ابتدأت أول مرحلة من مراحل اعتماد طفلك على ذاته بمجرد خروجه من رحم أمه الذي كان يمده بالغذاء والهواء والجو المناسب المريح له.
ومن الممكن أن تشعري بعدم راحة جنينك في أيامه الأولى لإختلاف البيئة التي كان فيها طوال 9 شهور عن عالمه الجديد!
كان طفلك يحصل على كل الغذاء والمواد اللازمه لنموه من المعادن والفيتامينات والعناصر الغذائية التي يحتاج إليها من خلال الرحم.
الآن ستكتمل رحلة نموه وغذائه أيضا من خلالك في الرضاعة فأنت تمدينه بكل ما يحتاج اليه من حليبك, أو من جهة أخرى كالحليب الصناعي في عدم حالات الرضاعة الطبيعية.
ويعتمد طفلك بشكل عام على الحليب فقط من بداية حياته وحتى الـ6 شهور الأولى من عمره وذلك لأنه يؤمن له كل ما يحتاجه من عناصر غذائية مهمة لنموه وصحته السليمة, أيضا لأن جهازه الهضمي غير جاهز بعد لهضم الطعام أو الغذاء دون الحليب المخصص لعمره فقط, ومن ناحية أخرى لتجنب حدوث الحساسية له. لا تتعجلي ببدء الأطعمة الصلبة وخذي الخطوات الأساسية المهمة لصحة طفلك.
نصيحة: فيما يتعلق بصحة طفلك وسلامته, ابتعدي عن كل الأقاويل فكل أم لها تجربة مختلفة وظروف مختلفة عن غيرها فحاولي ألا تعتمدي على الغير وثقفي نفسك بنفسك وإن أردت الاستفسار إلجئي إلى ذوي الاختصاص. الرضاعة الطبيعية:
تنصح منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية لأول 6 شهور من حياة الطفل, والالتزام بها لأطول فترة ممكنة حتى بعد البدء بتقديم الطعام لفوائدها المهمة والمتعددة لكل من الأم والطفل وتبقى الخيار الأفضل دائما.
يبدأ إدرار الحليب الطبيعي بصورة فعالة مع نهاية الأسبوع الأول بعد الولادة, إذ أول ما يخرج من الثدي حليب يسمى اللبأ وله مواصفات خاصة وفوائد متعددة فهو يحتوي على كل ما يحويه الحليب ولكن بشكل مكثف أيضا ويوفر للطفل مناعة مبكرة ضد الأمراض "أجسام مضادة" لاحتوائة على البروتين بشكل كبير ويساعد وظائف الجهاز الهضمي لدى الطفل.
عملية الإرضاع الطبيعي عملية مفيدة جدا من كل النواحي و من أهم فوائدها تقوية الرابطة العاطفية مابين الأم وطفلها فيصبح وقت الإرضاع من أجمل الأوقات وأمتعها لكلاهما.ويجب العلم أنه كلما زادت عملية الإرضاع كلما زادت كمية الحليب وإدراره.
من فوائد الرضاعة الطبيعية:
1. يحتوي حليب الأم على مواد دهنية وبروتينية وكربوهيدراتية بقدر كاف لما يحتاجه الطفل فهو في هذه المرحلة من العمر يزود بأفضل المعايير من المواد الغذائية الضرورية عن طريق حليب أمه أيضا من الفيتامينات والمعادن.
. يحتوي على أجسام مضادة توفر مناعة عند الطفل وخصوصاً حليب اللبأ أو الكولسترم.
. سهل الهضم لان بروتيناته سهلة الهضم ويحتوي على إنزيمات هاضمة خاصة للدهون.
. يسهم بإعطاء الطفل الوقاية ضد العديد من الأمراض عند الكبر والبلوغ فتكون نسبة تعرضهم لبعض الأمراض أقل من غيرهم منها: فرط الوزن والسمنة, السكر وأمراض الضغط, ارتفاع نسبة الكولسترول.
. حليب الأم معقم جيدا وطازج دائما وحرارته مناسبة للطفل حسب الأجواء من حوله "يوفر له أنسب حرارة".
يقوي العلاقة بين الطفل وأمه بحيث تشعر الأم بشعور الأمومة بشكل كبير ويشعر الطفل بحنان أمه وقربها منه وتعلقه بها.
. لا يحتاج إلى تحضير مسبق من تنظيف وتعقيم وشراء رضعات وحليب, وليس له أي تكاليف مادية.
وسيلة طبيعية لتنظيم الحمل إذا كانت الرضاعة طبيعية بشكل مستمر ودائم ستؤخر حدوث الحيض.
تسهم في الحد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والسرطان المبيضي الأم.
.تساعد النساء على العودة بشكل أسرع إلى الوزن الذي كانوا عليه قبل الحمل.
. تساعد على تقلص الرحم ورجوعه إلى حجمه الطبيعي قبل الحمل.
الرضاعة الصناعية:
في حالات عدم مقدرة الأم على إرضاع طفلها طبيعيا ستلجأ بالطبع إلى بدائل الحليب الطبيعي وهو الحليب الصناعي المتوفر بالأسواق بوفرة وبأنواع عديدة, هذا الحليب مخصص للأطفال قبل عمر السنة ويتكون من حليب البقر الذي تم تعديله ليتناسب مع نظام الجهاز الهضمي لدى الرضع.
يجب الحرص على استعماله بالمكاييل المحددة ويفضل تنظيم أوقات رضعات الطفل في حالة الرضاعة الصناعية. يفضل أن يكون الحليب دافئا ليتقبله طفلك ولا يؤذيه.
لا تجبري طفلك على إنهاء زجاجته ولا تحتفظي بالحليب الباقي أكثر من ساعة واحدة.عليكي مراعاة التعقيم والاهتمام قدر المستطاع بنظافة الرضعات لأنها إن لم تعقم جيدا وتنظف فستكون بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والميكروبات التي قد تعرض طفلك للخطر.
حالات عدم تحمل اللاكتوز:
اللاكتوز هو ما يسمى بسكر الحليب أي السكر الموجود في الحليب ويتحلل بالجسم بواسطة إنزيم اللاكتيز, هناك أطفال يكون عندهم نقص في هذا الانزيم "اللاكتيز"أو تكون كميته غير كافية لتحليل سكر الحليب فيسبب مشاكل عدة لهم.
يطلق على هذه الحالات اسم "عدم تحمل اللاكتوز".أسباب حدوث هذا المرض تكون إما أسباب خلقية تظهر بعد الولادة أو أسباب مكتسبة يمكن للأمراض الهضمية وخاصة الاسهال الشديد أن يتسبب بحدوثه.
يمكن أن تشمل أعراض عدم تحمل اللاكتوز مايلي وتختلف شدتها حسب كمية اللاكتيز في الجسم وكمية اللاكتوز المأخوذ:*ألم في البطن خاصة بعد الرضاعة والمغص المعوي.*الاسهال والغثيان.*الغازات والانتفاخ.
يستخدم في هذه الحالات الحليب منزوع اللاكتوز أو القليل اللاكتوز حسب الرأي الطبي للحالة.
هناك عدة أمور متعلقة بمشاكل تغذوية ممكن أن توجد عند الطفل إما خلقيا أو مكتسبا وتختلف حدتها وطرق علاجها وأعراضها من اضطرابات في الجهاز الهضمي إلى حساسيات مختلفة ممكن أن تسبب خطرا على حياة الطفل>
يجب على الوالدين مراقبة الطفل دائما خصوصا عند بداية تعرضه لأي شئ جديد وعدم الاستهانة بأي عرض مهما كان واستشارة الطبيب في الحال.