التصنيفات
منوعات

ما هي العقيدة الصحيحة؟!

خليجية

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه.
فلما كانت العقيدة الصحيحة هي أصل دين الإسلام وأساس الملة رأيت أن أقدم في موضوعي هذا مختصرا شاملا للعقيدة الإسلامية الصحيحة .
خليجية

لماذا خلقنا الله تعالى؟
خلقنا لنعبده وَلاَ نشرك بِهِ شيئاً
(وَمَا خَلَقتُ الجنَّ والإِنسَ إِلاَّ ليعبُدُون)[الذّاريات: 56]
(حقُّ الله عَلَى العبادِ أَنْ يعبدوه وَلاَ يشركوا بِهِ شيئاً) (متّفق عَلَيهِ)

كَيْفَ نعبد الله؟
كَمَا أمرنا الله ورسوله مَعَ الإخلاص
(وَمَا أُمروا إِلاَّ ليَعبدوا اللهَ مخلصينَ لَهُ الدّين) [البيّنة: 5]
(مَن عمِلَ عمَلاً لَيْسَ عَلَيهِ أمْرُنا فَهُوَ رَدٌّ) [أَيْ مردود] (رواه مسلم)

هَلْ نعبد الله خوفاً وطمعاً؟
نعم نعبده خوفاً وطمعاً
(وادْعوه خَوفاً وطَمَعاً)أَيْ خوفاً من نارهِ وطمعاً فِي جنّته [الأعراف: 56]
(أسألُ اللهَ الجنّة وأعوذ بِهِ مِن النّار)(صحيح رواه أبو داود)

مَا هُوَ الإحسان فِي العبادة؟
مراقبة الله وحده الَّذِي يرانا
(إنّ الله كَانَ عليكم رقيباً) [النّساء](الَّذِي يراك حينَ تقومُ)[الشّعراء]
(الإحسانُ أَنْ تعبُدَ اللهَ كأنّك تراه فإن لَمْ تكن تراهُ فإنَّه يراك)(رواه مسلم)

لماذا أرسل الله الرّسل؟
للدّعوة إِلَى عبادته ونفي الشريك عَنْهُ
(ولقد بَعثنا فِي كلّ أُمّةٍ رسولاً أَنْ اعبدوا الله واجتنبوا الطَّاغوت)[النَّحل]
(الأنبياء إخوةٌ ودينُهُم واحد) [أَيْ كلُّ الرسل دعوا إِلَى التّوحيد] (متّفق عَلَيهِ)

مَا هُوَ توحيد الإله؟
إفراده بالعبادة كالدّعاء والنّذر والحُكم
(فاعْلَم أنّه لا إله إِلاَّ الله) أَيْ لاَ معبود بحقّ إِلاَّ الله [محمد: 19]
(فليكن أوّل مَا تدعوهم إِلَيْهِ شهادة أَنْ لا إله إِلاَّ الله) [أَيْ إِلَى أَنْ يوحّدوا الله] (متّفق عَلَيهِ)

مَا معنى لاَ إله إِلاَّ الله؟
لاَ معبود بحقّ إِلاَّ الله
(ذَلِكَ بأنّ اللهَ هو الحقُّ وأنّ مَا يدعونَ مِنْ دونهِ الباطل) [لقمان: 30]
(من قَالَ لآ إله إِلاَّ الله وكَفَرَ بِمَا يُعبدُ مِن دون الله حَرُمَ مالُه ودمُه)(رواه مسلم)

مَا هُوَ التّوحيد فِي صفات الله؟

إثبات مَا وصَفَ اللهُ بِهِ نفسَه أَوْ رسوله
(لَيْسَ كمثله شيءٌ وَهُوَ السّميع البصيرُ)[الشورى: 11]
(ينزِلُ ربُّنا تبارك وتعالى فِي كلّ ليلةٍ إِلَى السّمَاء الدُّنْيَا) [نزولاً يليق بجلاله] (متّفق عليه)

مَا هِيَ فائدة التّوحيد للمسل؟ bاهدية فِي الدُّنْيَا والأمن فِي الآخرة
(الَّذِينَ آمنوا ولم يلبِسوا إيمانهُم بظلمٍ أولئك لهم الأمنُ وهُم مهتدون)[الأنعام]
(حَقُّ العباد عَلَى الله أَنْ لاَ يُعَذّب من لاَ يُشرك بِهِ شيئاً) (متّفق عَلَيهِ)

أين الله؟
الله عَلَى السّمَاء فَوْقَ العرش
(الرَّحْمن عَلَى العرش استوى) (أَيْ علا وارتفع كَمَا جاء فِي البخاري) [طه: 5]
(إنّ الله كتب كتاباً إنّ رحمتي سبقت غضبي فَهُوَ مكتوبٌ عنده فَوْقَ العرش)(رواه البخاري)

هَلْ الله معنا بذاته أم بعلمه؟
الله معنا بعلمه يسمعنا ويَرانا
(قَالَ لاَ تخافا إنّني مَعَكُما أسْمَعُ وأرى) (أَيْ بحفظي ونصري وتأيدي) [طه]
(إنّكم تدعون سميعاً قريباً وَهُوَ معكم) [أَيْ بعلمه يسمعكم ويراكم] (رواه مسلم)

مَا هُوَ أعظم الذّنوب؟
أعظم الذّنوب الشرك الأكبر
(يَا بُنيَّ لاَ تُشْرِك باللهِ إن الشّركَ لظُلْمٌ عظيم)[لقمان: 13]
(سُئِلَ صلى الله عليه وسلم أيُّ الذَّنب أعظم؟ قَالَ: أَنْ تدعو للهِ ندّاً وَهُوَ خلقك) (رواه مسلم)

مَا هُوَ الشّرك الأكبر؟

هُوَ صرف العبادة لغير الله كالدّعاء
(قُلْ إنّما أدعوا ربِّي وَلاَ أُشركُ بِهِ أحداً) [الجن: 20]
(أكبرُ الكبائر الإشراكُ باللهِ)(رواه البخاري)

مَا هُوَ ضر الشرك الأكبر؟
الشّرك الأكبر يسبب الخلود فِي النّار
(إنّه مَن يُشرِك باللهِ فَقَدْ حرّمَ اللهُ عَلَيهِ الجنّة ومأواهُ النّار)[المائدة:]
(من ماتَ يُشرِك باللهِ شيئاً دخل النّار )(رواه مسلم)

هَلْ ينفع العمل مَعَ الشّرك؟

لاَ ينفع العمل مَعَ الشّرك
(وَلَوْ أشركوا لحبط عنهم مَا كانوا يعملون)[الأنعام: 88]
(من عمِلَ عملاً أشرك معيَ فِيهِ غيري تركتُه وشِرْكَه) (حديث قدسي رواه مسلم)

هَلْ الشّرك موجود فِي المسلمين؟
نعم موجود بكثرة مَعَ الأسف
(وَمَا يؤمِنُ أكثَرُهُم باللهِ إِلاَّ وهم مشرِكون)[يوسف: 106]
(لاَ تقوم السّاعة حتّى تلحق قبائل مِن أُمّتي بالمشركين وحتى تُعبَد الأوثان)(صحيح رواه الترمذي)

مَا حكم دعاء غيرِ الله كالأولياء؟
دعاؤهم شرك يُدخل النّار
(فَلاَ تدعُ مَعَ اللهِ إلهاً آخر فتكون مِنَ المُعذّبين) (فِي النّار) [الشعراء: 213]
(من ماتَ وَهُوَ يدعو مِن دون الله نِدّاً دخل النّار) (رواه البخاري)

هَلْ الدّعاء عبادة لله تعالى؟

نعم الدّعاء عبادة لله تعالى
(وقال ربّكم ادُعوني أستجب لكم)[غافر: 60]
(الدّعاء هُوَ العبادة) (رواه الترمذي وقال حديث صحيح)

هَلْ يسمع الأموات الدّعاء؟
الأموات لاَ يسمعون الدّعاء
(إنّك لاَ تسمع الموتى) [النمل]( وَمَا أنت بمُسمعٍ من فِي القبور) [فاطر]
(إنّ للهِ ملائكةً سيّاحين فِي الأرض يُبَلّغوني عَنْ أُمّتي السّلام) (رواه أحمد)

هَلْ نستغيث بالأموات أَوْ الغائبين؟

لاَ نستغيث بهم بل نستغيث باللهِ
(إِذْ تستغيثون ربّكم فاستجاب لكم)[الأنفال: 9]
(كَانَ إِذَا أصابه هَمٌّ أَوْ غَمٌّ قَالَ: يَا حيُّ يَا قيّوم برحمتك أستغيث) (رواه الترمذي)

هَلْ تجوز الاستعانة بغير الله؟

لاَ تجوز الاستعانة إِلاَّ بالله
(إيّاك نَعبدُ وإيّاك نستعين)[الفاتحة: 5]
(إِذَا سألت فاسأل الله وَإِذَا استعنت فاستعن بالله) (رواه الترمذي)

هَلْ نستعين بالأحياء الحاضرين؟
نعم، فيما يقدرون عَلَيهِ
(وتعاوَنوا عَلَى البرّ والتّقوى وَلاَ تعاونوا عَلَى الإثمِ والعُدوان)[المائدة: 2]
(واللهُ فِي عونِ العبد مَا دام العبدُ فِي عونِ أخيه) (رواه مسلم)

هَلْ يجوز النّذر لغير الله؟

لاَ يجوز النّذر إِلاَّ لله
(ربِّ إنّي نذرتُ لكَ مَا فِي بطني مُحرَّراً فَتَقَبّل منّي) [آل عمران: 35]
(من نذر أَنْ يُطيعَ اللهَ فلْيُطِعه ومن نذر أَنْ يعصِيَه فَلاَ يَعْصِه) (رواه البخاري)

هَلْ يجوز الذبح لغير الله؟

لاَ يجوز لأنّه مِن الشرك الأكبر
(فصلّ لربّك وانْحر)(أَيْ اذبح لله فقط) [الكوثر: 2]
(لعَنَ الله مَن ذبح لِغير الله)(رواه مسلم)

هَلْ يجوز الطّواف بالقبور؟

لاَ يجوز الطّواف إِلاَّ بالكعبة
(وَلْيَطّوَّفُوا بالبَيتِ العَتيق) (أَيْ الكعبة) [الحج: 29]
(من طاف بالبيتِ سبعاً وصلّى ركعتين كَانَ كعتق رقبة) (رواه ابن ماجه)

هَلْ تجوز الصلاة والقبر أمامك؟
لاَ تجوز الصّلاة إِلَى القبر
(فَولّ وجهكَ شَطْرَ المسجِدِ الحَرام)(أَيْ استقبل الكعبة) [البقرة: 144]
(لاَ تجلسوا عَلَى القبور، وَلاَ تصلّوا إليها) (رواه مسلم)

مَا حكم العمل بالسّحر؟
العمل بالسّحر من الكفر
(ولكنّ الشّياطينَ كفروا يُعلّمونَ النّاس السّحر) [البقرة: 102]
(اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسّحر)(رواه مسلم)

هَلْ يجوز الذّهاب إِلَى الكاهن والعرّاف؟
لاَ يجوز الذّهاب إليهما
(هَلْ أُنبئكم عَلَى من تنزّل الشّياطين تنزل عَلَى كلّ أفّاكٍ أثيم) [الشعراء: 221-222]
(من أتى عرّافاً فسأله عَنْ شيء لَمْ تقبل لَهُ صلاة أربعين ليلة) (رواه مسلم)

هَلْ نصدّق العرّاف والكاهن؟
لاَ نصدّقهما فِي إخبارهما عَنْ الغيب
(قل لاَ يعلم من فِي السَّمَاوَات والأرضِ الغيب إِلاَّ الله) [النمل: 65]
(من أتى عرّافاً أَوْ كاهناً فصدّقه بِمَا يقول فَقَدْ كفر بِمَا أُنزل عَلَى محمد) (صحيح رواه أحمد)

هَلْ يعلم الغيب أحد؟

لاَ يعلم الغيبَ أحدٌ إِلاَّ الله
(وعِنده مفاتِحُ الغَيب لاَ يعلمها إِلاَّ هُوَ) [الأنعام: 59]
(لاَ يعلم الغيبَ إِلاَّ الله)(حسن رواه الطّبراني)

بماذا يجب أَنْ يحكم المسلمون؟
يجب أَنْ يحكموا بالقرآن والسنّة النّبويّة
(وأنِ احكم بينهم بِمَا أنزل الله)[المائدة: 49]
(الله هُوَ الحكم وإليه المصير)(حسن رواه أبو داود)


مَا حكم العمل بالقوانين المخالفة للإسلام؟
bع بِهَا كفر إِذَا أجازها
(ومن لَمْ يحكم بِمَا أنزل الله فأولئك هم الكافرون) [المائدة: 44]
(وَمَا لَمْ تحكم أئمّتهم بكتاب الله ويتخيّروا مما أنزل الله إِلاَّ جعل الله بأسهم بينهم) (حسن رواه ابن ماجه)

هَلْ يجوز الحلف بغير الله؟
لاَ يجوز الحلف إِلاَّ بالله
(قل بلى وربّي لتبعثنّ)[التغابن: 7]
(من حلف بغير الله فَقَدْ أشرك)(صحيح رواه أحمد)

هَلْ يجوز تعليق الخرز والتّمائم للشفاء؟
bلَ يجوز تعليقها لأنّه من الشّرك
(وإن يمسكَ اللهُ بضرٍّ فَلاَ كاشفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ) [الأنعام: 17]
(من علّق تميمةً فَقَدْ اشرك) [التميمة: مَا يُعلّق مِن العين] (صحيح رواه أحمد)

بماذا نتوسّل إِلَى الله تعالى؟
نتوسّل بأسمائه وصفاته والعمل الصّالح
(وللهِ الأسماء الحسنى فادعوه بها)[الأعراف: 18]
(أسألك بكلِّ اسمٍ هُوَ لكَ سمّيتَ بِهِ نفسك) (صحيح رواه أحمد)

هَلْ يحتاج الدّعاء لواسطة مخلوق؟
لاَ يحتاج الدّعاء لواسطة مخلوق
(وَإِذَا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أُجيب دعوة الدّاعِ إِذَا دعان)[البقرة: 186]
(إنّكم تدعون سميعاً قريباً وَهُوَ معكم) [أَيْ بعلمه يسمعكم ويراكم](رواه مسلم)

مَا هِيَ واسطة الرّسول صلى الله عليه وسلم؟

واسطة الرّسول صلى الله عليه وسلم هِيَ التّبليغ
(يَا أيّها الرَّسُول بلّغ مَا أنزل إليك من ربّك)[المائدة: 67]
(اللّهم هَلْ بلّغت اللّهم اشهد) [جواباً لقول الصحابة نشهد أنّك قد بلّغت] (رواه مسلم)

ممّن نطلب شفاعة الرّسول صلى الله عليه وسلم؟
نطلب شفاعة الرّسول صلى الله عليه وسلم من الله
(قل للهِ الشّفاعة جميعاً)[الزمر: 44]
(اللّهم شفّعه فيّ) [أَيْ شفّع الرّسول صلى الله عليه وسلم فيّ] (رواه الترمذي وقال حديث حسن)

كَيْفَ نحبّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟
المحبّة تكون بالطّاعة واتّباع الأوامر
(قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يُحبكم الله) [آل عمران: 31]
(لاَ يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إِلَيْهِ من والده ولده والنّاس أجمعين)(رواه البخاري)

هَلْ نبالغ فِي مدح الرّسول صلى الله عليه وسلم؟
لاَ نبالغ فِي مدح الرّسول صلى الله عليه وسلم
(قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد)[الكهف: 110]
(إنّما أنا بشرٌ مثلكم)(رواه أحمد وصحه الألباني)

من هُوَ أوّل المخلوقات؟

من البشر آدم، ومن الأشياء القلم
(إِذْ قَالَ ربّك للملائكة إنّي خالقٌ بشراً من طين)[ص: 71]
(إنّ أوّل مَا خلق الله القلم) (رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح)

من أيّ شيءٍ خُلِقَ محمّد صلى الله عليه وسلم؟
خلق الله محمّداً صلى الله عليه وسلم من نطفة
(هُوَ الَّذِي خلقكم من ترابٍ ثمّ مِن نطفة)[غافر: 67]
(إنّ أحدكم يجمع خلقه فِي بطن أمّه أربعين يوماً نطفة)(متّفق عَلَيهِ)

مَا حكم الجّهاد فِي سبيل الله؟

الجهاد واجب بالمال والنّفس واللّسان
(اِنْفروا خفافاً وثِقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم)[التّوبة: 41]
(جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) (صحيح رواه أبو داود)

مَا هُوَ الولاء للمؤني؟
bهُوَ الحبّ والنصرة للمؤني والموَحّدين
(والمُؤمنون والمؤمناتُ بعضهم أولياء بعض)[التّوبة: 71]
(المؤمن للمؤن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضاً) (رواه مسلم)

هَلْ تجوز موالاة الكفّار ونصرتهم؟
لاَ تجوز مولاة الكفّار ونصرتهم
(ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم) (أَيْ الكافرين) [المائدة: 51]
(إن آل بني فلان ليسوا لي بأولياء) [لأنّهم من الكفّار] (متّفق عَلَيهِ)

من هُوَ الوليّ؟

الوليُّ هُوَ المؤمنُ التّقيّ
(ألآ إنّ أولياء اللهِ لاَ خوفٌ عليهم وَلاَ هم يحزنون الَّذِينَ آمنوا وكانوا يتّقون)
(إنّما وليِّي اللهُ وصالح المؤمنين) (متّفق عَلَيهِ)

لماذا أنزل اللهُ القرآن؟

أنزل الله القرآن للعمل بِهِ
(اِتّبعوا مَا أنزل إليكم من ربّكم وَلاَ تتّبعوا من دونه أولياء) [الأعراف: 3]
(اِقرأوا القرآن واعملوا بِهِ وَلاَ تأكلوا بِهِ وَلاَ تستكثِروا به) (رواه أحمد)

هَلْ نستغني بالقرآن عَنْ الحديث؟
لاَ نستغني بالقرآن عَنْ الحديث
(وأنزلنا إليكَ الذّكر لتبيّن للنّاس مَا نُزّل إليهم) [النَّحل: 44]
(ألا وإنّي أوتيت القرآن ومثله معه)(صحيح رواه أبو داود)

هَلْ نقدّم قولاً عَلَى قول الله ورسوله؟

لاَ نقدّم قولاً عَلَى قول الله ورسوله
(يَا أيّها الذّين آمنوا لاَ تُقدّموا بَيْنَ يدي اللهِ ورسوله) [الحجرات: 1]
(لاَ طاعة لأحدٍ فِي معصية الله إنّما الطّاعة فِي المعروف) (متّفق عَلَيهِ)

مَاذا نفعل إِذَا اختلفنا؟
نعود إِلَى الكتاب والسنّة الصحيحة
(فإن تنازعتم فِي شيءٍ فردّوه إِلَى الله والرّسول) [النساء: 59]
(تركت فيكم أمرين لَنْ تضلّوا مَا تمسّكتم بهما: كتاب الله وسنّة رسوله) (صحيح لغيره رواه مالك)

مَا هِيَ البدعة فِي الدّين؟
كلُّ مَا لَمْ يقم عَلَيهِ دليل شرعي
(أم لهم شركآء شرعوا لهم من الدّين مَا لَمْ يأذن بِهِ الله) [الشورى: 21]
(من أحدث فِي أمرنا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ ردّ)[أَيْ غير مقبول] (متّفق عَلَيهِ)

هَلْ فِي الدّين بدعة حسنة؟

لَيْسَ فِي الدّين بدعة حسنة
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)
(إيّاكم ومحدثات الأمور فإن كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة) (صحيح رواه أبو داود)

هَلْ فِي الإسلام سنّة حسنة؟
نعم، كالبادئ بفعل خير لِيُقتدى بِهِ
(واجعلنا للمتّقين إماماً) (أَيْ قدوة فِي فعل الخير) [الفرقان: 74]
(من سنّ فِي الإسلام سنّة حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بِهَا من بعده) (رواه مسلم)

هَلْ يكتفي الإنسان بإصلاح نفسه؟

لاَ بدَّ مِن إصلاح نفسه وأهله
(يَا أيّها الَّذِينَ آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) [التحريم: 6]
(إنّ الله تَعَالَى سائلٌ كلّ راعٍ عمّا استرعاه أحفظ ذَلِكَ أم ضيّعه) (حسن رواه النسائي)

متى ينتصر المسلمون؟
إِذَا عمِلوا بكتاب ربّهم وسنّة نبيّهم
(يَا أيّها الَّذِينَ آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم) [محمد: 7]
(لاَ تزال طائفة من أمّتي منصورين) (صحيح رواه ابن ماجه)

من هم أفضل النّاس بَعْدَ الرّسل؟
هم أصحاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
(والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)[التّوبة:100]
(خير النّاس قرني ثُمَّ الَّذِينَ يلونهم ثُمَّ الَّذِينَ يلونهم) (متّفق عَلَيهِ)

من هم أفضل الصّحابة؟
أبوبكر ثُمَّ عمر ثُمَّ عثمان ثُمَّ عليّ رضي الله عنهم أجمعين
( إِلاَّ تنصروه فَقَدْ نصره الله إِذْ أخرجه الَّذِينَ كفروا ثاني اثنين إِذْ هما فِي الغار إِذْ يقول لصاحبه لاَ تحزن إنّ الله معنا) [التّوبة: 40]
(فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء المهدين الرّاشدين تمسكوا بِهَا وعضوا عَلَيْهَا بالنّواجذ)(رواه أبو داود)

مَا حكم من يقول بتحريف القرآن؟

الَّذِي يقول بتحريف القرآن كافر
(إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا لَهُ لحافظون)[الحجر: 9]
(تركت فيكم أمرين لَنْ تضلّوا مَا تمسّكتم بهما كتاب الله وسنّة رسوله)

من هم (المغضوب عليهم) ومن هم (الضّالون)؟
المغضوب عليهم هم اليهود والضّالّون هم النّصارى
(غير المغضوب عليهم وَلاَ الضّالين)[الفاتحة: 7]
(اليهود مغضوب عليهم والنّصارى ضُلاّل)(الترمذي عَنْ عدي بن حاتم)

خليجية

وصلى الله على سيدنا محمد وآله

خليجية




جزاك الله خيراً



خليجية




التصنيفات
منوعات

أصل العقيدة تحقيق أركان التوحيد :

أصل العقيدة تحقيق أركان التوحيد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبعد :

فهذا مقال قصدت به تبيين أركان التوحيد، وهي أركان " لا إله إلا الله " التي هي أصل العقيدة في الإسلام، وقد قدمت بين يدي ذلك فقرات في تعريف العقيدة، وأهمية التوحيد .

تعريف العقيدة :

العقيدة لغة : هي من العقد، والتوثيق، والإحكام، والربط بقوة، تقول العرب : أعتقد الشيء ؛ صلب واشتدّ [لسان العرب / مادة عقد]، والعقيدة : الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده .

وأما تعريف العقيدة شرعاً : فهي الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه الشك لدى معتقده بالله تعالى، ومايجب له من التوحيد والطاعة، وبملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر، وسائر ما ثبت من أمور الغيب، والأخبار والقطعيات، عملية كانت أو علمية .

ويتضح من تعريف العقيدة لغة وشرعاً أنها هي الأمور التي تصدق بها النفوس، وتطمئن إليها القلوب، وتكون يقينا عند أصحابها، لا يخالطها شك، ولا يهزها ريب، فهي متمكنة من القلوب، وراسخة فيها لا تتزلزل ولا تضطرب.

وهذه الكلمة " العقيدة " لم تذكر في القرآن الكريم ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك رغم تواتر وتتابع علماء المسلمين قديماً وحديثا على العنونة لمباحث هذا العلم بـ " العقيدة " .

ولكن اذا تتبعنا القرآن الكريم، نجد أن مادة كلمة " عقد " موجودة في القرآن الكريم في مواضع عدة، ومن ذلك قوله تعالى : { لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم ولكن يؤاكذكم بما عقدتم الإيمان } والمقصود بـ " عقدتم الإيمان " هنا أن يكون بقصد القلب وعزمه، وذلك بخلاف لغو اليمين التي تجري على اللسان بدون قصد، وفسرها الحافظ ابن كثير ؛ ( أي بما صممتم عليه منها وقصدتموها ) .

ومن ذلك قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود }، والعقود هي أوثق العهود، والعهود ما كانوا يتعاقدون عليه من الحلف وغيره .

ونلحظ من ذلك أصل كلمة " عقد " بمشتقاتها التي وردت في القرآن الكريم تدل على اللزوم والتأكد، والاستيثاق، والإحكام، والرسوخ، وهذا هو معنى العام لكلمة " العقيدة " .

وتجدر الاشارة من تعريف العقيدة، أن يعلم أن العقيدة لفظ مرادف للإيمان في المعنى، بل العقيدة قاعدة الإيمان وأصله، ولذا لا بد لهذه العقيدة أن تترجم الي واقع عملي ملموس، مطبق في القول والعمل والسلوك، والمظهر، فتعبر العقيدة عن نفسها وتعلن عن وجودها، وذلك على الجوارح، وإلا فان العقيدة التي تسكن في القلب ولا يكون لها وجود في العلانية على جوارح صاحبها، فهي عقيدة ناقصة، خاوية باردة، ولا تقوم لها قائمة، بل لا تستحق أن يطلق عليها اسم " عقيدة " .

أهمية التوحيد :

إن التوحيد هو حق الله تعالى على العبيد، وهو الغاية التي من أجلها خلقهم، قال تعالى : { وما خلقت الجن والانس الا لعبدون } ، قال أهل العلم : أي ليوحدوني وآمرهم وأنهاهم .

وهو دين الرسل جميعاً، وهو الذي أمروا به، قال تعالى : { وما ارسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } .

والتوحيد هو أن يوحد العبد ربه بأفعاله الربوبية وبأسمائه وصفاته، وفي العبادة، فالتوحيد هو أعدل العدل، فمن وحد الله عز وجل فقد وضع الشيء في موضعه، وأعطى العبادة لمن يستحقها، قال تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماص بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم } .

وضد التوحيد الشرك، وهو أن يجعل العبد شريكاً مع الله في أفعاله الربوبية، أو في أسمائه وصفاته، أوفي العبادة .

والشرك أظلم الظلم، فمن أشرك بالله فقد وضع الشيء في غير موضعه وفي غير نصابه، وأعطي العبادة لمن لا يستسحقها، وافتري اثماً عظيماً، قال تعالى حاكياعن لقمان موصيا ابنه { واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } .

وجعل الله سبحانه الشرك محبطا للأعمال، لا يتجاوز عن صاحبه بالمغفرة، قال تعالى { ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفرمادون لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقر افتري اثما عظيماً } .

وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم { ولقد أوحي اليك والي الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين }، وقال سبحانه بعد أن ساق اسم ثمانية عشر نبياً : { ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون } .

والذي تميز به اهل السنة والجماعة من السلف الصالح ومن سار على هديهم – على مر العصور والأزمان – هو اهتماهم بهذا التوحيد الخالص وطرح الشرك به سبحانه، بينما انحرف أناس كثر عن هذا التوحيد – فضلا عن الدعوة إليه – فوقعوا في الشرك، وخالفوا ما أمرهم الله به من اخلاص الدين له وحده لا شريك له .

فذلك يجب عليك – أخي القارئ – أن تعلم ماهو التوحيد – الذي أوجبه الله عليك – بأركانه وشروطه ونواقضه، ثم تعمل بمقتضى هذا العلم .

أركان التوحيد :

الركن الأول : الكفر بالطاغوت :
لايكون العبد موحداً حتى يكفر بالطاغوت، ولن يكفر بالطاغوت، حتي يعلم ما هو الطاغوت، فالطاغوت لغة : مشتق من الطغيان، صفة مشبهة، بمعني مجاوزة الحد، كما في قوله تعالى { انا لما طغى الماء حملناكم في الجارية } أي : لما زاد الماء وتجاوز حده المعتاد، وأما تعريفه في الشرع : فالطاغوت : هو كل لمن طغي وتجاوز حده وأخذ حقا من حقوق الله تعالى ونسبه لنفسه، وجعل ندا لله فيما يختص به سبحانه .

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : الطاغوت : الشيطان .

قال ابن كثير – رحمه الله – معلقاً على ذلك : ( ومعني قوله في الطاغوت : إنه الشيطان، قوي جدا، فانه يشمل كل شر كان عليه أهل الجاهلية من عبادة الأوثان والتحاكم إليها، والاستنصار بها ) أ.هـ [تفسير القرآن العظيم 1/418].

ويقول الامام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – : ( والطاغوت عام، فكل ما عبد من الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت ) [الجامع الفريد :ص265] .

وأحسن وأجمع ما قيل في تعريف الطاغوت، هو ماذكره العلامة ابن القيم رحمه الله : ( الطاغوت : كل ماتجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أومطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله ) أ.هـ [اعلام الموقين 1/50] .

قال شيخنا محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – توضيحاً لعبارة ابن القيم : ( ومراده بالمعبود والمتبوع والمطاع غير الصالحين، أما الصالحون فليسوا طواغيت وإن عبدوا – أو اتبعوا – أو أطيعوا فالاصنام التي تعبد من دون الله الواغيت، وعلماء السوء الذين يدعون الي الضلال والكفر، أو يدعون الي البدع، او الي تحليل ما حرم الله، أو تحريم ما أحل الله طواغيت، والذين يزينون لولاة الأمر الخروج عن شريعة الإسلام بنظم يستوردونها مخالفة لنظام الدين الإسلامي طواغيت، لأن هؤلاء تجاوزوا حدهم، فان حد العالم أن يكون متبعاً لما جاء به النبي صلىالله عليه وسلم، لأن العلماء حقيقة ورثة الأنبياء، يرثونهم في أمتهم علماً، وعملاً، وأخلاقاً ودعوة وتعليماً، فاذا تجاوزوا هذا الحد وصاروا يزينون للحكام الخروج عن شريعة الإسلام بمثل هذا النظم فهم طواغيت، لانهم تجاوزوا ما كان يجب عليهم أن يكونوا من متابعة الشريعة .
وأما قوله – رحمه الله – " أو مطاع " فيريد به الأمراء الذين يطاعون شرعاً أو قدرا، فالأمراء يطاعون شرعاً اذا أمروا بما لا يخالف أمر الله ورسوله، وفي هذا الحال لا يصدق عليهم أنهم طواغيت، والواجب لهم على الرعية السمع والطاعة، وطاعتهم لولاة الأمر في هذا هذا الحال بهذا القيد طاعة لله عز وجل ) [شرح ثلاثة الأصول :ص151].

ومما تقدم – من نقول – يتبين لك – أخي القارئ – معني الطاغوت، وخلاصته، تتمثل في أن يصرف مخلوق لنفسه أحدى هذه الأمور الثلاثة:

1- أن يصرف مخلوق لنفسه فعلا من أفعال الله عز وجل، كالخلق أو الرزق، او التشريع. . . الخ .

2-أن يصرف مخلوق لنفسه صفة من صفات الله عز وجل، كعلم الغيب .

3-أن يصرف مخلوق لنفسه عبادة من العبادات، كالدعاء، أو النذر، أو ذبح القربان، والتحاكم. . . الخ .

فهذه الأمور الثلاث من صرف منها شيئاً لنفسه فهو طاغوت وند لله تعالى .

رؤوس الطواغيت :

ذكر أهل العلم أن الطواغيت كثيرة، ولكن رؤوسهم خمسة :

1- إبليس : لعنه الله، وهو الشيطان الرجيم قال تعالى { ألم أعهد إليكم يا بني آدم الا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين } .

2- من عبد وهو راض : أي عبد من دون الله وهو راض بالعبادة، سواء عبد في حياته، أو بعد مماته اذا مات وهو راض بذلك . قال تعالى : { ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين } .

3- من دعا الناس الي عبادة نفسه { وان لم يعبدوه، وسواء أجيب لما دعا إليه أم لم يجب } .

4- من ادعى شيئاً من علم الغيب، قال تعالى : { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضي من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً } .

5- الحاكم بغير ما أنزل الله عز وجل : لأن الحكم بما أنزل الله من توحيد الربوبية، لأنه تنفيذ لحكم الله الذي هو مقتضي ربوبيتة، وكمال ملكه وتصرفه، ولهذا سمى الله تعالى المتبوعين في غير ما أنزل الله تعالى أرباباً لمتبعيهم فقال سبحانه { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا الهاً واحداً لا إله هو سبحانه عما يشركون } .

كيف يتحقق الكفر بالطاغوت ؟

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب : ( فأما صفة الكفر بالطاغوت فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفر أهلها وتعاديهم ) [ الجامع الفريد : 265] .

ومعني كلامه – رحمه الله – أن صفة الكفر بالطاغوت يلزم منها خمسة أمور :

الأول : الاعتقاد ببطلان عبادة الطاغوت، قال تعالى { ذلك بأن الله هوالحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هوالعلي الكبير } .

الثاني : الترك والاجتناب : وهو ترك عبادة الطاغوت، قال تعالى { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } .

والترك هنا على ثلاثة أقسام : الترك بالاعتقاد، والترك بالقول، والترك بالفعل، ولا يكون العبد مجتنبا للطاغوت وتاركه حتي يأتي بهذه الأقسام الثلاثة من الترك :

لأن من الناس من يترك بقوله وفعله ولا يترك باعتقاده، وهذا هو حال المنافق .

ومن الناس من يترك باعتقاده ولا يترك بقوله ولا بفعله وهذا من يسجد للطاغوت أو يستغيث به، أو ينذر له، أو يذهب ويتحاكم إليه، ويدعي أن اعتقاده سليم .

الثالث : العداوة : قال تعالى حاكيا عن ابراهيم عليه السلام في قوله { قال أرأيتم ما كنتم عبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فانهم عدولي إلا رب العالمين } .

الرابع : البغض : قال تعالى : { قد كانت لكم أسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده } .

وفي الدرر السنية الدعوة النجدية [1/93]، وذلك في تفسير قوله تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } : ( هذه الآية تدل على أن الانسان اذا عبد ربه بطاعته ومحبته ومحبه ما يحبه، ولم يبغض المشركين ويبغض أفعالهم ويعاديهم فهو لم يجتنب الطاغوت، ومن لم يجتنب الطاغوت لم يدخل في الإسلام فهو كافر، ولو كان من أعبد هذه الأمة يقوم الليل ويصوم النهار، وتصبح عبادته كمن صلى ولم يغتسل من الجنابة، أو كمن يصوم في شدة الحر وهو يفعل الفاحشة في نهار رمضان ) أ.هـ

الخامس : تكفيره : أي تكفير الطاغوت، وتكفير من عبده وتولاه، وتكفير كل من أتى بملة الكفر أو دعا إليها .

الركن الثاني : الإيمان بالله :

وأما الركن الثاني من أركان التوحيد فهو الإيمان بالله وحده .

والإيمان بالله : هو أن تؤمن بالله عز وجل وتفرده بجميع أفعاله الربوبية، واسمائه وصفاته، وتفرده بجميع أنواع العبادة التي لا تكون إلا له .

ومن هنا فان الإيمان بالله تعالى على ثلاثة أقسام :

القسم الأول : الإيمان بربوبية الله : وهو أن تؤمن بأفعال الله تعالى الخاصة بربوبية، كالخلق والرزق والتشريع وغيرها من أفعال الله وتوحده وتفرده بها دون ان تصرف منها شيئاً لغيره، قال تعالى : { الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون } .

القسم الثاني : الإيمان باسماء الله وصفاته : وهو أن تؤمن بما أثبته الله تعالى لنفسه من الاسماء والصفات، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل، قال تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } .

القسم الثالث : الإيمان بألوهية الله : وهو أن تؤمن بأن الله هو الاله المعبود وحده، وأن جميع العبادات من دعاء واستغاثة ونذر وغيرها من العبادات هي حق محض له سبحانه وتوحده وتفرده بها دون ان تصرف منها شيئاً لغيره، قال تعالى : { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً } .

وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

[مجلة النفير | عدد يوليو 2001م]





م/ن



اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين
جزأك الله خيراً



خليجية



التصنيفات
منوعات

ملخص كتاب/العقيدة الإسلامية في مواجهة الفتن

خليجية

ملخص كتاب
العقيدة الإسلامية وأثرها في مواجهة الفتن المعاصرة
د. سليمان العيد

مَعْنى الفتنة:
الْفتْنةُ في اللّغة: الاختبار والامتحان، وفي الجمع الفُتان، وفي الفرد الفَتان؛ قال الله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13]، والفَاتنُ: المضلّ عن الحق، والفتنةُ في المال والأولاد والكفر واختلاف الناس والقتل، ومنه قولُه سبحانَه: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101]، والحرق، ومنه قوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [البروج: 10]، ويجمعه كله قول النبي – عليه السلام -: ((إنّي أرى الفتنة من خلال بيوتكم)).
الفتنة شرعًا:ما يُبتلى به الإنسانُ في هذه الحياة من المال والنساء والمنصب والجاه ونحو ذلك، مما يكون سببًا في بُعده عن الله في الدار والآخرة.

خَطَرُ الفتنَة:

قد بيَّن النبي – عليه الصلاة والسلام – الفتنَ وحذَّرَ منها، وبيَّن لنا أسبابَ النجاة منها في أحاديثَ كثيرةٍ:
عن ابن عباس قال: كان النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – يُعَلِّمنا هذا الدعاء كما يعلمنا السورة من القرآن: ((أعوذ بك من عذاب جهنَّم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من فتنة القبر)).

فقرن التعوُّذ من الفتنة بالتعوُّذ من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المسيح الدجال، الذي قال عنه الرسول – صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيها الناسُ، إنه لم تكُن فتنةٌ في الأرض مُنذُ ذرأ اللهُ الذرية أعظم من فتنة الدجال، وإن الله لَمْ يبعث نبيًّا بعد نُوحٍ إلا حذرهُ أُمتهُ، وأنا آخرُ الأنبياء، وأنتُم آخرُ الأُمم، وهُو خارجٌ فيكُم لا محالة، فإن يخرُج وأنا بين أظهُركُم فأنا حجيجُ كُل مُسلمٍ، وإن يخرُج بعدي فكُل امرئٍ حجيجُ نفسه، واللهُ خليفتي على كُل مُسلمٍ)).

عن أمِّ سلَمة – رضي الله عنها -: أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – استيقظ ليلة فقال: ((سبحان الله! ماذا أنزل الليلة من الفتنة؟ ماذا أنزل من الخزائن؟ من يوقظ صواحب الحجرات؟ يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة)).

وكما جاء التحذيرُ من الرسول الله – صلى الله عليه السلام – فقد كان السلفُ – رحمهم الله – يخشَون خطرَ الفتنة، ويحذِّرُ بعضهم بعضًا؛ قال أبو الدرداء – رضي الله عنه -: "حبذا موتًا على الإسلام قبل الفتَن"، قال معاذ: "إنها ستكون فتنةٌ يكثر منها المالُ، ويفتح فيها القرآنُ حتى يقرؤه المؤمنُ والمنافقُ، والمرأةُ والرجلُ، والصغيرُ والكبيرُ، حتى يقولَ الرجل: قد قرأت القرآن فما أرى الناس يتبعوني، أفَلا أقرؤه عليهم علانيةً؟ فيقرؤه علانيةً، فلا يتبعه أحدٌ، فيقولُ: قد قرأتُه علانيةً فلا أراهُم يتبعوني، فيبني مسجدًا في داره – أو قال: في بيته – ويبتدع قولاً – أو قال: حديثًا ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإياكم وما ابتدع، فإنما ابتدع ضلالة.

قال القنوجي: والإمساك في الفتنة سنةٌ ماضيةٌ واجبٌ لزومها، فإن ابتليت فقدّم نفسكَ دون دينك، ولا تعن على الفتنة بيد ولا لسانٍ، ولكن اكْفف يدكَ ولسانكَ وهواكَ.

السَّلامَةُ من الفتَن:

إنَّ طرق السلامة من الفتن واجبة على المسلم أن يتبعها، ونسرد القولَ فيها بسبعة أمورٍ:
الأمْرُ الأوَّل:

لزومُ جماعة المسلمينَ وإمامهم:
قال النبي – عليه السلام – لحذيفة لما سأله عن الفتن: ((تلْزَمُ جماعةَ المسلمينَ وإمامهم))، قال: فإنْ لم يكنْ لهُمْ جماعةٌ ولا إمامٌ؟ قال: ((فاعْتَزلْ تلك الفرَقَ كُلَّها، ولو أن تَعَضَّ على أصْل شجرة، حتى يُدْركَكَ الموتُ وأنتَ على ذلك)).

الأمْرُ الثّاني:

تعلُّم العلم وتعليمه والعمل به:

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((تعلموا العلم، وعلموه الناس، وتعلموا القرآن وعلموه الناس… وإن العلم سيقبض وتظهر الفتَن حتى يختلفَ الاثنان في الفريضة، لا يجدان أحدًا يفصل بينهما)).

الأمر الثالث:

التمسُّك بهدي من ماتَ من السلف الصالح:
قال ابن مسعود: "مَن كانَ مُسْتَنًّا، فَلْيَسْتَنَّ بمن قد ماتَ؛ فإنَّ الحي لا تُؤمَنُ عليه الفتْنَةُ، أولئك أصحابُ محمد – صلى الله عليه وسلم – كانوا أفضلَ هذه الأمة: أبرَّها قلوبًا، وأعمقَها علمًا، وأقلَّها تكلُّفًا اختارهم الله لصحبة نبيِّه ولإقامة دِينه، فاعرفوا لهم فضلَهم، واتبعُوهم على أثرهم، وتمسَّكوا بما استَطَعْتُم مِنْ أخلاقهم وسيَرهم، فإنهم كانوا على الهُدَى المستقيم".

الأمْرُ الرّابع:

طاعة السلطان وعدم الخروج.

الأمْرُ الخَامس:

عدم المشاركة في الفتنة إذا وقعت:

قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((فلا تثيروا الفتنة إذا حميتْ، ولا تعرضوا لها إذا عرضتْ، إن الفتنة راتعة في بلاد الله، تطأ في خطامها، لا يحل لأحدٍ من البرية أن يوقظها حتى يأذن الله تعالى لها، الويلُ لمن أخذ بخطامها، ثم الويل له)).الأمْرُ السَّادس:

عدمُ بيع السلاح وقتَ الفتنة:
عن أبي بكرة قال: أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على قوم يتعاطون سيفًا مسلولاً، فقال: ((لعن الله مَن فعل هذا، أوليس قد نهيت عن هذا؟))، ثم قال: ((إذا سلَّ أحدكم سيفه فنظر إليه، فأراد أن يناوله أخاه؛ فليغمده ثُم يناوله إياه)).

الأمْرُ السَّابع:

التمسُّك بكتاب الله وسنَّة نبيه – صلى الله عليه وسلم -:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: ((تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)).
العقيدة الإسلامية

تعريف العقيدة في اللغة:
من العقد، وهو الربط بشدَّة وقوَّة، وما عقد عليه الإنسان قلبَه جازمًا فهو عقيدة، وسمِّي عقيدةً؛ لأن الإنسانَ يعقد عليه قلبه.
اصطلاحًا: الإيمان الجازم بالله تعالى، وما يجب له من ألوهيته وربوبيته، وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدَر خيره وشره، وبكل ما جاءتْ به النُّصوص الصحيحة وإجماع السلَف.

مزايا عقيدة أهل السنة والجماعة:
1- سلامة الصدر: قال ابن عبدالبر: ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصًا في كتاب الله، أو صحَّ عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أو أجمعتْ عليه الأمة، وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه. اهـ.
وهذه الخاصية لا توجد في الطوائف والمِلَل الأخرى الذين يعتمون على العقل والرأي.
2- تقوم على التسليم لله تعالى ولرسوله – صلى الله عليه وسلم.
3- موافقتها للفطرة القويمة والعقل السليم.
4- اتِّصال سندها بالرسول – عليه الصلاة والسلام – والصحابة والتابعين وأئمة الهدى، قولاً وعلمًا، وعملاً واعتقادًا.
5- الوضوح والبيان.
6- سلامتها من الاضطراب والتناقض.
7- سببٌ للظهور والنَّصْر والفلاح في الدارَيْن.
8- عقيدة الجماعة والاجتماع.
9- البقاء والثبات والاستقرار.

أثر العقيدة الصَّافية في الحياة:

إن حياة الإنسان تسير وفق مؤشراتكثيرة تتحكَّم فيها, سعادةً وشقاءً، ثباتًا وتقلُّبًا، ومن أهم المؤثرات: العقيدة، وهي التي توجه مسيرة الحياء، إمَّا إلى الاطمئنان والسعادة – العقيدة السليمة – وإما إلى الحيرة والشقاء – معتقد أهل الباطل – قال تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82].

فهنا شرطان: الإيمان، والبعد عن الشرك؛ وقال سبحانه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]، فمنَ الناس من اختار الرؤساء والزعماء، ومنهم من اختار أهل الرياضة قدوة له؛ بسبب وسائل الإعلام، وأهل الإيمان لم يتخبطوا؛ إنما قدوتهم محمد – صلى الله عليه وسلم.

والإيمان بالملائكة له تأثير؛ إذ إن الإنسان ليتذكر الملكين اللذَيْن يكتبون السَّيِّئات والحسنات فيوقظ المراقبة عنده التي تكون سببًا للنجاة، والإيمان بالكُتُب دليلاً ومنهجًا يسير عليه, فالقرآن الكريم خاتم الكتب؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 52]، والإيمان باليوم الآخر كابح للشهوات ورادع للنزوات، فثمّة يوم سيُبعث فيه الخلق أجمع، يوم يجازي الله فيه العباد؛ قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8]، والإيمان بالقضاء والقدر يُذهب القلق ويزيل النكد؛ قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].

عثرت امرأة من الصالحات فأصيب رجلها، فلما نظرت إلى الدم ضحكت، فقيل لها: عجبًا، تضحكين وقد أصبت؟! قالت: أنساني حلاوة أجره مرارة عذابه!
الفصل الأول

فتنة المال

تعريفها:
ما يمتلكه الإنسان من نقدٍ ومعادنَ ثمينةٍ، ومنازل ومراكب، ونحوه مما فيه ابتلاء للعبد، وحب المال من طبيعة بني آدم وزينة له؛ قال سبحانه: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [الفجر: 20]، عن أنس قال: قال النبي – عليه الصلاة والسلام -: ((يهرم ابن آدم ويشب فيه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العمر)).

وأشكل على الصحابة تشبيه النبي – عليه الصلاة والسلام – الفتنةَ بزهرة الدنيا وزينتها، على أنّه من نعمة الله، فأجابهم نبيهم محمد أن الخير لا يأتي إلا بخير، وإنما يعارضه الخير الإسراف والبخل فيما لَم يشرعه الله سبحانه، فهذا الذي يخشى منه، والمال ليس خيرًا بذاته، إنما فيما يتصرَّف فيه تعبُّدًا لله من إنفاقه في الله، وشكره سبحانه على نِعْمتِه.

وقال الزين بن المنير في هذا الحديث: وجوهٌ من التّشبيهات بديعةٌُ:
أولها: تشبيه المال ونموه بالنبات وظهوره.
ثانيها: تشبيه المنهمك في الاكتساب والأسباب بالبهائم المنهمكة في الأعشاب.
ثالثها: تشبيه الاستكثار منه، والادِّخار له بالشره في الأكل والامتلاء منه.
رابعها: تشبيه الخارج من المال مع عظمته في النفوس، حتى أدَّى إلى المبالغة في البخل به بما تطرحه البهيمة من السلخ، ففيه إشارة بديعة إلى استقذاره شرعًا.
خامسها: تشبيه المتقاعد عن جمعه وضمه بالشاة إذا استراحت وحطت جانبها مستقبلة عين الشمس، فإنها من أحسن حالاتها سكونًا وسكينة، وفيه إشارة إلى إدراكها لمصالحها.
سادسها: تشبيه موت الجامع المانع بموت البهيمة الغافلة عن دفع ما يضرها.
سابعها: تشبيه المال بالصاحب الذي لا يؤمن أن ينقلبَ عدوًّا، فإن المال من شأنه أن يحرز ويشد وثاقه حبًّا له، وذلك يقتضي منعه من مستحقه فيكون سببًا لعقاب مقتنيه.
ثامنها: تشبيه آخذه بغير حق بالذي يأكل ولا يشبع؛ انتهى.

قال – جل جلاله -: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التغابن: 15]، وقال – عليه السلام – لأصحابه: ((فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم)).

وقد جاء الإسلامُ لحِفْظ الضرورات الخمس: الدين، والعرْض، والنفس، والعقل، والمال، فإن فتنة المال سبب في ضياعها, فخطرها على الدِّين ظاهر، وكذلك النفس، فكم قتلت من نفسٍ لأجله وصارت الحروب! وكذلك العقل بالإسراف عدم الرشد، وكذلك العرض فأصبحت التجارة في المال بمهنة البغاء والدعارة، وهذه مشتركةٌ بين الرجال والنساء.

وأمّا المفتونُ بالمال فسبب في ظلم حقوق أموال الآخرين من الغش والسرقة والاحتيال، وهو سببٌ في الفخر والخيلاء والتكبُّر والارتفاع المنهي عنه.

ومن محاذير فتنة المال أنه سببٌ لوقُوع الإنسان في المَحاذير الشَّرعية؛ فمنها:
أكْل أموال الناس بالباطل وأموال اليتامى:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29].

أكل الرِّبا ومنْع الزكاة ومسك النفَقة:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 278]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة: 34، 35].

المبحث الثالث
صور معاصرةٌ لفتنة المال

إن فتنة المال فتنةٌ قديمة، ولكنها في هذا الزمان أشدّ، وذلك أنّ الدنيا بسطت على الناس، وتنوَّعت وسائل المكاسب.

فمن مظاهر الفتنة في المال:

السباق المَحْموم على تجارة الأسْهُم وتداولها، ومن مظاهر الفتنة في المال سعي البعض منهم إلى البروز في قائمة الأغنياء، فهذه دولةٌ تتبنَّى تمويل أكبر برج في العالم، وارتفاع العقارات الفارهة، وناطحات السحاب، وشراء المنازل العالية باهظة الثمن، والمشاريع الكبيرة من سرف وترف، والقصور الضخمة، فكل هذا داخل في قول الرسول – عليه السلام -: ((أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)).

المبْحَثُ الرَّابعُ
أثرُ العقيدة في النجاة من فتنة المال

لا شكّ أن هذه الفتنة لا نجَاة منها ولا خلاص من أخطارها إلا بهذا الدِّين الإسلامي، الذي جاء بالدواء الواقي، والعلاج الناجع من هذه الفتنة – بإذن الله – ومن ذلك:
أولاً: الإيمانُ باللَّه – سبحانه وتعالى:
فالإيمان به ومعرفة صفات كماله شفاء من هذه الفتنة، فمنه إدراك أن الله سبحانه هو الغني؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15]، فهو الفقير مهما بلغت ملكاته، ويجب معرفة أن جميعَ ما يملكه الإنسان من عقارات وشركات كلها لله، ولقد ذمَّ الله سبحانه في كتابه قارون الذي نسب إلى نفسه المال، فيجب تأمُّل أسمائه كـ(المعطي)، و(المانع)، و(الرزّاق)؛ بمعنى: كثير الرزق؛ قال تعالى: {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الزمر: 52].

فالثقة بالله وحده من أنّه المعطي والمانع والرزاق من أهمّ جوانب النجاة من الفتنة؛ عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((مَن كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له))؛ صححه الألباني.

ودعاء الله – جلّ جلاله – من الوسائل المعينة على النجاة، وقد ثبت في ذلك أحاديث كثيرة،كالدعاء بالاستعاذة من شر فتنة الغنى؛ كما كان – عليه الصلاة والسلام – يدعوه، قال الكرماني: صرح في فتنة الغنى بذكر الشر، إشارة إلى أن مضرته أكثر من مضرة غيره، أو تغليظًا على أصحابه حتى لا يغتروا فيغفلوا عن مفاسده، أو إيماء إلى أن صورته لا يكون فيها خير، بخلاف صورة الفقر فإنها قد تكون خيرًا. اهـ.

ومن الأدعية الحسنة:
{رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]، قال ابن كثير – رحمه الله -: الحسنة في الدنيا تشملُ كلَّ مطلوب دنيوي، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيء، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عباراتُ المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا.

وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العَرَصات، وتيسير الحساب، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام، وترْك الشبُهات والحرام. انتهى.

ثَانيًا: الإيمانُ بالكُتب:

الإيمان بها فيها جوانب للنجاة عظيمةٌ جدًّا، وعلى رأس هذه الكتب "القرآن الكريم"، الذي جاء بالسلامة من جميع الفتَن, ومنه تلاوة قصص أصحاب الأموال من الكفّار، كقارون؛ قال سبحانه مبيّنًا عاقبته: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ} [القصص: 81]، كما ورد الوعيدُ والتهديد لأصحاب الأموال الذين غلبوا حبها على حبه الله وحب رسوله؛ فقال: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]، وكذلك جاء التهديدُ على ماسكي أموالهم ومانعي الزكاة، وأخبر أنّ المال الذي يُنفق فيه زيادة وبركة يصحبها تنمية؛ قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].

ثالثًا: الإيمانُ بالرسل:
رُسُل الله تعالى أسلم الناس من الفتَن؛ لأنهم رغبوا عن ما في الدنيا إلى ما عند الله – سبحانه وتعالى – ومنهم من ملك المال فأحسن التصرف؛ كسليمان، وداود – عليهما السلام – ونبيُّنا محمد – صلى الله عليه وسلم – خير الأنبياء من يُضرب به المثل في السّلامة من فتنة المال، فهو القدوة في زُهده وصبره على شدائد الدنيا.

ولو تأمَّلنا في علاقة البشر مع المساكين، لوجدنا أكثر أصحاب الأموال أقل اتصالاً بالمساكين لوجود الطبقة الزمانيّة في هذا الزمان، إلاّ أنّ خير البشرية – صلى الله عليه وسلم – يدعو ربنا أن يكون في زمرة المساكين؛ عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة))، فقالتْ عائشة – رضي الله عنها -: لِمَ يا رسول الله؟ قال: ((لأنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفًا، يا عائشة، لا تردي المساكين، ولو بشق تمرة، يا عائشة أحبي المساكين وقربيهم، فإن الله تعالى يقربك يوم القيامة))؛ أخرجه البيهقي في الشعَب.

والنبي محمد – عليه السلام – يشبه الدنيا بالظلّ المؤقت؛ عن ابن عباس قال: دخل عمر بن الخطاب على النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو على الحصير، وقد أثر في جنبه، فقال: يا رسول الله، لو اتخذت فراشًا أوثر من هذا! فقال: ((ما لي وللدنيا، وما للدنيا وما لي، والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح و تركها)).

ولقد كان النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – لا يجد ما يشبعه ولا ما يسد رمقه؛ فقد أورد الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما في كتابي الزهد والرقائق، وكذلك كتاب الإمام أحمد والبيهقي وغيرهم أمثلة كثيرة، منها:
عن عائشة – رضي الله عنه – قالت: ما شبع آل محمد – صلى الله عليه وسلم – منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعًا حتى قبض، وعن عائشة قالت: كان فراش رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من أدم، وحشوه من ليف.

وعن عائشة أنها قالت: إن كان ليمر الشهر على ذَنَبِه، وما نرى في بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بصيص نارٍ لمصباح ولا لغيره.
وعن مروان: أنه سمع عائشة ودعا لها بطعام فقالت: قلَّ ما أشبع من طعام، فأشاء أن أبكي إلا بكيت، قلت: لِم؟ قالت: أذكر الحال التي فارق عليها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الدنيا، فوالله ما شبع من خبز البُرِّ مرتين في يوم حتى لحق بالله – عزَّ وجل.
وعن عائشة قالتْ: دخلت علي امرأة من الأنصار، فرأت فراش رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قطيفة مثنية، فانطلقت فبعثت إلي بفراش حشوه الصوف، فدخل علي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: ((ما هذا يا عائشة؟))، قالت: قلت يا رسول الله، فلانة الأنصارية دخلت علي فرأت فراشك، فذهبت فبعثت إلي بهذا، فقال: ((رديه يا عائشة، فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة))، وعن قتادة عن أنس بن مالك قال: ما أكل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على خوان حتى مات، ولا أكل خبزًا مرققًا حتى مات – صلى الله عليه وسلم.
ذكر هذه الأحاديث الإمام البيهقي في سفره الجليل "شُعَب الإيمان".

فهذه حال النبي – عليه السلام – في عيشه، وهو دليل على زهده – صلى الله عليه وسلم – وتفضيله الآخرة على الدنيا؛ لعلمه بمعايب الدنيا فلم يرضها لنفسه، فكان يدعو أن يكونَ رزقُه كفافًا.

معرفةُ حقيقَة المال:

وَرَد في الحديث الصحيح: ((إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء))، ومعنى الدنيا خضرة حلوة: يحتمل أن المراد به حسنها للنفوس ونضارتها؛ كالفاكهة الخضراء الحلوة، فإن النفوس تطلبها.

عن عبدالله أنه قال: اضطجع النبي – صلى الله عليه وسلم – على حصير فأثر الحصير بجلده، فجعلت أمسحه وأقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ألا آذنتنا فنبسط لك شيئًا يقيك منه تنام عليه، فقال – عليه الصلاة والسلام -: ((ما لي وللدنيا، وما أنا والدنيا، إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها))، وقال النبي – عليه الصلاة والسلام -: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس)).

الصبر على ضيق العيش والقناعة بالقليل:

فهذا من سُبُل النجاة من الفتنة, والاقتصاد في الإنفاق, وهذا من الصبر العظيم الذي توعَّد الله بأجره: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، ومِنْ تَوْجِيه النبي – صلى الله عليه وسلم – بالقناعة قوله لعبدالله: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وعد نفسك من أهل القبور)).
عن أبي أمامة عن نبي اللَّه – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إنَّ أَغْبَطَ النَّاس عنْدي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حَظٍّ منْ صَلاةٍ، أَحْسَنَ عبادة ربه – عَزَّ وَجَلَّ – وَكَانَ رزْقُهُ كَفَافًا، لا يُشَارُ إلَيْه بالأَصَابع، وَصَبَرَ عَلَى ذَلكَ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ – عَزَّ وَجَلَّ – ثُمَّ حَلَّتْ مَنيَّتُهُ، وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَقَلَّتْ بَوَاكيه)).
قلتُ – الملخِّص -: إسناده شديد الضعف، وفيه منكر الحديث.

إخلاص النِّيَّة لله تعالى:

فهي من أكبر الجوانب فضلاً وعلاجًا، فعن ابن مسعود مرفوعًا: لا تتخذوا الضيعة، فترغبوا في الدنيا.

رابعًا: الإيمان بالملائكة:

ويتضمن عدة معان، عظيمة الشأن، كبيرة القدر:
الأول: التَّصديق بوُجُودهم.
والثاني: إنزالهم منازلهم، وأنهم مكلفون والموت جائز عليهم.
الثالث: الاعتراف بأنَّ منهم رُسُلاً يرسلون إلى البشر وبوظائفهم؛ فمنهم: خزنة النار، ومنهم الصافون، وغير ذلك، ويتم النجاة مِنْ فتنة المال بالإيمان بأنهم مراقبون لأعمالك ومسجلوها وآخذوها بأمر الله، كما لو أنّ حاكمًا وَكَّل من يراقبك؛ قال تعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [ق: 17]، فصاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات؛ وقال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الإنفطار: 10 – 12]، وعن ابن عبَّاس – رضي الله عنهما – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه – تبارك وتعالى – قال: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بيَّن: فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة))؛ رواه الشيخان.

عن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أنَّه سمع رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: ((إنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالْكَلمَة، لَا يُلْقي لَهَا بَالاً، يَهْوي بهَا في النَّار أَبَعْدَ مَا بَيْنَ اَلْمَشْرق وَالْمَغْرب)).

خامسًا: الإيمان باليوم الآخر:

وهو: الإقرار بأنَّ هذه الدُّنيا إلى انتهاء، وأنَّ وراءها يوم حساب وجزاء، وأنَّ الأرواح تردُّ إلى الأجساد، وبسؤاله: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ ويؤمن بفتنة القبر وبعذابه ونعيمه، وأنهم يقومون يوم القيام حفاةً عراةً غرلاً، وبنصب الموازين فتوزن فيها أعمال العباد، وتنشر الصحائف، فالمؤمن يتلقاها بيمينه، والكافر بشماله، والعاصي من وراء ظهره.

والحوض المورود لمحمد – صلى الله عليه وسلم – ماؤه أشدّ بياضًا من اللبن، وكيزانه كنجوم السماء، من شَرِب منه فلا يظمأ أبدًا.

وبالصراط المنصوب على متْن جهنَّم، وهو الجسر الذي يمرُّ الناس عليه؛ فمنهم كالبرق، ومنهم كالخيل، ومنهم كالزحف يزحف زحفًا، فإذا عبروا مروا بقنطرة بين الجنة والنار، فيتقاصون المظالم بينهم التي كانتْ في الدُّنيا.

وأوّل من يستفتح الجنَّة محمد – عليه السلام – وله ثلاث شفاعات:
الأولى: لأهل الموقع بعد تراجُع الأنبياء.
الثانية: لأهل الجنة أن يدخلوها، وهما خاصتان لمحمد – صلى الله عليه وسلم.
الثالثة: فيمن استحق النار ألا يدخلها, ومَنْ دَخَلها أن يخرج منها، وهذه له ولسائر الأنبياء.

وغير ذلك من الأحداث والأهوال.

وأثر الإيمان من النجاة من فتنة المال بمعرفة مسائل:
الأولى: الإيمان بزوال الدنيا وما فيها.
الثانية: الإيمان بالحساب على هذا المال يوم القيامة؛ قال – عليه الصلاة والسلام -: ((لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة، حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟ وعن جسده فيمَ أبلاه؟ وعن ماله فيمَ أنفقه؟ ومن أين اكتسبه؟ وعن علمه فيمَ فعل؟)) فإذا آمن أن وراء الحساب إما نعيم ففيه التلذذ بالمال خير من مال الدنيا، فيتصوّر درجات أهل الجنة، أو جحيم فيتصوَّر العذاب الأليم من جَرْيه خلف المحرَّم؛ كالربا: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 275].

وثَبَت في الحديث الذي رواه مسلم في صَحِيحه عن أبي سعيد الخدري، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((يؤتى بأنعم أهل الدُّنيا من أهل النَّار يَوْمَ الْقيَامَة، فَيُصْبَغُ في النَّار صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدم، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَط؟ هَلْ مَرَّ بكَ نَعيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّه يَا رَبّ، وَيُؤْتَى بأَشَدِّ النَّاس بُؤْسًا في الدُّنْيَا منْ أَهْل الْجَنَّة، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً في الْجَنَّة، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بكَ شدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّه يَا رَبّ، مَا مَرَّ بي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شدَّةً قَط)).سادسًا: الإيمان بالقَدَر:

وهو الركن السادس، ويتضمَّن أربع مراتب:
المرتبة الأولى:

الإيمان بعِلْم الله المحيط بكل شيء من الموجودات والمستحيلات، وما كان وما لم يكن لو كان كيف يكون، ومن هم في الجنة والنار والشقي والسعيد؛ قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [الحشر: 22]، فعن علي قال: كان رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – ذات يوم جالسًا ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: ((ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة، إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار، وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة))، قالوا: أفلا نتكل؟ قال: ((اعملوا فكلٌّ ميسَّر، ثم قرأ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 – 10])).

المرتبة الثانية:

الإيمان بكتاب الله – عز وجلَّ – الذي لَم يُفرِّط فيه من شيء؛ قال تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ * وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [القمر: 52، 53]، ويدخل فيه خمسة تقادير:
الأول: الأزلي من قبل خلق السماء والأرض.
الثاني: كتابة الميثاق.
الثالث: العمري، عند تخليق النطْفة في الرَّحِم، فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد وغيره.
الرابع: اليومي، وهو سوق المقادير إلى المواقيت التي قدرت لها فيما سبق.
الخامس: الحولي، في ليلة القدر يقدّر فيها كل ما يكون في السنة إلى مثله.

المرتبة الثالثة:

الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة على كلِّ شيء، وما شاء الله كونه فهو كائن لا محالة؛ {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82]، وما لم يشأ الله تعالى لَم يكنْ عدم مشيئته عدم القدرة عليه؛ {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى} [الأنعام: 35].

المرتبة الرابعة:

الإيمان بأنَّ الله خالق كل شيء، وكل ذرّة في السموات والأرض، والذي هو عامل متحركها وساكنها.

أثر الإيمان بالقدَر في النجاة من فِتْنة المال يكون بعدَّة مسائل:
1- أن الله صاحب غنى كل غني، وأنّ الذي أغناه قادر على أن يجعلهفقيرًا، كما أنّه قادر على أن يغني غيره من الناس؛ قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} [الإسراء: 30].
2- أن كثرة المال وسعة الرزق دليلٌ على ابتلاء الله له، كما حصَل لقارون في خسْفه مع ماله وبداره الأرض عظة وعبرة، فما أغنى عنه خدمُه ولا حشمُه، ولا دافعوا عنه ونصروه، وما انتصر لنفسه، وجاء في الحديث الصحيح عن ابن مسعود مرفوعًا: ((إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم أرزاقكم، وإنّ الله يعطي من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب)).
3- الحالة الاقتصادية لا تدوم، فقد تفقر مِنْ غناك، وتغني من فقرك وكلّه مقدَّر مكتوب؛ قال الشاعر:

تَرَانِي مُقْبِلاً فَتَصُدَّ عَنِّي كَأَنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ سِوَاكَ
سَيُغْنِينِي الَّذِي أَغْنَاكَ عَنِّي فَلا فَقْرِي يَدُومُ وَلا غِنَاكَ

4- أن يعلمَ أنَّ الله قد قسَّم الأرزاق بين العباد، كما في حديث ابن مسعودٍ السابق، وهو صحيح الإسناد عند الحاكم.
5- أن يعلم العبدُ أنَّه أحوج بنصيبه من الآخرة من الدنيا، قال معاذ لرجل: إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حُفظْتَ: إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدُّنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظامًا، فتزول به معك أينما كنت.

الفصل الثاني "فتنة النساء"

المبحث الأول

التعريف بفتنة النساء:

لقد حدَّد الشرْعُ العلاقة بين هذَيْن الجنسَيْن، فالرجلُ بطبعه ميَّال إلى المرأة وكذا المرأة؛ قال النبي – عليه الصلاة والسلام -: ((الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة))، إلا أنّ التجاوز في حد الشرع يُشَكِّل خطرًا كبيرًا لذلك، وهذا من فتْنة النساء، ومنها:
1 – العشْق المحرَّم، والنظر إلى النساء الأجنبيات.
2 – ما يقع فيه الإنسان مِنْ محرَّم مع المرأة الأجنبية من زنا أو مباشرة وغيره، والنظر إليهن عبر وسائل الإعلام.
3 – تجاوُز الحدود الشرعية مع الزوجة أو التقصير في حقها وحق بناتها وقرابتها.

المبْحثُ الثَّاني
خطر فتنة النساء

قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((ما تركْتُ بعدي فتنةً أضرّ على الرجال من النساء))، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((ما من صباح إلا وملكان يناديان: ويلٌ للرجال من النساء، وويل للنساء من الرجال))، وسئل النبي – عليه السلام – عن أكثر ما يلج في النار؛ قال: ((الأجوفان: الفم والفرج)).

ومنه الزِّنا – عياذًا بالله – عن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من وَقي شرَّ لقْلَقِه وقَبْقَبه وذَبْذبه فقد وقي – وفي رواية: دخل الجنة))؛لقلقة اللسان، وقبقبة البطن، وذبذبة الفرج، وفي لسانه لقلقة؛ أي: حبسة.

وأكثر ما يزيّن ذلك من الفتنة تزيين النساء وتجميل بشرتهن، فذلك يورد شهوة الناظر.

المبحث الثالث
صور معاصرة من فتنة النساء

اشتدتْ كثيرًا وسائل هذه الفتَن، وأبرزها ما يلي:
التبرُّج:
نهى الله سبحانه عنه فقال: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، فدل وجودُه قديمًا عند نساء الجاهلية، قال مجاهد: كانتْ تخرج وتمشي المرأة بين يدي الرجال، قال قتادة: كانتْ لهن مِشْية تكسُّر وتغنُّج، وقال أبو حيان: التبرُّج أنها تُلقي خمارها على رأسها ولا تشدّه فيواري قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك منها، فنُهي عنه.

أمّا في عصرنا هذا فزد عليه كشْف الصدور، والأفخاذ، وكشف بعض العورة المغلَّظة، وبعض الثديين، ونوادي للرجال والنساء لذلك.

الاختلاط:

من الفتَن التي عمَّت بها البلوى في هذا العصر، فلم يعد هناك تفريق بين الرجال والنساء في أماكن العمل والأسواق والترفيه، وأصبح تركه في بعض المجتمعات تخلُّف, ونادتْ إلى حرية المرأة من أجل تحقيق قدر أكبر من الحريَّة.المبالغة في الزينة:

وهي أشدّ ما يُجذب إليه الرجل، من تكسّب بالغ في الزينة وتغييرها داخليًّا وخارجيًّا، فظهر أنواع العطور والمساحيق والملابس، وتغيير لون شَعْرها وجلدها، بل التصرُّف في بعض أجزاء جسْمها الداخلي من تكبير وتصغير وتعديل، فأُنشئت المراكز والمستشفيات لتزيين المرأة وتجميلها, وفي جانب اللباس قُل ما شئتَ وما ظهَر من مصمِّمي الأزياء والعروض الخاصة بذلك.

انتشار الصور:

لَم تكن منتشرة في قديم الزمان، وفي زمننا أصبحت الصورةُ سلاحًا بين أيدي الأعداء المنتشرة في الصحُف والمجلات والدعايات التجارية، هذا وقد تكون الصورةُ أجمل من الحقيقة، وتصدر الإلكترونيات صور أجمل بنات العالم، وغير ذلك من العبارات المغرية.

المحادثات الهاتفيّة:

وسيلة تواصل بين الرجل والمرأة، فجاءت التقنيّات لتسهل الأمر المحرّم، فأمكن الحديث بواسطة الهاتف العادي أولاً، ثم تطوَّر الأمرُ فظهرت الهواتف النقّالة، فأعطى قدرًا كبيرًا من الحريّة والخصوصية، ولَم يقف الأمرُ عند هذا، بل تطور لما يسمّى (البالتوك) و(الماسنجر) وغرف الدردشة الصوتية، والخدمة الجديدة (واحد لواحد) وهي تمثِّل (الدردشة)، ولكن لا يلزمها "حاسب آلي بالإنترنت"، بل متنقّل.

وتوصّل هذه التكنولوجيات إلى تواصل الأفكار والمعلومات الصريحة حتى تؤدّي إلى اللقاء – عياذًا بالله.

ومِنْ دلائل خُطُورة هذه الأجهزة:

تخبر فتاة أنّها تعرَّفت على شاب من جنسية مختلفة، فأحبَّتْه وأحبها (لوجه الله)! فأدمنت العادة السريّة ورأته بالكاميرا وظلت على ذلك حتى أرته بعضًا من جسمها،تقول الفتاة: وطلب منِّي الزواج فوافقت على ذلك، وكنت قبل ذلك معدودةً لابن خالي، وعندما أخبرته بذلك هدَّدني بأنّي سأفضحك وأخبر أهلك وأنشر صورك.

وأنا أخشى من أهلي، أخاف أن يقتلوني، أريد الهداية، تركتُ الصلاة والعبادة، وما زال يُهدّدني، فما الحلّ؟ فليس بيدي فعل شيء… إلخ!

فهل من معتبر؟(الرسائل sms):

يتبادل فيه المشاعر والأحاسيس وكلمات الغرام وتستفيد القنوات – الغنائية الماجنة – من رسائل الجوال، حيث تبلغ النسبة ما يزيد على 94 %.

(فيديو كليب):
تظهر فيه النساء الجميلات بأبهى زينتهنّ يؤدين حركاتٍ استعراضية على أنغام الموسيقا وبصحبة الغناء، وقد أصبح لهذه الظواهر قنوات خاصة.

المبحث الرَّابع
أثر العقيدة في النجاة من فتنة النساء

ويكون بعدة أمورٍ مهمَّة:
أولاً: الإيمان بالله – سبحانه وتعالى -:
فهو من أعظم جوانب العقيدة للنجاة،فخلق الله النعم التي لا تُحصى وأنشأها، وعلَّم حدود الله لكل شخص تجاه الآخر، فالله أَمَرَ المرأة بالستْر والعفاف ونهاها عن التبَرُّج والسفور؛ قال سبحانه: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 30، 31].

كما أنّ محبة الله تعالى تورّث في القلب الإقبال على الله، والبعد عن ما يسخطه ويأباه، إضافة إلى أنّ الخوف منه تجعل المرء يجتهد في البُعد عن كلِّ ما يكون سببًا في عذاب الله وعقابه في الدارَيْن.

ثانيًا: الإيمان بالرسول – صلى الله عليه وسلم -:

ويتمثَّل ذلك في أمورٍ منها:

تحذيره – صلى الله عليه وسلم – من خطرها وأمره بالسلامة منها، ومعرفة حاله وزهده وتقواه؛ عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الدُّنيا حلوةٌ خَضرة، وإنَّ الله مُستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملُون؟ فاتقوا الدُّنيا، واتَّقُوا النِّساء؛ فإنَّ أوَّل فتنة بني إسرائيل كانت في النّساء)).

عن أبي أمامة – رضي الله عنه -: أن فتى شابًّا أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا؟ فأقبل القوم عليه فزجروه،وقالوا: مه مه! فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((ادنه))، فدنا منه قريبًا، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((أتحبه لأمك؟))، قال: لا يا رسول الله، جعلني الله فداك، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((ولا الناس يحبونه لأمهاتهم))، قال: ((أتحبه لابنتك؟))، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ((ولا الناس يحبونه لبناتهم))، قال: ((فتحبه لأختك؟))، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأخواتهم))، قال: ((أتحبه لعمَّتك؟))، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ((ولا الناس يحبونه لعماتهم))، قال: ((أتحبه لخالتك؟))، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: ((ولا الناس يحبونه لخالاتهم))، قال: فوضع يده عليه وقال: ((اللهم اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحصن فرجه))، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.

الفصل الثَّالث في فتنة المنصب

المبحث الأول

التعريف بفتنة المنصب:

وتعني الرغبة في السيادة والسلطة على الآخرين، أو المكانة العالية بين الناس.

ومن مخاطر الفتنة:

تغليبها على محبَّة الله ورضوانه، واتِّباع الهوى لِمَّا حرَّم الله، وترك ما أوجبه الله وما أمر به؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((من بدا جفا، ومن تبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد أحد من السلطان قربًا، إلا ازداد من الله بُعدًا)). اهـ.

فالمنصب اختبارٌ من الله، فأولياؤه – سبحانه – إن أوتوا شيئًا من ذلك، فقد ابتلوا بلاءً شديدًا، فعليهم أن يستخدموه في الخير، وأن يجعلوه قربة لله تعالى.
وكان النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – يدعو الله أن يثبِّت قلبه، ويُكثرَ من الاستغفار، وذكر ابن حزم كلاما مهمًّا فقال – رحمه الله -:
وذكروا قول الله – عز وجل – عن سليمان – عليه السلام -: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ} [ص: 34].

قال أبو محمد: ولا حجة لهم في هذا؛ إذ معنى قوله تعالى: {فَتَنَّا سُلَيْمَانَ}؛ أي: آتيناه من الملك ما اختبرنا به طاعته، كما قال تعالى مصدقًا لموسى – عليه السلام – في قوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ} [الأعراف: 155]؛ إن من الفتنة مَن يهدي الله من يشاء، وقال تعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1 – 3]، فهذه الفتنة هي الاختبار حتى يظهر المهتدي من الضال، فهذه فتنة الله تعالى لسليمان، إنما هي اختبار له حتى ظهر فضله فقط، وما عدا هذا فخرافات ولَّدها زنادقة اليهود وأشباههم؛ "الفِصَل في الملل) (4/15).

المبْحثُ الثّاني

خطر فتنة المنصب

حذَّر النبي – عليه السلام – كثيرًا منها:
عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة: أَنّ النَّبي – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: ((يا عبدَالرحمن، لا تَسأل الإمارةَ، فإنك إن أوتيتَها عن مسألة وكلتَ إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أعنتَ عليها)).

والجواب على طلب يوسف الإمارة ما يلي:
أن يوسف – عليه السلام – إنما طلب الولاية لأنه علم أنه لن يقوم مقامه أحد في العدل والإصلاح وتوصيل الفقراء إلى حقوقهم، فرأى أن ذلك فرض متعيَّن عليه، فإنه لم يكن هناك غيره، وهكذا الحكم اليوم، لو علم إنسان من نفسه أنه يقوم بالحق في القضاء أو الحسبة ولم يكن هناك من يصلح ولا يقوم مقامه، لتعيَّن ذلك عليه، ووجب أن يتولاها ويسأل ذلك، ويخبر بصفاته التي يستحقها به من العلم والكفاية وغير ذلك، كما قال يوسف – عليه السلام – فأما لو كان هناك من يقوم بها ويصلح لها وعلم بذلك، فالأولى ألا يطلب؛ لقوله – عليه الصلاة والسلام – لعبد الرحمن: ((لا تسأل الإمارة))، وأيضًا فإن سؤالها والحرص عليها مع العلم بكثرة آفاتها وصعوبة التخلُّص منها دليل على أنه يطلبها لنفسه ولأغراضه، ومن كان هكذا يوشك أن تغلب عليه نفسه فيهلك، وهذا معنى قوله – عليه الصلاة والسلام -: ((وكل إليها))، ومن أباها لعلمه بآفاتها، ولخوفه من التقصير في حقوقها فر منها، ثم إن ابتلي بها فيرجى له، وقيل: بغير ذلك.

وقيل: أنه رأى ذلك فرضًا متعينًا عليه؛ لأنه لم يكن هنالك غيره، وهو الأظهر، كما قال الإمام القرطبي – رحمه الله – في تفسيره.

ومن خطَرهَا أنها سببٌ لنقصان الدين، عن ابن مسعود قال: "إن على أبواب السلطان فتنًا كمبارك الإبل، لا تصيبوا من دنياهم شيئًا إلا أصابوا من دينكم مثله".

وقال الثوري: أترون أخاف أن يضربوني إن أتيتهم، ولكنّي أخاف أن يكرموني فيفتنوني، فهذا يدلّ على أنّ الفتنة ليستْ من ناحية تسلّطهم فحسب، بل قد يأتي من قبل دنياهم.

ومن خَطَرها أنها سببٌ في إزالة النعم؛ قال الفضيل: آفة القرّاء العجب، واحذروا أبواب الملوك فإنها تزيل النعم.

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما -: يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء أنيابها مشؤومة تشرف على الخلائق، فيقال: هل تعرفون هذه؟ فيقولون: نعوذ بالله من معرفة هذه، فيقال: هذه الدنيا التي تناحرتُم عليها، بها تقاطعتم الأرحام، وبها تحاسدتم، وبها عصيتم واغتررتم، ثم تقذف في جهنم، فتنادي: أي ربي، أين أتباعي وأشياعي؟ فيقول الله تعالى: ألحقوا بها أشياعها وأتباعها.

ومن أخْطَرها أنها ربما صارت سببًا للشرك بالله – جلّ وعلا – فقد تُتخذ صورهم وتعظَّم من دون الله، وهم شرار الخلق عند الله يوم القيامة، وثبت لعنهم في الحديث الصحيح، فليحذر منها، ومِن شدَّة خطَرها أنَّ السلَف – رضوان الله عليهم – كانوا يفرُّون منها فرارًا.

حال السلف مع المنصب:

عن الفضيل قال: كنَّا نتعلّم اجتناب السلطان كما نتعلَّم سورة من القرآن، وعن حذيفة المرعشي: إذا دعاك من يريد الله كنتَ في راحةٍ من إجابته، وإذا دعاك بعزِّ الله همك ذلك؛ تريد أن تكافئه.

قال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل: "ينبغي لمن يخاف الله – عز وجل – ألا يأتي باب السلطان حتى يُدعَى، فيأتيه وهو خائف من ربه – عز وجل – فيأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويقول الحق كما جاء في الحديث: ((أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر))، ثم ينصرف عنهم وهو خائف من ربِّه، فهذا غير مُفْتَتَن، إنما المُفْتَتَن أن يأتيهم راغبًا طالبًا للدُّنيا، طالبًا للعزِّ في الدنيا، طالبًا للرِّئاسة في الناس، يتعزز بعز السلطان، ويتكبر بسلطانه، فإذا أتاهم داهنهم ومال إليهم ورضي بسوء فعلهم، وأعانهم عليه وصدقهم على غير الحق من قولهم، ورجع عنهم مفتخرًا بهم، آمنًا لمكر الله، معتزًّا بما نال من العزِّ بهم، يؤذي الناس ويطغى فيهم ويتقوى عليهم باختلاف إلى السلطان، فهذا الذي افتتن ونسي الآخرة، وعصى ربه وآذى المؤمنين".

قال سفيان الثوري: "إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراء، وإياك أن تخدع فيقال لك: ترد مظلمة تدفع عن مظلوم، فإن هذه خدعة إبليس اتخذها القراء سلمًا".

عن حذيفة، قال: "إياكم ومواقف الفتن"، قيل: وما مواقف الفتن، يا أبا عبد الله؟ قال: "أبواب الأمراء يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب، ويقول ما ليس فيه".

صور معاصِرة لفتنة المنصب:

وهي كثيرة لاختلاف تنوُّعها، ومنها على سبيل المثال:
الانتخابات:

الطريقةُ الموصلةُ إلى مناصب معينة، مع ما يلاحظ من الصراع المحموم عليها, وهي حينًا لا تعطي الأصوات حسب الكفاءات، إنما لاعتباراتٍ معيّنة؛ كالحزبية، أو وعود قد تصدق وقد لا تصدق.

مسميات المناصب:

فإنَّ متطلبات الحياة المعاصرة دعت إلى تنظيم وظيفي للحفاظ على نُظُم حياة المجتمعات والدول؛ (كرئيس دولة)، و(وزير)، وغيرها، التي يتطلَّع إليها الكثير، ويتمنون الحصول عليها.

تحقيق المصلحة الشخصية:

فهناك بعض المناصب القياديَّة لها مدة من الزمن بعدة من السنين فلا تهمه المصلحة العامة.

المبْحث الرابع
أثر العقيدة في النجاة من فتنة المنصب

أولاً: الإيمان بالله – سبحانه وتعالى -:

ويكون ذلك بعدة أمور – وذكرته لأهميّته -:

1 – إدراك الإيمان بالله – سبحانه وتعالى – وأن بيده كل شيء، وهو المتصرف في كل شيء، وأن من ولي ولاية، فإن الله سبحانه فوقه.
2 – التأمُّل في أن الله – سبحانه وتعالى – هو الذي ولاَّه هذا المنصب وكتبه له, وهو – سبحانه وتعالى – قادر على إزالته متى شاء, وفي قصص الغابرين من أصحاب المناصب عبرة وعظة لغيرهم.
3 – الالتزام بأوامر الله – سبحانه وتعالى – المتعلقة بهذا المنصب، والبُعد عن نواهيه.
4 – مراقبة الله – سبحانه وتعالى – في هذا المنصب، والعمل على أداء حقوقها.
5 – العلم بأن قدرة الله – سبحانه وتعالى – على العبد أعظم من قدرة العبد على مَن غيره من مرؤوسيه.

ثانيا: الإيمان بالرسول – صلى الله عليه وسلم -:

1 – العلم بحاله – صلى الله عليه وسلم.
2 – الأخذ بتوجيهاته في الإقبال على المنصب وإدارته؛ فعن عبدالله بن عمر: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((ويل للزريبة))، قيل: يا رسول الله، وما الزريبة؟ قال: ((الذي إذا صدق الأمير قالوا: صدقت، وإذا كذب قالوا: صدقت)).

ثالثًا: الإيمان بالقضاء والقدر:

أن يعلم أنَّ الله قدره قبل أن يخلق السموات والأرض، وأنه يسر له ما قدر له، وكما أنّ الله قدر حصوله عليه، فقد قدر زواله عنه.

رابعًا: الإيمان باليوم الآخر:

1- العلم بالسؤال عنه يوم القيامة؛ لحديث: ((كلكم راع وكلكم مسؤول… إلخ)).
2- العلم بالثواب المترتب على الإحسان بالمنصب.
3- العلم بالعقاب المترتب على الإخلال بهذا المنصب.

معْلومَاتٌ تكْميليّة
أسْبابُ الفتن

عن ابن مسعود – رضي الله عنه – أنه قال: كيف أنتم إذا لبستكم فتنه يربو فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، وتتخذ سنة يجري الناس عليها، فإذا غير منها شيء قيل: تركت سنة، قيل: متى ذلك يا أبا عبدالرحمن؟ قال: إذا كثر قراؤكم، وقلَّ فقهاؤكم، وكثرت أموالكم، وقل أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخر، وتفقه لغير الدين.

فتنَة النساء:

عن أبي سهل الصعلوكي قال: سيكون في هذه الأمة قوم يُقال لهم: اللوطيون،على ثلاثة أصناف: صنف ينظرون، وصنف يصافحون، وصنف يعملون ذلك العمل.

عن عبدالله بن المبارك يقول: دخل سفيان الثوري الحمام فدخل عليه غلام صبيح، فقال: أخرجوه أخرجوه! فإني أرى مع كل امرأة شيطانًا، ومع كل غلام بضعة عشر شيطانًا.

وأخبر المصطفى عن الفتَن بقوله: ((إن الفتن ستعمُّكم، فتعوَّذوا بالله من شرِّها)).

وسُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – عن تهاون كثير من الناس في النظر إلى صور النساء الأجنبيات؛ بحجة أنها صورة لا حقيقة لها؟

فأجاب – رحمه الله – بقوله:
هذا تهاوُن خطير جدًّا، وذلك أن الإنسان إذا نظر للمرأة سواء كان ذلك بواسطة وسائل الإعلام المرئية، أو بواسطة الصحف أو غير ذلك، فإنه لا بد أن يكون من ذلك فتنة على قلب الرجل تَجُرّه إلى أن يتعمد النظر إلى المرأة مباشرة، وهذا شيء مشاهَد.

ولقد بلغنا أن من الشباب من يقْتني صور النساء الجميلات؛ ليَتَلَذَّذ بالنظر إليهن، أو يتمتع بالنظر إليهن، وهذا يدل على عظَم الفتنة في مشاهدة هذه الصور، فلا يجوز للإنسان أن يشاهِد هذه الصور، سواء كانت في مجلات أو صحف أو غير ذلك؛ انتهى كلامه – رحمه الله.

أَنوَاعُ الفتَن:

عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال لي رسول الله: ((يا عوف، اعدد ستًّا بين يدي الساعة؛ أولهن موتي))؛ فاستبكيت حتى جعل يسكتني، ثم قال لي: ((قل: إحدى))، فقلت: إحدى، فقال: ((والثانية: فتح بيت المقدس))، ((قل: اثنتان))، فقلت: اثنتان، فقال: ((والثالثة: موتان يكون في أمتي يأخذهم مثل قعاص الغنم))، ((قل: ثلاث))، فقلت: ثلاث، فقال: ((والرابعة: فتنة تكون في أمتي وعظمها))، فقال: ((قل: أربع))، قال: فقلت: أربع، ((والخامسة: يفيض فيكم المال، حتى إن الرجل ليعطى المائة دينار فيتسخطها))، ((قل: خمس))، فقال: قلت: خمس، ((والسادسة: هدنة بينكم وبين بني الأصفر، فيسيرون إليكم على ثمانين راية، تحت كل راية اثنا عشر ألفًا، ففسطاط المسلمين يومئذٍ في أرض يُقال لها: الغوطة، في مدينة يُقال لها: دمشق))؛ رواه ابن حماد بإسناد متصل ورواته ثقات.

عن سهل بن عبدالله قال: الفتن ثلاث: فتنة العامة من إضاعة العلم، وفتنة الخاصة من الرخص والتأويلات، وفتنة أهل المعرفة أن يلزمهم حق في وقت فيؤخرونه إلى وقت ثانٍ.

"فتنة التكفير":

ومن أصول أهل السنة أنهم لا يُكَفِّرون الإنسان بمطلق المعاصي والكبائر، كما يفعله الخوارج، ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة، بل يكلون أمره إلى الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، ولهذا اشتهر قولهم: ولا نكفِّر أحدًا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله، ومرادهم بالذنب هنا: المعاصي التي ليستْ كفرًا مخرجًا عن الملة، ولا هي من المباني الأربعة التي بني عليها الإسلام، قال شارح الطحاوية: "ولهذا امتنع كثيرٌ من الأئمة عن إطلاق القول بأنا لا نُكَفِّر أحدًا بذنب، بل يقال: لا نكفرهم بكلِّ ذنب، كما يفعله الخوارج، وفرق بين النفي العام، ونفي العموم، والواجب إنما هو نفي العموم، مناقضة لقول الخوارج الذين يُكَفِّرون بكل ذنب.

فتنة النِّساء وظُهُور الفواحش:

قال سبحانه: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، والتبَرُّج إظهار المحاسن والمفاتن، ونهاها عن الاختلاط بالرجال الأجانب والخضوع بالقول، فيطمع صاحب الشهوة المريضة بالفاحشة، فأمرت بالحشمة والحجاب لما في ذلك من الصيانة.

فعند نزول هذه الآية بادر نساء المسلمات بالحجاب، كما تقول أمُّ سلمة – رضي الله عنها – وكانت هذه عادة نساء الصحابة، فالواجب على النساء المسلمات أن يتقين الله – عز وجلَّ.

أنواعٌ في بَيان الغناء الكبير من الثروات والقصور المشيَّدة:

أصدرتْ مجلات كـ"إنفيروميشن تكنولوجي ببلشينغ" قائمة أثرياء العالم من العرب؛ حيث زاد على الـ(50) ثريًّا؛ فمن أشهرهم:
1 – الأميرُ الوليد بن طلال، وثروته تعادل 97,5 مليار ريال.
2 – الكويتي ناصر الخرافي، وثروته تعادل 35 مليار ريال.
3 – عائلةُ الحريري اللبناني، وثروته تعادل 16,8 مليار ريال.
4 – السعودي سليمان الراجحي، وثروته تعادل 18 مليار ريال.
5 – عائلةُ الشايع الكويتية، وثروتها تعادل 8,43 مليار ريال.

هذا فيمن مالهم مصرّح بالكشف المالي، فكيف بمن مالهم مخفى؟!

كما قد أطلق تشييد أكبر برج في العالم في دبي من قبل مؤسسة سكيدمور في شيكاغو؛ حيث بلغ قيمته 3.2 مليارات درهم، من تسوق وفنادق ضخمة وناطحات سحاب، حيث تجمّع الملايين.

كما قد أطلق ثاني أكبر برج في العالم بدبي ويحمل اسم "برج بارك سكوير" يتكون من 120 طابق علوي.

كما قد اشترى ثالث أغنى رجال العالم منزلاً خاصًّا في لندن بمقابل 180 مليونًا، كما يلي أغلى خمسة عقارات في كل قارة، مثلاً: أمريكا الشمالية: بـ75 مليون دولار.

وفي إندونيسيا قصْر بلغ ثمنه 27 مليون دولار، ومنزل خاص في أستراليا بلغ ثمنه 17.9 مليون دولار، وشقّة خاصة بلغ ثمنها 16.1 مليون دولار في هونغ كونغ بالصين.

وغيرها من المنازل التي تناهز ملايين الملايين مما لا يمكن حصره؛ من منازل وعقارات وقصور وفنادق وسيارات.




بارك الله فيك



بارك الله فيكي