صورة لبعض العبيد والإماء في المغرب في أواخر القرن التاسع عشر.
قد يندهش البعض من رؤيتهنّ عاريات، ولكن هذه المشاهد كانت عادية جدا في كل العالم العربي، حيث أنّ الإماء (الإماء جمع أمة، وهي العبدة التي تمّ سبيها في الحرب أو استرقاقها أو شراؤها، ويسمّون كذلك ملك اليمين)
فحسب أغلب الفقهاء فإن عورة الأمة هي مثل عورة الرجل من السرة إلى الركبة، أي يمكنها أن تتعرى فيما فوق السرة وفيما تحت الركبة.
يقول النووي في منهاج الطالبين وعمدة المفتين: (وَعَوْرَةُ الرَّجُلِ مَا بَيْنَ سُرَّتِهِ وَرُكْبَتِهِ ، وَكَذَا الْأَمَةُ فِي الْأَصَحِّ ، وَالْحَرَّةُ مَا سِوَى الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ.)
ويقول المقدسي في شرح العمدة: (وعورة الأمة كعورة الرجل.)
وقال أنس بن مالك: (كُنَّ إِمَاءُ عمر يَخْدُمْنَنَا كَاشِفَاتٍ عَنْ شُعُورِهِنَّ تَضْطرِبُ ثُدِيَّهُنَّ) (السنن الكبرى للبيهقي ج2 ص321)
لكن مع تطوّر حقوق الإنسان وتساوي البشر في الحقوق والواجبات ومنع العبودية والرق واحترام الذات البشرية تراجعت هذه الممارسات حتى اندثرت اليوم رغم أنّها كانت موجودة منذ أقل من مائة سنة.
وقد كانت تونس أوّل بلد ينتمي للعالم الإسلامي يقوم بإلغاء العبودية والرق، فقد أصدر أحمد باي الأول في 6 سبتمبر 1841 أمرا يقضي بمنع الإتجار في الرقيق وبيعهم في أسواق المملكة كما أمر بهدم الدكاكين التي كانت معدة في ذلك الوقت لجلوس العبيد بالبركة (سوق الصاغة حاليا) ثم أصدر أمرا في ديسمبر 1842 يعتبر من يولد بالتراب التونسي حرا ولا يباع ولا يشترى. وقد أصدر أمره هذا قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر سنة 1848 فقد سبقت تونس أعتى الديمقراطيات بخصوص احترام الإنسان والمساواة بين جميع البشر.
يعطيكي العافيه يالغلا