التصنيفات
منوعات

وايه إنت لي كامله من البدايه الى النهايه الحلقه14

الحلقةالرابعةعشر
********

طريق العودة لم يكن بأقل مشقة من طريق الذهاب …
ألا أنني بسبب التعب و الإجهاد النفسي نمت معظم ساعات النهار الأول .

حطام الأشياء التي أراها من حولي لا يختلف عن حطام قلبي … إلا أن الجماد لا ينزف دما

التلاوة المنبعثة من مذياع السيارة بصوت قارئ رخيم عذب هي الشيء الوحيد الذي خفف على قلبي آلام التمزق و التقطع و الاحتراق …

توالت الساعات ، و كنت أتابع باهتمام مزيف كل ما أسمعه من المذياع هروبا من التفكير في الطريق الذي ولى … و الطريق القادم …

في الماضي … و المستقبل …

بلغنا مدينتنا قبيل غروب الشمس الثالثة التي أنارت دربنا …

" خذني إلى بيتي "

قلت ذلك و نحن أمام مفترق طرق ، يؤدي أحدهم إلى بيتي و آخر إلى بيت سيف

" الآن ؟ دعنا ننزل بيتنا و نرتاح من عناء المشوار الطويل … "

" أرجوك يا سيف … إلى بيتي … "

لم أكن هذه المرة أشعر بأي شوق أو حماس لدخول المنزل المهجور

و سيف هم ّ بالحضور معي أل أنني قلت :

" لابد أن والديك في انتظارك الآن … سأشكرك كما ينبغي لاحقا ، بلغهما تحياتي "

كان سيف قلقا بشأني و لكنني صرفته ، و دخلت المنزل المظلم وحيدا .

رفعت يدي لإنارة المصباح ، بل المصابيح واحدا تلو الآخر فاكتشفت أن الكهرباء مقطوعة .

و على الضوء الباقي من آخر خيوط الشمس ، سرت في منزلي الكئيب الساكن و صعدت إلى الطابق العلوي …

ذهبت رأسا إلى غرفة نومي … أخرجت المفاتيح ، ثم فتحت الباب ببطء …

و خطوت خطوة إلى الداخل …

سرعان ما عادت بي السنين إلى الوراء …

حين كنت فتى مراهقا في بداية التاسعة عشر من العمر … أجلس على هذا الكرسي أذاكر بشغف …
يا إلهي !
لا تزال كتبي التي تركتها على المكتب في مكانها !
مفتوحة كما تركتها قبل ثمان سنين !

جلت ببصري في الغرفة … و فوجئت برؤية الأشياء كما هي …

تقدمت خطوة بعد خطوة …

السرير … نفس البطانية و الأغطية التي كانت عليه قبل رحيل …

اقتربت من المكتب … إنه كتاب الرياضيات الذي كنت أقرأه آخر ليلة قبل الرحيل ، استعدادا لامتحان الغد !

و قلم الرصاص لا يزال موضوعا على الصفحة المفتوحة …

و بقية الكتب مبعثرة على الطاولة تماما كما تركتها منذ ذلك الزمن …

مددت يدي فلمست الغبار الذي يغطي الكتاب ، و كل شيء …

فتحت الأدراج لألقي نظرة … لا شيء تغير ! لا يبدو أن أحدا قد وطأ أرض هذه الغرفة مذ هجرتها

استدرت نحو سريري … لطالما احتضنني هذا السرير و امتص تعبي و أرقي … ألا زال يصلح للنوم ؟ أ أستطيع رمي أثقال صدري و جسدي عليه ؟؟

كان أيضا غارقا في الغبار … و مع ذلك رميت بجسدي المهموم عليه و سمحت لسحابة الغبار أن تحلق … و تنتشر … و تهاجم أنفي و تخنقني أيضا …

داهمتني نوبة من العطاس إثر استنشاقي لغبار الزمن ، فنهضت و تلفت من حولي بحثا عن علبة المناديل
لابد أنها ستكون مدفونة تحت طبقات من الغبار هي الأخرى …

لكن أنظاري التصقت فجأة بشيء يقف على أحد أرفف مكتبتي القديمة …

شيء أسطواني الشكل ، مغطى بطوابع و ملصقات صغيرة طفولية …

و من بين تلك الملصقات ، يظهر جزء من كلمة مكتوبة عليه : ( أمـاني )

سرت ببطء شديد ، بوصة بوصة ، نحو هذا الصندوق الصغير …

أكان حلما أم حقيقة ؟؟

لقد رأيته أمامي مباشرة ، و لمسته بيدي … و رججته ، و سمعت صوت قصاصات الورق تتضارب داخله !

صندوق أماني رغد … لا يزال حيا ؟؟

أمسكت بالصندوق الأسطواني ، و قربته من عيني ، ثم من صدري ، و أرخيت جفني ، و سحبت نفسا عميقا مليئا بالغبار …

رأيت الصغيرة مقبلة نحوي بانفعال و فرح ، حاملة كتابها بيدها :

" وليد اصنع صندوق أماني لي "

و رأيتها تساعدني في صناعته …

ثم تغطيه بالملصقات الصغيرة …

ثم تجلس هناك على سريري ، قرب المنضدة ، و تكتب أمنيتها الأولى …

(( عندما أكبر سوف أتزوج …… ؟؟ ))

عند هذا الحد … ارتفع جفناي فجأة ، و انقبضت يدي بقوة … ضاغطة على الصندوق بلا رحمة حتى خنقت أنفاسه …

تدحرجت عبرة كبيرة حارقة من مقلتي اليمنى ، فاليسرى ، تبعها سيل عارم من الدموع الكئيبة التائهة ، تغسل ما علق بوجهي و أنفي من الغبار العتيق …

شقت نظرتي طريقا سالكا بين الدموع ، مسافرة نحو صندوق الأماني المخنوق … محرضة يدي ّ على التعاون للفتك به … و تمزيقه كما تمزقت كل آمالي و أحلامي … و صورة رغد و رسالتها … و قلبي و روحي …

لكنني توقفت في منتصف الطريق …

لم أعد أرغب في رؤية ما بداخله …

فأنا أعرف كل شيء …

( أريد أن أصبح رجل أعمال ضخم ! )

( أريد أن تصبح ابنة عمي رغد زوجة لي )

( يا رب اشف سامر و أعده كما كان )

( عندما أكبر سوف أتزوج …. ؟؟؟ )

سامر قطعا …

كم كنتُ غبيا !

ضغطت على الصندوق بقوة أكبر فأكبر … و لو كان شيئا مصنوعا من الحديد لتحطم في قبضتي …

" أيتها الخائنة … رغد "

رميت الصندوق بعنف بعيدا عني … إلى أبعد زاوية في الغرفة ، ثم خرجت هاربا من الذكرى الموجعة

أول شيء التقيت به في طريقي كان غرفة رغد !

فهي الأقرب إلي …

وقفت عند الغرفة لدقائق … و يدي تفتش عن المفتاح بتردد …

رفعت يدي … و طرقت الباب طرقا خفيفا

ثم مددتها نحو المقبض و أمسكت به و بقيت في هذا الوضع لزمن طويل …

سأفتح الباب ببطء و حذر و هدوء … قد تكون صغيرتي نائمة بسلام … لا أريد إزعاجها

أريد فقط أن ألقي نظرة عليها كما أفعل كل ليلة … لا أحب إلى قلبي من رؤيتها نائمة بهدوء كالملاك .. و ملامسة شعرها الناعم بخفة …

نظرة أخيرة … واحدة فقط … أريد أن ألقيها على طفلتي …

رغد … لقد اشتقت إليك كثير! … منذ أن رأيتك و أنت نائمة … هنا قبل ثمان سنين ، و جفناك متورمان أثر البكاء الشديد الذي بكيته ذلك اليوم المشؤوم …

أتذكرين كيف لعبنا يومها ؟؟

أتذكرين البطاطا التي أطعمتك إياها …؟؟

ما كان يدريني أننا لن نلتقي بعد تلك اللحظة …

و أنها كانت المرة الأخيرة التي أتسلل فيها إلى غرفتك ، و ألقي عليك نظرة ، و أداعب خصلات شعرك ، و أقبل جبينك …

ارتجفت رجلاي و كذا يداي و جسمي كله ، و فقدت أي قدرة على تحريك أي عضلة في جسدي ، حتى جفوني

لم أجسر على فتح الباب …

عدت أطرقه و أنادي …

" رغد … صغيرتي … افتحي ! أنا وليد … "

لكنها لم تفتح

و أخذت أطرق بقوة أكبر …

" افتحي يا رغد … لقد عدت إليك "

و بقي الباب ساكنا جامدا …

لم تعد رغد موجودة

و لم يعد وليد موجودا …

و لم يعد لفتح هذا الباب … أي داع …

هويت على الأرض … كسقف أزيلت أعمدته فجأة … و رفعت ذراعي إلى الباب و صرخت …

" رغد … عودي إلي … "

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

من تتوقعون زارنا قبل أسبوع ؟؟

إنها عائلة اللاعب الشهير ( نوّار ) !

و هل استنتجتم ما سبب الزيارة ؟؟

أجل !

مشروع زواج !

بصراحة أنا فوجئت بشدة ! لم أكن أعتقد أن الأمر سيسير حسبما كانت دانة ترسم ! و لكن يبدو أن هناك أمور أخرى لا أعلم عنها شيئا …

زيارتهم كانت بعد رحيل وليد بثلاثة أسابيع …

خلال الأسابيع الثلاثة تلك ، كان الجميع يعيش حالة كآبة و حزن مستمرين

لم تطلع أو تغرب علي شمس دون أن أفكر بوليد … و بلقائنا الحميم ، ثم نظراته القاسية ، ثم رحيله المفاجئ …

والدتي أصابها حزن شديد لازمت بسببه الفراش فترة من الزمن …

أنا أيضا حزنت كثيرا جدا …

أنا لم أكد أره … لم أكد أشعر بوجوده … إنني لا أصدق أنه عاد بالفعل … لقد كبرت على الاعتقاد بأنه لن يعود …

و حقيقة … هو لم يعد …

" رغد ! ألم تنهي حمّامك بعد ؟؟ "

جاءني صوت دانة من الخارج ، تحثني على الخروج بأقصى سرعة … كنت لا أزال أمشط شعري القصير المبلل أمام المرآة المغطاة بطبقة من الضباب !

فتحت الباب فانطلق بخار الماء متسربا للخارج ، و وجدت دانة واقفة و ذراعاها مضمومان إلى صدرها ، تنظر إلي بحنق !

" أهو حمام بخاري ؟ هيا اخرجي يكاد ضيوفي يصلون و أنا لم أستعد بعد ! "

سرت ببطء شديد ، متعمدة الإطالة أقصى ما يمكن … ! دانة تحدق بي بغضب و نفاذ صبر و تصرخ :

" أوه يا لبر ودك ! هيا أخرجي ! "

" لم كل هذا الانفعال !؟ كأنك ستقابلين جلالة الملكة ! "

" أنت لا تفهمين شيئا ! لا يمكنك أن تحسي بمثل أحاسيسي الآن ! لم تجربي ذلك و لن تجربيه ! "

قالت هذا ثم دفعتني قليلا بعيدا عن الباب ، و دخلت الحمام الغارق في البخار و صفعت بالباب بقوة !

ذهبت إلى غرفتي بكسل … و أخذت أتابع تمشيط شعري المبلل أمام مرآتي …

هل تحس كل فتاة على وشك مقابلة أهل عريسها بكل هذا التوتر ؟؟
أنهم سيعلنون الموافقة الرسمية و يناقشون شروط العقد هذه الليلة ، و سنقيم حفلة صغيرة بعد أيام لعقد القران …

دانة أصبحت لا تطاق بسبب توترها و عصبيتها ، لكنها سعيدة ! سعيدة جدا …

أنا لم أجرب هذا الإحساس … و لا أعرف كيف يكون … إنني فقط أعرف أنني مخطوبة لابن عمي سامر لأنني يجب أن أكون مخطوبة له …
و سأتزوج منه لأنني يجب أن أتزوج منه …

سامر في الوقت الحالي مسافر إلى مدينة أخرى ، من أجل العمل

موضوع زواجنا تم تأجيل النقاش فيه ، بسبب حضور و رحيل وليد الذي أربك الأجواء ، ثم خطبة دانه التي شغلتنا أواخر الأيام …

وليد لم يتصل بنا منذ رحيله ، و والدي يحاول جاهدا الاتصال به بطريقة أو بأخرى من أجل إبلاغه عن خطبة دانه و حفلة العقد

مجرد تفكيري بهذا الأمر يشعرني بالسعادة … فوليد سيأتي و لا شك … لحضور حفلة شقيقته و المشاركة فيها …

ألقيت بالمشط جانبا و خرجت من الغرفة في طريقي إلى المطبخ ، و وصلني صوت دانه و هي تغني داخل دورة المياه !

أنا لم أغنِّ عند خطبتي !

حين وصلت ، كانت أمي تتبادل الحديث مع والدي بشأن دانه … لكنهما توقفا عن الكلام لدى رؤيتي !

" أمي … ماذا عن وليد ؟؟ "

فهو كان شغلي الشاغل منذ أن رحل …
بل منذ أن وصل !
أمي و أبي تبادلا نظرة سريعة ، قال والدي بعدها :

" لقد استطعت التحدث إلى سيف ، و أوصيته بزيارة وليد بأسرع ما يمكنه ، و إبلاغه بأنتا ننتظر مكالمة ضرورية منه "

فرحت بذلك ، و قلت تلقائيا :

" إذن سأعتكف عند الهاتف ! "

في ذات اللحظة رن هذا الأخير ، و قفزت مسرعة إليه !

" مرحبا ! هنا منزل شاكر جليل … من المتحدث ؟ "

كانت ابتسامتي تعلو وجهي ، و حين وصلني صوت الطرف الآخر :

" رغد ! أهذه أنت ؟؟ "

تلاشت الابتسامة بسرعة ، و قلت بشيء من الخيبة :

" نعم … سامر ، إنها أنا "

و بعد بضع عبارات تبادلناها ، دفعت بالسماعة إلى والدي :

" إنه سامر … لن يحضر الليلة "

و انصرفت عن المطبخ .
حين سافر سامر … لم أبك كما بكت أمي …
و كما بكيت لسفر وليد …

لم يكن هناك أي هاتف في غرفة نومي ، لذا جلست في غرفة المعيشة قريبة من التلفاز ، و كلما رن هاتف بادرت برفع السماعة قبل أن تنقطع الرنة الأولى !
و في كل مرة أصاب بخيبة أمل ….
لكن …
لماذا أنا متلهفة جدا للتحدث إليه ؟؟

بعد فترة ، حضر الضيوف المرتقبون ، العريس و والداه و أفراد أسرته .. لو أؤلف كتابا في وصف دانه لسببت أزمة ورق !

سألخص ذلك بقول : كانت غاية في الجمال ، و الخجل ، و اللطف ، و السعادة !

تم الاتفاق على كل شيء ، و تعين تحديد ليلة الخميس المقبلة لعقد القران !

لم أجلس مع ضيفاتنا غير دقائق متفرقة ، و تمركزت عند الهاتف في انتظار اتصال من اتصل رجال العالم كلهم ببيتنا سواه !

عند العاشرة و النصف ، استسلمت …
و ذهبت في اتجاه غرفتي ..
مررت بغرفة دانه ، فوجدتها مشغولة بإزالة المساحيق و الإكسسوارات التي تزين بها شعرها !

" كنت جميلة ! "

نظرت إلي بغرور ، و قالت :

" اعرف ! "

ثم استطردت :

" و سأكون أجمل في الحفلة ! علي أن أذهب للسوق غدا لشراء الحاجيات ! "

" عظيم ! أنا أيضا سأشتري فستانا جديدا و بعض الحلي ! "

ابتسمت دانه بسعادة ، و قالت :

" كم أنا متوترة و قلقة ! ستكون حفلة رائعة "

ثم أضافت ببعض الخبث :

" أروع من حفلتك "

لم أكن في السابق أتضايق كثيرا لتعليق كهذا ، إلا أنني الآن شعرت بالانزعاج … قلت :

" أنا لم تقم لي حفلة حقيقية … لم يكن يوما مميزا "

قالت :

" وضعي أنا يختلف ! سأتزوج من أشهر لاعبي الكرة في المنطقة ، و أغناهم أيضا … شيء مميز جدا ! … والدي وعدني بليلة لا تنسى ! "

أصابني كلامها بشيء من الخذلان و الحزن ، فأنا لم يعمل والدي لأجلي شيئا يذكر ليلة عقد قراني … هممت بالانصراف ، توقفت قبل أن أغلق الباب ، و سألت :

" هل سيكون وليد موجودا ؟؟ "

شيء ما برق في عينيها و قالت :

" نعم ، بالتأكيد سيكون موجودا … لا يمكنه أن يتخلى عني أنا ! "

ذهبت إلى غرفتي و أنا حزينة …
فوليد لم يتصل
و دانه تسخر مني
و من الطريقة التي تمت خطبتي بها …
رغم أنها كانت أكثر من أقنعني بأنه لابد لي من الزواج من سامر …
فهو أقرب الناس إلي ، و هو يحبني كثيرا ، و هو مشوه بشكل يثير نفور
بقية الفتيات …
و بسببي أنا …

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

فيما كنت أسخن بعض الفاصوليا على لهيب الموقد في المطبخ ، حضر صديقي سيف .

لم أكن أتوقع زيارته ،كانت الساعة السادسة مساءا ، لكنني سررت بها

" تفضل ! إنني أعد بعض الفاصوليا … عشاء مبكر ! ستشاركني فيه "

قلت ذلك و أنا أقوده إلى المطبخ …

حينما وصل و شم رائحة الفاصوليا قال بمرح :

" تبدو شهية ! سأتناول القليل فقط ، فلدي ضيوف على العشاء هذا المساء "

وضعت مقدارين منها في طبقين صغيرين ، مددت بأحدهما نحو صديقي و قلت :

" جرب طهو ـ أو بالأحرى تسخين يدي ! "

تناول سيف بعضها و استساغ الطعم … ثم قال :

" لكنها لا تقارن بأطباق والدتي ! يجب أن تشاركنا العشاء الليلة يا وليد "

ابتسمت ابتسامة باهتة ، و لم أعلق …

" هيا يا وليد ! سأعرفك على زملائي و أصدقائي في العمل "

قلت :

" كلا لا يمكنني ، لدي ارتباطات أخرى "

سيف نظر إلي باستنكار …

" أية ارتباطات ؟؟! "

ابتسمت و قلت :

" سآخذ الأطفال إلى الملاهي ! فقد وعدتهم بذلك "

سيف كان يحرك الملعقة باتجاه فمه ، فتوقف في منتصف الطريق و قال :

" أي أطفال ؟؟ "

قلت بابتسام و أنا أقلب الفاصوليا في الطبق لتبرد قليلا :

" رغد و دانة و سامر ! سأجعلهم يستمتعون بوقتهم ! "

أعاد سيف الملعقة و ما حوت على الطبق … و ظل صامتا بضع ثوان …

" ما بك ؟ ألم يعجبك ؟ "

أعني بذلك الفاصوليا

سيف تنهد ثم قال :

" وليد … ما الذي تهذي به بربك ؟؟ "

تركت الملعقة تنساب من يدي ، و قد ظهرت علامات الجدية على وجهي الكئيب و قلت :

" أتخيل أمورا تسعدني … و تملأ فراغي … "

هز سيف رأسه اعتراضا ، و قال :

" ستصاب بالجنون إن بقيت هكذا يا وليد ! بل إنك أصبت به حتما … ينبغي أن تراجع طبيبا "

دفعت بالكرسي للوراء و أنا أنهض فجأة و استدير موليا سيف ظهري …
سيف وقف بدوره ، و تابع :

" لا تفعل هذا بنفسك … أتريد أن تجن ؟؟ "

استدرت إلى سيف ، و قلت :

" ما الفرق ؟ لم يعد ذلك مهم "

" كلا يا وليد … لا تعتقد أن الدنيا قد انتهت عند هذا الحد … لا يزال أمامك المستقبل و الحياة "

قاطعته بحدّة و زمجرت قائلا :

" المستقبل ؟؟ نعم المستقبل … لرجل عاطل عن العمل متخرج من السجن لا يحمل سوى شهادة الثانوية المؤرخة قبل ثمان سنين ! و يخبئ بعض النقود التي استعارها من أبيه في جيب بنطاله ليشتري بها الفاصولياء المعلبة فيسد بها جوعه … نعم إنه المستقبل "

سيف بدأ يتحدّث بانفعال قائلا :

" تعرف أن فرص العمل في البلد ضئيلة بسبب الحرب ، لكنني سأتدبر الأمر بحيث أتيح الفرصة أمامك للعمل معي … "

قلت بسرعة :

" معك ؟ أم عندك ؟؟ "

استاء سيف من كلمتي هذه و همّ بالانصراف .

استوقفته و قدمت إليه اعتذاري …

لقد كان اليأس يقتلني … و لا شيء يثير اهتمامي في هذه الدنيا …

قال سيف :

" المزيد من الصبر … و سترى الخير إن شاء الله "

ثم تقدّم نحوي و قال :

" و الآن … تعال معي … فالأشخاص الذين سيتناولون العشاء معنا سيهمك التعرف إليهم "

لكنني رفضت ، لم أشأ أن أظهر أمام رجال الأعمال و أحرج صديقي ، لكوني شخص تافه خرج من السجن قبل أسابيع …

" كما تشاء … لكنك ستحضر غدا ! عشاء خاص بنا نحن فقط ! "

أومأت إيجابا ، إكراما لهذا الصديق الوفي …

قال سيف :

" يا لك من رجل ! لقد أنسيتني ما جئت لأجله ! "

" ما هو ؟؟ "

" تلقيت اتصالا من والدك اليوم ، يريد منك أن تهاتفه للضرورة "

شعرت بقلق ، فلأجل ماذا يريدني والدي ؟؟

" أتعرف ما الأمر ؟؟ "

" لا فكرة لدي ، لكن عليك الاتصال بهم فورا "

و أشار إلى الهاتف المعلق على الجدار …

قلت :

" الخط مقطوع ! "

" حقا ؟؟ "

" كما كانت الكهرباء و المياه أيضا ! تصور أنني عشت الأيام الأولى بلا نور و لا ماء ! "

ضحك سيف ثم قال :

" معك أنت يمكنني تصور كل شيء ! هل تريد هاتفي المحمول ؟ "

" لا لا ، سأتصل بهم من هاتف عام "

سار سيف نحو الباب مغادرا ، التفت قبل الانصراف و قال :

" موعدنا غدا مساءا ! "

" كما تريد "

و عدت إلى طبقي الفاصوليا التي بردت نوعا ما ، و أفرغتهما في معدتي …

لم يكن في المنزل أي طعام ، و كنت اشتري المعلبات و التهم منها القدر الذي يبقيني حيا …

تعمدت عدم الاتصال بأهلي طوال الأسابيع الماضية ، و عشت مع أطيافهم داخل المنزل

حاولت البحث عن عمل و لكن الأمر كان أصعب من أن يتم في غضون بضع أسابيع أو أشهر …

في ذلك المساء ذهبت إلى أحد المحلات التجارية لشراء بعض الحاجيات ، قبل أن أجري المكالمة الهاتفية .

حين حان دوري للمحاسبة ، أخذ المحاسب يدقق النظر في ّ بشكل غريب !

نظرت إليه باستغراب ، فقال :

" ألست وليد شاكر ؟؟ "

فوجئت ، فلم يبد ُ لي وجه المحاسب مألوفا … قلت :

" بلى … هل تعرفني ؟؟ "

قال :

" و هل أنساك ! متى خرجت من السجن ؟؟ "

عندما نطق بهذه الجملة أثار اهتمام مجموعة من الزبائن فأخذوا ينظرون باتجاهي …

شعرت بالحرج ، و تجاهلت السؤال … فعاد المحاسب يقول :

" ألم تعرفني ؟ لقد كنت ُ زميلا للفتى الذي قتلته ! عمّار "

أخذ الجميع ينظر باتجاهي ، و شعرت بالعرق يسيل على صدغي …

جاء صوت من مكان ما يقول :

" أ تقول أن المجرم قد خرج من السجن ؟؟ "

تلفت من حولي فرأيت الناس جميعا ينظرون إلي بعيون حمراء ، يقدح الشرر من بعضها ، و ينطلق الازدراء من بعضها الآخر …

شعرت بجسمي يصغر … يصغر … يصغر … ثم يختفي …

خرجت من المكان بسرعة … دون أن آخذ حاجياتي ، و ركبت سيارتي و انطلقت مسرعا تشيعني أنظار الجميع …

لقد أصبحت ذا سمعة سيئة تشير إلي أصابع الناس بلقب مجرم …

توقفت عند أحد الهواتف العامة ، و اتصلت بمنزل عائلتي في المدينة الأخرى …

كانت الساعة حينئذ الحادية عشر … و رن الهاتف عدة مرات و لم يجب أحد …

و أنا واقف في مكاني أراقب بعض المارة ، تخيلتهم ينظرون إلي و يتحدثون سرا …

ربما كانوا يقولون : إنه وليد المجرم !

و مرت مني سيارة شرطة تسير ببطء …

شعرت برعشة شديدة تسري في جسدي لدى رؤيتها ، كانت النافذة مفتوحة و أطل منها الشرطي و أخذ ينظر باتجاهي

كدت أموت فزعا … و تخيلته مقبلا نحوي ليقبض علي و يزج بي في السجن من جديد …

شعور مرعب مفزع …

ظلت يدي تضغط على أزرار عشوائية ، تتصل ربما بالمريخ أو المشتري ، دون أن أملك القدرة على التحكم بها … حتى ابتعدت السيارة شيئا فشيئا و استعدت بعض الأمان …

أعدت الاتصال بمنزل عائلتي و بعد ثلاث رنات أو أربع ، أجاب الطرف الآخر …

" نعم ؟ "

لم أميز الصوت في البداية ، لكنه عندما كرر الكلمة أدركت أنها كانت رغد …

" نعم ؟ من المتحدث ؟؟ "

كان فكي الأسفل لا يزال يرتجف أثر رؤية سيارة الشرطة … و ربما سمعت رغد صوت اصطكاك أسناني بعضها ببعض …

قربت السماعة من فمي أكثر ، و بيدي الأخرى أمسكت بفكي و طرف السماعة كمن يخشى تسرب صوته للخارج …

ربما سمع رجال الشرطة صوتي و عادوا إلي !

قلت :

" أنا وليد "

لم أسمع أي صوت فظننت أن الطرف الآخر قد أقفل السماعة ، قلت :

" رغد ألا زلت ِ معي ؟؟ "

" نعم "

ارتحت كثيرا لسماع صوتها

أو ربما … تعذبت كثيرا …

" وليد كيف حالك ؟ "

" أنا بخير ، ماذا عنكم ؟ "

" بخير . كنت أنتظرك ، أقصد كنا ننتظر اتصالك "

قلت بقلق :

" ما الأمر ؟؟ "

رغد قالت :

" لقد نام الجميع ، والدي يريد التحدث معك ، يجب أن تحضر "

أقلقني حديثها أكثر ، سألت :

" ما الخطب ؟؟ "

" إنه موضوع زواج دانه ! لن أخبرك بالتفاصيل و إلا وبختني ! يجب أن تحضر قبل مساء الأربعاء المقبل "

كان أمرا فاجأني ، و هو أكبر من أن أناقشه مع رغد و رغد بالذات على الهاتف في مثل هذا الوقت … و المكان …

لذا اختصرت المكالمة بنية الاتصال نهار اليوم التالي لمعرفة التفاصيل …

" حسنا ، سأتصل غدا … إلى اللقاء "

" وليد … "

حينما سمعت اسمي على لسانها ارتجف فكي أكثر مما كان عند رؤية سيارة الشرطة ….

خرجت الكلمة التالية مبعثرة الحروف …

" نـ … ـعم … صـ … ـغيـ … ـرتي ؟؟ "

" عد بسرعة ! "

و التي عادت بسرعة هي ذكريات الماضي …
و الذي طردها بسرعة هو أنا
لم أكن أريد لشيء قد مات أن يعود للحياة …

قلت :

" سأرى ، وداعا "

و بسرعة أيضا أغلقت السماعة …
كم شعرت بقربها … و بعدها …

حينما عدت إلى المنزل ، وقفت مطولا أمام غرفة رغد أحدق ببابها … حتى هذه اللحظة لم أجرؤ على فتحها هي بالذات من بين جميع غرف المنزل الموحش …

دخلت إلى غرفتي الغارقة في الظلام ، و تمددت على سريري بهدوء …

( عد بسرعة … عد بسرعة … عد بسرعة … )

ظلت تدور برأسي حتى حفرت فيه خندقا عميقا !

سمعت طرقا على الباب … طرقا خفيفا … جلست بسرعة و ركزت نظري ناحية الباب … كان الظلام شديدا …

شيئا فشيئا بدأ الباب ينفتح … و تتسلل خيوط الضوء للداخل

و عند الفتحة المتزايدة الحجم ، ظهرت رغد !

رغد وقفت تنظر إلي و وجهها عابس … و الدموع منحدرة على خديها الناعمين …

هتفت …

" رغد ! "

بدأت تسير نحوي بخطى صغيرة حزينة … مددت ذراعي و ناديتها :

" رغد تعالي … "

لكنها توقفت … و قالت :

" وليد … عد بسرعة "

ثم استدارت عائدة من حيث أتت

جن جنوني و أنا أراها تغادر

قفزت عن سريري و ركضت باتجاهها و أنا أهتف :

" رغد انتظري …
رغد لقد عدت …
رغد لا تذهبي "

لكنني عندما وصلت إلى الباب كانت قد اختفت …

أسرعت إلى غرفتها أطرق بابها بعنف …
كدت أكسره ، أو أكسر عظامي … لكنه ظل موصدا …
كما هي أبواب الدنيا كلها أمام وجهي …

أفقت من النوم مذعورا ، فوجدت الغرفة تسبح في الظلام و الباب مغلق …
لم يكن غير كابوس من الكوابيس التي تطاردني منذ سنين …

و رغم أنها تعذبني ، إلا أنها تمنحني الفرصة لرؤية صغيرتي التي حرمت منها منذ سنين … و لم يعد لها وجدود …

في اليوم التالي ، اتصلت بوالدي و عرفت منه تفاصيل الموضوع … و لكم أن تتصوروا اللهفة التي كان هو و أمي و دانة أيضا … يخاطبوني بها

أختي الصغيرة … التي كبرت بعيدا عن أنظاري و رعايتي و اهتمامي ، أصبحت عروسا

" وليد يجب أن تحضر و تجلب لي هدية أيضا ! "

و الآن … و بعد مرور شهر واحد من هروبي منهم ، و عزلتي في المنزل، صار علي أن أعود إليهم من جديد … أجر أذيال الخيبة و الفشل …

في المساء ، ذهبت لسيف و أخبرته بما جد من أمري ، و أخبرني بأنه استطاع تدبير وظيفة لي في الشركة التي يعمل فيها و يملك جزءا منها

و بدأ أول أبواب الدنيا ينفتح أمامي أخيرا …

" يجب أن تعود بأسرع ما يمكن لتباشر العمل "




التصنيفات
منوعات

وايه إنت لي كامله من البدايه الى النهايه الحلقه15

الحلقةالخامسةعشر

أكاد أطير من الفرح … لأن وليد سيأتي اليوم …

إنني منذ وقعت عيناي عليه يوم حضوره قبل شهر ، و أنا أحس بشيء غريب يتحرك بداخلي !

أهي كريات الدم في عروقي ؟؟

أم شحنات الكهرباء في أعصابي ؟؟

أم تيارات الهواء في صدري ؟؟

بين الفينة و الأخرى ، أخرج إلى فناء المنزل … و أترقب حضوره

متى سيصل ؟؟

سامر أيضا سيعود هذه الليلة ، فمنذ سافر للمدينة الأخرى قبل أسابيع من أجل العمل لم نره …

استدرت للخلف ، فإذا بأمي واقفة عند المدخل الرئيسي ، تنظر إلي !

" رغد … ما ذا تفعلين ؟؟ "

اضطربت قليلا ، ثم قلت :

لا شيء …

والدتي ابتسمت ، و قالت :

" لقد قال سامر إنه سيصل ليلا ! لا تُقلقي أعصابك ! "

شعرت بغصة في حلقي و كدت أختنق !

إنني لم أر سامر منذ أسابيع … و أعلم أنه سيعود ليلا … لكنني … لكنني كنت أرتقب وليد !

كان هذا يوم الأربعاء … ، و في هذا المساء سيتم عقد قران دانة …

إنها مشغولة جدا هذا اليوم ، و كذلك هي أمي … و الاضطراب يسود الأجواء …

" تعالي و ساعدينا ! "

ألقيت نظرة على الباب الخارجي للمنزل ، و مضيت مذعنة لطلب أمي !

كانت دانة تجفف شعرها بمجفف الشعر الكهربائي المزعج ، قلت :

" فيم أساعدك ؟؟ "

و يبدو أن صوته الطاغي منعها من سماعي ، فكررت بصوت عال :

" دانة فيم أساعدك ؟؟ "

انتبهت لي أخيرا ، و قالت :

" تعالي رغد و جففي هذا المتعب ! "

دانة كان لها شعر طويل و كثيف مع بعض التموج ، على العكس من شعري القصير الأملس الناعم !

تناولت المجفف الساخن من يدها و بدأت العمل !

صوت هذا الجهاز قوي و أخشى أن يعيق أذني عن سماع صوت جرس الباب !

مرت الدقائق و أنا أحاول الإسراع من أجل العودة للفناء !

" رغد ! جففي بأمانة ! "

قالت ذلك دانة و هي تنظر إلي عبر المرآة … فابتسمت !

فستان دانة كان جميلا و أنيقا جدا ، و موضوعا على سريرها بعناية
لدانة ذوق رائع جدا في اختيار الملابس و الحلي و أدوات التجميل !

لدى عبور هذه الفكرة برأسي تذكرت طقم الحلي الذي رأيته ليلة الأمس و أثار إعجابي الشديد و أردت اقتنائه ، غير أن نقودي لم تكن كافية فأجلت الأمر لهذا اليوم

" يجب أن أذهب مع آبى لشراء ذلك الطقم قبل أن يحل الظلام ! "

" حقا ستشترينه ؟ إنه باهظ الثمن ! "

" طبعا سأشتريه ! ماذا سأضع هذه الليلة إذن ؟؟ "

" لم لا تضعين العقد الذي أهدتك إياه والدتي قبل أسابيع ؟؟ "

لم تعجبني الفكرة ، فلقد رأته لمياء ـ شقيقة نوّار ، خطيب دانة ـ يوم حفلة تخرجي !

إنها أمور نكترث لها نحن الفتيات !

أو على الأقل ، معظمنا !

قلت :

" بل سأشتري شيئا جديدا ! يليق بقرانك ! "

و ضحكنا !

لمحت والدتي مقبلة من ناحية الباب فأوقفت تشغيل الجهاز و قلت بسرعة :

" هل حضر ؟ "

ثم أضفت بسرعة ، تغطية على الحقيقة :

" أقصد والدي ؟ أريد أن يصحبني لسوق المجوهرات ! "

قالت والدتي :

" ماذا تودين من سوق المجوهرات ؟؟ "

" سأشتري عقدا جديدا أرتديه الليلة ! "

بدا على والدتي بعض الاستياء … ثم قالت :

" أليس لديك ما يناسب ؟ سأعيرك مما عندي إن شئت "

عرفت من طريقة كلامها أنها لا تريد مني شراء المزيد .

أعدت تشغيل الجهاز و واصلت تجفيف شعر دانة الطويل حتى انتهيت … بصمت …
بعدها خرجت من الغرفة قاصدة الذهاب إلى غرفتي ، إذ أن بي شحنة استياء أريد إفراغها …

و أنا أمر من والدتي قالت :

" رغد اذهبي للمطبخ و أتمي تحضير الكعك ، سأوافيك بعد قليل "

أذعنت للأمر … و قضيت قرابة الساعة في عمل المطبخ الممل ، حتى أتت والدتي وتقاسمنا العمل …

بعد فترة همت بالانصراف ، فبالي مشغول بانتظار وليد ، و حين رأتني أمي سائرة نحو الباب :

" إلى أين رغد ؟؟ "

" سأذهب للاستحمام ! "

" انتظري ! تعرفين ما من مساعد لي غيرك اليوم … ! اغسلي الأطباق و الصواني و رتبي الأواني في أماكنها ، ثم تولي كي و طي الملابس ! العمل كثير هذا اليوم ! "

شعرت بالضيق ! لم أكن أحب العمل في المطبخ و كنت أتولى أقل من ثلث العمل المقسم بيننا نحن الثلاث ، أمي و دانة و أنا ، لكنني اليوم مضطرة للتضحية بنعومة يدي !

أثناء ترتيبي للأواني سمعت صوتا مقبلا من جهة مدخل المنزل الرئيسي

ربما يكون وليد !

أسرعت بوضع الأواني على عجل فانزلق من يدي بعضها و تحطم على الأرضية الملساء الصلبة !

" أوه رغد ! ماذا فعلت ! "

والدتي نظرت إلي بانزعاج ، فزاد ضيقي ..

" انزلقت من يدي ! "

و تركت كل شيء و هممت بالانصراف

" إلى أين ؟؟ "

" سأرى من عند الباب أمي ! "

و لم أكد أغادر ، إذ أن والدي قد وصل ، و دخل المطبخ يحمل الكثير من الأغراض

عدت إلى الأواني المحطمة أرفعها عن الأرض و أنظف الأرضية من شظايا الزجاج

ثم كان علي ترتيب الأغراض التي جلبها أبي في أماكنها المخصصة … و الكثير الكثير قمت به فيما دانة في غرفتها ، تسرح شعرها و تتزين !

حالما انتهيت من جزء من عمل المطبخ ، قلت لوالدي و الذي كان يجلس على المقعد عند الطاولة يكتب بعض الملاحظات على ورقة صغيرة :

" أبي … هل لا اصطحبتني إلى أحد محلات الحلي ؟ لي حاجة سأشتريها و أعود "

أمي نظرت إلي و قالت مباشرة :

" عدنا لذلك ؟ خذي ما تشائين من حليي و لا داعي لإضاعة المال و الوقت ! لدينا الكثير لنفعله الآن ! "

قلت :

" و لكن … إنه جميل جدا و أريد أن أرتديه الليلة ! "

قالت :

" هيا يا رغد ! عوضا عن ذلك رتبي الملابس أو غرفة الضيوف و الصالة … النهار يودعنا "

لم أناقش أمي ، بل نظرت إلى أبي و هو منهمك في تدوين كلمات على الورقة و قلت :

" أبي … لن أتأخر ! سأشتريه و نعود فورا ! "

والدي قال دون أن يرفع عينيه عن الورقة :

" فيما بعد رغد ، لدي مهام أخرى أقوم بها الآن "

خرجت من المطبخ و أنا أشعر بالخيبة و الخذلان … و ذهبت إلى الغرفة الخاصة بالملابس ، أكويها و أطويها و أرتبها ، و دمعة تتسلل من بين حدقتي من حين لآخر …

كنت أكوي فستاني الجديد الذي سأرتديه الليلة بشرود و أسى …

لماذا علي أن أعمل بهذا الشكل !؟

لماذا لا يجلب والدي خادمة للمنزل ؟؟

هنا سمعت صوت جرس الباب يقرع …

لابد أنه وليد !

تركت كل شيء بإهمال و طرت نحو باب المخرج ، في نفس اللحظة التي أقبل فيها والدي نحو الباب …

قال :

" اذهبي و ارتدي الحجاب ، قد يكون وليد ! "

رجعت فورا إلى غرفة الملابس و سحبت حجابا لي من كومة الملابس
( المجعدة ) و لبسته كيفما اتفق ، و هرعت نحو المدخل …

فتحت باب المدخل لأطل على الفناء الخارجي ، و أرى أبي و وليد متعانقين عند البوابة الخارجية …

أقبلت أمي مسرعة و فتحت الباب و خرجت مهرولة إلى وليد …

وقفت أنا عند الباب الداخلي أنظر و دموعي تفيض من عيني رغما عنها …

لقد كان وليد واقفا بطوله و عرضه و جسده العظيم ، يحجب أشعة الغروب عن وداع ما غطاه ظله الكبير ، يضم والديه إلى صدره و ينهال برأسه البارز على رأسيهما بالقبل …

وقفت أراقب … و أنتظر …

لقد طال العناق و الترحيب … و لم يلتفت أو لم ينتبه إلي !
و فيما أنا كذلك ، و إذا بالباب يفتح ، و تنطلق منه دانة مسرعة كالقذيفة الموجهة نحو وليد !

تعانقا عناقا حميما جدا ، و دانة تقول بفرح :

" كنت واثقة من أنك ستحضر ! كنت واثقة من ذلك "

و وليد يضمها إلى صدره ثم يقبل جبينها و يقول :

" طبعا سآتي ! كم شقيقة لدي ؟؟ … ألف مبروك عزيزتي "

كل هذه الحرارة المنبعثة من اللقاء الحميم أمام عيني جعلتني أنصهر !
و بدا أن دموعي على وشك التبخر من فرط حرارة خدي ّ
وليد !
من أي طينة خلقت أنت ؟؟ و لماذا تنبعث منك حرارة حارقة بهذا الشكل !
ألا تحس الأشجار أن الشمس قد ارتفعت بعد الغروب !؟
و أخيرا ، تحرك الثلاثة مقبلين نحوي … نحو المدخل …

أخيرا لامست نظراتي الجمرتين المتقدتين ، المتمركزتين أعلى ذلك الرأس … مفصولتين بمعقوف حاد ، يزيدهما شرارا … و حدة … و اشتعالا !

توهج وجهي احمرارا و تلعثم قلبي في نطق دقاته المتراكضة … و شعرت بجريان الأشياء الغريبة في داخلي …
الدماء
سيالات الأعصاب
و الأنفاس !

و هو يخطو مقتربا ، و حجمه يزداد … و رأسه يعلو … و عنقي يرتفع !

سقطت أنظاري فجأة أرضا و كأن عضلات عيني قد شلت ! لم أستطع رفعهما للأعلى لحظتها …

و جاء صوته أخيرا يدق طبلتي أذني …

بل يكاد يمزقهما !

" كيف حالك صغيرتي ؟؟ "

و كلمة صغيرتي هذه تجعلني أحس أكثر و أكثر بصغر حجمي و ضآلتي أمام هذا العملاق الحارق !

رفعت عيني أخيرا ببعض الجهد و أنا أضم شفتي مع بعضهما البعض استعدادا للنطق !

" بخير … "

و لكن … حين وصلت عيناي إلى جمرتيه ، كانتا قد ابتعدتا …

لم يكن وليد ينظر إلي ، و لا حتى ينتظر جوابي !

لقد ألقى سؤاله بشكل عابر و أشاح بوجهه عني قبل أن يسمع حتى الإجابة … و هاهي دانة تفتح الباب … و هاهو يدخل من بعدها … و يدخل والداي من بعده … و ينغلق الباب من بعدهم !

وقفت متحجرة في مكاني لا شيء بي يتحرك … حتى عيناي بقيتا معلقتين في النقطة التي ظنتا أنهما ستقابلان عيني وليد عندها …

مرت برهة … و أنا أحدق في الفراغ !

هل كان وليد هنا ؟؟

هل مر وليد من هنا ؟؟

هل رأته عيناي حقا ؟؟؟

لم أجد جوابا حقيقيا …

بدا كل شيء كالوهم و الخيال !

أفقت من شرودي و استدرت ، و فتحت الباب فدخلت … و وصلتني أصوات أفراد أسرتي من غرفة المعيشة …
حركت قدمي بإعياء شديد متجهة إلى حيث هم يجلسون …
كان وليد يجلس على مقعد كبير ، و هم إلى جانبيه … لا أظن أن أحدا انتبه لوجودي ! وقفت عند مدخل الغرفة أراقبهم و جميعهم مسرورون و أنا تعيسة !

بعد قليل ، أمي قالت فجأة :

" أتشمون رائحة شيء يحترق ؟؟ "

الشيء الذي قفز إلى رأسي هو المقعد الذي يجلسون عليه ! ربما احترق من حرارة وليد !

و بالفعل شممت الرائحة !

" إنها قادمة من هناك ! "

و أشارت والدتي نحوي … طبعا كانت تقصد من خارج الغرفة إلا أنني ألقيت نظرة سريعة على ملابسي لأتأكد من أنها لا تقصدني !

و قفت أمي و كذلك وقف الجميع ، و أقبلت هي مسرعة قاصدة التوجه نحو المطبخ …

لم تجد ما يحترق هناك … ثم سمعت صوتها تنادي بقوة:

" رغد تعالي إلى هنا "

ذهبت إليها ، كانت في غرفة الملابس … تفصل سلك المكواة عن مقبس الكهرباء !

صحت :

" أوه ! يا إلهي ! "

و أسرعت إلى الفستان الذي نسيت المكواة فوقه و خرجت مسرعة لاستقبال وليد !

" انظري ما فعلت ! سترتدينه الليلة محروقا بهذا الشكل ! "

أخذت الفستان و جعلت أدقق النظر في البقعة المحروقة ، و أعض شفتي أسفا و حسرة …

" ماذا سأفعل الآن ؟؟ "

قلت بيأس … فأجابت أمي بغضب :

" ترتدينه محروقا ! فنحن لم نشتره لنرميه "

عند هذا الحد … و لم أتمالك نفسي …

و انخرطت في بكاء شديد رغما عني …

في نفس اللحظة التي كانت أمي تغادر فيها الغرفة كان البقية مقبلين يتساءلون عما حدث و ما احترق …

والدي قال :

" ماذا حصل ؟؟ "

أمي أجابت باستياء :

" تركت فستانها يحترق ! و قبل قليل كسرت الأطباق ! لا أعرف متى ستكبر هذه الفتاة "

كان الأمر سيغدو مختلفا لو أن وليد لم يكن موجودا يرى و يسمع …
كم شعرت بالحرج و الخجل …
إنني لست طفلة و مثل هذه الأمور لم تكن لتحدث لو أنني لم أكن مضطربة و مشتتة هذا اليوم … كما و أن أمي لم تكن لتصرخ بوجهي هكذا لو لم تكن هي الأخرى مضطربة و قلقة ، بسبب الليلة …

رميت بالفستان جانبا و أسرعت الخطى قاصدة الهروب و الاختفاء عن الأنظار …

كان وليد يقف عند الباب و يسد معظمه ، و حين وصلت عنده لم يتحرك …

كنت أنظر إلى الأرض لا أجرؤ على رفع نظري إلى أي منهم ، إلا أن بقاء وليد واقفا مكانه دون أن يتزحزح جعلني أرفع بصري إليه ….

الدموع كانت تغشي عيني عن الرؤية الواضحة …

وليد نظر إلي نظرة عميقة دون أن يتحرك …

" إذا سمحت … "

قلت ذلك ، فتنحى هو جانبا ، و انطلقت أسير بسرعة نحو غرفتي …

في غرفتي ، أطلقت العنان لدموعي لتفيض بالقدر الذي تريد
كان يومي سيئا ! كم كنت سعيدة في البداية !
و الآن …
حزينة … محرجة … مجروحة الخاطر … مخذولة …
بدموع جارية … و قلب معصور … و فستان محروق ! و بلا حلي !

أكثر ما أثر بي … هو الاستقبال البليد الذي استقبلني به وليد …
و أنا من كنت أحترق شوقا لرؤيته !

غمرت وسادتي البريئة من أي ذنب بالدموع الحارة المالحة … و بقيت حبيسة الألم و الغرفة فترة طويلة ….

بعد مدة سمعت طرق الباب … قمت بتململ و فتحته ، فرأيت أمي …

تحاشيت النظر إليها ، فأنا خجلة منها و لست مستعدة لتلقي أي توبيخ هذه الساعة …

أمي قالت :

" رغد ! على الأقل ابدئي الاستعداد ! ألم تستحمي بعد ؟؟ "

وجدت نفسي أقول بغضب و انفعال :

" لن استحم ، و لن أحضر معكم و سأنام حتى الغد "

أمي صمتت قليلا ثم قالت بنبرة عطوفة :

" يا عزيزتي لم أقصد توبيخك ، لكنك تتصرفين بشكل غريب اليوم ! هيا ابدئي الاستعداد … "

رفعت رأسي إليها و قلت :

" بم ؟ لا فستان و لا حلي ! "

تنهدت أمي و قالت :

" ارتدي أي شيء ! ما أكثر ما لديك "

لم اقتنع ، فأنا أريد أن أظهر جديدة في كل شيء الليلة ! أليست ليلة مميزة؟ إنه عقد قران أختي دانه !

قلت :

" لن أحضر دون فستان جديد و مجوهرات ! دعوني أبقى في غرفتي فهذا أفضل و متى ما انتهيتم سأساعدكم في تنظيف المنزل "

و بكيت

بكيت بشدة ، و ليس سبب بكائي هو الفستان أو الأواني المكسورة ! إنه قلبي الذي يعتصر ألما من تجاهل وليد لي بهذه الطريقة !

لماذا فعل ذلك ؟؟

ألم أعد مهمة لديه ؟؟

ألم يعد بألا يسمح لدموعي بالانهمار ؟؟

إنه الذي يفجرها من عيني بغزارة هذه اللحظة …

أعرف أن أمي تحبني و تدللني ، مثل أبي … و هذا ما اعتدته منهما … لذلك حين قالت :

" حسنا … اذهبي بسرعة مع أبيك لشراء شيء مناسب على عجل "

لم أفاجأ ، بل مسحت دموعي مباشرة خصوصا و هي تنظر إلى الساعة بقلق …

أخرجت حقيبتي من أحد الأدراج … و قلت :

" لا أملك مبلغا كافيا "

ذهبت أمي و عادت بعد قليل تحمل بعض الأوراق المالية ، و قالت :

" سأخبر أبيك كي يشغل السيارة ، أسرعي رغد "

و ذهبت ، و ارتديت عباءتي و خرجت بعدها …

و فيما أنا أجتاز الردهة ، إذا بها مقبلة نحوي تقول :

" لا فائدة يا رغد لقد خرج والدك ! "

كان والدي مشغولا طوال اليوم ، و ها قد غادر من جديد …

أطلقت تنهيدة يأس مريرة و رميت بالحقيبة جانبا و قلت :

" قلت لك أنني لن احضر … دعوني و شأني "

و أوشكت على البكاء

أمي قالت :

" قد يعود بعد قليل … "

لكنني كنت قد فقدت الأمل !

جلست على المقعد و أسندت خدي إلى يدي في أسى …

" أيمكنني فعل شيء ؟؟ "

كان هذا صوتا رجاليا جعلني أسحب يدي فجأة من تحت خذي فينحني رأسي للأسفل ثم يرتفع للأعلى …

للأعلى …

للأعلى !

العملاق وليد !

أمي و وليد تبادلا النظرات ، ثم قالت أمي :

" ننتظر أن يعود والدك ليصحبها إلى السوق ! "

قال :

" لدي سيارة … إذا كان الأمر طارئا … "

الأشياء الغريبة الثلاثة بدأت تجري في داخلي و تتسابق !

أمي قالت :

" أنت … قدمت لتوك ! اذهب و نم قليلا في غرفة سامر … "

" لست متعبا جدا "

" … ثم أنك لا تعرف المنطقة ! "

قال و هو ينقل بصره بيني و بين أمي :

" لكنكما تعرفان ! "

أي نوع من الأفكار تعتقدون أنني رأيتها ؟؟

مجنونة !

قالت أمي بتردد :

" إنني مشغولة في المطبخ "

فاستدار وليد إلي و قال :

" و أنت ِ ؟أ تحفظين الطريق ؟؟ "

ربما كان سؤاله عاديا

أو ربما استهانة بي ! فهل أنا طفلة صغيرة لا أعر ف الطرق ؟؟

قلت :

" نعم ! طبعا "

ثم نظرت إلى أمي أحاول قراءة رأيها من عينيها …

أمي بدت مترددة … لكنها قالت بعد ذلك موجهة كلامها لي أنا:

" ما رأيك رغد ؟؟ "

أنا أقرر قبل أن أفكر في أحيان ليست بالقليلة ! قلت :

" حسنا "

و وقفت و سحبت حقيبتي …

التفتت أمي نحو وليد و قالت :

" انتبه لها "

وليد دخل إلى غرفة المعيشة و أحضر مفتاح سيارته ، و الذي كان قد تركه على المنضدة …

تقدمت نحو باب المنزل و وقفت في انتظاره ، حتى إذا ما أقبل فتحت الباب و خرجت قبله !

خطواتي أنا قصيرة و بسيطة ، كيف لها أن تضاهي خطواته الواسعة الشاسعة !؟

سبقني و خرج من البوابة الخارجية لفناء المنزل … و سمعت صوت باب سيارة ينفتح …

ما إن خرجت من البوابة ، حتى وقعت عيناي على سيارة وليد … نفس السيارة التي كان يقودها منذ سنين …

المرة الأخيرة التي ركبت فيها هذه السيارة كانت في أسوأ أيام حياتي …

شعرت بقشعريرة شديدة تجتاحني و ثبت في مكاني و لم أجرؤ على المضي خطوة للأمام …

وليد شغل السيارة و انتظرني … و طال انتظاره !

التفت نحو الباب فوجدي واقفة هناك بلا حراك

ضغط على بوق السيارة لاستدعائي لكنني لم أتحرك

الشيء الذي تحرك هو شريط الذكريات القديمة البالية … الموحشة البائسة … التي طردتها من خيالي عنوة …

وليد فتح الباب و خرج من السيارة و نظر باتجاهي و قال :

" ألن تذهبي ؟؟ "

تحركت قدماي دون إدراك مني و اقتربت من السيارة

مددت يدي فإذا بها تلقائيا تتوجه إلى الباب الأمامي ، فأجبرتها على الانحراف نحو الباب الخلفي ، فتحته و جلست على المقعد الخلفي
فيما وليد يجلس في المقدمة و إلى اليسار مني … يكاد شعره الكثيف يلامس سقف السيارة !

عندما كنا صغارا ، أنا و دانة … كنا نتشاجر من أجل الجلوس على المقعد الذي أجلس خلفه مباشرة الآن !

وليد انطلق بالسيارة نحو الشارع الرئيسي ثم سألني و هو يراقب الطريق :

" أين نتجه ؟ "

سار وليد ببطء نسبيا يسألني عن الطرق و المنعطفات ، و أرشده إليها حتى بلغنا المكان المطلوب .

كان سوقا صغيرا مليئا بالناس …

أوقف وليد السيارة ، ففتحت الباب و خرجت و تقدمت للأمام

وليد لم يخرج ، و سمعت صوته عبر نافذة الباب الأمامي المفتوحة يقول :

" كم ستبقين ؟؟ "

تعجبت ، فقلت و أنا أقرب وجهي من النافذة بعض الشيء :

" ألن تأتي معي ؟؟ "

وليد صمت قليلا ، و ربما ارتبك ، ثم قال :

" و هل يجب أن آتي معك ؟؟ "

قلت :

" نعم ! "

قال :

" سأنتظرك هنا … هذا أفضل "

بقيت واقفة في مكاني لحظة ، فعاد يقول :

" هل يجب أن أرافقك ؟؟ "

قلت :

" أو تعيدني للبيت "

و تراجعت للوراء و مددت يدي قاصدة فتح الباب الخلفي …

وليد فتح بابه و نزل و دار حول السيارة نصف دورة حتى صار إلى جانبي

قلت :

" من هنا "

و سرنا نحو بوابة المجمع الصغير ، هو مجمع اعتدنا أنا و دانة و أمي شراء حاجياتنا منه

حينما بلغنا المتجر المقصود ، و هو متجر للملابس ، و كان يعج بالكثيرين، دخلته و توجهت نحو زاوية معينة …

التفت إلى الخلف فوجدت وليد واقفا في الخارج ينظر من خلال زجاج المتجر …

عدت أدراجي إليه بسرعة … ثم قلت :

" ألن تدخل معي ؟؟ "

وليد بدا مترددا حائرا … ربما هو غير معتاد على ارتياد الأسواق !

لذا تحرك ببطء …

لأنني قمت بزيارة المتجر يوم أمس فأنا أعرف ما يوجد و ما يناسب ، لذا لم استغرق سوى دقائق حتى اشتريت فستانا مختلفا عن فستاني المحروق !

إنه أجمل و أغلى !

حينما هممت بالمحاسبة أخرج وليد محفظته ، و دفع الثمن !

كم أنا خجلة منه ! آمل ألا يفعل ذلك في متجر المجوهرات !

لم يكن وليد يتحدث ، بل كان يسير على مقربة مني بصمت و اضطراب …

أنا أيضا كنت خرساء جدا !

أقبلنا نحو متجر المجوهرات ، و كان الآخر مزدحما بالناس ، و معظمهم سيدات

دخلناه و أخذت عيناي تفتشان عن الطقم الجميل الذي أغرمت به يوم أمس … لم يكن موجودا في مكانه فخشيت أن تكون سيدة ما قد سبقتني بشرائه !

جلت ببصري في المتجر حتى وجدت ضالتي ، التفت للوراء فلم أجد وليد …

تلفت يمنة و يسرة و لم أجده …

أقبل صاحب المتجر يسألني :

" ماذا أعجبك سيدتي ؟ "

أسرعت مهرولة نحو الباب و نظرت من حولي فوجدت وليد واقفا يتأمل بعض التحف المعروضة في متجر مجاور …

" وليد "

نادينه و أنا مقبلة إليه أحث الخطى …

التفت إلي :

" هل انتهيت ؟ "

" لا "

تعجب ! و قال :

" إذن ؟؟ "

قلت :

" لا تبتعد عني "

بقى متعجبا برهة ثم أقبل معي و عدنا لذلك المتجر …

اشتريت الطقم الباهظ الثمن و حين سمع وليد بالسعر اضطرب قليلا

فتح محفظته ليلقي بنظرة على ما بداخلها إلا أنني أسرعت بإخراج النقود من حقيبتي و دفعتها إليه

قبل أن نغادر المتجر قال وليد :

" أي شيء يصلح هدية صغيرة لدانة ؟ فأنا لا أعرف ماذا تحب ! "

أما أنا فاعرف ماذا تحب !

اعتقد أن الرجال لا يحتارون كثيرا في اختيار هدية لامرأة ! لأن المجوهرات موجودة دائما … و تتجدد دائما … و غالية دائمة … و نعشقها دائما !

اخترت شيئا جميلا و بسيطا ، و معتدل السعر ، فاشتراه وليد دون تردد

خرجنا بعد ذلك من المتجر متجهين نحو البوابة ، و أثناء ذلك عبرنا على أحد محلات الأحذية الرجالية فقال وليد :

" سألقي نظرة "

و سار خطى سريعة نحو المدخل …

كان في المتجر عدد من الرجال و الأطفال …

و أنا أرى وليد يبتعد … و يهم بدخول المتجر … و المسافة بيننا تزداد خطوة بعد خطوة … و الناس يتحركون من حولي … ذهابا و إيابا …
و رجال يدخلون … و رجال يخرجون … و وليد يكاد يختفي بينهم ، ناديت بصوت عال :

" وليد "

و رغم الازدحام و الضوضاء الصادرة من حركة الناس و كلامهم ، سمعني وليد فالتفت إلي …

أنا أسرعت الخطى المضطربة باتجاهه … و هو اقترب خطوتين … و حين أصبحت أمامه قلت :

" لا تتركني وحدي "

وليد يعلوه الاستغراب ، قال مبررا :

" سألقي نظرة سريعة فحسب … لدقيقة لا أكثر "

عدت أقول :

" لا تتركني وحدي "

عدل وليد عن فكرة إلقاء تلك النظرة ، و قال :

" هل تريدين شيئا آخر ؟؟ "

قلت :

" كلا "

قال :

" إذن … هيا بنا "

عندما عدنا إلى المنزل ، و قبل أن يفتح لنا الباب بعد قرع الجرس ، التفت إليه و قلت :

" شكرا … وليد "

لكن أذهلني الوجوم المرسوم على وجهه !

كأنه مستاء أو أن مرافقتي قد أزعجته

إنني لم أطلب منه ذلك بل هو من عرض المساعدة !

دخلنا إلى الداخل ، فتوجه هو تلقائيا نحو المطبخ ، فسرت خلفه …

والدتنا كانت لا تزال منهمكة في العمل ، حين رأتنا بادرت بسؤالي :

" هل وجدت ما أردت ؟؟ "

و أخذت تنظر إلى الكيس الذي أحمله …

" نعم "

و فتحت الكيس ، و أخرجت منه كيسا آخر صغير يحتوي على علبة المجوهرات …

ما أن رأتها أمي حتى هزت رأسها اعتراضا و استنكارا … فهي لم تكن تشجعني على شراء المزيد ، فقلت بسرعة مبررة :

" إنه طقم رائع جدا ! انظري … "

و قربته منها فتأملته و قالت :

" نعم رائع و لكن … "

لم تتم الجملة ، بل قالت :

" و لكنك اشتريته على أية حال ! "

ابتسمت ابتسامة النصر !

و التفت نحو وليد الذي كان يتابع حديثنا و قلت :

" أليس رائعا ؟ ما رأيك ؟؟ "

وليد بدا مضطربا بعض الشيء ، ثم قال :

" لا أفهم في هذه الأمور ، لكن … نعم رائع "

و توجه نحو أحد المقاعد و جلس باسترخاء …

أمي قالت :

" بني … اذهب و استرخ في غرفة سامر لبعض الوقت ! إنك مجهد "

الآن وليد ينظر باتجاه والدتي ، و لا أقع أنا في مجال الرؤية لديه … باستطاعتي أن ادقق النظر في أنفه المعقوف دون أن يلاحظ !

ما حكاية هذا الأنف يا ترى !؟

أخذت أتخيل شكل وليد قبل أن يسافر … كم يبدو مختلفا الآن !

" رغد ألن تستعدي ؟؟ "

انتبهت على صوت والدتي تكلمني ، أجبت باضطراب و كلي خشية من أن تكون شاهدتني و أنا أتأمل ذلك الأنف !

" حاضر ، نعم سأذهب "

و انطلقت نحو غرفتي …

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

بعد أن غادرت رغد ، هممت بالذهاب إلى غرفة أخي سامر و تأدية الصلاة ثم الاسترخاء لبعض الوقت …

إنني متعب بعد مشوار الحضور الطويل

نظرت إلى فتحة الباب لأتأكد من أن رغد قد ابتعدت ، ثم قلت :

" أمي … لم كانت رغد تبكي ؟؟ "

أمي كانت تزين قالب الكعك بطبقة من الشيكولا ، و كانت الكعكة شهية المنظر !

قالت أمي :

" لأنها أحرقت فستانها كما رأيت ! تصور ! لقد اشترته يوم الأمس بمبلغ محترم … ! "

صمت برهة ثم قلت :

" و الآخر أيضا غال الثمن ، و حتى هذا الطقم "

ابتسمت والدتي و قالت :

" إنها تبذر النقود ، هذا أحد عيوبها ! "

أوه هكذا ؟ جيد … !
لقد عرفت شيئا جديدا عن طفلتي … أصبحت مبذرة للمال أيضا ؟؟ و ماذا بعد …؟؟

قلت بتردد :

" هل … هل … تحسنون معاملتها ؟؟ "

رفعت أمي بصرها عن الكعكة و نظرت نحوي باستغراب … ثم قالت :

" طبعا ! بالتأكيد ! بل إننا … ندللها كثيرا ! "

تنهدت بارتياح نسبي ، و عدت أقول :

" إذن … لماذا كانت تبكي ؟؟ "

أمي تعجبت أكثر ، و قالت :

" قلت لك … بسبب الفستان ! "

قلت :

" لا أمي … أعني قبل ذلك "

" قبل ذلك ؟؟ "

" عندما خرجت لاستقبالي فور وصولي … "

في غرفة أخي سامر ، و الذي سيصل بعد قليل قادما من المدينة الأخرى حيث يعمل ، اضطجعت على السرير و سبحت في محيط لا نهائي من الأفكار …

الشيء الذي أثار قلقي هو الطريقة التي وبخت فيها والدتي رغد بعد وصولي بقليل …

فهل حقا يحسن الجميع معاملتها و يدللها ؟؟

لم أتحمل رؤيتها تبكي …

عندما كنا في منزلنا القديم ، لم أكن لأسمح لأحد بأن يحزنها بأي شكل من الأشكال ، مهما فعلت

كانت دانه دائما تتشاجر معها أو تضربها ، و كنت دائما أقف في صف صغيرتي ضد أي كان …
ترى … هل تذكر هي ذلك ؟؟ أم أنني أصبحت من الماضي المنسي … و الأحلام الوهمية … و الذكريات المهجورة ؟؟

حاولت النوم و لم استطع ، لذا عدت إلى غرفة المعيشة فوجدت والديّ و رغد هناك …

تبادلنا بعض الأحاديث عن عريس دانة ، و هو لاعب كرة ذاع صيته و اشتهر في الآونة الأخيرة …

قلت :

" و لكن ألا تفكر في متابعة دراستها ؟ إنها لا تزال صغيرة على الزواج ! "

قال أبي :

" لا تريد الدراسة ، و هو عريس جيد ! كما و أنها في سن مناسب ! فليوفقهما الله ! "

لحظات و إذا بسامر يحضر ، و يحظى بترحيب لا يقل حرارة عن ترحيبهم بي …

بدأ سامر بأكبرنا ، ثم حين جاء دوري ، صافحني بحرارة و شوق كبيرين جدا … و أطال عناقي الأخوي …

أشعرني هذا بقربه مني ، بعدما فرقت السنين بيننا … و بأنني لازلت أملك عائلة تحبني و ترغب في وجودي في أحضانها …

شيء رفع من معنوياتي المتدهورة

لكن …

سرعان ما انحطت هذه المعنويات و اندفنت في لب الأرض تحت آلاف الطبقات من الحجر و الحديد و الفولاذ ، حين أقبل إلى رغد يصافحها و يضمها إلى صدره و يقبل جبينها بكل بساطة …

لو كنت بركانا … أو قنبلة … أو قذيفة نارية ، لكنت انفجرت لحظتها و دمرت كوكب الأرض بأسره و نسفته نسفا و حولته إلى مسحوق غبار

لكنني كنت وليد

أو بالأصح …

شبح وليد …

ما الذي دعاني لتمالك نفسي ؟؟ لا أعرف …

لقد كان باستطاعتي أن أحطم رأس أي مخلوق يقف أمامي شر تحطيم

و لو ضربت الجدار بقبضتي هذه لسببت زلزالا مدمرا و لهوى السقف و قضى علينا جميعا …

لكنني اكتفيت بان أحفر أسناني من شدة الضغط ، و أمزق أوتار يدي من قوة القبض …

ليت أمي لم تلدك يا سامر

ليتك تتحول إلى أي رجل آخر في العالم ، لكنت استأصلت روحك من جسدك و مزقتك خلية خلية …

" أين العروس ؟؟ "

سأل أخى و هو لا يزال ممسكا بيد رغد …

" في غرفتها ! تتزين ! "

قالت رغد ، فقال :

" سأذهب لرؤيتها "

و شد رغد يحثها على السير معه … و ذهب الاثنان و غابا عن ناظري …

ليتني لم أعد

أي جنون هذا الذي جعلني أعود فاحترق ؟؟ إنني أكاد انفجر

هل يحس أحد بي ؟؟

سمعت أمي تقول :

" ما بك وليد ؟ أ أنت متعب بني ؟؟ "

متعب ؟؟

فقط متعب ؟؟

ابتعدوا عني و إلا فأنني سأحرقكم جميعا !

رميت بجسدي المشتعل على المقعد و أخذت أتنفس بعمق أنفاس متلاحقة عل الهواء يبرد شيئا مما في داخلي

مرت لحظة صامته إلا عن تيار الهواء المتلاعب في صدري

أمي و أبي لا يزالان واقفين كما هما … و أنا أشعر بحر شديد و أكاد أختنق ….

رفعت رأسي فإذا بهما يراقبانني … أظن أن وجهي كان شديد الاحمرار و يتصبب عرقا …

القلق كان باد على وجهيهما

قلت :

" الجو حار … "

أمي سارت نحو المكيف و زادت من قوة دفعه للهواء …

التفت إلى أبي و قلت :

" و هذان ؟؟ متى ارتبطا ؟؟ "

لم يجب أبي مباشرة ، ثم قال :

" عقدنا قرانهما قبل ما يزيد عن السنوات الثلاث "

مزيد من الاختناق و الضيق … كأن الهواء قد سحب من الغرفة تماما …

قلت :

" ألا ترى يا والدي أنهما لا يزالان صغيرين ؟ على الأقل رغد … صغيرة جدا "

أبي قال :

" إننا لن نزوجهما قريبا على أية حال ، فرغد تود الالتحاق بالجامعة أولا و لا أدري إن كان سامر سيفلح في إقناعها بغير ذلك "

أثارت الجملة اهتمامي ، قلت :

" غير ذلك ؟؟ "

قالت أمي :

" قد نزوج الثلاثة في ليلة واحدة قريبا ! "

و ابتسمت ، ثم قالت :

" و يأتي دورك ! "

وقفت مستاء ، و يممت وجهي شطر المطبخ فأنا أحس بعطش شديد و بحاجة لنهر كامل ليرويني و يخمد نيراني … و تركت والدي ّ في حيرة من أمرهما …




التصنيفات
منوعات

روايةإنت لي كامله من البدايه حتى النهايه الحلقه 16

الحلقةالسادسةعشر

لقد قضيت خمسة أيام في بيت عائلتي ، كان يمكن أن تكون من أجمل أيام حياتي … لكنها كانت من أسوأها

كنت أود الرحيل عنهم في أقرب فرصة ، لكنني اضطررت كارها للبقاء بإلحاح من أبي و أمي

سامر غادر يوم الجمعة ، و قد ودعته وداعا باردا … و غادرت أنا صباح الثلاثاء التالي باكرا .

خلال تلك الأيام الخمسة …
كنت أتحاشى الالتقاء برغد قدر الإمكان و لا أنظر أو أتحدث إليها إلا للضرورة
و هي الأخرى ، كانت تلازم غرفتها معظم الوقت و تتحاشى الحديث معي ، خصوصا بعد أن قلت لها :

" هل تسرقين ؟ "

اعترف بأنني كنت فظا جدا ألا أنني لم أجد طريقة أفضل لأعبر بها عن غضبي الشديد و مرارتي لفقدها

في آخر الأيام ، طلبت مني والدتي اصطحاب رغد إلى المكتبة لتشتري بعض حاجياتها .

لم أكن لأفعل ذلك ، غير أنني شعرت بالحرج … إذ أن والدي كان قد عاد قبل قليل من العمل و يسترخي … فيما أنا أنعم بالراحة و الكسل ، دون مقابل …
و ربما كان ذلك ، نوعا من الإعتذار …
في ذلك اليوم كان نوار في زيارة مطولة لشقيقتي ، و مدعو للعشاء معها !

ذهبنا أنا و رغد إلى تلك المكتبة العظمى المترامية الأطراف …
رغد توجهت إلى الزاوية الخاصة ببيع أدوات الرسم و التلوين و خلافها … و بدأت تتفرج و تختار ما تريد …

و على فكرة ، علمت أنها رسامة ماهرة …
لكم كانت تعشق التلوين منذ الصغر !

أخذت أتفرج معها على حاجيات الرسم و التلوين … ثم انعطفت في طريقي ، مواصلا التفرج … و لم يعد باستطاعتي رؤية رغد أو باستطاعتها رؤيتي

شغلت بمشاهدة بعض الرسوم المعلقة أعلى الحائط و ما هي إلا ثوان حتى رأيت رغد تقف بجواري !

قلت :

" رسوم جميلة ! "

" نعم . سأشتري الألوان من هناك "

و أشارت إلى الناحية الأخرى التي قدمنا منها … فعدت معها …
انهمكت هي باختيار الألوان و غيرها ، فسرت أتجول و أتفرج على ما حولي حتى بلغت زاوية أخرى فانعطفت …

مضت ثوان معدودة ، و إذا بي أسمع صوت رغد يناديني مجددا …
استدرت للخلف فرأيتها تقف قربي !
و بيني و بينها مسافة بضع خطوات
تخيلت أنها تريد قول شيء ، فسألتها :

" هل انتهيت ؟؟ "

قالت :

" لا "

تعجبت !

قلت :

" إذن ؟؟ "

قالت :

" لا تبتعد عني "

يا لهذه الفتاة !

قلت :

" حسنا ! "

و مضيت ُ معها إلى حيث كانت أغراضها موضوعة على أحد الأرفف
رأيتها تأخذ أغراضا أخرى كثيرة ، فتلفت من حولي بحثا عن سلة تسوق ، و لم أجد . ذهبت لأبحث عن سلة فإذا بي أسمعها تناديني :

" وليد "

قلت :

" سأحضر سلة لحمل الأغراض "

فإذا بها تترك ما بيدها و تأتي معي !

عدنا مجددا للأغراض ، و تابعت هي اختيار ما تشاء، و تجولت أنا حتى بلغت ناحية الكتب …
الكثير من الكتب أمام عيني !
يا له من بحر كبير ! كم أنا مشتاق للغطس في أعماقه !
لم أكن قد قرأت ُ كتابا منذ مدة طويلة … أخذت أتفرج عليها و أتصفح بعضها … و انتقل من رف إلى آخر ، و من مجموعة إلى أخرى … حتى غرقت في البحر حقا !

كانت أرفف الكتب مصفوفة على شكل عدة حواجز تقسم المنطقة …
و الكثير من الناس ينتشرون في المكان و يتفرجون هنا أو هناك …

دقائق ، و إذا بي أسمع صوت رغد من مكان ما !
كان صوتها يبدو مرتبكا أو قلقا … لم أكن في موقع يسمح لي برؤيتها … فسرت بين الحواجز بحثا عنها و أنا أقول :

" أنا هنا "

و لم أسمع لها صوتا !
أخذت ُ ألقي نظرة بين الحواجز بحثا عنها
ثم وجدتها بين حاجزين …

" أنا هنا ! "

حينما رأتني رغد أقبلت نحوي مسرعة تاركة السلة التي كانت تحملها تقع على الأرض و حين صارت أمامي مباشرة فوجئت بها تمسك بذراعي و ترتجف !

كانت فزعة !!

وقفت أمامي ترتعش كعصفور مذعور !

نظرت إليها بذهول … قلت :

" ما بك ؟؟ "

قالت و هي بالكاد تلتقط بعض أنفاسها :

" أين ذهبت ؟ "

أجبت :

" أنا هنا أتفرج على الكتب ! … ما بك ؟؟ "

رغد ضغطت على ذراعي بقوة … و قالت بفزع :

" لا تتركني وحدي "

نظرت ُ إليها بشيء من الخوف ، و القلق … و الحيرة …

فقالت :

" لا تدعني وحدي … أنا أخاف "

لكم أن تتصوروا الذهول الذي علاني لدى سماعي لها تقول ذلك … و رؤيتها ترتجف أمام عيني بذعر …

لقد ذكرني هذا الموقف ، باليوم المشؤوم …

قلت :

" أ أنت ِ … بخير ؟؟ "

فعادت تقول :

" لا تتركني وحدي … أرجوك … "

لم يبدُ لي هذا تصرفا طبيعيا … توترتُ خوفا و قلقا … و تأملتها بحيرة …

سرنا باتجاه السلة ، فأردت سحب ذراعي من بين يديها لحمل السلة و إعادة المحتويات إلى داخلها … لكنها لم تطلقها بسهولة …
و عوضا عن ذلك تشبثت بي أكثر ثم بدأت بالبكاء …

لم يكن موقفا عاديا ، لذا فإن أول شيء سألت أمي عنه بعد عودتنا للبيت :

" ما الذي جعل رغد تفزع عندما تركتها في المكتبة و ابتعدت قليلا ؟؟ "

أمي نظرت إلي باهتمام … ثم قالت :

" ماذا حدث ؟؟ "

" لا شيء … ذهبت ألقي نظرة على الكتب و بعد دقائق وجدتها ترتجف ذعرا ! "

عبس وجه والدتي ، و قالت :

" و لماذا تتركها يا وليد ؟ قلت لك … انتبه لها "

أثار كلام أمي جنوني ، فقلت :

" أمي … ماذا هناك ؟؟ ما لأمر ؟؟ "

قالت أمي بمرارة :

" لديها رهبة مرضية من الغرباء … تموت ذعرا إذا لم تجد أحدنا إلى جانبها … إنها مريضة بذلك منذ سنين … منذ رحيلك يا وليد ! "

لقد صدمت بالنبأ صدمة هزت كياني و وجداني …

أخبرتني أمي بتفاصيل حدثت للصغيرة بعد غيابي … و الحالة المرضية التي لازمتها فترة طويلة و الذعر الذي ينتابها كلما وجدت نفسها بين غرباء …
لم يكن صعبا علي أن أربط بين الحادث المشؤوم و حالتها هذه
و كم تمنيت …
كم تمنيت …
لو أن عمّار يعود للحياة … فأقتله … ثم أقتله و أقتله ألف مرة …
إنه يستحق أكثر من مجرد أن يقتل ….

قالت أمي :

" و عندما توالت الهجمات على المنطقة ، اشتد عليها الذعر و المرض … و وجدنا أنفسنا مضطرين للرحيل مع من رحل عن المدينة … لم يكن الرحيل سهلا ، لكن العودة كانت أصعب … قضيت معها فترات متفرقة في المستشفى … لم تكن تفارقني لحظة واحدة ! بمشقة قصوى ذهب والدك و شقيقك لزيارتك في العاصمة ، تاركين الطفلة المريضة و أختها في رعايتي في المستشفى ، إلا أنهما منعا من الزيارة و أبلغا أن الزيارة محظورة تماما على جميع المساجين ! "

و أمي تتحدث و أنا رأسي يدور … و يدور و يدور … حتى لف المجرة بأكملها
تساؤلات كان تملأ رأسي منذ سنين ، و جدت إجابة صاعقة عليها دفعة واحدة …
أسندت رأسي إلى يدي …

رأتني أمي أفعل ذلك فقالت :

" بني … أ أنت بخير ؟؟ "

رفعت يدي عن رأسي و قلت :

" و لماذا … لماذا زوجتموها لسامر و هي بذلك السن المبكر جدا ؟؟ "

قالت :

" لمن كنت تظننا سنسلم ابنتنا ؟؟ إنها تموت ذعرا لو ابتعدت عنا … هل تتصور أنها تستطيع الخروج من هذا المنزل ؟؟ لا تخرج في مكان عام إلا بوجود أبيك أو سامر … كانت ستتزوجه إن عاجلا أم آجلا … فرفعنا الحرج عنهما لبقائهما في بيت واحد "

قلت :

" لكن يا أمي … إنها … إنها …. "

و لم تخرج الكلمة المعنية …

أتممت :

" إنها صغيرة جدا … ما كان يجب أن تقرروا شيئا كهذا … "

و تابعت :

" كان يجب … كان يجب … إن … "

و لم أتم …

ماذا عساي أن أقول … ؟؟ لقد فات الأوان و انتهى كل شيء …

لكن الأمور بدت أكثر وضوحا أمامي …

هممت بالذهاب إلى غرفة سامر التي أستغلها ، من أجل تنفس الصعداء وحيدا …

توقفت قبل مغادرتي لغرفة المعيشة حيث كنا أنا و أمي …

التفت إليها و قلت :

" أ لهذا لم تخبروها بأنني دخلت السجن ؟؟؟ هل أخبرتموها أنني … لن أعود ؟؟ "

والدتي قالت :

"أخبرناها بأنك قد تعود … و لكن … بعد عشرين عاما … و قد لا تعود … "

كانت أمي تبكي …
بينما قلبي أنا ينزف …

قلت :

" و لكنني عدت … "

والدتي مسحت دموعها وابتسمت ، ثم تلاشت الابتسامة عن وجهها … و نظرت إلي باهتمام و قلق …

قلت :

" و يجب أن أرحل "

و تابعت طريقي إلى غرفة سامر …

فضول لم استطع مقاومته ، و قلق شديد بشأنها دفعني للاقتراب من غرفة رغد المغلقة … و من ثم الطرق الخفيف …

" أنا وليد "

بعد قليل … فتح الباب …
كنت أقف عن بعد … أطلت رغد من الداخل و نظرت إلي
رأيت جفونها الأربعة متورمة و محمرة أثر الدموع

قلت :

" صغيرتي … أنا آسف … "

ما إن قلت ذلك … حتى رفعت رغد يديها و غطت وجهها و أجهشت بكاءا
زلزلني هذا المشهد … كنت أسمع صوت بكائها يذبذب خلايا قلبي قبل طبلتي أذني ّ

قلت بعطف :

" رغد … "

رغد استدارت للخلف و أسرعت نحو سريرها تبكي بألم …

بقيت واقفا عند الباب لا أقوى على شيء … لا على التقدم خطوة ، و لا على الانسحاب …

" رغد يا صغيرتي … "

لم تتحرك رغد بل بقيت مخفية وجهها في وسادتها تبكي بمرارة … و يبكي قلبي معها …

" رغد … أرجوك كفى … "

ثم قلت :

" توقفي أرجوك … لا احتمل رؤية دموعك ! "

و لم تتحرك رغد …

تقدمت خطوة واحدة مترددة نحو الداخل … و نظرت إلى ما حولي بقلق و تردد …

المرآة كانت على يميني ، و حين تقدمت خطوة رأيت صورتي عليها … و حين التفت يسارا … رأيت صورتي أيضا !

فوجئت و تعلقت عيناي عند تلك الصورة !

لقد كانت رسمة لي أنا على لوحة ورقية ، لم تكتمل ألوانها بعد !

نقلت بصري بين رغد الجالسة على السرير تغمر وجهها في الوسادة ، و صورتي على الورقة !
كيف استطاعت رسمي بهذه الدقة !؟ و بمظهري الحالي … فأنفي محفور كما هو الآن !
كيف حصلت على صورة لي لترسمها ، أم أنها رسمتها من خلال المرات القليلة العابرة التي نظرت فيها إلي … !؟

" يشبهني كثيرا ! أنت بارعة ! "

ما إن أنهيت جملتي حتى قفزت رغد بسرعة ، و عمدت إلى اللوحة فغطتها بورقة بيضاء بسرعة و ارتباك !

ثم بعثرت أنظارها في أشياء كثيرة … بعيدا عني … و أخذت تفتح علب الألوان الجديدة التي اشترتها من المكتبة باضطراب …

رجعت للوراء … لم أكن أملك فكرة لما علي فعله الآن ! ماذا علي أن أفعل ؟؟
أظن … أن علي الخروج حالا

الجملة التي ولدت على لساني هذه اللحظة كانت :

" أحب أن أتفرج على رسوماتك ! "

و لكن أهذا وقته !
رجعت خطوة أخرى للوراء و أضفت :

" لاحقا طبعا … إذا سمحت ِ "

رغد توجهت نحو مكتبتها و أخرجت كراسة رسم كبيرة ، و أقبلت نحوي و مدتها إلي …
في هذه اللحظة التقت نظراتنا
كان بريق الدموع لا يزال يتلألأ في عينيها الحمراوين ، ينذر بشلال جارف …
أخذت الكراسة ….
و قلت و قلبي يتمزق :

" لا تبكي أرجوك … "

لكن الدمعة فاضت … و انسكبت … و انجرفت … تقود خلفها جيشا من الدموع المتمردة …

" رغد … سألتك ِ بالله كفى … أرجوك … "

" لا أستطيع أن أتغلب على ذلك … كلهم مرعبون … مخيفون … أشرار … يريدون اختطافي "

و انفجرت رغد في بكاء مخيف … هستيري … قوي … و ارتجفت أطرافي ذعرا و غضبا و قهرا كدت أصرخ بسببه صرخة تدوي السماء …
أراها أمامي كما رأيتها ذلك اليوم المشؤوم … و أضغط على الكراسة في يدي و أكاد أمزقها …
تمنيت لو أستطيع تطويقها بين ذراعي بقوة … كما فعلت يومها … لكنني عجزت عن ذلك
تمنيت لو …
لو أخرج جثة عمار من تحت سابع أرض … و أقتله ، ثم أمزقه قطعة قطعة … خلية خلية … ذرة ذرة …
لو يعود الزمن للوراء … لكنت قتلته في عراكي معه آخر مرة … و لم أدع له الفرصة ليعيش و يؤذيك …

إنني كنت ُ السبب …
نعم أنا السبب …
و قد انتقم مني أبشع انتقام …
و أي انتقام ؟؟
ثمن بقيت أدفعه منذ ذلك اليوم ، و حتى آخر لحظة في حياتي البائسة …
ما ذنب صغيرتي في كل هذا …؟
خسئت أيها الوغد …

هنا أقبلت أمي التي يبدو أنها سمعت بكاء رغد … و وقفت إلى جانبي لحظة تنقل نظرها بيني و بين رغد ، ثم تقدمت إلى رغد

" عزيزتي ؟؟ "

رغد ارتمت بقوة في حضن والدتي … و هي تبكي بألم صارخ … و تقول بين دموعها :

" لا تتركوني وحدي … لا تتركوني وحدي … "

أمي طوقت رغد بحنان و أخذت تربت عليها بعطف و تهدئها …

ثم نظرت إلى باستياء و قالت :

" لماذا يا وليد ؟؟ "

في غرفة سامر ، أجلس على السرير ، أقلب صفحات كراسة رغد …
الكثير من الرسومات الجميلة …لأشياء كثيرة … ليس من بينهم صورة لأحد أفراد العائلة غير دانة !
صورة لها و هي صغيرة و غاضبة !
و العديد من صور أشياء خيالية … و أشباح !
لا أعرف ما الذي تقصده بها …
كانت ساعتان قد انقضتا مذ خرجت من غرفتها تاركا إياها تهدأ في حضن والدتي
الآن أسمع طرقا على الباب

" تفضل "

و دخلت والدتي

" وليد … العشاء جاهز "

تركت الكراسة على السرير و خرجت مع أمي قاصدين غرفة الطعام . قبل أن نصل، همست أمي لي :

" وليد … لا تثر ذلك الأمر ثانية رجاءا "

فأومأت برأسي موافقا .
و لم أسمح لنظراتي أن تلتقي بعيني رغد أو للساني أن يكلمها طوال الوقت .

بعد ذلك ، ذهبت مع أبى نتابع آخر الأخبار عبر التلفاز ، في غرفة المعيشة

لا يزال الدمار ينتشر … و الحرب التي هدأت نسبيا لفترة مؤقتة عادت أقوى و أعنف … و أخذت تزحف من قلب البلدة إلى الجهات الأربع …
تم غزو مدينتين أخريين مؤخرا ، لم تكن الحرب قد نالت منهما حتى الآن … و تندرج المدينة الصناعية التي نحن فيها الآن ، في قائمة المدن المهددة بالقصف …

كنت مندمجا في مشاهدة لقطات مصورة عن مظاهرات متفرقة حدثت صباح اليوم في مدن مختلفة من بلدنا …. و رؤية العساكر يضربون المدنيين و يقبضون على بعضهم …

منظر مريع جعل قلبي ينتفض خوفا … و أثار ذكريات السجن المؤلمة المرعبة …

في هذا الوقت ، أقبلت رغد تحمل مجموعة من الكراسات و اللوحات الورقية ، و جاءت بها إلي !

" تفرج على هذه أيضا … هذا كل ما لدي "

وضعتُ الكراسات على المنضدة المركزية ، و جلست رغد على مقعد مجاور لمقعدي … تراقبني و تنتظر تعليقاتي حول رسوماتها الجميلة …

إن عيني كانت على الرسومات ، إلا أن أذني كانت مع التلفاز !

بعدما فرغت من استعراض جميع الرسومات قلت :

" رائعة جدا ! أنت فنانة صغيرتي ! أهذا كل شيء ؟؟ "

رغد ابتسمت بخجل و قالت :

" نعم … عدا اللوحة الأخيرة "

و أخفت أنظارها تحت أظافر يديها !
لماذا قررت رغد رسمي أنا ؟ و أنا بالذات !؟؟
إنها لم ترسم أحدا من أفراد عائلتي … فهاهي الرسومات أمامي و لا وجود لسامر مثلا فيما بينها !

قلت :

" متى تنهينها ؟ "

لا زالت تتأمل أظافرها و كأنها تراهم للمرة الأولى !

قالت :

" غدا أو بعد الغد … "

قلت :

" خسارة ! لن أراها كاملة إذا ! "

رفعت رغد عينيها نحوي فجأة بقلق ، ثم قالت :

" لماذا ؟ "

أجبت :

" لأنني … سأرحل غدا باكرا … كما تعلمين ! "

اختفى صوت الأخبار فجأة ، التفت إلى التلفاز فإذا به موقف ، ثم إلى أبي ، و الذي كان يحمل جهاز التحكم في يده ، فرأيته ينظر إلي بعمق … و إلى أمي فوجدتها متسمرة في مكانها ، تحمل صينية فناجين و إبريق الشاي …

و كنت شبه متأكد ، من أنني لو نظرت إلى الساعة لوجدتها هي الأخرى متوقفة عن الدوران !

حملق الجميع بي … فشعرت بالأسى لأجلهم … كانت نظرات الاعتراض الشديد تقدح من أعينهم

أول من تحدث كان أمي :

" ماذا وليد ؟؟ و من قال أنك سترحل من جديد ؟؟ "

صمت قليلا ثم قلت :

" قلت ذلك منذ أتيت … انتهت الزيارة و لابد لي من العودة "

قال والدي مقاطعا :

" ستبقى معنا يا بني "

هززت رأسي ، و قلت :

" و العمل ؟؟ ماذا أفعل ببقائي هنا ؟؟ "

و دار نقاش طويل حول هذا الموضوع ، و بدأت أمي بالبكاء ، و رغد كذلك !

و حين وصلت دانة ـ و التي كانت لا تزال تتناول العشاء مع خطيبها في غرفة الضيوف ، و جاءت تسأل أمي عن الشاي ، و رأت الوجوم على أوجهنا ثم عرفت السبب ـ بكت هي الأخرى !

أردت أن أختصر على نفسي و عليهم آلام الوداع .. سرعان ما قلت :

" سأخلد للنوم "

و ذهبت إلى غرفة سامر
أخذت أقلب كراسة رغد مجددا …
كم أثارت ذكريات الماضي … كم كانت شغوفة بالتلوين ! لقد كنت ألون معها ببساطة ! كم أتمنى لو … تعود تلك الأيام …

جمعت أشيائي في حقيبة سفري الصغيرة التي جئت بها من مدينتي
ضبطت المنبه ليوقظني قبل أذان الفجر بساعة …

كنت أريد أن أخرج دون أن يحس أحد بذلك ، لئلا تبدأ سلسلة عذاب الفراق و ألم الوداع … كالمرة السابقة …
و حين نهضت في ذلك الوقت ، تسللت بهدوء و حذر خارجا من المنزل …

كان السكون يخيم على الأجواء … و الكون غارق في الظلام الموحش … إلا عن إنارة خافتة منبعثة من المصباح المعلق فوق الباب

خرجت إلى الفناء الخارجي ، و كان علي أن أترك الباب غير موصد … و سرت إلى البوابة الخارجية … فإذا بي أسمع صوت الباب يفتح من خلفي ..

استدرت إلى الوراء … فإذا بي أرى رغد تطل من فتحة الباب !

صمدت في مكاني مندهشا !

رغد أخذت تنظر إلى و إلى الحقيبة التي في يدي … ثم تهز رأسها اعتراضا … ثم تقبل إلي مسرعة …

" وليد … لا … لا ترحل أرجوك "

حرت و لم يسعفني لساني بكلمة تناسب مقتضى الحال … سألتها :

" لم … أنت مستيقظة الآن ؟؟ "

رغد حدقت بي مدة ، و بدأت الدموع تنحدر من محجريها …

" أوه … كلا أرجوك ! "

قلت ذلك بضيق ، فأنا قد خرجت في هذا الوقت خلسة هروبا من هذا المنظر …

إلا أن رغد بدأت تبكي بحدة …

" لا تذهب وليد أرجوك … أرجوك … ابق معنا "

قلت :

" لا أستطيع ذلك … أعني … لدي عمل يجب أن أعود إليه "

و في الحقيقة ، لدي واقع مر يقف أمامي … علي أن أهرب منه …

رغد تهز رأسها اعتراضا و استنكارا … ثم تقول :

" خذني معك "

ذهلت لهذه الجملة المجلجلة ! و اتسعت حدقتا عيني دهشة …

رغد قالت :

" أريد أن أعود إلى بيتنا "

" رغد !! "

دخلت رغد في نوبة بكاء متواصل ، خشيت أن يخترق صوتها الجدران فيصل إلى البقية و يوقظهم … و نبدأ دوامة جديدة من الدموع …

قلت :

" رغد … أرجوك كفى … "

رغد قالت بانفعال ، و صوتها أقرب للنوح منه إلى الكلام :

" أنا … وفيت بوعدي … و لم أخن اتفاقنا … لكنك كذبت علي … و لم تعد … و الآن بعد أن عدت … تبادر بالرحيل … و تنعتني أنا بالخائنة ؟ إنك أنت الخائن يا وليد … تتركني و ترحل من جديد "

كالسم … دخلت هذه الكلمات إلى قلبي فقتلته … و زلزلتني أيما زلزلة …

قلت مندهشا غير مستوعب لما التقطت أذناي من النبأ الصاعق :

" لم … لم … تخبري أحدا … ؟؟ "

رغد هزت رأسها نفيا …

قلت بذهول :

" و لا … حتى … سامر ؟؟ "

و استمرت تهز رأسها نفيا و بألم …

فشعرت بالدنيا هي الأخرى تهتز و ترتجف من هول المفاجأة … تحت قدمي ّ

قالت :

" كنت ُ أنتظر أن تعود … لكنهم أخبروني أنك لن تعود … و لا تريد أن تعود … و كلما اتصلت بهاتفك … وجدته مقفلا … و لم تتصل لتسأل عني و لا مرة طوال هذه السنين … لماذا يا وليد ؟؟ "

لحظتها تملكتني رغبة مجنونة بأن أضحك … أو … أو حتى أن أتقيأ من الصدمة !
لكن …
ما الجدوى الآن …
كبتّ رغبتي في صدري و معدتي ، و رفعت نظري إلى السماء … أُشهد ملائكة الليل على حال ٍ ليس لها مثيل …

و حسبي الله و نعم الوكيل …

سمعت صوت تغريد عصفور شق سكون الجو … و نبهني للوقت الذي يمضي …

و الوقت الذي قد مضى …

و الوقت القادم المجهول …

كم سخرت الدنيا مني … فهل من مزيد ؟؟؟

" صغيرتي … أنا ذاهب … "

رغد ظلت تنظر إلي و تبكي بغزارة … و لم يكن باستطاعتي أن أمسح دموعها …

استدرت موليا إياها ظهري … لكن صورتها بقيت أمام عيني مطبوعة في مخيلتي …

سرت خطى مبتعدا عنها … نحو البوابة الرئيسية للفناء ، و فتحتها …

قلت :

" اقفلي الباب من بعدي .. "

دون أن التفت نحوها … فهو دوري لأذرف الدموع … التي لا أريد لأحد أن يراها و يسبر غورها …

" وليــــــــــد "

و كعصفور يطير بحرية … بلا قيود و لا حدود … و لا اعتبار لأي شيء … أقبلت نحوي …

استدرت … و تلقيت سهما اخترق صدري و ثقب قلبي … و بعثر دمائي و مشاعري في لحظة انطلقت فيها روحي تحلق مع الطيور المرفرفة بأجنحتها … احتفالا بمولد يوم جديد …

منذ الساعة التي أجريت فيها المقابلة الشخصية ، و طرح علي السؤال عن خبراتي و مؤهلاتي و عملي في السابق ، أدركت أن الأمر لن يكون يسيرا …
حصلت على الوظيفة رغم ذلك بتوصية حادة من صديقي سيف ، الذي ما فتئ يشجعني و يحثني على السير قدما نحو الأمام

و خلال الأشهر التالية ، واجهت الكثير من المصاعب … مع الآخرين .

بطريقة ما انتشر نبأ كوني خريج سجون بين الموظفين ، و تعرضت للسخرية و المعاملة القاسية من قبل أكثرهم

كنت أعود كل يوم إلى المنزل مثقلا بالهموم ، و عازما على عدم العودة للشركة مجددا ، إلا أن لقاءا قصيرا أو مكالمة عابرة مع صديقي سيف تنسيني آلامي و تزيح عني تلك الهموم …

أصبح صديقي سيف هو باختصار الدنيا التي أعيشها …

توالت الأشهر و أنا على هذه الحال ، و كنت أتصل بأهلي مرتين أو ثلاث من كل شهر … اطمئن على أحوالهم و أحيط علما بآخر أخبارهم

علمت أن رغد التحقت بكلية الفنون و أن دانه قد حددت موعدا لزفافها بعد بضعة أشهر .. و أن والديّ يعتزمان تأدية الحج هذا العام …

أما سامر ، فقليلا جدا ما كنت أتحدث إليه ، حين أتصل و يكون صدفة متواجدا في المنزل ، إذ انه كان يعمل في مدينة أخرى …

في الواقع ، أنا من كان يتعمد الاتصال في أيام وسط الأسبوع أغلب الأوقات .

لقد تمكنت بعد جهد طويل ، من طرد الماضي بعيدا عن مخيلتي ، إلا أنني لازلت احتفظ بصورة رغد الممزقة موضوعة على منضدتي قرب سريري ـ إلى جانب ساعتي القديمة ـ ألمها ثم أبعثرها كل ليلة !

حالتي الاقتصادية تحسنت بعض الشيء ، و اقتنيت هاتفا محمولا مؤخرا ، إلا إنني تركت هاتف المنزل مقطوعا عن الخدمة .

أما أوضاع البلد فساءت عما كانت عليه … و أكلت الحرب مدنا جديدة …
و أصبح محظورا علينا العبور من بعض المناطق أو دخول بعض المدن …

في مرات ليست بالقليلة نتبادل أنا و سيف الزيارة ، و نخرج سوية في نزهات قصيرة أو مشاوير طويلة ، هنا أو هناك …

في إحدى المرات ، كنت مع صديقي سيف في مشوار عمل ، و كنا نتأمل مشاهد الدمار من حولنا …

الكثير الكثير من المباني المحطمة … و الشوارع الخربة …

مررنا في طريقنا بأحد المصانع ، و لم يكن من بين المباني التي لمستها يد الحرب … فتذكرت مصنع والدي الذي تدمر …

قلت :

" سبحان الله ! نجا هذا من بين كل هذه المباني المدمرة ! ألا يزال الناس يعملون فيه ؟؟ "

أجاب سيف :

" نعم ! إنه أهم مصنع في المنطقة يا وليد ! ألا تعرفه ؟ "

" كلا ! لا أذكر أنني رأيته مسبقا ! "

ابتسم سيف و قال :

" إنه مصنع عاطف … والد عمّار … يرحمهما الله ! "

دهشت ! فهي المرة الأولى التي أرى فيها هذا المبنى … !

أخذت أتأمله بشرود … ثم ، انتبهت لكلمة علقت في أذني …

" ماذا ؟ رحمهما الله ؟؟ "

سألت سيف باستغراب ، معتقدا بأنه قد أخطأ في الكلام … قال سيف :

" نعم … فعاطف قد توفي العام الماضي … رحمه الله "




حبيبتي دمعتي و لا دمعت امي قرأت هالرواية بأحد المنتديات الصراحة روووعة هالرواية لكن تتطلب وقت عشان منكملها كلها و اتمنى منك انك تكمليها للاعضاء في صفحة واحدة و بس



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماري بيل خليجية
حبيبتي دمعتي و لا دمعت امي قرأت هالرواية بأحد المنتديات الصراحة روووعة هالرواية لكن تتطلب وقت عشان منكملها كلها و اتمنى منك انك تكمليها للاعضاء في صفحة واحدة و بس

انا احسبها ماتجي بصفحه وحده خلاص ابي اكملها بصفحه وحده
من عيوني الثنتين




التصنيفات
منوعات

ادخلوووو واقرو الموضوع الين النهايه نــصيحه

http://www.archive.org/download/mapa…ghforALaah.

سلامووووووووو
كيفكم انشاءالله تمااااااااااام

انا جابتلكم استغفااااار ات صوتيه معها فوائد للاستغفاااار انشاءالله تستفيدو منهاا

الملف الأول : (استغفارمكرر فقط)
نوعه : mp3
حجم الملف : 127.63 KB حجم صغير( ينفع للجوال _ ورسالة الوسائط المتعددة- ولجهازك أيضا)

http://www.gulfup.com/do.php?id=

الملف الثاني (إملألحظات الإنتظار بكثرة الإستغفار+ تكرار الاستغفار)

نوعه : mp3
حجم الملف : 232KB

http://www.gulfup.com/do.php?id=

الملف الثالث

نوعه : ريل بلير

حجم الملف : 112 كيلو بايت

http://www.gulfup.com/do.php?id=

هل تريد تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفع الدرجات ؟
هل تريد الذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع ؟
هل تتمنى راحة البال، وطمأنينة القلب ؟
هل تريد صحة البدن والسلامة من العاهات والأمراض ؟

إذن .. عليك بالاستغفار
هذا مقطع صوتي شغلوه وانتو عالنت أو انقلوه في جوالكم وخلوه يكرره

طيب كيف اخليه يكرر

طبعا ببرنامج الريل بلير إذا كنت تبغى التكرار روحوا فوق لتبويب >>> play تشغيل >>>> اختر continuous play استمرار التشغيل

قال الله تعالى في كتابه الكريم : اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً

وقال عز وجل قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

قال الرسول صلى الله عليه وسلم
من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن
كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب

وقال النبى صلى الله عليه و سلم : من قال حين يأوى إلى فراشه : أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم و أتوب إليه ثلاث مرات غفر الله ذنوبه و إن كانت مثل ذبد البحر وإن كانت عدد ورق الشجر وإن كانت عدد رمل العالج وإن كانت عدد ايام الدنيا

لا شك أن الاستغفار مأمور به لقول الله: وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ

ولا يلزم أن يكون من معصية، فقد يستغفر الإنسان عن أشياء فعلها قديماً، ثم إن الإنسان قد يخطئ وهو غير منتبه أنه قد أخطأ، وقد يذنب وهو غير منتبه أنه أذنب

من قصص الاستغفار

ولن أحكيها لكم ،، ولكن دعوا الداعية خالد السلطان من يقولها لكم
في ليلة من ليالي التشريق (أيام الحج) وبالقرب من (البيت العتيق) ألقيت كلمة عن الاستغفار ومعناه وفضله وأثره وكان كلامي فيه الدليل والمنطق والعقل فلما انتهيت من كلمتي القصيرة (وهي عادتي) طلب احد الحاضرين الحديث معي على انفراد فقبلت الحديث معه فبدأ بسرد قصته مع الاستغفار.
أبو يوسف: أنا تزوجت ولله الحمد ولكن زوجتي تأخرت بالإنجاب فقمت ببذل الأسباب، ما سمعت عن طبيب إلا زرته ثم سافرت بعد ذلك للخارج التمس العلاج والكل يؤكد بقوله (ما فيك إلا العافية أنت وزوجتك) فرجعت الكويت وكلي رجاء بالله (والله على كل شيء قدير).
قلت: اسأل الله أن يرزقك الذرية الصالحة يا أبو يوسف وعليك بالدعاء خاصة انك في أيام عظيمة وفي مكان عظيم وأنت اليوم مجاور (البيت العتيق).
أبو يوسف: آمين لكن بعد ما خلصت قصتي.
قلت: كمل يا أبو يوسف كلي أذن صاغية.
أبو يوسف: في يوم من الأيام وأنا استمع لإذاعة القرآن الكريم () سمعت من يقرأ الآية التي ذكرتها يا شيخ في كلمتك من سورة نوح

(فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا).
فشرح الشيخ الآية وبين إن الاستغفار طريق لجلب الأطفال فعلقت الكلمات في بالي فلما رجعت للمنزل قلت لزوجتي ما سمعت وعزمنا على اخذ العلاج (الاستغفار) ليلا ونهارا سرا وعلانية (تدري يا شيخ ما حصل؟!!).
زوجتي حملت بنفس الشهر الذي استغفرنا فيه وجاء (يوسف) والحمد لله.
قلت: ما شاء الله صدق الله وهو خير الصادقين (والله لا يخلف الميعاد) وقال تعالى: (ومن أصدق من الله قيلا) (ومن اصدق من الله حديثا).
أبو يوسف: شيخ إلى الآن لم تنته قصتي بعد.
قلت: خلاص جاك الولد (شنو بعد).
أبو يوسف: لما انتهت زوجتي من النفاس قلت لها: استغفري يا أم يوسف للثاني فاستغفرنا مثل الأول فحملت بنفس الشهر وجاء الثاني بحمد الله ولما انتهت من نفاسها الثاني قلت استغفري يا أم يوسف نبي ثالث فاستغفرنا فجاء الثالث ولله الحمد فلما انتهت زوجتي من نفاسها قالت يا أبو يوسف وقف عن الاستغفار (بنية الأولاد) شوي حتى يكبر الأولاد وبعدها نرجع نستغفر للرابع بإذن الله.
قلت: الله يبارك لك بما رزقك ويجعل ذريتك قرة عين خاصة أنك رأيت آية من آيات الله فيك وفي زوجتك وفي ذريتك.
أبو يوسف: آمين الله يستجيب دعاك لكن يا شيخ ما خلصت بعد من قصتي.
قلت: ما انتهت الأحداث بعد! أكمل يا أبا يوسف.
أبو يوسف: بعدما كبر الأولاد قليلا قلت لأم يوسف عندنا ثلاثة أولاد ونرجو من الله إن يرزقنا (بنت حلوة) استغفري يا أم يوسف وأنت ترجين بنتا.. فسكت أبو يوسف.
قلت: الله يرزقك البنت كما رزقك الأولاد يا أخي الكريم.
أبو يوسف: أبشرك يا شيخ أنا اليوم جئت الحج وزوجتي في النفاس مع بنتها الجديدة (انتهت قصة أبو يوسف).

القصة السابقة فيها عدة أمور لازم نتعرف عليها حتى تكتمل المعاني:

(1) بان معك الاستغفار وفضله وآثره.
(2) الاستغفار يؤثر على حسب نية المستغفر لأي شيء تستغفر لطلب مال.. ولد. نجاح.. توبة.. فعلى نية المستغفر يكون الأثر بإذن الله.
(3) يحتاج الاستغفار لنية صادقة ومخلصة لله وأن تدرك معناه وأن تفهم المراد منه فالنية لها أثرها في حياتك كلها.
(4) الله لا يخلف الميعاد وإذا تخلف الأثر فاعلم إن هناك امرأ تسبب به.
(5) الاستغفار كالدعاء إما يأتيك ما طلبت وإما يأتيك غير طلبك وإما يصرف عنك سوءاً بسبب استغفارك أو إن يدخر الله لك ما استغفرت ليوم القيامة فيجازيك جزاء الضعف عنده جل في

( قصة البلاطة)
قالت إحدى النساء تغير علي زوجي في فترة معينة حتى صار يضربني ويسيء معاملتي فتعجبت من صنيعة وتعجبن من تغيره بعدما قضيت معه سنوات عدة في استقرار؟ هل أخطأت عليه؟هل ؟.هل؟ أسئلة كثيرة كنت أفكر فيها ليلا ونهارا . ومع الأيام ازداد زوجي سوءا حتى مللت الجلوس معه وأعلمت أهلي بخبره فنصحوني بالصبر وذكروني بأبنائي حينها علمت أن لا ملجأ لي إلا الله تعالى فبدأت بالصيام ولزمت الدعاء والاستغفار وقيام الليل وصرت أعلم أبنائي القرآن الكريم وأروي لهم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي يوم دخل زوجي وضربني وبالغ في إساءته لي حينها لم أعد أصبر على الجلوس معه فاتصلت بأهلي وأنا أبكي فجاءوا للبيت ورأيت منهم الشفقة لحالي وحال أبنائي وبينما كنا جالسين في البيت هدأت قليلا وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث وفجأة قطع حديثنا صوت قوي فهرعنا سراعا للمطبخ ظنا أنه أنبوب الغاز أو الكهرباء فلم نجد شيئا عندها خرجنا لساحة البيت فرأينا عجبا رأينا (بلاطة)خرجت من مكانها فاقتربنا منها ونحن خائفون متعجبون وتسائلنا أحقا كان الصوت الشديد منها فرفعناها ونظرنا تحتها وكانت الحقيقة لقد كان شيئا من عمل السحر وفورا اتصلنا بأحد المشايخ وأخبرناه فأعطانا طريقة التخلص منه وأما زوجي فكان خارج البيت ولكن الذي فاجئني جدا وأفرحني أنه قدم سريعا بعد إحراق السحر ودخل البيت لكن هل سيفعل مثل فعله قبل ساعات أبدا لقد دخل فرحا بثغر مبتسم وصدقوني أن حالنا صارت بعد أحسن من ذي قبل حقا لقد أحسست بضرورة الدعاء والالتجاء لله تعالى في كل أمر.

(موظفة على البند)
اتصلت مسؤولة من إدارة التوجيه على موظفة على البند في أحد المدارس وأخبرتها بقرب إنهاء خدمتها من التعليم إلا إن أتت بواسطة تقول صاحبة القصة : توكلت على الله تعالى وأكثرت الدعاء والاستغفار وقلت : سأستمر بعملي بل سأكون موظفة رسمية لا على البند –بإذن الله تعالى- وفي أحد الأيام أردت الذهاب للإدارة لأستفهم الخبر فأصرت والدتي على الذهاب معي مع شدة حالها فقد كانت رجلها مقطوعة علهم يروا حالها فيصلحوا أمري ولما دخلنا الإدارة كان المكتب في الأعلى فلم تستطع أمي الصعود فجلست هناك وصعدت أستطلع الخبر ولما دخلت كانت الغرفة مليئة بالموجهات فتوجهت للمسئولة وأعطيتها اسمي فقالت :هل أتيت بواسطة؟ عندها قلت بصوت مرتفع:إن عندي أعظم من كل واسطة فلا أنت ولا الموجودين يستطيع ردها إنه الله ربي وخالقي . عندها صمت الجميع وقالت لي المسئولة بصوت هادئ وعبارة لطيفة:حسنا اتصلي بنا الساعة الواحد والنصف بعد الظهر. فخرجت من المكتب ونزلت لوالدتي وأخبرتها. وذهبنا للبيت وفي الموعد رفعت سماعة الهاتف واتصلت بالمسئولة فلما أخبرتها باسمي رحبت بي وقالت : لقد وثقت بالله تعالى فأعطاك ما تمنيت فقد وصلنا الآن تعيينك رسميا. فشكرت الله تعالى على تيسيره وحييت المسئولة منهية الاتصال .

( قصة الأربعة والعشرون ألف )
أخبرت امرأة بهذه القصة قائلة : استدان زوجي من شخص (أربعة وعشرين ألف ريال ) ومرت سنوات لم يستطع معها زوجي جمع المال والدين مثقل كاهله حتى أصبح دائم الهم والحزن فضاقت بي الدنيا لحال زوجي وفي إحدى ليالي رمضان قمت وصليت ودعوت الله تعالى بإلحاح-وأنا أبكي بشدة – أن يقضي الله تعالى دين زوجي وفي الغد وقبيل الإفطار سمعت زوجي يتحدث في الهاتف بصوت مرتفع فحسبت الأمر سوء وذهبت مسرعة إليه لكنه انتهى من حديثه فسألته ما الأمر فقال : وهو عاجز عن الكلام ويبكي بكاء شديدا لم أره يبكيه منذ زواجنا ودموع الفرح بادية عليه: إن المتصل صاحب الدين يخبرني أنه وهب المال لي أما أنا فتلعثمت ولم أدر ما أقول فكأن جبلا انزاح عن رأسي ولهج لساني بشكر الله تعالى على ما أنعم علينا. وشكرت صاحب الدين .

( أحد عشر عاما لم تحمل)
بعد أربعة أبناء لم تحمل تلك فذهبت للأطباء فأبعدوا الأمل في رجوع الحمل لها وأخبروها أن فحوصاتها أثبتت ذلك وطالت المدة وبدأ الزوج بالاستغفار قائما وقاعدا وكثر الدعاء لهم وفي يوم أسعد تلك بعد أحد عشر عاما عندما أحست بألم في بطنها فذهبت للطبيبة فأمرتها بالكشف للتأكد من الحمل أو عدمه وجزمت أنه لا يمكن أن تحمل إلا بتوفيق الله تعالى ولما كشفت جاءتها البشرى بأنها حامل فحمدت الله تعالى على فضله.

فضائل الاستغفار

أنه طاعة لله عز وجل
أنه سبب لمغفرة الذنوب: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراًا
نزول الأمطار: يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً
الإمداد بالأموال والبنين: وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ
دخول الجنات :وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ
زيادة القوة بكل معانيها :وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ
المتاع الحسن :يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً
دفع البلاء :وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
وهو سبب لايتاء كل ذي فضل فضله: وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ
العباد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار، لأنهم يخطئون بالليل والنهار، فاذا استغفروا الله غفر الله لهم.
الاستغفار سبب لنزول الرحمة: لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

صيغ الاستغفار
1 – سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد: ( اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).
2 – أستغفر الله.
3 – رب اغفر لي.
4 – ( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).
5 – ( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور، أو التواب الرحيم ).
6 – ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ).
7 – ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ).

وكان عليه الصلاة والسلام ينوع في طلب المغفرة، ويعدد الذنوب بأنواعها، فيقول:
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير

وانا والله واالله والله ياخوااتي كان عندي مشكله ومدرستي بالمدرسه نصحتني بالاستغفار
وبصراحه انا ماكونت اصدق هدي الاشياء

بس قلت اجرب وماراح اخسر

وربي انو كل المكتوب عن الاستغفار صـــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــح
وانحلت نص مشكلتي والحمدلله

والحين انتو جربو وماراح تخسرو وشوفو النتيجه

يلا ادعووووووووووووولي تنحل باقي البروبلم

والله يوفقك




حبيبتي الروابط مش شغاله
حاولي تعدلي الموضوع



خليجية



يسلموووو على مرورك

اوك انا ااحاول اعدلها




التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

آسف زوجتى اريد الزواج بأخرى .أقرأوه حتى النهايه

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته

منصور: حياة لا تطاق ، يجب علي أن أبحث عن حل لحياتنا، لن أعود هذه الليلة وسأبيت عند صاحبي..

…زينب: أنا التي لم تعد تطيق اهمالك وانتقاداتك ،لا تعد ..سنرتاح منك

خرج منصور من بيته صباحا بعد مشاجرته مع زوجته التي بات شبه يومية

وهو يفكّر في حلّ جذري لما أسماه مشكلة عمره ،ومضى في طريقه إلى

عمله يفكر ويخط ،احدى عشرة سنة وأنا أعيش الذلّ بشتى أنواعه

الحياة بات لا تطاق

ولكن..

الأولاد..!!!!

ماذا سيحل بهم؟

أفضل حل هو الزواج بأخرى ،

انسانة تفهمني وتروق لي ،

ان نظرت إليها سرتني

وراقت له الفكرة ،

فصار يفكر في الأنسب والأفضل ،وبدأ يستعرض أسماء النساء اللاتي يعرفهن
،وتوقف عند مها

آه لو لم تكن متزوجة وممن؟

من زميلي سامي الذي يعمل معي في نفس المكتب

مها زميلة له في العمل ،جميلة أنيقة ،لا يمل من النظر اليها ،لم يرها منذ

انتظامها في العمل معهم الا وهي على اجمل صورة

نعم هكذا تكون النساء والا فلا،

ليست كزوجتي زينب ،التي لا تفوح منها الا رائحة والبصل والثوم ولا اراها الا

منفوشة الشعر بلباس المطبخ

آه من حياتي ما أتعسها

ودخل منصور المكتب وهو يدندن
(عايز أجيب عليكى ضرة…العيشة معاكى بقيت مرة…عايز أجدد شبابي…واتزوج تاني مرة وتالت
مرة ورابع مرة)

وبينما هو كذلك اذ لفت انتباهه زميله سامي ،وقد اكفهر وجهه وظهر العبوس
عليه

قطع منصور دندنته واقترب من سامي يسأله عن مصابه .ولم يكن يتصور
الاجابة :
اخبره سامي انه كان في المحكمة الشرعية حيث طلق زوجته مها…

مها !!

أزوجة مثل مها تطلق ؟ولم؟

الناس يحسدونك يا سامي على هكذا زوجة

أخفى منصور استغرابه وسأله عن السبب ،

وكان الرد صدمة ثانية أذهلته

سامي:ما عدت أستطيع الحياة معها،

انسانة باردة لا عواطف عندها ،

لا يهمها الا مظهرها الخارجي وكيف سيراها الناس،

جميلة أنيقة نعم ولكن لغيري وليس لي!!

وانا أدفع الثمن ؟!!!

تتساءل كيف ؟

طبعا من لم يعش المأساة لا يستطيع أن يتصور مدى محنتي ،!!!!

جميلتنا لا ترضى بدخول المطبخ خوفا على أظافرها الطويلة ويديها الناعمتين ،

وطبعا كل طعامنا نشتريه جاهزا ،!!!

أما تنظيف البيت فلا علاقة لها به ،

كل هذا قد أرضى به وأصبر عليه…

ولكن…

تصور في المساء تضع على وجهها أطنانا من الكريمات ،منها لانعاش الوجه
ومنها للض ومنها ومنها ..

هذا غير شعرها الذي لا يظهر منه الا الدبابيس منذرة بخطر الاقتراب او اللمس.

راتبها يضيع كله على جمالها واناقتها وراتبي يضيع بين الطعام الجاهز

والخادمة،وأخيرا قررت وضع حد لهذه المأساة وانتهى الأمر وطلقتها

منصور لنفسه:يا إلهي ..كيف كنت أعمى حينما فكرت بالزواج ثانية بواحدة مثلها…؟!!!

لا ..لا.. علي اعادة التفكير واختيار زوجة تناسبني أكثر..

فأنا تعبت ..

وأريد من تفهمني.. أريد إنسانة تجلس معي نتكلم ونتناقش، متعلمة ومثقفة ،!!!

نعم هذه هي ضالتي

وفي طريق عودته الى البيت صار يفكر بالنساء المثقفات اللاتي تعرف عليهن ،

وقفزت الى فكره رندى…. يا الله..كيف نسيتها؟

رندى صديقة أختي ذات الثقافة العالية والشخصية الفذّة

كثيرا ما كنّا نتناقش حول مواضيع مهمّة ،وكم كنت أطرب لآرائها

ترى…أتراها مازالت من غير زواج؟

كم سأكون محظوظا لو كانت الإجابة نعم .

بسرعة يا منصور خير البر عاجله ،هات الهاتف واتصل بأختك واسألها عنها

اتصل منصور بأخته وبعد السلام سألها عن رندى وعن أخبارها

أجابته أخته باستغراب… يا سبحان الله ،ما الذي جعلك تتذكرها؟

مسكينة…تزوجت وتطلقت…لم تبق مع زوجها أكثر من شهرين ،!!!!!

لكن معه حق..من يستطيع تحمّل زوجة تناقشه بكل شيء،ولا تقتنع برأيه إلا

بعد أن تعلّ قلبه،غير هذا ،فهي تظن انّها الوحيدة التي تفهم ،حياة متعبة

فكان لا بدّ من الطلاق ،وهي الآن تحضّر لنيل شهادة الدكتوراه للمرّة الثانية!!!

منصور لنفسه:…ماهذا النهار يا منصور..؟!!

هل تريد زوجة تناقشك في كلّ صغيرة وكبيرة؟

الله المستعان… ما العمل الآن؟

أوقف منصور سيارته قرب شاطئ البحر وجلس يراقب الصيادين وهم يعملون

في سكون وصبر، وداهمته صورة زينب زوجته

مرة وهي تحضر له الطعام ، وأخرى وهي توقظه لصلاة الفجر

وتذكرها في أيام زواجهما الأولى كيف كانت زهرة يافعة

لماذا تغيرت يازينب؟!! كم كنا نشعر بالسعادة

تذكر سهراتهما معا ، ورنت في أذنيه ضحكاتها الخجولة ورفرف قلبه

هو أحبها كثيرا ، لا بل مازال يحبها ، هي رفيقة دربه

تحملته أيام كان موظفا بسيطا سهرت لينام ، وتعبت ليرتاح

ماذا جرى لهما؟ أين حياتهما السابقة وسعادتهما؟

لماذا يا زينب تغيرت؟ وأنت يا منصور؟

ألم تتغير؟ ألم تنشغل عنها بأمور الدنيا وبأصدقائك

ولم يكن ينقصك إلا هذا الحاسوب الذي بتّ لا تفارقه في ساعات فراغك

أين كلامك الجميل معها؟ متى آخر مرّة سهرت معها؟

لا..لا تتحجّج بأنك كلما طلبت منها السهر أجابتك أنّها تعبة

فكّر أنت متى تأتيها لتسهر معها؟

أليس بعد أن تكون صرفت جلّ الليل إما في مخابراتك الهاتفية مع اصدقائك

هذه المخابرات التي تكاد لا تنتهي أو في استخدامك للحاسوب.!

طبعا وهذه المسكينة هل ستظلّ تنتظرك حتى تنتهي من كل هذا لتطالبها

بالسهر والدردشة وغيرهما.؟!!!

متى آخر مرّة قدمت لها هدية جميلة؟؟

طبعا لا تتذكّر فالحادثة مرت عليها سنوات وسنوات ..

اصح يا منصور من غفلتك وتأكّد أنّ الله تعالى قد أنعم عليك بزوجة طيّبة حنون،

لا يغرنّك الجمال الخارجي الزائف ، جمال الروح هو المقصد والمطلب..!!

وانت عندك هذا الجمال لكنك أغمضت الطرف عنه

وبعد ساعة كان منصور يفتح باب بيته ليقابله وجه زوجته الذي ظهر عليه

القلق الشديد والخوف من أن يكون مريضا ،فليس من عادته أن يعود في هذا الوقت

اقترب منصور منها قائلا وهو يبتسم:معك عشر دقائق لتغيري لباسك وتزيني

أسرعت زينب والفرحة تغمر قلبها ،هذا هو زوجها الحبيب عاد من جديد

لم يستغرق ما طلبه منها وقتا طويلا ،فالفرحة كانت كعصا سحرية حولتها إلى

أميرة جميلة ،ولم تكن بحاجة إلى استخدام مساحيق التجميل وإلى أطنان

الكريمات ،فكلمة حلوة من زوجها كانت لتفعل أكثر مما تفعله كل أنواع التزين في العالم

جلست أمامه والسعادة تزين ملامحها،نظر إليها وأطال النظر كم هي رقيقة وجميلة

ما أغباني ..كيف كنت سأكسر قلبا أبيض كقلبها

وقدّم إليها علبة صغيرة من مخمل أحمر ،فتحته بيدين ترتجفان ،خاتم

ذهبي …ومعه بطاقة كتب عليها: زوجتي وأم أولادي الحبيبة

أحبت أن اقدّم لك هذه الهدية تعبيرا عن حبي العميق وتقديرا لتعبك معنا

فلولاك ما كان ليقف بيتي وتنتصب حياتي انت عبير الحياة وسحرها ، ولا غنى لنا عنك

ملاحظة:

أريد دائما لعينيّ أن تراك على الصورة التي أنت عليها الآن

ودمت لزوجك الذي لن يفكر بغيرك أبدا
………………………… ……………….. …..
فى نهايه قصتنا أقدم ارق تحيه لكل جمال حقيقي ،،، ليس جمال الوجه والملامح !!! ولكن جمال الروح والضمير

جزاكم الله خيراً…دمتم فى رعايه الله وأمنه




بارك الله فيكي



تسلمين حبيبتى
ولكن العيب فينا كنساء ننسى ان الزوج هو اهم واحد نتجمل له ونتزين
شكرا للمساهت الحلوة



خليجية



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

قصه بنت ومطعم والنهايه زواج روعه

كان في وحده نايمين عندها بنات خالتها ….وهالبنت خبله ومفوته المهم جاعوا البنات وتبي تطلب من كنتاكي هو الوحيد الظاهر الي يفتح الفجر ويوصل في هالوقت…كانت الساعه 4 الفجر المهم انها كلمت الاستعلامات وقالت ابي رقم كنتاكي…هو حق الاستعلامات نص لفه وفاضي راح عطاها رقم جوال وقالها هذا كنتاكي…. قالت كنتاكي ورقم جوال!!!!! كيف؟ ..قالها ايه توهم فاتحينه فرع جديد وما بعد وصلهم خط البنت صدقت وراحت دقت على الجوال .. قالت كنتاكي….. قال نعم <=== متفق مع خويه قالت ابي اسوي طلبيه ..قال كم رقم اشتراكم؟ .. قالت ما عندنا قال طيب وصفي لي البيت…وراحت وصفت له .. وسئلها باسم مين وعطته الاسم والرقم الرجال انبسط عليها..راح لكنتاكي وطلب طلبيتها وراح لها لبيتهم بعد ما غير ملابسه لبس بنطلون وتيشيرت وكاب ..وقف السياره بعيد شوي..ونزل رن الجرس….قال كنتاكي فرايد تشيكن بلهجة هنود.. جت البنت تركض ..وعطته الفلوس …واخذت الطلب هي الاخت مشرعه الباب…تحسبه هندي <==== الدعوه فري عندها هو انبسط وقام يتفرج…البنت حلوه مره..واعجبته <=== حب من اول نظره صارت كل ما دقت عليه على انه كنتاكي سوى نفس الحركه…ولو كان بالثمامه رجع عشان خاطر عيونها في الاخير الولد مره حبها….و تقدم لها وخطبها…وصاروا زوجين سعيدين بعد ما تزوجها قالها السالفه وصار كنتاكي مطعمهم المفضل :7_12_1[1]:



ههههههههههههههههههه مشكوره يا قمر



حلوه مره

يسلمو




التصنيفات
منوعات

شاب يحب طفله عمرها 10 سنوات والنهايه مؤلمه وهو شاب في العشرينات من دوله عربية, يقول ———————————————————

شاب يحب طفله عمرها 10 سنوات والنهايه مؤلمه
وهو شاب في العشرينات من دوله عربية, يقول:
———————————————————
تعودت كل ليلة أن أمشي قليلا ، فأخرج لمدة نصف ساعة ثم أعود..
وفي خط سيري يوميا كنت أشاهد طفلة لم تتجاوز العاشرة من العمر… كانت تلاحق فراشا اجتمع حول إحدى أنوار الإضاءة المعلقة في سور أحد المنازل …

لفت انتباهي شكلها وملابسها ..

فكانت تلبس فستانا ممزقا ولا تنتعل حذاءً ..

وكان شعرها طويلا وعيناها خضراوان …

كانت في البداية لا تلاحظ مروري ….

ولكن مع مرور الأيام ..

أصبحت تنظر إليَّ ثم تبتسم ..

في أحد الأيام استوقفتها وسألتها عن اسمها

فقالت: أسماء ..

فسألتها: أين منزلكم ..

فأشارت إلى غرفة خشبية بجانب سور أحد المنازل ..

وقالت: هذا هو عالمنا
أعيش فيه مع أمي وأخي خالد..

وسألتها عن أبيها ..
فقالت: أبى كان يعمل سائقا في إحدى الشركات الكبيرة ..
ثم توفي في حادث مروري ..

ثم انطلقت تجري عندما شاهدت أخيها خالد
يخرج راكضا إلى الشارع …

فمضيت في حال سبيلي ..
ويوما بعد يوم ..
كنت كلما مررت استوقفها لأجاذبها أطراف الحديث ..

سألتها : ماذا تتمنين ؟
قالت: كل صباح اخرج إلى نهاية الشارع ..
لأشاهد دخول الطالبات إلى المدرسة …
أشاهدهم يدخلون إلى هذا العالم الصغير ..
مع باب صغير.. ويرتدون زيا موحدا ….
ولا اعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور …
أمنيتي أن أصحو كل صباح .. لألبس مثلهم..
وأذهب وأدخل مع هذا الباب لأعيش معهم
وأتعلم القراءة والكتابة ..

لا أعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة ..
قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة …
وقد تكون عينيها .. لا أعلم حتى الآن السبب ..
كنت كلما مررت في هذا الشارع ..
أحضر لها شيئا معي ..
حذاء .. ملابس .. ألعاب .. أكل ..

وقالت لي في إحدى المرات ..
بأن خادمة تعمل في أحد البيوت القريبة منهم
قد علمتها الحياكة والخياطة والتطريز …
وطلبت مني أن أحضر لها قماشا وأدوات خياطة ..
فأحضرت لها ما طلبت ..

وطلبت مني في أحد الأيام طلبا غريبا …
قالت لي : أريدك أن تعلمني كيف أكتب كلمة أحبك.. ؟

مباشرة جلست أنا وهي على الأرض ..

وبدأت أخط لها على الرمل كلمة أحبك …
على ضوء عمود إنارة في الشارع ..
كانت تراقبني وتبتسم ..
وهكذا كل ليلة كنت أكتب لها كلمة أحبك …
حتى أجادت كتابتها بشكل رائع ..

وفي ليلة غاب قمرها
… حضرت إليها …
وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث …
قالت لي اغمض عينيك ..
ولا أعلم لماذا أصرت على ذلك ..
فأغمضت عيني …
وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضة …
وتختفي داخل الغرفة الخشبية ..

وفي الغد حصل لي ظرف طارئ
استوجب سفري خارج المدينة لأسبوعين متواصلين ..
لم أستطع أن أودعها ..
فرحلت وكنت أعلم إنها تنتظرني كل ليلة
.. وعند عودتي …
لم أشتاق لشيء في مدينتي ..
أكثر من شوقي لأسماء ..

في تلك الليلة خرجت مسرعا
وقبل الموعد وصلت المكان
وكان عمود الإنارة الذي نجلس تحته لا يضيء..
كان الشارع هادئا ..
أحسست بشي غريب ..
انتظرت كثيرا فلم تحضر ..
فعدت أدراجي …
وهكذا لمدة خمسة أيام ..

كنت أحضر كل ليلة فلا أجدها ..
عندها صممت على زيارة أمها لسؤالها عنها ..
فقد تكون مريضة ..
استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية
طرقت الباب على استحياء..

فخرج أخوها خالد ..
ثم خرجت أمه من بعده ..
وقالت عندما شاهدتني ..

يا إلهي .. لقد حضر ..
وقد وصفتك كما أنت تماما ..

ثم أجهشت في البكاء ..

علمت حينها أن شيئا قد حصل ..
ولكني لا أعلم ما هو ؟!
عندما هدأت الأم
سألتها ماذا حصل؟؟
أجيبيني أرجوك ..

قالت لي : لقد ماتت أسماء ..

وقبل وفاتها …
قالت لي: سيحضر أحدهم للسؤال عني فأعطيه هذا

وعندما سألتها من يكون ..
قالت أعلم أنه سيأتي .. سيأتي لا محالة ليسأل عني؟؟
أعطيه هذه القطعة ..

فسالت أمها: ماذا حصل؟؟
فقالت لي: توفيت أسماء ..
في إحدى الليالي أحست ابنتي بحرارة وإعياء شديدين ..
فخرجت بها إلى أحد المستوصفات الخاصة القريبة ..
فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لا أملكه …

فتركتهم وذهبت إلى أحد المستشفيات العامة ..
وكانت حالتها تزداد سوءا.

فرفضوا إدخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى ..
فعدت إلى المنزل ..
لكي أضع لها الكمادات ..
ولكنها كانت تحتضر .. بين يدي ..
ثم أجهشت في بكاء مرير ..
لقد ماتت .. ماتت أسماء ..

لا اعلم لماذا خانتني دموعي ..
نعم لقد خانتني ..
لأني لم استطع البكاء ..
لم أستطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها ..
لا أعلم كيف أصف شعوري ..
لا أستطيع وصفه لا أستطيع ..

خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم أعد إلى مسكني …
بل أخذت اذرع الشارع ..
فجأة تذكرت الشيء الذي أعطتني إياه أم أسماء ..
فتحته … فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعة ..

وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة أحبك …خليجية

وامتزجت بقطرات دم متخثرة …

يا إلهي …

لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة …
وعرفت الآن لماذا كانت تخفي يديها في آخر لقاء ..
كانت أصابعها تعاني من وخز الإبرة التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز ..

كانت أصدق كلمة حب في حياتي ..




خليجية



مشكورة والله قصه حزينه



شكرا لمروركم الرائع



روووووووووووووعه



التصنيفات
منوعات

شاب يحب طفله عمرها 7 سنوات والنهايه مؤلمه


شاب يحب طفله عمرها 7 سنوات والنهايه مؤلمه
وهو شاب في أواخر العشرينات من دوله عربية, يقول:
تعودت كل ليلة أن أمشي قليلا ، فأخرج لمدة نصف ساعة ثم أعود..
وفي خط سيري يوميا كنت أشاهد طفلة لم تتجاوز السابعة من العمر… كانت تلاحق فراشا اجتمع حول إحدى أنوار الإضاءة المعلقة في سور أحد المنازل …

لفت انتباهي شكلها وملابسها ..

فكانت تلبس فستانا مما ولا تنتعل حذاءً ..

وكان شعرها طويلا وعيناها خضراوان … خليجية

كانت في البداية لا تلاحظ مروري ….

ولكن مع مرور الأيام ..

أصبحت تنظر إليَّ ثم تبتسم ..

في أحد الأيام استوقفتها وسألتها عن اسمها

فقالت: أسماء ..

فسألتها: أين منزلكم ..

فأشارت إلى غرفة خشبية بجانب سور أحد المنازل ..

وقالت: هذا هو عالمنا
أعيش فيه مع أمي وأخي خالد..

وسألتها عن أبيها ..
فقالت: أبى كان يعمل سائقا في إحدى الشركات الكبيرة ..
ثم توفي في حادث مروري ..

ثم انطلقت تجري عندما شاهدت أخيها خالد
يخرج راكضا إلى الشارع …

فمضيت في حال سبيلي ..
ويوما بعد يوم ..
كنت كلما مررت استوقفها لأجاذبها أطراف الحديث ..

سألتها : ماذا تتمنين ؟
قالت: كل صباح اخرج إلى نهاية الشارع ..
لأشاهد دخول الطالبات إلى المدرسة …
أشاهدهم يدخلون إلى هذا العالم الصغير ..
مع باب صغير.. ويرتدون زيا موحدا ….
ولا اعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور …
أمنيتي أن أصحو كل صباح .. لألبس مثلهم..
وأذهب وأدخل مع هذا الباب لأعيش معهم
وأتعلم القراءة والكتابة ..

لا أعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة ..
قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة …
وقد تكون عينيها .. لا أعلم حتى الآن السبب ..
كنت كلما مررت في هذا الشارع ..
أحضر لها شيئا معي ..
حذاء .. ملابس .. ألعاب .. أكل ..

وقالت لي في إحدى المرات ..
بأن خادمة تعمل في أحد البيوت القريبة منهم
قد علمتها الحياكة والخياطة والتطريز …
وطلبت مني أن أحضر لها قماشا وأدوات خياطة ..
فأحضرت لها ما طلبت ..

وطلبت مني في أحد الأيام طلبا غريبا …
قالت لي : أريدك أن تعلمني كيف أكتب كلمة أحبك.. ؟

مباشرة جلست أنا وهي على الأرض ..

وبدأت أخط لها على الرمل كلمة أحبك …
على ضوء عمود إنارة في الشارع ..
كانت تراقبني وتبتسم ..
وهكذا كل ليلة كنت أكتب لها كلمة أحبك …
حتى أجادت كتابتها بشكل رائع ..

وفي ليلة غاب قمرها
… حضرت إليها …
وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث …
قالت لي اغمض عينيك ..
ولا أعلم لماذا أصرت على ذلك ..
فأغمضت عيني …
وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضة …
وتختفي داخل الغرفة الخشبية ..

وفي الغد حصل لي ظرف طارئ
استوجب سفري خارج المدينة لأسبوعين متواصلين ..
لم أستطع أن أودعها ..
فرحلت وكنت أعلم إنها تنتظرني كل ليلة
.. وعند عودتي …
لم أشتاق لشيء في مدينتي ..
أكثر من شوقي لأسماء ..

في تلك الليلة خرجت مسرعا
وقبل الموعد وصلت المكان
وكان عمود الإنارة الذي نجلس تحته لا يضيء..
كان الشارع هادئا ..
أحسست بشي غريب ..
انتظرت كثيرا فلم تحضر ..
فعدت أدراجي …
وهكذا لمدة خمسة أيام ..

كنت أحضر كل ليلة فلا أجدها ..
عندها صممت على زيارة أمها لسؤالها عنها ..
فقد تكون مريضة ..
استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية
طرقت الباب على استحياء..

فخرج أخوها خالد ..
ثم خرجت أمه من بعده ..
وقالت عندما شاهدتني ..

يا إلهي .. لقد حضر ..
وقد وصفتك كما أنت تماما ..

ثم أجهشت في البكاء ..

علمت حينها أن شيئا قد حصل ..
ولكني لا أعلم ما هو ؟!
عندما هدأت الأم
سألتها ماذا حصل؟؟
أجيبيني أرجوك ..

قالت لي : لقد ماتت أسماء ..

وقبل وفاتها …
قالت لي: سيحضر أحدهم للسؤال عني فأعطيه هذا

وعندما سألتها من يكون ..
قالت أعلم أنه سيأتي .. سيأتي لا محالة ليسأل عني؟؟
أعطيه هذه القطعة ..

فسالت أمها: ماذا حصل؟؟
فقالت لي: توفيت أسماء ..
في إحدى الليالي أحست ابنتي بحرارة وإعياء شديدين ..
فخرجت بها إلى أحد المستوصفات الخاصة القريبة ..
فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لا أملكه …

فتركتهم وذهبت إلى أحد المستشفيات العامة ..
وكانت حالتها تزداد سوءا.

فرفضوا إدخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى ..
فعدت إلى المنزل ..
لكي أضع لها الكمادات ..
ولكنها كانت تحتضر .. بين يدي ..
ثم أجهشت في بكاء مرير ..
لقد ماتت .. ماتت أسماء ..

لا اعلم لماذا خانتني دموعي ..
نعم لقد خانتني ..
لأني لم استطع البكاء ..
لم أستطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها ..
لا أعلم كيف أصف شعوري ..
لا أستطيع وصفه لا أستطيع ..

خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم أعد إلى مسكني …
بل أخذت اذرع الشارع ..
فجأة تذكرت الشيء الذي أعطتني إياه أم أسماء ..
فتحته … فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعة ..

وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة أحبك …

وامتزجت بقطرات دم متخثرة …

يا إلهي …

لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة …
وعرفت الآن لماذا كانت تخفي يديها في آخر لقاء ..
كانت أصابعها تعاني من وخز الإبرة التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز ..
كانت أصدق كلمة حب في حياتي ..




وااااااااااااااااااو راااااااااااااااااااائع تححححححححححححححفة يجنننننننننننن ببزاااااااااااااااااااااااف يسعدني اكوووووووون اول من يرد عليكي غاليتي
يااااااااااااااااي قصة رووووووووووووووووعة
شكرا شكرا لا تحرمينا من جديدك يا العسل

رنوش سويت




خليجية



قصة فى قمة
الررررررررروعة
مشكووورة غاليتى




كويس ماتت اذاكانت صغيره جننته اجل اذاكبرت وش بتسوي ممكن تسوي مثل غيرهاتمشي وتتركه وتقول هذا القدر وهو بموفقتها



التصنيفات
منوعات

هذه النهايه . فرشي التراب

]السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هذه النهايه … فرشي التراب
أختي تذكري ملك الموت..
تذكري … كم ستعيشي في هذه الدنيا ؟ سنتين سنة ؟؟ ثمانين سنة أو مائة سنة …ألف سنة …ثم ماذا ..؟ثم موت … ثم بعث الى جنان النعيم أو في نار الجحيم ..
تيقن حق اليقين أن ملك الموت كما تعداك الى غيرك فهو في الطريق إليك ….
وأعلم أن الحياة مهما أمتدت وطالت فإن مصيرها إلى الزوال وما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات فتصبح في وحدة فريدة لا أحباب ولا أموال ولا أصحاب ….
تخيل نفسك وقد نزل بك الموت وجاء الملك فجذب روحك من قدميك ..
تذكر ظلمة القبر وحدته وضيقه وحشته وهول مطلعه ….!!
تذكر هيئة الملكين وهما يقعدانك ويسألانك ….
تذكر كيف يكون جسمك بعد الموت ؟ تقطعت أوصالك وتفت عظامك وبلى جسدك وأصبحت قوتا للديان …!!!
ثم ينفخ في الصور .. إنها صيحة العرض على الله فتسمع الصوت فيطير فؤادك ويشيب رأسك فتخرج مغبر حافي عاري قد رجت الارض وبست الجبال وشخصت الابصار لتلك الاهوال وطارت الصحائف وقلق الخائف …!!
فكم من عجوز يقول : واشيبتاه !! وكم من كبير ينادي واخيبتاه وكم من شاب يصيح واشباباه ..!!
برزت النار فأحرقت وزفرت النار غضبا فمزقت وتقطعت الافئدة وتفرقت …والاحداق قد سالت والاعناق قد مالت والالوان وقد حالت , والمحن قد توالت …
تذكر مذلتك في ذلك اليوم وانفرادك بخوفك وأحزانك , وهمومك وغمومك وذنوبك , وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمعين إلا همسا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى , قد ملئت القلوب رعبا وذهلت المرضعة عن رضيعها وأسقطت الحامل حملها ,….
وتبرئي حينها من بنيك وأمك وأبيك وزوجك وأخيك ….
تذكر تلك المواقف والاهوال يوم ينسى المرء كل عزيز وحبيب …
تذكر يوم توضع الموازين وتطاير الصحف كم في كتابك من زل وكم في عملك من خلل ؟!!!!
تذكر يوم يقال لك : هيا ..اعبر الصراط ….
تذكر يوم يناديك بأسمك بين الخلائق , يا فلان بن فلان : هيا الى العرض على الله فتقوم أنت ولا يقوم غيرك لأنك أنت المطلوب ….
تذكر حينئذ ضعفك وشدة خوفك وأنهيار أعصابك وخفقان قلبك وقفت بين يدي الملك الحق المبين الذي كنت تهرب منه ويدعوك فتصد عنه وقفت وبيدك صحيفة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها فتقرئها بلسان كليل وقلب كسير , قد عمك الحياء والخوف من الله فبأي لسان تجيبيه حين يسألك عن عمرك وشبابك وعلمك ومالك … وبأي قدم تقف غدا بين يديه وبأي عين تنظر إليه وبأي قلب تجيب عليه …
ماذا تقول غدا له عندما يقول الملك : يا عبدي : لماذا لم تجليني , لماذا لم تستحي مني لماذا لم تراقبني , عبدي : أستخفت بنظري إليك ألم أحسن إليك ألم أنعم عليك ؟!!!!
ألا تصبر على طاعة الله هذه الأيام القليلة وهذه اللحظات السريعة ..لتفوز الفوز العظيم وتمتع بالنعيم المقيم …!
تخيل .. ملك الموت أمامك .. في كل حين .. وتذكر ان الدنيا فانيه ..
ندعو الله . بكل أسم هو له .. ان يرحمنا عند الممات .. ويثبت السنتنا .. بالشهادتين .. ويرحمنا بحسن الخاتمه .. وينور قبورنا وأن يوسعها علينا من ضيق اللحود .. اللهم أمين ..
فرشي التراب يضمني ..
وهو غطائي .. حولي الرمال تلفني بل من ورائي
واللحد يحكي ظلمة فيها أبتلائي
والنور خط كتابُه أونسي لقائي
والاهل أين حنانهم بائعو وفائي
والصحب أين جُموعهم .. تركو أيخائي
والمال أين هنائُه صار ورائي
والاسم أين بريقُه بين الثنائي



مشكورة أختي جزاك الله كل خير
فعلاً اخدتنا الدنيا بملاهيها و نسينا يوم لا ينفع لا مال ولا بنون إلا ما كسبت أيدينا
اللهم تبثنا
شرفني أكون أول من رد على موضوعك الرائع



مشكورة ياقلبي



شكرا على ردكم



مشكوره حبيبتي



التصنيفات
ادب و خواطر

كفايه ياحـزن تكفى تراني في النهايه » انسـان

أخاف اكتب واسبب جرح …. واعيش بعالمي ندماااان
أخاف انطق واقول الهمّ …. واصير بدنيتي غلطاااان

أنـا وان قلت بكتمها…. بتبقى حالتي تعباااان
وتتبعني هموم الوقت …. واعيش بضيقة الاحزاااان

أخاف اشكي واقول اني …. من الدنيا أنـا تعبااان
وترجع تنتقم منّي …. وتشعل قلبي النيرااان

أخاف اصرخ وانـا وحدي …. ولايسمعني أي انسااان
ويرجع لي صدى صوتي …. تراك بعالم الكتمااان

أخاف ابكي وماالقى …. لدمعي واحد(ن)شفقاااان
ويزداد الالم فيني …. واحس بلوعة الحرماااان

أخاف اضحك واتكدّر…. بضحكه مالها عنواااان
وادوّر اهلي وربعي …. وحتى صحبي والخلاّاان

أخاف اقول:ابي افرح …. لانّي للفرح عطشاااان
واضيّع موطن الفرحه …. واتوه بعالم الاحزااان

متى ياخوفي تتركني …. وانا اجازيك بالهجراان
متى دنياك ترحمني …. واعيش بعالمي بأمااان

متى ياحزني اتجرأ …. واصيح بصوتي التعبان
كفايه ياحـزن تكفى تراني في النهايه » انسـان
****

مماراق لي




ما اروووعها من كلمآآآآآآآآآآآآآآت

سلمت يمنآآآكـ غلاتي

لاتحرمينا من ابدآآآآآآعآآآآتكـ




متى ياخوفي تتركني …. وانا اجازيك بالهجراان
متى دنياك ترحمني …. واعيش بعالمي بأمااان



رووووووووووووووووعة الكلمات ,,,,واللي كاتبتها الارووووووع بصراااحه ,,

مشكوووورة يالغلا ,,,

لاعدمنااااك ,,,




لا هنتي ع طرحك الرااااااااقي يعطيك العاااااااااااافيه