التصنيفات
منوعات

شهر رجب [ أحكامه والبدع المحدثة فيه ]

خليجية

الحمد لله الواحد القهار والصلاة والسلام على النبي المختار وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار. وبعد:

فالحمد لله القائل: ) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ( [القصص: 68]، والاختيار هو الاجتباء والاصطفاء الدال على ربوبيته ووحدانيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته.

ومن اختياره وتفضيله اختياره بعض الأيام والشهور وتفضيلها على بعض، وقد اختار الله من بين الشهور أربعة حُرما قال تعالى: )إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ( [التوبة: 36]. وهي مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس وانتقالها كما يفعله الكفار.

والأشهر الحرم وردت في الآية مبهمة ولم تحدد أسماؤها وجاءت السُنة بذكرها: فعن أبي بكرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع وقال في خطبته: "إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان". رواه البخاري ورواه مسلم رقم (1679)

وسمي رجب مضر؛ لأن مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسيء المذكور في قوله تعالى: ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ) ([التوبة: 37].

وقيل أن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك.

سبب تسميته:

قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (ص445):

رجب: الراء والجيم والباء أصلٌ يدل على دعم شيء بشيء وتقويته… ومن هذا الباب: رجبت الشيء أي عظّمته… فسمي رجباً لأنهم كانوا يعظّمونه وقد عظمته الشريعة أيضا..أ.هـ.

وقد كان أهل الجاهلية يسمون شهر رجب مُنصّل الأسنّة كما جاء عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجراً هو أخيرُ منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة (كوم من تراب) ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب قلنا مُنصّل الأسنة فلا ندع رمحاً فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه في شهر رجب. [رواه البخاري]

قال البيهقي: كان أهل الجاهلية يعظّمون هذه الأشهر الحرم وخاصة شهرَ رجب فكانوا لا يقاتلون فيه.ا.هـ.

رجب شهر حرام:

إن للأشهر الحرم مكانةً عظيمة ومنها شهر رجب؛ لأنه أحد هذه الأشهر الحرم قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ) [المائدة:2].

أي لا تحلوا محرماته التي أمركم الله بتعظيمها ونهاكم عن ارتكابها فالنهي يشمل فعل القبيح ويشمل اعتقاده.

وقال تعالى( فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) ، أي في هذه الأشهر المحرمة. والضمير في الآية عائد إلى هذه الأربعة الأشهر على ما قرره إمام المفسرين ابن جرير الطبري – رحمه الله – فينبغي مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة، والحذر من الوقوع في المعاصي والآثام تقديراً لما لها من حرمة؛ ولأن المعاصي تعظم بسبب شرف الزمان الذي حرّمه الله؛ ولذلك حذرنا الله في الآية السابقة من ظلم النفس فيها مع أنه – أي ظلم النفس ويشمل المعاصي – يحرم في جميع الشهور.

القتال في الشهر الحرام:

قال تعالى( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ) [البقرة:217].

جمهور العلماء على أن القتال في الأشهر الحرم منسوخ بقوله تعالى: ( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُم) [التوبة:5] وغير ذلك من العمومات التي فيها الأمر بقتالهم مطلقا.

واستدلوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتل أهل الطائف في ذي القعدة وهو من الأشهر الحرم.

وقال آخرون: لا يجوز ابتداء القتال في الأشهر الحرم وأما استدامته وتكميله إذا كان أوله في غيرها فإنه يجوز. وحملوا قتال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الطائف على ذلك؛ لأن أول قتالهم في حنين في شوال.

وكل هذا في القتال الذي ليس المقصود فيه الدفع، فإذا دهم العدو بلداً للمسلمين وجب على أهلها القتال دفاعاً سواء كان في الشهر الحرام أو في غيره.

العَتِيرَة:

كانت العرب في الجاهلية تذبح ذبيحة في رجب يتقربون بها لأوثانهم.

فلما جاء الإسلام بالذبح لله تعالى بطل فعل أهل الجاهلية واختلف الفقهاء في حكم ذبيحة رجب فذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن فعل العتيرة منسوخ واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا فرع ولا عتيرة". رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة.

وذهب الشافعية إلى عدم نسخ طلب العتيرة وقالوا تستحب العتيرة وهو قول ابن سيرين.

قال ابن حجر: ويؤيده ما أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة وصححه الحاكم وابن المنذر عن نُبيشة قال: نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب فما تأمرنا. قال: اذبحوا في أي شهر كان ……الحديث.

قال ابن حجر: فلم يبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم العتيرة من أصلها وإنما أبطل خصوص الذبح في شهر رجب.

الصوم في رجب:

لم يصح في فضل الصوم في رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه.

وإنما يشرع فيه من الصيام ما يشرع في غيره من الشهور، من صيام الاثنين والخميس والأيام الثلاثة البيض وصيام يوم وإفطار يوم، والصيام من سرر الشهر وسرر الشهر قال بعض العلماء أنه أول الشهر وقال البعض أنه أوسط الشهر وقيل أيضا أنه آخر الشهر. وقد كان عمر رضي الله عنه ينهى عن صيام رجب لما فيه من التشبه بالجاهلية كما ورد عن خرشة بن الحر قال: رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية. (الإرواء 957 وقال الألباني: صحيح)

قال الإمام ابن القيم: ولم يصم صلى الله عليه وسلم الثلاثة الأشهر سرداً (أي رجب وشعبان ورمضان) كما يفعله بعض الناس ولا صام رجباً قط ولا استحب صيامه.

وقال الحافظ ابن حجر في تبين العجب بما ورد في فضل رجب: لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معيّن ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ وكذلك رويناه عن غيره.

وفي فتاوى اللجنة الدائمة: أما تخصيص أيام من رجب بالصوم فلا نعلم له أصلا في الشرع.

العُمرة في رجب:

دلت الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب كما ورد عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبدالله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة رضي الله عنها فسئل: كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربعاً إحداهن في رجب. فكرهنا أن نرد عليه قال: وسمعنا إستنان عائشة أم المؤمنين (أي صوت السواك) في الحجرة، فقال عروة: يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبدالرحمن؟ قالت: ما يقول؟ قال: يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهنّ في رجب. قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهد (أي حاضر معه) وما اعتمر في رجب قط. متفق عليه وجاء عند مسلم: وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم.

قال النووي: سكوت ابن عمر على إنكار عائشة يدل على أنه كان اشتبه عليه أو نسي أوشك.

ولهذا كان من البدع المحدثة في مثل هذا الشهر تخصيص رجب بالعمرة واعتقاد أن العمرة في رجب فيها فضل معيّن ولم يرد في ذلك نص إلى جانب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أنه اعتمر في رجب، قال الشيخ علي بن إبراهيم العطار المتوفى سنة 724هـ: ومما بلغني عن أهل مكة زادها الله شرفاً اعتياد كثرة الاعتمار في رجب وهذا مما لا أعلم له أصلاً بل ثبت في حديث أن الرسول صلى الله عليه قال: "عمرة في رمضان تعدل حجة".

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في فتاويه: أما تخصيص بعض أيام رجب بأي شيء من الأعمال الزيارة وغيرها فلا أصل له لما قرره الإمام أبو شامة في كتاب البدع والحوادث وهو أن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها بها الشرع لا ينبغي، إذ لا فضل لأي وقت على وقت آخر إلا ما فضله الشرع بنوع من العبادة أو فضل جميع أعمال البر فيه دون غيره ولهذا أنكر العلماء تخصيص شهر رجب بكثرة الاعتمار فيه ا.هـ.

ولكن لو ذهب الإنسان للعمرة في رجب من غير اعتقاد فضل معيّن بل كان مصادفة أو لأنّه تيسّر له في هذا الوقت فلا بأس بذلك.

البدع المحدثة في شهر رجب:

إن الابتداع في الدين من الأمور الخطيرة التي تناقض نصوص الكتاب والسنة فالنبي صلى الله عليه لم يمت إلا وقد اكتمل الدين قال تعالى: )الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا( [المائدة:5]. وجاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد". متفق عليه وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". وقد ابتدع بعض الناس في رجب أمورا متعددة فمن ذلك:

صلاة الرغائب وهذه الصلاة شاعت بعد القرون المفضلة وبخاصة في المائة الرابعة وقد اختلقها بعض الكذابين وهي تقام في أول ليلة من رجب قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: صلاة الرغائب بدعة باتفاق أئمة الدين كمالك والشافعي وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي والليث وغيرهم والحديث المروي فيها كذب بإجماع لأهل المعرقة بالحديث.ا.هـ.

وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة، ولم يصح شيء من ذلك؛ فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلد في أول ليلة منه، وأنه بعث في ليلة السابع والعشرين منه، وقيل: في الخامس والعشرين، ولا يصح شيء من ذلك، وروي بإسناد لا يصح عن القاسم بن محمد أن الإسراء بالنبي كان في السابع والعشرين من رجب، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره.

فأصبح من بدع هذا الشهر قراءة قصة المعراج والاحتفال بها في ليلة السابع والعشرين من رجب، وتخصيص تلك الليلة بزيادة عبادة كقيام ليل أو صيام نهار، أو ما يظهر فيها من الفرح والغبطة، وما يقام من احتفالات تصاحبها المحرمات الصريحة كالاختلاط والأغاني والموسيقى وهذا كله لا يجوز في العيدين الشرعيين فضلاً عن الأعياد المبتدعة، أضف إلى ذلك أن هذا التاريخ لم يثبت جزماً وقوع الإسراء والمعراج فيه، ولو ثبت فلا يعد ذلك شرعاً مبرراً للاحتفال فيه لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضوان الله عليهم ولا عن أحد من سلف هذه الأمة الأخيار ولو كان خيراً لسبقونا إليه، والله المستعان..

صلاة أم داود في نصف رجب.

التصدق عن روح الموتى في رجب.

الأدعية التي تقال في رجب بخصوصه كلها مخترعة ومبتدعة.

تخصيص زيارة المقابر في رجب وهذه بدعة محدثة أيضا فالزيارة تكون في أي وقت من العام.

نسأل الله أن يجعلنا ممن يعظّمون حرماته ويلتزمون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

محمد بن صالح المنجد




خليجية[/IMG]



خليجية



جازاكي الله خيرا حبيبتي ~ ,




موضوع رائع
بارك الله فيكي



التصنيفات
منتدى اسلامي

الموقف من البدع stance on Innovations in Religion

س 14: ما هو موقف إرشاد من البدع؟
What is our stance on Innovations in Religion?

ج: على المسلم أن يقف بوجه كلّ بدعة في الدين بالوسائل السلمية وبالطرق الحضارية التي لا تنأى به أساليب ردّه لها أن يعرّض مرتكبها لأذى جسدي أو نفسي.
ومن حقّ الاُمّة المسلمة إستعمال كافّة الوسائل المتاحة للوقوف بوجه البدع إذا كانت ترى أنّها تولّد فتنة في المجتمع المسلم.
The Muslim should confront innovations in religion that some people show in the Islamic circle, and he/she should use the available tools to do that as long as the tools do not lead to any harm or to any provocation or agitation in the society. The innovation that deserves to be confronted is new adapted acts or concepts which have dressed up in the uniform of religion, or any abatement or increase in religion that the Ummah has a consensus on its invalidity




جزاك الله خير



ينقل قسم الاسلامي



جزاج الله خير



خليجية



التصنيفات
منوعات

الذكر بالمنتديات من البدع الاستغفارالصلاة علي الرسول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلي الله وسلم علي الحبيب المصطفي واّله وصحبه أجمعين
أخواتي في الله أكتب لكم الفتوي الخاصة بهذا الموضوع
لكي يكون مرجع أمامكم للخير أن شاء الله
**********************
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد كثر فى هذه الأيام طلب الإجتماع على الذكر وبات يعرف بإسم" سجل حضورك بـ …" وكذلك " تعالو نختم القرآن " والتى قد كتبت وأوضحت العديد منها فى مشاركات كثيرة

ولما فى ذلك الموضوع من أهمية بالغة إستعنت بالله فى جمع كل ماتم كتابته فى هذا الأمر ووضعه تحت عنوان :

~¤ô§[ الإجتماع على الذكر فى المنتديات بين الإتباع والإبتداع ]§ô¤~
وسوف أحاول جاهدا جمع ماقمت بكتابته من قبل وجمع ماقد ورد عن العلماء والدعاة ردا على اسئلة قُدمت إليهم بهذا الصدد.

والله أسال أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن يلقى القبول والإنتشار لبيان الحق والصدع به ، ودحض الباطل وإبطاله .

وقبل مايتسرب الشيطان إلى قلب أى أحد ويسال لماذا الآن ؟؟؟

أقول : جاء فى صحيح البخاري أثرا هاما لأبي هريرة رضى الله عنه جاء فيه :

إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة ، ولولا آيتان فى كتاب الله ما حدَّثت حديثاً ثم يتلو
"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"
[البقرة : 159، 160] [البخارى 118].

وبهذه الآية ابدأ حديثى معكم ويعلم الله كم ترددت وتراجعت فى الكتابة أو تمرير الأمر ولكن هو الدين ولااسطيع أن أكون ممن يكتمون العلم أو ممن يلعنهم الله والعياذ بالله.
************************
"
الذكر فى المنتدى بين السنة والبدعة "

– تعالو نختم القرآن
– سجل دخولك بدعاء
– سجل دخولك بالإستغفار
– سجل خروجك بكفارة المجلس
– سجل دخولك بالصلاة والسلام على رسول الله
– أدخل برجلك اليمين وأخرج برجلك الشمال ……..
– ……. والكثير الكثير من المشاركات التى فيها مخالفة صريحة لهدى النبي صلى الله عليه وسلم وهدى الصحابة الكرام .

كل هذا من الذكر البدعي ، الذى ُينكره الشرع ويعتبره من الضلال وكيف لا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كل بدعة ضلالة "
وعن السلف " كل بدعة ضلالة ولو رآها الناس حسنة "
وفى الحديث : "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " أى مردود فى وجه صاحبه ولا يقبله الله عز وجل لأنه لم يستوف شروط قبول العمل ألا وهى ( الإخلاص والمتابعة )
هذه كانت المقدمة والآن مع التفصيل :

والتفصيل الذى سوف أعرضه فقط أدلة ثابته فى الكتاب والسنة النبوية تمنع أى إضافة فى الدين يراد بها التقرب إلى الله عز وجل .

قال تعالى فى سورة المائدة : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا "
قال تعالى فى سورة الكهف : " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا"

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من احدث فى أمرنا هذا مليس منه فهو رد "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ما من شيء يقرّبكم من الجنة ويباعدكم عن النار إلا وقد أمرتكم به ، وما من شيء يقرّبكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه "

ألا تكفى هذه الأدلة كى نتبع ولا نبتدع ؟

****************************
ربما يتساءل البعض نعم نعرف هذه الأيات وتلك الأحاديث فما هى وجه الدلالة فى ذلك ونحن لانريد إلا الخير فالتسبيح مشروع وله الأجر الكثير ، وقراءة القرآن قربة إلى الله عز وجل وقد أمرنا الله عز وجل بتلاوته ؟

هذا صحيح فالذكر مشروع فى حياة المؤمن وسوف يأخذ عليه الأجر إن شاء الله تعالى ولكن !!! فى حالة واحدة !!! بالطريقة التى دلنا عليها نبينا صلى الله عليه وسلم ….وبالمقاصد التى أرشدتنا إليها الشريعة ، وكى لاتكون هناك إطالة أترككم مع فتاوى العلماء وسوف تجدون التفصيل وشرح وجه دلالة كل آية أو حديث مما ذكرتهم هنا والمزيد من الإيضاح إن شاء الله تعالى .
==== ( فتاوى العلماء ) ====

ورد هذا السؤال للشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله

انا مشرف في أحد المنتديات وقمت بتثبيت موضوعين يشتمل الاول على مسابقه لختم القرآن الكريم على أن يأتي كل عضو 5 أو 10 آيات والذي بعده يكتب الايات التي تليها وهكذا …… ، فهل تجوز هذه المسابقه ؟
الثاني : موضوع الاذكار ويقوم فيه الاعضاء بكتابة أما آيه أو حديث أودعاء أو ذكر فهل يجوز هذا الفعل ؟ وجزاكم الله خيرا ؟.

فكان جواب فضيلته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا عبث لا يَليق بِكتاب الله ، وذلك لعدة اعتبارات :
الأول : أن هذا ليس من ختم القرآن ، بل كل شخص يكتب آية أو آيات .
الثاني : أنه لا يقرأ ما يكتب ، وقد تكون المسألة مُعتمِدة على النسخ واللصق !
الثالث : أن من يَكتب لا يتدبّر ما كَتَب – وهذا هو الغالِب – وقراءة القرآن مقصود منها التدبّر والخشية ثم العمل .
فالذي يظهر منع مثل هذه الموضوعات .
والله تعالى أعلم .
****************************
وسؤال آخر حول الاذكار
**************

فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله

قرأت الردود والنقاش حول الإعتراضات في مواضيع الأذكار في المنتديات ، المهم !
أن الكلام كان يخص تسجيل الحضور بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومشروعيتها
وبصفتي مشرف عام على أحد المنتديات قمت بإغلاق جميع المواضيع الخاصة بالأذكار في المنتدى مع إرفاق ماكتبته حول البدعه ورأييك حول الموضوع والتعديل على مواضيع الصلاة بتخصيصها بيوم الجمعه
ولكن جاءتني عدة إعتراضات واني الفتوى خاصه بالصلاة وتسجيل الحضور بالموضوع او المنتدى يعني الأذكار خارجه عن ذلك
كمواضيع "سجل حضورك بكتابة دعاء أو تهليل او ذكر "
"اكسب الحسنات بذكر دعاء"
فأرجوا منكم توضيح هذا اللبس
ودمتم بحفظ الله

فكان جواب فضيلته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك
الأمر لا يَختلف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو بِذكر الله ، أو الدعاء ، فكل هذه من العبادات التي لا توقّت بتوقيت إلا بدليل .
ومن فعل عبادة من العبادات والتَزم بها في وقت من الأوقات دون دليل فهي من البِدع ، وقد أتى باباً من أبواب البِدع .
فإما أن يُقصد بذلك العبادة ، والعبادات توقيفية ، كما يقول العلماء ، أي متوقِّفة على الدليل .
وإما أن يُقصد بها العبث ، ويجب تنْزيه العبادات عن العبث .

والله تعالى أعلم .

***************************
سؤال بخصوص تسجيل الحضور بالتسبيح :
****************

انتشر في العديد من المنتديات مواضيع تدعو الأعضاء إلى أن يسجل كل عضو حضوره بالتسبيح والتحميد والتكبير ، وبعضها تدعو إلى أن يذكر كل عضو اسمًا من أسماء الله الحسنى، وبعضها تدعو إلى الدخول من أجل الصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، فما حكم الشرع في مثل هذه المواضيع؟

الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإنَّ العمل المذكور في السؤال، وهو جمع عدد معين من الصلوات على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خلال الدخول على مواقع معينة على الإنترنت أمرٌ حادثٌ، لم يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أحدٌ من أهل القرون المفضلة من الصحابة والتابعين، الذين كانوا في غاية الحرص على الخير والعبادة.
ولم يُنقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه عقد هذه الحِلَق أو أمر الناس بإقامتها، كما لم يُنقل عن أحد من أصحابه أنهم أقاموا الحِلَق أو أمروا بإقامتها من أجل هذا العمل مع أنهم كانوا أشد الناس حباً له وطاعةً لأمره واجتناباً لنهيه.

وعلى كل حالٍ فإن اجتماع هؤلاء في بعض مواقع الإنترنت من أجل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر مبتدع ليس له أصل في الدين، سواء أكان من قبيل الذكر الجماعي إذا كانوا يجتمعون في وقت واحد، أم لم يكن كذلك بأن كانوا يجتمعون في أوقات متفرقة.
ومن زعم أن هذا النوع من الذكر شرعي فيقال له: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- إما أن يكون عالماً بأنه من الشرع وكتمه عن الناس، وإما أن يكون جاهلاً به وعلمه هؤلاء الذين يقيمونه اليوم.
وكلا الأمرين باطلٌ قطعاً؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بلَّغ كلَّ ما أمر به ولم يكتم من ذلك شيئاً، كما أنه أعلم الناس بالله وبشرعه.
وبهذا يتضح أن هذا العمل ليس من الشرع، وهو من الأمور المحدثات التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة". أخرجه أبو داود (4607) والنسائي (1578).
***************************
وقد تكلم كثيرٌ من أهل العلم عن حكم الذكر، وبينوا المشروع منه والممنوع منه، ومن ذلك ما أشار إليه الأخ السائل من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين -رحمهما الله تعالى-.
والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الرشيد
[
*********************
سؤال حول سجل حضورك اليومي بالصلاة على النبي
********************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الكريم والشيخ الفاضل / عبد الرحمن السحيم

أرجو أن تخبرني ما حكم مثل هذه المشاركة التي انتشرت في المنتديات وهو موضوع بعنوان ( سجل حضورك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم )
ومنهم من يقول أنها بدعه
أرجو إفادتي وجزاك الله خيراً
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا من البدع الْمُحدَثَة
نعم .. لو تم التذكير به في يوم أو في مناسبته كيوم الجمعة الذي جاء الحث على إكثار الصلاة فيه على النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس،
أما أن يكون بشكل يومي ، وسجِّل حضورك ، فهذا لا شك أنه من البدع
والله أعلم
الشيخ عبد الرحمن السحيم

********************
سؤال حول تسجيل الخروج بكفارة المجلس :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشرت مواضيع متنوعة في المنتديات منها تسجيل الخروج من المنتدى أو الموقع بذكر كفارة المجلس .
وأيضا تسجيل الدخول إلى الموقع بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم أو ذكر اسم من أسماء الله الحسنى ، وفي كل الحالات يثبت موضوع ويقوم الأعضاء بالرد عليه عند دخولهم وخروجهم.
فنرجو من سماحتكم توضيح مدى مشروعية هذه المواضيع مع التفصيل في كل حالة إن أمكن.
هذا وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفع بكم.
الجواب :هذه من البدع المحدَثة .
فتحديد ذِكر مُعيّن بعدد مُعيّن أو بزمن مُعيّن لم يُحدده الشرع لا يجوز ، وهو من البِدع الْمُحدَثَـة ، خاصة إذا التُزِم به .
وحقيقة البدع استدراك على الشرع .
ثم إن في البدع سوء أدب مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم
قال الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتـّـهم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم ديناً .
وبعض الأعضاء يزعم أن فيه خيراً ، ولا خير فيه ، إذ لو كان خيراً لسبقنا إليه أحرص الناس على الخير ، وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عنهم .
فلم يكونوا يلتزمون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما دخلوا أو خَرَجوا ، ولا كلما تقابلوا أو انصرف بعضهم عن بعض ، بخلاف السلام فإنه كانوا يُواظبون عليه ، فإذا لقي أحدهم أخاه سلّم عليه ، والمقصود السلام بالقول .
وحسن النية لا يُسوِّغ العمل .
وابن مسعود رضي الله عنه لما دخل المسجد ووجد الذين يتحلّقون وأمام كل حلقة رجل يقول : سبحوا مائة ، فيُسبِّحون ، كبِّروا مائة ، فيُكبِّرون …
فأنكر عليهم – مع أن هذا له أصل في الذِّكر – ورماهم بالحصباء
وقال لهم : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا : يا أبا عبد الرحمن حصىً نَعُدّ به التكبير والتهليل والتسبيح
قال : فعدوا سيئاتكم ! فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء . ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبلَ ، وأنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد ، أو مُفتتحوا باب ضلالة ؟
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير !
قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم . وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم . فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج . ورواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
منقول للفائدة




بارك الله فيك



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين بري خليجية
بارك الله فيك

منـــــــــــــــــــــــورة :0154:




بووركـــتي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلفية خليجية
بووركـــتي

شكرا كتير ع الرد :0136:




التصنيفات
منوعات

اذا نشرنا السن مات البدع


(إذا نشرنا السنن ماتت البدع ))

1 – أن تتابع المؤذن وأن تقول مثل ما يقول ..
2 – ابتداء صلاة الليل بركعتين خفيفتين ..
3 – الأكل بثلاثة أصابع .. …
4 – لا يشربن أحدُ منكم قائماً ..
5 – التنفس أثناء الشرب ثلاث مرات خارجا ..
6 – الذكر بعدالصلاة ..بالأذكار المشروعة
7 – النوم على طهارة ..
8 – التزاور في الله ..
9 – نفض الفراش عند النوم ..
10 – معاونة الأهل في أعمال المنزل ..
11- تغيير الشيب بغير السواد ..
12- لبس البياض من الثياب للرجال ..
13- المصافحة عند اللقاء .."الرجل للرجل"
14- أخذ اللقمة الساقطة وإماطة ما بها من أذى و أكلها ..
15- النوم على الشق الأيمن ..
16- عيادة المريض ..
17- لا تشمت العاطس حتى يحمد الله ..
18- من السنة قتل الوزغ .."البرص"
19- تنحية الأذى عن الطريق سنة ..
20- اكل التمر او الرطب وترا(9،7،5،3،1)..
21- عدم النفخ في الشراب.
22-التيامن .
23-السواك .
24-اذكار الصباح والمساء

. انشر سنته لتحظى بدعوه.. «من أحيا سنة من سنة فعمل بها الناس كان لـه مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا




بارك الله فيكي



جزاكِ الله خير أختي الفاضلة "فوفو والورد يغارمني"

على هذه الموضوع الجميل :05:

للأسف هناك الكثير من السنن المهجورة !!
و الكثير من البدع المشهورة 😡

الله يستر

مشكوره

السنة المهجورة : نفض الفراش قبل النوم




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكحلاء خليجية
جزاكِ الله خير أختي الفاضلة "فوفو والورد يغارمني"

على هذه الموضوع الجميل :05:

للأسف هناك الكثير من السنن المهجورة !!
و الكثير من البدع المشهورة 😡

الله يستر

مشكوره

السنة المهجورة : نفض الفراش قبل النوم

وانت من اهل الجزاء

معك حق حبيبتي

الله يهدي الجميع




بارك الله فيك



التصنيفات
منتدى اسلامي

المعاصي والبدع أنواعها وأحكامها

المعاصـــي والبــــدع … أنواعهـــا وأحكامهـــا …

الذنوب وإن كانت في مجموعها خروجا عن أمر الله عز وجل ومخالفة لشرعه، إلا أن جرمها متفاوت تفاوتا عظيما، فأعظم الذنوب وأقبحها على الإطلاق هو الكفر بالله، وهو الذنب الذي إذا لقي العبد ربه به لم يغفره له وكان من الخالدين في نار جهنم أبدا، قال تعالى:
(إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) (المائدة:72).

وتأتي البدع غير المكفرة في المرتبة الثانية من الذنوب بعد الشرك والكفر بالله عز وجل، ذلك أن المبتدع متقولٌّ على الله بغير علم، والقول على الله بغير علم قرين الشرك بالله عز وجل، قال تعالى:
(قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) (الأعراف:33).

وأما المرتبة الثالثة من الذنوب فهي المعاصي سواء أكانت معاصٍ قلبية كالبغضاء والحسد، أم ظاهرية كالزنا والسرقة وعقوق الوالدين، وهذه الذنوب قسمها العلماء إلى قسمين:

ـ القسم الأول: الكبائـــر…
والقسم الثاني: الصغائــــر …
ولكلٍ أحكام تختص به، فلنذكر :
أحكام الكبائر أولا، وأول تلك الأحكام القول في ضابط الكبيرة، فقد ذكر العلماء ضوابط للكبائر بغية تمييزها عن الصغائر، فقالوا في تعريف الكبيرة هي: كل ذنب ترتب عليه حد أو أتبع بلعنة أو غضب أو نار،
كقوله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الواصلة والمستوصلة) متفق عليه.

ومن أحكام الكبيرة أنها لا تكفرها الأعمال الصالحة بل لا بد لتكفيرها من التوبة النصوح، وعلى هذا أكثر العلماء مستدلين على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم:
(الصلوات الخمس ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر) رواه مسلم. فالكبائر لا بد لها من توبة، وإذا لقي العبد ربه بها كان تحت المشيئة، إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه فترة، ثم أدخله الجنة، قال تعالى:
(إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك باللّه فقد افترى إثما عظيما) (النساء:48).

وأما القسم الثاني من المعاصي فهي الصغائر: وهي ما لم تبلغ حد الكبيرة، كالنظر إلى النساء ونحو ذلك، وقد سمى الله هذا النوع من الذنوب باللمم، قال تعالى:
(الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إنّ ربّك واسع المغفرة)(النجم:32)،

ولما كان ابتلاء الناس بهذه الذنوب كبير، فقد نوع الله سبحانه سبل تكفيرها والطهارة منها، فجعل من أسباب تكفيرها: اجتناب الكبائر، قال تعالى:
(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) (النساء:31)، وجعل من مكفراتها فعل الصالحات، قال تعالى:
( وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين) (هود:114)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي وصححه. وهذا من رحمة الله بعباده ورأفته بهم.

لكن لا يعني ذلك أن يستهين العبد بهذه الذنوب، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام:
(إيّاكم ومحقّرات الذّنوب، فإنّما مثل محقّرات الذّنوب كمثل قومٍ نزلوا بطن وادٍ، فجاء ذا بعودٍ وجاء ذا بعودٍ حتّى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإنّ محقّرات الذّنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه) أخرجه أحمد بسندٍ حسنٍ،

وثمة أمور إذا عرضت لهذه الصغائر فربما أخذت حكم الكبائر، فمن تلك الأمور:
1- الإصرار عليها، فمن أصرَّ على صغيرة، فيخشى أن تتحول في حقه إلى كبيرة، ذلك أن الله وصف الله عباده المؤمنين، بأنهم لا يصرون على ذنب، قال تعالى:
(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) (آل عمران:135)، وقال صلى الله عليه وسلم:
(ويل للمصرين، الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) رواه أحمد وصححه الألباني.
وورد عن السلف قولهم: “لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار”.

2- الجهر بها، وذلك لما يدل عليه الجهر بهذه المعاصي من قلة تعظيم مرتكبها لله جل جلاله، وليس هذا حال المؤمنين الذين يملأ قلوبهم الخوف والوجل منه سبحانه، فلا يجاهرون أو يفاخرون بمعصيته، وإذا وقع منهم خطأ أو زلل بادروا بالتوبة، لهذا جاء الوعيد الشديد في حق المجاهرين، فقال عليه الصلاة والسلام:
(كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجانة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه) رواه البخاري ومسلم.

3- الإستصغار، فالذنب وإن تفاوت قدره، إلا أن العبد ينبغي أن ينظر إلى ذات المعصية من حيث أنها مخالفة للخالق جل جلاله، لذلك قال من قال من السلف:
“لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت”، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
(وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) رواه البخاري، فالتهاون بالمعاصي واستصغارها ليس من شأن المؤمنين، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
“إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار”.

4- أن يكون فاعل الصغيرة ممن يقتدى به ويتأسى، وذلك أن الناس ربما اقتدت به في معصيته، لهذا ضاعف الله على نساء النبي الإثم، لكونهن في موضع الأسوة والقدوة، فقال سبحانه:
(يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا)(الأحزاب:30)،
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أمر الناس بشيء أو نهاهم عن شيء رجع إلى أهله وقال لهم:
“إني قد أمرت الناس بكذا، ونهيت الناس عن كذا، وإن الناس ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم، والذي نفس عمر بيده لا أسمع أن أحداً منكم ترك الذي أمرت به، أو فعل الذي نهيت عنه إلا ضاعفت عليه العقوبة”.

تلك هي الذنوب والخطايا، وهي مهما عظمت، ومهما بلغت، فإن سبيل التوبة منها مفتوح للعبد ما لم يصل إلى مرحلة الغرغرة، وما لم تطلع الشمس من مغربها، وهذا من رحمة الله عز وجل بالعباد، حيث سهل لهم أمر التوبة، وخففها عليهم، فهي لا تقتضي سوى الإنابة إلى الله، والإقلاع عن المعصية والندم عليها والإستغفار منها، من غير أن يكون بين التائب وبين الله واسطة، فينبغي أن يحرص العبد على تحصيل هذه المنة العظيمة، فقد كان صلى الله عليه وسلم:
(يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) رواه البخاري،
هذا وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم، فكيف بحالنا نحن الخطاءون المذنبون؟

اللهم احسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .




بارك الله فيك حببتي على الطرح المميز

في انتظار جديييدك




شكرا لمرورك