التربية الصحيحة.. مرآة للرقي الفكري
*-*
إنّ تلك الأُم أو ربة البيت التي تحافظ على رونق بيتها وجمال حديقتها المفروشة بالأزهار متى ما تتطلع عليها صباح كل يوم حتى يختلج نفسها شعور بالسعادة والإرتياح.
وذلك البستاني أو الفلاح الذي يبذل قصارى جهده ويقضي معظم وقته في رعاية بذورها بريها وتسميدها وتهيئة العوامل الأخرى اللازمة لنموها يحصد بذلك محصولاً جيِّداً وثماراً يانعة.
فالطفل عزيزتي الأُم هو كالزهرة أو البذرة وهو أجدر باهتمامك منها إذ هو تلك الحديقة وذلك المحصول.
الطفل زهرة في البيت تدأب كل يوم بالنشاط والحيوية والحركة، فكما تتفني في بيتك وتعنين بتنسيق زهورك فابنك أحق بذلك وليكن تفنك دقيقاً وإيجابياً مع أسلوب التربية الصحيح.
فطفلك عزيزتي الأُم عجينة سهلة التشكيل لذلك فالتربية تحتاج إلى دقة ومرونة في التعامل وليست بالشيء البسيط فالآباء قد يصيبون وقد يخطئون أحياناً ويظنون صحة ما يفعلون. وأحياناً نجد باب التفاهم مقفل بين الآباء وأبنائهم لعدم تريثهم لفهم متطلبات ومشاكل الأبناء.. "أو عدم المحاولة لتفهم الأسباب التي دعت ذلك الطفل للقيام بالتصرف الخاطىء" مثلاً: فينشأ الطفل إما عنيداً مشاكساً وإما ضعيف الشخصية لا يمكنه إبداء رأي أو اقتراح فهذه خيانة كبرى يقترفها بعض الآباء بحق أبنائهم.
وأكثر ما يحدث ذلك حينما ينفتح الطفل على العالم الخارجي ويبدأ حينها بتكوين علاقات مع الآخرين من الأطفال وكنتيجة لإحتكاكه بهم فإنّه يكتسب أو يستورد منهم بعض الصفات التي يتفاجأ بها الأبوان. إذ أنّها تناقض مبادىء التربية التي ربى عليها. فتقع المشكلة ويلجأ كثير من الآباء لضرب الطفل ويحذر من الإختلاط مع الآخرين. ونريد أن نوجه الوالدين بأنّ هذا التصرف له عواقب وخيمة تخيم على حياة الطفل حتى الكبر. وأحياناً أخرى يتعاملون معه بأسلوب الزجر أو الضرب وحتى أمام الآخرين مما قد يسبب عقداً نفسية، وبالتالي فإننا نجد أنّ هذه الأساليب لا تجدي نفعاً.
إذن فماذا بوسع الآباء حيال ذلك.
1- التركيز على غرس العادات والسلوكيات الحسنة وترسيخها في نفسية الطفل وبيان ردة فعل الآخرين له حينما يقوم بالحسن أو القبيح إذ أن من طبيعة الطفل يريد أن يكون محبوباً عند الآخرين.
فهو أرض خصبة ما أن تلقي فيها شيئاً حتى ينمو ويترعرع فاجعلي للخصال الحميدة منبتاً في تلك الأرض ولا يتأتى ذلك إلا بحسب تعاملك وعيك وإدراك للأمور التربوية.
2- تهيئة الطفل للوسط الإجتماعي وذلك بتوضيح الشيء الجيِّد والقبيح الذي يركتبه الآخرون فتجيبه لما هو جيِّد ونفوره من الفعل القبيح.
3- دعي طفلك يقوم بنفس عملك كأن يلجأ بنفسه لتصحيح الأخطاء التي تقع من الأطفال الآخرين إذ أنّه بذلك الشيء يمتنع عن القيام أو التصرف به.
4- ربط كل أعمال الطفل وسلوكياته بالله سبحانه وتعالى وأن كل شيء حسن يرضي الله ويكون محبوباً عنده ومكانه الجنة.
5- معرفة السبب الذي جعل طفلك يتصرف هذا التصرف إذ من خلال ذلك يمكنك إيجاد الحل لتلك المشكلة والقضاء عليها بطريقة هادئة وسهلة وبدون تحميل الطفل.