التصنيفات
منتدى اسلامي

المنافقون في القرآن والسنة

أنهم يتخذون أيمانهم الكاذبة جٌنة (أي وقاية) يقون بها أنفسهم ويسترون بها أعمالهم المخالفة لما أعلنوه من الإسلام ويسترون جرائمهم وما يخفون من عداء وكراهية.
قال تعالى: (اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون). وقال تعالى: (يحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون). وقال تعالى: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا…) وقال تعالى: (يحلفون بالله ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين) وقال تعالى: (ويحلفون على الكذب وهم يعلمون….). وقال تعالى: (وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون…)، هذه الأيمان الكاذبة يحلفونها ليصدقهم المؤمنون بأنهم منهم.

مشتق من النفق وهو سرب في الأرض مشتق إلى موضع آخر، وقال ابن كثير: النفاق إظهار الخير وإسرار الشر، وهو نوعان:
إعتقادي: وهو الذي يخلد صاحبه في النار في دركها الأسفل. وهو أن يظهر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به. قال الجرجاني بأنه: إظهار الإيمان باللسان وكتمان الكفر في القلب.
وقد ذكر الله هؤلاء المنافقين مع الكافرين في مواضع كثيرة من القرآن الكريم منها قوله تعالى: (إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً).
نفى سبحانه وتعالى عنهم صفة الإيمان به قال تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين).
مصير هؤلاء المنافقين في الدرك الأسفل من النار يوم القيامة قال تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً ).
عملي: وهو من كبائر الذنوب والمعاصي، ومن كان نفاقه عملياً لا يخلد في النار، وهو إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، ومن أمثلته الكذب والرياء والغدر وخلف الوعد وقلة الذكر إلى غير من الصفات التي سنقف عليها تحذيراً منها ومن الوقوع فيها.
[الكذب

فالكذب من دعامات وأصول النفاق، وما ذكر الكذب في القرآن إلا وذكر معه النفاق، وما ذكر النفاق إلا وذكر معه الكذب. قال تعالى: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) وقال تعالى: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) وقال تعالى: (يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون) وقال تعالى: (ألم تر إلى الذين نافقوا يقول لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحداً أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون) والآيات في هذا كثيرة.
فالكذب من علامات وصفات المنافقين، وفي الحديث المتفق عليه "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان " وفي صحيح البخاري "أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر" .

الرياء
قال تعالى: (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس …. ) والرياء أصله طلب المنزلة في قلوب الناس بإيرائهم خصال الخير. وشرعاً أن يفعل الطاعة ويترك المعصية مع ملاحظة غير الله أو يخبر بها أو يحب أن يطلع عليها لمقصود دنيوي من مال ونحوه. روى مسلم في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم: (من سمع سمع الله به ومن رآءى راءى الله به) قال النووي معناه أنه أظهر عمله للناس رياءً، سمع الله به أي فضحه يوم القيامة. ومعنى رآءى رآءى الله به، أي أظهر للناس العمل الصالح ليعظم عندهم وليس هو كذلك. رآءى الله به أي أظهر سريرته على رؤوس الخلائق يوم القيامة.
ظواهر سلوكية

أنهم يتخذون أيمانهم الكاذبة جٌنة (أي وقاية) يقون بها أنفسهم ويسترون بها أعمالهم المخالفة لما أعلنوه من الإسلام ويسترون جرائمهم وما يخفون من عداء وكراهية.
قال تعالى: (اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون). وقال تعالى: (يحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون). وقال تعالى: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا…) وقال تعالى: (يحلفون بالله ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين) وقال تعالى: (ويحلفون على الكذب وهم يعلمون….). وقال تعالى: (وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون…)، هذه الأيمان الكاذبة يحلفونها ليصدقهم المؤمنون بأنهم منهم.

ذو الوجهين

شخص حائر مذبذب يلتقي بأحد الفريقين المتباغضين فيمدح ويكيل المدح حتى إذا التقى بالفريق الآخر فعل معه مثل الأول. ولقد وردت أحاديث كثيرة في ذم هذا الخلق السيئ وبيان أنه هذا من صنيع المنافقين.
ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا. وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه).
ولقد عد العلماء ملاقاة الاثنين بوجهين نفاقاً، فعن محمد بن زيد أن ناساً قالوا لجده عبد الله بن عمر رضي الله عنهما "إنا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم به إذا خرجنا من عندهم قال ابن عمر : كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم" رواه البخاري.
قال تعالى: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون …) وقال تعالى: (الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين…)

يظهرون خلاف ما يبطنون

قال تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ) . وقال تعالى: ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام …) … المنافقون قوم ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر، يلبسون للناس مسوك الضأن وقلوبهم قلوب الذئاب.
وقال تعالى: (وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلو عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور)، وقال تعالى: (يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون)، وقال تعالى: (يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك…..)، وقال تعالى: (سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم…)… من الآيات السابق ذكرها وأسباب نزول هذه الآيات يتضح لنا أن إظهار المرء خلاف ما يبطن ليس إلا صفة من صفات المنافقين.
والخطورة أن يكون ذلك متصلاً بالاعتقاد فيكون النفاق نفاقاً عقدياً، أما إذا كان الأمر يتصل بالناس ومحبتهم فالنفاق ليس إلا نفاقا عملياً.

موالاة أعداء الله

قال تعالى: (بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً) … من أصول العقيدة الإسلامية أنه يجب على كل مسلم أن يوالي أهلها ويبغض أعدائها. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)
بل حرم الله على المؤمن موالاة الكفار ولو كانوا من أقرب الناس إليه نسباً. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) . وقال تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ..)
ومن مظاهر موالاة أعداء الله:
التشبه بهم في الملبس والكلام (الذي هو من خصائصهم كلباس الرهبان ونحوهم) . قال صلى عليه وسلم " من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أبو داود
إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين.
مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها.
التسمي بأسمائهم .
اتخاذهم بطبطانة ومستشارين

الرغبة عن حكم الله ورسوله

أمر المنافقين عجيب وأعجب ما فيه أنهم يزعمون الإيمان حتى إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم تولوا على أعقابهم وكرهوا ورفضوا حكم الله ورسوله وآثروا وفضلوا الاحتكام إلى أعداء الله.
قال تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً)، وقال تعالى: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً..). وقال تعالى: (ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين * وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون..).

الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف

قال تعالى: (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف..)، فهم يأمرون بالمنكر بعد أن يفعلوه وينهون عن المعروف بعد أن يتركوه، وهم على النقيض من المؤمنين.
هذا الصنف الخبيث من الناس يتفنن بل ويتقن تلك الأساليب الشيطانية الخطيرة لصرف الناس عن الخير والطاعة وحضهم على فعل المنكرات ومن ذلك حربهم على الحجاب والستر والعفاف، ووصف الحجاب بأبشع الصفات- مثل أكفان الموتى والخيمة والسجن- ، والدعوة إلى التبرج والاختلاط ومحاكاة المرأة الغربية في كل شيء، وإباحة الفوائد الربوية والمعاملات المحرمة، وفي المقابل يشنعون على أهل الاستقامة ويصفونهم بالتزمت والتخلف والتنطع والتشدد لينفر الناس منهم.

لا يذكرون الله إلا قليلاً

قال تعالى: (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً).
قال ابن القيم: عن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق، فإن المنافقين قليلو الذكر لله عز وجل. قال تعالى عنهم (ولا يذكرون الله إلا قليلاً)، وقال كعب: من أكثر من ذكر الله عز وجل برئ من النفاق .
وقد ختمت سورة المنافقين بقوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون). وفي ذلك تحذير من فتنة المنافقين الذين غفلوا عن ذكر الله عز وجل.
وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعاً لا يذكر الله فيها إلى قليلاً).

التكاسل عن الصلاة

من أبرز صفات المنافقين التي وصفهم الله بها في كتابه العظيم التكاسل عن صلاة الجماعة قال تعالى: (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس..) وقال تعالى: (ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى..). وروى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها – أي صلاة الجماعة- إلا منافق معلوم النفاق.
وروى الترمذي في سننه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان، براءة من النار وبراءة من النفاق)… فهل ترضى أيها المسلم المتخلف عن صلاة الجماعة أن تكون في زمرة المنافقين. منقول




التصنيفات
منتدى اسلامي

تفسير سورة المنافقون

سورة المنافقون

بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم. أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن أحمد المجبوي أخبرنا سعيد بن مسعود أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن السدي عن أبي سعيد الأزدي عن زيد بن أرقم قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان معنا ناس من الأعراب وكنا نبدر الماء وكان الأعراب يسبقونا فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض ويجعل النطع عليه حتى يجيء أصحابه فأتى رجل من الأنصار فأرخى زمام ناقته لتشرب فأبى أن يدعه الأعرابي فأخذ خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجه فأتى الأنصاري عبد الله بن أبي رأس المنافقين فأخبره وكان من أصحابه فغضب عبد الله بن أبي ثم قال: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله يعني الأعراب ثم قال لأصحابه: إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الأعز منها الأذل قال زيد بن أرقم وأنا ردف عمي: فسمعت عبد الله فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق وكذبني فجاء إلى عمي فقال: ما أردت أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبك المسلمون فوقع علي من الغم ما لم يقع على أحد قط فبينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاني فعرك أذني وضحك في وجهي فما كان يسرني أن لي بها الدنيا فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين (قالوا نَشهَدُ إِنَّكَ لَرَسولُ اللهِ) حتى بلغ (هُمُ الَّذينَ يَقولونَ لا تُنفِقوا عَلى مَن عِندَ رَسولِ اللهِ حَتّى يَنفَضُّوا) حتى بلغ (لَيُخرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنها الَأذَلَّ).

قال أهل التفسير وأصحاب السير: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني المصطلق فنزل على ماء من مياههم يقال له المريسيع فوردت واردة الناس ومع عمر بن الخطاب أجير من بني غفار يقال له جهجاه بن سعيد يقود فرسه فازدحم جهجاه وسنان الجهني حليف بني العوف من الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني يا معشر الأنصار وصرخ الغفاري يا معشر المهاجرين فلما أن جاء عبد الله بن أبي قال ابنه وراءك قال: ما لك ويلك قال: لا والله لا تدخلها أبداً إلا بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولتعلم اليوم من الأعز من الأذل فشكا عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع ابنه فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارتحل عنه حتى يدخل فقال: أما إذ جاء أمر النبي عليه الصلاة والسلام فنعم فدخل فلما نزلت هذه السورة وبان كذبه قيل له: يا أبا حباب إنه قد نزلت فيك آي شداد فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستغفر لك فلوى رأسه فذلك قوله (وَإِذا قيلَ لَهُم تَعالوا يَستَغفِر لَكُم رَسولُ اللهِ لَوَّوا رُؤُوسَهُم) الآية.




باااارك الله فيكي



نورتي ياغالية



التصنيفات
منتدى اسلامي

المنافقون في كتاب الله في ظلال القرآن

قال الله تعالى : (( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ{16}
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ{17} صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ{18}

أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ{19} يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{20} ))سورة البقرة

فضرب للمنافقين بحسب حالهم مثلين مثلا ناريا ومثلا مائيا لما في الماء والنار من الإضاءة والإشراق والحياة

وأخبر عن حال المنافقين بالنسبة إلى حظهم من الوحي أنهم بمنزلة من استوقد نارا لتضيء له وينتفع بها وهذا لأنهم دخلوا في الإسلام فاستضاءوا به وانتفعوا به …

وذهب الله بنورهم ولم يقل نارهم فإن النار فيها الإضاءة والإحراق … فذهب الله بما فيها من الإضاءة وأبقى عليهم ما فيها من الإحراق …

وتركهم في ظلمات لا يبصرون … فهذا حال من أبصر ثم عمي وعرف ثم أنكرودخل في الإسلام ثم فارقه بقلبه لا يرجع إليه ولهذا قال فهم لا يرجعون …

ثم ذكر حالهم بالنسبة إلى المثل المائي فشبههم بأصحاب صيب وهو المطرالذي يصوب أي ينزل من السماء … فيه ظلمات ورعد وبرق …

فلضعف بصائرهم وعقولهم اشتدت عليهم زواجر القرآن ووعيده وتهديده وأوامره ونواهيه وخطابه الذي يشبه الصواعق …

فحالهم كحال من أصابه مطر فيه ظلمة ورعد وبرق فلضعفه وخوفه جعل أصبعيه في أذنيه خشية من صاعقة تصيبه …

وثقل عليهم أوامر الله ونواهيه و لو وجدوا السبيل إلى سد آذانهم لفعلوا …

وقد ذكر الله عز وجل أيضا ً المثالين المائي والناري في حق المؤمنين أيضا ً …
وذلك في سورة الرعد : (( أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ{17} )) من سورة الرعد

يضرب الله شبه الوحي الذي أنزله لحياة القلوب والأسماع والأبصار بالماء الذي أنزله لحياة الأرض والنبات … وشبه القلوب بالأودية فقلب كبير يسع علما عظيما كواد كبير يسع ماء كثيرا … وقلب صغير إنما يسع بحسبه كالوادي الصغير… فسالت أودية بقدرها واحتملت قلوب من الهدى والعلم بقدرها … كما أن السيل إذا خالط الأرض ومر عليها احتملت غثاء وزبدا … فكذلك الهدى والعلم إذا خالط القلوب أثار ما فيها من الشهوات والشبهات ليقلعها ويذهبها …

كما يثير الدواء وقت شربه من البدن أخلاطه فتكرب بها شاربه وهي من تمام نفع الدواء فانه أثارها ليذهب بها فإنه لا يجامعها ولا يساكنها وهكذا يضرب الله الحق والباطل …

ثم ذكر المثل الناري فقال ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله وهو الخبث الذي يخرج عند سبك الذهب والفضة والنحاس والحديد فتخرجه النار وتميزه وتفصله عن الجوهر الذي ينتفع به فيرمى ويطرح ويذهب جفاء …

فكذلك الشهوات والشبهات يرميها قلب المؤمن ويطرحها ويجفوها كما يطرح السيل والنار ذلك الزبد والغثاء والخبث ويستقر في قرار الوادي الماء الصافي الذي يسقي منه الناس ويزرعون ويسقون أنعامهم …
كذلك يستقر في قرار القلب وجذره الإيمان الخالص الصافي الذي ينفع صاحبه وينتفع به غيره والله الموفق …




التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

تفسير سورة المنافقون

خليجية إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) خليجية
إذا حضر مجلسك المنافقون -أيها الرسول- قالوا بألسنتهم, نشهد إنك لرسول الله, والله يعلم إنك لرسول الله, والله يشهد إن المنافقين لكاذبون فيما أظهروه من شهادتهم لك, وحلفوا عليه بألسنتهم, وأضمروا الكفر به.
خليجية اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (3) خليجية
إنما جعل المنافقون أيمانهم التي أقسموها سترة ووقاية لهم من المؤاخذة والعذاب, ومنعوا أنفسهم, ومنعوا الناس عن طريق الله المستقيم, إنهم بئس ما كانوا يعملون؛ ذلك لأنهم آمنوا في الظاهر, ثم كفروا في الباطن, فختم الله على قلوبهم بسبب كفرهم, فهم لا يفهمون ما فيه صلاحهم.
خليجية وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) خليجية
وإذا نظرت إلى هؤلاء المنافقين تعجبك هيئاتهم ومناظرهم, وإن يتحدثوا تسمع لحديثهم ; لفصاحة ألسنتهم, وهم لفراغ قلوبهم من الإيمان, وعقولهم من الفهم والعلم النافع كالأخشاب الملقاة على الحائط, التي لا حياة فيها, يظنون كل صوت عال واقعًا عليهم وضارًا بهم؛ لعلمهم بحقيقة حالهم, ولفرط جبنهم, والرعب الذي تمكَّن من قلوبهم, هم الأعداء الحقيقيون شديدو العداوة لك وللمؤمنين, فخذ حذرك منهم, أخزاهم الله وطردهم من رحمته, كيف ينصرفون عن الحق إلى ما هم فيه من النفاق والضلال؟
خليجية وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) خليجية
وإذا قيل لهؤلاء المنافقين: أقبلوا تائبين معتذرين عمَّا بدر منكم من سيِّئ القول وسفه الحديث, يستغفر لكم رسول الله ويسأل الله لكم المغفرة والعفو عن ذنوبكم, أمالوا رؤوسهم وحركوها استهزاءً واستكبارًا, وأبصرتهم -أيها الرسول- يعرضون عنك, وهم مستكبرون عن الامتثال لما طُلِب منهم.
خليجية سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) خليجية
سواء على هؤلاء المنافقين أطلبت لهم المغفرة من الله -أيها الرسول- أم لم تطلب لهم, إن الله لن يصفح عن ذنوبهم أبدًا ; لإصرارهم على الفسق ورسوخهم في الكفر. إن الله لا يوفِّق للإيمان القوم الكافرين به, الخارجين عن طاعته.
خليجيةهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (7) خليجية
هؤلاء المنافقون هم الذين يقولون لأهل "المدينة": لا تنفقوا على أصحاب رسول الله من المهاجرين حتى يتفرقوا عنه. ولله وحده خزائن السموات والأرض وما فيهما من أرزاق, يعطيها من يشاء ويمنعها عمَّن يشاء, ولكن المنافقين ليس لديهم فقه ولا ينفعهم ذلك.
خليجية يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8) خليجية
يقول هؤلاء المنافقون: لئن عُدْنا إلى "المدينة" ليخرجنَّ فريقنا الأعزُّ منها فريق المؤمنين الأذل, ولله تعالى العزة ولرسوله صلى الله عليه وسلم, وللمؤمنين بالله ورسوله لا لغيرهم, ولكن المنافقين لا يعلمون ذلك؛ لفرط جهلهم.

خليجية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) خليجية
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, لا تَشْغَلْكم أموالكم ولا أولادكم عن عبادة الله وطاعته, ومن تشغَله أمواله وأولاده عن ذلك, فأولئك هم المغبونون حظوظهم من كرامة الله ورحمته.

خليجية وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) خليجية
وأنفقوا -أيها المؤمنون- بالله ورسوله بعض ما أعطيناكم في طرق الخير, مبادرين بذلك من قبل أن يجيء أحدكم الموت, ويرى دلائله وعلاماته, فيقول نادمًا: ربِّ هلا أمهلتني, وأجَّلت موتي إلى وقت قصير, فأتصدق من مالي, وأكن من الصالحين الأتقياء.

خليجية وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) خليجية
ولن يؤخر الله نفسًا إذا جاء وقت موتها, وانقضى عمرها, والله سبحانه خبير بالذي تعملونه من خير وشر, وسيجازيكم على ذلك.




التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

تفسير لسورة المنافقون

تفسير سورة المنافقون

بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 4

( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ *اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ *وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )

يقول الله تعالى عن المنافقين أنهم يتفوهون بالإسلام إذا كانوا فى حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى باطن نفوسهم يضمرون الكفر
ويحذر الله رسوله ويقول أنه يعلم ما فى نفوسهم وكذبهم
( اتخذوا أيمانهم جُنة فصدوا عن سبيل الله ) : اتخذوا من إظهار الإيمان والحلف الكذب ليتقوا الناس ويخدعوهم
فاغتر بهم الناس وصدقوهم فحصل لهم الضرر وهذا من عملهم السيئ

( أيمانهم ) : جمع يمين وهو الحلف الكثير

وقد قدر عليهم النفاق لكفرهم بعد إيمانهم فهم لا يفهمون ولا تعى قلوبهم فلا يصل لها الإيمان

وكانوا لهم أشكالا حسنة وفصاحة
وإذا تكلموا تسمع لهم لفصاحتهم
ولكنهم مع ذلك ضعاف كالخشب المسنود غير ثابت بسبب جزعهم وجبنهم

يظنون كل أمر يحدث أنه سيضرهم
هؤلاء هم الأعداء حقا
فاحذرهم
حاربهم وقتلهم الله فإلى أين يتركون الحق إلى الضلال ( أنى يؤفكون )

الآيات 5 ـ 8

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ *سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ *هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ )

يخبر الله عن المنافقين لعنهم الله أنهم أعرضوا عما قيل لهم استكبارا وانقاصا
وينهى رسوله صلى الله عليه وسلم عن الإستغفار لهم فلن يغفر لهم الله لسوء فعلهم وخروجهم على الحق

قال عبد الله بن أبى بن سلول لا تنفقوا على من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوه وقال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ( ويقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وعندما ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم لأبى ابن سلول وأصحابه فأنكروا
فأنزل الله الآية يؤكد ما قاله المنافق
ثم يؤكد الله أن له حكم السموات والأرض وملكه والمنافقين لا يعقلون ليفهموا ذلك

الآيات 9 ـ 11

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ *وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ *وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )

وبعد التحذير من المنافقين يذكر الله المؤمنين بكثرة ذكره ويحذرهم من الإنشغال بالمال والأولاد عن ذلك لأن فى ذكر الله أمر بمعروف ونهى عن منكر وفى ذلك سلامة المؤمنين
ومن ينشغل عن ذلك فسوف يخسر كثيرا
ثم يحثهم على الإنفاق قبل أن يأت الموت ولا ينفع البخلاء ما أمسكوا ويندمون على ما فاتهم
ولا يؤجل الموت إذا قدر موعده ويعلم الله كل ما يفعل الناس ويعلم أنهم لو عادوا للحياة لعادوا لما يفعلون .

ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
انتهت بحمد الله تعالى .




جزاك الله الجنه