الدعاء :
——-
كثير من الناس حين يقدم على موضوع ما يشاور القريب والبعيد ويدرس الموضوع دراسة وافية ثم يقول : على ضوء هذه الدراسة أتخذت قراري ، وهذا جميل ولكن أن يكتفي بهذا خطأ كبير إذ ينبغي على المرء إن أقدم على زواج أو غيره أن يستخير ويستشير ويكثر من الدعاء ، بل أن كثيراً من المتزوجين حين تواجههم خلافات زوجية أ, أزمات يكثرون من الأستشارة وينسون أمر الدعاء ، بل ينبغي عليهم أن يترقبوا أوقات الإجابة ويكثروا الدعاء أن يفرج الله همهم ، ويزيل خلافهم ، حتى قبل الزواج يكثر المقبلون على الزواج من الدعاء أن يرزقهم الله الشريك الصالح .
قالت تعالى : ( أَمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوءَ ) .(سورة النمل :الاية(62)).
وقال تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُونِي أَستَجِب لَكُم).(سورة غافر: الاية ( 60)).
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن الله تعالى حييٌّ كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين) (حديث صحيح رواة أبي داود والترمذي ومسند أحمد ابن ماجه).
وقال أحد الشعراء :
أ
تهزأ بالدعاء وتزدريه
وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل نافذة ولكن
لها أمدُ وللأمد إنقضاء
فيمسكها إذا ما شاء ربي
ويرسلها إذا نفد القضاء
الاستخارة :
————
قال جابر رضي الله عنه : كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : ( إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ـ ويسمي حاجته ـ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال في عاجله وآجله ـ فقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال في عاجله وآجله ـ فأصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ). ( رواه البخاري : 7/162) .
وقيل في الأمثال ( ما خاب من
استخار ولا ندم من استشار ) ، فعلى المقبلين على الزواج من الجنسين الاستخارة قبل البدء بالخطوبة أو الموافقة ومن ثم يتقدم فإن سارت الأمور على ما يرام فالحمد لله وإن تعطلت فذاك دليل على عدم التوفيق .
الاستشارة:
————
كما قيل ( ما ندم من استشار) الاستشارة تعطي الأمور بعداً جديداً ، ونظرة أفضل وأعمق لذلك يكون بعد الاستخارة استشارة أهل العقول الراجحة والاراء الصائبة ، ولا يكون الاستشارة من كل شخص بل تكون من المقربين الأمناء ، فيستشير الآنسان أولا أهله من أم وأب وأخ وأخت ، فيسأل عمن يريد وأهله ، وبيته وصلاحهم وكيف هم في بيوتهم وغيرها من الاسئلة التي من خلالها تتضح الصورة .
وهنا ملاحظة مهمة وهي أن المستشار يجب أن يكون من أهل العقل الراجح والدين الواضح ، فيقول كل ما يعرفه عن المسئول عنه من حيث دينه وطباعه لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( المستشار مؤتمن). ( حديث صحيح أنظر صحيح الجامع للألباني رحمه الله ج2، حديث رقم (6700)).
مؤتمن في كل أمر يؤخذ رأيه فيه فلا يدلس ، ولا يواري ، بل يكشف الحقائق للسائل فيظهر المحاسن والعيوب ، ويعطي رأيه عن شفافية لا مجاملة ولا رياء حتى لا يخدع المستشير ومن ثم يوافق أو يرفض عن بينه ووضوح .
أخوتي وأخواتي في الله أنشدكم بالله العلي العظيم إن تتبعون هذه الخطوات قبل الاقبال على اختيار شريك العمر حتى لا تقعون في الندم على سوء الاختيار .
موضوع روووووووعة
تسلمي غلاتي