آيات كثيرة تعددت في الإستغفار وطلبه والنهل منه وجعله نبراس حياة لأنه
يفتح كل الأبواب التي أُغلقت في وجه العبد
فإن أصابه هم … ستغفر
وإن اصابه غم … استغفر
وإن أراد المطر … استغفر فانفتحت أبوال السماء بالماء
وإن أراد الولد … استغفرفيمده الله بالبنين ورزقهم
وإن أارد خيرالدنيا … استغفر فيجعل الله له الجنات والأنهار ..
وإن أراد صلاح الحال والزوج والولد … استغفر فأصلح له الله الحال كله … سبحانه
كلمات بسيطة مردودها قوي … كلمات في دقائق نستقي منها سنوات ..
كلمات في لحظات الصمت والعزله وبين البشر والناس تفتح لنا كل باب أُغلق في وجوهنا … فحري بنا أن نُخلص النيه
ونقول ( استغفرك اللهم وأتوب إليك )
ومن كل هذه الآيات استوقفني قَوْلُهُ تَعَالَى
( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )
من هم الذين لن يعذبهم الله وهو يستغفرون … ومن هم الذين لن يعذبهم الله والرسول صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم
فأردت أن يعرف الكل رحمة الله الواسعه لمن يستغفر .. فكان هذا التفسير لها
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ، حدثنا عكرمة بن عمار ، عن أبي زميل سماك الحنفي ،
عن ابن عباس قال : كان المشركون يطوفون بالبيت ويقولون : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك فيقول النبي –
صلى الله عليه وسلم – : قد قد ! ويقولون : لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك . ويقولون : غفرانك ،
غفرانك ، فأنزل الله : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )
قال ابن عباس : كان فيهم أمانان : النبي – صلى الله عليه وسلم – والاستغفار ، فذهب النبي – صلى الله عليه وسلم –
وبقي الاستغفار . [ ص: 49 ]
وقال ابن جرير : حدثني الحارث ، حدثنا عبد العزيز ، حدثنا أبو معشر ، عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس قالا قالت قريش بعضها لبعض :
محمد أكرمه الله من بيننا ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )
فلما أمسوا ندموا على ما قالوا ، فقالوا : غفرانك اللهم ! فأنزل الله – عز وجل – :
( وما كان الله [ ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله ] معذبهم وهم يستغفرون )
إلى قوله : (ولكن أكثرهم لا يعلمون ) [ الأنفال : 34 ] .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) يقول : ما كان الله ليعذب قوما وأنبياؤهم
بين أظهرهم حتى يخرجهم ، ثم قال : ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) يقول : وفيهم من قد سبق له من الله الدخول في الإيمان ،
وهوالاستغفار – يستغفرون ، يعني : يصلون – يعني بهذا أهل مكة .
وروي عن مجاهد ، وعكرمة ، وعطية العوفي ، وسعيد بن جبير ، والسدي نحو ذلك . وقال الضحاك وأبو مالك :
( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) يعني : المؤمنين الذين كانوا بمكة . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ،
حدثنا عبد الغفار بن داود ، حدثنا النضر بن عربي [ قال ] قال ابن عباس : إن الله جعل في هذه الأمة أمانين لا يزالون معصومين مجارين
من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم : فأمان قبضه الله إليه ، وأمان بقي فيكم ، قوله :
( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )
قال أبو صالح عبد الغفار : حدثني بعض أصحابنا ، أن النضر بن عربي حدثه هذا الحديث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس .
وروى ابن مردويه وابن جرير ، عن أبي موسى الأشعري نحوا من هذا وكذا روي عن قتادة وأبي العلاء النحوي المقرئ .
وقال الترمذي : حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا ابن نمير ، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ، عن عباد بن يوسف ،
عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : أنزل الله علي أمانين لأمتي :
( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) فإذا مضيت ، تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة
ويشهد لهذا ما رواه الإمام أحمد في مسنده ، والحاكم في مستدركه ، من حديث عبد الله بن وهب : أخبرني عمرو بن الحارث ،
عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – [ ص: 50 ]
قال : إن الشيطان قال : وعزتك يا رب ، لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم . فقال الرب :
وعزتي وجلالي ، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني .
ثم قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وقال الإمام أحمد : حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا رشدين – هو ابن سعد –
حدثني معاوية بن سعد التجيبي ، عمن حدثه ، عن فضالة بن عبيد ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم –
أنه قال : العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله ، عز وجل ..