في إنتظار تقيمكمعن طريق الميزان
روووووووووعه
في إنتظار تقيمكمعن طريق الميزان
شائع بن محمد الغبيشي
هل سمعتم عن صلاة الأنوار ؟ هل تلذذتم بها ؟ هل قرأتم أو سمعتم عن أخبار النبي صلى الله عليه و سلم و الصحابة و الصالحين من سلف و خلف مع صلاة الأنوار ؟ ما هي صلاة الأنوار ؟ و ما وقتها؟ و أين تؤدى ؟ و ما فضائلها ؟
صلاة الأنوار و ما أدراك ما صلاة الأنوار ، قبل أن أجيب على هذه التساؤلات سأنقل لكم بعض ما قيل في وصفها : صلاة الأنوار سر سعادة العبد في يومه ، تملأ حياته بركةً و توفيقاَ و سداداً ، تنور قلبه و وجهه و جوارحه و يومه ، صلاة الأنوار تحفظ العبد و تحرسه و تحميه ، ترفع العبد إلى صفوف العابدين و القانتين .
فما هي هذه الصلاة ؟
تعالوا معي نتعرف عليها من خلال هذه القصة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ رَقَدَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَيْقَظَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ وَهُوَ يَقُولُ { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } فَقَرَأَ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَأَطَالَ فِيهِمَا الْقِيَامَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سِتَّ رَكَعَاتٍ كُلَّ ذَلِكَ يَسْتَاكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيَقْرَأُ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ ثُمَّ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا وَمِنْ أَمَامِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا وَمِنْ تَحْتِي نُورًا اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا ) رواه مسلم و في رواية النسائي : (وَأَعْظِمْ لِى نُورًا )
تأمل أخي هذا الدعاء العظيم الذي يستجلب فيه النبي صلى الله عليه و سلم الأنوار من ربه جل و علا ، فهو يطلب النور لقلبه ثم لسائر جوارحه (اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا ) ثم يطلب أن يحيط به النور من جميع جوانبه ( وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا وَمِنْ أَمَامِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا وَمِنْ تَحْتِي نُورًا ) ثم يطلب أن يعطيه الله نوراً و أن يعظم له النور (اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا ) (وَأَعْظِمْ لِى نُورًا ) .
إن المتأمل لهذه الأدعية من النبي صلى الله عليه و سلم يتجلى له حرصه الشديد على أن يحوز أكبر قدرٍ من الأنوار ، إشارة إلى أنه مقبل على مكان تملأه الأنوار ، من وفد إليه حاز من تلك الأنوار على قدر اجتهاده و حرصه و طلبه .
و السؤال : متى قال النبي صلى الله عليه و سلم هذا الدعاء ؟ قاله و هو خارجٌ لصلاة الفجر ، فصلاة الفجر هي صلاة الأنوار .
أخي الحبيب صلاة الأنوار فضائلها و ثمارها عظيمة جداً فتعال معي نستطلع بعض فضائلها :
1/ صلاة الأنوار تشهدها الملائكة وقال تعالى : { أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا } .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال 🙁 يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون ) متفق عليه
2/ صلاة الأنوار تعدل قيام الليل كله :
عن عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِى جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِى جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ ) رواه مسلم
3/ صلاة الأنوار تحفظ صاحبها و تحوطه و تجعله في ذمة الله :
عن جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِى ذِمَّةِ اللَّهِ فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ ) رواه مسلم .
ومن كان في ذمة الله فهو محوط بحفظه و رعايته و توفيقه ، و من كان في ذمة الله فمما يخاف و مما يرهب و صدق من قال :
و إذا العناية لا حظتك عيونها *** نم فالمخاوف كلهن أمان
4/ صلاة الأنوار تملأ حياة صاحبها نوراً و ضياءً في الدنيا و الآخرة :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ بُرَيْدَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِى الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه الترمذي وو ابو داود وا بن ماجه و صححه الألباني.
والنور على قدر الدلجة في الظلمة فمن كثر سيره في ظلام الليل إلى الصلاة عظم نوره وعّم ضياءه يوم القيامة.
و على قدر محافظة العبد على أسباب تحصيل الأنوار و منها صلاة الفجر يكون نوره يوم القيامة عن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي قال : ( يجمع الله عز وجل الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء فذكر الحديث إلى أن قال : ( ثم يقول يعني الرب تبارك وتعالى ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلا يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدم قدمه وإذا أطفىء قام فيمرون على قدر نورهم منهم من يمر كطرفة العين ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالسحاب ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الفرس ومنهم من يمر كشد الرجل حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل وتصيب جوانبه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها فقال الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحدا إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها … ) رواه الحاكم و صححه الألباني
5/ صلاة الأنوار جماعة سبب لدخول الجنة و النجاة من النار :
عن أَبِى مُوسَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) متفق عليه والبردان هما الفجر والعصر
عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ( لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ) رواه مسلم . يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ .
قال صلى الله عليه وسلم : ((ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)) إذا كان سنة الفجر خير من الدنيا وما فيها فكيف بأجر الفريضة ألله أكبر سيكون أعظم وأشمل
6/ صلاة الأنوار سبب لطيب النفس و انشراحها
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ ) متفق عليه
7/ صلاة الأنوار سلامة من صفات المنافقين :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ صَلاَةٌ أَثْقَلَ عَلَى المُنَافِقِينَ مِنَ الفَجْرِ وَالعِشَاءِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ المُؤَذِّنَ، فَيُقِيمَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ آخُذَ شُعَلًا مِنْ نَارٍ، فَأُحَرِّقَ عَلَى مَنْ لاَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلاَةِ بَعْدُ» رواه البخاري
و عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «كُنَّا إِذَا فَقَدْنَا الْإِنْسَانَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعِشَاءِ أَسَأْنَا بِهِ الظَّنَّ ) رواه ابن حبان و صححه الألباني
8/ صلاة الأنوار سلامة من بول الشيطان :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ حَتَّى أَصْبَحَ ، قَالَ ( ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِى أُذُنَيْهِ – أَوْ قَالَ – فِى أُذُنِهِ ) متفق عليه
9/ صلاة الأنوار نجاة من خبث النفس وكسلها :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ ) متفق عليه
10 : صلاة نجاة من كسر الرأس في القبر .
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَقُولُ: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْ رُؤْيَا»؟ فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ: «إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا، قَالَا لِي: انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ، فَيَثْلَغُ بِهَا رَأْسَهُ، فَتُدَهْدِهَهُ الصَّخْرَةُ هَا هُنَا، فَيَقُومُ إِلَى الْحَجَرِ فَيَأْخُذُهُ فَمَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ أَحْسِبُهُ، قَالَ: [ص:428] حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى، قَالَ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟، قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ …ـ قال النبي صلى الله عليه و سلم ـ : فَإِنِّي رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا، فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟، قَالَ:، قَالَا لِي: أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ: أَمَّا الرَّجُلُ الْأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ … ) رواه البخاري
فدونك أخي هذه الصلاة المباركة حافظ عليها ربي نفسك و ذريتك على الاستمتاع بها .
كيف تحافظ على صلاة الأنوار ؟ :
1/ العزم الجاد على الاستيقاظ و الاهتمام لذلك و مجاهدة النفس و قد قال الله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
2/ الحرص على النوم المبكر و ترك السهر
عن أبي بَرْزَةَ – رضي الله عنه – : أنَّ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – كان يكرهُ النَّومَ قَبْلَ العِشَاءِ والحَديثَ بَعْدَهَا . متفقٌ عليه
قال أهل العلم : لانه إذا تحدث بعد العشاء ربما يطول به الحديث فيتأخر في النوم فلا يتمكن من التهجد وربما لا يتمكن من صلاة الفجر في وقتها .
3/ النوم على طهارة :
عن ابن عمر قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ( من بات طاهرا، بات في شعاره ملك، فلم يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهرا) رواه ابن حبان بسند حسن
4/ المحافظة على قراءة آية الكرسي و آخر آيتين من سور البقرة فإنهما تحفظانه و تكفيانه من الشيطان و لا يزال عليه من الله حافظ كما صح بذلك الحديث .
5/ المحافظة على أذكار النوم
6/ استخدام المنبه عن طريق الساعة أو الجوال .
7/ طلب الإيقاظ للصلاة من الوالدين أو الجيران أو إمام المسجد .
أخي المبارك دونك هذه الوسائل لكون من أهل صلاة الأنوار و تملأ حياتك بالأنوار . اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا وَمِنْ أَمَامِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا وَمِنْ تَحْتِي نُورًا اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا وَأَعْظِمْ لِى نُورًا
محبكم : شائع محمد الغبيشي
مشرف تربوي بإدارة التربية و التعليم بمحافظة القنفذة
جوال : 0555599624
وأحب أن أفقهك وأخبرك :
لا نكاح بالإجبار عليك……..ولو الجابر لك…… والديك….!!!
اسمعي إلى ابن تيمية رحمه الله يقول في نكاح البكر مثلك :
( وأما تزويجها مع كراهتها للنكاح: فهذا مخالف للأصول والعقول، والله لم يسوغ لوليها أن يكرهها على بيع أو إجارة إلا بإذنها، ولا على طعام أو شراب أو لباس لا تريده. فكيف يكرهها على مباضعة ومعاشرة من تكره مباضعته ومعاشرة من تكره معاشرته؟! والله قد جعل بين الزوجين مودة ورحمة، فإذا كان لا يحصل إلا مع بغضه له، ونفورها عنه. فأي مودة ورحمة في ذلك؟.)
وها أنت ثيباً حفظ حقك …ولم ينقص أحد من شأنك…بل زاد قدرك …
فلا نكاح إلا بأمر منك …واستئذان منك …فأنت صاحبة الشأن والأمر لك…
ومن تجرأ وأنكحك بدون رغبة منك وارتياحك …..بطل عقده…..وفسخ نكاحك..
فقد روى البخاري رحمه الله عن خَنساء بنت خِدام الأنصارِية أنَّ أباها زوَّجها وهي ثَيِّب فكرهَت ذلك، فأتَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فرَد نكاحها) .
بل إن الإسلام لم يرغم المرأة أن تعيش مع من تكرهه وتنفر منه ولا تحبه…
فإذا تعذرت المعيشة بين الزوجين…وأصبحت أسس الحياة الزوجية منفية….
فلها أن تطلب الفسخ والطلاق …ولا تجبر على البقاء في الجحيم الذي لا يطاق..!!!
لأن الإسلام يريد أسرة مستقرة………….. لا أسرة منفجرة…!!!
فقد روى البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلا دِينٍ وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الإِسْلامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْبَلْ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً .
وفي رواية : (ولكني لا أطيقه )…!!!
وإن تعجبي فيملكك العجب من قصة بريرة الصحابية الجليلة رضي الله عنها…
كانت أمة تخدم أمنا عائشة رضي الله عنها فأعتقتها الصديقة العتيقة وكانت بريرة متزوجة لعبد اسمه مغيث وأم أولاده رضي الله عنه ولما عتقت أصبحت حرة فلها حق الاختيار في عقد نكاحها مع زوجها الذي لازال عبداً فخيرت واختارت الفراق …!!!!
روى البخاري رحمه الله عن عائشة رضيَ الله عنها قالت: «اشتريتُ بَريرةَ فاشترط أهلها ولاءها، فذكرَتْ ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: أعتقيها فإنَّ الولاء لمن أعطى الورق. قالت فأعتَقتها، قالت: فدعاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فخيرها من زوجها فقالت: لو أعطاني كذا وكذا ما بت عندَهُ، فاختارتْ نفسها».
لقد تألم زوجها لعدم رغبتها فيه فكان يمشي خلفها …ويبكي حباً لها…!!!
روى البخاري عن ابن عباس قال: ذاكَ مُغِيثٌ عبدُ بَني فلان ـ يَعني زوجَ بَريرةَ ـ كأني أنظر إليه يتبعها في سِكك المدِينة يبكي عليها….!!
وفي رواية أخرى عند البخاري رحمه الله عن ابن عباس «أنَّ زوجَ بريرةَ كان عبداً يُقال له مُغِيث، كأني أنظرُ إليه يَطوف خلْفَها يبكي ودُموعه تسيل على لِحيَتِهِ؛ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعباسٍ: يا عباسُ ألا تعجبُ من حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، ومن بُغضِ بريرةَ مُغيثاً) .
لقد تحرك المجتمع المدني …وعلى رأسهم أرحم نبي صلى الله عليه وسلم …!!
كل ذلك بسبب اختيار ورأي لمرأة سوداء…. كانت بالأمس أمة من الإماء…!!!
فمشاهدت النبي صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة…لدموع هذا المحب…!!!
حركت عواطفه ومشاعره صلى الله عليه وسلم فتقدم شافعاً له.. لتعود إليه..!!
فشفع النبي صلى الله عليه وسلم فيه………….. فردت شفاعته..!!!
قال البخاري رحمه الله : (باب شفاعة النبيِّ صلى الله عليه وسلم في زوج بَرِيرةَ )
( قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لو راجعتِهِ. قالت: يا رسولَ الله تأمُرُني؟ قال: إنما أنا أشْفَع، قالت: لا حَاجَةَ لي فيه…!!!)
وجاء عند أحمد رحمه الله من حديث ابن عباس قال : ( لمّا خُيِّرت بريرة رأيت زوجها يتبعها في سكك المدينة ودموعه تسيل على لحيته ، فكلّم العباس ليكلّم فيه النبي صلى الله عليه وسلم لبريرة إنه زوجك ، فقالت : تأمرني به يا رسول الله قال : إنما أنا شافع قال : فخيّرها فاختارت نفسها ، وكان عبداً لآل المغيرة ، يقال له : مغيث ) وزاد ابن ماجه : ( فإنه أبو ولدك …!!!)
وعند ابن مسعود من مرسل ابن سيرين بسند صحيح 🙁 فقالت: يا رسول الله، أشيء واجب على قال: لا )
أي أقول ذلك على سبيل الشفاعة له والرحمة به..
لا على سبيل الحتم عليك وإلزامك به…
قال ابن القيم رحمه الله : (وردَّت بريرةُ شفاعتَه في مراجعتها مُغيثاً ، فلم يغضب عليها، ولا عَتِبَ، وهو الأسوة والقدوة،) صلى الله عليه وسلم .
فلا إله إلا الله…أي دين هذا الذي أعاد كرامة النساء …وحفظ لهن الآراء..!!
فهل بعد هذه الصيانة صيانة…وهل بعد هذه الكرامة كرامة….!!!
إرادتك ملحوظة محفوظة…وحقوقك وواجباتك مقررة موثوقة…
فالحق لك في الاختيار…والله يخلق مايشاء ويختار…
فاعرفيها وعيها….وانشريها وبلغيها….فرب حاملة فقه ليست بفقيهة…!!
واعلمي وعلمي…أن الإسلام لم يهن النساء أو يظلمهن…
بل غالب النساء ظلمن أنفسهن وأسقطن حقوقهن بجهلهن بدينهن…!!
فاعرفي حقك الذي لك…والذي عليك…وسيري مطالبة به ولا عليك…!!
زادك الله بالدين رفعة…..ووهبك علماً وفقها..