الروتين ضروري للمولود الجديد ومصدر أساسي لمنحه الطمأنينة وهذا ما يجعل الأمور أسهل علينا في النهاية… إليك لمحة مفصلة عن كيفية اعتماد روتين منتظم مع المولود الجديد لعيش السنة الأولى من عمره بسلام وراحة
لا تنسي أبداً الأشهر التسعة التي قضاها طفلك الصغير في فقاعة داخل بطنك! فيالأسابيع الأولى، لا يعرف الطفل أي شيء عن مفهوم الوقت. لم يعتد على دورة الـ24ساعة. إنها المعركة نفسها ليلاً نهاراً: ملء بطنه الصغير المتضور جوعاً. ومن ثمالنوم لساعات قليلة، سواء كانت الساعة العاشرة صباحاً أو الرابعة بعد الظهر أوالعاشرة ليلاً.
ساعته هي معدته، ومقياس ضغطه هو الحفاض الممتلئ بالأوساخ الذييزعجه. يمكن أن يستمر الحال طويلاً على هذا المنوال إلا إذا قررنا فرض القواعد. بالفعل، ليس الوقت باكراً أبداً لفرض بعض العادات النظامية: ساعة النوم، إجراءاتتغيير الحفاض، تناول الوجبات في مواعيد محددة. من شأن هذه الأمور تبسيط حياةالعائلة وإفادة الطفل في الوقت نفسه إذ يحتاج إلى مقدار كبير من الاستقرار والأمان.
بالفعل، حين يطمئن الطفل لأسلوب عيش منظم، يرغب في التطور والتقدم. وعند التعرفشيئاً فشيئاً إلى مفهوم الوقت، يستوعب الطفل حرمانه وغيابنا عنه بصورة أفضل. يعرفأن الماما ستععود إذا غابت، وأنه سيحصل على وجبة جديدة بعد فترة إذا انتهى من تناولوجبته الحالية، وما إلى ذلك.لكن لوضع الأسس الصحيحة في هذاالمجال، يجب أن تكون الأمل بارعة في التنظيم وعنيدة في مواقفها، وقادرة على تكييفالمسائل مع عمر الطفل.
– من الولادة وحتى عمر 3أشهر
– بدءاً من عمر 3 أشهر
يجب عدم تفويت طقوس النوم والاستيقاظ. فطقوس الصباح مهمة جداً لكي يبدأ الطفل نهاره بثقة. سلام حنون ومن القلب، ورضاعةحميمة ومن ثم تنظيف متأنٍ. تبدأ مواعيد وجبات الطعام بالتثبت تدريجياً.
يتعلمالطفل الانتظار ريثما تحضر له أمه قنينة الحليب: يرى علبة الحليب وهي تفتح، وقنينةالماء وهي تسكب، وصوت خلط الماء بالحليب. حاولي قدر الإمكان الحفاظ على مواعيدمحددة، مع ضرورة تكييف وقتك حسب متطلبات الطفل. احرصي دوماً على جعل القيلولة فيغرفة شبه مظلمة، وليس مظلمة تماماً مثلما يحصل في نوم الليل. في هذا العمر، لا يخافالطفل من الظلام الدامس.
كما أن معطيات الوقت، مثل الموسيقى الخفيفة الصادرة مندميته المتحركة، هي معالم تشير له بأن موعد الراحة قد حان. وفي المساء، حتى لو كنتمستعجلة ومتعبة، حاولي الحفاظ على هذا النوع من الطقوس. خصصي ربع ساعة من وقتكلتدليل طفلك قبل وضعه في مغطس الاستحمام، على صوت موسيقى عذبة وهادئة. قدمي له منثم وجبة الطعام بعد تخفيف الإنارة إذا أمكن. ما إن يقدّر الطفل هذه اللحظاتالحميمة، أي بدءاً من عمر 8 أشهر، يمكنك الشروع في قراءة قصة له. بعد ذلك، ما عليكإلا تخفيف الضوء ووضع طفلك في مهده.
– بدءاً من عمر 10أشهر
في هذه المرحلة، يمكنك الشروع في تكييف روتين الطفل مع روتينك. تصبح عاداته الناجمة عن حاجات فيزيولوجية معالم اجتماعية. بالفعل، يمكن عيش الساعاتالتي تسبق النوم مثل لحظات مشاركة، لكن كلما اقترب موعد النوم، توجب على الأمالابتعاد عن النشاطات المنبهة والمثيرة لليقظة (مثل التلفزيون، ولعبة الغميضة…). في هذه المرحلة، يتوقف الطفل عن أخذ القيلولة في نهاية بعد الظهر.
تطول أوقاتاستيقاظه ويحب الطفل تناول وجباته في مواعيد منتظمة ومع العائلة. صحيح أنه لا يزالصغيراً جداً، لكن الوقت ليس باكراً أبداً لتعليمه العادات الجيدة. استفيدي لتعليمهضرورة غسل اليدين قبل تناول الطعام، باستعمال مناديل مبللة مثلاً… إنه معلم آخرللوقت…
خلال الأشهر الستة الأولى، يبدل الطفل إيقاعحياته مرات عدة. بالفعل، تتباعد أوقات نومه، وتطول أوقات استيقاظه. ويشارك الطفلشخصياً أحياناً في تحديد برنامجه اليومي، لكن توجد طقوس لحسن الحظ لمعالجة هذهالمشكلة.
إلا أنه يجب تخصيص وقت للوقت. يقول أطباء الأطفال مثلاً إن الرضاعة منالثدي تعطى للطفل حسب طلبه، ولا يزال الوقت مبكراً طبعاً لفرض روتين في هذا المجال. إلا أن الأم تستطيع بنفسها تحديد مواعيد الضوء والاستحمام. لتعليم الطفل مثلاً علىالتمييز شيئاً فشيئاً بين الليل والنهار، تغلق النوافذ ليلاً، فيما تغلق الستائرفقط نهاراً في ساعات النوم. وبالنسبة إلى الحمام، يستحسن جعله قرابة السادسة والنصفمساء بحيث يشعر الطفل بالارتياح قبل الطعام والنوم