إنّ المغنيسيوم في ملح البحر يجعله مميزاً لتطهير الجلد، ويمكن استعماله كمنظّف لبشرة وجهك، ولخلطة تمنحك تأثير التونر يمكنك مزج الملح مع ملعقة طعام من الخل. وللتقشير، يمكنك الاستعانة به مع مزجه بالعسل واللافندر.
للبشرة الدهنيّة حلها السريع والفعال مع هذا الملح، الذي يمكنك وضعه في قنينة من الماء، وإضافة ملعقة طعام منه، وخضّها جيّداً، والعمل على رشّها خلال النهار كل ساعتين، فتتخلصين من الإفرازات الدهنيّة الزائدة، التي تسبب لك الكثير من مشاكل البشرة، أهمّها الرؤوس السوداء وحب الشباب.
لأنّ ملح البحر ليس كفيلاً ببشرة وجهك فحسب، عليك الاستعانة به بهدف العناية يديك، وهما الأكثر عرضة أن يظهر التعب وآثار السنين عليهما، لذا افركي يديك بهما مرتين خلال الأسبوع، لتلاحظي أنّك تتخلصين من الجفاف وأي نوع من البقع الداكنة، وتحصلين على بشرة ناعمة، مبيّضة، ومضيئة.
حتّى قدميك، يمكن العناية ببشرتهما من خلال نقعهما بالماء الفاتر وملح البحر والقليل من الزيوت المعطّرة لمدّة ساعة على الأقل، فهذه الخطوة تريحهما بالدرجة الأولى، وتزيل عنهما خلايا الجلد الميّت، وتنعم سطح الجلد.
إلى جانب البشرة، يمكن لملح البحر أنّ يتحول إلى مادة مذهلة لتبييض الأسنان، خصوصاً إذا مزجته مع بيكوربونات الصودا، وعملت على فرك أسنانك بها ولو بصورة يومية.
التي تأتي بنهاية الموجه
فتخيلت لو أن ذنبي كزبد البحر وكيف أن الله سيغفر لي
لو رددت كلمات لن تكلفني شيئا
لكني صعقت وذهلت لما رأيت زبد بحر حقيقي
لدرجة أنه ……………لن أخبرك شاهد بنفسك
هل شاهدت كيف أن زبد البحر قارب أن يغطي مدينة بأكملها ؟
سبحانك ربي لا إله إلا أنت
هل تتسائل ماذا أردد حتى يغفر الله لي ؟
تأمل معي
قال صلى الله عليه وسلم:.
(( ماعلى الأرض من أحد يقول :
لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ))
وقال عليه افضل الصلاه واتم التسليم
(( من قال حين يأوي إلى فراشه :
أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب اليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ))
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من حافظ على صلاة الضحى غفرت له ذنوبه , وإن كانت مثل زبد البحر ))
مصافحتك لأخيك المسلم
قال صلى الله عليه وسلم
(( إن المسلم إذا لقي أخاه فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما
يتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما
ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر ))
سبحان الله وبحمده
من قالها مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر
قال عليه الصلاه والسلام
(( من قال في يوم إذا أصبح وإذا أمسى
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي
ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير
غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ))
غفر الله ذنوبي وذنوبكم
قصة تأثرت فيها كتير
سبحانك ربي ماعظمك
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
——————————————————————————–
قصة الدكتور حسام عبد السلام جمعة في قلب البحر وما صادفه من عجائب الأمور هي والله عبرة وعظة
قصة أعجب من العجب ، حدثت لأخينا الدكتور حسام عبد السلام جمعة (عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة) ، وهو يناجي بارئه في غيابه الخضم و ظلماته ، نوردها نقلا علها تصيب ما تصيب من أولي الألباب ، قصة فيها من العبر و المواعظ ما يعجز عن ضربه في الطويل من الدهور . فضلا طالعها فيها خير عميم و إجابات لكثير من عسير السؤال .
( كُتبت هذه القصة بعد 3 أشهرمن حدوثها )
يقول صاحب القصة :
لقد اعتدت مع صديقين لي أن نذهب للغوص والصيد مرتين في الشهر وفى هذا اليوم أنهيت عملي متأخرا وخشيت أن أؤخر صديقيَ ولكنهما انتظراني ، أما الصديق الأول (طلعت مدني) فقد اعتدت الذهاب معه منذ عام 1994 م أما صديقي الأخر فاسمه Manning فلبيني الجنسية وقد أسلم قبل عام وسمى نفسه ( يوسف ) وخرجنا للبحر كعادتنا وسجلنا في مكتب حرس الحدود في أبحر وقت عودتنا كما توقعناها آن ذاك الساعة 07:00 من مساء نفس اليوم ، واتجهنا بالقارب إلى منطقه تسمى (( الوسطانى )) وهي حوالي 20 كم غرب جدة . وصلنا الساعة 12:30 بعد منتصف النهار وأنزلنا المرساة الأولى ولكنها لم تثبت بسب الأمواج إلا بعد عدة محاولات وضعنا مرساة أخرى إضافية زيادة في الحرص حيث كان لي قبل عدة سنوات تجربه قاسيه انفصل فيها القارب عن المرساة ولكني استطعت بفضل الله أن أصل إليه بعد 5 ساعات من السباحة المتواصلة .
تأكدنا من تثبيت المرساتين ونزلنا ثلاثتنا للغوص وكان هذا خطأ إذ أننا لم نترك واحدا منا على ظهر القارب فقد غلبتنا
رغبتنا في أن نكون سويا تحت البحر وألهتنا الثقة الزائدة بالنفس عن أخذ الحيطة نظرًا لخبرتنا الطويلة بالغوص ، كان الموج قويًا ذلك اليوم وكان الصيد وفيرا وبعد 40 دقيقه صعدنا إلى ظهر القارب للراحة .
تأكدنا مرة أخرى من ثبات المرساتين ثم نزلنا للغطسة الثانية 03:30 ظهرًا وكعادتنا طلبنا من أحدنا أن يغوص قريبا من المرساة .
وبعد 30 دقيقه وجدت أن المرساة مقطوعة فذهب ( طلعت ) للتأكد من المرساة فلم يجدها ولم استطع الصعود لأنى أحتاج إلى دقيقتين لتحقيق تعادل الضغط وعند صعودي رأيت في وجه ( طلعت ) الذعر وهو يصرخ القارب !!
الذي صار على بعد 300 متر تقريبًا وقاربنا طوله حوالي 22 مترا فتبادر إلى ذهني تجربتي التي حدثت قبل 5 سنوات وكيف أنى استطعت بعد 5 ساعات من السباحة المتواصلة للوصل إلى القارب وهنا كان خطأي الثاني وخدعتني مرة أخرى ثقتي الزائدة بالنفس ولو أنى استقبلت من أمري ما استدبرت لأدركت في تلك الحظة أن الأمر اليوم مختلف تماما فقد كان الجو آنذاك أفضل والأمواج اهدأ بل الذي ساهم في لحاقي بالقارب آنذاك أن المرساة المتدلية من القارب اصطدمت بالصخور فأبطأت حركته أما هذه المرة فليس ثمة صخور ولا شعب مرجانية بل بحر مفتوح وأمواج قوية وبدون تفكير وحرصا منى على أن أكسب كل دقيقه ألقيت بستره الغوص الطفوية واسطوانة الهواء والبندقية وانطلقت في اتجاه القارب بأسرع قوة وفى هذه الأثناء مر قارب صيد بيني وبين القارب فصرخت بأعلى صوتي ولكنهم لم يروني أو يسمعوني فأكملت السباحة وكان الوقت 04:00 عصرا ولكن سرعان ما أدركت أن الموج مختلف هذه المرة وبعد سباحة ساعة من الزمن وجدت أن المسافة بيني وبين القارب ثابتة لاتغير وبعد ساعتين في تمام الساعة السادسة أدركت أن المهمة لن تكون سهله فقد تغير مسار القارب عدة مرات وبدأت المسافة بين وبين القارب تزداد .
لم افقد الثقة .. لم يكن هناك أي شعب مرجانية أو قطع صخرية فهذه منطقة تخلو من كل ذلك وأقرب منطقة بها شعب مرجانية تسمى ‘أبو طير’ ولكن الموج لن يساعدني في الذهاب إليها كما أن هدفي الأول هو الحاق بالقارب وبالرغم من أن الشمس بدأت بالغروب والقارب مازال يبتعد إلا أن تجربتي الناجحة السابقة أمدت في حبل ثقتي الزائفة بنفسي فضاعفت قواي لألحق بالقارب …وجن اليل وابتلع الظلام كل أثر للقارب ، وهنا توقفت أنظر ، استرجع وألوم نفسي…
ثلاث أرواح تذهب بسب خطأ فادح كهذا…
كيف يكون ذالك ؟؟
ما أسخف أن يفقد الإنسان حياته بهذه ألطريقة وأخذت أنظر إلى ‘جدة’ من على بعد وأنا في قلب البحر الأحمر أراها متلألئة مضيئة وكانت معالمها الواضحة ونافورتها أمامي تبعث في نفسي شيئًا من الطمأنينة وهناك في قلب البحر حيث لايسمعني إلا الله ولا يراني إلا الله بدأت أناجي خالقي وأدعوا أن يُخرجني من كربي هذا .
( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
أدعوه دعاء يونس عسى الله أن يُخرجني كما أخرج نبيه ما هو أعظم – لا من قلب البحر فحسب بل من قلب الحوت – تذكرت آنذاك أنه قد فاتني صلاة العصر فتوضأت من ماء البحر وصليت وقرأت المعوذات ولأول مرة في حياتي أجد للوضء معنى غير المعنى الذي كنت أجده وأنا على اليابسة آمنًا مطمئنا ، توضأت من ماء البحر ولم يكن وضوء مثل الذي عهدت بل كان بمثابة وقاء ودرع يحوط بي ويحميني من كل ما أخشى وأحاذر أما الأجزاء التي لم يغطيها الوضوء فأخذت أقرأ المعوذات وأنفخ في يديَ وأمسح بهما جسدي وأحرص أن لا أترك جزءا منه بغير درع وقاية وأكثرت من دعائي .
( باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السمع العليم )
( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما أجد وأحاذر )
ولا تسألوني كيف لم يباغتني الذعر والخوف آنذاك فأنا نفسي في عجب من ذلك إلا أنها رحمة من الله ولطفه وسكينته التي تنزل على عباده لم يكن هناك خوف بل اعتقاد كامل لاشك فيه أن الله الكريم القوى العزيز سيخرجني من هذه المحنة وأن هذا المنظر المؤنس الذي أراه لمدينة جُدة من على بعد سيقربه الله لي ويأخذ بيديَ لأصل إليه .
كان لابد لي أن أستمر في السباحة فالموج عال والوقوف يعنى الغرق وليس لدي سترة سباحه تساعدني على الطفو فوق الماء ولأول مرة في حياتي أرى النجوم بهذا الوضوح وأرى القمر بازغًا مؤنسًا في تلك اليلة ولأول مرة في حياتي أشعر أنى لا أعدو أن أكون نقطة في بحر لا أختلف كثيرًا عن أي نقطة أخرى ليس لها وزن وبدأت أستعيد يومي وأتساءل عن أصدقائي الاثنين هل تحركوا في اتجاهي بدأت اصرخ لعلهم قريبون منى ولكن لا أحد يجيبني أرى أنوار بعض الصيادين من على بعد ثم تختفي رأيت من على بع د نافورة جدة وبرجًا ومبنى كبير فقرت السباحة في اتجاه المبنى ولكن بعد ساعات من الجهد وجدت أنى لم أحق أي تقدم فالمسافة بيني وبين المبنى أراها ثابتة لا تتغير فالمد القوي يعيدني إلى حيث بدأت واتجاه الريح يأخذني نحو الميناء والذي فيه خطر على حياتي نظرا لوجود السفن العملاقة التي حتما ستسحقني إن دخلتُ تلك المنطقة .
دعاء المضطر
وبدأتُ لمناجاة الله بأعلى صوتي والتركيز في الدعاء دعاء المضطر وبدأت أراجع نفسي وأسترجع سنوات عمري واسأل. أغاضب أنت علي يا ربى ؟
لا تأخذني بعملي وعاملني بفضلك ولطفك وكرمك إن لم يكن بك علي غضبٌ فلا أبالى العيش أو الموت أصرخ بأعلى صوتي وكأني أملك المكان هو سبحانه وأنا والبحر وأصبحت في سباق مع الزمن كل دقيقه لها وزنها وقدرها فلا أدرى أتكون الدقيقة الأخيرة وهل تكون هذه الدقيقة هي ما بقي لي على الدنيا أستغفر بها ربى وأشترى بها رضاه والحياة الخالدة .
يداي تجدف بكل قواها خشية الغرق وعقلي يسترجع بكل قواه شريط العمر وما قدمتْ يداي ، وقلبي يدعوا بكل قوة ليغسل كل ما جناه لعلي ألقى الله بقلب سليم وبالرغم من أن الله لم يخذلني من قبل وبالرغم من ثقتي برحمته ولطفه وكرمه إلا أنه بدأ يدخل في نفسي إحساس بأن الموت قد يكون هو ما كتب الله لي في هذه اليلة وبدأت أفقد قواي أصبح احتمال الموت ولقاء الله هو أحلى الاحتمالات بدأت استسلم ورأيت المبنى الكبير يصغر ويصغر وابتلعني الظلام الحالك فقرت أن احتفظ بطاقتي وأحاول الطفو فوق سطح الماء ما استطعت رأيت بعض الصيادين فحاولت الوصول إليهم دون جدوى ورأيت كشافات أملتُ أن يكون حرس الحدود في طريقهم إليَ ولكنهم غيروا اتجاههم فجأة فأصابني الإحباط لا أدري كيف مرت تلك أليلة بتلك السرعة بدأًًً اليل ينقشعُ فوجدتُ نفسي قد ابتعدتُ كثيرًا عن الشاطئ وبدأتْ أشعةُ النور تجلى ظلمةُ اليل فصليت الفجر و فى هذا الوقت رأيت من على بُعدٍ مدخنة التحلية والتي كانت هي هدفي للوصل إليها ذلك الصباح وفجأة رأيت صيادًا على مرأى مني فأخذتُ أسبحُ إليه بكل قوتي وكلما اقتربت تبين لي أنه يرفعُ المرساة فصرخت بكل صوتي فتوقف كالذي سمع صوتًا ولكن الموج حال بين عينيه أن تراني واتخذ طريقه في الاتجاه الآخر ولكن وجوده في هذه المنطقة أشعرني بالأمل من أن هذه منطقه يقصدها الصيادون ولابد لي أن أجدُ أحدًا أخر ، وبالفعل رأيتُ صيادًا آخر وكررتُ نفس المحاولة السابقة ولكن مرة أخرى حال الموجُ بيني وبينه وقرت أن استغل يومي بان أسبحَ في اتجاه محطة التحلية حيث كان اتجاه الريح وسبحت لمدة 9 ساعات متتالية حتى توسطتْ الشمسُ قبة السماء وأشعة الشمس تحرق رأسي كأنها نار منصبة عليّ و بدلة الغوصُ تقطعُ لحمى …
وأنا بين الدعاء والرحمة والطف وملامة النفس عن الخطأ الفادح الذي أقحمت فيه نفسي إلى هذا الموقف العصيب المهلك وألوم نفسي على إلقائي للسترة التي بها أستطيع أن أطفوا .
مرت علي 10 ساعات منذ بدأت السباحة تجاه التحلية وبحمد الله وكرمه أحرزت تقدماً جيداً حتى أصبحت مقابل مدخنة التحلية أرى عمائر الكورنيش ورأيت فرقاطة خاصة بحرس الحدود، بل ورأيت كابينة الفرقاطة من على بُعد ولكن حال الموج بيني وبينهم، بل قل ردمني الموج ولم يصل صراخي إلى آذانهم… خلعت زعانفي وحملتها بيدي وأخذت ألوّح بها وأصرخ بأعلى صوتي ولكن دون فائدة، ورأيت طائرة الدفاع المدني تحلق في الجو ولكنها بعيدة عني ولم أتخيل في تلك الحظة أنهم جميعاً خرجوا بحثاً عني، أخذت نظارة الغوص أعرضها للشمس لعلهم يروا انعكاس الشمس على زجاجة النظارة ولكن هيهات أن أميز بين أمواج البحر المتلاطمة.
وفقدت الأمل في كل هذه الطرق وأخذت أسابق الزمن لاستغلال ما تبقى من النهار قبل غروب الشمس، وكل حلمي آنذاك أن أصل إلى الشاطئ وأخرج منه وأترجى أحد البائعين أن يسقيني ماء ويطعمني قطعة من البسكويت ، و أبحث عن سيارة أجرة وأطلب من السائق أن يأخذني لبيتي وأعده بأني سأعوضه عن الضر الذي سيلحق بمقعد سيارته من جراء بل الماء. وبدأ العطش يشتد علي وخيل لي أني قد أجد عبوة ماء ملقاة في البحر من إحدى السفن أو القوارب، وبلغ العطش مني كل مبلغ فشربت بعض الماء المالح، وتذكرت آنذاك نصيحة الأطباء لي بالإكثار من شرب الماء حتى لا تتأثر حصوة الكلى عندي مرة أخرى وتذكرت ألم حصوة الكلى الذي باغتني قبل (3) أسابيع واحتجت لتخفيف الألم أن آخذ أشد أنواع المسكنات، فدعوت الله أن يلطف بي فيصرف عني ألم حصوة الكلى لعلمي ويقيني أن الألم الذي أصابني قبل بضع أسابيع لو باغتني الآن فإنه يعني حتماً الموت.
الأمل يتضاعف :
أخذت أضاعف مجهودي للوصل إلى الشاطئ وفجأة تحول اتجاه الرياح فاستخرت الله .
( اللهم إني استخيرك بعلمك أستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن في هذا الأمر وهو توجهي لهذا المبنى الشامخ على طريق الكورنيش الذي أراه من على بعد خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه )
وفجأة أصبح اتجاه الرياح إلى التحلية وأصبحت العمارة بجانبي بعد أن كانت أمامي وبدأت شمس يوم الجمعة بالغروب، وجن اليل وأظلمت الدنيا مرة أخرى من حولي، قربت من التحلية وسمعت أذان المغرب فكان للأذان معنى غير المعنى الذي عرفته طوال حياتي، بل وكأني أسمعه لأول مرة في حياتي
‘الله أكبر.. الله أكبر…’
أمل كبير برب كبير أكبر من كل محنة وكرب وكان هذا الأذان أول صوت بشر أسمعه على مدى أربع وعشرين ساعة فكان بمثابة ب شرى من رب كريم أنه سينجيني بلطفه من هذا الكرب. وتوضأت وصليت المغرب وأكملت مسيرتي نحو التحلية المضيئة أمامي ، ومرة أخرى تغير اتجاه الرياح ودفعني نحو البحر فذهب كل جهودي للوصل إلى التحلية أدراج الرياح فأصابني الإحباط، وعلمت بعد ذلك أن الله لطف بي أن لم أقترب أكثر من التحلية نظراً لوجود شفاطات ضخمة لم أكن لأفلت منها لو أني اقتربت من الشاطئ ولكان موتاً محقاً.
وهنا باغتني الشيطان لأول مرة بكل قواه كأني أسمعه يحدثني بصوت عال في عرض البحر ويقول لي
‘لقد خذلك ربك، يريد الله أن يذلك، ويلعب بك وستموت بعد ذلك لا محالة’
سمعت صوت الشيطان مستهزئاً ساخراً، والعجيب في الأمر أن الصوت لم يكن من داخلي ولكنه صوت كأنه آت من الخارج أنظر حولي فلا أرى إلا الأمواج والبحر ولا أسمع إلا تلاطم الأمواج وهذا الصوت الساخر المستهزئ.
بادرت مرة أخرى بالوضوء وقاية وأمناً وحماية، ودعوت الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وقرأت المعوذات ونفخت في يدي ومسحت كل جزء من جسدي، وأصرخ بأعلى صوتي حتى يرتفع صوتي عن صوت الشيطان الساخر وأقول
‘يامعين أعني، يا مغيث أغثني’
وأصلي على سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم بأعلى صوتي لعل الله يحن علي بصلاتي على أحب خلقه إليه
‘ صاحب شفاعة اليوم الأعظم’،
وهنا سمعت أذان العشاء ومرة أخرى كان للأذان في نفسي أعمال هي من أعمال الآخرة وسكينة وطمأنينة وبشرى وأمل.
ولو أني سئلت أي الاثنين أشد عذاباً وتنكيلاً بي أهي الشمس الضارية الحارقة تسلخ جلدي بسياط لهيبها وتحرق جسدي بألسنة نيرانها ، أم البرد القارس المؤلم الذي يفت العظم ويمزق الجسد من الألم في منتصف اليل والقشعريرة والرجفة التي تصاحبها كل ليلة لما استعطت أن أجيب!
وكل الذي حال بيني وبين الموت من البرد في اليلتين هو أحقر من أن أذكره في قصتي هذه ولكني استحضرت فيه معنى العبودية والضعف الكامل لله. هل يمكن أن يصدق أن الذي حال بيني وبين الموت من البرد هي قطرات البول الساخنة الذي حرصت أن احتبسها في النهار وأبقيها ليلاً عندما تشتد علي القشعريرة وأخشى أن تنخفض درجة حرارتي ‘Hypothermia’ فتكون هذه القطرات في داخل بدلة الغوص قطرات الحياة الدافئة.
ما أضعفك يابن أدم وما أجرأك على خالقك وأنت من أنت وهو سبحانه من هو..
‘يأ أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم’.
أخذ مني الإرهاق كل مأخذ وصلت إلى نقطة الاستسلام. اشتدت علي القشعريرة فدعوت الله أن يخلصني من هذا الكابوس وناجيت ربي أسأله يارب لم يعد لي من قوة فقد يكون من الأفضل أن تأخذني إليك برحمتك. تذكرت والدي وزوجتي وبناتي الثلاث ودعوت لهم فإني أعلم أنهم ليسوا من يقدر على تحمل مثل هذا الامتحان.
وأحست براحة عميقة فكنت أخشى أن أنجو ثم أعلم بأن أصدقائي لم ينجوا فألوم نفسي. كيف أنجوا ويهلكون؟ واستحضرت معنى أن الغريق في الجنة فأصبحت أرى نعيم الجنة في الموت وأعيش جحيم الماء في الحياة الذي أصبح أشبه ما يكون بماء نار مسكوب على وأصرخ بأعلى صوتي من الألم وقد كثرت جروحي وآلامي.
نظرت نظرة أخيرة فوجدت نفسي أبتعد أكثر فأكثر عن اليابسة وعلمت أن البحر يبتلعني. استجمعت شتات فكري وأمري واستحضرت معنى الشهادة واستشهدت وأسلمت نفسي لله وأغمضت عيني واجتهدت في استقبال القبلة ودعت كل ما في الدنيا من ذكريات وآلآم وأفراح وأتراح واستقبلت ربي أدعوه أن يكتب لي الجنة وأن يكون ماء البحر قد غسل ذنوبي كلها وحمدت الله على هذه الميتة وأني لم أمت موت الفجاءة حيث لا وقت للمراجعة والاستغفار.
تخيلت نفسي أشرب ماء البحر وأن الكرة الأرضية تنشق من تحتي وأنا أنزل فيها وبدأت في النزول وفجأة ناداني صوت صارخ ‘إنما هي شعرة بين حفظ النفس والانتحار وفيها مصيرك إلى جنة أو إلى نار’ إنك تنتحر’. فدفعت نفسي ثانية بكل ما تبقى لي من قوة وبدأت أسبح مرة أخرى ولكن قواي ما لبثت أن خانتني ثانية والقشعريرة استنزفت ما بقي لدي من قوة وأجد صعوبة في التنفس فعلمت أنها علامة ما قبل الموت. وبدأت أغوص وفجأة موجة قوية ترفعني إلى السطح فأخذت نفساً عميقاً بما تبقى لي من قوة فاستشعرت يد الله تحملني وترفعني ونسمة هواء عجيبة كأنها ملئت بروح السماء وأنظر حولي فأرى أربعة أو خمسة دلافين ‘Dolphins’ يطوفون ب ي في هذا اليل المظلم يصدرون تلك الأصوات الجميلة والتي طالما ظنتها صورة من صور تسبيحهم لخالقهم فأدركت أنها علامات الحياة يرسلها الله لي ليعلمني أنه سبحانه منجيني ولو بعد حين.
موج يرفعني ويحول بيني وبين البحر أن يبلعني ونسمة هواء معبأة بروح السماء تملأ رئتي وجسدي بالحياة. ومجموعة دلافين تطوف وتسبح بحمد ربها بلغة لا نفقهها. أنزل الله علي السكينة مرة أخرى وبدأت أفكر مرة أخرى بالنجاة. رأيت السفن من على بعد طوابير ينتظرون دخول الميناء وهم كقطع من المدن، قرت السباحة تجاههم بالرغم من علمي بخطورة ذلك ولكن ليس لي من خيار وبعض هذه السفن راسية ومحركاتها العملاقة مغلقة لعلى أصل إلى أحداها ولا أسحق بمحركاتها توجهت إلى أصغرها واستطعت الاقتراب وأخذت أصرخ بأعلى صوتي باللغتين لعل أحداً يسمعني ومازلت في الثلث الأخير من اليل ولكن دون فائدة. ألهمني الله أن أضع أحد زعنفي تحت رأسي لأريح قدمي ولأستند على الزعنف لثوان قليلة فوجدت أن الموج يرفعني عندما أضع الزعنف تحت وجهي وأتخذه كوسادة وأغفو لثوان قليلة قبل أن يلطمني الموج ويوقظني.
وألهمني الله في تلك الآونة أن أدعوه بقوله تعلى :-
(أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون)
ولم أعلم آنذاك أن كلمة ‘المضطر’ لم ُتذكر في القرآن الكريم إلا مرة واحدة في هذه الآية الثانية والستين من سورة النمل.
وبينما أنا أصارع الموت في الثلث الأخير من اليل بما تبقى لي من قوة وأصّبر نفسي وأقرأ هذه الأية إذا بخبطة قوية تأتين من الخلف فوضعت نظارة الغوص فرأيت سمكة قرش من نوع ‘White Tip’ ولي في أنواع القروش علم ودراية.
وكأنه يقول لي ماذا تفعل هنا أو أنه يدرسني وهذه من عادات القرش فبصره ضعيف ويعتمد على جسده في تحديد ماهية فريسته وزنها ونوعها وتحليلاً للجسم بل طعمه وجنسه. وفجأة تبد التعب والعطش وعادت لي قوتي أحست بهرمون الإدرنالين ‘Adrenaline Rush’ كأنما ينسكب في دمي سكباً ليعيد لي الحياة والقوة للحفاظ عليها، وعلمت بعد ذلك دور هرمون الإدرينالين الذي يفرز من غدتي الكظر ‘وهما الغد تان المتواجدتان فوق الكليتين’ تحت أي ضغط أو توتر وهذا الهرمون يساعد على بدء مجموعة من التفاعلات الحيوية التي خلقت من أجل مساعدة الجسم على التعامل مع الأزمة والتكيف معها. في البداية من هذه التفاعلات يفرز الكبد السكر في الدم للإمدا بعض الطاقة حتى يستعد الجسم للهجوم أو الهرب، وعندئذ يكون التنفس أسرع حتى يمد الجسم بالمزيد من الأكسجين ثم يزداد معدل ضربات القلب حتى تضخ الدم بصورة أكبر لكي تحمل السكر الزائد والأكسجين إلى المخ والعضلات، كما يؤدي إفراز الإدرينالين إلى تأثيرات عديدة على الجسم، أهمها يزيد من قوة انقباض العضلة القلبية ويزيد من سرعة نظم القلب ما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في النتاج القلبي، كذلك يؤدي إفراز الإدرينالين إلى انقباض الأوعية الدموية المحيطية وتحويل سريان الدم من الجلد والأحشاء إلى العضلات الهيكلية والدماغ. فكانت تلك الضربة القوية هي أكثر ما أحتاج إليه لمواصلة المقاومة وعدم الاستسلام ولكني ضحكت في نفسي وناجيت ربي
‘يارب أهذا الذي ينقصني؟’
أدعوك ربي أن تنجيني .
فترسل لي قرشاً؟
أستجديك ربي بألوهيتك وربوبيتك أن أردت أن تأخذني إليك فخذني قطعة واحدة لا في فم هذا القرش مزقاً أشلاء، لم أر في حياتي قرشاً بهذا القرب وبدأ يحوم حولي فأخذت أحوم حول نفسي لأتأكد من نوعه فتيقنت أنه ‘White Tip’ وهذا النوع من القروش قوي وذكي بل وعنده قدرة الصعود فوق الشعب المرجانية في حالة تعبه لفريسته، وقد رأيت مثله من قبل وإن لم يكن بذلك الحجم في رحلة صيد وكنت أحمل سمكاً قد صدته فهاجم صيدي فألقيت له بالصيد كاملاً بما فيها بندقية الصيد لأفدي بها نفسي.
دعوت ربي أن يسخر لي هذا الوحش وأكثرت من الدعاء
‘أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق’
‘بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم’
واستمر القرش يحوم حولي وحجمه أكبر مني بكثير وقدرت طوله حوالي (3) أمتار، وازداد دعائي وتذلي إلى الله الذي يقول للشيء كن فيكون، والعجيب في الأمر أن الله ألهمني أن أدعوه بأن يسخر لي هذا الوحش الفتاك ولم يلهمني أن أدعوه بصرفه عني. مرت ثلاث ساعات ومازال القرش يحوم حولي فتيقنت آنذاك أنه لم يؤمر بأن يفتك بي وإلا لفعل ذلك منذ ساعات فاطمأنت، بدأ فجر يوم السبت ينشق، توضأت لصلاة الفجر وأحست مرة أخرى بقوة الوقاية والحماية والتحصين والدرع الذي يحيط بي بوضوئي هذا وصليت الفجر وأنا أحاذر من هذا القرش وأدعو الله أن يسخره لخدمتي ويقيني شر هذا البحر وينجيني منه .
ماذا يريد القرش ؟
بعد الصلاة فوجئت بالقرش يقترب مني أكثر ويحوم حولي وكأنه يريد الهجوم عندئذ أدركت أنه إن هجم علي فأنا هالك لا محالة وعسى لو رأى مني محاولة للرد أن يعدل عن رأيه فجمعت كل ما تبقى لي من قوة. وقرت أن ألقي بجسدي كله عليه إن اقترب مني لعله يظن أن بي قوة فعلت وارتطمت به فغاص إلى الأعماق ثم عاد مرة أخرى إلى السطح كأنه يقول لي
‘يا عبدالله لم أرد إيذائك أو قتلك أو أكلك فلم يؤذن لي أن أفعل ولو أ ُذن لي لما رأيتني إلا وقد سلبت قطعة من جسدك وأنت لا تشعر.
وعاد يحوم حولي بطء كأنه يعلمني أنه موكل بمرافقتي في رحلتي هذه.
فأصبح بعد ذلك بالنسبة لي بمثابة سمكة عادية تحوم حولي تؤنس وحشتي ، وعندما أضاءت الدنيا أصبح بمقدوري أن أتيقن بما لاشك فيه أن القرش هو من الفصيلة التي ذكرت آنفاً وأنه لا يريد الفتك بي بإذن خالقه فأصبح القرش أنيسي بعد أن كان همي ومصدر قلقي وخوفي .
أخذت اقترب من السفن ونسيت الآلام والعطش وقد غمرتني فرحة النجاة من القرش والاقتراب من السفن . وفي هذه الآونة سمعت صوت محرك (حوامة حرس الحدود) توقعت أنهم لن يروني كما حدث قبل ذلك طوال الأربعين ساعة الماضية ولكنهم كانوا يقصدوني واقتربوا مني فخلعت زعانفي ورفعتها كما فعلت في محاولاتي السابقة لجلب الانتباه إلي،
وصاح أحدهم :
أأنت الدكتور حسام جمعة ؟
فأجبت ‘بنعم’ فقال ‘أبشر لقد نجوت’.
حاولوا رفعي أولاً من يدي فسقطت من آلامي ثم ألقوا إلي سلماً وصعدت الحوامة ولم أستطع الوقوف ولكني سجدت لله طويلاً فقال أحدهم أتركوه يسجد لله وباغتني النوم وأنا ساجد لله .
وقيل لي بعد ذلك أني لو تابعت سباحتي في اتجاه السفن الضخمة لفتكت بي القروش هناك حيث إنها منطقة تلقي فيها المواشي المريضة تسمى ‘بحر المواشي’ قبل أن تصل إلى الميناء وتكثر فيها القروش ولما بقي مني قطعة واحدة ليتعرفوا بها علي .
وذهبوا بي إلى مركز الحوامات وقدم لي سكبة من الماء لم أذق في حياتي أطعم من مذاقها كأنها سكبت ماء الجنة.
وكان اسم الحوامة ‘زفاف’ وبالفعل كان يوم زفافي مرة أخرى للدنيا وكانت فرحة منقذي بي من سلاح الحدود غير معقولة وكأنما زفت لهم حياتهم كذلك من جديد، وعلمت بعد ذلك أن المسافة التي قطعتها في 40 ساعة حوالي 50 كيلو متراً أي تقريباً المسافة من جدة إلى نقطة تفتيش الشميسي القريبة من مكة المكرمة. أما بالنسبة لأصدقائي ‘طلعت مدني’، و’يوسف’ فقد علمت أنه تم العثور عليهم من قبل متطوعين ‘فريق/ محمد دباغ’ يوم الجمعة في السابعة صباحاً فحمدا لله على نجاتهم، وعلمت أن كل بيوت جدة كانت تدعو لنجاتي من أعرف ولا أعرف ومساجد وأئمة دعوا لي في تلك الجمعة الحاسمة من حياتي .
حصوة الكلى اختفت!
ذهبوا بي إلى المستشفى وتعجب الأطباء من معدلات الأملاح في الدم وغيرها من التحاليل التي يتعذر الحياة بمثل هذه المعدلات والأرقام. أما حصوة الكلى التي كانت عندي قبل أسابيع فبقدرة الله سبحانه وتعالى اختفت تماماً ولم تترك أثراً في الأشعة وأغلب الظن أن الله تكفل بها وشفاني وخلصني منها وأنا في البحر. ولم أنم لمدة يومين بعد نجاتي ومازلت اليوم بعد أسبوعين من الحادثة أنام ما لا يزيد على ثلاث ساعات في اليوم.
وتسألني اليوم ما الذي حدث لك؟ أقول لك إن الله أراد بي لطفاً وخيراً عظيماً يوم كتب الأرزاق والآجال واختار لي أسمي بسابق علمه.
‘فجمعتي الحاسمة’ تلك ستبقى لي ما حيت فاصلاً كالسيف الحاسم بين حياتي قبلها وحياتي بعدها. فما أنا اليوم ذلك الذي كنته بالأمس قبل جمعتي الحاسمة تلك وقد نذرت إلى ربي نذوراً كبيرة. أبسطها ألا أتكاسل عن صلاة الفجر في المسجد وأن أسخر حياتي للدعوة إلى الله وأن أسعى لتسخير وتجنيد قصتي هذه التي هي من آيات الله لإحياء النفوس وتذكير الناس والعودة بهم إلى الله وأن أمتثل قول الله تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي وماتي لله رب العالمين).
وإني اليوم لأنظر بعين غير تلك التي كنت أنظر بها وأسمع بأذن غير تلك التي كنت أسمع بها وكل الأعمال والشعائر صبغت عندي بصبغة السماء فلا الآذان هو الآذان الذي كنت أعرفه ولا الوضوء هو الوضوء ولا الصلاة هي الصلاة ولا طعم الماء هو طعم الماء ولا تعظيم النعمة هو تعظيمها ولا الشعور بالأمان هو الشعور بالأمان ولا تقدير الصحة والعافية هو هو ولا الدعاء هو الدعاء.
كنت أنظر الدعاء ‘كمسدس ماء’ واليوم أعلم أنه أشد وأمضى من أقوى قنبلة ذرية على وجه الأرض بل وفي تشبيهي هذا إنقاص للمعنى وسوء أدب مع خالق السماء والأرض. ولكني اجتهد في تقريب المعنى ما استطعت.
وأدركت ما في هذه الأمة من خير عظيم. أصدقاء أعرفهم وغيرهم لا أعرفهم ذهبوا للبحث عني بالقوارب طوال اليل والنهار. وأناس لا أعرفهم ولا يعرفوني هجروا مضاجعهم وقاموا اليل يدعون الله أن يحميني وأنا هناك في وسط البحر. فأبى الله إلا أن يكون أرحم من قلوب الرحماء من أمته وأن يكتب لهم الأجر ولي النجاة.
تذكرت قول الله تعالى ( وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين* فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك نجي المؤمنين ) الأنبياء 87-88
وقد قال الله تعالى ( وكذلك نجي المؤمنين ) ولم يقل سبحانه
( وكذلك نجي المرسلين أو الأنبياء ) . ليؤكد سبحانه أنه سيكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة من سينجيه الله بصور عجيبة وغريبة فيها كرامات كتلك التي أنجى الله بها نبيه يونس من بطن الحوت في جوف البحر.
(ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون)’ إبراهيم 25 (ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شي عليم ) النور: 35 (تلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) العنكبوت 43
أما القرش فلا تسألوني عنه ولا عن الضربة التي أمر أن يوجهها إلي في تلك المنطقة بالذات ‘منطقة الكليتين فالأطباء يعلمون ما فوق الكلية’ الغدة فوق الكلوية’ المسئولة عن إفراز هرمونات الكاتاكولامينز ‘Catecholamine’ وما دورها في مثل هذه المواقف.
كل الذي أعرفه هو أن تلك الضربة التي أمر الله هذا القرش بها كانت بمثابة القوة التي أعانتني أن أواصل مسيرتي نحو تحقيق واجب الحفاظ على النفس والنجاة من الموت ولم يؤمر القرش بغير هذه الضربة مستجيباً لله الخالق الذي له الأمر من قبل ومن بعد (وكأين من أية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون * وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون).
بالاسفل صورة لصاحب القصة
منقول
لماذا البحر للهموم والسماء للعشاق؟!
عنده ولجت ..
وعلى شواطئه ركنت ..
أمواجه الصارمه تذكرني بشموخ وكبرياء تلك الحياه التي لايمكن أن تخضع لأي
مخلوق ..
رغم أنه أضحك الصغارلكنه أبكى الكبار ..
رغم أنه غدر بأرواح الملايين ,, إلا أنه غسل دموع أرواح ملايين أخرى ..
كم أنت عميق أيها البحر كعمق مشاكلنا ..
كم هو حجمك الكبير كحجم ذنوبنا ..
ذلك المكان الواسع الذي يحوي أسرار المهمومين
كم أتمنى أن يكون لبشر منا كأمانته ..
تُـلقي له همومك في أحشائه وتودعه سرك ،
ومن أراد أن ينبش سرك في أعماقه فسيغرقه البحر ..!!
ذلك البحر الذي هو في كامن الغموض
فلا تعلم كيف هي أمواجه أهي تتراقص فرحاً مع أولئك الأطفال
أم أنها ثائرة وتشتد غضبا لحزنك ؟
لاتعلم لا أنا أو أنت ..!
فالأطفال يترنمون حول رماله الذهبيه ظناً منهم أنه يشاركهم بأمواجه فرحتهم ..
والمهموم يبكي بحسره عند قبول كل موجه ثائره ظناً منه أنه يشاطره همه بثورانه ..
هل رأيتم كم هو غامض.. ؟
على عكس ذلك ( السمــا ء) نجد تلك السماء التي تطبع قبلاتها على ذلك البحر ..
لنجد تلك السماء التي تلبس الماساتها و مجوهراتها في الليل الداكن حينما تبرق تلك
الألماسات (النجوم)…
تلك السماء التي هي مأوى لكل عاشق في كل ليله ..
فكان العاشق يشاطر همومه للقمر وجيرانه النجوم ..
فيلبث صامتاً هادئاً ..
ولأن القمر هو رمز الجمال فكان العاشق ينظر لمحبوبه بأنه القمر ..
– – – – –
* لماذا اللجوء للبحر لا غيره لمشاطرته همومنا ؟
* لماذا كان البحر رمزاً للحزن وصوره نرسمها للتعبير عن الحزن لا للفرح ؟؟
* لماذا البحر للمهموم والسماء للعاشق ؟
بمعنـى
[ لماذا المهموم يشكي أو يذهب للبحر بدلاً من البَر]
[ ولماذا العاشق ينظر للسماء ويعد نجومها]
[ بدلاً من النظر للأرض وعد أزهارها ]
البحر فيه مكنونات كثيرة ومناسب للحزن ومكنونات النفس
يسلموووووووا
حبيبتي على الطرح الرائع
والاروع انتي غاليتي
لك مني كل الشكر والاحترام
ام خالد
شوفو يا حلوات طريقة بسيطة ومش مكلفة أبدا … والنتيجة …روووعة
1-ضعى كمية من الرمل فى إناء عميق وبلليها باستخدام البخاخ.
2-أحضرى ما لديك من قوالب بأشكال الشمعة التى تريدينها واغرسيها فى الرمل كما بالصور.
3-انزعى القالب وضعى فتيل الشمعة ثم صبى بقايا الشمع التى قمت بتسييحها على النار.
4- اتركى الشمعة لتجف ثم انزعيها ونظفى وجهها بالفرشاه لتحصلى على شمعة رائعة مغطاه بالرمل وبامكانك رش الجزء الرملى باسبراى ملون أو ذهبى … الخ
تسلمى يا عطر الوجود…. مشكورة لمرورك الرائع يا قلبى
يسلموووووووووووو يالبى قلبج
فديتج
%
كثيـــــر من النـــــاس يظنـــــون بأن البـــحر غــدار
ولا يـــــوجد من هـــــو أشـــــد غـــــدرا من البحــــــر
ولكنني أخالفكم في الرأي فالإنســـــان بحــــد ذاتــــــه
أكثر خطــــــرا وفتــــــكاً على نفســـــه من البحــــــر .فالبحر مهما أخفى من أسرار وأخبار
فلابــــد في يـــــوم تخــــــرج أســــراره علــــى
سطـــحه أو علــــى شواطـــــئه
اما الإنـــسان فهــــو بحـــــر عمـــــيق جـــــدآ بلا شــــواطئ ولا
أمــــواج يشبــــه تماما مثـــلث بـــــرمودا المــــوصوف بالخطـــــر
فالبحر إذا غــــدر بنـــا فـــإن غــــدره يكـــون مفاجــــئا
ويــــأخذ ما يــــريد دون رجعــــه ودون تعـــــذيب دائــــم .فنـــــحن نعـــــلم
أن البحــــر قـــد أخــــذ الكثيـــر مــــن
أجــــدادنا ودفنــــهم فـــي أعمــــاقه إذاً فغـــــدره
يـــؤدي إلـــي المــــوت المباشــــر دون أن يمنــــح
لضــــحيته الفــــرصة لتـــقبل الآلام بيــــنما
الإنســـان إذا غـــدر فــإنه يحـــدث
جـــرحا عمـــيقا جــــدا جــــدا بضحــــيته
يــظل ينـــــزف حتـــى يفــــارق الحيــــــاة
أي أنـــه يـــــرى الجمـــيع أنــــواع الألــــم وهنـــاك مــــن
يمـــوت مـــن شـــــدة العــــذاب وهنــــاك
مــــن يرفــض مـــوته حتـــى يذيــــقه المــــزيد مـــن
الأســى والألــــم بــل أنــه ربمـــا يطلـــــب
المـــوت على أن يســــتمر فــــي تجــــرعه لـــهذا
الألــــم وكــــأن المـــــوت أصبـــــح رحــــمة له
بعــــكس ما يظنـــه الكثــــيرون
ولأن هــــل تــــوافقوني الــــرأي بان الإنســــان اشد غدرا من البحر؟؟؟؟
منقوووول