القرضاوي
جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم "إن من شر الناس منـزلة عند الله يوم القيامة، الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سِرَّها" فيحصل بينهما هذا اللقاء الجنسي ثم يروح يتحدث بهذا، والنبي عليه الصلاة والسلام سأل الصحابة: "هل منكم من يجتمع مع زوجته ثم يأتي إلى أصحابه فيحدثهم بما جرى بينهما؟" ثم ذهب إلى النساء: "هل منكُنَّ من يفعل ذلك؟" في إحدى المجالس فقامت فتاة كِعاب ـ يعني فتاة شابة ـ وجلست على إحدى ركبتيها ليراها النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله، والله إنهم ليفعلون ذلك، وإنهم ليفعلن ذلك ويتحدثن بما .." فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما مَثَلُ هؤلاء؟ مَثَلُ هؤلاء كشيطان لقي شيطانه في سكة فقضى حاجته منها" يعني في الطريق "شيطان لقي شيطان" كأن المرأة التي تتحدث عما حدث بينها وبين زوجها والرجل يتحدث عما حدث بينهما، والمقصود التحدث بالتفصيل، قد يتحدث لحاجة، كما حدث أمام الرسول صلى الله عليه وسلم أن المرأة جاءت تشكو إلى الرجل عجزه، فقال: والله يا رسول الله إني انفضها نفض الأديم، فهو يدافع هنا عن نفسه، إنما في الحالة العادية لا ينبغي أن يذكر الإنسان هذا، ولا ينبغي إذا ذكر أن يذكر تفصيل ما جرى من حديث من أصوات من كلام هذا لا يليق ولا لأخص الأصدقاء، هذه أمور ينبغي أن تكون سراً بين الرجل وامرأته، والإسلام يحترِّم هذا ويعتبر صاحبه من شر الناس منـزلة عند الله يوم القيامة.
وتسلميلي دنيا الغالية