تمرّ فترة الزواج بعدة مراحل من التغيرات الطبيعية، والمهم أن تأثيرها يجب ألا يُحدث أي خلافات بين الزوجين، خاصة ما يتعلق بالعلاقة الحميمة بينهما، وهنا يجب أن يعرف الزوجان أن أفضل الطرق لعلاج مثل هذه التغيرات السلبية يكون عن طريق حلها أولاً بأول، وبعيداً عن المقاييس التي يطبقها باقي الناس من حولنا.
الحالة:
السيدة «ابتسام. ك» تقول إنها متزوجة حديثاً من رجل يكبرها بعدة أعوام، بعد علاقة حب طويلة انتهت بالزواج، وهي في غاية السعادة والرضا، ولكنها بدأت تشعر بالقلق والخوف على مستقبل هذا الزواج؛ نتيجة بعض التغيرات التي لاحظتها على الزوج، مثلاً لاحظت أن اللهفة والشوق إليها أصبحا أقل مما كانا عليه في فترة شهر العسل، وما زاد من قلقها أنها سمعت من الكثير من صديقاتها عن التغيرات التي تحدث للأزواج بعد فترة من الزواج، وحاولن إقناعها بأن تتكيف مع هذه التغيرات وتعيش حياتها، ما دام أنه لا يفكر في أخرى، وتقول: لا يمكن أن يكون هذا الكلام صحيحاً.. أين الخلل؟ وهل حتماً لابد أن تمرّ الحياة العاطفية بين الزوجين بمثل هذه التحولات، وخاصة ما قلنه عن التحول في العلاقة الحميمة؛ لتصبح مجرد «أداء واجب»؟! أرجو أن توضحي الأمر لحقيقة التغيرات التي تمرّ بها العلاقة الحميمة والعاطفية، فهي من الأمور التي تشغل بال الكثير من الزوجات، وقد لا يجدن الفرصة للسؤال عنها.
الإجابة:
سيدتي الفاضلة، لكِ تقديري لاهتمامك بالأمور التي أعدها بداية شرارة الإنذار للتغيرات السلبية في الحياة الزوجية بكل جوانبها، ويشمل ذلك ليس فقط ما يتعلق بالعلاقة الحياتية اليومية، وإنما يشمل أيضاً العلاقة الحميمة، والتي تتغير وتتبدل مع مرور الوقت، وهناك مراحل مختلفة يمرّ بها مشوار الزواج، حيث أثبتت الدراسات الاجتماعية توقيت الطلاق، والذي قام بها العالم (Kreider، 2022)، فوجد أن معظم حالات الطلاق تقع في السنة الثالثة من الزواج، وهو ما جعل هذا العالم يدرس التغيرات التي تطرأ على العلاقات الزوجية، وخاصة للشباب الذين يتزوجون في سن صغيرة، حيث إنهم يمرون بمراحل من التغيرات الناتجة من عدم امتلاك الخبرة والقدرة الكافية للتكيف مع المتغيرات في نمط الحياة، والتي تتحول من نمط حياة فردي إلى نمط حياة يشمل الطرفين، وأيضاً القدرة على الاندماج في الحياة الاجتماعية مع أهل الزوجين والأصدقاء من جانب، والحياة العملية لكل منهما، ما يضع الكثير من الضغوط عليهما، أو على أحدهما، وتظهر الفروق بصورة أوضح بعد ولادة الطفل الأول، ما يجعل المسؤوليات تزداد، خاصة على الزوجة.
كما أن إتمام الزواج مع وجود التزامات مالية وديون متعلقة بالزواج، ومن ثم ولادة الأطفال قبل تنظيم هذا الوضع المادي، تعد من أكثر العوامل الاجتماعية التي تؤثر تأثيراً سلبياً على الزواج، وهناك عنصر مهم لا ينتبه له الكثير من المتزوجين؛ وهو الشعور بخيبة الأمل في العلاقة الحميمة، والتي يفترض أن تكون علاقة مريحة وممتعة بعد الزواج، فما الذي يجعلها مصدر الإزعاج وعدم الارتياح بين الزوجين. يكمن السبب في ذلك إلى عدم تحقيق التناغم والرضا، والاعتقاد بأن العلاقة والأداء سوف يتحسنان تدريجياً، من دون الانتباه إلى أهمية تحسين الأداء الحميم وتطويره؛ بالحوار المباشر بين الزوجين في بداية اكتشاف الخلل الذي يطرأ عليه، كما ننوه إلى أهمية عدم خلط الأوراق فيما يتعلق بالأعباء المنزلية وبين تحسين الأداء، وحتى نتعرف إلى التغيرات الطبيعية في العلاقة الحميمة، لابد أن تكون لدينا كمية من المعرفة بما يحبه الشريك، وأيضاً التدريب على الاستمتاع بالمشاركة الفاعلة في النشاط الجسماني الحميم، وعدم الاكتفاء بما تعودنا عليه في الممارسة الحميمة.
نصيحة
التغيرات التي تطرأ على العلاقة الحميمة ليست بالضرورة أن تكون سلبية أو تثير القلق، إلا إذا بدأ أحد الشريكين، أو كلاهما، في الشعور بعدم الراحة، ما يستوجب إعادة تقييم الوضع من قبل الزوجين معاً، مع التفهم الكامل للتأثير السلبي الناتج من تراكمات المشكلات الحياتية، وما تسببه من خلل في العلاقة الحميمة