أولا : أن منهج الإسلام يحث على ممارسة الرياضة كالسباحة والرماية وركوب الخيل وغيرها فالله عز وجل يأمرنا بقوله : ((وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة ومن رباط الخيل )) الأنفال آية (60) وأن من القوة قوة الجسد والبنيان
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يخبرنا (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) رواه مسلم أي أن الله سبحانه وتعالى يحب المؤمن القوي البنية الممارس للرياضة أكتر من الغير ممارس لها
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يسابق زوجته عائشة فتسبقه ويعاود السباق فيسبقها فيمازحها قائلا هذه بتلك
وصارع النبي محمد صلى الله عليه وسلم أكبر مصارعي الجزيرة العربية فصرعه
وكان له صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العصباء فجاء أعرابي بناقته فسبقها فشق ذلك على الصحابة فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم معلما إياهم ما يسمى اليوم بالروح الرياضية ((حق على الله مارفع شيئا من أمور الدنيا إلا وضعه ))
فكما ذكرت فالإسلام يحث على ممارسة الرياضة لا المشاهدة وفقط ،كما نرى اليوم الملايين من المواطنين كل علاقتهم بالرياضة هي المشاهدة والتحليل لا الممارسة مما أدى إلا انتشار أمراض السنة وارتفاع معدلاتها في الوطن العربي وخاصة بين الأطفال والشباب
ثانيا: تصايحت وسائل الإعلام في كلا البلدين الشقيقين كل يستنفر مواطنيهم ويؤجج مشاعر العداء تجاه مواطني البلد الآخر وهذا يذكرني بما حدث بين المهاجرين والأنصار حينما تلاحى رجال من الأنصار والمهاجرين ورفعوا السيوف في وجه بعضهم البعض فجاء النبى صلى الله عليه وسلم ورأى المشهد فقال كلمة لا تزال تقرع آذان المسلمين إلى أن تقوم الساعه ( أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم دعوها فإنها منتنه ) فعلى كل جزائرى ومصرى أن يسد أذنيه عن قول كل داع للفتنه والفرقه وتأجيج روح العصبية والجاهليه وأن يفتح عقله وقلبه لقول الله عز وجل ( إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم ) الحجرات آيه 10 ثم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم دعوها فإنها منتنه ) . وخاصة أن الخلاف وإثارة الفتنة والوقيعة بين الشعبين الشقيقين والاخوه فى الدين من أجل لعبة تقام فى ملعب وهى ليست من الضروريات ولا من الحاجات بل هى من التحسينات فلا يجوز أن نهدم فريضة وضرورة هى الأخوة والوحده بين شعبين مسلمين من أجل لعبه وكما قال شيخنا العلامه القرضاوى أغلقوا أندية الكره وابقوا إخوانا متحدين .
ثالثا :كثر الحديث فى كل وسائل الاعلام المسموعة والمقرؤة والمرئية أننا الفراعنه أبناء الفراعنهليزرع هذا المفهوم فى عقول الناشئه وإننا هنا نذكر بقول عمر رضى الله عنه للمسلمين حتى تقوم الساعه ( نحن قوم أعزنا الله بالسلام فإن ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله ) وإنى لأذكر مقطعا من نص أدبىبمنهج المرحلة الثانوية بالسبعينات من القرن الماضىولا أدرى لماذا حذف من المنهج (إن الدين هو الوعاء الشامل للوطنية وغير الوطنيه ولذلك تجد أن كل متدين وطنى وليس كل وطنى متدين ).
رابعا : اللهخ عز وجل يعلمنا ويؤدبناماذا نفعل بعد الهزيمه .هل نتصايح ونتلاوم ونصبجام غضبنا على بعضنا البعض والطرف المنافس الفائز أم ماذا نفعل ؟ يقول سبحانه وتعالى ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شئ قدير )آل عمران آيه 165 فقد نزلت هذه الآيه تعقيبا على أحداث غزوة أحد . فالله سبحانه وتعالى يعلمنا أن ساعة الهزيمه والفشللا بد من وقفة مع النفس للمراجعه والتقييم لرصد أسباب الهزيمه ووضع خطة معالجه لهذه الاسباب لتجاوز هذه الهزيمه وتحويلها إلو نصر .
خامسا :لا شك أن حدوث هذه الفتنة والوقيعة ووصولها لهذا المستوى ساهم فيه تقاعس المسؤلين فى كلا البلدين فى تحمل والقيام بمسؤلياتهم تجاه الموقف .!!! ماذا كان يحدث لو ظهر المسؤل الجزائرى فى البمباراه وهو يحمل علم مصر وكذلك المسؤل المصرى يحمل العلم الجزائرى ؟!!! ماذا كان يحدث لو خرج ممثل الخارجيه فى كلا البلدين ليصرح بعد تحقيق نزيه عادل يبين فيه حقيقة الاحداث وأن مارتكب من جرائم واعتدائات ماهى إلا من فعل الغوغاءلا تمثل كلا الشعبين الشقيقين وسينالوا جزائهم بدلا من ترك الناس أسرى الشائعات وتلقيقات المغرضين والمندسين ( وقد تردد أن السلطات المصرية قامت بترحيل صحفى صهيونى اندس بين صفوف المشجعين الجزائريين ملتفا بالعلم الجزائرى وهو الذى قام ببث صور مفبركه لستة قتلى من المشجعين الجزائريين . ) ولكن هؤلاء المسؤلين فشلوا فى القيام بدورهم بعد فشلهم فى معارك الامة الحقيقيه . فشلوا فى معركة إصلاح التعليم ومعركة الاصلاح السياسى ومعركة الاصلاح الاقتصادى وإطعام شعوبهم ومعركة محاصرة والقضاء على الامراض التى تفشت وأصبحت وباءا يأكل أجساد الاطفال والكبار فشلو فى معركة الاصلاح الاجنماعى ومحاصرة الانهيار الحضارى والاخلاقى ثم فشلوا فى معركة تحرير المقدسات الاسلاميه من يد الصهاينه فكما يفشلون فى الجد نراهم اليوم يفشلون فى اللعب .
سادسا : هذا التركيز الشديد من قبل وسائل الاعلام على مباراة لكرة القدم وتجاهل لقضايا وأحداث هامه وخطيره تزامنت مع هذا اللغطلم تنل هذه القضايا والاحداث شيئا من الاهتمام وكأن شيئا متعمدا نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
أولا : قبل المباراه الاخيره بالسودان أعلن الكيان الصهيونى وضع حجر الاساس لمستوطنات جديده بالقدس فى غفلة الملايين من المسلمين والعرب عن مقدساتهم بلعبة كرويه يتقاتلون عليهاوصدق فينا قول القائل ( نحن العرب نحارب فى اللعب ونلعب فى الحرب !!!! )
ثانيا : وفاة عالم من علماء الامه الفقيد الدكتور مصطفى محمود الذى كان له دور فى فضح حقيقة الصهاينه ومخططاتهم وكذلكوفاة رمز من الرموز الوطنيه وزير الدفاع الاسبق أمين هويدى مخطط وصانع الكثير من العمليات الاستخباراتيه ضد العدو الصهيونى .
ثالثا :حصول الاستاذ محمد فريد عبد الخالق الذى يبلغ من العمر 94 عاما على درجة الدكتوراه من كلية الحقوق جامعة القاهره بتقدير أمتياز مع مرتبة الشرف وأوصت اللجنه بطبع رسالته على نفقة الجامعه وتبادلها بين الجامعات والمؤسسات العلميه لتميزها فلماذا لم يقدم هذا النموذج المتميز فى وسائل الاعلام لشباب الامة كقدوه لزرع قيمة الجهاد من أجل التحصيل العلمى حتى آخر نفس من أجل انتشال الامه من رقدتها وندهورها العلمى والحضارى !!!!؟
وأخيرا :نتوجه بنداء لكل جزائرى ومصرى أروا الله من أنفسكم خيرا ( يا خير أمة أخرجت للناس ) ولا تكونوا صورة سيئه لدينكم فتفتنوا الشعوب الغربية وتصدوهم عن دين الله