الـى مـن يسستحقر المرآهه..!
ا[center]لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
****************************** ****
****************************** ********
قـد تـخـتـلـف نـظـرة الـمـجـتـمـع إلـى الـمـرأة…
فـهـنـاك مـن يـنـظـر لـهـا بـانـهـا مـخـلـوق ضـعـيـف…
وهـنـاك مـــن يـسـتــحــقــرهــا ويـسـتـهـيـن بــقــدرهــا…
وهـنـاك مـن يـنـظر لـها بـمـثـل نـظـرة الاسـلام للـمـرأة وتـكـريمه لـهـا…
ومـايـهـمـنـا الان تــلك الـفـئـة التي تـسـتـحـقــر الـمـرأة وتـقـلـل مـن شـأنـهــا…
فـهـم يـعـتـقـدون بـل ويـجـزمـون ان الـمـرأة خُـلـقـت لـخـدمـة الـرجـل وسُـخـرت فـطـرتـهــا فـقـط لـتـكــون تـحـت امـر ذلك الـرجـل…
فـالـمـرأة بـنـظـرهـم مـكـانـهـا الـمـنـزل فـقـط وكـل مـايـطـلـب مـنـها عـمـل الـمـطـبـخ وتـنـظـيـف الـمـنـزل وخـدمـة ذلك الـرجـل…
وكـأنـهـا خـــادمــة لــديــه…
فـهـم يـرفـضـون تـدخـل الـمـرأة فـي كـثـير مـن الامـور بـاعـتـقـادهــم انــه لـيـس لها عــلاقة بـهــا…
رغــم ان الـمـرأة شـريـكـة الـرجـل فـي كـل شيء حـتـى وان رفـض الـرجـال هـذا الـشيء…
وكـثـيـر مـانـسـمـعـهـم يـقـولــون ويـرددون حـديـث الـرسـول ((صلى الله عليه وسلم)) عـنـدمـا قـال : "الـنــسـاء نـاقــصـات عـقـلٍ وديــن".
فــهــم يــســتـشـهـدون بــه عــنــدمــا تــأتــي امرأة وتـتـنـاقـش مـعـهـم فـي امـر مـا فـعـنـدمـا تـاتـي لـهـم بـالـحـجـه الـواضـحـه وتـتـفـوق عـلـيـهـم بـالـنـقـاش يـسـكـتـوهـا بـهـذا الـحـديـث…
نـعـم نــحـن لا نـعـتـرض على قـول الـرسـول ((صلى الله عليه وسلم))…
لـكـن هـل فـكـر مـن يـسـتـشـهـد بـهـذا الـحـديـث ان يـأتـي بـالـحـديـث كـامـلاً ويـتـفـكـر فـي مـعـنـاه ومـاقـصـد الـرسـول الـكـريـم فـيـه…
روى الإمـام مـسـلـم ((رحـمـه الله)) فـي صـحـيـحه عـن رسـول الله ((صلى الله عليه وسلم)) انـه قـال : " مَـعْـشـرَ الـنـساء تـَصَـدَّقـْنَ وأكْـثـِرْن الاسـتـغـفـار ، فـإنـي رأيُـتـكُـنَّ أكـثـر أهـل الـنـار. فـقـالـت امـرأة مـنـهـن جَـزْلـة : ومـا لـنـا يـا رسـول الله أكـثـرُ أهـل الـنـار؟ قـال : "تُـكْـثِـرْنَ اللَّـعـن ، وتَـكـْفُرْنَ الـعـشـيـر ، ومـا رأيـت مـن نـاقـصـاتِ عـقـلٍ وديـن أغـلـبَ لـذي لـبٍّ مِـنـْكُـن". قـالـت : يـا رسـول الله ومـا نـقـصـانُ الـعـقـل والـديـن؟ قال : "أمـا نُـقـصـانُ الـعـقـل فـشـهـادة امـرأتـيـن تـعْـدِلُ شـهـادةَ رَجُـل ، فـهـذا نـقـصـان الـعـقـل ، وتَـمـكـثُ اللـيـالـي مـا تُـصـلي ، وتُـفـطـر في رمـضـان ، فـهـذا نـقـصـان الـديـن".
لـتـتـأمـلـوا هـذا الـحـديـث قـلـيـلاً…
فـبـالـرغـم مـن ان الـجـمـيـع يـسـتـشـهـد بـه ضـد الـمـرأة الا انـه كـلـه خـيـر وتـكـريـم للـمـرأة مـن الـرسـول الـكـريـم…
فـالـرسـول ((صلى الله عليه وسلم)) مـن خـوفـه عـلى نـسـاء امـتـه وحـرصـه عـلـيـهـن يـذكـرهـن بـالاسـتـغـفـار والـتصـدق وذلك لان الـرسـول عـنـدمـا اطلع عـلى الـنـار وجـد اكـثـر اهـلـهـا مـن الـنـسـاء لـقـوله ((صلى الله عليه وسلم)) : "اطـلـعـت عـلى الـجـنـة فـوجـدت اكـثـر اهـلـهـا الـفـقـراء واطـلـعـت عـلى الـنـار فـوجـدت اكـثـر اهـلها الاغـنـيـاء والـنـسـاء".
فـلـو ان الاسـلام والـرسـول الـكـريـم لـم يـكـرم الـمـرأة لـمـا حـرص وخـاف عـلـيـها مـن الـنـار وحـذرهـا مـنـها…
امـا الاهـم في هـذا الـحديـث وهـو قــول الـرسـول ((عليه الصلاة والسلام)) : "نـاقـصـات عـقـلٍ وديـن". نـعـم الـنـسـاء نـاقـصـات عـقـل وديـن لـكـن لـيـس كـمـا يـفـسـرونـهـا بـوقـتـنـا الـحـاضـر فـتـكـمـلـة الـحـديـث تـقـول : "مـا رأيـت مـن نـاقـصـات عـقـلٍ وديـن اغـلـب لـذي لب مـنـكـن".
فـهـنـا يـبـيـن الـرسـول ان الـمـرأة تـغـلـب الـرجـل الـذكـي جـداً وهـو الـمـقـصـود فـي قـوله ((ذي لـب)) فـكـيـف بـامـرأة نـاقـصـة عـقـل تـغـلـب رجـل ولـيـس أي رجـل بـل الـرجـل الـذكـي جـداً…
والـحـديث يـقـول ان الـمـرأة التي قــامــت وسـألـت الـرسـول هـي امـرأة جـزلـة أي ذات عـقـل ووقـار فـكـيـف تـكـون هــذه الــمـرأة ذات الـعـقـل والـوقـار نـاقـصة عـقـلٍ وديـن…؟؟
وعـنـدمـا سـألـت تـلك الـمـرأة الـرسـول ((صلى الله عليه وسلم)) عـن سـبـب نـقـصـان الـعـقـل والـديـن لـدى الـمـرأة عـلـل لـها الـرسـول الـكـريـم نـقـصان الـعـقـل بـان شـهـادة الـرجـل عـن شـهـادة امـرأتـان…
وذلك لـما جـاء فـي قـولـه تـعـالـي : "وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى". سورة البقرة آية 282…
والآيـة الـكـريـمـة عـلـلـت ذلـك بـانـه خـشـيـة مـن ان تـضـل احـداهـمـا…
فـالـهـدف مـن ذلك انـه عـنـدمـا تـنــســا احـداهـمـا تـذكـرهـا الاخـرى ولـم تـقـل الآيـة ان ذلك بـسـبـب انـهـن نـاقـصـات عـقـل وان الــرجـال اكــبـر عـقـل مـنـهـن…
امـا نـقـصـان الـديـن فـتـعـلـيـلـه واضـح وهـو بـسـبـب تـركـها الـصـلاة والـصـوم فـي فـتـرة الـحـيـض والـنـفـاس…
ولـم يـقـل الـحـديـث بـانـهـا مـقـصـره في ديـنـهـا أوانـهـا تُـخـالـف ديـنـهـا فـهـذا الـنـقـصـان جـاء بـسـبـب طــبـيـعـة الـمـرأة وتـهـيـئـتـهـا للـحـمـل والـولادة وهــذا خـارج عن إرادتـهـا…
فـبـعـد تـوضـيـح هـذا الـحـديـث الـشـريـف لا اعـتـقـد ان احـداً يـجـرأ عـلى الاسـتـشـهـاد بـه ضـد الـمـرأة إلا مـن كـان هـو بـالاسـاس نـاقـص الـعـقـل ولا يـعـي كـلام الـرسـول والـقـرآن الـكـريـم…
ولـكـل مـن احـتـقـر الـمـرأة وجـعـل الـرجـل ارفـع مـنـها شـأنـاً ولـكـل من اســود وجـهه لانــه رزق بـانــثــى…
فـلـيـعـلـم ذلك الـشـخـص ان الله لـم يـفـرق بـيـن الـرجـل والـمـرأة في كـتـابـه الـكـريـم…
فـقـد قـرن الله الـمـرأة بـالـرجـل فـي كل شيء حتى في الـعـقـاب والـثـواب…
فـقـد قـال تـعـالى : "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ". سورة النحل آية 97…
ًوكذلك في قوله : "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ".
وايضاً قوله تعالى : "الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ". سورة النور الآية الثانية…
وفي قـوله تـعـالى : "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". سورة المـائـدة آية 38…
وكـذلك فـالـرسـول الـكـريـم اوصـى بـالـنـسـاء خـيـراً…
فـقـد قـال ((صلى الله عليه وسلم)) : "اسـتـوصـوا بـالـنـسـاء خـيـرا فـانـهـن عـنـدكـم عـوان (اسيرات)".
وايـضـاً قـول الـرسـول الـكـريـم : "خـيـاركـم خـيـاركـم لـنـسـائـهـم خـيـركـم خـيـركـم لاهـلـه وانـا خـيـركـم لاهـلـي".
وكـذلـك مـن تـكـريـم الاسـلام للـمـرأة انـه وعـد بـالـثـواب والاجـر الـعـظـيـم لـمـن ربـاهـا واحـسـن تـربـيـتـها…
فـقـال الـرسـول ((عليه الصلاة والسلام)) : "مـن عـال جـاريـتـيـن حـتـى تـبـلـغـا جـاء يـوم الـقـيـامـة انـا وهـو كـهـاتـيـن وضـم بـيـن اصـابـعـه".
وايـضـاً قـال الـرسـول الـكـريـم : "مـن لا يَـرحـم لا يُـرحـم ،مـن كـانـت لـه أنـثـى فـلـم يَـئـدْهـا، ولـم يُـهِـنْـهـا، ولـم يـؤثـر ولــده عـلـيـهـا، أدخـلـه الله بـهـا الـجـنـة".
وقـبـل كـل هـذا فـالـمـرأة هـي الأم ولا يـدخـل احـد الـجـنـة وامـه غـاضـبـة عـلـيـه فـقـد قـرن الله تـعـالـى رضــاه بـــرضـــى الـوالـديـن…
والأم مـقـدمـة بـالـبـر عـلى الأب فـعـنـدمـا جـاء رجـل إلـى الـرسـول ((صلى الله عليه وسلم)) يـسـألـه مـن احـق الـنـاس بـحـسـن صـحـابـتـي يـارسـول الله ؟؟ فـقـال لـه الـرسـول : امـك. قـال : ثـم مـن؟. فـقـال : امـك. قـال : ثـم مـن؟. فـقـال : امـك. قـال : ثـم مـن؟. فـقـال : ابــوك.
فـانـظـروا إلـى عـظـم حـق الأم فـقـد ذكـرهـا الـرسـول ثـلاث مـرات للـتـاكـيـد عـلى بـرهـا وعـظـم حـقـهـا ومـن ثـم ذكـر الأب فـهـذا يـدل عـلى ان حـق الـمـرأة الأم اعـظـم فـي الاسـلام مـن حـق الـرجـل الأب وهــي احــق بـالـبـر من الأب…
وإضـافـة إلـى ذلك فـلـقـد نـزلـت سـورة كـامـلـة فـي الـقـرآن بـأسم الـنـسـاء وايـضـاً نـزلـت سـورة بـأسـم مـريـم وايـضـاً ورد فـي الـقـرآن ذكـر بـعـض مـن الـنـسـاء الـمـسـلـمـات…
فـلـو ان الاسـلام يـحـتـقـر الـمـرأة ولـم يـقـدرهـا لـمـا ذُكـرت فـي الـقـرآن ذلك الـكـتـاب الـطـاهـر الـكـريـم…
فـلـكـل شـخـص اهـان الـمـرأة وقـلـل مـن شـأنـهـا…
تـفـكـر قـلـيـلاً بـتـكــريــم الاسـلام لـهـا فـي كـتـاب الله وسـنـة نـبـيـه ((عليه افضل الصلاة والتسليم))…
فـكـيـف تـاتـي انـت ايـها الـمـخـلـوق وتـسـتـهـيـن بـهـا وتـسـتـحـقـرهـا بـعـد ان رفـع الله شـأنـهـا واوصـى بـهـا رسـولـه الـكـريـم…
ولـتـعـلـم ان الـمـرأة هـي امـك الـتـي انـجـبـتـك وتـعـبـت عـلـيـك والـتي لـن تـدخـل الـجـنـة الا بـرضـاهـا عـلـيـك مـهـمـا كـانـت اعـمـالك عـظـيـمـه وحـسـنـاتـك كـثـيـره فـكـلـهـا لـن تـنـفـعـك دون رضـى امـك فـالـجـنـة تـحـت اقـدام الامـهـات…
ولـتـعـلـم ان الـمـرأة هـي زوجـتـك الـتـي اوصـاك الاسـلام بها خيرا وفـرض عـلـيـك حـقـوق لـهـا فـلا تـتـكـبـر عـلـيـهـا ولا تـهـيـنـها ولا تـضـربـهـا ولـتـحـسـن مـعـاشـرتـهـا وتـكـرمـهـا فـإن خـالـفـت امـر الله فــإنـــك سـتـنـال عـقـبـك مـنه جـل وتــعـــالـى…
ولـتـعـلـم ان الـمـرأة هـي ابـنـتـك الـتـي شـدد الـرسـول بـالـتـوصـيـه عـلـيـهـا وجـعـلـهـا الاسـلام امـانة عـنـدك فـإن احـسـنـت تـربـيـتـهـا وصـنـتـهـا احـسـن الله مـنـزلـتـك ورضـى عـنـك وان اهـمـلـتـها وتـهـاونـت فـي رعـايـتـهـا حـمـلـت ذنـبـهـا إلـى يـوم الـقـيـامـة…
ولا تـنـسـا ان الـرسـول الـكـريـم وعــد خـيـراً لـمـن رعـى جـاريـتـيـن واحـسـن رعـايـتـهـمـا وجــعــل مــنــزلــتــه مــعــه ((صلى الله عليه وسلم)) في الــجــنــة…
ولـتـعـلـم ان الـمـرأة هـي اخـتـك وخـالـتـك وعـمـتـك الـتـي اوصـاك الاسـلام بالاحــســان لــها والــرفــق بها وبـصـلـة رحـمـهـا وان لا تـقـطـع بـهـا…
ولـتـعـلـم اخـيـراً ان "الـنـسـاء شـقـائـق الـرجـال .. مـا اكـرمـهـن إلا كـريـم ومـا اهـانـهــن إلا لـئـيــم".
فـبـعـد كـل هـذا أمـازلـتـا تـسـتـهـيـن بـحـق الـمـرأة وتـحـسـتـقـرهـا وتـقـلـل مـن شـأنـهـا…؟؟