نؤمل سؤدا قد كان فينا وأحلاما لنا صارت سرابا
فهذي أرضُنا يَبَسٌ جِداسٌ وداري أصبحت قفرا يبابا
وكم كانت تُسرِّي من همومٍ تذلُ في النفوس لنا صعابا
نفاخر في الشعوب بكل عزٍ ولا نخشى هزيمةَ أو غِلابا
فصرنا مثل خُودٍ في خِباء نغض الطرف حتى لا نعابا
وتُنتهك المحارمُ بيناتٍ ونحن الصمتُ كان لنا جوابا
يمزق بعضُنا بعضا وننسى عدواً طالما ملأ الجعابا
فآهاً من جراح موجعاتٍ قضينا العمرَ نتحب انتحابا
تُهان على المنابرِ طاهراتٌ كماء المزن إن هطلتْ عِذابا
وتُرمى بالقبائح من تسامتْ إلى العلياء أشبهت الربابا
لها جلُّ الفضائل سامقاتٍ علو في السما يعفو القبابا
لها في كل باب مكرماتٌ إذا اقتسم النسا منهن بابا
كساها من العفاف الله ثوبا سبيغا والحياء لها حجابا
عجزنا عن مناقبها بعد ومن يحوى من السيل العبابا
أما واله ما عٌرفت فتاةٌ فضائلها غدت تعلو السحابا
كمثلك يا ابنةَ الصديق طراً مكارمُ جَمْةٌ بلغتْ نصابا
فإن تفخرْ نَسيبةُ في مَلآءٍ بدتْ حَجَرا وعائشةٌ شهابا
فمن يدنو من الصديق فضلا رفيق الغار أنقاهم ثيابا
نصير الدين مذ بزغت بفجر رسالته وأول من أجابا
وزوَّجها المليكُ بخير زوجٍ نبياً خيرُ من وطئ الترابا
وفي بلغت من الأعوام ستا التحملَ دينه غضا لبابا
فكانت سلوةَ المختار طه تعشَّقها الفؤادُ وما استرابا
فقد حلت فؤاداً ليس ترجو قلوبُ الناس كلهمُ طلابا
هو التبِّرُ المنقَّى في سماءٍ وجبرائيل طيبه فطابا
وطهر قلبه طفلا صغيرا فشب على مكارمهم وشابا
فقلب مثل هذا ليس يرضى وليس بقابل سوءا خبابا
تشرَّب حبَّ عائشة لتحيى بأنقى سيرةً أزكى ملابا
وقد عُصم النبيُّ فليس يهوى عدا بكراً مطيبَّةً كتابا
إذا نال المزية من رآهُ ومن جل الفضائل قد أصابا
فكيف بمن يشارك في لحاف ٍ ومن فيِّ النبيْ ذاق العابا
ومن ترياقه سقيت معينا فما أحلى المنابت والشرابا
فأم المؤمنين وليس منهمْ دعيٌّ ضلَّ في الدنيا وخابا
وهل يرضى له المولى بزوجٍ تكنُّ الحقد أو ترجو تبابا
و يعصمه ويدفع كل شرٍّ ليُلقيْ في المبيت له حرابا
ويمضي الدهر والقرآن يتلى ليهديه ولم يسمع عتابا
ويسأل خالق الأكوان نورا وليس النور في مأواه آبا
فأين الله والإسلام يودى أيعلم كيدهم أم كان غابا
لعمر الله لا يهدى لخيرٍ غبيٌّ آثر الهادي غرابا
أفيقوا إنه الإسلام يرمى وأسَّ الدي،ن قد راموا جبابا
أتَقْذِف أمَّنا بالزور جهراً ولا تخشى الملامةَ أو حسابا
فيا من لم يخف من هول يومٍ وقد رضي الشتائم والسبابا
ستندم يا شقيُّ إذا التقينا بيوم الدين قد أزف اقترابا
وترجو بأن تكون كمثل شاةٍ تعير و أن تكون كها ترابا
في التاريخ لم يُشتمْ نبيٌّ كمثل محمدٍ منكم كِذَابا
قذفتم زوجه الحسناء كفراً وربُّ الناس برأها وتابا
وهل "تباً" كقالتكم بسؤءٍ بها الآياتُ قد تُليت صوابا
فقد طفح المكيل وقد كُلمنا وأغضبتم ضراغمة ذئابا
وصرتم كالذباب يروم نصراً يبارزُ من جهالته عُقابا
لكم يوم قُبيل البعث ياتي تذوقون المذلةَ والصِّرابا
وينطفئُ اللهيبُ إذا رأينا تجزُّ بواترٌ منكمْ رقابا
فمن أوغادكم سلمت فلولٌ تهين الدين أو تعثوا خرابا
ولم يسلمْ خيارُ الناس يوماً وهم شمس الهدى أوفى جنابا
وفي سنن اليهود لكم سبيلٌ لها الأفاك يُنتدب انتدابا
فمن أجل اليهود رموا بفُجرٍ ومن أجل المجوس ترى عجابا
ألا شُلتْ يمينك إذ فجرتَ وذقتَ مصائبَ الدنيا عذابا
ويوم الدين بالأغلال تُطوى ونار مُيِّزَت كانت مآبا