التصنيفات
منوعات

من اين نبدا من تعلم الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

من أين نبدأ في تعلم مبادئ الاسلام؟

العلم بالإسلام وأحكامه ومبادئه فرض على كل مسلم ومسلمة ، بالقدر الذي يحتاج إليه في إقامة العقيدة والعبادات والأخلاق تبعا لما يريده الله سبحانه وتعالى ، وقد جاء في الحديث عن النبي أنه قال : ( طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ )

أما تعليم العلم فهو وظيفة الأنبياء ، يحملها العلماء من بعدهم كي تبقى حجة الله قائمة على خلقه ، ولتبقى دعوة التوحيد غضة طرية يتلقاها الناس كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقنها أصحابه .
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول : ( وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا ، وَرَّثُوا الْعِلْمَ ؛ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ) رواه أبو داود (3641) وغيره ، وصححه الألباني .

قال ابن القيم رحمه الله : " هذا من أعظم المناقب لأهل العلم ؛ فإن الانبياء خير خلق الله ، فورثتهم خير الخلق بعدهم . ولما كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته ، إذ هم الذين يقومون مقامه من بعده ، ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما أرسلوا به ، إلا العلماء ، كانوا أحق الناس بميراثهم ، وفي هذا تنبيه على أنهم أقرب الناس إليهم ، فإن الميراث إنما يكون لأقرب الناس إلى الموروث ، وهذا كما أنه ثابت في ميراث الدينار والدرهم ، فكذلك هو في ميراث النبوة ، والله يختص برحمته من يشاء " انتهى .
مفتاح دار السعادة (1/66) .

غير أن هذا الذي قررناه إنما هو فيمن يقوم مقام الأنبياء في تعليم الناس ، وفتوى الناس في نوازلهم وما يحتاجون إليه ، وسياستهم بدين الله تعالى .
وأما من يقوم بتبليغ ما علمه من دين الله تعالى لغيره ، إما آية حفظها ، وإما حديث علمه ووعاه ، وإما فتوى سمعها من بعض أهل العلم الثقات ، فإن هذا لا يشترط فيه أن يكون عالما ، إلا بالأمر الذي يبلغه ويأمر الناس به فقط ، وليس عالما بالمعنى المطلق الذي يعرفه الناس من ذلك اللفظ .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ )
رواه البخاري (3461) .

وقال عَبْدُ اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ رضي الله عنه : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَلِمَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ اللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ .. ) رواه البخاري (4809) .
فإذا عدنا إلى سؤالك : كيف عليهما أن يبدآ ؟
فالنصيحة لهما إذا وجدنا من سبقهما إلى طلب العلم والالتزام بأحكامه وآدابه ، من أهل السنة ، أن يسترشدا به ، ويستفيدا من تجربته ، فهذا الأمر سوف يوفر عليهما كثيرا من الوقت والجهد إن شاء الله .
وسواء تيسر له في مكانه من أهل العلم وطلابه من يعينه على ذلك ، أو لم يجد ، فإننا ننصحه بالنصائح التالية :

1- العناية بكتاب الله تعالى حفظا وقراءة وتدبرا ، فإن القرآن الكريم هو كتاب الهداية الأول ، وكتاب العلم الذي بنيت عليه جميع علوم الشريعة ، مع العناية بفهم معانيه ، ومطالعة شيء من تفاسيره المناسبة ، وفي هذه المرحلة ننصح بمطالعة كتاب التفسير الميسر ، ط مجمع الملك فهد لطباعة المصحف ، فهو كتاب نافع جدا ، وكتاب أيسر التفاسير للشيخ أبو بكر الجزائري ، وتفسير الشيخ السعدي رحمه الله ، ولا نعني أن يطالعها جميعا ، بل ما تيسر له منها ، يهتم بمطالعته ومدارسته .

2- في الحديث يهتم بحفظ الأربعين النووية ، وتكملتها لابن رجب رحمه الله ، مع مطالعة شيء من شروحها الميسرة ، مثل شرح الشيخ ابن عثيمين ، أو غيره ، ويستحسن أن يتابع شيئا من شروحها المسموعة ، على قناة المجد ، أو مواقع أهل السنة . فإذا انتهى من ذلك ، وأمكنه أن يطالع جامع العلوم والحكم ، لابن رجب ، فهو حسن إن شاء الله .
ثم يهتم بمطالعة ، يومية إن أمكنه ، لكتاب رياض الصالحين ، للإمام النووي رحمه الله ، مع حفظ حديث من كل باب ، وقراءة شرح الشيخ ابن عثيمين له .

3- بالنسبة للعقيدة : يبدأ بالأصول الثلاثة وأدلتها ، للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، ومطالعة شيء من شروحها ، للشيخ العثيمين ، أو الشيخ الفوزان ، ولو أمكن سماعه فهو أحسن .
ثم ينتقل إلى كتاب التوحيد ، للشيخ محمد بن عبد الوهاب ، مع شيء من شروحه الميسرة مثل شرح الشيخ صالح آل الشيخ ، فهو ميسر نافع إن شاء الله ، أو غيره من الشروح .
ويضم إليه العقيدة الواسطية مع شرحها ، للشيخ الفوزان ، أو الشيخ ابن عثيمين .
فهذه يهتم بدراستها وضبطها .
وأما في القراءة والمتابعة الدائمة ، فيهتم بسلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة ، للشيخ عمر سليمان الأشقر ، حفظه الله .

4- وأما الفقه : فهناك بعض الكتب الميسرة التي يمكن البدء بها ، مثل : أركان الإسلام ، للشيخ عبد العزيز بن باز ، وفقه العبادات للشيخ ابن عثيمين ، رحمهما الله ، ومختصر صفة الصلاة للشيخ الألباني رحمه الله ، وتيسير العلام شرح عمدة الأحكام للشيخ البسام رحمه الله ، وننصح بالاستفادة من كتب الفتاوى لعلمائنا المعاصرين ، ومنها : فتاوى علماء البلد الحرام ، جمع د. خالد الجريسي ، فهو مجموع نافع إن شاء الله .

5- بالنسبة للسيرة ، يمكن مطالعة مختصر زاد المعاد ، للشيخ محمد بن عبد الوهاب ، والرحيق المختوم ، للشيخ المباركفوري ، رحمهم الله جميعا .

وبالنسبة للتاريخ العام والتراجم ، يطالع في كتاب : التاريخ الإسلامي ، للأستاذ محمود شاكر ، وفي بعض كتب التراجم ، مثل سير أعلام النبلاء .

6- في الأخلاق والرقائق ، يكثر من مطالعة كتب ابن القيم ، مثل الداء والدواء ، الرسالة التبوكية ، ورسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ، ويطالع في كتاب : مختصر منهاج القاصدين ، لابن قدامة ، أو : تهذيب موعظة المؤمنين ، للشيخ القاسمي رحمه الله ، ويهتم برسائل ابن رجب رحمه الله ، مثل كشف الكربة ، وشرح حديث ما ذئبان جائعان ، وتحقيق كلمة الإخلاص ، وغيرها ، وقد جمعت معظمها في مجموع واحد أربعة مجلدات .

7- أن يهتموا بمدارسة الأذكار النبوية ، فهو باب عظيم من أبواب العلم والعمل ، مع حفظ شيء من كتبها الميسرة ، مثل : صحيح الكلم الطيب ، لشيخ الإسلام ابن تيمية ، اختصار الألباني ، أو حصن المسلم ، مع قراءة كتاب : الوابل الصيب ، لابن القيم .

وأخيرا ، فإننا نعود ونؤكد على الاهتمام بالتلقي والاستماع لأهل العلم والمتخصصين في الشريعة ، وهو أمر متيسر اليوم – بحمد الله – من خلال بعض الفضائيات النافعة ، ومن خلال الشبكة المعلوماتية ، ولعلكم سمعتم بقناة المجد العلمية التي تعرض من دروس العلم السهلة والميسرة ما يستفيد منه جميع الناس ، كما يمكنكم المشاركة في برنامجها العلمي الذي يتدرج فيه الطالب في المراحل التي تناسبه ، أما الشبكة المعلوماتية فهي مليئة بفضل الله بدروس العلم للعلماء الموثوقين ، ويمكنكم متابعة كثير منها مباشرة في غرف البالتوك ، أو تحميل المسجل منها من موقع طريق الإسلام .
ومن الأمور المهمة في التعلم مراعاة المنهج الصحيح ، ونعني به التدرج السليم في مراحل التعلم ، فيبدأ الطالب بالعلوم السهلة والكتب المختصرة ، ثم ينتقل إلى شيء من الشرح والتوسع ، حتى يتمكن بعد ذلك من القراءة في الكتب المطولة والأبحاث المتخصصة .

ولا بد أن يختار من الدروس العلمية التي تعرض على قناة المجد أو في الإنترنت ما يكون مناسبا لحاله ، ولا يحاول أن يتتبع كل درس يعرض ، فقد لا يكون مناسبا له الآن




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*** تعلم الإسلام…… فريضة على كل مسلم ***

في الحديث الشريف:

((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةُُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ)) (البيهقي وابن عبد البر)، لذا فإن تعلم الإسلام وفهمه فهما صحيحا فريضة واجبة وضرورة ملحة للأسباب الآتية وغيرها:

* طاعة لله ورسوله :
أول ما نزل به الوحي من القرآن :" اقْرَأْبِاسْمِ رَبِّكَ الّذِي خَلَقَ"، أي اقرأ وتدبَّر واتَّبع ما سيأتيك من كلام الله (لا كلام البشر)، وهو المقصود من هذه الآية، ومثلها:

"فَإذَا قَرَأْنَاهُ فَاْتَّبِعْ قُرْءَانَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَه" [القيامة: 18-19]

"وَقُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً[الإسراء: 106]

"كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكُُ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ"

[ص:29]

"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِى إِلَيْهِمْ فَسْئَلُواْ أَهْــلَ الذِّكْـرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ َلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ("[النحل: 43 -44]

وفى الحديث :

(مَنْ يُرِد اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّين)) (البخاري ومسلم)
((أَفْضَلُ العِبادَةِ الفِقْه)) (الطبراني)

((مَنْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغى فيه عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ به طَريقًا إلى الجَنَّة ، ومَنْ أَبْطَأَ به عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُه)) (مسلم)

((مَنْ جاءَ مَسْجِدي هذا، لَمْ يَأْتِهِ إلاّ لخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ أو يُعَلِّمُه، فهو في مَنْزِلَةِ الْمُجاهِدِ في سَبيلِ الله)) (ابن ماجه والحاكم)

((ما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ مِنْ بُيوتِ اللهِ يَتْلونَ كِتَابَ اللهِ ويَتَدارَسونَهُ فيما بَيْنَهُمْ إلاّ نَزَلَتْ عَلَيْهِم السَّكينَةُ وغَشِيَتْهَمُ الرَّحْمَةُ وحَفَّتْهَم الملائِكةُ وذَكَرَهُم اللهُ فيمَنْ عِنْدَه)) (مسلم)

((وإنَّ فَضْلَ العــالِمِ علـــى العابِدِ كفَضْلِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ علــى سائِرِ الكواكِب)) (الأربعة وأحمد وابن حبان)

((خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَه)) (البخاري)
فالعلم المفروض- فرضَ عين- على كل مسلم هو:

العلم بالقرآن والسنة وفهم ما يستنبط منها من فضائل وأحكام، وحقائق وتصورات.

أما سائر العلوم والفنون فهي:

إما علوم يبصر بها المؤمن روعة الخلق وإعجاز الخالق، كالتي تشير إليها الآية:

"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدُُ بِيضُُ وَحُمْرُُ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودُُ * وَمِنَ الْنَّاسِ وَالدَّوَآبِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُُْ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ" [فاطر: 27-28]

وهى معارف واجبة على المسلم ليزداد إيماناً ويقينا لأن :

((الكلِمَةُ الحِكْمَةُ ضالَّةُ الْمُؤْمِنِ فحَيْثُ وَجَدَها فهو أحَقُّ بها)) (الترمذي)

وإما علوم وفنون نافعة للأمة ؛ كالتقنيات بأنواعها زراعية وصناعية ومعلوماتية وطبية؛ فهي فرض كفاية على أمة المسلمين بحيث يتخصص كل مسلم في شيء منها، وإلا أثمت الأمة كلها؛ وهى من قبيل أمره تعالى بإعداد القوة لردع كل من يهدد أمة الإسلام:

" وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ"[الأنفال: 60]

ولتتحقق العزة التي أرادها الله لأمة الإسلام :

"وَلِلّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلمُؤْمِنِينَ" [المنافقون: 8]

* ليصدق الإيمان :

المسلم الحق (لا ادّعاءً بالوراثة أو ببطاقة الهوية) هو من آمن: أن الله الواحد الأحد قد أرسل بالهدى ودين الحق محمدًا صلى الله عليه وسلم – خاتم الأنبياء والمرسلين – إلى الناس أجمعين، وأن تستقر هذه الحقيقة في قلبه بعد أن يقتنع عقله بالآيات والأدلة التي تثبت استحالة أن يكون القرآن الكريم من عند غير الله، سواء لإعجاز بيانه الذي لا ولم يَسْمُ إليه نص بشري (حتى حديث مبلغه صلى الله عليه وسلم ، وسواء في صدق أخباره ونبوءاته، ودقة تعبيره العلمي عن حقائق الكون في فضائه الممتد وفي أدق مخلوقاته، وسواء أيضا في حكمة تشريعه الأمثل، ودقة تحليله للنفس البشرية وتأثيره فيها.

ويقتضي ذلك ويستوجب: أن يفتح المسلم قلبه وعقله لذلك الكتاب ليتذوق ويدزك جوانب عظمته– نصا وموضوعا– وسموه ومغايرته لأي نص بشري، ثم أن يفهم ويتبع ما جاء به من هداية وعظات، وأوامر ونواه؛ ثم يتزود و يتحرى و يطيع ما سنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم – في قوله وفعله وتقريره – تبيانا و تفصيلا للذكر الحكيم.

ولا يصدق إيمان من ينتسب إلى الإسلام ويشهد بلسانه: أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً عبده ورسوله الخاتم؛ دون أن يكون على بصيرة بما شهد عليه، وإلا كاد أن يكون شأنه كالذي نزل فيهم قوله تعالى:

"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمُ وَمَا يَشْعُرُونَ" [البقرة : 8-9]

كما جاء في الحديث الشريف :

((لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يكونَ هَواهُ تَبَعًا لما جِئْتُ به)) (البغوي)

فالإيمان الصادق إذن لا يتحقق دون معرفة ما جاء به صلى الله عليه وسلم حق المعرفة .

* لنطبق منهجه وأحكامه

الإسلام منهج شامل متكامل للفكر والاعتقاد والخلق والسلوك، والعبادة والعمل، وعلاقات الأفراد والجماعات، ودراسة المنهج هي بداية الطريق للالتزام الصادق الدقيق بكل ما أمر به الله ورسوله من فضائل وأحكام، واجتناب ما نهى عنه الله ورسوله من رذائل ونواهٍ.

ألا ترى أن من يعمل أجيرا لدى بشر أو مؤسسة بشرية يحرص على معرفة واجبات عمله، ونظمه ولوائحه، وما يستوجب ثوابه وعقابه، فما بالنا برب العالمين، أنزيغ عن منهجه الحكيم إلى ضلالات البشر وأهوائهم وغرورهم؟ أم نمضي في أمورنا كلها على بصيرة بكل ما شرع، ونمتثل لأحكامه مخبتين إليه:

"يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ" [النساء: 59]

"وأَنَّ هَذا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقُ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ"[الأنعام: 53]

"وَأَطِيعُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ"

[الأنفال: 46]

"أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ"[المائدة:50]

وفى الحديث :

((تَرَكْتُ فيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُما: كتابُ اللهِ وسُنَّتي، ولَنْ يَتَفَرَّقا حتى يَرِدَا عَلَىَّ الحَوْض)) (الحاكم).

((وإنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فسَيَرَى اخْتِلافًا كثيراً، فَعَليْكُمْ بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ المَهْدِيِّينَ عُضُّوا عَلَيْها بالنَّواجِذ)) (أبو داود والترمذي).

* لنؤدي واجب الدعوة

* فرض الله على أمة الإسلام أن تكون مصابيح هداية، تجاهد لنشر دعوة الحق في كل مكان ولكل جيل، سواء على مستوى الفرد في أسرته وعشيرته، أو على مستوى الأمة المسلمة، ويقتضي ذلك: الفهم الواضح والمعرفة الشاملة لما ندعو إليه:

"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" [البقرة: 143]

"كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِاْلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ" [آل عمران: 110]

"الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآَتَوُاْ الزَّكَاةَ وأََمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ"[الحج: 41]

"وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا(، أي بالقرآن وهديه "[الفرقان: 52]

"وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ( [الشعراء" 214]

"وَتَوَاصَوْاْ بِاْلْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِاْلصَّبْرِ" [العصر:3]

وفى الحديث :

((نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقالَتي فَوَعاها، ثُمَّ بَلَّغَها عَنِّى فرُبَّ حامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقيه، ورُبَّ حامِلِ فِقْهٍ إلى مَنْ هو أَفْقَهُ مِنْه)) (أحمد وابن ماجه)

((يا أبا ذَرٍّ لأَنْ تَغْدو فتُعَلِّمَ آيَةً مِن كِتابِ اللهِ خَيْرٌ لَكَ من أَنْ تُصَلِّيَ مائةَ رَكْعَة، ولأَنْ تَغْدو فتُعَلِّمَ باباً من العِلْمِ عُمِلَ به أو لَمْ يُعْمَلْ بِهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَة)) (ابن ماجه)

((ليُبْلِغِ الشَّاهِدُ الغائِبَ فإنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبْلِغَ مَنْ هو أَوْعَى مِنْه)) (متفق عليه)

* كما توعَّدَ الله من يحبس علما أو يكتم دعوة الحق في قوله :

"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِى الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ" [البقرة: 159]

"لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْراءِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْاْ وَّ كَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنْكَرِ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" [المائدة: 78 – 79]

و فى الحديث :

((مَنْ سُئِلَ عن عِلْمٍ فكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللهُ يَوْمَ القِيامَةِ بِلِجامٍ من نار)) (الأربعة وأحمد والحاكم)

((مَثَلُ الّذي يَتَعلَّمُ العِلم ، ثم لا يُحَدِّثُ به ، كمَثَلِ الذي يَكْنِزُ فلا يُنْفِقُ منه)) (الطبراني)

عن أبى هُرَيْرَة: إِنَّ النَّاسَ يقولون: أكْثَرَ أبو هُرَيْرَة ولَوْلا آيَتانِ في كتابِ اللهِ ما حَدَّثْتُ حَديثا ، ثم يَتْلو: )إِنَّ الّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى …( إلى قوله: )الرَّحِيمُ( )) (البخاري)

* سعيا للفوز و النجاة في الآخرة

منقول للفائدة
في يوم القيامة :

"يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنُُ يُغْنِيهِ"[عبس: 34-37]

يحاسَب المرء حسابا دقيقاً عادلا على كل ما بدر منه من خير أو شر، طاعة أو معصية، كبيراً أو صغيراً، لقوله تعالى:

"إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدُُ * مَّا يَلْفِظُ مِن قَولٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدُُ" [ق: 17- 18]

"وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسُُ شَيْئًا وَإن كَانَ مِثْقَالَ حَبّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتِيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِين"[الأنبياء: 47]

"فَأَمَّا مَن ثَقُلَت مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّت مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةُُ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَاهِيَة * نَارٌ حَامِيَةُ"

[القارعة: 6-11]

"فَمَن يَعْمَل مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَل مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ" [الزلزلة: 7-8]

وفي الحديث:

((لا تَزولُ قَدَما عَبْدٍ يَوْمَ القِيامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أرْبَع: عَنْ عُمُرِه فيمَ أَفْناه؟ وعن شَبابِهِ فيمَ أَبْلاه؟ وعن مالِهِ من أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيمَ أنْفَقَه؟ وعن عِلْمِهِ ماذا عَمِلَ فيه؟)) (الترمذي)

فكيف ينجو من عذاب الله ويفوز برضاه ونعيمه من لا يعرف تحديدا ولاتفصيلا: ما الخير وما الشر في ميزانه تعالى؟ وكيف يطيعه ويتجنب الوقوع في عصيانه؟

لا سبيل لنا جميعا إلا أن نتعلم الإسلام صادقين لنعمل به مخلصين، لا نبتغي به إلا رضا رب العالمين، وفى الحديث: ((فَقيهٌ واحِدٌ أَشَدُّ على الشَّيْطانِ مِنْ أَلْفِ عابد)) (الترمذي)

أخي المسلم :
إن تعلّم الإسلام على أكمل وجه ممكن ؛ والإحاطة بأكبر قدر من فهم معاني ومرامي القرآن الكريم والحديث النبوي الصحيح، ليس ترفا عقليا، أو ثقافة يتزين بها المرء، أو جدلا فكريا يتشدق به المتشدقون، وإنما هو:

1- امتثال لأمر الله ورسوله.

2- ضرورة لبناء الإيمان الصادق.

3- شرط ومقدمة للعمل بهدي الإسلام وتطبيق أحكامه.

4- أساس للقيام بواجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.

5- ضرورة المصير- الذي ما بعده مصير- إلى الجنة أو إلى النار.

وسيُسأَلُ كل منا ويحاسب- يوم البعث والحساب- عن مدى علمه بالإسلام وعمله به ودعوة غيره إليه. ولا عذر لمن استطاع أن يتعلم الإسلام فلم يكترث.

كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته….فالله الله في هذه المسؤولية التي هي مسؤولية الجميع




كيف تعلم الملائكة ما في قلب الإنسان ؟

في بعض الأحيان الشخص يقول دعاء دخول الحمام ـ أكرمكم الله ـ في نفسه ، أو يبسمل في نفسه ؛ فهل حديث النفس الداخلي هل يعلمه الملائكة الحفظة ؟ ويسجل علينا وسنحاسب عنه ؟

الحمد لله
روى البخاري (6491) ومسلم (131) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ) .
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (11/325) :
" وفيه دليل على أن الملك يطَّلع على ما في قلب الآدمي ؛ إما بإطلاع الله إياه ، أو بأن يخلق له علما يدرك به ذلك .
ويؤيد الأول : ما أخرجه بن أبي الدنيا عن أبي عمران الجوني ، قال : ينادى الملك اكتب لفلان كذا وكذا ، فيقول يا رب : إنه لم يعمله ، فيقول : إنه نواه .
وقيل : بل يجد الملك للهم بالسيئة رائحة خبيثة ، وبالحسنة رائحة طيبة وأخرج ، ذلك الطبري عن أبي معشر المدني ، وجاء مثله عن سفيان بن عيينة "
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن قوله صلى الله عليه وسلم :
( إذا هم العبد بالحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة …. الحديث ) فإذا كان الهم سرا بين العبد وبين ربه فكيف تطلع الملائكة عليه ؟
فأجاب : " الحمد لله ، قد روي عن سفيان بن عيينة فى جواب هذه المسألة قال : " أنه إذا هم بحسنة شم الملك رائحة طيبة ، وإذا هم بسيئة شم رائحة خبيثة " .
والتحقيق أن الله قادر أن يعلم الملائكة بما فى نفس العبد كيف شاء " انتهى .
"مجموع الفتاوى " (4/253)
وقال رحمه الله أيضا :
" وهم وإن شموا رائحة طيبة ورائحة خبيثة ، فعلمهم لا يفتقر إلى ذلك ، بل ما فى قلب ابن آدم يعلمونه ، بل ويبصرونه ويسمعون وسوسة نفسه ، بل الشيطان يلتقم قلبه ؛ فاذا ذكر الله خنس ، وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس ، ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره ، ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغى فيزينها له !!
وقد ثبت فى الصحيح عن النبى فى حديث ذكر صفية رضى الله عنها ( إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم )
وقرب الملائكة والشيطان من قلب ابن آدم مما تواترت به الآثار ، سواء كان العبد مؤمنا أو كافرا " انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/508) .

وأما الذكر في النفس من غير حركة اللسان به ، فإن صاحبه يثاب على ذلك لكن ليس الثواب الخاص المرتب من الشارع على من أتى بذلك الذكر فإن ذلك الثواب مرتب على القول، والقول لا يتحقق من غير لفظ باللسان، لكن من أهل العلم من يرى أن حركة اللسان تكفي ولو لم يصدر صوت يسمعه المتلفظ، وهذا ما ذهب إليه المالكية ورجحه شيخ الإسلام ابن تيمية ، قال ابن مفلح رحمه الله في "الفروع" (1/410): " واختار شيخنا –يعني ابن تيمية- الاكتفاء بالحروف وإن لم يسمعها " انتهى .
وجمهور أهل العلم يرون أنه لا بد من لفظ يسمعه نفسه ، قال النووي رحمه الله في شرح المهذب (3/120) : " فإن لم يسمع نفسه فليس ذلك بأذان ولا كلام " انتهى .
وقال أيضا : " اعلم أن الأذكار المشروعة في الصلاة وغيرها ، واجبة كانت أو مستحبة ، لا يحسب شيء منها ولا يعتد به حتى يتلفظ به بحيث يسمع نفسه إذا كان صحيح السمع لا عارض له " الأذكار (42) .
وأما حساب الإنسان على ما تحدثه به نفسه ، فقد سبق الإجابة عنه في السؤال رقم (99324)
والله أعلم .




ارجوو التثبيييت

بلييييز للافاده




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعلم الوضوء و الصلاة و التيمم.rar

فلاشات الدعوية التعليمية

فلاش صفة الوضوء

http://saaid.net/flash/wdou.swf

فلاش صفة الوضوء

http://saaid.net/rasael/wadoo/wodo.swf

فلاش صفة التيمم

http://saaid.net/flash/Tiammum.swf

فلاش صفة الصلاة

http://saaid.net/rasael/salah/salah.swf




التصنيفات
منتدى اسلامي

القاديانية – حقيقتها وشبهاتها وموقف الاسلام منها

السلام عليكم
انتشرت في اونة اخيرة الدعوة لطائفة احمدية القذيانية وهناك شبان وشابات من منطقتي اتبعوها حبيت اعرفكم عليها
لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل ، ثم الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و بعد/
روي عن سيدنا حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ أنه قال : كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِى فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ :« نَعَمْ ». قلت : فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ :« نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ ». فَقُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ :« قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِى تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ ». قُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ :« نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ». قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ :« هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ». قُلْتُ : فَمَا تَأْمُرُنِى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ؟ قَالَ :« تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ». قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ تَكُنْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ :« فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ كَذَلِكَ »[1].
و يؤخذ من هذا الحديث أنه ينبغي للمسلم أن يتعرف على مواطن الشر ومواضعه ليتوقاها ؛ و ذلك أن الجاهل بالشر أسرع إليه وأشد وقوعا فيه ، ويروى عن بعض السلف أنه قيل له: إن فلانا لا يعرف الشر ، فقال أجدر أن يقع فيه[2] .
و من تلك الشرور التي ينبغي التعرف عليها: ( داع على أبواب جهنم..) أي: مآلهم إليها، وهم (من جلدتنا ) قال القاضي: معناه أنهم في الظاهر على ملتنا وفي الباطن مخالفون ، وجلدة الشيء ظاهره وهي في الأصل غشاء البدن [3]. وهذا ينطبق على الفرق التي تنتسب إلى الإسلام زورا وبهتانا ، ومنها الـفـرقة المسماة بـــ ( القاديانية ) أو (القرآنية) أو(الأحمدية) التي أسسها (( ميرزا غلام أحمد القادياني )) الذي ادعى النبوة ، و صار له أتباع منتشرون في أنحاء مختلفة من العالم ينشرون أباطيله وضلالاته ، وصدق رسول إذ يقول : "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ، لا يضلونكم ولا يفتنونكم "[4] . وقال أيضا :" وانه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم انه نبي ‘ وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي "[5]
ونظرا لظهور هذه الفرقة الضالة ببلادنا ، وخطورتها على مجتمعنا ، وتهديدها لأمننا واستقرارنا فكريا و ثقافيا وسياسيا ، وبناء على طلب السيد أمين المجلس العلمي – لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية ميلة – كتبت هذا البحث الموجز،الذي بينت فيه حقيقة هذه الفرقة وأباطيلها ، و قد هيكلته كالآتي :



تمهيد
المطلب الأول التعريف بالقديانية ومؤسسها
المطلب الثاني أتباع القادياني وخلفائه
المطلب الثالث عقيدة القاديانية وأفكارها.
المطلب الرابع جذور القاديانية وعلاقتها بالصهيونية
المطلب الخامس مواقع انتشار القاديانية.
المطلب السادس القاديانية في الجزائر
المطلب السابع دلائل ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم
المطلب الثامن بعض النصوص التي يستدل بها القاديانيون
على استمرارية النبوة والرد عليهم
المطلب التاسع موقف علماء الإسلام من القاديانية
خاتمة

المطلب الأول : التعريف بالقديانية ومؤسسها
— القاديانية فرقة دينية ضالة نشأت بالهند سنة 1900م ، و سميت بالقديانية نسبة إلى مؤسسها (( مرزا غلام أحمد القادياني )) الذي ولد بقرية قاديان الهندية عام 1839 م ، في أسرة اشتهرت بخيانتها للدين والوطن، فنشأ أحمد القادياني وفياً للاستعمار الإنجليزي ، وكان أداة لتنفيذ مخططاته الهادفة إلى صد المسلمين وإبعادهم عن دينهم ، و قد اختارت الحكومة الإنجليزية للقادياني دور المتنبئ ( المدعي للنبو ة ) ليلتف حوله المسلمون و ينشغلوا به عن مجابهة العدو الإنجليزي المستعمر لأوطانهم .
— و قد كان والد (( مرزا غلام أحمد القادياني )) مواليا للحكومة الإنجليزية ومساعدا لها في إخماد الثورة الإسلامية ، و قد أقر غلام أحمد بموالاة والده للإنجليز ، فقال: " لم تبخل عائلتي ولم تضن، ولن تبخل ولن تضن بدماء أبنائها في خدمة المصالح الإنجليزية أبداً"[6].

— وكان غلام أحمد القادياني مصابا بعدة أمراض نفسية وجسدية، منها:
1- الهستيريا: التي كانت تسبب له نوبات عصبية عنيفة تؤدي إلى إغمائه أحياناً. 2- الماليخوليا. وهو نوع من الجنون. 3- مرض السل. 4- سلس البول. وقد أصيب بالمرضَيْن الأخيَريْن منذ ادعائه أنه يتلقى الإلهامات من الله عز وجل[7].
— في عام 1907م جرى نقاش ومناظرة بين العالم الهندي المشهور ((الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمرتستري )) -أمير جمعية أهل الحديث في الهند- وبين (المرزا غلام أحمد القادياني) حيث أقام ثناء الله الحجة على القادياني ، وباهله: بأن الكاذب المفتري منهما سيموت في حياة صاحبه ، فسلِّط الله على القادياني داء الكوليرا فهلك به في شهر ماي 1908م بمسقط رأسه (قاديان) وقد دفن بها. و عاش ثناء الله الأمرتسري بعده أربعين سنة[8] .
— وقد خلف القادياني وراءه أكثر من خمسين كتاباً ، ومن أهم كتبه المبلوءة بالدجل: ( إزالة الأوهام ) (إعجاز أحمدي ) (براهين أحمدية ) ( أنوار الإسلام ) (إعجاز المسيح) (التبليغ) (تجليات إلهية)

المطلب الثاني : أتباع القادياني وخلفائه.
— ولما هلك المرزا غلام أحمد القادياني خلفه أحد أتباعه ، وهو : حكيم نور الدين، ثم خلفه ابنه : بشير الدين محمود أحمد .
— و لما تأسست باكستان عام 1947م، بقي جماعة من القاديانيين في قاديان بالهند ، وهاجر الآخرون مع خليفتهم بشير الدين محمود أحمد إلى باكستان، حيث أسسوا مدينة لهم أطلقوا عليها اسم : (ربوة ) استنباطا من الآية الكريمة : (وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين) [المؤمنون: 50]
— وقد انقسم أتباع أحمد القادياني بعد وفاته إلى فريقتين:
– إحداهما : فرقة القاديانية : و يرى هؤلاء أن أحمد القادياني نبي مرسل، و من لا يعتقد ذلك يكون كافراً، وعلى رأس هذه الفرقة : حكيم نور الدين ، والميرزا بشير الدين أحمد ، وهما خليفتا القادياني من بعده كما سبق .
– و الثانية: فرقة الأحمدية : ويعرفون بـــ (اللاهورية) نسبة إلى مدينة لاهور التي تواجدوا فيها، وهي من أهم المدن في شمال باكستان . و يرى هؤلاء أن أحمد القادياني ليس نبياً ، إنما هو مصلح ملهم ، ومن أشهر رجال هذه الفرقة: خوجة كمال الدين، و محمد علي الذي يعد من أكثر الشخصيات تأثيراً في فرقة (اللاهورية) ، وقد قام بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية ، وألّف كتابا سماه: (بيان القرآن)حرف فيه العديد من نصوص القرآن العظيم [9].
المطلب الثالث :عقيدة القاديانية وأفكارها.
بدأ غلام أحمد نشاطه كداعية إسلامي ، حتى يلتف حوله الأنصار ، ثم ادعى أنه مجدد و ملهم من الله ، ثم تدرج خطوة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر




والمسيح الموعود ، ثم ادعى النبوة وزعم أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ومن المعتقدات الفاسدة للقاديانيين[10] :
1- أن الله يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويخطئ ويجامع ـ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
2- أن إله القادياني إنجليزي لأنه يخاطبه باللغة الإنجليزية .
3- أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً.
5- أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن.
6- أنه لا قرآن إلا ما قدمه المسيح الموعود (المرزا غلام أحمد القادياني)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادته.
7- يعتقد القاديانيون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم.
8- يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلام كالصحابة.
9- يعتقدون أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل وأفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم.
-10 نادوا بإلغاء فريضة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية ؛ لأنها حسب زعمهم ولي الأمر بنص القرآن .
11 – كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوج من غير القاديانيين فهو كافر.
-12 يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات والمسكرات.
المطلب الرابع : جذور القاديانية وعلاقتها بالصهيونية.
— القاديانية من صنع إنجليزي ، و قد اعترف القادياني نفسه بهذه الحقيقة ، حيث كتب رسالة إلى نائب الحاكم الإنجليزي في المقاطعة – بتاريخ: 24 فيفري سنة 1898م – جاء فيها : (والمأمول من الحكومة أن تعامل هذه الأسرة التي هي من غرس الإنجليز أنفسهم ومن صنعهم بكل حزم واحتياط وتحقيق ورعاية، وتوصي رجال حكومتها أن تعاملني وجماعتي بعطف خاص ورعاية فائقة) [11].
و صرح أبو الأعلى المودودي بأن الإنجليز هم من غرسوا بذرة القاديانية ورعوها وشجعوها وباركوها، لأنها مصدر الفتنة والشقاق في صفوف المسلمين، ومن العوامل الرئيسية لتمزق شملهم ، وهي أصلح أداة لتحقيق أغراض الإنجليز الاستعمارية ، وقد أخذ الإنجليز بيدها حتى استفحل أمرها واشتد خطرها، وعملوا على تسليم القاديانيين المراكز الرئيسية في الإدارة والمدنية والجيش[12].
— و قد أسس القاديانيون مركز تبشير لديانتهم في مدينة حيفا بفلسطين زمن الانتداب البريطاني لها ، و انطلاقا من هذا المركز صاروا يرسلون دعاتهم إلى البلاد العربية وغيرها .
ولما انسحبت بريطانيا من فلسطين بعد أن سلمتها لليهود ، اتخذ القاديانيون مركزا آمناً في الكيان الصهيوني الجديد ، و تلقوا منه دعما ورعاية ، ولا يزال مركزهم موجود في إسرائيل إلى يومنا هذا ، و يقع في جبل الكرمل بمدينة حيفا ، ولهم فيه مسجد و مدرسة ، ودار للتبشير، ومكتبة عامة ، ومكتبة أخرى لبيع الكتب ، ويصدر هذا المركز مجلة خاصة باللغة العربية اسمها (البشرى) تتولى توزيعها السفارات اليهودية في العالم ، كما يقوم بترجمة كتب ونشرات الميرزا غلام أحمد القادياني إلى اللغة العربية[13].
المطلب الخامس : مواقع انتشار القاديانية.
— يعيش معظم القاديانيين في الهند وباكستان ، وقليل منهم في إسرائيل والعالم .
— ولهم نشاط وتواجد في بعض البلدان الأوربية ، فلهم مراكز إسلامية في (لندن) و (هامبورج بألمانيا) وفي (مدريد بأسبانيا) وفي (زيورخ بسويسرا)
— ولهم مراكز ونشاط في بعض بلدان آسيا ، منها : (سيلان) و (بورما) و(ماليزيا) و (إندونيسيا)
— ولهم أيضا نشاط في أفريقيا ، ولهم فيها ما يزيد عن خمسة آلاف مرشد وداعية متفرغين لدعوة الناس إلى القاديانية. وأهم مراكزهم توجد في (نيروبي بكينيا) و( تابور ) و ( كوسومو ) و ( ليندي) و (جينجا) و(سيراليون) و (نيجيريا)
— وللقاديانية تواجد في أمريكا ، حيث بدأوا نشاطهم في مدينة (شيكاغو) ولهم الآن ثلاثة مراكز في كل من (نيويورك) و (واشنطن) و (سان فرانسيسكو) [14].
المطلب السادس : القاديانية في الجزائر
— وحسب ما جاء في جريدة الشروق اليومي – الجزائرية – الصادرة : (يوم الأربعاء 13 فيفري 2022 ميلادي الموافق لـ 2 شهر ربيع الثاني 1443 هجري) أنه قد تم رصد شبكة من القاديانيين تنشط على محور (بسكرة) و (غرداية) و (العاصمة) يقودها بعض اللاجئين السوريين الذين فروا من بلدهم بسبب الوضع الأمني الخطير في سوريا ، واستضافتهم عائلات جزائرية ، حيث يسعون إلى نشر المذهب القادياني بين الشباب الجزائري ، للزج به في متاهات مذهب خطير كفرته كل المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي.
— وأضافت جريدة الشروق اليومي أن مصادرها لم تحدد عدد أفراد هذه الشبكة التي تروج لنشر هذا المذهب الذي استغل أتباعه جهل بعض الجزائريين بالإسلام ، ونشروه بينهم على أنه دين (أحمدي) يدعو الى السلام والتقوى ، وينبذ العنف والتعصب، بينما هو فكر فاسد يسعى إلى تشكيك المسلمين في عقيدتهم لا غير.
— بينما تنشط شبكة أخرى على مستوى منطقة القبائل ، مثلما أفاد به (الشيخ محمد حاج عيسى) وهو داعية جزائري ، حيث روى للشروق كيف اتصل به ثلاثة طلبة بجامعة (تيزي وزو )في العشرين من أعمارهم ، ينحدرون من بلدية (إبردوران دائرة بني يني) و قد تبين للشيخ من خلال لقائه بهم أنهم من أتباع القاديانية ، وأن هدفهم من الاتصال به إشهاريا أكثر منه إظهارا للحق.
— ويضيف (الشيخ محمد حاج عيسى) في حديثه للشروق أن هناك جماعة أخرى تكونت في (ذراع بن خدة) تقوم بتأدية الصلاة في إحدى البيوت القاديانية ؛ لأن أتباعها يعتبرون المسلمين كفارا لا تجوز الصلاة معهم.
— وفي مساعيهم لنشر أفكارهم ، يعملون على نشر المطويات والكتب التي تعرف بالقاديانية على غرار كتاب (الجماعة الإسلامية الأحمدية ) والكتب التي تحاول الدفاع عنهم ككتاب ( لماذا ينقمون منا ؟)
— وتعتبر منطقة ( أزفون) من أكثر المناطق التي ينتشر فيها أتباع القادياية الذين ازداد عددهم بعد أن استفادت قناة ( أم تي أ ) العربية الفضائية ، لسان حال الأحمدية القاديانية ، من تردد جديد على القمر هوت بيرد ، وهو القمر الذي يستقبله سكان المنطقة كثيرا ، ولما كانت هذه القناة تتحدث باسم الإسلام ، فقد استطاعت أن تستقطب إليها الكثير من الناس وهم لا يعلمون أنها تدس السم في العسل.
الطلب السابع : دلائل ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم .
يعترف ميرزا غلام أحمد القادياني بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن المنزل عليه من الله تعالى ، ولكنه يدعي أن باب النبوة لم يغلق بعد النبي ، وأن نبوته( القادياني) نسخت نبوة سيدنا محمد الله عليه وسلم.
الـــــــــرد على هذا الإدعاء الكاذب : لقد دلت الأدلة القاطعة من الكتاب والسنة واللغة العربية والإجماع على أنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، وأنه لا نبي بعده إلى يوم الدين .
[أ] ـ أدلة ختم النبوة من القرآن العظيم .
فيقال للدجال القادياني وأتباعه : أنكم تعترفون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته ، بل وتحتجون على بعض مطالبكم بالنصوص القرآنية ، فإن القرآن العظيم يقول: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ) [الأحزاب40].
وجه الاستدلال :
فهذه الآية صريحة بأن النبوة ختمت به صلى الله عليه وسلم ، و لا تحتاج إلى زيادة إيضاح وبيان ، فمعناها واضح لدى كل من له أدنى معرفة باللغة العربية ، ولا يفهم منها إلا أنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، ولم يخالف في هذا المعنى أحد من العرب والعجم طيلة اثني عشر قرنًا ، حتى أتى هذا الدجال القادياني في القرن الثالث عشر، فزعم أنه نبي يوحى إليه ، وأتى بتفسير جديد لقوله تعالى : " وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " ، فهل هو أعلم بتفسير كتاب الله من الصحابة الذين شاهدوا التنزيل و عايشوا الرسول الله صلى الله عليه وسلم ونقلوا عنه القرآن وسنته القولية والفعلية بكل دقة وإخلاص.
أم هو أعلم من علماء الإسلام قاطبة الذين مارسوا كتاب الله وتفسيره ، وخبروا اللغة العربية ومفرداتها وعلومها من نحو وصرف وبلاغة ، وعرفوا أصول الشريعة الإسلامية وفروعها ومقاصدها وأسرارها .
فإن كل هؤلاء مجمعون على أنه لا نبي بعد سيدنا محمد ولا كتاب سماوي بعد القرآن، و أن من ادعى النبوة بعد الرسول والقرآن فقد باء بالضلال والكفران ، ووجب قتله إن لم يتب من دعوى النبوة أو الرسالة.
و من أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : " وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ "
-1 قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية :"فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بالطريق الأولى والأحرى ؛ لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة …"[15]

2- قال العلامة الآلوسي: في تفسير الآية المذكورة : "والخاتم اسم آلة لما يختم به كالطابع لما يطبع به ، فمعنى خاتم النبيين : الذي ختم النبيون به ومآله آخر النبيين"[16]
-3 و قال الإمام الحافظ محمد بن جرير الطبري – في تفسير قوله تعالى- : ".. وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ …" "أي: آخرهم"[17]
ولم يختلف أحد من أهل التفسير في أن معنى " وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " أنه صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والمرسلين وأنه لا نبي بعده.
[ب]: دلالة اللغـــــة العربيــة على ختم النبوة.
1- قال ابن منظور : ختم فلان القرآن إذا قرأه إلى آخره ، قال ابن سيده: ختم الشيء ، يختمه ختمًا بلغ آخره، وخاتم كل شيء وخاتمته عاقبته وآخره واختتمت الشيء ، نقيض افتتحته، وخاتمة السورة آخرها، وختام القوم وخاتمتهم آخرهم ، ومحمد خاتم الأنبياء، والخاتم من أسماء النبي ، وفي التنزيل العزيز : {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } أي آخرهم[18].
2- وقال الزبيدي : " الخاتم من كل شيء عاقبته وآخرته… والخاتم آخر القوم .. ومنه قوله تعالى: " وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " أي . آخرهم ، ومن أسمائه الخاتَم والخاتِم، وهو الذي ختم النبوة بمجيئه[19].
ولو تتبعت كل كتب اللغة ومعاجمها لوجدتها لا تخرج عن هذا المعنى. لكن القاديانيين عميت بصائرهم ، فراحوا يتبعون دجالا يحسبونه نبيا من بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، وصدق الله العظيم إذ يقول : " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور "
[ج] : أدلة ختم النبوة في الأحاديث النبوية
بينت السنة النبوية أنه صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والمرسلين وأنه لا نبي بعده ، والأحاديث الدالة على ذلك أكثر من أن تحصى في هذا المقام ، نذكر منها :
-1قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة ، فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين"[20]
-2 وقال صلى الله عليه وسلم:"فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون[21]"
3- وقال: صلى الله عليه وسلم "فإني آخر الأنبياء ومسجدي آخر المساجد"[22]
[د] انعقاد الإجماع على ختم النبوة.
لقد أجمع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على انقطاع النبوة بعد النبي ، واتفقت كلمتهم على قتال مسيلمة الكذاب والحكم بكفره وردته ، و لم يشذ منهم في ذلك شاذ ، مع أن مسيلمة كان مقرًا بنبوة محمد ، وكان يؤذن للنبي ويشهد في الأذان أن محمدًا رسول الله ، وكان مؤمنًا بالقرآن يرى العمل به فرضًا، وإنما كان يفسر القرآن حسب أهوائه ويدعي الإلهام ، وكان يدعي أنه أشرك في نبوة محمد فكان أول فاتح لباب نبوة تابعة للشريعة المحمدية ، وكل من ادعى ذلك في العصور الأخيرة كان تابعًا له.
ثم أجمع المسلمون في كل عصر على انقطاع النبوة بعد محمد ، وأن كل من يدعيها فهو مارق من الدين، متبع غير سبيل المؤمنين.
— قال أبو حامد الغزالي ( ت 505هـ) :" إن الأمة فهمت بالإجماع من هذا اللفظ ـ أي لا نبي بعدي ـ ومن قرائن أحواله انه افهم عدم مجيء نبي بعده أبدا وعدم رسول أبدا وانه ليس فيه تأويل ولا تخصيص فمنكر هذا لا يكون إلا منكر الإجماع" [23]
— وقال القاضي عياض ( ت 476هـ(:" أخبرـ صلى الله عليه وسلم ـ انه خاتم النبيين لا نبي بعده وأخبر عنه الله تعالى انه خاتم النبيين وانه أرسل للناس كافة ، وأجمعت الأمة على حمل هذا الكلام على ظاهره وأن مفهومه المراد منه دون تأويل ولا تخصيص "[24]
— وقال زين الدين بن نجيم (ت 970) :" إذا لم يعرف أن محمدا آخر الأنبياء فليس بمسلم لأنه من الضروريات".[25]
المطلب الثامن: بعض النصوص التي يستدل بها القاديانيون على استمرارية النبوة والرد عليهم
يستدل القاديانيون على عدم انقطاع النبوة بجملة من النصوص القرآنية والنبوية ، فسروها حسب أهوائهم ، منها [26]:
[أ] النصوص القرآنية:
1- قوله تعالى : "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" [النساء 70] . فقالوا : أن الذي يطيع الله ومحمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعلى قدر إطاعته يكون من الصالحين أو الشهداء أو الصديقين أو النبيين معتبرين أن (مع ) بمعنى (من) في الآية كما في قوله تعالى :" وتوفنا مع الأبرار".[ آل عمران 193]
والجواب: انه لم يقل احد من علماء اللغة العربية بأن (مع ) تأتي بمعنى (من) ثم إذا كانت (مع ) بمعنى (من) فإن النبوة بهذا المعنى أصبحت كسبية كما يقول الفلاسفة ، وهي ليست كذلك وإنما هي اصطفاء من الله ، لقوله تعالى :" الله اعلم حيث يجعل رسالته "[ الأنعام 24]
ثم من كان أكثر طاعة لله وللرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الصحابة والتابعين ، ومع ذلك لم يدع أحد منهم النبوة ، أما عن قوله : "وتوفنا مع الأبرار" أي ألحقنا بهم .
2- – قوله تعالى :" يا بني آدم إما يأتينكم رسل يقصون عليكم آياتي فمن أتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ".[ الأعراف 35]
وقوله تعالى : "الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس" [الحج 75]
فزعموا : أن هذه الآيات تدل على مجيء الرسل بعد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لان لفظ (يأتينكم) (ويصطفي) جاءتا بصيغة المضارع المعبر عن المستقبل. .
والجواب:أن هذه الآيات تقصد الرسل قبل محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن هذا الإطلاق قيد بقوله تعالى " وخاتم النبيين " ثم إن هناك آيات كثيرة في القرآن جاءت بصيغة المضارع ويقصد بها الزمن الماضي وهذا من بلاغة القرآن مثل "فلم تقتلون أنبياء الله ".[ البقرة 91] أي قتلتم . وقوله تعالى : " واتبعوا ما تتلوا الشياطين" أي ما تلت وهذا ينطبق على قوله تعالى " يصطفي" أي اصطفى ، وقوله "يأتينكم" أي أتى وكلها صيغ بالمضارع عبرت عن الزمن الماضي.
3- قوله تعالى : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ".[المائدة 4]
قالوا : أن الآية ذكرت إتمام النعمة ، والنبوة هي أعظم نعمة من أنعم الله ، فلو كانت منقطعة لما كانت النعمة تامة ، بل كانت ناقصة على حد زعمهم . .
والجواب:أن هذه الآية حجة على الذين يقولون باستمرار النبوة لا حجة لهم ، فالآية ذكرت اكتمال الدين وما دام الدين قد اكتمل فأي حاجة إلى نبوة جديدة ، أما تفسير النعمة على أنها النبوة فهذا يحتاج إلى دليل ولم يذكروا دليلا ، وإن النعمة تطلق ويراد بها عدة معان ونعم الله كثيرة.
[ب] النصوص النبوية:
-1 قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما توفي ابنه إبراهيم :" لو عاش لكان صديقا نبيا "[27].
والجواب: أن هذا الحديث ضعيف لا تقوم به حجة ، ففي إسناده إبراهيم بن عثمان قال البخاري : سكتوا عنه ، وقال النسائي : متروك ، وقال الترمذي : منكر الحديث ، وقال أحمد : منكر الحديث ، وقال ابن أبي حاتم : ضعيف الحديث ، وقال الدارقطني : ضعيف ، وقال الهيثمي : ضعيف جدا ، وقال ابن المبارك : ارم به ، وقال الجوزاني : ساقط .
ومع هذا فقد أجاب عنه العلماء: بأن إبراهيم مات لأنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم .[28]

2- قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" قولوا خاتم الأنبياء ولا تقولوا لا نبي بعده"[29]
والجواب: إن هذه الرواية منقطعة الإسناد بين جرير بن حازم وبين عائشة؛لأنها ماتت قبل مولده ، وبهذا يكون الحديث ضعيفا لا تثبت به الأحكام .
3- قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" أنا سيد الأولين والآخرين من النبيين ولا فخر".[30]
والجواب: أن هذا الحديث لا يوجد له إسناد وبهذا فهو ضعيف جدا.
والملاحظ أن القاديانيين يستدلون بهذه النصوص دون دليل عليها ، بل هي استنتاجات من وحيهم ، ولم يقل احد من السلف الصالح من الصحابة والتابعين والمفسرين بان هذه النصوص تفيد استمرار النبوة بعد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم أهل القرآن وأكثر فهما منا لمعاني آيات القرآن. وهكذا لو تتبعنا كل الشبهات القاديانية لوجداها مجرد أباطيل لا تقوم بها حجة ..

المطلب التاسع: موقف علماء الإسلام من القاديانية
لقد تصدى علماء الإسلام لهذه الحركة منذ ظهورها ، وممن تصدى لهم :
— الشيخ أبو الوفاء ثناء الله أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر "ميرزا غلام" وأفحمه بالحجة، وكشف خبث طويته، وكُفْر وانحراف نحلته.
— وقام مجلس الأمة في باكستان ( البرلمان المركزي ) بمناقشة أحد زعماء هذه الطائفة "ميرزا ناصر أحمد" والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها "ناصر أحمد" عن الجواب وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة.
n وفي شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المؤتمر أيضا المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل معها، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين.
n و أكد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، في رده على جمعية البهائيين في مدغشقر، أن من يعتقد بالبهائية أو البابية أو القاديانية، يعد مرتدا عن دين الإسلام، لأن من يعتقد بهذه المذاهب يعتقد بالنبوة لغير النبي صلى الله عليه وسلم، الذي ختم الله به النبوة، وهو ما يعد مخالفا لصريح القرآن الكريم: ‘ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما’، كما يخالف قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا العاقب فلا نبي بعدي"
— وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، منها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها.
الخاتمة
ومن خلال ما قد سبق يتبين لنا ما يلي :
— أن هذه الفرقة خارجة عن ملة الإسلام بإجماع المسلمين.
— أنها تتخذ من الإسلام غطاء لها لخدمة مصالح أجنبية ، وتحقيق أغراض هدامة ، تتمثل في إخراج المسلمين عن دينهم ؛ ليتمكن منهم أعداؤهم .
— أنها بدأت تتغلغل في البلدان العربية ولإسلامية، مستغلة الظروف التي يمر بها العالم الإسلامي والعربي ، وقد ساعدها على ذلك جهل كثير من المسمين بدينهم .
— أنه ينبغي أن تتكاتف جهود أهل العلم في التصدي لهذه الفرقة ، بتوعية المسلمين وتنبيههم إلى مخاطرها وأبعادها . وأن لا يقتصروا في ذلك على المساجد فحسب .
— وعلى ولاة الأمور أن يأخذوا هذا الأمر بجدية ، فيتخذوا من الإجراءات ما يرونه مناسبا لوضع حد لنشاط هذه الفرقة.
n وفي الأخير نذكر بعلامات المبشرين القاديانيين ، ومن أبرز ها: – أنهم حين يبدأون بالتحدث عن دعوتهم إنما يبتدئون قبل كل شيء بإثبات موت عيسى – عليه الصلاة والسلام – .
– فإذا تمكنوا من ذلك بزعمهم انتقلوا إلى مرحلة ثانية وهي ذكر الأحاديث الواردة بنزول عيسى – عليه الصلاة والسلام – ويتظاهرون بالإيمان بها .
– ثم سرعان ما يتأولونها ، ما دام أنهم أثبتوا بزعمهم موته ، بأن المقصود نزول مثيل عيسى ! وأنه هو غلام أحمد القادياني ! ولهم من مثل هذا التأويل الشيء الكثير والكثير جدا .
اللهم احم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من مكائد أهل الزيغ والضلال ، ووفقهم إلى العمل بكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمنهم اللهم في أوطانهم ، ووفق ولاة أمورهم لما فيه خير العباد والبلاد ، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الهوامش

——————————————————————————–

[1] أخرجه البخاري في صحيحه رقم 7084
[2] أنظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري . بدر الدين العيني . ج 16/ ص 140
[3] نفسه : ج 16/ ص 140.
[4] أخرجه مسلم في صحيحه رقم 2913
[5] أخرجه الترمذي في سننه رقم 2219
[6]انظر : أبو الأعلى المودودي – ما هي القاديانية . ص 12.
[7] انظر : أبو الأعلى المودودي – ما هي القاديانية – ص 16- 18.
[8] انظر : أبو الأعلى المودودي – المرجع نفسه ص 19. —-وانظر :علي الندوي – القادياني والقاديانية – ص 28-29.
[9] انظر : أبو الأعلى المودودي – ما هي القاديانية ص 19.
[10] انظر هذه المعتقدات وغيرها :
– أبو الحسن الندوي القادياني والقاديانية – دراسة تحليلية- ص 76-77.
— وحسن عيسى عبد الظاهر- القاديانية نشأتها وتطورها- ص 169-170 .

[11] انظر: حسن عيسى عبد الظاهر- القاديانية نشأتها وتطورها – ص 100-101.
[12] انظر: أبو الأعلى المودودي – ما هي القاديانية ص 53.
[13] نفسه: ص 64-65– و انظر : الموسوعة الحركية فتحي يكن 2/127.
[14] انظر: حسن عيسى عبد الظاهر- القاديانية – نشأتها وتطورها- ص 180- 182.

[15] أبو الفداء إسماعيل بن كثير. تفسير القرآن العظيم. الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الثانية 1420هـ – 1999 م ج 6 / ص 428
[16] شهاب الدين محمود ابن عبدالله الحسيني الألوسي.. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني . السورة 33 . الآية 40
[17] محمد بن جرير الطبري. جامع البيان في تأويل القرآن . الناشر : مؤسسة الرسالة. الطبعة : الأولى ، 1420 هـ – 2000 م ج 20/ ص 278

[18] محمد بن مكرم بن منظور . لسان العرب. الناشر:دار صادر– بيروت- الطبعة الأولى (دت) حرف الميم . مادة ختم . ج 12/ ص 163
[19] محمّد بن محمّد الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي – تاج العروس من جواهر القاموس. باب الميم. فصل الخاء.

[20] صحيح البخاري . رقم: 3535. وصحيح مسلم رقم : 2286
[21] سنن الترمذي رقم: 1553 ، وقال الترمذي : حسن صحيح.
[22] صحيح مسلم. 1394
[23] الإقتصاد في الإعتقاد ص 178
[24] الشفا في تعريف حقوق المصطفى ص 285.
[25] الأشباه والنظائر ص 222
[26] هذه الشبهات منقولة من كتاب القاديانيين. القول الصريح في نزول المهدي والمسيح ص 181
[27] ابن ماجة كتاب الجنائز.
[28] الجامع الصحيح للبخاري كتاب الأنبياء 6 ص495 وكتاب الأدب ج 10 ص577
[29] تكملة مجمع البحار و الدر المنثور.
[30] الديلمي
مرسلة بواسطة العيد بن زطة
منقول




خليجية



شكرا

على المـــرور
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة




التصنيفات
منوعات

عدالة الصحابة ومكانتهم فى الاسلام

روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود، قال: " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فبعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون سيئاً فهو عند الله سيئ "
إن عدالتهم عند أهل السنة من مسائل العقيدة القطعية ، ومما هو معلوم من الدين بالضرورة ويستدلون لذلك بأدلة لا تحصى من الكتاب والسنة .
ففي القرآن يقول عزوجل : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) وقال سبحانه :
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } .
قال جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – : " كنا ألفا وأربعمائة " .
(ومن رضي عنه تعالى لا يمكن موته على الكفر ، لأن العبرة بالوفاء على الإسلام ، فلا يقع الرضا منه تعالى إلا على من علم موته على الإسلام ، وأما من علم موته على الكفر فلا يمكن أن يخبر الله تعالى بأنه رضي عنه. ومما يؤكد هذا ما ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله يقول : أخبرتني أمُّ مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة : لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها "
وروى الشيخان عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم:" لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " .
وروى الإمام أحمد في الفضائل وصححه الألباني عن عبد الله بن عمر :"لا تسبوا أصحاب محمد،فلمقام أحدهم ساعةً خير من عمل أحدكم عمرَه " ، وفى رواية: " خير من عبادة أحدكم أربعين سنة " .
وقال ابن حزم : " فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم ، و-رضي الله عنهم ، وأنزل السكينة عليهم ، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم ، أو الشك فيهم ألبتة " .
وفي مسند البزار رجاله موثوقون من حديث سعيد بن المسيب عن جابر قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم » إن الله اختار أصحابي على الثقلين سوى النبيين والمرسلين «
وقال الإمام أحمد : " فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه ولو لقوا الله بجميع الأعمال "
وإلى وصف دقيق لحالهم من أحدهم بل ومن خيارهم وهو صهر رسول الله عليه السلام علي بن أبي طالب حيث يروي لنا ابن أبي الدنيا والحافظ ابن كثير عن أبي أراكة قال : " صليت مع علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه صلاة الفجر فلما انتفل عن يمينه مكث كأن عليه كآبة،حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح صلى ركعتين ثم قلب يده فقال : والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى اليوم شيئا يشبههم لقد كانوا يصبحون صفرا شعثا غبرا ، بين أعينهم كأمثال ركب المعزى قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله يتراوحون بين جباههم وأقدامهم ،فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح ، وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم ، والله لكأن القوم باتوا غافلين . ثم نهض فما رئي بعد ذلك مفترا يضحك حتى قتل رضي الله عنه "
ولقد كان بينهم من المحبة والوئام والألفة قدر كبير وجليل مع ما حدث بين بعضهم من القتال إلا أن المحبة في قلوبهم لبعضهم كالجبال الرواسي ، وهذا من أعجب العجب ، ولكنه يزول حين نعلم أن أولئك هم تلاميذ محمد بن عبدالله ، يأتي أحدهم إلى علي بن أبي طالب فيقول ما تقول فيمن قاتلوك ( يعني معاوية وطلحة والزبير ومن كان معهم من الصحابة ) فيقول : إخواننا بغوا علينا .
ويروي لنا أبو نعيم في الحلية عن أبي صالح قال: " دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال له :صف لي عليا ؟ فقال : أو تعفني يا أمير المؤمنين ؟ قال :لا أعفيك قال :أما إذا ولا بد فإنه كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان والله غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما جشب ، كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ، ويجيبنا إذا سألناه ، وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له ، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سدوله ، وغارة نجومه ، يميل في محرابه قابضا على لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، فكأني أسمعه الآن وهو يقول : يا ربنا يا ربنا يتضرع إليه ، ثم يقول للدنيا إلي تغررت ؟ إلي تشوفت ؟ هيهات هيهات ، غري غيري ، قد بتتك ثلاثا ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق ، فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء فقال معاوية رضي الله عنه : كذا كان أبو الحسن رحمه الله ، كيف وجدك عليه يا ضرار ؟ قال : وجد من ذبح واحدها في حجرها لا ترقأ دمعتها ولا يسكن حزنها ثم قام فخرج " .

هكذا كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فحق لأمة أن تفخر بهم وتباهي سائر الأمم :

أولئك أصحاب النبي وحزبُه *** ولولاهم ما كان في الأرض مسلم
ولولاهم كادت تميد بأهلها *** ولكن رواسيها وأوتادُها هم
ولولاهم كانت ظلاما بأهلها *** ولكن هم فيها بدور وأنجم[1]

اللهم اجمعنا بهم في أعالي الجنان واغفر لنا ولهم أجمعين والحمد لله رب العالمين،،،




التصنيفات
منوعات

غربه الاسلام

علي أوتار الحياة …. تنسال دموع الحزن
بألحان ممزوجة بمرارة الغربة
تتراقص نغمات أملي علي صفحات الماضي …
مثل عصفور يتراقص من الآلام ..
يحسبه رفاقه يتراقص فراحا…
ينسج من أحلامه أملا للمستقبل …
يعيش بغربة معلنة بأيدي أعداءه …
بل أعيش غريبا بأرض العرب ….
بالأمس كان لي وطن … يحكمه الفاروق ( عمر )
واليوم ابحث عن نفسي بين بقايا الرجال والهمم…
هل عرفتني يا تري .. أم ما زلت تجهلني في هذا الزمن …
أنا الإسلام .. أصبحت غريبا مثل ما كنت…
كما نبأ الرسول بأحاديثه ذو الحكم …
ولكن لم يزل بي أمل … بان أعود لوكري من جديد…
وابني دولة العهد المفقود … وانشر العدل بين الناس والأجناس دون تحديد ولا قيود …
سوف أعود لعهدي المفقود سأعود انتظروني ..




يسلمؤوؤوؤ



يسسلمك ربي من عذاابه

انرتي المكان بتواجدك .




مشكوره ياعسل و تسلمي على الطرح
الاكثر من رائع
تسلم الايادي



العفوووو ي الغلا

نورتي




التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

!! فاكهة حرمها الاسلام ونحن ما نزال نأكلها !! ا

بسم الله الرحمن الرحيم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

فاكهة حرمها الاسلام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

انها تلك الفاكهة التي احبها الناس بشراهة في زماننا هذا وتفننوا في اكلها

في كل وقت وحين وفي كل مكان وكل مجال؟

انها الفاكهة التي تسلي الناس في اوقات فراعهم فضلا عن ساعات عملهم

انها الفاكهة التي ياكلها الغني والفقير؟

انها الفاكهة التي حرمها الله في كتابه الكريم ووصف اكلها بابشع صفة؟؟؟

ونهانا الحبيب صلى الله عليه وسلم عن اكلها؟؟؟؟؟؟

لعلكم عرفتموها؟؟؟؟؟؟؟؟

انها

انها

انها

*

*

*

*

*

*

*

*

*

الغيبة الغيبة الغيبة

فاجتنبوها جزاكم الله خيرا


man9ol




بااااااااااارك الله فيكي



جزاك الله كل خير

لكن ليس الغيبة ما يجب الامتناع عنها و انما اصحابها

تحياتي




جزاكــ الله خيراًً




alf chokr 3la mororkom tayib