ومن المهم هنا أن نلفت الانتباه إلى وجود مثل هذه الاضطرابات، حتى في المجتمع العربي، وكيفية معالجتها ومساعدة الأشخاص الذين تربطهم علاقة مع من لديهم مثل هذه الانحرافات الجنسية
الانحرافات الجنسية؛ موضوع موجود في كل المجتمعات، ويعتبر من الأمور المسكوت عنها، إما نتيجة الجهل بهذه المشكلة، أو نتيجة حدوث الطلاق واستمرار تكرار المشكلة ضمن دائرة مفرغة يدور فيها الشخص المصاب.
هذه الحالة تعرف بالفيتيشيزم «fitichism»، أي أن الإثارة الجنسية تحدث فقط من أشياء لا تدخل ضمن المواد المتعارف عليها أنها جنسية، مثل حدوث الإثارة عن طريق بعض الملابس، أو المتعلقات الخاصة بالمرأة، كالجوارب، الشنط، وغيرها من أشياء لا تسبب إثارة عند الشخص العادي، وهو اضطراب يصنف ضمن «الانحرافات الجنسية» «paraphilia».
وهناك عدة أنواع لهذا الانحراف، منها:
1- حدوث الإثارة الجنسية من أمور غير طبيعية، مثل الإثارة بمنظر الأطفال، وتعرف حتى في وجود البديل الطبيعي، «paraphilia».
2 – اضطرابات السادية والماسوشينية، والتي تحدث فيها الإثارة الجنسية فقط عن طريق، إما تعذيب وإهانة الشريك، أو تعذيب وإهانة الذات، «Sadism and masochism».
3- حدوث الإثارة الجنسية من أمور غريبة، مثلاً مع الحيوانات، الموتى، وهي حالات أكثر ندرة من حالة الفيتيشيزم وحالة عشق الأطفال الجنسي.
ومن الملاحظ أن مثل هذه الحالات يصعب اكتشافها مبكراً، وعادة ما يكون الشخص ذكراً، يفضل عدم الزواج، وقد يلجأ إلى سرقة بعض هذه الإشياء المثيرة جنسياً له، وتكون هي مصدر الإثارة الجنسية الوحيد حتى مع توفر الزوجة، والأسباب وراء حدوث مثل هذه الانحرافات كثيرة ومختلفة من مجتمع إلى آخر، ففي المجتمعات الإباحية؛ نجد هناك تحولاً من الفكرة الطبيعية للعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة إلى فكرة أخرى بدأت بعض هذه المجتمعات في تقبلها واعتبارها ضمن الحرية الشخصية للفرد، كما نجد التأثير الواضح للأفلام الإباحية المنحرفة لتعزيز مثل هذا السلوك؛ خاصة بين الشباب في العشرينات والثلاثينات من العمر، كما نجد التأثير الواضح لتجارب وصدمات الطفولة المتعلقة بالجانب الجنسي.
وهنا عزيزتي، أؤكد لك على أهمية مناقشة الزوج في طلب العلاج المختص، ووجودك معه سيكون عاملاً مساعداً على التحسن بإذن الله؛ خاصة إذا كنت متفهمة لوضعه، مع التوضيح أن هذه الحالات لا تميل إلى العنف الجسدي أو اللفظي، مثل حالات العشق الجنسي للأطفال أو حالات السادية، والتي قد يتطور الأمر فيها إلى سلوك خطير قد يؤثر على حياة الشريك، هناك مراكز متخصصة لعلاج هذه الحالات، وتحتاج إلى المواظبة على العلاج السلوكي بانتظام.
نصيحة:
الانحرافات الجنسية موجودة في كل المجتمعات الإنسانية، وبصور مختلفة؛ نحتاج إلى أن نفهم هذه السلوكيات؛ خاصة تلك التي قد ينتج عنها إيذاء أو تعريض حياة الشخص للخطر، ولعل من أخطرها هو العشق الجنسي للأطفال.