فقال له المنصور : اذن نقتلك،
،قال سفيان: افعل ما شئت
فصاح المنصور : يا غلام النطع والسيف ، فاقبلوا بالنطع ( وهو جلد يوضع تحت الذي يٌقتل حتى لا تتسخ الارض بدمه) ، ثم اقبلوا بالسيف ، فلما راى سفيان السيف ، علم ان الامر جدي ، فقال سفيان : ايها الخليفة انظري الى غدٍ اتيك بزي القضاة.
فلما اظلم عليه الليل ، ركب دابته وخرج من الكوفة هاربا.
فلما اصبح ابوجعفر انتظر سفيان الثوري ان يقدم اليه ، فلم يقدم عليه حتى وقت الضحى ، فأمر رجاله ان يلتمسوه ، فرجعوا اليه يقولون له ان سفيان الثوري قد خالفك وهرب في ظلمة الليل. فغضب ابو جعفر ، وارسل الى جميع الممالك بأنه من ياتى بسفيان الثوري حيا او ميتا له كذا وكذا.
هرب سفيان الثوري وذهب الى اليمن، وفي طريقه احتاج الى المال ، فأجر نفسه عند صاحب بستان على طريق اليمن ، فأخذ يشتغل فيه اياما ، وبعد عدة ايام جاء صاحب البستان ، فسأله : من اين انت يا غلام؟؟؟( وكان لا يعرف انه سفيان الثوري العابد الزاهد ، عالم المسلمين)،،،،،،،فأجابه سفيان : انا من الكوفة ،،،فسأله صاحب البستان :: أرطب الكوفة اطيب ام الرطب الذي عندنا؟؟
فأجابه سفيان ::انا ما ذقت الرطب الذي عندكم!!!
قال صاحب البستان: سبحان الله!! الناس جمعيهم صغيرهم وكبيرهم بل حتى الحمير والكلاب اليوم تأكل الرطب من كثرته ، وانت ما اكلت الرطب ؟؟؟!!!!!!!! لما لم تأكل من المزرعة الرطب وانت تعمل فيها؟؟؟؟
قال سفيان : لانك لم تأذن لي بذلك فلا اريد ان أدخل في جوفي شيئا من الحرام.
فعجب صاحب البستان من ورعه، وظن انه يتصنع الورع ،
فقال لسفيان :: أتتصنع الورع ، والله لو كنت سفيان الثوري!!! (هو لا يعرف انه سفيان الثوري)
فسكت سفيان ،، فخرج صاحب البستان الى صديق له ، فقال له : ان لي غلام يعمل في البستان ومن شأنه كذا وكذا ، وانه يتصنع الورع والله لو انه سفيان الثوري.
سأله صاحبه : وما صفته؟؟ قال : من صفته كذا وكذا
قال صاحبه : هذه والله هي صفة سفيان ، فتعال نقبض عليه ونحوز على جائزة الخليفة.
فلما اقبلوا على البستان ، فإذا سفيان قد اخذ متاعه وفر الى اليمن. وقد اشتغل عند أناس ما لبث حتى اتهموه بالسرقة. فحملوه الى والي اليمن، فلما دخل على الوالي ، ونظر اليه ، راى رجلا وقورا.
فسأله : هل سرقت؟؟ قال سفيان: لا والله ما سرقت
قال الوالي : هم يتهمونك انك سرقت ،،رد سفيان :: تهمة يتهموني بها فليلتمسوا متاعهم اين يكون؟
فأمرهم والي اليمن بالخروج من عنده ، حتى يحقق مع سفيان الثوري لوحده ويسأله.
فسأله : ما اسمك؟
قال سفيان : انا اسمي عبدلله
قال الوالي : اقسمت عليك ان تقول اسمك فكلنا عبيدٍ لله
قال : انا اسمي سفيان
قال : سفيان ابن من؟
رد سفيان : اسمي سفيان ابن عبدلله
قال الوالي : اقسمت عليك ان تخبرني بأسمك واسم أبيك وان تنتسب.
قال : انا اسمي سفيان ابن سعيد الثوري
فأنتفض الوالي وقال : انت سفيان الثوري!!! ،
قال : نعم ،
،قال : انت بغية امير المؤمنين ،
رد سفيان : نعم ،
قال : انت الذي فررت من بين يدي ابي حعفر المنصور ،
قال : نعم ،
قال : انت الذي ارادك على القضاء فأبيت ،
قال : نعم،
قال: انت الذي جعل فيك الجائزة ،
قال : نعم
عندها خفض الوالي راسه قليلا ثم رفعه ، ثم قال : يا ابا عبدالله اقم كيف شئت وارحل كيف شئت ، فوالله لو كنت مختبئأ تحت قدمي ما رفعتها عنك.
عندها خرج سفيان ورحل الى مكة ، وسمع ابو جعفر ان سفيان في مكة ، وكان حينها وقت الحج ، فأرسل ابو جعفر الخشابين وقال لهم :انصبوا الخشب واقبضوا عليه ، وعلقوه على باب الحرم حتى اتي انا واقتله بنفسي وأُذهب ما في قلبي من غيظ عليه.
دخل الخشابون الحرم، وبدوا يصحيون : من لنا بسفيان الثوري؟؟؟ فلما علم بهم سفيان ، فإذا هو بين العلماء احطوا به يسألونه وينهلون من علمه، فلما سمع العلماء بالخشابين ينادون به ، قالوا لسفيان : يا ابا عبدالله لا تفضحنا فنُقتل معك.
عندها قام سفيان وتقدم حتى وصل الى الكعبة ، ثم رفع يديه وقال : اللهم اني اقسمت عليك ان لا يدخلها ابو جعفر، اللهم اني اقسمت عليك ان لا يدخلها ابو جعفر (أي ان لا يدخل ابوجعفر مكة) ، وأخذ يكرر دعائه. فإذا بهذه الدعوات تقرع ابواب السموات ، فينزل ملك الموت فيقبض روح ابوجعفر المنصور وهو على حدود مكة، ويدخل ابو جعفر مكة ميتا.
انظروا كيف استجاب الله لدعاء الثوري. (منقــول )
يعطيك الف عافيه
حبيبتي
يارب يرزقنا دعوه مستجابه