إن في مرور الأيام والأعوام وتتابع السنين، وانقضاء والليالي عبرة وعظة لأولي الألباب، يقول الله تعالى : ﴿ إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ﴾ [سورة: آل عمران- آية 190]، ولقد جل الله الليل والنهار يتعاقبان حتى نحس بنعم الله علينا ونشكره حق شكره، قال تعالى : ﴿ وهو الذي جعل الليل والنهار خِلفة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا ﴾ [سورة: الفرقان- آية 62]، ففي الأمس القريب كان هذا العام مبتدئاً، وها نحن في آخره وكأننا لم نعش أيامه وشهوره، لكن المبتلين قد طالت عليهم أيامه وأبطأت شهوره، من شدة ما يجدون في نفوسهم من حسرة وألم .
فالأيام تمر والأعوام تتابع ولكل امرئ ما عمل، فلينظر كل امرئ ما قدم لآخرته، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [سورة: الحشر- آية 18]، وان مما يصاب به الإنسان غفلته وبعده عن والله قال تعالى : ﴿ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [سورة: الحشر- آية 18-19]
فتذكرى أختي أن عام قد مضى وانقضى من أعمارنا، ولن يعود إلى يوم القيامة، وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعنا فيه من الأعمال صالحة وفاسدة، والسعيد من جعل نهاية عامه وقفة لمراجعة ذاته، ومحاسبة لنفسه، يقولُ الحسن البصري – رحمه الله- : (يا ابن آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ) (1)
ولا تأتي المحاسبة ثمارها إلا بالتغير إلى الأفضل والأكمل وتظهر المرء على مواطن النقص، ومواضع الخلل، فإذا صح العزم من المؤمن، وخلصت نية، واستبان طريقه، وصدَّق ذلك كلَّه العمل، جاء عون الله .
ضرورة المحاسبة:
حكمة وجود الإنسان المؤمن في الدنيا للابتلاء والامتحان وكلما قدم الإنسان على الأعمال الصالحات كتب له ما قدم من أعمال، حتى يكون الفوز بثواب الله والجنة، وينجوا من عذاب الله والنار، فالمؤمن يعلم أن حياته ليست عبثاً، ويدرك أنه لم يخلق هملاً ،بل خلق لهذه الدنيا وكلف بأوامر لابد أن يعملها، ونهي عن أشياء يجب عليه اجتنابها، والمحاسبة ضرورية له في حياته ومعاشه، حتى يعرف أين يسير وماذا قدم لأخرته، ولا بد عليه أن يتذكر أن الله يحصي عليه عمله وكسبة، فإذا ذكر معصيته، عزم في نفسه على ترك العود إلى معصية الله، وإذا ذكر الحسنة، زاد نشاطه بالإكثار من مثيلاتها من الحسنا ت حتى يحوز رضاء الله، وتظهر أهمية المحاسبة بكونها تعيد الإنسان إلى التوبة وتربط المؤمن بخالقه، قال تعالى : ﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد ﴾ [سورة: المجادلة- آية 6]، وقال تعالى : ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ ﴾ [سورة: آل عمران- آية 30]، وقال تعالى : ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [سورة: الأنبياء- آية 47]، وقال تعالى ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [سورة: الأنعام- آية 60]
ولقد قال – صلى الله عليه وسلم – "لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به"(2)
ولابد من الاتعاظ بمرور الزمن، ومعرفة أن ما انقضى من أعمارنا لا يعود أبدا، فعن ابن عباس – رضي الله عنه – ما قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ "(3)
كيفية المحاسبة:
محاسبة النفس ومراقبتها من الأمور التي تزكي النفس وتعود بها إلى فطرتها الأصلية وتتطهرها من درن الآثام، ومحاسبة النفس حتى ندفعها للأعمال في شتى جوانب الحياة ومعرفة أن كل الحية عبارة دار امتحان واختبر وابتلاء، عن أبي هريرة وأبي سعيد – رضي الله عنه – ما قالا : قال رسول – صلى الله عليه وسلم – : " يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال : ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالاً وولداً، وسخرت لك الأنعام والحرث، وتركتك ترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقيَّ يومك هذا ؟ فيقول : لا، قيقول له : اليوم أنساك كما نسيتني " (4)، آن الأوان لأن يلتفت المرء إلى كوامنه ويشمر ساعد الجد ويزيل عن قلبه الركامات التي أثقلته وعطلته عن السير إلى مولاه، يقول ابن القيم – رحمه الله – ( السنة شجرة والشهور فروعها والأيام أغصانها والساعات أوراقها والأنفاس ثمرها فمن كانت أنفاسه فى طاعة فثمرة شجرته طيبة ومن كانت في معصية فثمرته حنظل وإنما يكون الحصاد يوم المعاد فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها )(5).
ومن الأشياء التي لابد للانتباه إليها ترك التقليل من المغريات الدنيوية التي لا تثمر، والانشغال بالعمل الجاد المفيد للإنسان في الدنيا والآخرة، ومقابلة نعم الله بالشكر والعبادة عن ابن عمر – رضي الله عنه – أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بمنكبي فقال : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل "(6) وكان ابن عمر يقول : (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك) (7) .
ولابد من التركيز على الوقت فهو رأس مال الإنسان لا قمة لوجده إلا إذا عمره بتقوى الله تعالى ،قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [سورة: المنافقون- آية 9، 10 ،11]، وقيمة الحياة أن يمتلك الإنسان فيها حد الكفاف قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : " من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " (8)
ولا بد أن ينظر الإنسان في عمله، ويتأمل حاله ويحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك لشريكه فيسأل نفسه كيف قضى عامه ؟ وفيم صرف أوقاته ؟ وكيف كانت علاقته بربه ؟ وهل حافظ على فرائضه، واجتنب زواجره ؟ هل اتقى الله في بيته ؟ هل راقب الله في عمله ؟ كم اقترف من مخالفات ؟.
ويسأل نفسه هل أخلصت الأعمال لله ؟ هل قلبي متعلق بالله وحده ؟ هل عامي المنصرم زادني قرباً من الله أم بعداً ؟ وهل غذت قلبي المحبة للرسول – صلى الله عيه وسلم – وللمؤمنين؟ كم مرة ختمت فيه القرآن ؟ هل حافظت على السنن الرواتب والوتر طوال العام ؟ هل تقيدت بقيد الشرع ؟ كم من أموالي أنفت في سبيل الله ؟!!
اسأل نفسك أخي هل أعددت شخصيتي لغدي ؟ ما هو هدفي في هذه الحياة ؟ هل ضيعت وقتي فيما لا يفيد ؟ ماذا حققت من إنجازات أفرح به؟ كم اهتدى على يدي؟ ماذا قدمت فيه للأمة ؟ واسأل نفسك أخي : لو قبضت روحي في العام المنصرم هل يسرني ما سيشهد لي به الناس أم لا ؟!!
نصائح معينة في نهاية العام:
إن حكمة الإنسان في هذه الحياة أن يؤدي كل ما فرض الله عليه من واجبات ونواهي، ومع مرور الأيام وانقضاء السنين قد يتسلل إلى قلبه الملل، ويدخل في نفسه الضجر، وخاصة في النهايات من كل عمل، ونحن في نهاية العام يحسن بنا أن نذكر بالأتي :
أولا : الإكثار من العمل الصالح والتقرب:
مطلوب من الإنسان في نهاية العام الإكثار من الحمد والشكر على ما أنعم به من مهلة العمر والاستزادة من العمل الصالح قال تعالى : ﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [سورة: التوبة – آية 105]، وقال تعالى : ﴿ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [سورة: الأعراف- آية 43 ]، فإن خير الناس من طال عمره وحسن عمله وشرهم من طال عمره وساء عمله، قال -صلى الله عيه وسلم -:" خير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله" (9) ، عن طلحة بن عبيد الله أن رجلين من بلي قدما على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكان إسلامهما جميعا فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر فغزا المجتهد منهما فاستشهد ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي قال طلحة فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما ثم خرج فأذن للذي استشهد ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك فبلغ ذلك رسول الله -صلى اللهم عليه وسلم -وحدثوه الحديث فقال من أي ذلك تعجبون فقالوا يا رسول الله هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " أليس قد مكث هذا بعده سنة قالوا بلى قال وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة قالوا بلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض، وقد تأذن الله بالمزيد لمن شكر فقال تعالى: ﴿ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [سورة: إبراهيم-آية 7 ]، وتأذن بالرضا عمن شكر فقال تعالى: ﴿ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ [سورة: الزمر- آية 7 ] (10) ويقول – صلى الله عليه وسلم -: " إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها "(11).
ثانيا: الاستغفار والذكر :
طبع الإنسان التقصير وكلنا ذوى خطأ، ومن كمال إيمان المؤمن أن يعود إلى الله ويتوب، ويطلب من المولى جل وعلى العفو والقبول، ويكون حاله مع ربه الاستغفار من كل ذنب اقترفه، فالله طيب لا يقبل إلا طيبا ويطلب من الله ستر الذنوب وعدم المؤاخذة بها، وهو خير ما تُختم به الأعمال، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [سورة: السجدة- آية 15 ].
ثالثا : التوبة الصادقة النصوح:
التوبة والإنابة لله والاستسلام والطمع فيما عنده والثقة بوعده والتوبة من الذنوب، من الأمور التي تثبت المؤمن على المواصلة ف العمل، واستحقاق مغفرة الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ [سورة:التحريم- آية 8] ويقول تعالى:﴿ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله..﴾ [سورة: الزمر- آية 53].
وفي الحديث القدسي : عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : قال الله تبارك وتعالى: " يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" (12)
والتوبة لا تتحقق إلا بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى والإيمان الصادق والعمل الصالح والإخلاص لله وحده وأن تكون التوبة في وقتها وبالتوبة الصادقة يصلح الإنسان ماضيه بإبدال سيئاته حسنات .
ثالثا : الاعتبار والاتعاظ بالنوازل :
سنة مضت رايتا فيها فواجع كثيرة تجعل الإنسان يقف مع نفسه وقفت محاسبة يراجع فيها نفسه، ويقيم حاله فما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة، فكم من زلزال دمر، وكم من إعصار هدم، وكم طوفان أباد، وكم من ميت فقدناه وكم من قوي ضعف وكم من صحيح نزل به المرض وكم من غني ذهب ماله وأصبح فقيراً ،قال تعال: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ﴾ [سورة: البقرة- آية 214]
وفي الختام أسال من الله العلي القدير أن يجعل العام الذي نستقبله عام خير وبركة وعمل فيما يرضي الله .