التصميم التعليمي Instructional design ، ويعرف كذلك بـ instructional systems design :
يطلق على عمليات الوصف والتحليل التي تتم لدراسة متطلبات التعلم .وهو عملية منطقية تتناول الإجراءات اللازمة لتنظيم التعليم وتطويره وتنفيذه وتقوميه بما يتفق والخصائص الإدراكية للمتعلم .
ومصممو التعليم يستعينون بـ " تكنولوجيا التعليم " instructional technology ، للانطلاق منها كقاعدة نظرية لتطوير التعليم . وتعود أهمية حقل تصميم التعليم إلى أنه يشكل الإطار النظري النموذجي الذي لو اتبع فإنه سيسهّل تفعيل العملية التعليمية بمهامها المختلفة : نقل المعرفة ، اكتساب المهارات ، وجودة الموقف التعليمي .وتكمن أهمية التصميم التعليمي في أنه جسر يصل بين العلوم النظرية ( العلوم السلوكية والمعرفية كما سيأتي ) ، والعلوم التطبيقية ( استخدام التكنولوجيا والتقنية في عملية التعلم ) ، وفي هذا العصر الذي فقزت فيه التقنية وباتت الفجوة تتسع بين النظريات التربوية والتعليمية تأتي الحاجة للعناية بتصميم التعليم لتحويل التعليم من الإطار النظري القائم على التذكر والحفظ فقط ، إلى الشكل التطبيقي التي يتلمس فيه المتعلمون من أنفسهم الفاعلية في تطبيق ما تعلموه في حياتهم .
Instructional design models: نماذج التصميم التعليمي
إن الغالبية من نماذج التصميم التعليمي تعتمد في إنشائها على نموذج ADDIE ، هذا الاختصار يعزى إلى الحروف الأولى من المصطلحات التي تشكل المراحل الخمس التي يتألف منها النموذج وهي :
1. التحليل ( Analyze ) : وهو تحليل احتياجات النظام مثل تحليل العمل والمهام ، وأهداف الطلبة ، واحتياجات المجتمع ، والمكان والوقت ، والمواد والميزانية وقدرات الطبة .
2. التصميم ( Design) : ويتضمن تحديد المشكلة سواء أتدريبية كانت لها علاقة بالعمل أم بالتعليم والتربية ، ومن ثم تحديد الأهداف ، والاستراتيجيات ، والأساليب التعليمية المختلفة الضرورية لتحقيق الأهداف .
3. التطوير (Develop): ويتضمن وضع الخطط للمصادر المتوافرة ، وإعداد المواد التعليمية .
4. التطبيق ( Implement) : ويتضمن تسليم وتنفيذ وتوزيع المواد والأدوات التعليمية .
5. التقويم ( — # وصلة ممنوعة 1775 # –uate) : ويتضمن التقويم التكويني للمواد التعليمية ، ولكفاية التنظيم بمساق ( مقرر ) ما ، وكذلك تقويم مدى فائدة مثل هذا المقرر للمجتمع ، ومن ثم إجراء التقويم النهائي أو الختامي .
لقد ظهرت العديد من نماذج التصميم التعليمي وهي كلها متقاربة مستندة إلى المراحل الخمس السابقة ، والاختلاف بينها يكون في اعتماد نموذج ما على التوسع في مرحلة دون أخرى من مثل : نماذج : جانييه و بروجرز ، و ديك و كاري ، جيرلاك و ايلي ، كمب ، ليشن ، روبرتس ، توق ..إلخ.
والنماذج الحديثة من التصميم التعليمي في كل من تقوم على تغذية راجعة نشطة مترابطة مع مراحل التصميم Rapid prototyping، وقد جاء هذا التطوير نتيجة الحاجة إلى توفير المال والوقت للوقوف أوليا على المشاكل التي تواجه المصمم أو المتعلمين خلال مراحل التصميم والتنفيذ للعملية التعليمية ونستطيع تلخيصها في العبارة التالية :
تصميم المحتوى التعليمي :
إن استخدام نظريات وتماذج التصميم التعليمي في تصميم المحتوى يقوم على ركنين متتابعين :
الثاني : تنظيم المحتوى التعليمي
أما تحليل المحتوى فهو أسلوب يعمل على تحديد المهمات الفرعية المطلوبة من المتعلم لتحقيق الهدف التعليمي . ويشمل ذلك عدة مراحل :
1- التعرف إلى مكونات المحتوى التعليمي( يتكون المحتوى عادة من أركان أربعة رئيسية : الإجراءات ، المفاهيم ، المبادئ ، الحقائق )
2- التعرف إلى العلاقات التي تنتظم هذه الأركان الأربعة ليمكن التحكم فيها
3- التعرف إلى طريقة تحليل المحتوى
4- الانخراط الفعلي في تحليل المحتوى وموضوعاته
أي أن تحليل المحتوى التعليمي هي عملية يتعرض واضع المادة التعليمية من خلالها إلى محتوياتها من ناحية ، وخصائص الفرد المتعلم العقلية ، وقدرته الإدراكية وخبراته السابقة وكيفية تعلمه ، من ناحية أخرى بهدف تهيئة الطريقة المثلى له في التعلم . وتهدف العملية إلى التعرف على ما يشتمل عليه المحتوى من معرفة ومعلومات ثم تنظيمها بطريقة تتفق وخصائص الفرد المتعلم .
الثاني : تنظيم المحتوى التعليمي
ويشمل المراحل التالية :
1- التسلسل الذي يبدأ من العام إلى الخاص
2- التسلسل الذي يبدأ من السهل إلى الصعب
3- التسلسل الذي يبدأ من المألوف إلى غير المألوف وهذا يعتمد على الخلفية المعرفية للطالب
4- التسلسل الذي يبدأ من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية ، ويقصد بالأهمية درجة ارتباط المفهوم المتعلم بالهدف التعليمي المنشود من ناحية ، ودرجة ارتباطه بواقع المتعلم وبيئته من ناحية أخرى .
تاريخ التصميم التعليمي :
إن التصميم التعليمي إنما انبثق كعلم عن العلوم النفسية السلوكية ، والعلوم الإدراكية المعرفية . فالعلوم السلوكية هي مجموعة النظريات التي ترتكز على دراسة العلاقة بين المثير الخارجي والاستجابة الملاحظة في البيئة التعليمية ، وقد ساعدت هذه العلوم التصميم التعليمي على التعرف إلى كيفية هندسة مثيرات البيئة التعليمية وتنظيمها بطريقة تساعد المتعلم على إظهار الاستجابات المرغوب فيها التي تعبّر في مجموعها عن عملية التعلم .
أما العلوم الإداركية المعرفية : فهي مجموعة النظريات التي تركز على دراسة العمليات الإدراكية الداخلية في دماغ المتعلم عند تفسيرها لعملية التعلّم . وقد ساعدت هذه العلوم التصميم التعليمي على التعرف إلى كيفية هندسة محتوى المادة التعليمية وتنظيمها بطريقة توافق الخصائص الإدراكية المعرفية للمتعلم ، وبشكل يساعده على خزن المعلومات في دماغه بطريقة منظمة ، ثم مساعدته على تبصرالموقف وإدراك علاقاته وحل مشكلاته .
كما لعبت نظريات التعلم دورا هاما في تصميم المادة التعليمية مرتكزة على نظريات متداخلة من : Behaviorism ( علم السلوك ) ، Constructivism ( كيف يتم التعلم ) ، Social learning ( التربية ) ، Cognitive ( الإدراك الإنساني ) ، والتي ساعدت جميعها على تحسين هيكلة المواد التعليمية شكلا ومضمونا .