التصنيفات
منتدى اسلامي

الطموح المحمود والطموح المذموم

ملخص الخطبة
1- فضل علو الهمة. 2- التطلّعات المذمومة. 3- خيرية المنهج الإسلامي. 4- التحذير من مفاسد الطموح. 5- لا حسد إلا في اثنتين.
الخطبة الأولى:
أمّا بعد: فاتقوا الله عباد الله؛ فتقوى الله طريق الأيقاظ ونهجُ أولي النهى وسبيلُ أولي الأبصار.
أيّها المسلمون، إنَّ طموحَ المرء إلى بلوغ الدرجاتِ العلى وابتغاءَه الفضائل وسعيَه إلى اكتسابِ المحامد وتطلّعَه إلى الأفضلِ والأكمل دليلٌ واضح وآيةٌ بيِّنة على طيبِ جوهره وكرَم معدنه واستحقاقِه الظفرَ بكلّ خير يرتفع بمقامه عن منازلِ ساقطي الهمّة القاعدين عن طلبِ الخيرات المرتَضين لأنفسهم العيشَ على هامش الحياة، وعلى العكسِ من ذلك أن يعمَدَ أناس إلى التطلُّع إلى ما لا يصلُح أن يطمَح إليه العاقل، ولا يجوز أن تصبُوَ إليه نفسه أو يمتدَّ إليه بصره أو تنصرف إليه همّته من اجتراحِ السيئات واقترافِ الخطايا واستباحةِ المحرّمات التي حرمها الله ورسوله وحذَّر من غِشيانها وتوعَّد على انتهاكِها بأليم العقاب.
ومِن ذلك أن يتطلَّع المرء إلى ما في يدِ غيره ممّا حباه به ربّه من فيضِ النّعَم وافرِ الخيرات فيتمنّى زوالها عنه وتحولَّها إليه.
ومنه التطلّعُ إلى ما جعله الله للمعرضين عن آيات ربهم المكذِّبين برسله من زهرةِ الحياة الدنيا وزينتِها ونضرَتها فتنةً واستدراجًا نهى الله نبيَّه صلوات الله وسلامه عليه وأمَّته من الاغترارِ به؛ لأنه فانٍ زائل وغرور وخُدَع تضمحلّ أمام ما وعد الله أن يرزقَه به في الآخرة من خيرٍ لا انقطاع ولا نفادَ له، فقال سبحانه: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى [طه: 131].
ولما كان في السعيِ إلى المطامح التي لا مشروعيّةَ لها إيذاءٌ بالغ للنّفس بتكديرِ صفوِ العيش وتنغيصِ مُتَع الحياة وازدراء نعمة الله بالتنقّص لها وعدمِ الشكر عليها ومِن إضاعة العُمُر في الأماني والأحلام التي لا طائلَ من ورائها فإن من رحمة الله بعباده وجميلِ إحسانِه إليهم ما منَّ به عليهم مِن أحسَنِ المناهج وأعدَلِ السّبُل وأقوم الطرق للتجافي عن هابِط المنازِع وقَبيح المسالِك بتهيئة الفرَص مع المراعاة للمواهِب والوظائِف التي يتَفاوَت فيها الناس وتبايَن حظوظُهم منها، فحين استشرف بعض النساء في عهد النبوة إلى الحظوة بعض ما خصّ الله به الرجال فتمنَّين أن يكون لهن نصيب من الجهاد لحفظِ الذّمار والذودِ عن الحقّ ونشر الهداية وأن يكونَ لهنّ مثل ما للرجال من الميراث، وتمنَّى الرجال أن يُفضَّلوا على النساء بحسناتهم كما فُضِّلوا عليهم في الميراث؛ صرَف سبحانه كلًّا من الفريقين عن هذه الأماني إلى النظر إلى ما هو أنفع لهما وإلى السعي إليه، وذلك هو الكسب في المجال الصالح الملائم لكلٍّ من الفريقين، وجعل لهما نصيبَهما الوافرَ مِن حُسن الثواب، وحثَّهما على سؤاله سبحانه مِن واسع فضله، فإنّه الكريم الوهاب، فقال سبحانه: وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ الّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ الّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا [النساء: 32]. وإنّه لتوجيهٌ رباني ما أحكمَه! وما أعدله! وما أجدر أن يتفتَّح الوعي لإدراك مقاصده وجميل آثاره وحُسن العاقبة فيه!
عبادَ الله، إنَّ الخيرَ الذي يسوق إليه طموحُ المسلم إلى الرّفعة لا يصِحّ أن يُتَّخَذ طريقًا إلى المحظور كأن يكون سببًا وسيلة للإعجابِ بالنفس والنظر إليها بعين الرّضا واعتقاد الكمال، وإلى النظرِ إلى غيرِها بعين التنقّص والازدراء والتحقير الذي أوضح رسول الله سوء العاقبة فيه بقوله: ((بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخَاهُ المسلِم)) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
أو أن يكون سببًا إلى الفخر على الناس أو البغيِ عليهم، فقد حذر من ذلك رسول الهدى بقوله: ((إنَّ الله أوْحَى إليَّ أنْ تَوَاضَعُوا حتَّى لا يفْخرَ أحدٌ على أحدٍ ولا يبْغِيَ أحدٌ علَى أحَد)) أخرجه مسلم في صحيحه.
ولا يصحّ أن يكونَ الطموح إلى الرفعةِ أيضًا باعثًا على التحاسُد والتباغُض والتدابر الذي تنقطِع به الوشائج وتنفصم به العرى بين أبناء المجتمع المسلم؛ ولذا نهى عنه النبي بقوله: ((لا تَحَاسَدُوا، ولا تَنَاجَشُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، ولا تَدَابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَعْض، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانًا)) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه.
فاتقوا الله عبادَ الله، واعمَلوا على أن يكونَ الطموح إلى الرِّفعة باعثًا على التنافس في استباقِ الخيرات والتجافي عن السيّئات، وطريقًا إلى الارتقاء بالمجتمَعِ والنهضة بالأمّة، ودليلا بيِّنًا إلى بلوغ الحياة الطيبة الناشئة في رحاب الإيمان المهتدية بهدي القرآن الناعمةِ برضوانِ الرحمن ونزول رفيع الجنان.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ الّهُ جَمِيعًا إِنَّ الّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 148].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وبسنّة نبيه .
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كلّ ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسِنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك لَه، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، الّهمّ صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد: فاتَّقوا الله عبادَ الله.
أيّها المسلمون، إنَّ قول الله تعالى: وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء: 32] ليس معارضًا لما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال: ((لا حسَدَ إلا في اثْنَتَيْن: رجل علَّمَهُ اللهُ القُرْآنَ فهُوَ يَتلُوهُ آنَاءَ اليلِ وآناءَ النَّهَارِ، فسمِعَهُ جارٌ لهُ فَقَال: ليتَنِي أُوْتِيتُ مِثْلَمَا أُوْتِيَ فلان فعمِلْتُ مثلَ مَا يعْمَل، ورجل آتَاهُ الله مَالا فَهُوَ يُهْلِكُه في الحق -وفي لفظ: فسَلَّطَه علَى هَلَكَتِهِ في الحق-، فقَالَ رجُل: لَيتَنِي أُوتِيتُ مثلمَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مثلما يعمَل))، فإنّ المراد بالحسد في الحديث الغبطةُ وتمني مثل ما للمُنعَ عليه، وهو مباح لا حظرَ فيه. أمّا المنهي عنه في الآية فهو تمني نفس النعمة بانتقالها عن صاحبها وزوالها عنه إلى المتمنّي، وذلك هو المحظورُ الذي نهى الله تعالى عبادَه عنه.
فاتقوا الله عبادَ الله، واعمَلوا على استباقِ الخيرات والتنافُس في الباقياتِ الصالحات، وحذارِ منَ الطموح إلى ما لا يحلّ وما يغضِب الجبار.
وصلّوا وسلّموا على خيرِ رُسل الله محمّد بن عبد الله…



بارك الله فيك يالغلا



شكرلكم



خليجية



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

القناعة والطموح


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

جاء في حكم و قصص الصين القديمة إن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له : امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا على قدميك ..
فرح الرجل وشرع يزرع الأرض مسرعا ومهرولا في جنون .
سار مسافة طويلة فتعب وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد ..
سار مسافات أطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه .. لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد والمزيد ..
ظل الرجل يسير ويسير ولم يعد أبداً .. فقد ضل طريقه وضاع في الحياة ..
ويقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد .. لم يمتلك شيئا ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة.. لأنه لم يعرف حد الكــفاية أو القناعة

النجاح الكافي

صيحة أطلقها لوراناش وهوارد ستيفنسون ..

يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالارتواء ..

من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب ويقاوم الشهرة والأضواء والثروة والجاه والسلطان ؟

لا سقف للطموحات في هذه الدنيا .. فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر ..

الطموح مصيدة ..

تتصور إنك تصطاده ..

فإذا بك أنت الصيد الثمين .. لاتصدق ؟! .. إليك هذه القصة
ذهب صديقان لإصطياد الأسماك
فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبته ونهض لينصرف ..
فسأله الآخر : إلي أين تذهب ؟! ..
فأجابه: إلي البيت لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني ..
فرد الثاني : انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي ..
فسأله: ولماذا أفعل ذلك ؟! ..
فرد الثاني.. عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها..
فسأله: ولماذا أفعل هذا ؟ ..
قال له كي تحصل علي المزيد من المال ..
فسأله الأول: ولماذا أفعل ذلك ؟ …
فرد الثاني: يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك ..
فسأله : ولماذا أفعل ذلك ؟ ..
فرد الثاني: لكي تصبح ثريا ..
فسأله: وماذا سأفعل بالثراء؟!
فرد الثاني تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك وزوجتك
فقال له الأول: هذا هو بالضبط ما أفعله الآن ولا أريد تأجيله حتى أكبر ويضيع العمر ..
رجل عاقل .. أليس كذلك !!

يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة ..

ولكن الإنسان كما يقول فنس بوسنت أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب علي ظهر الفيل ..

تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا ..

فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد

لماذا ؟؟؟

لأن عقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا ..
أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية.

وهكذا يعيش الإنسان معركتين ..

معركة مع نفسه ومع العالم المتغير المتوحش ..

ولايستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبدا.
يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم ..
مشي الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل ..
وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه ..
وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيرا من الناس ..
انتظر الشاب ساعتين لحين دوره ..
أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له : الوقت لا يتسع الآن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين ..
وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت :
أمسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك وحاذر أن ينسكب منها الزيت.
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة ..
ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله : هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام ؟ ..
هل رأيت الحديقة الجميلة ؟ ..
وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي ؟ ..
إرتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة …
فقال الحكيم : ارجع وتعرف على معالم القصر .. فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه ..
عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة على الجدران ..
شاهد الحديقة والزهور الجميلة ..
وعندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى ..
فسأله الحكيم : ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك ؟ ..
نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا

فقال له الحكيم تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك
سر السعادة

هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون تسكب أبدا قطرتي الزيت.
فهم الفتى مغزى القصة

فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء

وقطرتا الزيت هما الستر والصحة ..

فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.

يقول إدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو أنها تمثل الفجوة بين قدراتنا وتوقعاتنا

اننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب

فالسناجب تفتقر إلى القدرة على التنظيم رغم نشاطها وحيويتها فهي تقضي عمرها في قطف وتخزين ثمار البندق بكميات أكبر بكثير من قدر حاجته..

فإلى متى نبقى نجري لاهثين نجمع ونجمع ولا نكتفي

ولا نضع سقفا لطموحاتنا يتناسب مع قدراتنا؟؟

إن نملك اروع النعم, فالمودة قريبة هنا في ايدينا، نستطيع معها أن نعيش أجمل اللحظات مع احبابنا ومع الكون من حولنا ….

فهل لطموحاتكم سقف ؟؟




الطموح متعة و بهار الحياة الخطر , لانه اذا كانت اللذة فقط في الطموح فقد حكم الانسان على نفسه بالحبس لفكرة الطموح . و لكسر هذا القيد يجب تدريب النفس و رفع القدرة على الاستمتاع بالنجاح قد الامكن مهم كان بسيط والا وقع الانسان فريسة سباق الفرص , النجاح , الطموح و عدم القدرة على التحكم بمفاجاة عنصر الوقت.

القناعة و السيطرة على النفس مفاتيح الاستمرار في الحياة بطريقة متوازنة بين كل هذه التحديات, التي هي في الحقيقة عبارة عن واقع الحياة التي نعيش.

اسفة للاطالة و مشكورة حبيبتي على الطرح الرائع المميز.