التصنيفات
منتدى اسلامي

الزهد في الدنيا وطلب الآخرة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

****************************** **

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ". أخرجه هناد (2/355) ، والترمذي (4/642 ، رقم 2465) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 670). قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": (هَمَّهُ) أَيْ قَصْدُهُ وَنِيَّتُهُ. (جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ) أَيْ جَعَلَهُ قَانِعًا بِالْكَفَافِ وَالْكِفَايَةِ كَيْ لَا يَتْعَبَ فِي طَلَبِ الزِّيَادَةِ (وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ) أَيْ أُمُورَهُ الْمُتَفَرِّقَةَ بِأَنْ جَعَلَهُ مَجْمُوعَ الْخَاطِرِ بِتَهْيِئَةِ أَسْبَابِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ بِهِ (وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا) أَيْ مَا قُدِّرَ وَقُسِمَ لَهُ مِنْهَا (وَهِيَ رَاغِمَةٌ) أَيْ ذَلِيلَةٌ حَقِيرَةٌ تَابِعَةٌ لَهُ لَا يَحْتَاجُ فِي طَلَبِهَا إِلَى سَعْيٍ كَثِيرٍ بَلْ تَأْتِيهِ هَيِّنَةً لَيِّنَةً عَلَى رَغْمِ أَنْفِهَا وَأَنْفِ أَرْبَابِهَا (وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ) وَفِي الْمِشْكَاةِ: وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الدُّنْيَا (جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ) الِاحْتِيَاجِ إِلَى الْخَلْقِ كَالْأَمْرِ الْمَحْسُومِ مَنْصُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ (وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ) أَيْ أُمُورَهُ الْمُجْتَمَعَةَ. قَالَ الطِّيبِيُّ: يُقَالُ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ أَيْ مَا تَشَتَّتَ مِنْ أَمْرِهِ. وَفَرَّقَ اللَّهُ شَمْلَهُ أَيْ مَا اِجْتَمَعَ مِنْ أَمْرِهِ , فَهُوَ مِنْ الْأَضْدَادِ (وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ) أَيْ وَهُوَ رَاغِمٌ, فَلَا يَأْتِيهِ مَا يَطْلُبُ مِنْ الزِّيَادَةِ عَلَى رَغْمِ أَنْفِهِ وَأَنْفِ أَصْحَابِهِ.

****************************** **




اللهم يا رب
زد قلوبنا ايمانا
وحبب لنا الأعمل الصالحة
آآآآآآآآمين يا رب
يعطيك العافية روووجينا



~دقات قلب~
اهلا عمري
آميييييييييين يارب



خليجية

خليجية




جزاكي الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

اللهم لاتجعل الدنيا اكبر همنا




التصنيفات
منتدى اسلامي

أجر الصابرين في الدنيا والآخرة

نص السؤال

حدثنا لو تكرمتم

عما وعد الله له الصابرين في الدنيا والآخرة والعاملين بطاعة الله؟

نص الجواب

الحمد لله

إن الله خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له وأمرهم بذلك

فقال تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}

وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ

وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}

وهذه العبادة التي خلقوا لها وأمروا بها هي أن يطيعوا أوامره وينتهوا

عن نواهيه ويكروا من ذكره . وأساس هذه العبادة هو

توحيده سبحانه بدعائه وبخوفه ورجائه والإخلاص له في جميع العبادة

من صلاة وصوم وغير ذلك .

وقد وعدهم الله الخير الكثير والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة؟

وعدهم في الآخرة بالجنة والكرامة قال تعالى :

{فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}

وقال سبحانه : {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ

وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} وقال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

وقال عز وجل :{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ

فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

وقال صلى الله عليه وسلم : (ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر).

وقال صلى الله عليه وسلم : (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن

أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان

خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن). فالصابر له العاقبة الحميدة

في الدنيا والآخرة أو له الجنة والكرامة في الآخرة إذا صبر

على تقوى الله سبحانه وطاعته وصبر على ما ابتلي به من شظف

العيش والفاقة والفقر والمرض ونحو ذلك؟ قال الله سبحانه :

{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ

الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}

إلى أن قال سبحانه: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ

أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}

والصبر والتقوى عاقبتهما حميدة في جميع الأحوال .

قال تعالى في حق المؤمنين مع عدوهم:

{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.




بارك الله فيكم وجعلها في ميزان حسناتكم باذنه تعالى



التصنيفات
منتدى اسلامي

وما الحياة الدنيا في الأخره إلا متاع متاع الدنيا مكانة الدنيا من الآخرة

وما الحياة الدنيا في الأخره إلا متاع . متاع الدنيا . مكانة الدنيا من الآخرة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يكشف الله سبحانه وتعالى عن وجه هذه الحياة الدنيا، ويبين لهم حقيقتها المزيفة؛ وذلك بعد أن أخبر سبحانه عنها بأنها لعب، ولهو، وزينة، وتفاخر، وتكاثر في الأموال والأولاد،
وأنها أتفه من أن يتشبَّث بها الإنسان، ولو علمت حقيقتها ومآلها ومصيرها، لأبغضتها، ولآثرت عليها الآخرة التي هي خير وأبقى ؛ فما الحياة الدنيا بالنسبة إلى الآخرة إلا عرض عاجل، وظل زائل، ومتاع فان.
قوله تعالى ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ) تصوير لهذه الحياة الدنيا من بدايتها إلى نهايتها بصورة هزيلة زهيدة، تهوِّن من حقيقتها، وتقلل من شأنها، وتدعو النفوس للترفُّع عنها ، واتخاذها مطيَّة للآخرة -وأما الزينة فهي لما يتزين به الإنسان من الملابس الفاخرة، وما يتخذه من المراكب البهية، والمنازل العالية، من أجل أن يكون في أعين الناس مهيبًا جميلاً.
بقوله ( ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)
إنما هو متاع الحياة الدنيا، وأن متاعها قليل سريع الانقضاء، مهما طالت مدته، وأن نعيم الآخرة هو النعيم الذي لا يفنى، ولا ينقضي.والدارس لأطوار الخلق التي تبدأ بمرحلة الطفولة، وتنتهي بمرحلة الشيخوخة، يوقن تمامًا أن الحياة الدنيا هي بمثابة لحظة في تاريخ الإنسان الطويل، وأنها معْبَرٌ إلى الآخرة، وأن( ﴿الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)،
هي متاعٌ لمن أقبل عليها، واطمأن بها، فينتهي بأهله إلى غرور خادع. والحياة الدنيا تكون تافهة لا قيمة لها ولا وزن حين لا يكون وراءها غاية أكرم وأبقى الذي يجعلها مزرعة الآخرة ؛هو الذي يستحق وراثة الدار الباقية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعمت الدار الدنيا لمن تزوَّد منها لآخرته، وبئست لمن صدَّته عن آخرته، وقصرت به عن رضا ربه)
ولما كانت الحياة الدنيا ذاتها متاعًا، وزينة وكل شيء يغُرُّ الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان، حتى يعصي الله تعالى، ويترك ما أمره به سبحانه، فهو غَرورٌ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مالي، وللدنيا إنما مثلي، ومثل الدنيا ؛ كراكبٍ في ظل شجرة في يوم صائف، ثم راح وتركها ) أي استظل في ظل شجرة في يوم شديد الحر.
وكان عليه الصلاة والسلام يقول ( الدنيا خضرة حلوة، فاتقوها )
ويُعلم مما تقدَّم أن الحياة الدنيا التي ذمَّها الله تعالى، وذمَّها رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ إنما هي التي تلهي عن ذكر الله تعالى، ولا تُتَّخَذُ مطيَّة للآخرة ؛ لأن الدنيا في الحقيقة جُعِلَت مبنى للآخرة، ومزرعة لها، ومنها زاد الجنة، ومنها اكتسبت النفوس الإيمان ومعرفة الله تعالى، ومحبته وذكره ؛ ابتغاءَ مرضاته. وخيرُ عيش ناله أهل الجنة في الجنة ؛ إنما كان بما زرعوه في الحياة الدنيا من أعمال البر والإحسان، فإن لم تكن كذلك، فهي مذمومة ملعونة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله، )




التصنيفات
منوعات

والآخرة خير وأبقى

المال له بريقٌ ولمعان، وسحر وفتنة، وقدرتُه على خطف القلوب لا تخفى على أحد، وطبيعة النفس البشريّة مركبة على الشغف بالمال واستهواء خضرته، كما قال سبحانه وتعالى: {وتحبون المال حبا جما} (الفجر:20) أي: حبّاً كثيرا شديداً، وجاء فيما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم أفسد لها من حرص المرء على المال) رواه الترمذي.

وقد وصل هذا الافتتان بالبعض أن يكون عبداً للمال: (تعس عبد الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يُعْط لم يرضَ) رواه البخاري، وليست هذه بعبوديّة الركوع والسجود، ولكن عبوديّة القلب، وجَعْلُ المال منطلقاً للمحبّة والرجاء والخوف.

إذن فهذا الموقف من المال هو المتوقّع من ابن آدم، ألا يدع فرصةً يستكثر فيها من المال إلا وانتهزها، ولا يملأ جوفه إلا التراب، فإذا سمعنا بعد ذلك عن أحدٍ عُرضت عليه الأموال بالمكاييل، والذهب والفضّة والمجوهرات بالمثاقيل، فلم يلقِ لها بالاً، ولم يلتفت إليها أصلاً، علمنا أن شأناً استجدّ فاستدعى هذه المغايرة في الطباع، وهذا الانقلاب في الموازين، ومثل هذا يكون قبيل قيام الساعة.

هذه هي الحقيقة، ولها جانبان سنجد حضورهما وتجلّياتهما في عددٍ من أحاديث النبي –صلى الله عليه وسلم-، أما الأوّل: فطغيان المال وكثرته، والثاني: فإعراض الناس عن قبوله وأخذه، ومع أوّل الأحاديث التي تذكر ذلك: عن أبي هريرةرضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض، حتى يُهِمّ رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه، فيقول الذي يعرضه عليه: لا أِرَب لي) رواه البخاري.

فقوله -صلى الله عليه وسلم-: (فيفيض)، بمعنى أن يزيد عن الحاجة، وهذه الكلمة مأخوذةٌ من الفيض وهو زيادة الماء عن امتلاء الإناء، ومعنى (يُهِمّ) يحزنه ويقلقه ويشغل قلبه، ورب المال صاحبه، ومعنى: (لا أِرَب لي) أي لا حاجة لي بالمال .

فأخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث السابق بكثرة المال في آخر الزمان، وأنه سوف يصل الحال بالإنسان ألا يجد من يقبل صدقته، حتى يحصل له من ذلك هم، وما ذلك إلا لكثرة المال واستفاضته.

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب، ثم لا يجد أحداً يأخذها منه) رواه مسلم.

والمشهد السابق يتضمّن حالةً تكون في آخر الزمان، حين يتردّد الإنسان بالمال بين الناس ويطوف به، فلا يجد من يقبلها، هذا إذا كان حال الذّهب أعز المعادن وأكثرها قيمةً اقتصاديّة: لا يقبله أحد، فكيف الظّنّ بغيره من الأموال؟.

وعن حارثة بن وهب رضي الله عنه؛ قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (تصدقوا؛ فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته؛ فلا يجد من يقبلها، يقول الرجل: لو جئت بها بالأمس؛ لقبلتها، فأما اليوم؛ فلا حاجة لي بها) رواه مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (تقيء الأرض أفلاذ كبدها، أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول: في هذا قُطعت يدي، ثم يَدَعونه فلا يأخذون منه شيئاً) رواه مسلم.

والمقصود بقوله –صلى الله عليه وسلم-: (تقيء الأرض أفلاذ كبدها) أن تخرج الأرض ما في الأفلاذ جوفها من الكنوز المدفونة فيها، كما قال جل ذكره: {وأخرجت الأرض أثقالها} (الزلزلة:2)، وتكون هذه القِطع عظيمةً وكبيرة، ولذلك عبّر عنها النبي عليه الصلاة والسلام بالأسطوان،وهي السارية والعمود ونحوهما، ويقف أمام تلك الكنوز فئاتٌ من البشر وقفةَ اتعاظ، تشمل القاتل الذي قتل لأجلها، والسارق الذي قُطعت يده بسببها.

ومن دلائل الاستفاضة والكثرة، ما بشّر به النبي –صلى الله عليه وسلم- من الفتوحات، وذلك قوله: (إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض) رواه مسلم، و المراد بالكنزين: الذهب والفضة.

ونحن نشهد تجلّيات هذه النبوءة في التاريخ، وستظهر أكثر في آخر الزمان، أما أوّل تلك التجلّيات: فما حدث في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من فتوحات فرس والروم، فحينما فُتحت المدائن وجدوا في خزانة كسرى ثلاثة آلاف ألف ألف ألف دينار –هكذا جاء التعبير في كتب التاريخ بتكرار كلمة ألف ثلاث مرات!- فأخذوا من ذلك ما قدروا عليه، وتركوا ما عجزوا عنه، وحين دخل سعد رضي الله عنه إيوان كسرى تلا قوله تعالى: {كم تركوا من جنات وعيون* وزروع ومقام كريم * ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك* وأورثناها قوماً آخرين} (الدخان: 22-25)، ومثل هذه الكنوز العظيمة تُقال عن فتوحات الروم.

وحينما تولّى الخليفة الراشد المهدي: عمر بن عبدالعزيز، وأقام في الناس ميزان الشريعة، وحكم بين الناس بالعدل، استطاع في في أقل من ثلاث سنين أن يملأ خزانة الدولة، حتى أن الرجل كان يعرض ماله للصدقة فلا يجد من يقبل صدقته.

ومنه ما سيحدث في آخر الزمان من كثرة المال، زمن المهدي المنتظر وعيسى النبي عليه السلام، ودلائل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطى المال صحاحاً) رواه الحاكم في المستدرك وصححه الإمام الذهبي، وقوله عليه الصلاة والسلام: (إن في أمتي المهدي، يخرج يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً ، فيجيء إليه رجل فيقول: يا مهدي، أعطني أعطني، فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله) رواه الترمذي في السنن وأحمد في المسند.

وأما عن زمن عيسى عليه السلام، فقد جاء في صحيح مسلم حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه: (..ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم صلى الله عليه وسلم حكما مُقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد) رواه مسلم.

وبعد سماع هذه الأخبار عن الصادق المصدوق، لا ينبغي للمسلم أن ينسى أن استفاضة المال أو حتّى قلّته إنما هو محض اختبارٍ من الحكيم العليم، أما الحياة الحقيقيّة الدائمة فهي دار القرار، والتي قال الله سبحانه وتعالى فيها: {والآخرة خير وأبقى} (الأعلى:17).


مما راق لى




والاخرة خير وابقى
ربنا ردنا اليك ردا جميلا