التصنيفات
منوعات

عاطفة الأبوة فطرية . ."النبي و فاطمة"

[CENTER][SIZE="5"]
كانت أشبه الناس بالنبي – صلى الله عليه وسلم – سمتا وهديا ودلا، لا تخطي بقيامها قيامه، ولا بقعودها قعوده، ولا بتكفئها إذا مشت مشيته، ولا بحديثها إذا تحدثت حديثه، وكان تعامله – صلى الله عليه وسلم – معها على أرقى مستوى من العاطفة الأبوية والاحتفاء الكريم.

كان – صلى الله عليه وسلم – إذا زارته البضعة النبوية قام إليها يتلقاها ورحب بها قائلا: مرحبا بابنتي ثم أخذ بيدها وقبلها، وأجلسها في مكانه الذي كان جالسا فيه مبالغة في الحفاوة والمحبة والإكرام، وإذا زارها هو قامت إليه ورحبت به وأخذت بيده وقبلته وأجلسته مكانها في صورة غاية في الأدب والاحترام المتبادل، وعلى أجمل ما تكون حفاوة الولد بالوالد.

كان هذا الحب الأبوي الدافق من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لابنته فاطمة يلتقي بحب الابنة البارة التي تتذوق حبه وتبادله إياه محبة واحتفاء وبرا.

فلما مرض – صلى الله عليه وسلم – مرضه الذي توفي فيه أرسل إليها يدعوها إليه فأقبلت تمشي لا تخطي مشيتها مشية أبيها – صلى الله عليه وسلم -، فلم يقم – صلى الله عليه وسلم – كما كان يقوم ولم يتلقاها كما كان يتلقى فإن العافية قد انهزمت في بدنه الشريف وقد أمضه المرض وأنهكته الحمى، وإذا بفاطمة تنكب عليه تقبله وقد كان هو الذي يبادر لتقبيلها، فأجلسها عن يمينه فما كان يستطيع أن يقوم عن مكانه وقد كان يقوم لها عنه.

خليجية

جلست فاطمة إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأطاف بهما أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – فلا تغادر منهن امرأة، فتحدث إليها النبي – صلى الله عليه وسلم – ما شاء الله أن يتحدث ثم أسر إليها وأصاخت إليه، وأزواجه يرقبن هذه النجوى وينظرن أثرها على وجه فاطمة الوضي المنور.

وإذا بفاطمة تتلقى النجوى بتأثر بالغ عرفه أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – من بكائها الذي لم تستطع أن تغالبه فقد بكت بكاء شديدا، وعجب أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يخصها أبوها بالسر من بينهن ثم هي تبكي، وقالت لها عائشة: خصك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالسر من بيننا ثم أنت تبكين، ولو علمن ما أسر به لعذرنها ولبادرنها البكاء.

ثم إن النبي – صلى الله عليه وسلم – أسر إليها أخرى وقد رأى بكاءها وتأثرها فما زال يناجيها حتى استنار وجهها وبرق محياها وضحكت بعد تأثر وبكاء.

فعجبت أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – لسرعة تغير انفعال فاطمة من بكاء إلى ضحك، ومن حزن إلى فرح حتى قالت عائشة: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، قد كنت أظن فاطمة أعقل النساء فإذا هي من النساء (يعني في سرعة تغير انفعالها)، وما علمت عائشة سبب هذا التغير حينئذ ولو علمته لعذرت ولعلمت أن هذا دليل آخر على كمال عقلها وعظيم حبها لأبيها.

خليجية

فلما قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سارعت عائشة إلى فاطمة تسألها عن السر الذي أضحكها وأبكاها وما قال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقالت فاطمة: إني إذا لبذرة (أي مضيعة لا أحفظ السر) ما كنت لأفشي سر رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولم يلبث النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك إلا يسيرا حتى توفي ولحق بالرفيق الأعلى، فقالت لها عائشة عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، فاستجابت فاطمة حينئذ لأن السر قد صار علنا، والخبر صار عيانا، ولم يعد ثمة سر يفشى، وقالت: أما الآن فنعم، أما حين سارني في الأمر الأول فإنه أخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن في كل سنة مرة وأنه قد عارضني به العام مرتين ولا أرى الأجل إلا قد اقترب وأني مقبوض في وجعي هذا فاتقي الله واصبري فإني نعم السلف أنا لك، فبكيت بكائي الذي رأيت، ثم سارني أنني أول أهل بيته لحوقا به وقال ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة فضحكت لذلك، واستبان حينئذ لعائشة أن بكاء فاطمة وضحكها، وحفظها للسر يوم حفظته، وإخبارها يوم أخبرت به كل ذلك دلالات أخر على فقهها ووفور عقلها، وكمال فضلها وشرفها، فصلوات الله وسلامه وبركاته على سيدة نساء العالمين، البضعة النبوية والجهة المصطفوية

وها هنا وقفات منيرة:




جزاك الله خيرا



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهينةه خليجية
جزاك الله خيرا

و إياك أختي الكريمة




اللهم صل وسلم وزد وبالرك على نبينا محمد وال بيته الطاهرين
جزاك الله خيرا



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ازياء ام حمزة الاسد خليجية
اللهم صل وسلم وزد وبالرك على نبينا محمد وال بيته الطاهرين
جزاك الله خيرا

شكرا لمرورك العطر




التصنيفات
ادب و خواطر

ليست كذلك الأبوة

تقول أبي … أبي …أبي بماذا؟كنت مثل الغريب الذي أراه كل سنة مرة …بصراحة لم أكن أحب أن أراك لأنك قاسي …قاسي جدا , و ترجع لتقول أبوك … لا لست ابي … ليست كذلك الأبوة ’ ليست بأن تختفي ثم تظهر مرة لتملي كل أوامرك و قوانينك و تعود لتختفي … لم أطعك يوما ولن أطيعك أبدا لأنك لست أبي …تقول أنساك و أعتبرك ميتا … فلي منذ متى كنت موجودا في حياتي حتى أعتبرك ميتا …أنساك كيف أنساك ….النسيان يكون لشيء كان لك و فقدته … لكن ولا يوم كنت لي لذلك لا أستطيع نسيانك لأنك غير موجود بحياتي أصلا , و آخر كلامك اني قاسية … ولا أسأل عنك , أقول لك شيئا واحدا أبي فاقد الشيء لا يعطيه



يسلمو يا قلبي



الله يسلمك حياتو



تسلمين يا عمري



يسلموووو قلبى



التصنيفات
منوعات

نعم أشعر بالأبوة ولكن لا أحس بأنني زوج!

نعم أشعر بالأبوة.. ولكن لا أحس بأنني زوج!

د.ابراهيم بن حسن الخضير

عودة الى الزواج، والذي أصبح الآن قضيةً اجتماعية حقيقية، لا تخص الأشخاص أو العائلات فقط ولكن تهم المجتمع بأسره. قضية الزواج تجاوزت الفتيان والفتيات اللاتي يدخلن كل عطلةٍ بالمئات وربما بالالاف الى عش الزوجية. مع المدنية والحداثة، طبعاً لا أقصد الحضارة أو الثقافة فهذان الأخيران يختلفان عن سابقيهما. يتوقع المرء منا بأن المشاكل سوف تكون أقل، والحياة الزوجية سوف تكون استقراراً، وأن الشباب والفتيات الذين يدخلون عش الزوجية في السنوات الأخيرة أكثر سعادةً وتفهماً. فالزواج لم يعد كما كان قبل بضعة عقود حيث، لم يكن هناك تعارف بين العريس والعروس، وانما الأهل كانوا هم الذين يختارون للفتى والفتاة. الآن حتى وان كان الاختيار عن طريق الأهل، لكن العروسين أو الفتى والفتاة اللذين سوف يتزوجان، لن يُقدما على الزواج الا بعد أن يعرف كلِ منهما الآخر. فوسائل التقنية الحديثة بدءاً من الهاتف المحمول وانتهاء بالشبكة العنكبوتية وما تُقدمه من أدق المعلومات من محادثات وصور مُتبادلة للطرفين!.

لكن هل أدت هذه التقنيات والتعرف بين زوجي المستقبل على تحسن واستمرارية الزواج؟ هل الأزواج والزوجات أصبحوا أكثر سعادة مع هذه التغيرات الاجتماعية؟.

هل استمرارية الزواج تعني نجاج هذا الزواج؟ أم هل الاستمرار في الزواج من أجل الأطفال هو أمرٌ أصبح منُتشراً وسائداً، حيث السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه الحالات: ماالبديل لو انفصل الزوجان؟ هل سيُكرران نفس الغلطة؟.

قال لي رجل متزوج منذ سنواتٍ عديدة، جملة لا أستطيع نسيانها: "انني أشعر بالأبوة لكن لا أحس بأنني زوج!". هذا الرجل كنتُ أظن أنه يعيش حياة زوجية مُستقرة ملؤها السعادة، خاصةً بأنه درس في الخارج وعاش لسنواتٍ عديدة، درس الجامعة ثم دراساتٍ علُيا حتى حصل على الدكتوراه. وتعرف على الفتاة التي تزوجها لفترة غير طويلة، لكن حظه أفضل من غيره الذين لم يحظوا سوى بالرؤية الشرعية وبعضهم لم يحصل حتى على هذه الرؤية. خلال حياته في الخارج التي أمتدت لأكثر من ثماني سنوات، عاش تجارب عاطفية مع فتيات من جنسياتٍ مُتعددة ثم حين عاد كان يُريد الاستقرار والأسرة. أوكل أمر اختيار العروس لوالدته واخواته، مع اشتراطه بأن يتعرف على من يُريد أن يتزوجها بشكلٍ جيد. وكان له ما أراد. تزوج بفتاة تصغره بأكثر من عشر سنوات. ابنة عائلة ميسورة، جميلة، مُتعلمة. حين قضى معها بعض الوقت بعد عقد القران، شعر بأنها عروس جيدة. صحيح لم تكن حسب مواصفاته ولكن، من ذا الذي يجد مواصفاته في شريك العمر حتى ولو 50الى 60% فهذا أكثر من جيد. كانت هادئة، خجولة.

تزوج وسافر شهر العسل الى عدة دول أوروبية والولايات المتحدة وبعض الجزر الهادئة المشهورة بين المتزوجين حديثاً.

عادا من شهر العسل، واستقر بهما الحال في الرياض. عاد هو الى عمله، وكذلك عادت هي الى عملها، حيث كانت موظفة في احدى الادارات الحكومية. كانت الأمور تسير بشكلٍ جيد. منذ عقد القران وهو لا يشعر بأنه متزوج، وأفصح لبعضٍ من أصدقائه بما يشعر، فطمأنوه بأن هذا هو الحال في البداية وبعد ذلك يشعر بالمسؤوليات والالتزام والانتماء لهذه الأسرة الصغيرة التي بدأ في تكوينها هو وشريكة حياته. بعد فترة من الزواج، لم يتغير شعوره. يشعر تجاه زوجته بالاحترام والتقدير والامتنان لكنه لم يشعر بأنها شريكة حياته وزوجته. تمر به ذكريات العلاقات السابقة التي عاشها في الغربة عندما كان يدرس، ويحن الى المغامرة والجرأة في السلوك من قِبل شريكته، والذي يفتقده في زوجته المؤدبة الخجولة. في غمرة الحياة جاء الطفل الأول. كانت فرحته به لا توصف. شعر بمشاعر جميلة، يشعر بها لأول مرة.. شعور بأنه أصبح أباً، خاصةً وأنه تأخر في الزواج. ولكن ظل شعوره واحساسه بأنه مازال غير متزوج، وأن تعامله مع زوجته هو تعامل أصدقاء وليس تعامل زوج وزوجته. بعد سنوات كان لديه أربعة أطفال. ازدادت الأعباء والمسؤوليات المنزلية والعملية، ولكن مازال الشعور بأنه غير متزوج هو ما يحس به. لكن على الجانب الآخر كان يشعر بأبوةٍ جارفة لابنائه وبناته. يُغدق عليهم حناناً وعطفاً بشكلٍ مُبالغ فيه، وربما يعود ذلك الى أنه أنجب الأطفال وهو في سنٍ متأخرة، مُقارنةً بزملائه الذين تزوجوا مُبكرين. الزوجة كانت ترى تعامل الزوج مع الأبناء ولكن معها كان يحترمها ويُعاملها كصديق أو أخت وليس كزوجة. حاول أن يشرح لها الوضع وأنها شريكة حياته وأم أطفاله، فكان ردها: وماذا بعد؟ هل تُحبني؟. هذا هو السؤال الذي كان لا يحب أن يسمعه منها..!!. حاول بشتى الطرق الدبلوماسية أن يتهرب لكنها ابتسمت بحزن وهزت رأسها..!.

ليست قليلة الانتشار

هذه القصة، ربما تكون مُتكررة عند الكثير منا، فنحن نعيش في مجتمع تغيرت التوقعات فيه من الزواج. وهذا ما كررناه في مقالاتٍ سابقة. فما كان يتوقع الأباء والأجداد من زوجاتهم، وكذلك ما كانت تتوقعه الأمهات والجدات من أزواجهن تغير الآن بشكلٍ كبير جداً، مع التغيرات التي حصلت في المجتمع، وانفتاح المجتمع على العالم الخارجي والفضائيات التي لعبت دوراً لا يستطيع أحد أن يُنكره في تغيير صورة توقعات الزوج والزوجه من الزواج!.

المشكلة أن هذه المشكلة ليست قليلة الانتشار وليست حالاتٍ نادرة، بل هي كثيرة الحدوث، ليس في مجتمعنا وحده، ولكن حتى في المجتمعات الغربية، لذلك عندما كتبوا في الغرب عن انهيار مؤسسة الزواج، كان في كلامهم بعض من الصحة!. لكن ظروف مجتمعاتنا العربية والاسلامية مختلفة تماماً عما هو في الدول الغربية، وان أصبح الآن ما يحدث في السر والخفاء أمورا خطيرة تُنبئ بأن المجتمع بدأ يأخذ طريقه في السير نحو التفكك، على الرغم مما نراه من التشدد والمغالاة من البعض، لكن هناك شريحة لا يُستهان بها تعيش على النقيض.

مشكلة الزواج أنه علاقة مُعقدة، ومهما حاولت المجتمعات من اللحاق بالمستحدثات الاجتماعية، فان الأمور تسير بأسرع مما يستطيع المجتمع مجاراته واللحاق به. ان أغلب الزواجات قائمة على تربية الأبناء، بينما الأب في وادٍ والأم في وادٍ آخر الا من رحم ربي. وتعيش الأسرة حياة مُصطنعة يُمثل كل واحدٍ الدور المطلوب منه ظاهرياً لكن ما خفي فلا يعرفه الا الله والمقربون من الزوج أو الزوجة..!

اننا بحاجة ماسة لمؤسسات تعنى بدراسة الزواج والعلاقات الزوجية. مؤسسات جادة وعلمية بعيدة عن التنظير والمثاليات والمجتمع الفاضل. يجب على هذه المؤسسات أن تتعامل مع الواقع كما هو وأن لا يكون دور هذه المؤسسات حكماً ومُعاقباً ومؤنباً، بل هو الارشاد ومساعدة الفتيات والفتيان على المُتغيرات التي حدثت في مؤسسة الزواج.. هذه العلاقة الوثيقة والتي هي علاقة مُختلفة عن أي علاقة آخرى.! الزواج علاقة مشُاركة، ولعل أهم ما فيه، والذي يُسبب المشاكل الزوجية، وان تغلفت بأردية كثيرة هو العلاقة الحميمة "العلاقة الجنسية". فالشريك الذي لا يكون مُشبعاً في علاقته الزوجية من ناحية جنسية يعيش حياة تعيسة، حتى وان كان الشريك الآخر به كل الصفات الحميدة، وهذا الأمر أكثر أهمية عند الرجل. فالمرأة بطبيعتها تميل الى العاطفة والحب والحياة الأسرية، لكن الرجل يُمثل الجنس له عاملا أساسيا وضروريا في الزواج. فاذا لم يكن مُشبعاً وراضيا عن حياته الجنسية داخل مؤسسة الزواج فانه قد يبحث عن اشباع هذه الغزيزة سواء بزواج آخر أو بعلاقات عاطفية غير شرعية، والأخيرة لها مشاكلها التي لا يُستهان بها. لذلك يجب أن يتضافر الأهل مع المؤسسات الأهلية والحكومية في ايجاد مخرج للزواجات التي بدأت تنهار بسهولة، حتى وان استمرت فان ذلك لا يعني نجاحها ولكنها غالباً تستمر لأسباب أخرى مثل تربية الأطفال أو عدم رغبة الزوجة التخلي عن منزلها وخوفها من المستقبل، خاصةً اذا كان ليس لها مكان تلجأ اليه فيما لو خرجت من منزل الزوجية.

اننا نرى في عياداتنا النفسية مشاكل هي في واقع الأمر مشاكل زوجية وعائلية ولا تحتاج الى طبيب نفسي بقدر ما تحتاج الى مستشار مُتخصص في حل المشاكل الزوجية والأسرية. كما هو حال رفيقنا الذي يشعر بأنه أب ولكنه لم يحس اطلاقاً بأنه زوج..!!




سلمت يداااااك



مشكورة حياتي تسلمين



حبيبتى متلثمه بشماغ حبيبي

خليجية




يسلمو حبيبتى على الموضوع



التصنيفات
منوعات

ضغوط الأبوة يمكن أن تسبب ضررا في العلاقة بين الزوجين

قدوم ولد ينظر إليه بصورة عامة على أنه إثراء لعلاقة، لكن أحيانا يتسبب في حدوث توترات في الأواصر بين الأم والأب، ما يترك الزوجان يتساءلان إذا ما كان طفلهما قد قضى حقا على قربهما من بعضهما.

ويقول بعض الخبراء إن الأطفال يضعون السعادة الموجودة بين الزوجين في خطر. وهناك معالجون آخرون لا يشعرون بقوة بهذه المشكلة لكنهم لا يزالون يحذرون من أن الصعوبات يمكن أن تظهر ويقولون إن معرفتها يمكن أن تساعد الآباء في تجنب المشكلات. ويوصي الخبراء بأن يوفر الآباء الجدد وقتا لأنفسهم للاعتناء بعلاقتهم. وفي بعض الحالات يجب التضحية بالهوايات.

ويشتكي الأزواج عادة من أنه بعد الانتهاء من الاعباء المنزلية يتبقى لهم فترة زمنية قصيرة للغاية وطاقة محدودة جدا لفعل أي شيء آخر. ويجدون من الصعوبة فعل أشياء معا كانت قبل قدوم الأطفال أمرا يسهل تنظيمه. بالنسبة لكثير من الأزواج تكون النتيجة لتلك المشكلات هي الانفصال، لكن هذا ليس أمرا حتميا.

وتقول أندريا كونرت وهي طبيبة في ألمانيا متخصصة في الطب النفسي الجسماني والعلاج النفسي إن ثلثي الأزواج يواجهون صعوبات بالغة، ولا يؤدي بهم هذا بالضرورة إلى الانفصال. المهم بالنسبة للأزواج هو فهم أن الأشخاص يجب عليهم الخوض والسيطرة على مراحل تطورية معينة في حياتهم. وقالت كونرت إنه عندما يصل الأشخاص ويتجاوزون تلك المعالم المميزة في حياتهم، يصبحون أكثر نضجا. وأضافت: أحيانا نتخذ خطوة خاطئة عندما نتمسك بأسلوب قديم في فعل الأشياء ولا يدرك بعض الأزواج أن أشياء كثيرة تبرز عندما يولد مولود جديد.

وأضافت: أعتقد أنها ستكون وجهة نظر عصرية تقريبا إذا قال الزوجان إن كل شيء سيصبح كما هو إذا كنا نتمتع بمرونة كافية. لكن من الناحية العملية تسمع كونرت كثيرا في جلسات العلاج التي تنظمها شكاوى بشأن عدم وجود علاقة جنسية وعلاقة حميمية. وهذه هي شكوى شائعة بين الرجال. وفي ظل هذه الظروف يشعر كلا الزوجين بعزلة متزايدة. ويمكن للأم التعويض عن عدم وجود علاقة حميمية مع زوجها من خلال التقارب الجسدي مع الطفل، لكن بعض الآباء يشعرون أنهم محرومون من هذا، لا سيما عندما يستحوذ الطفل على كثير من اهتمام الأم.

وتقول كونرت إنه بصورة أساسية، تكون فكرة طيبة أن يجلس الزوجان معا قبل مولد الطفل ويتحدثان عن شكل حياتهما في ظل وجود الطفل. عندما يولد ابن أو ابنة، يجب على الزوجين أن يجهزا غرفة لهما كزوجين، حتى ولو كانت مجرد غرفة رمزية. ويمكن أن يشمل هذا تناول عشاء معا أو دردشة دافئة على أريكة دون وجود الطفل.
كما يتسبب التأثير المالي لوجود طفل في حدوث مشكلات كبرى بالسنبة لبعض الأزواج، وفقا لما تقوله سيلفيا كونيش-يون التي تعمل مستشارة أسرية في ألمانيا. مشكلات رعاية طفل ربما تعني أن أحد الزوجبين ربما لا يستطيع مواصلة العمل أو ربما يتعين عليه العمل بدوام جزئي فقط. وقالت كونيش-يون إنه فور وصول الطفل كثير من الآباء لا يستطيعون التواصل مع حياتهم السابقة التي كانوا يعيشونها مع شريكهم. وترفع قلة النوم من مستوى التوتر ويصبح الآباء أسرع غضبا. وأضافت كونيش-يون إن بعض الأزواج يكادون لا يتشاجرون، لكنهم يبتعدون عن بعضهم البعض، وآخرون يتشاجرون أكثر من ما كان يحدث قبل ميلاد الطفل، في كثير من الأحيان بشأن أشياء صغيرة.