التصنيفات
منتدى اسلامي

الجليس الصالح والجليس السوء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اقتضت حكمة الله تعالى فى خلقه أن جعل الإنسان ميالاً بطبعه إلى مخالطة الآخرين ومجالستهم والاجتماع بهم.
وهذه المجالسة لها أثرها الواضح فى فكر الإنسان ومنهجه، بل وسلوكه، وربما كانت سبباً فعالاً فى مصير الإنسان وسعادته الدنيوية والأخروية. وقد دل على ذلك الشرع والعقل والواقع والتجربة والمشاهدة.
فالظالم يندم يوم القيامة ويأسف لمصاحبة من ضل وانحرف فكان سبباً فى ضلاله وانحرافه -ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا. ياويلتى ليتنى لم أتخذ فلاناً خليلا. لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسا خذولا-
عن النبى صلى الله عليه وسلم قال إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخُ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة".
لقد بيّن النبى صلى الله عليه وسلم أن الجليس له تأثير على جليسه سلباً أو إيجاباً بحسب صلاحه وفساده.
فشبّه الجليس الصالح بحامل المسك، فإنك إذا جالسته يحصل لك منه واحدة من ثلاث إما أن يعطيك ويُهديَك أو تشترىَ منه، أو تشمَ منه رائحة طيبة تؤثر على نفسك وبدنك وثوبك.
صحبةُ الصالحين بَلْسَمُ قلبى 000 إنها للنفوس أعظمُ راقى
وشبّه النبى صلى الله عليه وسلم الجليس السوء بنافخ الكير، وهو القائم بمهنة الحدّاد، فإما أن يتطاير عليك من شر ناره فيُحرق ثيابك، أو تجدَ رائحة كريهة تصيبُ بدنك وثوبك، فجليس السوء يُلحق الضرَ بمن يجالسه. وينبغى أن نفطن إلى أن تشبيه النبى صلى الله عليه وسلم لجليس السوء بالحداد لا يعنى تحريمَ هذه المهنة، وإنما يعنى النتيجة المترتبة على الاقتراب ممن يمارس هذه المهنة أثناء عمله.
من أجل هذا لا بد أن يتأنى المرء فى اختيار جليسه وصاحبه، إذ الصاحبُ ساحب، والمجالِسُ مُجانس .
فلا تصحبْ أخا الجهلِ 000 وإياكَ وإياهُ
فكم من جاهلٍ أردى 000 حليمًا حين آخاه
يُقاسُ المرءُ بالمرءِ 000 إذا ما المرءُ ما شاه
ولشئ مِن الشئ 000 مقايسٌ وأشباهُ
ولِلقلبِ على القلبِ 000 دليلٌ حينَ يلقاه
وذو العقل إذا أبصَر 000 ما يخشى توقّاه
ولمجالسة الأشرار وجلساء السوء أضرار منها
أنه قد يشك جليسه فى معتقداته الصحيحة ويصرفُه عنها،.
وانظر إلى وفاة أبى طالب على الكفر بسبب جلسائه حين قالوا له أترغب عن ملة عبد المطلب، فمات عليها.
وجليس السوء يدعو جليسه إلى مماثلته فى الوقوع فى المحرمات والمنكرات -ودوا لوتكفرون كما كفروا فتكونون سواء-
والتأثر بالعادات السيئة والأخلاق الرديئة لجليس السوء.
ومخالطته تذكّر بالمعصية وتحمل عليها.
ويعرفك بأصدقاء السوء-ولا ينصحك بما يصلحك
وتُحرَمُ بسببه مجالسة الصالحين-ولا تخلو مجالسهم من غيبة ونميمه-وليس فيها ذكر الله عز وجل
إن لمجالسة الصالحين ثماراً طيبة، منها
أن من يجالسهم تشمله بركة مَجالِسِهم، ويعمُّه الخيُر الحاصلُ لهم وإن لم يكن عمله بالغاً مبلغَهم، فهم القوم لا يشقى بهم جليسُهم.
التأثر بهم، فالمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخال.
عن المرء لا تسلْ وسلْ عن قرينه 000 فكل قرينٍ بالمقارِن يَقْتَدِى
إذا كنت فى قوم فصاحبْ خيارَهم 000 ولا تصحبِ الأردى فتردَى معَ الرَّدِىِ
المؤمن مرآة أخيه، إن رأى فيه ما لا يعجبه سدّده وقوّمه، وحاطه وحفظه فى السر والعلانية.
مجالسة أهل الخير يدلونك على أمثالهم فتنتفع بمعرفتهم.
ومن ثمارها انكفاف جليسهم عن المعصية.
هذه المصاحبة سبب لدخولك فى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون-الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين-
رؤية الصالحين تذكّر بالله سبحانه، فإذا حصل لمن رآهم هذا الخير، فكيف بمن يجالسهم
ومن ثمار مجالسة الصالحين الانتفاع بدعائهم لك بظهر الغيب فى حياتك وبعد مماتك.
الصالحون زيْن وأُنس فى الرخاء، وعُدّة فى البلاء.
المجالسة سبب لمحبة الله تعالى -وجبت محبتى للمتحابين فىّ والمتجالسين فىّ- ومن ثمرات المجالسة للصالحين أنها تؤدى إلى محبتهم فى الله تعالى، وهذه المحبة لها من الثمرات والفضائل الكثير والكثير.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




خليجية



جزاك الله خير

عالموضوع الرائع وبارك فيك




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأوركيده خليجية
خليجية

جزاكى الله خيرا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الورود خليجية
جزاك الله خير

عالموضوع الرائع وبارك فيك

جزاكى الله خيرا




التصنيفات
منتدى اسلامي

صنائع المعروف تقي مصارع السوء

بسم الله الحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخواتى فى الله اليكم هذه القص
:: القصة ::
يذكر أن رجلاً يسمّى ابن جدعان .. قال : خرجت في فصل الربيع .. وإذا بي أرى إبلي سمان .. يكاد الربيع أن يفجّر الحليب من ثديه .. وكلما اقترب الحوار( ابن الناقة ) من أمه درّت عليه .. وانهال الحليب منها لكثرة الخير والبركة .. فنظرت إلى ناقة من نياقي ابنها خلفه .. وتذكّرت جاراً لي له بنيّات سبع .. فقير الحال .. فقلت : والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجارى
والله يقول : { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } آل عمران:92

وأحب حلالي هذه الناقة .. يقول : فأخذتها وابنه .. وطرقت الباب على الجار .. وقلت خذها هدية مني لك .. فرأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول .. فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهره .. وينتظر وليدها يكبر ليبيعه .. وجاءه منها خير عظيم
فلما انتهى الربيع وجاء الصيف بجفافه وقحطه .. تشققت الأرض .. وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء في الدحول

( والدحول هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية أو أقبية مائية تحت الأرض .. له فتحات فوق الأرض يعرفها البدو )

يقول : فدخلت في هذا الدحل حتى أحضر الماء لنشرب ( وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون ) .. فتاه تحت الأرض .. ولم يعرف الخروج .. وانتظر أبناؤه يوماً ويومين وثلاثة حتى يئسوا
.. قالوا : لعل ثعباناً لدغه ومات .. أو لعله تاه تحت الأرض وهلك .. وكانوا ( عياذاً بالله ) ينتظرون هلاكه طمعاً في تقسيم المال والحلال .. فذهبوا إلى البيت وقسّمو .. وتذكروا أن أباهم قد أعطى ناقة لجارهم الفقير .. فذهبوا إليه وقالوا له : أعد الناقة خيراً لك .. وخذ هذا الجمل مكانه .. وإلا سنسحبها عنوة الآن .. ولن نعطيك شيئاً .. قال : أشتكيكم إلى أبيكم
قالوا : اشتك إليه .. فإنه قد مات !!
قال : مات !! كيف مات ؟ وأين مات ؟ ولِم لم أعلم بذلك ؟
قالوا : دخل دحلاً في الصحراء ولم يخرج
قال : ناشدتكم الله اذهبوا بي إلى مكان الدحل .. ثم خذوا الناقة .. وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم
فذهبوا به .. فلما رأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفيّ .. ذهب وأحضر حبل .. وأشعل شمعة .. ثم ربط نفسه خارج الدحل .. ونزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى أماكن فيها يحبوا .. وأماكن فيها يزحف .. وأماكن يتدحرج .. ويشم رائحة الرطوبة تقترب .. وإذا به يسمع أنين الرجل عند الماء .. فأخذ يزحف تجاه الأنين في الظلام .. ويتلمس الأرض .. فوقعت يده على الطين .. ثم وقعت يده على الرجل
فوضع يده على أنفاسه .. فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع .. فقام وجرّه .. وربط عينيه حتى لا تنبهر بضوء الشمس .. ثم أخرجه معه خارج الدحل .. ومرس له التمر وسقاه .. وحمله على ظهره .. وجاء به إلى داره .. ودبت الحياة في الرجل من جديد ( وأولاده لا يعلمون ) .. فقال : أخبرني بالله عليك أسبوعاً كاملاً وأنت تحت الأرض ولم تمت !
قال : سأحدثك حديثاً عجب .. لما نزلت ضعت .. وتشعّبت بي الطرق .. فقلت : آوي إلى الماء الذي وصلت إليه .. وأخذت أشرب منه .. ولكن الجوع لا يرحم .. فالماء لا يكفي .. يقول : وبعد ثلاثة أيام .. وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ .. وبينما أنا مستلق على قفاي .. قد أسلمت وفوضت أمري إلى الله .. وإذا بي أحس بدفء اللبن يتدفق على فمي .. يقول : فاعتدلت في جلستي .. وإذا بإناء في الظلام لا أراه .. يقترب من فمي فأشرب حتى أرتوي .. ثم يذهب .. فأخذ يأتيني ثلاث مرات في اليوم .. ولكنه منذ يومين انقطع ما أدري ما سبب انقطاعه ؟ ..
يقول : فقلت له : لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت .. ظنّ أولادك أنك مِت .. وجاءوا إلي وسحبوا الناقة التي كان الله يسقيك منها .. والمسلم في ظل صدقته
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً.وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ }

عن سعد بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء
والآفات ومهلكات الدهر .. وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة )

وعن أنس رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم :
( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والصدقة خفياً تطفئ غضب الرب وصلة الرحم زيادة في العمر )




جزاكى الله كل خير



الاخت سهام وجزاكي اختي شكرا



التصنيفات
منتدى اسلامي

صفات الجليس الصالح والجليس السوء

صفات الجليس الصالح والجليس السوء

الحمد لله الموصوف بصفات الجلال والكمال، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، أحمده سبحانه وأشكره على جزيل العطاء والإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد الأنام حث أمته على اصطفاء الأخيار وحذر من مصاحبة الأشرار، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار، أما بعد،
فيا أيها المسلمون: اتقوا الله حق تقاته، واستقيموا على طاعته ومرضاته، فلقد وعد سبحانه من أناب إليه واستقام بأكرم جزاء وأحسن مقال، فقال عز شأنه: { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ أُوْلَـئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ خَـٰلِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } البقرة:38-39.
ألا وإن أعظم ما يعين المسلم على تحقيق التقوى، والاستقامة على نهج الحق والهدى، مصاحبة الأخيار، ومصافاة الأبرار، والبعد عن قرناء السوء ومخالطة الأشرار.
لأن الإنسان بحكم طبعه البشري يتأثر بصفيه وجليسه، ويكتسب من أخلاق قرينه وخليله، والمرء إنما توزن أخلاقه، وتعرف شمائله بإخوانه وأصفيائه، كما قال عليه الصلاة والسلام:
((الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل))
[رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح].
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (ما من شيء أدل على شيء؛ من الصاحب على الصاحب)، ومن كلام بعض أهل الحكمة: (يظن بالمرء ما يظن بقرينه).
فلا غرو حينئذٍ أن يعنى الإسلام بشأن الصحبة والمجالسة أيما عناية، ويوليها بالغ الرعاية، حيث وجه رسول الهدى كل فرد من أفراد الأمة إلى العناية باختيار الجلساء الصالحين، واصطفاء الرفقاء المتقين، فقال عليه الصلاة والسلام: ((لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي))
[رواه أبو داود والترمذي بإسناد حسن].
كما ضرب للأمة مثل الجليس الصالح والجليس السوء بشيء محسوس وظاهر، كل يدرك أثره وعاقبته، ومقدار نفعه أو
ضرره.
فقد أخرج الشيخان عن أبي موسىٰ الأشعري رضي الله عنه أن النبي قال: ((إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة)).
قال الإمام ابن حجر تعليقًا على هذا الحديث: (فيه النهي عن مجالسة من يتأذى بمجالسته في الدين والدنيا، والترغيب في مجالسة من ينتفع بمجالسته فيهما).
لذا .. فإن من الحزم والرشاد، ورجاحة العقل وحصافة الرأي، ألا يجالس المرء إلا من يرى في مجالسته ومؤاخاته النفع له في أمر دينه ودنياه، وإن خير الأصحاب لصاحبه، وأنفع الجلساء على جليسه من كان ذا برٍّ وتقى، ومروءة ونهى، ومكارم أخلاق، ومحاسن آداب، وجميل عوائد، مع صفاء سريرة، ونفس أبية، وهمّة عالية، وتكمل صفاته ويجل قدره حين يكون من أهل العلم والأدب، والفقه والحكمة، إذ هذه صفات الكمّل من الأنام الذين يأنس بهم الجليس، ويسعد بهم الصديق؛ لإخلاصهم في المودة، وإعانتهم على النائبة، وأمن جانبهم من كل غائلة، فمن وفق لصحبة من كانت هذه صفات وأخلاقه، وتلك شمائله وآدابه، فذلك عنوان سعادته، وأمارة توفيقه، فليستمسك بغرزه، وليعض عليه بالنواجذ، وليرع له حق الصحبة بالوفاء والصدق معه، وتوقيره وإجلاله، ومؤانسته حال سروره، ومواساته حال مصيبته، وإعانته عند ضائقته، والتغاضي عن هفواته، والتغافل عن زلاته، إذ السلامة من ذلك أمر متعذر في طبع البشر، وحسب المرء فضلاً أن تعد مثالبه ومعائبه.
وإن شر الأصحاب على صاحبه، وأسوأهم أثرًا على جليسه، من ضعفت ديانته وساءت أخلاقه، وخبثت سريرته، ولم تحمد سيرته، من لا همّ له إلا في تحقيق مآربه وأهوائه، ونيل شهواته ورغباته، وإن كان على حساب دينه ومروءته، ولربما بلغ الحال في بعض هؤلاء ألا يقيم للدين وزنًا، ولا للمروءة اعتبارًا، ولا يرى للصداقة حقًا، فمؤاخاة هذا وأمثاله ضرب من العناء، وسبيل من سبل الشقاء؛ لما قد يجلبه على صاحبه وجليسه من شر وبلاء بصده عن ذكر الله وطاعته، وتثبيطه عن مكارم الأخلاق ومقتضيات المروءة، وتعويده على بذاءة اللسان والفحش في الكلام، وحمله على ارتكاب أنواع من الفسق والفجور والأخذ به في سبيل اللهو واللعب، وضياع الأوقات فيما يضر ولا ينفع من أنواع الملهيات والمغريات، وتبذير الأموال في صنوف من المحرمات.
ولُيتأمل يا عباد الله في حال من ابتلوا بإدمان المسكرات، وتعاطي المخدرات، واقتراف الفواحش والمنكرات، واكتساب الأموال المحرمة من ربا ورشوة وغيرها من المكاسب الخبيثة، وما هم عليه من سوء الحال في أنفسهم وأهليهم، وما كان لهم من أسوأ الأثر على من يخالطهم ويصافيهم.
فمن شقاء المرء أن يجالس أمثال هؤلاء الذين ليس في صحبتهم سوى الحسرة والندامة؛ لأنهم ربما أفسدوا عليه دينه وأخلاقه، حتى يخسر دنياه وآخرته، وذلك هو الخسران المبين، والغبن الفاحش يوم الدين، كما قال سبحانه: {وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّـٰلِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِى ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً يٰوَيْلَتَا لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ ٱلذّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِى وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لِلإِنْسَـٰنِ خَذُولاً } الفرقان:27-29.
فتلكم يا عباد الله بعض صفات من تحسن صحبتهم من أهل البر والتقى، والألباب والنهى، وبعض صفاتٍ من يجب الحذر من مجالستهم من قرناء السوء وذوي الفسق والفجور.
والناس بين ذلك على مراتب ..
فمنهم من إلى الخير والفضل أرجى، وآخرون إلى السوء والشر أدنى، والحازم يزن الناس بميزان الشرع والعقل، فمن غلب خيره على شره، ونفعه على ضره، اتخذه خليلاً، واصطفاه جليسًا، والعكس بالعكس.
ومن تحرى صحبة الصالحين وحرص على مجالسة المتقين، وفق لذلك على قدر نيته واجتهاده.
وليتذكر يا عباد الله أن كل صحبة وخلة فمآلها إلى العداوة والبغضاء، إن عاجلاً أو آجلاً، إلا مؤاخاة المتقين، فإنها الباقية الدائمة لأصحابها في الدنيا والآخرة.
فاتقوا الله عباد الله .. واسلكوا سبيل الراشدين، وانهجوا نهج المهتدين في مؤاخاة الصالحين، ومجالسة المتقين، والحذر من مجالسة الفاسقين والظالمين، فقد قال سبحانه:
{ ٱلاْخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } الزخرف:67.
فيا عباد الله .. ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ولتتأملوا -رحمكم الله- حال كثير من الناس اليوم -ولا سيما الناشئة- وما هم عليهم من انحراف في العقائد والأخلاق، وفساد في السلوك والآداب، لتروا أن مرد ذلك ومنشأه في الغالب صحبة الأشرار وقرناء السوء، من دعاة الباطل والأهواء الذي أجلبوا بخيلهم ورجلهم عبر وسائل متنوعة، وقنوات مختلفة، يبثون الشرور، وينشرون السموم؛ حتى انحرف كثير من ناشئة المسلمين عن جادة الحق والرشاد، وطريق الفضيلة والصلاح، وسلكوا مسالك الضلالة، ونهجوا دروب الغواية، رغم تحذير الحق عز وجل عن طاعة أهل الباطل وذوي الأهواء، حيث قال جلّ وعلا: وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا[الكهف:28].
وإن هذا النذير شؤم وبلاء على أمة الإسلام، إن لم يُتدارك من المصلحين الغيورين على الإسلام وأهله، من العلماء والدعاة وأرباب الفكر وحملة الأقلام، ورجال التربية والإعلام في بلاد الإسلام، ببذل الجهود وحشد الطاقات، واستغلال الوسائل النافعة المعينة على صلاح الناشئة وتهذيب أخلاقهم، وتقويم سلوكهم، والحيلولة دون تأثير دعاة السوء وأهل الأهواء..
وإن المسئولية لتقع في الدرجة الأولى على عاتق الآباء والأمهات في العناية بفلذات الأكباد، وتنشئتهم على آداب الدين وتعاليم الإسلام، وحفظهم عن قرناء السوء ومخالطة الأشرار ووسائل الشر والفساد سعيًا في استصلاحهم، وتحقيق ما يسعدهم في الآجل والعاجل، وقيامًا بما أوجب الله تعالى لهم من رعاية وعناية..
فتلكم مسئولية عظمى وأمانة كبرى حملكم الله إياها أيها الآباء والأمهات فلتؤدوها حق الأداء، ولترعوها حق الرعاية، امتثالاً لتوجيه الله عز وجل إذ يقول: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَـئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } التحريم:6.
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين ..
وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

خليجية

خليجية




خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

احذر قرين السوء

خليجية
خليجية

كما أن العرق دساس
فإن
(أدب
السوء دساس)
إذ الطبيعة نقال، والطباع سراقة، والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك، فإنه العطب والدفع أسهل من الرفع.

وعليه، فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك، ويقربك إلى ربك ويوافقك… على شريف غرضك ومقصدك

وخذ تقسيم الصديق في أدق المعايير:

1- صديق منفعة.
2- صديق لذة.
3- صديق فضيلة.

فالأولان منقطعان بانقطاع موجبهما، المنفعة في الأول واللذة في الثاني.

وأما الثالث فالتعويل عليه، وهو الذي باعث صداقته تبادل الاعتقاد في رسوخ الفضائل لدى كل منهما.

وصديق الفضيلة هذا
”عمله صعبه”
يعز الحصول عليها.
ومن نفيس كلام هشام بن عبد الملك قوله :
(ما بقى من لذات الدنيا شئ إلا أخ أرفع مؤونة التحفظ بيني وبينه).

ومن لطيف ما يفيد بعضهم:
(العزلة من غير عين العلم: زلة ومن غير زاي الزهد: علة).

(حلية طالب العلم)للشيخ بكر أبو زيد-رحمه الله-




جزاكى الله كل خير

خليجية




جزاك الله خيــــراً خليجية ..||




مشكوره



جزاك الله خير حبوبه

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك




التصنيفات
منتدى اسلامي

أيها الظانين بالله ظن السوء

[color="rgb(72, 61, 139)"]أيها الظانين بالله ظن السوء >>>>> لن يصيبكم إلا السوء

تأمل قوله تعالى
"الظانينَ بالله ظنَّ السَّوء. عـليـهـم دائـرةُ السَّوء "

تأمل الحديث القدسى "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء"

إجعل الظن ما تريد وليس ما لاتريد .[/color]




مشكورة على الطرح
والحمد الله اظن بالله بالشيء الحسن والحمد الله



شكرا لمرورك يا الغلا



خليجية



جزاكى الله كل خير
وجعلة فى ميزان حسناتك

خليجية




التصنيفات
منوعات

كيف أفرق بين الفراسة وبين الظن السوء ؟

كيف أفرق بين الفراسة وبين الظن السوء ؟

سؤال يحيرني يا شيخ كيف أفرق بين الفراسة وبين الظن السوء , وما هو تعريف كلا منهما ؟
وجزاك الله خيرا شيخي الحبيب.

الجواب :

وجزاك الله خيراً
الفراسة نور يقذفه الله في قلوب أوليائه ، يُفرِّقون به بين الحق والباطل ، كما في قوله الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
ويستدلّون على بواطن الأمور بظواهرها ، كما في قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) .
قال مجاهد : للمتفرسين
قال ابن جُزيّ في تفسيره : للمتوسمين أي للمتفرسين ، ومنه فراسة المؤمن . اهـ .

والفراسة في اللغة : التثبت والنظر .
وقال الزجاج : المتوسمون في اللغة النظّار المتثبتِّون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة سِمَة الشيء ، يُقال : توسمت في فلان كذا أي عرفت وسم ذلك فيه وقال غيره المتوسم الناظر في السمة الدالة على الشيء . نقله ابن الجوزي .
ويُروى أن رجلا دَخَل على عثمان رضي الله عنه فقال له عثمان : أرى في عينيك الزنا ، فقال الرجل : أَوَحْي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة ، وكان يقول :
من غضّ بصره عن المحارم ، وأمسك نفسه عن الشهوات ، وعمر باطنه بدوام المراقبة ، وظاهره بإتباع السنة ، وعوّد نفسه أكل الحلال ؛ لم تخطئ له فراسة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مُعقّباً على قول الكرماني :
والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ، فَغَضّ بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه ، فيُطلق نور بصيرته ويفتح عليه .

وممن اشتهر بذلك الإمام الشافعي رحمه الله .

أما سوء الظن فهو لا يكون بالاستدلال على الباطن بالظاهر ، ولا هو فُرقان يقذفه الله في قلب ولـيِّـه .
وقد قال الله تبارك وتعالى : (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث . رواه البخاري ومسلم .
قال الخطابي : هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس ، فإن ذلك لا يُمْلَك .

والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمــن السحيم




بارك الله فيكي اخيتي



شكرا حبيبتي على مرورك العطر الذي نور موضوعي



جزاك الله خيرا
كنت محتاجه فعلا اعرف الفرق بينهم
تسلمى