فيجب لا أفكر في الفشل أبداً عندما أقدم على أي عمل..! وإذا حدث شيء غير متوقع خلال عملي فلا يفقدني ذلك ثقتي في النجاح أبداً..! واعتبار ما يعترضني من فشل أو إخفاق.. دافعاً وحافزاً للتغلب على هذا الفشل أو ذاك الإخفاق
فيجب أن تكون متسلحاً بيقين متين أن من يسأل الله شيئاً بصدق، وإقبال، وتوكل عليه سبحانه.. آخذاً فـي الوقت نفسه بأسباب النجاح.. وأهمها العمل.. فإن الله يحقق له ما سأل- أن أفكر دوماً في النجاح عند إقدامي على أي عمل..! وأحدث نفسي دائماً عن النجاح..! وأعمل وأنا معتقد بأن الفشل لن يعرف لي طريقاً..! فتجد نتائج هذا الأخذ وهذا الحديث وذاك العمل.. مذهلة..!
فلا يجب التوقف عن العمل عند مواجهة أو احتمال مواجهة أي عقبة كبيرة أم صغيرة.. ! ذات شأن أم تافهة..! فقد كان قراري هو التوقف عن العمل.. والهروب من مواجهة هذه العقبة..! والبحث عن عمل جديد، وإن تكررت المواجهة تكرر الهروب.. ! فهو سلاحي الفعّال آنذاك..! ولِمَ التوقف وقد أنفقت الكثير من الوقت والجهد والمال في التفكير والتخطيط لهذا العمل، فليس من الطبيعي الهروب عند ظهور أية عقبة أو مشكلة تعترض طريقي أثناء التنفيذ، ولذلك يجب التعود على نهج الأساليب العلمية الحديثة في التغلب على أية عقبة أو مشكلة، وذلك بدراسة أسباب ظهور هذه العقبة أو المشكلة، والبدء في تعريفها تعريفاً دقيقاً بطريقة علمية، ثم البدء في تحليلها، ووضع بدائل وخيارات الحل، ثم اختيار الحل الأفضل إن لم يكن الأمثل، ومن ثم العمل على علاجها فوراً، مع العزم على عدم ترك العمل والتوقف عن العلاج تحت أي ظرف من الظروف..!
ثم أتبع كل ذلك بعملية تقويم شاملة، أبدأ بعدها بحصر الدروس المستفادة من هذه المشكلة، وحصر الوسائل التي استخدمت في حلها كأرشيف وقائي يعين على التغلب على هذه المشكلة إن عاودت الظهور ثانية، أو لحل مشكلات مشابهة.
إن الفرد الذي يريد النجاح وينشده، لابد أن تتوافر لديه الطاقة الروحية الهائلة التي تدفعه دفعاً لتحقيق هذا النجاح، ولكي يتم تحريك هذه الطاقة الروحية فلابد وأن تكون نفسه قد امتلأت يقيناً وثقة بالنجاح، وهذا اليقين وتلك الثقة لن تكونا إلاّ من خلال التفكير المستمر والمتواصل في النجاح، والتحدث عن هذا النجاح مع نفسـه بشكل مستمر، وكأنه سيتحقق لا محالة – بإذن الله -، متذكراً دوماً نجاحاته السابقة، بكل ذكرياتها الجميلة، واستحضارها أمامه، ومعايشته نفس الشعور الجميل الذي عايشه لحظة تحقيقه للنجاح، جاعلاً هذه الصورة هي المسيطرة على ذهنه وهو يسير في تنفيذ مهام عمله أو دراسته أو طلب وظيفة أو… الخ. وعلى هذا الفرد الناشد للنجاح أن يبعد عن ذهنه تماماً ذكريات فشله في أي عمل سابق، وما تعرّض إليه من آلام وشعور بالإحباط، ولا يجعل صورة الفشل ماثلة أمامه أبداً.. وأن يملأ عقله الباطن بإرادة النجاح، حتى يسير إلى أهدافه بروح معنوية عالية، وهو واثق بأن الله سبحانه لن يضيع عمله، وأنه سيحقق النجاح إن شاء الله، وسيجد المردود النفسي المباشر في هذه الحالة هو المزيد في حيويته وهمته ونشاطه وإقباله على تنفيذ عمله..!
كيف تعبئ عقلك الباطن بروح النجاح؟ … يمكنك ذلك بطريقتين :
1- طريقة واعية: أي باستخدام عقلك المدرك الواعي عند البدء في تعلم أي شيء جديد، وعند تركيزك وتفوقك في تعلّمها سوف يخزنها عقلك الباطن..! فعند دراستك لعلم ما بتركيز شديد، وبإصرار أشد على التحصيل، وبهمة عالية وإرادة قوية على تحقيق النجاح والتفوق في هذا العلم، فإنك في هذه الحالة تعبّئ عقلك الباطن بروح النجاح..! وإن كان لنا أن نضرب مثالاً تقريباً… هبْ أنك أردت تعلم الكتابة على لوحة مفاتيح الحاسوب.. تجد أنك في البداية تنظر إلى كل حرف قبل الضغط عليه.. فهذا هو دور عقلك الواعي ينظر إلى كل حرف كي لا تكتب كلمات لا معنى لها.
2- طريقة غير واعية: – نستكمل المثال – أما وقد استخدمت لوحة المفاتيح كثيراً وأتقنت الكتابة، فإنك لم تعد تنظر للمفاتيح، وتضغط عليها بطريقة غير واعية، وهذا هو عمل العقل الباطن..!. وإن كان دوره الكبير والبارز في تخزين الأشياء التي تتعلمها، ويعمل بها بطريقة تلقائية فيما بعد، نجد دوره كبيراً أيضاً في تخزين أشياء تسمع عنها أو تراها، ولكنك لم تتعلمها أو لم تتقنها بعد..! ويخرجها لك عند حاجتك إليها..!
وهذا يقر حقيقة متفقاً عليها، وهذه الحقيقة هي أن ما تغذي به عقلك الباطن سيصدر منه عن الحاجة إليه، فانظر بماذا تغذي عقلك الباطن؟! أتغذيه بالإيمان؟ أتغذيه بالثقة في النجاح دوماً أم تغذيه بالاتجاه نحو الفشل؟! أتغذيه بالإقدام والشجاعـة أم تغذيه بالتردّد والجبن؟!
إنك في حاجة ماسة ودائمة للسيطرة على عقلك الباطن..! ولن تتحقق لك هذه السيطرة إلاّ من خلال سيطرتك على عقلك الواعي..! وذلك بمحاربة الأفكار الخاطئة والهدّامة المترسبة فيه..! حرباً لا هوادة فيها..! وبطرد المخاوف والظنون السلبية التي قد تشل قدرتك على التفكير والتبصر..! فإن نجحت في هذه السيطرة فستكتشف أنك تمتلك الكثير من المواهب والقدرات والطاقات التي تمكنك من التغلب على العقبات والمشاكل، ومن ثم تسيطر على عقلك الباطن.
أقنع نفسك دائماً بأن النجاح حليفك في النهاية، حتى وأنت في أحلك الظروف، وأصعب المواقف، فبرسمك الدائم للصورة المستقبلية الإيجابية، وترسيخها في عقلك الباطن، والنظر إليها دوماً بعقلك الواعي، ستبدل بهذا الرسم الصورة السلبية إن كانت قدر رُسمت في عقلك الباطن من قبل، وهذا التبديل في الموقف الذهني سوف ينسحب بكل تأكيـد بصـورته الإيجابية على حياتك، وسيكون دافعاً لك نحو النجاح..!
ولنا في موقف رسول الله -اضغط هنا لتكبير الصوره عليه وسلم- أبلغ العبر، ذلك الموقف الذي تعرضت له دعوته، وجيشه، بل والمسلمين أجمعين.. وذلك في غزوة الأحزاب.. وكان موقفاً عصيباً تصفه آيات الله في كتابه الكريم أبلغ الوصف.. قال تعالى: (إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا. وقال تعالى: (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً), وقال تعالى: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً).
ومع كل ذلك نرى رسول الله -اضغط هنا لتكبير الصوره عليه وسلم- يبشر المؤمنين بأنهم سيفتحون بـلاد أكبر قوتين في العالم في ذلك الحين الفرس والروم..! ويتلو عليهم قول الله سبحـانه (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).
هل هناك مجالات معينة تساعدك على أن تهيئ نفسك للنجاح قبل البدء في تنفيذ العمل.. أياً كان مجال هذا العمل؟
هناك العديد من المجالات والقواعد المعينة، والمساعدة على تحقيق ذلك.. منها:
1- أن تكون من أصحاب الفكر الإيجابي الفعّال
2- ضع نجاحـاتك السابقة أمامك دوماً وأنت مقبل على البدء في تنفيذ عمل جديد
3- هيّئ نفسك على الإنجاز في صورة خطوات متتالية قبل البدء في العمل
4- تدرّب على إكساب نفسك روح النجاح