فلانٌ من الناس دائما يصلي الصلوات المفروضة في البيت
وربما يفوت بعضها !!
ونادرا ما يُصلي في المسجد !!
وعندما يُسئل :
يا فلان لماذا لاتُصلي مع الجماعة ؟
فيقول :
الحمد لله انا أحسن من غيري , غيري مايصلي نهائيا ويغازل ويسوي ويسوي و…
وفي المقابل :
فلان من الناس يعمل في مكان معين
ومرتبه لا يتجاوز ال5 الآف ريال
وبقي في هذه الوظيفة شهرين أو ثلاثة
ثم أتيحت له فرصة للعمل في مكان آخر
أفضل من المكان الذي هو فيه
وبمرتب قدره 10 الآف ريال!
لكنه زهد فيه وبقي في نفس المكان
ولمّا سأله أبوه أو أخوه أو صديقه :
يا فلان لماذا لاتنتقل للمكان الفلاني ؟
فقال :
الحمد لله انا أحسن من غيري , غيري معاشه ألفين وبعضهم ألف و …
فما رأيكم في ردة الفعل بالنسبة للحالة الأولى ؟
وما رأيكم في ردة الفعل بالنسبة للحالة الثانية ؟
الحالة الأولى:
تحكي حال أكثر الناس إلا من رحم الله
فإننا مع الأسف في أمور الدين نرضى بالدون ونقتنع بالقليل ونزهد في الخير
مع أن المفترض أن تكون أولى اهتماماتنا هي علاقتنا بالله وكيف هي ..
هل نحن نعبده حق عبادته ؟
هل نطلب رضاه فيما نقول وفيما نفعل ؟
هل عرفنا الغاية التي خلقنا الله من أجلها ؟
هل أدركنا أننا ميتون لامحالة وأنه لاينفعنا بعد الموت إلا العمل الصالح ؟
هل أدركنا أن الجنان درجات وأن الناس يتفاضلون فيها وأعلاها الفردوس الأعلى ؟
هل أدركنا أن الجنة حُفّت بالمكاره وأن النار حُفّت بالشهوات فلابد من الصبر ؟
هل أدركنا أننا مهما عمّرنا في هذه الدنيا فإننا ميتون ثم خلود فلاموت إما في جنة المأوى وإما في نار تلظى ؟
وأما الحالة الثانية فويلك ثم ويلك لو قلتَ ذلك ..
ستُهاجمُ من كل حدبٍ وصوب
وستُقال لك المحاضرات في أهمية المال
وأن الحياة تغيرت وأصبحت صعبة وأن المستقبل و …
وربما تسببت هذه الكلمة في زعل الوالد أو الوالدة أو حتى ربما الطرد من البيت ..!!
نعم نحن لا نُنكر أهمية العمل وأهمية الكسب والاستغناء عن الناس …
لكن لماذا هذا الحرص نجده فقط في أمور الدنيا وأما أمور الدين فنرى زهدا عجيبا …
في أمور الدنيا نظر لمن هو فوقنا فنزدري نعمة الله علينا وفي أمور الدين نظر لمن هو أسفل منا فنتقاعس عن العمل الصالح …
وقد خالفنا بذلك نهج نبينا وحبيبنا عليه أفضل الصلاة والسلام فإنه قد قال في الحديث الصحيح:
" انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم " هذا في أمور الدنيا ..
وأما في أمور الدين فقد قال الله تعالى :
" وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ "
وقال :
"سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأرْضِ"
وقال :
"فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ"
ولنتأمل معا هذا الحديث العظيم الذي قاله نبينا عليه الصلاة والسلام :
" مَنْ كانت الدنيا هَمَّه :
جعل الله فَقْرَه بين عينيه
وفَرَّق عليه شَمْلَهُ
ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما قُدِّر له
وَمَنْ كانَتِ الآخرةُ هَمَّهُ :
جعل الله غِناه في قلبه
وجمع عليه شَمْلَهُ
وأتَتْهُ الدنيا وهي راغِمَة "
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل الآخرة هي أكبر همومنا .. آمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..