بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
سبحان الله العظيم رب العرش الكريم
هذه صُور لبيت العنكبوت بعد المطر
طبعاً هناك جهد وعمل يستحق التقدير لهذا المصور المبدع
منقول
وشكرا
تسلم ايدك ياقمر
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
سبحان الله العظيم رب العرش الكريم
هذه صُور لبيت العنكبوت بعد المطر
طبعاً هناك جهد وعمل يستحق التقدير لهذا المصور المبدع
منقول
وشكرا
ومن الأمثال القرآنية التي توضح هذا المنحى القرآني الفريد ما جاء في قوله تعالى: {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون} (العنكبوت:41).
يبين هذا المثل أن (الولاية) لأي شيء من دون الله سبحانه، هي ولاية واهية، وتبعية هشة، لا تضر ولا تنفع، وأن هؤلاء الأولياء من دون الله هم أشبه بالعنكبوت في الضعف، وولايتهم مثل بيت العنكبوت في الهشاشة والضعف، القابل للتمزيق والتبديد عند أدنى ملامسة؛ ذلك أن بيت العنكبوت عبارة عن نسيج من خيوط دقيقة، شفافة واهية، لا يكاد اللمس يقاربها، أو الريح تهب عليها إلا وتتمزق، وتذهب أدراج الرياح، فلا تحمي العنكبوت، ولا ترد عنه غائلة العوارض.
وكما هي حال بيت العنكبوت وهناً وضعفاً، كذلك هي حال القوى التي يلجأ إليها الناس طلباً للدعم والمساندة، والتي يجعلونها عوناً لهم لتمدهم بأسباب القوة. ولو علم هؤلاء الذين يلجؤون إلى تلك القوى الهشة، أن القوة التي يستمدونها منها هي عرضة للزوال في كل حين، عندما يأتيها أمر الله، لما طلبوا العون إلا من الله، ولما لجؤوا إلا إليه سبحانه، ومن ثم لن يعبدوا إلا إياه، الذي هو ولي الأمر والتدبير.
فهذا المثل القرآني يضربه سبحانه لبيان تفاهة وهشاشة الآلهة المتخذة من دونه، سواء أكانت هذه الآلهة غيبية أم مشهودة، وسواء أكانت حسية أم معنوية، وسواء أكانت أرضية أم سماوية، مبيناً أنها مهما علت واستطالت فهي آلهة موهومة لا تضر ولا تنفع، ولا تملك ولا تدفع. إنها أشبه بضعفها وهزالها ببيت العنكبوت، ذلك البيت الذي لا يكاد يستمسك بنفسه، وهو معرض للهلاك والزوال لأدنى عارض طبيعي أو بشري.
يقول سيد رحمه الله في دلالة هذا المثل القرآني: "إنه تصوير عجيب صادق لحقيقة القوى في هذا الوجود. الحقيقة التي يغفل عنها الناس أحياناً، فيسوء تقديرهم لجميع القيم، ويفسد تصورهم لجميع الارتباطات، وتختل في أيديهم جميع الموازين. ولا يعرفون إلى أين يتوجهون. ماذا يأخذون؟ وماذا يدعون؟
وعندئذ تخدعهم قوة الحكم والسلطان، يحسبونها القوة القادرة التي تعمل في هذه الأرض، فيتوجهون إليها بمخاوفهم ورغائبهم، ويخشونها ويفزعون منها، ويترضونها ليكفوا عن أنفسهم أذاها، أو يضمنوا لأنفسهم حماها!
وتخدعهم قوة المال، يحسبونها القوة المسيطرة على أقدار الناس وأقدار الحياة. ويتقدمون إليها في رغب وفي رهب؛ ويسعون للحصول عليها ليستطيلوا بها، ويتسلطوا على الرقاب كما يحسبون!
وتخدعهم قوة العلم، يحسبونها أصل القوة وأصل المال، وأصل سائر القوى التي يصول بها من يملكها ويجول، ويتقدمون إليها خاشعين، كأنهم عباد في المحاريب!
وتخدعهم هذه القوى الظاهرة، تخدعهم في أيدي الأفراد، وفي أيدي الجماعات، وفي أيدي الدول، فيدورون حولها، ويتهافتون عليها، كما يدور الفراش على المصباح، وكما يتهافت الفراش على النار!
وينسون القوة الوحيدة التي تخلق سائر القوى الصغيرة، وتملكها، وتمنحها، وتوجهها، وتسخرها كما تريد، حيثما تريد.
وينسون أن الالتجاء إلى تلك القوى سواء كانت في أيدي الأفراد، أو الجماعات، أو الدول، كالتجاء العنكبوت إلى بيت العنكبوت. حشرة ضعيفة رخوة واهنة، لا حماية لها من تكوينها الرخو، ولا وقاية لها من بيتها الواهن. وليس هنالك إلا حماية الله، وإلا حماه، وإلا ركنه القوي الركين.
هذه الحقيقة الضخمة هي التي عني القرآن بتقريرها في نفوس الفئة المؤمنة، فكانت بها أقوى من جميع القوى التي وقفت في طريقها، وداست بها على كبرياء الجبابرة في الأرض، ودكت بها المعاقل والحصون…قوة الله وحدها هي القوة. وولاية الله وحدها هي الولاية. وما عداها فهو واهن ضئيل هزيل؛ مهما علا واستطال، ومهما تجبر وطغى، ومهما ملك من وسائل البطش والطغيان والتنكيل. إنها العنكبوت: وما تملك من القوى، ليست سوى خيوط العنكبوت".
وهذا المثل تفسير وتبيان لقوله تعالى: {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا} (مريم:81-82)، وقوله سبحانه: {واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون * لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون} (يس:74-75)، وقوله عز وجل: {فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك} (هود:101). قال ابن القيم: "فهذه أربعة مواضع في القرآن، تدل على أن من اتخذ من دون الله ولياً، يتعزز به، ويتكثر به، ويستنصر به، لم يحصل له به إلا ضد مقصوده. وفي القرآن أكثر من ذلك. وهذا من أحسن الأمثال، وأدلها على بطلان الشرك، وخسارة صاحبه، وحصوله على ضد مقصوده".
فجدير بالمؤمن الحق أن يعي هذه الحقيقة، التي ترد القوة لله جميعاً، ويعمل بهديها، ويعلم أن البشرية بأسرها، واختلاف قواها سوف تبقي تتخبط بمشاكلها ومآسيها، وسوف تزداد أحوالها سوءاً، كلما بعدت عن سنن الله، حتى تصل في النهاية إلى ما ينذر الناس بالعذاب، من غير تفريق بين من يدَّعون القوة، وبين من يسيطر عليهم الضعف.
وجدير بأصحاب الدعوة إلى الله، الذين يتعرضون للفتنة والأذى، وللإغراء والإغواء، أن يقفوا أمام هذه الحقيقة الساطعة، ولا ينسوها لحظة، وهم يواجهون القوى المختلفة، بأشكالها كافة، ومسمياتها المتعددة. هذه تضر بهم، وتحاول أن تسحقهم، وتلك تستهويهم، وتحاول أن تشتريهم. وكل تلك القوى -عند التحقيق والتدقيق- خيوط العنكبوت في حساب الله، وفي حساب الإيمان، حين تعرف حقيقة تلك القوى، وتحسن التقويم والتقدير.
وحقيقة أخرى يؤكدها هذا المثل القرآني، وهي أن اللجوء إلى قوى بشرية أو غير بشرية، وطلب العون منها، إنما مرده إلى جهل الإنسان بالله، وظلمه لنفسه، وقد قال تعالى: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} (الزمر:67)، وقال سبحانه في وصف الإنسان: {إنه كان ظلوما جهولا} (الأحزاب:72).
سبحان الله وبحمده ,, سبحان الله العظيم
بيت قوي العلاقات , فهو بيت أسس على كتاب الله عز وجل , وسنة رسوله صلى عليه وسلم , بيت تسوده تقوى الله عز وجل ورضوانه , والاحتكام الدائم والمستمر فيه عند الخلاف إلى شرع الله عز وجل مصداقاً لقوله تعالى: ( فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول ) النساء 59.
– بيت المسلم بيت فيه الصغير مرحوم ومحاط بالرعاية والعنايه والحب والعطف , والكبير فيه موقر محترم , بيت يتردد في جنباته قوله تعالى : ( وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا ) الإسراء 24.
– بيت المسلم بيت كل فرد فيه يحب لأخيه ما يحب لنفسه ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) الحشر9.
– بيت المسلم بيت لاتقوم العلاقات فيه على المصالح الماديه الدنيويه فقط , فالعلاقات فيه علاقات قوية تسودها المودة والرحمه ولين الجانب والكلمة الطيبه .
– بيت المسلم للزوج فيه كل تقدير واحترام, سواء أكان غنياً أو فقيراً , صحيحاً أو مريضاً, شاباً أو شيخاً كبيرا, فالقوامه له طواعية وبرضى , وهو باني البيت ومؤسسه وحاميه, والمسئول عن وقاية زوجته وأبنائه من الهلاك في الدنيا والآخره ( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجاره عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) التحريم 6.
– بيت المسلم للزوجه فيه مكانتها العالية التي لاتدانيها مكانة أخرى , والجنه تحت أقدامها قال تعالى: ( وعاشروهن بالمعروف ) النساء 19, وقال الرجل : ( يا رسول الله من أحق بحسن صحابتي؟ قال: أمك, قال: ثم من ؟ قال أمك, قال ثم من ؟ قال أمك ) رواه البخاري ومسلم .
بيت المسلم للزوجة فيه من الحقوق الزوجية مثل حقوق الزوج قال تعالى : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) البقرة 228 , قال الدكتور وهبة الزحيلي حفظه الله في التفسير المنير : للنساء من حقوق الزوجية على الرجال مثل ما للرجال عليهن , مثل حسن الصحبة , والمعاشرة بالمعروف , وترك المضارة , واتقاء كل منهما الله في الآخر , وتزيين كل منهما للآخر , قال ابن عباس : ( إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي ) رواه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم .
– بيت المسلم بيت حمى الله سبحانه وتعالى فيه الآباء حتى من كلمات التأفف البسيطه قال تعالى ( فلاتقل لهما أفٌ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما ) الإسراء 23.
– بيت المسلم بيت كرم وضيافه وجيره حسنه مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ) رواه البخاري ومسلم.
– بيت المسلم بيت يحافظ أهله على الحيوان ويرفقون به , فالصحابه ( قالوا: يارسول الله إن لنا في البهائم أجراً ؟ قال: في كل كبد رطبة أجرا ) رواه البخاري ومسلم, ( عذبت امرأه في هره ( أي قطة ) حبستها حتى ماتت جوعاً فدخلت فيها النار ) رواه البخاري ومسلم.
– بيت المسلم بيت لاظلم فيه ولا استغلال ولا وشايه ولا تجسس ( المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايسلمه ) رواه البخاري ومسلم.
– بيت المسلم بيت متماسك متعاون ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) رواه البخاري ومسلم.
– بيت المسلم بيت يحرم على أهله الاغتصاب ( فمن ظلم قيد شبر من الأرض طوقه الله به سبع أرضين ) رواه البخاري ومسلم.
– بيت المسلم بيت لكل فرد فيه صغيراً كان أم كبيرا حقوقه الشرعيه في الميراث كما أمر الله , دون ظلم أو اجحاف أو طمع أو تبديل أو قسمة على غير ما أراد الله مصداقاً لقوله تعالى : ( للرجال نصيبٌ مما ترك الوالدآن والأقربون وللنساء نصيبٌ مما ترك الوالدآن والأقربون مما قل منه أو كثر نصيباً مفروضا ) النساء 7.
هذا يا أخي المسلم ويا أختي المسلمه بيت المسلم الذي نود أن تأسسا بيتكما على منواله ومنهاجه وسيرته العطره.
أما بيت العنكبوت:
فأضعف بيت , بيت غابت منه الموده والرحمه : فالأنثى تأكل الذكر عقب التلقيح والسفاد , والأبناء يأكلون أمهم بعد اشتداد عودهم, ويهرب منه الذكر خوفاً على حياته.
– بيت العنكبوت: بيت يقوم على المصالح والمنافع الماديه الدنيويه المؤقته , فإذا انتفت المصالح, وانتهت المنافع , فأسوأ علاقة فيه بعد ذلك , فالأنثى تغازل الذكر وتغريه وترحب به وتتزين له عندما تحتاج إلى سفاده فقط , وتحاول القضاء عليه بعد ذلك , فيهرب الذكر حفاظاً على حياته من افتراس الأنثى وفكوكها القاتله والسامه . وهذا مثال للمرأة التى تتزوج الرجل من أجل الشقه والفيلا والبيت والمال والسفاد , فإذا تمكنت منه, واستولت على أوراقه, وحصلت على توقيعاته , وثبتت مظالمها وأشبعت رغباتها أو حصلت على من يشبعها أكثر , طردت الرجل من البيت وأرهقته في المحاكم , وإذا مرض الرجل أو ضعف فلا مكان له على سريرها وبين أحضانها وفي كنفها وتحت رعايتها , إنها الأرملة السوداء ( نوع من إناث العناكب) في عالم العناكب العجيب.
[/IMG]
سبحان الله عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
سبحان الله العظيم رب العرش الكريم
هذه صُور لبيت العنكبوت بعد المطر
طبعاً هناك جهد وعمل يستحق التقدير لهذا المصور المبدع
امانه يا بنات قيموني والله تعبت:7_5_125v[1]:
ما نرحم من جديدك ..
صور بقمة التميز
ليس ب مستغرب عليك هذا الإبداع في الإنتقاء
دائماً ل خياراتك عذوبه وتألق
بإنتظار جديد يحمل بصمتك
ودي … و … إحترامي
فتآة الغرآم
ومن الأمثال القرآنية التي توضح هذا المنحى القرآني الفريد ما جاء في قوله تعالى:
يبين هذا المثل أن (الولاية) لأي شيء من دون الله سبحانه، هي ولاية واهية، وتبعية هشة، لا تضر ولا تنفع، وأن هؤلاء الأولياء من دون الله هم أشبه بالعنكبوت في الضعف، وولايتهم مثل بيت العنكبوت في الهشاشة والضعف، القابل للتمزيق والتبديد عند أدنى ملامسة؛ ذلك أن بيت العنكبوت عبارة عن نسيج من خيوط دقيقة، شفافة واهية، لا يكاد اللمس يقاربها، أو الريح تهب عليها إلا وتتمزق، وتذهب أدراج الرياح، فلا تحمي العنكبوت، ولا ترد عنه غائلة العوارض.
وكما هي حال بيت العنكبوت وهنا وضعفا، كذلك هي حال القوى التي يلجأ إليها الناس طلبا للدعم والمساندة، والتي يجعلونها عونا لهم لتمدهم بأسباب القوة. ولو علم هؤلاء الذين يلجؤون إلى تلك القوى الهشة، أن القوة التي يستمدونها منها هي عرضة للزوال في كل حين، عندما يأتيها أمر الله، لما طلبوا العون إلا من الله، ولما لجؤوا إلا إليه سبحانه، ومن ثم لن يعبدوا إلا إياه، الذي هو ولي الأمر والتدبير.
فهذا المثل القرآني يضربه سبحانه لبيان تفاهة وهشاشة الآلهة المتخذة من دونه، سواء أكانت هذه الآلهة غيبية أم مشهودة، وسواء أكانت حسية أم معنوية، وسواء أكانت أرضية أم سماوية، مبينا أنها مهما علت واستطالت فهي آلهة موهومة لا تضر ولا تنفع، ولا تملك ولا تدفع. إنها أشبه بضعفها وهزالها ببيت العنكبوت، ذلك البيت الذي لا يكاد يستمسك بنفسه، وهو معرض للهلاك والزوال لأدنى عارض طبيعي أو بشري.
يقول سيد رحمه الله في دلالة هذا المثل القرآني: "إنه تصوير عجيب صادق لحقيقة القوى في هذا الوجود. الحقيقة التي يغفل عنها الناس أحيانا، فيسوء تقديرهم لجميع القيم، ويفسد تصورهم لجميع الارتباطات، وتختل في أيديهم جميع الموازين. ولا يعرفون إلى أين يتوجهون. ماذا يأخذون؟ وماذا يدعون؟
وعندئذ تخدعهم قوة الحكم والسلطان، يحسبونها القوة القادرة التي تعمل في هذه الأرض، فيتوجهون إليها بمخاوفهم ورغائبهم، ويخشونها ويفزعون منها، ويترضونها ليكفوا عن أنفسهم أذاها، أو يضمنوا لأنفسهم حماها!
وتخدعهم قوة المال، يحسبونها القوة المسيطرة على أقدار الناس وأقدار الحياة. ويتقدمون إليها في رغب وفي رهب؛ ويسعون للحصول عليها ليستطيلوا بها، ويتسلطوا على الرقاب كما يحسبون!
وتخدعهم قوة العلم، يحسبونها أصل القوة وأصل المال، وأصل سائر القوى التي يصول بها من يملكها ويجول، ويتقدمون إليها خاشعين، كأنهم عباد في المحاريب!
وتخدعهم هذه القوى الظاهرة، تخدعهم في أيدي الأفراد، وفي أيدي الجماعات، وفي أيدي الدول، فيدورون حولها، ويتهافتون عليها، كما يدور الفراش على المصباح، وكما يتهافت الفراش على النار!
وينسون القوة الوحيدة التي تخلق سائر القوى الصغيرة، وتملكها، وتمنحها، وتوجهها، وتسخرها كما تريد، حيثما تريد.
وينسون أن الالتجاء إلى تلك القوى سواء كانت في أيدي الأفراد، أو الجماعات، أو الدول، كالتجاء العنكبوت إلى بيت العنكبوت. حشرة ضعيفة رخوة واهنة، لا حماية لها من تكوينها الرخو، ولا وقاية لها من بيتها الواهن. وليس هنالك إلا حماية الله، وإلا حماه، وإلا ركنه القوي الركين.
هذه الحقيقة الضخمة هي التي عني القرآن بتقريرها في نفوس الفئة المؤمنة، فكانت بها أقوى من جميع القوى التي وقفت في طريقها، وداست بها على كبرياء الجبابرة في الأرض، ودكت بها المعاقل والحصون…قوة الله وحدها هي القوة. وولاية الله وحدها هي الولاية. وما عداها فهو واهن ضئيل هزيل؛ مهما علا واستطال، ومهما تجبر وطغى، ومهما ملك من وسائل البطش والطغيان والتنكيل. إنها العنكبوت: وما تملك من القوى، ليست سوى خيوط العنكبوت".
وهذا المثل تفسير وتبيان لقوله تعالى: {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا} (مريم:81-82)، وقوله سبحانه: {واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون * لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون} (يس:74-75)، وقوله عز وجل: {فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك} (هود:101). قال ابن القيم: "فهذه أربعة مواضع في القرآن، تدل على أن من اتخذ من دون الله وليا، يتعزز به، ويتكثر به، ويستنصر به، لم يحصل له به إلا ضد مقصوده. وفي القرآن أكثر من ذلك. وهذا من أحسن الأمثال، وأدلها على بطلان الشرك، وخسارة صاحبه، وحصوله على ضد مقصوده".
فجدير بالمؤمن الحق أن يعي هذه الحقيقة، التي ترد القوة لله جميعا، ويعمل بهديها، ويعلم أن البشرية بأسرها، واختلاف قواها سوف تبقي تتخبط بمشاكلها ومآسيها، وسوف تزداد أحوالها سوءا، كلما بعدت عن سنن الله، حتى تصل في النهاية إلى ما ينذر الناس بالعذاب، من غير تفريق بين من يدعون القوة، وبين من يسيطر عليهم الضعف.
وجدير بأصحاب الدعوة إلى الله، الذين يتعرضون للفتنة والأذى، وللإغراء والإغواء، أن يقفوا أمام هذه الحقيقة الساطعة، ولا ينسوها لحظة، وهم يواجهون القوى المختلفة، بأشكالها كافة، ومسمياتها المتعددة. هذه تضر بهم، وتحاول أن تسحقهم، وتلك تستهويهم، وتحاول أن تشتريهم. وكل تلك القوى -عند التحقيق والتدقيق- خيوط العنكبوت في حساب الله، وفي حساب الإيمان، حين تعرف حقيقة تلك القوى، وتحسن التقويم والتقدير.
وحقيقة أخرى يؤكدها هذا المثل القرآني، وهي أن اللجوء إلى قوى بشرية أو غير بشرية، وطلب العون منها، إنما مرده إلى جهل الإنسان بالله، وظلمه لنفسه، وقد قال تعالى: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} (الزمر:67)، وقال سبحانه في وصف الإنسان: {إنه كان ظلوما جهولا} (الأحزاب:72).
الم (1)
(الم ) سبق الكلام على الحروف المقطَّعة في أول سورة البقرة.
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)
أظَنَّ الناس إذ قالوا: آمنا, أن الله يتركهم بلا ابتلاء ولا اختبار؟
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)
ولقد فتنَّا الذين من قبلهم من الأمم واختبرناهم, ممن أرسلنا إليهم رسلنا, فليعلمنَّ الله علمًا ظاهرًا للخلق صدق الصادقين في إيمانهم، وكذب الكاذبين؛ ليميز كلَّ فريق من الآخر.
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4)
بل أظنَّ الذين يعملون المعاصي مِن شرك وغيره أن يعجزونا, فيفوتونا بأنفسهم فلا نقدر عليهم؟ بئس حكمهم الذي يحكمون به.
مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5)
من كان يرجو لقاء الله, ويطمع في ثوابه, فإن أجل الله الذي أجَّله لبعث خلقه للجزاء والعقاب لآتٍ قريبًا, وهو السميع للأقوال, العليم بالأفعال.
وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6)
ومن جاهد في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى, وجاهد نفسه بحملها على الطاعة, فإنما يجاهد لنفسه؛ لأنه يفعل ذلك ابتغاء الثواب على جهاده. إن الله لغني عن أعمال جميع خلقه, له الملك والخلق والأمر.
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7)
والذين صدَّقوا الله ورسوله, وعملوا الصالحات لنمحونَّ عنهم خطيئاتهم, ولنثيبنَّهم على أعمالهم الصالحة أحسن ما كانوا يعملون.
وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)
ووصينا الإنسان بوالديه أن يبرهما, ويحسن إليهما بالقول والعمل, وإن جاهداك -أيها الإنسان- على أن تشرك معي في عبادتي, فلا تمتثل أمرهما. ويلحق بطلب الإشراك بالله, سائر المعاصي, فلا طاعة لمخلوق كائنًا من كان في معصية الله سبحانه, كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. إليَّ مصيركم يوم القيامة, فأخبركم بما كنتم تعملون في الدنيا من صالح الأعمال وسيئها, وأجازيكم عليها.
فلم يكن جواب قوم إبراهيم له إلا أن قال بعضهم لبعض: اقتلوه أو حرِّقوه بالنار, فألقوه فيها, فأنجاه الله منها, وجعلها عليه بردًا وسلامًا, إن في إنجائنا لإبراهيم من النار لأدلة وحججًا لقوم يصدِّقون الله ويعملون بشرعه.
وقال إبراهيم لقومه: يا قوم إنما عبدتم من دون الله آلهة باطلة, اتخذتموها مودة بينكم في الحياة الدنيا, تتحابون على عبادتها, وتتوادون على خدمتها, ثم يوم القيامة, يتبرأ بعضكم من بعض, ويلعن بعضكم بعضًا, ومصيركم جميعًا النار, وليس لكم ناصر يمنعكم من دخولها.