قطرات من دموع القلب
لحظات صدق تلك التي يجد فيها المرء قلبه قريباّ منه ,
يحادثه,ويحاسبه,ويعاتبه,تلك التي يخلع فيها المرء كل الأقنعة
ويقف أمام مرآة قلبه الحقيقية التي لا تكذب,
إننا عندما نحب في الله يجب أن نفهم أن ذاك الحب من نوع خاص,
إنه نوع من
الحب
تتخاطب فيه القلوب كخطاب الطير,
لا تنازع بينها,
ولا منافع,
وإنما رضا وتغافر وبذل وتضحية وإيثار,
ومن أحاديث
النبي صلى الله عليه وسلم التي تحث على سلامة الصدر للمسلمين,
ليست في متناول كل أحد,
إلا الذين مّن الله عليهم بقلب
نظيف,
وبنفس متجردة طاهرة
ومنح أعينهم قطرات دمع نقية كقطرات الوضوء التي تساقطت من أعضاء ذاك الرجل الصالح
الذي دخل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم ( يدخل عليكم رجل من أهل الجنة )
إن مجتمعنا هذا
لفي أمس الحاجة إلى من أمثال ذلك الرجل الصالح الذي لا يحمل في قلبه بغضاء ولا شحناء ولا حقداّ ولا حسداّ لأحد
ولا
رغبة في العلو على أحد ولا حرصاّ على إسقاط أحد
فلا رغبة في شهرة ,
ولا في علو على الآخر ,
ولكن رضا أن يجري
الله الحق على لسانه مهما كان مختلفاّ معه
,بل العودة إلى ميزان الحسنات والسيئات ,
فحيثما تكون مراقبة الله سبحانه تكون
الطاعة,
فكم زلت بنا ألسنتنا عن عبارات نرتجيها ,
واخترنا الخطأ على الصواب ,
وقدمنا مصلحة النفس على مصلحة
الجميع ,
وأبدينا براءة النية ونحن نخفي مصلحة ذاتية
,أبهرتنا لألأة الدراهم والدنانير,
فلفتتنا عن حياة الزاهدين
,وشغلتنا عن
قيام العابدين,
وإن تدمع اليوم يا قلب,
على تلك الهنات والزلات خير لك من أن ترتجي دمعه في يوم لا تقبل فيه الرجاء,
ولا تزال
فيه العثرات,
إن دمعتك اليوم هي دمعة العاقل الحكيم,
الذي آثر الآخرة على العاجلة,
واجتنب المتاع والفراش الوثير,
وحاول أن
يصطف في صفوف العائدين,
أيها الناصحون,
لا تخرجوا النصح من ألسنتكم, ذروا النصيحة تنبت في قلوبكم , وتظهر على جوارحكم
,والدعاة الصادقون الصالحون,
يعلمون أنما النصح لله,بالكلام الطيب ( إليه يصعد الكلم الطيب )وطيب الكلام هو
ماكان مخلصاّ,
لتسعد بخطوات سعيتها ابتغاء وجه ربك,
إن الإنسان,لا يحمل خطيئة أحد,والتوبة تجب ما قبلها,والحسنات يذهبن السيئات (ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا)
ويبكي
القلب,
حينما يغيبون عنك ,
وفجأة يتذكرونك لحاجة في نفوسهم,
وحينما تلبيها بقلب صادق لهم ,تفتح عينيك لتجد نفسك قد لـغيت من قائمة حياتهم بعدما حققوا مرادهم,وحينما يستهان بمشاعرك,
فتجد
نفسك أضحوكه وعلى لسان الكل ,
لاتُتحترم ولايعمل لك أي حساب في حياتك,وحينما تتحدث تجد السخريه في حديثك,
والتعليقات
الساخره,
والغمزات المتبادلة وكأنك مجرد من المشاعر,
أسال الله أن تكون قلوبنا عامره بذكره وشكره ,قلوب القرآن لها نور في الصدور,وجلاء للهموم ,قلوب مغرضه عن الدنيا ومقبله على الأخره ,قلوب محبة للخير.