القول البليغ في الرد علي شبهة الإحتفال بالمولد النبوي الجديد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ظهرت الكثير من البدع في الدين الإسلامي الحنيف و كان كل من تسول له نفسه الإبتداع في دين الله هو إحدي رجلين إما أن يكون يريد خيرا و لكنه ضل طريق الخير و إما يكون يريد شهرة و هذا قد ضل ضلالا بعيدا و لكن المشكلة تكون في المسلمين الذين إستقبلوا هذه البدعة بالترحاب رافضين كل الرفض أي كلام يبين أنها بدعة و أنها لا تجوز حتي و لو كان هذا الكلام بالدليل من الكتاب و السنة فكثر منهم إستخدام العقل
فأين هم من القرون الخيرية الذين إذا وقع أحدهم في خطأ الإبتداع و نبهه أخيه المسلم و قص عليه كلام الرسول الكريم قال سمعنا و أطعنا كما حدث في الأثر التالي
عن عمرو بن سلمة الهمداني قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد قلنا لا فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعا فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا قال فما هو فقال إن عشت فستراه قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مئة فيكبرون مئة فيقول هللوا مئة فيهللون مئة ويقول سبحوا مئة فيسبحون مئة قال فماذا قلت لهم قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك قال أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير قال وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا إن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم فقال عمرو بن سلمة فرأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج
الراوي: عبدالله بن مسعود
المحدث: الألباني –
المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 5/11
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
فهؤلاء هم من يحبون الرسول حقا و ليسوا مثل أناس هذه الأيام الذين يزعمون أنهم يحبون الرسول و يقومون بما لم يشرعه الدين بنص أو بأثر زعما منهم بأن هذه يقربهم إلي الله و ىللأسف هم قد يحتجون بأدلة كاذبة و ينسبونها لأحد العلماء أو يتأول عقليا لأحد الأدلة ليجيز بدعته فنجد أن 90% منهم يحتج بأن عثمان بن عفان سن الأذانين في صلاة الجمعة و أن عم بن الخطاب قد سن صلاة التراويح متناسين قول رسول الله -صلي الله عليه و سلم-
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم وعظنا موعظة بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة
الراوي: العرباض بن سارية
المحدث: الجورقاني –
المصدر: الأباطيل والمناكير – الصفحة أو الرقم:1/472
خلاصة حكم المحدث: صحيح ثابت مشهورفلقد أمرنا الرسول الكريم بإتباع سنة الخلفاء الراشدين و نهانا في نفس الحديث من محدثات الأمور فهذا حجة عليهم
كما أن هناك فرقة أخري تقوم بتقسيم البدعة إلي حسنة و سيئة فيكون الرد عليهم من الأثر المذكور في أول الموضوع و السؤال أليس ما كان يفعله هؤلاء التابعين شيء حسن و فيه ذكر لله فلما أنكره أبا موسي الأشعري و أبا عبد الرحمن؟؟
لأنه ليس من هدي النبي حتي أن التابعين لم يعترضوا عليهم و عادوا عن ما كانوا يفعلون بعكس ما يحدث اليوم
فهؤلاء هم من يحبون الرسول حقا
كما أن جعل أحد الأيام للإحتفال بشيء ما يكون من باب التذكرة بهذا الشيء و هناك الكثير من الأشياء الذي يكون تخصيص يوم لها ظلم كبير لصاحب المناسبة مثل الأم فهل يعقل أن نعق الأم كل أيام السنة و نهجرها و لا نصلها و لا نهاديها إلا في يوم واحد في السنة؟؟؟
هل هذا ما تستحقه منا؟؟؟
و هل يعقل أيضا أن يكون لليتيم يوم واحد في السنة حتي نتذكره و نمد له يد الرحمة؟؟
و هل أيضا رسول الله يحتاج إلي أن نتزكره حتي نجعل له يوما
و لكن يأتي السؤال المهم
متي بدأ الاحتفال بالمولد النبوى و من الذين إحتفلوا به و ما هو معتقدهم؟؟؟
إذا راجعنا التاريخ حسب علمي أول احتفال حصل باسم :
– المولد النبوى.
– ثم تبع ذلك باسم المولد لعلي بن أبي طالب .
– ثم لفاطمة رضي الله عنهما .
– ثم للحسن والحسين رضي الله عنهما .
– ثم للخليفة الموجود في ذلك الوقت .
ست احتفالات . متى حصل هذا ؟
في عهد الفاطميين ، على الأصح : العبيديين ، أناس – العبيديون – أرادوا أن يرفعوا
من شأنهم وزعموا أنهم فاطميون ، نسبة إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها ،
وأرادوا أن يثبتوا هذا النسب المزيف بالتملق لآل البيت ، ومن التملق إيجاد هذه
الاحتفالات ، في كل سنة يحتفلون هذه الاحتفالات الست ، تعظيما منهم لآل البيت ،
لأنهم في الواقع ليسوا منهم ، وانتسبوا وأرادوا إثبات هذا النسب كما قلنا ، فعلوا ذلك ،
لو راجعنا التاريخ مع البحث عن معنى هذا الاحتفال والغرض من الاحتفال ، إن كان
الغرض من الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام إظهار محبته عليه الصلاة
والسلام وتقديره ، كلنا نؤمن وجميع المؤمنين لا يوجد رجل يحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم أكثر من أبي بكر الصديق صاحبه في الغار ،
أبو بكر الذين تعلمون موقفه وسيرته الذي ثبت الله به المؤمنين يوم وفاة النبي صلى
الله عليه وسلم عندما اضطرب المؤمنون من وفاته ، لم يحتفل أبو بكر ،
ولم يحتفل عمر ولا عثمان ولا علي ولا الصحابة أجمعين ، ولا التابعون ولا تابع
التابعين ، الأئمة الأربعة المشهود لهم بالإمامة لا يعرفون الاحتفال بالمولد ،
الخلفاء الراشدون وخلفاء بني أمية والعباسيون جميعا إلى عهد العبيديين لا يعرفون ما
يسمى بالاحتفال ،
إذن بدعة عبيدية أو فاطمية على حسب تعبيرهم هم الذين سموا أنفسهم بهذا .
قالوا : نحن ما نريد شيئا آخر ، كل ما نريد الذكرى ،
الصحابة لم يحتفلوا لأنهم كانوا على قرب من حيث الزمن من رسول الله عليه الصلاة
والسلام أما نحن بعد هذا التاريخ الطويل نريد الذكرى ، ذكرى رسول الله صلى الله عليه
وسلم .
و هل تعلمون من هم العبيديون الفاطميون؟؟؟؟
إنهم الروافض الإثني عشرية الذين يتعبدون لإلههم بتكفير من تتعبد لله بحبهم و هم الصحابة الكرام أبو بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم جميعا
فهل من العقل أن تتبع سنة من يكفرون من ترجو الله أن تحشر معهم؟؟؟؟!!!!
هذا طبعا سؤال لا يحتاج إلي إجابة فالإجابة معروفة
و السوال المهم الثاني هل نسي المسلمون رسول الله حتي يخصصوا له يوم للإحتفال به؟
لا والله فنجد أننا نحتفل برسول الله -صلي الله عليه و سلم- في كل وقت من حياتنا لا يؤذن مؤذن فيقول ( أشهد أن لا إله إلا الله ) إلا وهو يقول ( وأشهد أن محمدا
رسول الله ) لا يدخل مسلم مسجدا إلا وقال ( باسم الله والصلاة والسلام على رسول
الله ) وكل من يكثر من الصلوات غير الفرائض في كل صلاة يصلي على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، ولا يخرج مسلم من مسجد إلا وصلى وسلم على النبي صلى الله
عليه وسلم ، لا يقرأ طالب علم درسه ولا يدرِّس مدرس إلا وصلى على النبي صلى الله
عليه وسلم ، في الدرس الواحد عدة مرات ، إذن نحن تحدثا بنعمة الله لم ننس رسول
الله صلى الله عليه وسلم وجميع المسلمين ، إذن لسنا بحاجة إلى ما يسمى بذكرى
المولد حتي نحتفل برسول الله -صلي الله عليه و سلم- لأننا نحتفل به في كل وقت من حياتنا .
هذا ما هداني الله إليه و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
منقول