بسم الله الرحمن الرحيم
المحسن في اللغة:
· ( المحسن ) اسم فاعل من أحسن يحسن إحساناً، فهو محسن، والحسن ضد القبح.
· الحسن: الجمال.
· حسن الشيء: زينه.
· حسن الشيء: أجاد صنعه, وفي القران وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُم ( سورة غافر الآية: 64 ).
· تحسن الحال: صار خيرا مما كان.
· حاسنه: عامله بالحسنى.
خلاصة المعاني في الإحسان, أن يأتي فعلك كاملاً.
أما اسم الله " المحسن " ماذا يعني ؟
وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُم ( سورة غافر الآية: 64 ).
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ( سورة السجدة الآية : 7 ) .
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ( سورة التين ) .
تدور الآيات السابقة حول معنى أن كل فعل الله كاملا, تأمل معي الصور التالية:
الأذن,
· لماذا جعل الله لك أذنين؟؟ ، أنت بأذن واحدة تسمع الصوت، لكن بالأذنين تعرف جهة الصوت.
· تأمل صوان الأذن، هذه السطوح والتجاويف تغطي كل الاتجاهات، أي صوت يتعامد مع سطح من سطوح الصوان بالأذن، يتم توجيهه إلى داخل الأذن.
· لو أن ثقب الأذن كان أوسع بقليل, فإن الطفل دون أن يشعر يخرق غشاء طبله الأذن، لكن ثقب الأذن أضيق من أي إصبع، بل من أصغر إصبع.
المفاصل,
· أحيانا يحمل إنسان ابنه من ذراعه، فيتم تحميل وزن الطفل بالكامل على أربطة مفصل الكتف, وقد يكون الأب غضبان فيحمله بعنف ، الوزن تضاعف, الحمل تضاعف على الأربطة, من الإحسان أن يكون وزن الإنسان متناسب مع متانة الأربطة التي في ذراعه، وأحيانا تقتني شنطة, تملأها بالأغراض ، وتحملها, فتنخلع يدها ، تقول : صناعة غير متقنة.
· مفصل الذراع, يوجه الذراع إلى الداخل، تصور لو لم يكن هذا المفصل, كيف يأكل الإنسان ؟ يجب أن يأكل كالهرة تماماً، ينبطح ويتناول الطعام بلسانه من الطبق مباشرة.
العين,
· لماذا جعل الله لك عينين؟؟ أنت بعين واحدة ترى بعدين سطحين ، لكنك في العين الثانية ترى البعد الثالث ، ترى العمق .
· أودع الله في العين مادة مضادة للتجمد، لو أن الإنسان يعيش في مكان شديد البرودة, لتجمد ماء العين, و لفقد الإنسان بصره.
· أعظم كاميرا (آلة تصوير) احترافية تحتوي على عشرة آلاف مستقبل ضوئي في المليمتر المربع، أما شبكية العين, تحتوي على مئة مليون مستقبل ضوئي في المليمتر المربع.
وفي الشَّعر ، جعل لكل شعرة وريدا، وشريانا، وعضلة، وغدة صبغية, وغدة دهنية ، وليس في الشعر أعصاب حس، ولولا أن الشعر خالٍ من أعصاب الحس لاضطر الإنسان إن أراد أن يهذب شعره إلى تخدير شامل في المستشفى .
البقرة, تعطيك من الحليب ما يفوق ثمن الطعام الذي تأكله ، لو أنها تعطيك من الحليب أقلّ من ثمن الطعام فلن يقتني أحد بقرة ، و كذلك فان طعام الدجاج لا يساوي الإنتاج الذي ينتجه من البيض, لو أن الدجاجة تعطي في الشهر بيضة واحدة لكانت مكلفة ، وأصبحت غير اقتصادية ، وهذا من الإحسان .
الصقر, يرى ثمانية أمثال رؤية الإنسان، يرى طعامه في الماء وهو في أعالي الجو، الصقر يغامر ويسقط من أعالي السماء ليأكل، فإذا لم يكن بصره حادًّا يرى طعامه على سطح الأرض وهو في أعالي السماء لا يكون خلقه حسنًا.
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ( سورة القصص الآية: 77 ).
ينبغي أن تكون محسناً في كل فعلك, كما أن الله محسن إليك، وكلمة محسن هي ألصق صفة بالإنسان المؤمن، فالمؤمن يجب عليه أن يكون:
· محسن في كلامه، فلا بذاءة، ولا تهجم، ولا سخرية، ولا فحش، ولا طرف قبيحة محرجة تُحمّر الوجه.
· محسن إلى زوجته وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ( سورة النساء الآية: 19 ).
· محسن في تربية أولاده (( علموا، ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من المعنف )) [ الجامع الصغير بسند ضعيف عن أبي هريرة ]
· محسن في عمله (( إن الله يحب من العبد إذا عمل عملا أن يتقنه )) [ الجامع الصغير بسند حسن عن عائشة ]
· محسن في عبادة ربه (( الإِحسَانُ أَنْ تعَبْدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ )) [ مسلم عن أبي هريرة ]
· محسن, حتى مع ذبيحته, قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ِ)) . [ مسلم في صحيحه ]
ما نتائج التخلق بهذا الاسم؟
لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ( سورة يونس الآية: 26 ) .
فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ( سورة الليل ) .
س: ما معنى ِالْحُسْنَى في الآيتين السابقتين؟؟؟؟
ج: الجنة.
س: ولكن لماذا سمّى الله الجنة ِالْحُسْنَى ؟؟؟
ج: لأن فيها الكمال المطلق .
أخي, إن الجزاء من جنس العمل, فإذا كانت صبغة عملك في الدنيا هي الإحسان, فسيكون الجزاء هو………
الحسنى
اللهم ارزقنا الجنة و ما قرب إليها من قول أو عمل
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-لدكتور محمد راتب النابلسي