتمل عليه من تجسيد المعاني في صور وحركات ومواقف ، ولما فيها من رؤية العورات ، ومطالعة الفجور ، مع الموسيقى التي تصاحبها في عموم الأحوال ، وفيها من تهيج الشهوات ، وإثارة الغرائز ، والدعوة للفاحشة ، ما لا يخفى على عاقل . فمن العجب ألا تكوني قلقة بشأن مشاهدة هذه الأفلام .
والحاصل : أن ذلك كله ممنوع ، وأنه باب من أبواب الحرام والإثم ، وفاعله على خطر عظيم ، فقد النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ ، وَزِنَا الِّسَانِ الْمَنْطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ ) رواه البخاري (6243) ومسلم (2657) ، وفي رواية لمسلم : ( كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ ، وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ ، وَالِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلامُ ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى ، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ ) فتأملي هذا الحديث العظيم ، وانظري في أمر الأفلام التي ذكرتِ ، فإن مشاهدتها تتضمن زنا العينين والأذنين والقلب الذي يهوى ويتمنى ، فنسأل الله السلامة والعافية .
واعلمي أن ترك الحرام واجب على الفور ، وأن الذنب بعد الذنب يظلم القلب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ الَّهُ ( كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) رواه الترمذي (3334) وابن ماجة (4244) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
واعلمي أيضا أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، فبادري بالتوبة النصوح ، وأقلعي عن هذه المحرمات ، وانشغلي بما ينفعك في دينك ودنياك ، وأكثري من قراءة القرآن ، ومطالعة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيرة أمهات المؤمنين ، وسير الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، واستمعي للمحاضرت النافعة ، التي تذكرك بالله ، وترغبك في الدار الآخرة ، وتزهدك في الحرام .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب

مشكورة :icon_razz:
وجعل ماكتبتيه في موازين حسناآآآآآآآآتك
مشكوؤوؤوؤوره على التنبيه يالغآآآليه
الله يهدينآآآآ جميعآآآ………..{