التصنيفات
منوعات

برنامج أحداث النهاية لشيخنا الجليل محمد حسان

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
برنامج أحداث النهاية لشيخنا الجليل محمد حسان

خليجية

وفكرة البرنامج رائعة ارجو ان تتابعوا الحلقات يوميا ان شاء الله
وبالنسبه لحجم الحلقات وجودتها ان شاء الله الحجم والجوده مناسبين جدا جدا

الحلقة الاولي
http://www.4shared.com/file/12438627…/1_o.html

الحلقة الثانية

http://www.4shared.com/file/12474460…/2_o.html

الحلقة الثالثة

http://www.4shared.com/file/12475455…/3_o.html

الحلقة الرابعة

http://www.4shared.com/file/12484144…/4_o.html

الحلقة الخامسة

http://www.4shared.com/file/24383404…/5_o.html

الحلقة السادسة

http://www.4shared.com/file/12539457…/6_o.html

الحلقة السابعة
http://www.4shared.com/file/12541385…/7_o.html

الحلقة الثامنة
http://www.4shared.com/file/17002951…/8_o.html

الحلقة التاسعة
http://www.4shared.com/file/12763089…/9_o.html

الحلقة العاشرة
http://www.4shared.com/file/12658525…10_o.html

الحلقة الحادية عشر
http://www.4shared.com/file/12775365…11_o.html

الحلقة الثانية عشر

http://www.4shared.com/file/12779136…12_o.html

الحلقة الثالثة عشر
http://www.4shared.com/file/12783157…13_o.html

الحلقة الرابعة عشر
http://www.4shared.com/file/64612534…14_o.html

الحلقة الخامسة عشر
http://www.4shared.com/file/12786239…15_o.html

الحلقة السادسة عشر

http://www.4shared.com/file/12788096…16_o.html

الحلقة السابعة عشر

http://www.4shared.com/file/12828663…17_o.html

الحلقة الثامنة عشر

http://www.4shared.com/file/15324290…18_o.html

الحلقة التاسعة عشر

http://www.4shared.com/file/12841411…19_o.html

الحلقة العشرون

http://www.4shared.com/file/12461123…20_o.html

الحلقة الواحده والعشرون

http://www.4shared.com/file/12842670…21_o.html

الحلقة الثانية والعشرون
http://www.4shared.com/file/15077959…22_o.html

الحلقة الثالثة والعشرون

http://www.4shared.com/file/15077959…22_o.html

الحلقة الرابعة والعشرون

http://www.4shared.com/file/12868191…24_o.html

الحلقة الخامسة والعشرون

http://www.4shared.com/file/12869084…25_o.html

الحلقة السادسة والعشرون
http://www.4shared.com/file/64618527…26_o.html

الحلقة السابعة والعشرون والاخيرة

http://www.4shared.com/file/12891700…27_o.html

ولا اطلب منكم غير الدعوة

والموضوع منقول للامانة




بــاركــ اللهــ فيكي ياا الغالية



التصنيفات
منوعات

الصحابى الجليل ثابت بن قيس بن شماس رضى الله عنه

ثابت بن قيس بن شماس

مقدمة

ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي خطيب الأنصار.
كان من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولم يشهد بدراً، شهد أحداً وبيعة الرضوان، وقال ابن حجر: أول مشاهدة أحد وشهد ما بعدها.
وأمه هند الطائية، وقيل بل كبشة بنت واقد بن الإطنابة أسلمت وكانت ذا عقل وافر وإخوته لأمه: عبد الله بن رواحة، وعمرة بنت رواحة، وكان زوج جميلة بنت عبد الله بن أبي سلول، فولدت له محمداً وهو أيضاً زوج حبيبة بنت سهل، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمار.

إسلامه:

هو أحد السابقين إلى الإسلام في يثرب، إذ ما كاد يستمع إلى آي الذكر الحكيم يرتلها الداعية المكي الشاب مصعب بن عمير بصوته الشجي وجرسه الندي حتى أسر القرآن سمعه بحلاوة وقعه، وملك قلبه برائع بيانه، وخلب لبه بما حفل به من هدى وتشريع.
فشرح الله صدره للإيمان وأعلى قدره ورفع ذكره بالانطواء تحت لواء نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.

أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:

عن إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس أن ثابت بن قيس قال: يا رسول الله إني اخشى أن أكون قد هلكت، ينهانا الله أن نحب أن نحمد بما لا نفعل، وأجدني أحب الحمد، وينهانا الله عن الخيلاء، وإني امرؤ أحب الجمال، وينهانا الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتك، وأنا رجل رفيع الصوت، فقال: "يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميداً وتقتل شهيداً وتدخل الجنة".

من ملامح شخصيته

ورعه وخوفه أن يحبط عمله:

لما نزل قوله جل شأنه: "يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون"
تجنب ثابت بن قيس مجالس رسول الله صلى الله عليه سلم على الرغم من شدة حبه له وفرط تعلقه به ولزم بيته حتى لا يكاد يبرحه إلا لأداء المكتبة.
فافتقده النبي صلى الله عليه وسلم وقال من يأتيني بخبره؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله وذهب إليه فوجده في منزله محزوناً منكساً رأسه فقال له: ما شأنك يا أبا محمد؟ قال: شر. قال: وما ذاك؟ قال: إنك تعرف أني رجل جهر الصوت كثيراً ما يعلو على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نزل القرآن ما تعلم وما أحسبني إلا قد حبط عملي وأنني من أهل النار، فرجع الرجل إلى الرسول صلى الله عليه سلم وأخبره بما رأى وما سمع فقال: "اذهب إليه وقل له لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة"

إيثاره وإنفاقه في سبيل الله:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس لقد ضحك الله ما فعلت بضيفك البارحة، ولعل هذه الواقعة هي سبب نزل قول الله عز وجل "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"
فقد روي أن رجلاً من المسلمين مكث صائماً ثلاثة أيام يمسي فلا يجد ما يفطر فيصبح صائماً حتى فطن له رجل من الأنصار يقال له ثابت بن قيس رضي الله عنه فقال لأهله: إني سأجئ الليلة بضيف لي فإذا وضعتم طعامكم فليقم بعضكم إلى السراج كأنه يصلحه فيطفئه ثم اضربوا بأيديكم إلى الطعام كأنكم تأكلون فلا تأكلوا حتى يشبع ضيفنا فلما أمسى ذهب به فوضعوا طعامهم فقامت امرأته إلى السراج كأنها تصلحه فأطفأته ثم جعلوا يضربون أيديهم في الطعام كأنهم يأكلون ولا يأكلون حتى شبع ضيفهم وإنما كان طعامهم ذلك خيره هو قوتهم فلما أصبح ثابت غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ثابت لقد عجب الله البارحة منكم ومن ضيفكم، فنزلت هذه الآية "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"..

حاله مع القرآن:

وعن محمد بن جرير بن يزيد " أن أشياخ أهل المدينة حدثوه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: ألم تر أن ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟ قال " فلعله قرأ سورة البقرة، فسئل ثابت فقال: قرأت سورة البقرة.

شجاعته:

في صحيح مسلم عن أنس أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ونشر اكفانه وقال اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء فقتل.

مواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن أنس قال: خطب ثابت بن قيس مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فقال نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادن، فما لن؟ قال: الجنة قالو: نصيبنا

ومن مواقفه:

عن ابن عباس رضي الله عنه أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكن أكره الكفر في الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه سلم: "أقبل الحديقة وطلقها تطليقة".. رواه البخاري

الرسول يزوره في مرضه:

في سنن أبي داود بسنده قال ابن صالح محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس – قال أحمد وهو مريض – فقال اكشف البأس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه.

ومن مواقفه أيضا:

قال الزهري: قدم وفد بني تميم وافتخر خطيبهم بأمور فقال النبي صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس: "قم فأجب خطيبهم" فقام وحمد الله وأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقامه وكان ما قال ثابت لله دره: والحمد لله الذي السماوات الأرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه، ولم يك شئ قط إلا من فضله، ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكاً واصطفى من خيرة خلقه رسولاً، أكرمه نسباً وأصدقه حديثاً، وأفضل حسباً، فأنزل عليه كتابه وأتمه على خلقه، فكان خيرة الله تعالى من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون من قومه ذوي رحمه أكرم الناس حسباً، وأحسن وخير الناس فعالاً، ثم كان أول الخلق إجابة واستجابة لله حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن أنصار الله ووزراء رسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً، وكان قتله علينا يسيراً. أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم.

مواقف من حياته مع الصحابة

عن أنس قال: جئته وهو يتحنط فقلت ألا ترى؟ فقال: الآن يا ابن أخي ثم أقبل فقال: هكذا عن وجوهنا تقارع القوم. بئس ما عودتم أقرانكم ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتل حتى قتل.
أثره في الأخرين (دعوته ـ تعليمه):
قال أبو قاسم الطبراني بسنده عن عطاء الخراساني قال: قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس بن شماس، فأرشدوني إلى ابنته فسألتها فقالت: سمعت أبي يقول لما أنزل على رسول الله صلى الله ععليه وسلم:
"إن الله لا يحب كل مختال فخور" اشتدت على ثابت بن قيس وفاق عليه بابه، وطفق يبكي فاخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فأخبره بما كبر عليه منها فقال: أنا رجل أحب الجمال وأنا أسود قومي، فقال: إنك لست منهم، بل تعيش بخير وتموت بخير، ويدخلك الله الجنة، فلما أنزل على رسول الله: "يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض"، فعل مثل ذلك فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فأخبره بما كبر عليه منها وأنه جهير الصوت، وأنه يتخوف أن يكون من حيط عمله فقال: إنك لست منهم، بل تعيش حميداً وتقتل شهيداً ويدخلك الله الجنة"
وقد روى عن ثابت ابن قيس رضي الله عنه أنس بن مالك رضي الله عنه كما روى عنه ابنه محمد بن قيس وهو من الصحابة رضي الله عنهم جميعًا، وكذا روى عنه ابنه قيس بن ثابت وهو من كبار التابعين…
مناقبه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس"
وقد بشره النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع بالجنة…

أوصى بعد موته وجازت وصيته!!

ورأى رجل من المسلمين ثابت بن قيس في منامه فقال له ثابت: إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين فانتزع مني درعا نفيسه ومنزله في أقصى العسكر وعند منزله فرس بتن في طوله وقد أكفأ على الدرع برمة وجعل فوق البرمة رحلا وائْتِ خالد بن الوليد فليبعث إلي درعي فليأخذها فإذا قدمت على خليفة رسول الله فأعلمه أن علي من الدين كذا ولي من المال كذا وفلان من رقيقي عتيق وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه قال فأتى خالد فوجه إلى الدرع فوجدها كما ذكر وقدم على أبي بكر فأخبره فأنفذ أبو بكر وصيته بعد موته فلا نعلم أحدا جازت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس.

موقف الوفاة

لما استنفر أبو بكر المسلمين إلى أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب، سار ثابت بن قيس فيمن سار فلما لقوا مسيلمة وبني حذيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا لأنفسهما حفرة قد خلا فيها فقاتلا حتى قتلا…
روى البخاري بسنده عن موسى بن أنس قال وذكر يوم اليمامة قال أتى أنس ثابت بن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط فقال يا عم ما يحبسك أن لا تجيء قال الآن يا ابن أخي وجعل يتحنط يعني من الحنوط ثم جاء فجلس فذكر في الحديث انكشافا من الناس فقال هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما عودتم أقرانكم، وفي رواية فقاتل حتى قتل.

من مراجع البحث:
البداية والنهاية…………………. ……………. ابن كثير
الدر المنثور………………….. ………………. السيوطي
فرسان النهار من الصحابة الأخيار.. د. سيد بن حسين
العفاني
نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء…….. محمد بن حسن بن عقيل
صور من حياة الصحابة………………….. ….. الكاندهلوي




باااااااااارك الله فيك
جزاك الجنه



التصنيفات
منوعات

الصحابى الجليل حاطب بن أبى بلتعة رضى الله عنه

حاطب بن أبي بلتعة

مقدمة

هو حاطب بن أبي بلتعة واسم أبي بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة من بني خالفة بطن من لخم، وهو حليف بني أسد بن عبد العزى يقال أنه حالف الزبير، وقيل: كان مولى عبيد الله بن حمير فكاتبه فأدَّى…
وقد ولد رضي الله عنه قبل الهجرة بخمس وثلاثين سنة.

حاله في الجاهلية:

قال المرزباني في معجم الشعراء: كان أحد فرسان قريش في الجاهلية وشعرائها.

إسلامه:

كان إسلامه رضي الله عنه قديماً ولعل صلته بالزبير بن العوام الذي أسلم قديماً جعلت حاطباً يقتفي أثره…

من ملامح شخصيته:

حبه للجهاد في سبيل الله:

شهد حاطب رضي الله عنه بدراً وأحد والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من الرماة الموصوفين…

حكمته وعلمه:

عن حاطب بن أبي بلتعة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية فجئته بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلني في منزله وأقمت عنده ليالي ثم بعث إلي وقد جمع بطارقته فقال إني سأكلمك بكلام أحب أن تفهمه مني قال قلت هلم قال أخبرني عن صاحبك أليس هو نبيا قلت بلى هو رسول الله قال فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلدته إلى غيرها فقلت له فعيسى ابن مريم أتشهد أنه رسول الله فما له حيث أخذه قومه فأرادوا صلبه ألا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله حتى رفعه الله إليه في سماء الدنيا قال أحسنت أنت حكيم جاء من عند حكيم جاء من عند حكيم هذه هدايا أبعث بها معك إلى محمد وأرسل معك من يبلغك إلى مأمنك قال فأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرى وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهم بن حذيفة العدوي وأخرى وهبها لحسان بن ثابت الأنصاري وأرسل يثياب مع طرف من طرفهم.

بعض المواقف من حياته
مع الرسول صلى الله عليه وسلم

روى البخاري بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود قال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما هذا قال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد صدقكم قال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق قال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
وروى مسلم بسنده عن جابر رضي الله عنه أن عبدا لحاطب جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو حاطبا فقال يا رسول الله ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرا والحديبية"
وعن أنس بن مالك أنه سمع حاطب بن أبي بلتعة يقول: إنه طلع على النبي صلى الله عليه وسلم في أحد وهو يشتد وفي يد علي بن أبي طالب الترس فيه ماء ورسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل وجهه من ذلك الماء فقال له حاطب من فعل بك هذا قال عتبة بن أبي وقاص هشم وجهي ودق رباعيتي بحجر رماني قلت إني سمعت صائحا يصيح على الجبل قتل محمد فأتيت وكان قد ذهب روحي قلت أين توجه عتبة فأشار إلى حيث توجه فمضيت حتى ظفرت به فضربته بالسيف فطرحت رأسه فهبطت فأخذت رأسه وسلبه وفرسه وجئت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم ذلك إلي ودعا لي فقال: رضي الله عنك رضي الله عنك.
وروى مسلم بسنده عن أم سلمة أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها" قالت: فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت: إن لي بنتا وأنا غيور، فقال: "أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها وأدعو الله أن يذهب بالغيرة"

بعض مواقفه مع الصحابة:

عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: أصاب غلمان لحاطب بن أبي بلتعة بالعالية ناقة لرجل من مزينة فانتحروها واعترفوا بها فأرسل إليه عمر فذكر ذلك له وقال هؤلاء أعبدك قد سرقوا وانتحروا ناقة رجل من مزينة واعترفوا بها فأمر كثير بن الصلت أن يقطع أيديهم ثم أرسل بعد ما ذهب فدعاه وقال لولا أني أظن أنكم تجيعونهم حتى إن أحدهم أتى ما حرم الله عز وجل لقطعت أيديهم ولكن والله لئن تركتهم لأغرمنك فيهم غرامة توجعك فقال للمزني كم ثمنها قال كنت أمنعها من أربعمائة قال فأعطه ثمانمائة…

أثره في الآخرين:

قال حاطب للمقوقس – لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إليه: إنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى فأخذه الله نكال الأخرة والأولى فانتقم الله به ثم انتقم منه فاعتبر بغيرك ولا يعتبر بك قال هات قلت إن لك دينا لن تدعه إلا لما هو خير منه وهو الإسلام الكافي بعد ما سواه إن هذا النبي دعا الناس إلى الله فكان اشدهم عليه قريش وأعداهم له اليهود وأقربهم منه النصارى ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل وكل من أدرك نبيا فهو من أمته فالحق عليهم أن يطيعوه فأنت ممن أدركت هذا النبي ولسنا ننهاك عن دين المسيح ولكنا نأمرك به ثم ناوله كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قرأه قال خيرا قد نظرت في هذا فوجدته لا يأمر بمزهود فيه ولا ينهى عن مرغوب فيه ولم أجده بالساحر الضال ولا الكاهن الكاذب ووجدت معه آلة النبوة ثم جعل الكتاب في حق من عاج وختم عليه ودفعه إلى خازنه وكتب جوابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد علمت أن نبيا قد بقي وقد أكرمت رسولك وأهدي للنبي صلى الله عليه وسلم جاريتين وبغلة تسمى الدلدل فقبل النبي صلى الله عليه وسلم هديته واصطفى الجارية الواحدة واسمها مارية القبطية لنفسه فولدت منه إبراهيم…
وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عظيم الأسكندرية بمصر أيضًا، فأكرمه…
وبعثه أبو بكر الصديق أيضا إلى المقوقس بمصر فصالحهم…
فكان رضي الله عنه مبعوث الدولة الإسلامية الدائم إلى مصر…
بعض الأحاديث التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم:
روى حاطب بن أبي بلتعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من رآني بعد موتي فكأنما رآني في حياتي ومن مات في أحد الحرمين بعث في الآمنين يوم القيامة"
قال ابن عبد البر في الاستيعاب: لا أعلم له غير هذا الحديث.

وفاته:

مات رضي الله عنه سنة 30 هـ بالمدينة، وهو ابن 65 سنة، وصلى عليه عثمان رضي الله عنه.

من مراجع البحث:

الاستيعاب………………… …………. ابن عبد البر
الإصابة………………….. …………… ابن حجر
سنن البيهقي الكبرى….. ……….. أبو بكر البيهقي




جزاك الله خير

مشكورة يا قلبي




جزاك الله خيرا

تسلمين على الموضوع راااااائع




التصنيفات
منوعات

الصحابى الجليل القعقاع بن عمرو التميمي رضى الله عن

الصحابى الجليل : القعقاع بن عمرو التميمي … رضى الله عنه
هو القعقاع بن عمرو التميمي..
وقد ظهرت ملامح شخصيته رضي الله عنه بوضوح شديد في الفتوحات فقد كان رضي الله عنه شجاعاً مقداماً ثابتاً في أرض المعارك وبجوار شجاعته وشدة باسه على أعداء الله كان من شديد الذكاء وذا عبقرية عسكرية في ادارة المعارك ويظهر ذلك في موقعة القادسية .

بعض المواقف من حياته مع
الرسول صلى الله عليه وسلم:

للقعقاع مواقف مع الرسول صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم يخاطب من أمامه بما يحب أو مما يؤثر في نفسه ولما كان حديثه مع القعقاع وهو رجل يحب الجهاد يكلمه النبي صلى الله عليه وسلم عن الإعداد للجهاد فيقول سيف عن عمرو بن تمام عن أبيه عن القعقاع بن عمرو قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : ما أعددت للجهاد؟ قلت: طاعة الله ورسوله والخيل قال: تلك الغاية .

آثره في الأخرين (دعوته ـ تعليمه):

لقد كان للقعقاع أثرأ كبيرأ في نفوس الأخرين ففي اليوم الثاني من معركة القادسية أصبح القوم وفي أثناء ذلك طلعت نواصي الخيل قادمة من الشام وكان في مقدمتها هاشم بن عتبة بن أبي وقاص والقعقاع بن عمرو التميمي، وقسم القعقاع جيشه إلى أعشار وهم ألف فارس ، وانطلق أول عشرة ومعهم القعقاع ، فلما وصلوا تبعتهم العشرة الثانية ، وهكذا حتى تكامل وصولهم في المساء ، فألقى بهذا الرعب في قلوب الفرس ، فقد ظنوا أن مائة ألف قد وصلوا من الشام ، فهبطت هممهم ، ونازل القعقاع( بهمن جاذويه ) أول وصوله فقتله ، ، ولم يقاتل الفرس بالفيلة في هذا اليوم لأن توابيتها قد تكسرت بالأمس فاشتغلوا هذا اليوم بإصلاحها ، وألبس بعض المسلمين إبلهم فهي مجللة مبرقعة ، وأمرهم القعقاع أن يحملوا على خيل الفرس يتشبهون بها بالفيلة ، ففعلوا بهم هذا اليوم ، وبات القعقاع لاينام ، فجعل يسرب أصحابه إلى المكان الذي فارقهم فيه بالأمس ، وقال : إذا طلعت الشمس فأقبلوا مائة مائة ، ففعلوا ذلك في الصباح ، فزاد ذلك في هبوط معنويات الفرس.
وابتدأ القتال في الصباح في هذا اليوم الثالث وسمي يوم عمواس ، والفرس قد أصلحوا التوابيت ، فأقبلت الفيلة يحميها الرجالة فنفرت الخيل ، ورأ ى سعد الفيلة عادت لفعلها يوم أرماث فقال لعاصم بن عمرو والقعقاع : اكفياني الفيل الأبيض ، وقال لحمال والربيل : اكفياني الفيل الأجرب ،فأخذ الأولان رمحين وتقدما نحو الفيل الأبيض فوضعا رمحيهما في عيني الفيل الأبيض ، فنفض رأسه وطرح ساسته ، ودلى مشفره فضربه القعقاع فوقع لجنبه ، وفي هذه الليلة حمل القعقاع وأخوه عاصم والجيش على الفرس بعد صلاة العشاء ، فكان القتال حتى الصباح ، فلم ينم الناس تلك الليلة ، وكان القعقاع محور المعركة. فلما جاءت الظهيرة وأرسل الله ريحاً هوت بسرير رستم ، وعلاه الغبار، ووصل القعقاع إلى السرير فلم يجد رستم الذي هرب.

ما قيل عنه:

ـ لصوت القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف رجل " ..أبو بكر..
ـ كتب عمر بن الخطاب الي سعد 🙁 أي فارس أيام القادسية كان أفرس ؟ وأي رجل كان أرجل ؟ وأي راكب كان أثبت ؟)000فكتب إليه 🙁 لم أر فارساً مثل القعقاع بن عمرو ! حمل في يوم ثلاثين حملة ، ويقتل في كل حملة كمِيّاً ..

بعض كلماته:

شهد القعقاع -رضي الله عنه اليرموك ، فقد كان على كُرْدوسٍ من كراديس أهل العراق يوم اليرموك ، وكان للقعقاع في كل موقعة شعر فقد قال يوم اليرموك :000
ألَمْ تَرَنَا على اليرموك فُزنا00000كما فُزنـا بأيـام العـراق
فتحنا قبلها بُصـرى وكانتْ00000محرّمة الجناب لدَى البُعـاق
وعذراءُ المدائـن قد فتحنـا00000ومَرْجَ الصُّفَّرين على العِتَـاقِ
فضضنا جمعَهم لمّا استحالوا00000على الواقوص بالبتـر الرّقاقِ
قتلنا الروم حتـى ما تُساوي00000على اليرموك ثفْروق الوِراقِ ..

الوفاة: توفي بالكوفة.




بااااااااااااارك الله فيك

تسلمين يالغالية




التصنيفات
منوعات

الصحابى الجليل رضى الله عنه

معاذ بن جبل

هو أبو عبد الرحمن، معاذ بن جبل بن عمرو لأنصاري الخزرجي، كان طويلا حسن الشعر عظيم العينين، أبيض براق الثنايا لم يولد له قط.، شهد العقبة وبدرا والمشاهد كلها، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا إلى الجند من اليمن يعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام ويقضي بينهم.
وقال أبو نعيم في الحلية: إمام الفقهاء وكنز العلماء، شهد العقبة وبدرا والمشاهد، وكان من أفضل شباب الأنصار حلما وحياء وسخاء، وكان جميلا وسيما.. وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر والزهري عن بن كعب بن مالك: كان معاذ شابا جميلا سمحا، لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه.

إسلامه:
أسلم معاذ رضي الله عنه وهو ابن ثمان عشرة سنة، وخرج إلى اليمن بعد أن غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك وهو ابن ثمان وعشرين سنة.

كان من قراء الصحابة:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: استقرئوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل.
وهو أعلم الأمة بالحلال والحرام:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرحم أمتى بأمتى أبو بكر، وأشدهم في الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينا وأمين هذة الأمة أبو عبيدة بن الجراح.

وعن فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال بن مسعود: إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا، فقلت في نفسي: غلط أبو عبد الرحمن إنما قال الله عز وجل: إن إبراهيم كان أمة قانتا لله.. الآية، قال: أتدري ما الأمة وما القانت؟ فقلت: الله أعلم، قال: الأمة الذي يُعلّم الخير، والقانت المطيع لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك كان معاذ بن جبل، كان مُعلّم الخير وكان مطيعا لله ولرسوله r
عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: كان معاذ بن جبل رضي الله عنه شابا حليما سمحا، من أفضل شباب قومه، ولم يكن يمسك شيئا، فلم يزل يدان حتى أغرق ماله كله في الدين.. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم غرماؤه، فلو تركوا أحدا من أجل أحد لتركوا معاذ من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فباع لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماله حتى قام معاذ بغير شيء.
ومن مناقبه:

1) شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم له بالصلاح:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، وبئس الرجل حتى عد سبعة.

يحادث الشيطان ويعترك معه:
عن أبي الأسود الديلي قال: قلت لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: حدثني عن قصة الشيطان حين أخذته، فقال: جعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقة المسلمين، فجعلت الثمر في غرفة فوجدت فيه نقصانا، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا الشيطان يأخذه، قال: فدخلت الغرفة فأغلقت الباب عليّ، فجاءت ظلمة عظيمة فغشيت الباب، ثم تصور في صورة فيل ثم تصور في صورة أخرى فدخل من شق الباب، فشددت إزاري عليّ، فجعل يأكل من التمر.
قال: فوثبت إليه فضبطته فالتقت يداي عليه، فقلت: ياعدو الله، فقال: خل عني فإني كبير ذو عيال كثير، وأنا فقير وأنا من جن نصيبين، وكانت لنا هذه القرية قبل أن يبعث صاحبكم فلما بعث أخرجنا عنها، فخل عني فلن أعود إليك فخليت عنه.
وجاء جبريل عليه السلام فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فنادى مناديه: أين معاذ بن جبل؟ فقمت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك يا معاذ؟ فأخبرته فقال: أما أنه سيعود فعاد.
قال: فدخلت الغرفة وأغلقت عليّ الباب، فدخل من شق الباب فجعل يأكل من التمر، فصنعت به كما صنعت في المرة الأولى، فقال: خل عني فإني لن أعود إليك، فقلت: يا عدو الله، ألم تقل لا أعود؟ قال: فإني لن أعود، وآية ذلك على أن لا يقرأ أحد منكم خاتمة البقرة، فدخل أحد منا في بيته تلك الليلة.
عن بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينه وبين الله حجاب.

عن الصنابحي عن معاذ بن جبل أنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بيدي فقال لي: يا معاذ، والله إني لأحبك، فقلت: بأبي أنت وأمي والله إني لأحبك.
قال: يا معاذ، إني أوصيك: لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وأوصى بذلك معاذ الصنابحي، وأوصى به الصنابحي أبا عبد الرحمن الحبلي، وأوصى به أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن معاذ بن جبل أراد سفرا فقال: يا نبي الله أوصني، قال: اعبد الله لا تشرك به شيئا، قال: يا نبي الله، زدني، قال: إذا أسأت فأحسن، قال: يا رسول الله، زدني، قال: استقم وليحسن خلقك.
عن أبي وائل عن معاذ بن جبل قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، ألا تخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت، ثم قال:أدلك على أبواب الخير:
الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة، وصلاة الرجل من جوف الليل، ثم قرأ: [تتجافى جنوبهم عن المضاجع – حتى – جزاء بما كانوا يعملون] ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروه سنامه؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال:
رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قال: قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: اكفف عليك هذا، فقلت: يا رسول الله، أوإنا لمأخوذون بما نتكلم؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو قال على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم؟!!

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينه وبين الله حجاب.
فائدة:
هذا الحديث فيه الكثير والكثير مما يتعلق بفقه الأولويات في الدعوة وتقديم النصح والتربية والإرشاد، ويا حبذا لو أخذ به الدعاة وسلكوا طريق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوتهم، حتى وإن كان مثل هذا مع المسلمين أنفسهم؛ فيبدأون تدريجيا على غرار ما جاء في هذا الحديث الشريف، مع الوضع في الحسبان البيئة أو المكان، ومستوى الناس فيما يدعونهم إليه، وأن الترتيب في الدعوة لا يستلزم الترتيب في الوجوب كما أن الصلاة والزكاة لا ترتيب بينهما في الوجوب.
وإذا كان قد قدمت الشهادتين على الصلاة في هذا الحديث وقدمت الصلاة على الزكاة، ورتب ذلك كله على بعضه بالفاء، فلا يلزم من عدم الإتيان بالصلاة مثلا إسقاط الزكاة.
وقد قيل: " الحكمة في ترتيب الزكاة على الصلاة أن الذي يقر بالتوحيد ويجحد الصلاة يكفر بذلك فيصير ماله فيئا؛ فلا تنفعه الزكاة.. وتمامه أن يقال: بدأ بالأهم فالأهم، وذلك من التلطف في الخطاب؛ لأنه لو طالبهم بالجميع في أول مرة لم يأمن النفرة ".
من شرح الحديث من فتح الباري:

مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ـ عن أبي سفيان حدثني أشياخ منا قالوا: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين، إني غبت عن امرأتي سنتين فجئت وهي حُبلى، فشاور عمر رضي الله عنه ناسا في رجمها، فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، إن كان لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل، فاتركها حتى تضع، فتركها فولدت غلاما قد خرجت ثناياه، فعرف الرجل الشبه فيه فقال: ابني ورب الكعبة، فقال عمر رضي الله عنه: عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ، لولا معاذ لهلك عمر. وهذا إن ثبت ففيه دلالة على أن الحمل يبقى أكثر من سنتين وقول عمر رضي الله عنه في امرأة المفقود تربص أربع سنين يشبه أن يكون إنما قاله لبقاء الحمل أربع سنين والله أعلم
عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني قال: قلت لمعاذ بن جبل: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجو أن أصيبها منك ولا قرابة بيني وبينك، قال: فلأي شيء؟ قلت: لله، قال:
فجذب حبوتي ثم قال: أبشر إن كنت صادقا؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء.
ثم قال {أبو مسلم}: فخرجت فأتيت عبادة بن الصامت فحدثته بحديث معاذ فقال عبادة بن الصامت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن ربه تبارك وتعالى:
حقت محبتي على المتحابين في، وحقت محبتي على المتناصحين في، وحقت محبتي على المتزاورين في، وحقت محبتي على المتباذلين في، وهم على منابر من نور يغبطهم النبيون والصديقون بمكانهم.

عن معاذ بن جبل قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجت معه ألتمسه أسأل كل من مررت به فيقول: مر قبل، حتى مررت فوجدته يصلي فانتظرته حتى انصرف وقد أطال الصلاة، فقلت: لقد رأيتك طولت تطويلا ما رأيتك صليتها هكذا، قال: إني صليت صلاة رغبة ورهبة، سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي غرقا فأعطانيها، وسألته أن لا يسلط عدوا من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يلقي بأسهم بينهم فرد علي.
عن مكحول عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جنبوا مساجدكم مجانينكم وصبيانكم، ورفع أصواتكم وسل سيوفكم، وبيعكم وشراءكم، وإقامة حدودكم وخصومتكم، وجمروها يوم جمعكم، واجعلوا مطاهركم على أبوابها.
قربه من الرسول صلى الله عليه وسلم:
لزم معاذ بن جبل النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ هجرته الى المدينة فأخذ عنه القرآن وتلقى شرائع الاسلام حتى صار أقرأ الصحابة لكتاب الله وأعلمهم بشرعه وهو أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحسبه شهادة له قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- استقرئـوا القرآن من أربعـة من ابن مسعـود وسالم مولى أبي حذيفـة وأبي ومعاذ بن جبل ) وقوله – صلى الله عليه وسلم- وأعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل)
قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- يا مُعاذ، والله إني لأُحِبّك فلا تنْسَ أن تقول في عَقِب كل صلاة: اللهم أعِنّي على ذِكْرك وشكرك وحُسْن عبادتك ) ولقد حَـذِق معاذ الدرس وأجاد التطبيـق فقد لقيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذات صباح فسأله كيف أصبحت يا معاذ؟) قال أصبحت مؤمنا حقّا يا رسول الله ) قال النبي إن لكل حق حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟) قال معاذ ما أصبحت صباحا قط إلا ظننت أني لا أمْسي، ولا أمْسَيت مساء إلا ظننت أني لا أُصْبح، ولا خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتْبِعُها غيره، وكأني أنظر الى كل أمّة جاثية تُدْعى الى كتابه، وكأني أرى أهل الجنة في الجنة يُنَعَّمون، وأهل النار في النار يُعَذّبون ) فقال له الرسول عرفتَ فالزم)
إرساله الى اليمن:
وبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذ مع رسل ملوك اليمن يعلم الناس دينهم وأوصاه بأمور عدة
فقد سأله النبي -صلى الله عليه وسلم- بما تحكم يا معاذ؟) قال معاذ بكتاب الله )
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- فان لم تجد؟) قال معاذ بسنة رسول الله )
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- فان لم تجد؟) قال معاذ أجتهد رأي ولا آلو )
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله
فضله:
لقد كان عمـر بن الخطـاب -رضي اللـه عنه- يستشيـره كثيرا وكان يقول في بعـض المواطـن التي يستعيـن فيها برأي مُعاذ وفقهـه لولا معاذ بن جبـل لهلك عمـر
ولقد أجاد ابـن مسعـود وصفه حيـن قال إن معـاذاً كان أمِّـةً قانتـاً للـهِ حَنيف، ولقد كنّـا نُشَبِّـه معاذا بإبراهيـم عليـه السـلام
دخل ( عائذ الله بن عبد الله ) المسجد يوما مع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أول خلافة عمر فيحدثنا ويقول فجلست مجلسا فيه بضعٌ وثلاثون كلهم يَذْكرون حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي الحلقة شاب شديد الأُدْمَة حلو المنطق وضيء، وهو أشَبُّ القوم سِنّ، فإذا اشتبـه عليهم من الحديـث شيء رَدّوه إليه فَأفْتاهم، ولا يحدثهم إلا حين يسألونه، ولما قُضيَ مجلسهم دَنَـوْتُ منه وسَألْتُه من أنت يا عبد الله؟)قال أنا معاذ بن جبل )
ويقول ( أبو مسلم الخولاني ) دخلت مسجد حمص فإذا جماعة من الكهول يتوسّطهم شاب برّاق الثنايا صامت لا يتكلم، فإذا امْتَرَى القوم في شيء تَوَجَّهوا إليه يسألونه، فقلت لجليس لي من هذ؟) قال مُعاذ بن جبل ) فوقع في نفسي حُبُّه )
كما قال ( شهر بن حَوْشَب ) كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا تحدثوا وفيهم معاذ بن جبل، نظروا إليه هيبة له
حُبّ العلم:
وكان يرى العلم معرفة وعملا فيقول تعلموا ماشئتـم أن تتعلمو، فلن ينفعـكم الله بالعلم حتى تعْمَلوا )وكان يرى الإيمان بالله وذكره استحضارا دائما لعظمته ومراجعة دائمة لسلوك النفس، يقول الأسود بن هلال كُنّا نمشي مع مُعاذ، فقال لن: اجلسوا بنا نُؤْمِنْ ساعة )
طهارته:
مات الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعاذ بن جبل في اليمن، وفي خلافة أبي بكر رجِع معاذ الى اليمن، وكان عمر بن الخطاب قد علِمَ أن معاذاً أثرى فاقترح على الخليفة أبي بكر أن يشاطره ثروته وماله، ولم ينتظر عمر بل نهض مسرعا الى معاذ وأخبره، وقد كان معاذ -رضي الله عنه- طاهر الكف والذمّة، ولئن كان قد أثرى فإنه لم يكتسب إثما ومن ثم فقد رفض عرض عمر وناقشه رأيه، وتركه عمر وانصرف، وفي الغداة سارع معاذ الى عمر يلقاه ولا يكاد يراه حتى يعانقه ودموعه تسبق كلماته ويقول لقد رأيت الليلة في منامي أني أخوض حَوْمَة ماء، أخشى على نفسي الغرق، حتى جئت فخلصتني يا عمر )وذهبا معا الى أبي بكر وطلب معاذ إليه أن يشاطره ماله فقال أبو بكر لا آخذ منك شيئاً )فنظر عمر الى معاذ وقال له الآن حَلَّ وطاب )فما كان أبو بكر الورع ليترك لمعاذ درهما واحد، لو علم أنه أخذه بغير حق
أمانته وورعه:
كما أرسله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الى بني كلاب ليقسم فيهم أعطياتهم ويوزع على فقرائهم صدقات أغنيائهم فقام بواجبه خير قيام وعاد الى زوجـه بحلسه (ما يوضع على ظهر الدابة) الذي خرج به فقاـلت له امرأته أين ما جئت به مما يأتي به الولاة من هدية لأهليهـم؟) فقال معاذ لقد كان معي رقيب يقظ يحصي علي )فقالت امرأته لقد كنت أمينا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ثم جاء عمر فبعث معك رقيبا يحصي عليك )وشاعت ذلك عند نساء عمر وشكته لهن فبلغ عمر فأرسل الى معاذ وسأله أنا أرسلت معك رقيبا)فقال يا أمير المؤمنين لم أجد ما اعتذر به الا هذا وقصدت بالرقيب الله عزوجل )فأعطاه عمر شيئا وقال أرضها به)

معلما ثم واليا للشام:
وفي خلافة عمر -رضي الله عنه- أرسل اليه واليه على الشام يقول يا أمير المؤمنين ان أهل الشام قد كثروا وملأوا المدائن واحتاجوا الى من يعلمهم القرآن،ويفقههم في الدين، فأعني يا أمير المؤمنين برجال يعلمونهم)فأرسل اليه عمر من يعلمهم وكان أحدهم معاذ بن جبل -رضي الله عنه-فلما مات أمير الشام ( أبو عبيدة ) استخلفه أمير المؤمنين على الشام، ولم يمضِ عليه في الإمارة سوى بضعة أشهر حتى يلقى ربه منيب، وكان عمر بن الخطاب يقول لو اسْتَخْلفْت معاذ بن جبل فسألني ربي: لماذا استخلفته؟لقلت: سمعت نبيك يقول: إن العلماء إذا حضروا ربهم عزَّ وجل كان معاذ بين أيديهم )وهذا رأيه على خلافة المسلمين جميعا
نبذة من مواعظه وكلامه:

عن أبي إدريس الخولاني أن معاذ بن جبل قال إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والصغير والكبير والأحمر والأسود فيوشك قائل أن يقول ما لي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه حتى أبتدع لهم غيره إياكم وإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان يقول علي في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نورًا، قالوا: وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة؟ قال هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه فلا يثنكم فإنه يوشك أن يفيء ويراجع بعض ما تعرفون.

وعن عبد الله بن سلمة قال: قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني، قال وهل أنت مطيعي قال: إني على طاعتك لحريص قال: صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم.

وعن معاوية بن قرة قال: قال معاذ بن جبل لابنه: يا بني، إذا صليت فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبدًا واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين: حسنة قدمها وحسنة أخرها. وعن أبي إدريس الخولاني قال: قال معاذ: إنك تجالس قومًا لا محالة يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عند ذلك رغبات. رواهما الإمام أحمد.

ومن أقواله رضي الله عنه:
عن يزيد بن أبي مريم قال: مر عمر بمعاذ بن جبل فقال: ما قوام هذه الأمة؟ قال معاذ:
ثلاث وهن المنجيات: الإخلاص، وهو الفطرة فطرة الله التي فطر الناس عليها، والصلاة وهي الملة، والطاعة وهي العصمة، فقال عمر: صدقت.

عن ربيعة بن يزيد قال: قال معاذ بن جبل:
يفتح القرآن على الناس حتى يقرأه المرأة والصبي والرجل، فيقول الرجل: قد قرأت القرآن فلم أتبع، والله لأقومن به فيهم لعلي أتبع، فيقوم به فيهم فلا يتبع فيقول: قد قرأت القرآن فلم أتبع وقد قمت به فيهم فلم أتبع، لأحتظرن في بيتي مسجدا لعلي أتبع، فيحتظر في بيته مسجدا فلا يتبع، فيقول: قد قرأت القرآن فلم أتبع، وقمت به فيهم فلم أتبع، وقد احتظرت في بيتي مسجدا فلم أتبع، والله لآتينهم بحديث لا يجدونه في كتاب الله ولم يسمعوه عن رسول الله لعلي أتبع، قال معاذ: فإياكم وما جاء به؛ فإن ما جاء به ضلالة.

وفاته:
عن يزيد بن عميرة أن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة قالوا: يا أبا عبد الرحمن، أوصنا، قال: أجلسونى ثم قال: إن العمل والإيمان مظانهما من التمسهما وجدهما، والعلم والإيمان مكانهما من التمسهما وجدهما، فالتمسوا العلم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء، وعند سلمان الفارسي، وعند عبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه عاشر عشرة في الجنة.

ولما وقع الطاعون بالشام قال معاذ: اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم من هذا، فطعنت له امرأتان فماتتا، ثم طعن ابنه عبد الرحمن فمات، ثم طعن معاذ بن جبل فجعل يغشى عليه فإذا أفاق قال: اللهم غمني غمك فوعزتك إنك لتعلم أني أحبك، ثم يغشى عليه فإذا أفاق قال مثل ذلك.
وقال عمرو بن قيس: إن معاذ بن جبل لما حضره الموت قال: انظروا أصبحنا؟ فقيل:لم نصبح، حتى أتي فقيل: أصبحنا، فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، مرحبا بالموت مرحبا زائر حبيب جاء على فاقة.
اللهم تعلم أني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك، إني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمإ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.
مات سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمان وثلاثين سنة
في طاعون عمواس، و قبره رضي الله عنه بقصير خالد من عمل دمشق




باااارك الله فيكي



مها ام وفاء

باارك الله فيكي وجزاك الله كل خير
شكرا لمرورك الكريم




التصنيفات
منوعات

الصحابى الجليل الحسن بن علي .رضوان الله عليهما

الحسن بن علي

مقدمة هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، المدني الشهيد، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا، وهو سيد شباب أهل الجنة، فهو ابن السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه…
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لم يكن في ولد علي أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن، وقد سمّاه أبوه حربًا لكن النبي صلى الله عليه وسلم غيّر اسمه إلى "الحسن"، ويقال: إن الحسن و الحسين اسمان من أسماء أهل الجنة ما سمت العرب بهما في الجاهلية، وقد ولد الحسن رضي الله عنه في نصف رمضان سنة 3 هـ.
عن أنس رضي الله عنه قال: "لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي".
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته ظل الحسن بن علي رضي الله عنه يتربى على يد المصطفي صلى الله عليه وسلم ما يقرب ثمان سنوات، أفاض عليها النبي صلى الله عليه وسلم عليه فيها الخير الكثير، ورباه على عينه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه حبًا جمًا، وقد تولّى النبي صلى الله عليه وسلم تربيته منذ اليوم الأول لولادته، فاختار له هذا الاسم الحسن"الحسن"
وقد أذّن النبي صلى الله عليه وسلم في أذنه ليرسّخ في قلبه معاني عظمة الله عز وجل، وليطرد عنه الشيطان كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين…"، فالنبي صلى الله عليه وسلم يبدأ حياة الحسن رضي الله عنه بذكر الله عز وجل لتظل هذه الكلمات راسخة في قلبه وعقله، كما برّك النبي صلى الله عليه وسلم الحسن أي دعا له بالبركة، وحنّكه – والتحنيك أن يُمضغ التمر أو نحوه ثم يُدلك به حنك الصغير -.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداعب الحسن كثيرًا ويقبله ويعانقه حبًا له وعطفًا عليه مما يشعره بالارتباط الوثيق بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤصّل في الحسن رضي الله عنه منذ الصغر حب الإصلاح بين المسلمين ويربط هذا الأمر بالسيادة، فقد روى البخاري بسنده عن أبي بكرة رضي الله عنه أخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم الحسن فصعد به على المنبر فقال: "ابني هذا سيّد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين".
وقد تحققت هذه النبوءة التي تنبّأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك…
أهم ملامح شخصيته الحرص الشديد على وحدة الكلمة بين المسلمين وحقن الدماء:
جوانب العظمة والسمو البشري والأخلاقي في شخصية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه من الكثرة بمكان، لكن أهم ما يميّزه، وأبرز ما يظهر في معاملاته وسلوكياته، هو هذا الملمح العظيم في شخصيته، وهو الحرص الواضح والدائم على حقن دماء المسلمين ووحدتهم، ويكسو هذا الحرص حياة الحسن رضي الله عنه طولًا وعرضًا، ويؤكد ذلك المواقف الكثيرة التي عاشها الحسن رضي الله عنه وتعايش معها انطلاقًا من هذا المبدأ العظيم.
وهذا مشهد من معركة الجمل:
رُويَ عن محمد بن حاطب أنه قال: لما فرغنا من القتال يوم الجمل قام علي بن أبي طالب والحسن وعمّار بن ياسر وصعصعة بن صوحان والأشتر ومحمد بن أبي بكر يطوفون في القتلى فأبصر الحسن بن علي قتيلا مكبوبا على وجهه فرده على قفاه وقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون" هذا فرع قريش والله!
فقال أبوه : من هو يا بني قال : محمد بن طلحة!
قال : "إنا لله وإنا إليه راجعون" إن كان من علمته لشابا صالحا. ثم قعد كئيبا حزينا فقال الحسن يا أبت كنت أنهاك عن هذا المسير فغلبك على رأيك فلان وفلان!
قال: قد كان ذلك يا بني ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
فهذا الموقف يدل على أن الحسن رضي الله عنه كان قد أشار على أبيه بعدم الخروج إلى هذه الموقعة حقنًا لدماء المسلمين…
ولما اجتمع الناس إلى الحسن بن علي بالمدائن بعد قتل علي عليه السلام فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أن كل ما هو آت قريب وإن أمر الله واقع أذلا له، وإن كره الناس، وإني والله ما أحببت أن ألي من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم بما يزن مثقال حبة خردل يهراق فيها محجمة من دم منذ عقلت ما ينفعني مما يضرني، فالحقوا بمطيتكم.
وتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حقنًا لدماء المسلمين:
وعن مجالد بن سعيد عن الشعبي قال: خطبنا الحسن بن علي بالنخلة حين صالح معاوية فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن أكيس الكيس التقي وإن أعجز العجز الفجور وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية حق لامرئ وكان أحق بحقه مني أو حق لي فتركته لمعاوية إرادة استضلاع المسلمين وحقن دمائهم وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
لقد كان تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة وإبرامه الصلح مع معاوية رضي الله عنه بعد بضعة أشهر من مبايعته ـ أي الحسن ـ فاتحة خير على المسلمين إذ توحدت جهودهم، وسمي ذلك العام 41 هـ عام الجماعة، وعاد المسلمون للجهاد والفتوحات…
فهذه المواقف من حياته رضي الله عنه تدل دلالة واضحة على عمق هذا الأمر في نفسه، وتضحيته رضي الله عنه بكل ما يستطيع بُغية حقن الدماء ووحدة الكلمة بين المسلمين.
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم روى الإمام أحمد بسنده عن أبي الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي: ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة فألقيتها في في، فانتزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعابها فألقاها في التمر، فقال له رجل: ما عليك لو أكل هذه التمرة، قال: "إنا لا نأكل الصدقة".
وروى البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق من أسواق المدينة فانصرف فانصرفت فقال: "أين لكع؟" ثلاثا ادع الحسن بن علي فقام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السخاب – خيط من خرز يوضع في العنق كالقلادة – فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا فقال الحسن بيده هكذا فالتزمه فقال: "اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه" وقال أبو هريرة: فما كان أحد أحب إليّ من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال.
وروى مسلم بسنده قالت عَائِشَةُ رضي الله عنها: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ قَالَ: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا"
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فكان يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره وإذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعا رفيقا فإذا عاد عادا فلما صلى جعل واحدا ها هنا وواحدا ها هنا فجئته فقلت يا رسول الله ألا أذهب بهما إلى أمهما قال لا فبرقت برقة فقال: الحقا بأمكما فما زالا يمشيان في ضوئها حتى دخلا
وعن أبي فاختة قال: قال علي رضي الله عنه: زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبات عندنا والحسن والحسين نائمان فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قربة لنا فجعل يعصرها في القدح ثم جاء يسقيه فناول الحسن فتناول الحسين ليشرب فمنعه وبدأ بالحسن فقالت فاطمة يا رسول الله كأنه أحبهما إليك قال: "إنه استسقى أول مرة" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني وهذين" – وأحسبه قال – "وهذا الراقد" – – يعني عليا – "يوم القيامة في مكان واحد".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر فلما كان في الرابعة أقبل الحسن والحسين حتى ركبا على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم وضعهما بين يديه وأقبل الحسين فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر ثم قال أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة الا أخبركم بخير الناس خالا وخالة ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما هما الحسن والحسين جدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدتهما خديجة بنت خويلد وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعمهما جعفر بن أبي طالب وعمتهما أم هانيء بنت أبي طالب وخالهما القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالاتهما زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم جدهما في الجنة وأبوهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وخالاتهما في الجنة وهما في الجنة ومن أحبهما في الجنة
بعض المواقف من حياته مع الصحابة مع أبي بكر رضي الله عنه:
عن عقبة بن الحارث أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لقي الحسن بن علي رضي الله عنهما فضمه إليه وقال بأبي شبيه بالنبي ليس شبيه بعلي وعلي يضحك. المستدرك
مع أبي هريرة رضي الله عنه:
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال: كنا مع أبي هريرة فجاء الحسن بن علي بن أبي طالب علينا فسلم فرددنا عليه السلام ولم يعلم به أبو هريرة فقلنا له يا أبا هريرة هذا الحسن بن علي قد سلم علينا فلحقه وقال وعليك السلام يا سيدي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه سيد"
مع ابن عباس رضي الله عنه:
روى الإمام أحمد بسنده أن جنازة مرّت على الحسن بن علي وابن عباس رضي الله عنهما فقام الحسن وقعد ابن عباس رضي الله عنهما فقال الحسن لابن عباس: ألم تر إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرّت به جنازة فقام، فقال ابن عباس: بلى وقد جلس، فلم ينكر الحسن ما قال ابن عباس رضي الله عنهما.
مع معاوية رضي الله عنه:
في البخاري بسنده عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ اسْتَقْبَلَ وَاللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبَ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِنِّي لَأَرَى كَتَائِبَ لَا تُوَلِّي حَتَّى تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ أَيْ عَمْرُو إِنْ قَتَلَ هَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ مَنْ لِي بِأُمُورِ النَّاسِ مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ فَقَالَ اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَاعْرِضَا عَلَيْهِ وَقُولَا لَهُ وَاطْلُبَا إِلَيْهِ فَأَتَيَاهُ فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَتَكَلَّمَا وَقَالَا لَهُ فَطَلَبَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُمَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِنَّا بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَدْ عَاثَتْ فِي دِمَائِهَا قَالَا فَإِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ قَالَ فَمَنْ لِي بِهَذَا قَالَا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا إِلَّا قَالَا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَصَالَحَهُ فَقَالَ الْحَسَنُ وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ"
مع عمرو بن حريث:
عن عبد الله بن يسار أن عمرو بن حريث زار الحسن بن علي فقال له علي بن أبي طالب يا عمرو أتزور حسنا وفي النفس ما فيها قال نعم يا علي لست برب قلبي تصرفه حيث شئت فقال علي أما أن ذلك لا يمنعني من أن أؤدي إليك النصيحة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرئ مسلم يعود مسلما إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار كان حتى يمسي وأي ساعات الليل كان حتى يصبح… صحيح ابن حبان
مع سليمان بن صرد:
عن عمرو بن مرة قال جاء سليمان بن صرد إلى علي بن أبي طالب بعد ما فرغ من قتال يوم الجمل وكانت له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له علي خذلتنا وجلست عنا وفعلت على رؤوس الناس فلقي سليمان الحسن بن علي فقال ما لقيت من أمير المؤمنين قال قال لي كذا وكذا على رؤوس الناس فقال لا يهولنك هذا منه فإنه محارب فلقد رأيته يوم الجمل حين أخذت السيوف مأخذها يقول لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.

من مواقفه مع التابعين عن حميد بن هلال قال: تفاخر رجلان من قريش رجل من بني هاشم ورجل من بني أمية فقال هذا قومي أسخى من قومك وقال هذا قومي أسخى من قومك قال سل في قومك حتى اسأل في قومي فافترقا على ذلك فسأل الأموي عشرة من قومه فأعطوه مائة ألف عشرة آلاف عشرة آلاف قال وجاء الهاشمي إلى عبيد الله بن العباس فسأله فأعطاه مائة ألف ثم أتى الحسن بن علي رضوان الله عليهما فسأله فقال له هل أتيت أحدا من قومي قال نعم عبيد الله بن العباس فأعطاني مائة ألف فأعطاه الحسن بن علي مائة ألف وثلاثين الفا ثم أتى الحسين بن علي رضوان الله عليهما فسأله فقال هل أتيت أحدا قبل أن تأتينا قال نعم أخاك الحسن بن علي فأعطاني مائة ألف وثلاثين ألفا قال لو أتيتني قبل أن تأتيه لأعطيتك أكثر من ذلك ولكن لم أكن لأزيد على سيدي فأعطاه مائة ألف وثلاثين ألف قال فجاء الأموي بمائة ألف من عشرة وجاء الهاشمي بثلاثمائة ألف وستين ألفا من ثلاثة فقال الأموي سألت عشرة من قومي فأعطوني مائة ألف وقال الهاشمي سألت ثلاثة من قومي فأعطوني ثلاثمائة ألف وستين ألفا ففخر الهاشمي الأموي قال فرجع الأموي إلى قومه فأخبرهم الخبر ورد عليهم المال فقبلوه ورجع الهاشمي إلى قومه فأخبرهم الخبر ورد عليهم المال فأبوا أن يقبلوه وقالوا لم نكن لنأخذ شيئا قد أعطيناه.
وعن علي رضي الله عنه أنه خطب ثم قال: إن ابن أخيكم الحسن بن علي قد جمع مالا وهو يريد أن يقسمه بينكم فحضر الناس فقام الحسن فقال إنما جمعته لفقرائكم فقام نصف الناس فكان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس.
وعن عبد الله بن شداد أن الحسن بن علي مر براع يرعى فأتاه بشاة فأهداها له فقال له حر أنت أم مملوك فقال مملوك فردها عليه فقال إنها لي فقبلها منه ثم اشتراه واشترى الغنم وأعتقه وجعل الغنم له.

أثره في الآخرين عن الحسن بن علي قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت.
عن بشر بن غالب قال سأل ابن الزبير الحسن بن علي رضي الله عنهما عن المولود فقال: إذا استهل وجب عطاؤه ورزقه.
وعن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لا طلاق إلا من بعد نكاح
عن سوادة بن أبي الأسود عن أبيه قال: دخل علي الحسن بن علي رضي الله عنه نفر من أهل الكوفة وهو يأكل طعاما فسلموا عليه وقعدوا فقال لهم الحسن: الطعام أيسر من أن يقسم عليه الناس فإذا دخلتم على رجل منزله فقرب طعامه فكلوا من طعامه ولا تنتظروا أن يقول لكم هلموا فإنما يوضع الطعام ليؤكل قال فتقدم القوم فأكلوا ثم سألوه حاجتهم فقضاها لهم.
وعن بشر بن غالب قال سأل ابن الزبير الحسن بن علي عن الرجل يقاتل عن أهل الذمة فيؤسر قال ففكاكه من خراج أولئك القوم الذين قاتل عنهم
وعن عامر أن الحسن بن علي أُتي برجلين قتلا ثلاثة وقد جرح الرجلان فقال الحسن بن علي: على الرجلين دية الثلاثة ويرفع عنهما جراحة الرجلين.

بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفي صلى الله عليه و سلم روى الترمذي بسنده عن أبي الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي: ما حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة"
وروى النسائي بسنده عن أبي الحوراء قال قال الحسن علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر في القنوت اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت.
وروى الإمام أحمد بسنده عن الحسن بن علي عن أبيه رضي الله عنهما قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال: "يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة وشبابها بعد النبيين والمرسلين".
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني جبان وإني ضعيف، فقال: هلم إلى جهاد لا شوكة فيه؛ الحج صحيح الترغيب والترهيب

بعض كلماته روى الإمام أحمد بسنده عن عمرو بن حبشي قال خطبنا الحسن بن علي بعد قتل عليٍّ فقال لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبع مائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادمٍ لأهله.
لما بويع له رضي الله عنه بالخلافة قال: والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم قالوا: ما هي قال: "تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت" ولما تمت البيعة خطبهم.
وروى أنه رضي الله عنه كان يقول: العشاء قبل الصلاة يذهب النفس اللوامة.
ومن أقواله رضي الله عنه: رُفع الكتاب وجفّ القلم وأمور تقضي في كتاب قد خلا.
ومن كلماته رضي الله عنه: الدنيا ظل زائل.
وقيل للحسن بن على إن أبا زرٍ يقول: الفقر أحب إلى من الغنى والسقم أحب إلى من الصحة فقال: رحم الله أبا زر أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أن يكون في غير الحالة التي اختار الله له و هذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء.
وقال الحسن ذات يوم لأصحابه إنى أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني وكان عظيم ما عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه كان خارجا عن سلطان بطنه فلا يشتهى مالا يجد ولا يكثر إذا وجد وكان خارجا عن سلطان فرجه فلا يستخف له عقله ولا رأيه وكان خارجا عن سلطان جهله فلا يمد يدا إلا على ثقة المنفعة ولا يخطو خطوة إلا لحسنة وكان لا يسخط ولا يتبرم كان إذا جامع العلماء يكون على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على الصمت كان أكثرهم دهره صامتا فإذا قال يذر القائلين وكان لا يشارك في دعوى ولا يدخل في مراء ولا يدلى بحجة حتى يرى قاضيا يقول مالا يفعل ويفعل مالا يقول تفضلا وتكرما كان لا يغفل عن إخوته ولا يستخص بشيء منهم كان لا يكرم أحدا فيما يقع العذر بمثله كان إذا ابتدأه أمران لا يرى أيهما أقرب إلى الحق نظر فيما هو أقرب إلى هواه.
ومن كلماته رضي الله عنه لبنيه وبنى أخيه: تعلموا فإنكم صغار قوم اليوم وتكونوا كبارهم غدا فمن لم يحفظ منكم فليكتب.
وقال رضي الله عنه: أدبار السجود ركعتان بعد المغرب.
وجاء في المعجم الكبير للطبراني أن عليا رضي الله عنه سأل ابنه الحسن بن علي رضي الله عنه عن أشياء من أمر المروءة…
فقال: يا بني ما السداد؟ قال: يا أبة السداد دفع المنكر بالمعروف.
قال: فما الشرف؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة وموافقة الإخوان وحفظ الجيران.
قال: فما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المال.
قال: فما الدقة؟ قال: النظر في اليسير ومنع الحقير.
قال: فما اللوم؟ قال: إحراز المرء نفسه وبذله عرسه.
قال: فما السماحة؟ قال: البذل من العسير واليسير.
قال: فما الشح؟ قال: أن ترى ما أنفقته تلفا.
قال: فما الإخاء؟ قال: المواساة في الشدة والرخاء.
قال: فما الجبن؟ قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو.
قال: فما الغنيمة؟ قال: الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة.
قال: فما الحلم؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس.
قال: فما الغنى؟ قال: رضي النفس بما قسم الله تعالى لها وإن قل وإنما الغنى غنى النفس.
قال: فما الفقر؟ قال: شره النفس في كل شيء.
قال: فما المنعة؟ قال: شدة البأس ومنازعة أعزاء الناس.
قال: فما الذل؟ قال: الفزع عند المصدوقة.
قال: فما العي؟ قال: العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطبة.
قال: فما الجرأة؟ قال: موافقة الأقران.
قال: فما الكلفة؟ قال: كلامك فيما لا يعنيك.
قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في الغرم وتعفو عن الجرم.
قال: فما العقل؟ قال: حفظ القلب كلما استوعيته.
قال: فما الخرق؟ قال: معازتك إمامك ورفعك عليه كلامك.
قال: فما حسن الثناء؟ قال: إتيان الجميل وترك القبيح.
قال: فما الحزم؟ قال: طول الأناة والرفق بالولاة.
قال: فما السفه؟ قال: اتباع الدناءة ومصاحبة الغواة.
قال: فما الغفلة؟ قال: تركك المسجد وطاعتك المفسد.
قال: فما الحرمان؟ قال: تركك حظك وقد عرض عليك.
قال: فما المفسد؟ قال: الأحمق في ماله المتهاون في عرضه…
من مناقبه رضي الله عنه:
عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: لقد حج الحسن بن علي خمسا و عشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه. المستدرك

موقف الوفاة روي عن عمران بن عبد الله قال رأى الحسن بن علي فيما يرى النائم بين عينيه مكتوبا قل هو الله أحد فقصها على سعيد بن المسيب فقال: إن صدقت رؤياك فقد حضر أجلك. قال: فسُمّ في تلك السنة ومات رحمة الله عليه.
واتهام معاوية رضي الله عنه أو ابنه يزيد أو السيدة جعدة بنت الأشعث بن قيس بالوقوع في هذه الجريمة ليس له أي دليل صحيح، وينفيه الواقع وسير الأحداث، قال ابن تيمية: وأما قوله: معاوية سم الحسن، فهذا مما ذكره بعض الناس، ولم يثبت ذلك ببينة شرعية أو إقرار معتبر، ولا نقل يُجزم به، وهذا مما لا يمكن العلم به فالقول به قول بلا علم.
ويرى الدكتور الصلابي أن المتهم في ذلك هم السبئية أتباع عبد الله بن سبأ الذين وجّه لهم الحسن صفعة قوية عندما تنازل لمعاوية ووضع حدا للصراع، ثم الخوارج الذين قتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهم الذين طعنوا الحسن في فخذه، وربما أرادوا بذلك الانتقام لقتلاهم في النهراوان وغيرها.
وجاء الحسين وجلس عند رأس الحسن فقال: يا أخي من صاحبك؟ قال: تريد قتله؟ قال: نعم قال: لئن كان الذي أظن لله أشد نقمة وإن كان بريئا فما أحب أن يقتل بريء.
ولما حضر الحسن بن علي قال: أخرجوني إلى الصحن حتى أنظر في ملكوات السماوات – يعني الآيات – فأخرجوا فراشه فرفع رأسه، فنظر فقال: اللهم إني احتسبت نفسي عندك، فإنها أعز الأنفس علي، وفي رواية: اللهم إني أحتسب نفسي عندك، فإني لم أُصب بمثلها غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو نعيم: لما اشتد بالحسن بن على الوجع جزع فدخل عليه رجل فقال له يا أبا محمد ما هذا الجزع ما هو إلا أن تفارق روحك جسدك فتقدم على أبويك على وفاطمة وعلى جديك النبي صلى الله عليه وسلم وخديجة وعلى أعمامك حمزة وجعفر وعلى أخوالك القاسم الطيب ومطهر وإبراهيم وعلى خالاتك رقية وأم كلثوم وزينب قال فسرى عنه وفي رواية أن القائل له ذلك الحسين وأن الحسن قال له يا أخي إني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط قال فبكى الحسين رضي الله عنهما.
لما احتضر رضي الله عنه قال للحسين: أدفنوني عند أبى – يعنى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تخافوا الدماء، فإن خفتم الدماء فلا تهريقوا فيّ دمًا، ادفنوني في مقابر المسلمين فلما قبض تسلّح الحسين وجمع مواليه، فقال له أبو هريرة: أنشدك الله وصية أخيك فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دماء، وكان مروان بن الحكم قد عارض دفنه في جوار النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لا يدفن هناك أبدا، فلم يزل به أبو هريرة وجابر بن عبد الله وابن عمر، وعبد الله بن جعفر، والمسور بن مخرمة وغيرهم حتى رجع ثم دفنوه في بقيع الغرقد بجانب أمه الزهراء البتول، وكان قد صلى عليه سعيد بن العاص أمير المدينة يومئذ، وكانت وفاته رضي الله عنه سنة 49 من الهجرة وقيل سنة 50 عن 47 عامًا رضي الله عنه وأرضاه.

المراجع البداية والنهاية…………………. ……….. ابن كثير
أسد الغابة…………………… ………… ابن الأثير
حياة الصحابة………………….. ………. الإمام أحمد بن حنبل
أمير المؤمنين الحسن بن علي………………… د. علي محمد الصلابي




جزاك الله خير يالغلا



التصنيفات
منوعات

سيرة الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي

بسم الله الرحمن الرحيم

هو ذلك الصحابي الجليل(العلاء بن الحضرمي)..!!

سمه العلاء بن الحضرمي عبداله بن ضماد اليمني ,من حضرموت . اسلم قديما وابوه كان حليف حرب بني أميه

سيرته في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى المنذر بن ساوي العبدي بالبحرين وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المنذر كتابا يدعوه فيه الى الاسلام وأمر العلاء بجباية الزكاه وقد كتب له كتابا فيه فرائض الزكاه في الابل والبقر والغنم والثمار والاموال مصادقة له على ذلك وأمره ان يأخذ الزكاة من أغنيائهم فيردها الى فقرائهم وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معه نفرا فيهم ابوهريره وقال له (استوص به خيرا ) ثم عزله عن البحرين وبعث ابان بن سعيد عاملا فيها

سيرته في عهد ابو بكر رضي الله عنه

فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد بيعة بالبحرين وأقبل أبان بن سعيد الى المدينه وترك عمله فجمع ابو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي ودعاه وقال له اني وجدتك من عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ولَى فرأيت ان اوليك ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولاك فعليك بتقوى الله فخرج ابو العلاء الحضرمي في ستة عشر راكبا ومعه فرات بن حيان العجلي دليلا وكتب ابو بكر كتابا للعلاء بأن ينفر معه كل من مر به من المسلمين الى عدوهم فسار العلاء فيمن تبعه حتى نزل بحصن جواثا فقاتلهم _ولم يفلت منهم احد_ ثم أتى القطيف وبها جمع من العجم فقاتلهم فأصاب منهم طرفا وانهزموا فانضمت الأعاجم الى الزاره ,فأتاهم العلاء فنزل الخط على ساحل البحر فقاتلهم وحاصرهم الى ان توفي ابو بكر رضي الله عنه.

سيرته في عهد عمر رضي الله عنه

ولي عمر بن الخطاب أمر المسلمين وطلب اهل الزارة الصلح ,فصالحهم العلاء ثم عبر الى أهل دارين فقاتلهم فقتل المقاتله وحوى الذراري , وبعث العلاء عرفجه بن هرثمه الى أسياف فارس فقطع في السفن فكان أول من فتح جزيرة من أرض فارس واتخذ فيها مسجدا وأغار على باريخان والأسياف وذلك سنة أربع عشره.

دعائه

كان العلاء بن الحضرمي من سادات الصحابه العلماء العباد ,مجابي الدعوه اتفق له انه في غزو أهل الرده في البحرين انه نزل منزلا فلما استقر الناس على الأرض نفرت الابل بماعليها من زاد الجيش وخيامهم وشرابهم وبقوا على الأرض ليس معهم شيء سوى ثيابهم عليهم ولم يلحقوا منها على بعير واحد ,فركب الناس من الهم والغم مالايحد ولايوصف وجعل بعضهم يوصي على بعض وقد ضنوا الهلاك ,فنادى منادي العلاء فاجتمع الناس فخرج اليهم وقال ايها الناس الستم مسلمين . ألستم في سبيل الله . ألستم أنصار الله قالوا بلى فقال ابشروا فواله لايخذل الله من كان مثل حالكم ونودي بصلاة الفجر فصلى بالناس فلما قضى الصلاة جثى على ركبتيه وجثا ورائه جيشه وأخذ يدعو والجيش من ورائه حتى طلعت الشمس والناس ينظرون الى سراب الشمس يلمع مرة بعد اخرى وهو يجتهد بالدعاء فلما توقف اذا قد خلق الله الى جانبهم غديرا عظيما من الماء القراح فمشوا اليه فشربوا واغتسلوا فلما تعالى النهار اذا بالأبل قد أقبلت من كل فج ولم يفقد الجيش من متاعهم شيئا عليها فسقوها وقد أوشكوا اليأس منها ولما أقترب الجيش المؤمن باله من المرتدين نزل العلاء وباتوا متجاورين معهم وبينما هم في اليل اذا هم يسمعون أصواتا عاليه عند اعدائهم فأرسل العلاء عبداله بن حذف يأتيه بخبرهم فلما أتاهم وجدهم سكارى لايعقلون فرجع الي قائده وأخبره فركب العلاء من فوره والجيش معه فقتلوهم جميعهم واستولوا على أموالهم وحواصلهم وأثقالهم فكانت غنيمه عظيمه

ركوب البحر

وذهب مَنْ فرَّ أو أكثرهم في البحر إلى دارين ، ركبوا إليها السُّفن ، فقال العلاء بن الحضرمي اذهبوا بنا إلى دارين لنغزوَ مَنْ بها من الأعداء )000فأجابوه إلى ذلك سريعاً ، فسار بهم حتى أتى ساحل البحر ليركبوا في السفن ، فرأى أن الشُّقّة بعيدة لا يصلون إليها في السفن حتى يذهب أعداء الله ، فاقتحم البحر بفرسِه وهو يقول يا أرحم الراحمين !! يا حكيم يا كريم !! يا أحد يا صمد !! يا حيُّ يا مُحي !! يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام !! لا إله إلا أنت يا ربّنا !!)000
وأمر الجيش أن يقولوا ذلك ويقتحموا ، فعلوا ذلك ، فأجاز بهم الخليج بإذن الله تعالى يمشون على مثل رملةٍ دَمِثةٍ فوقها ماءٌ لا يغمر أخفاف الإبل ، ولا يصل إلى ركب الخيل ، ومسيرته للسفن يوم وليلة ، فقطعه إلى الساحل الآخر ، فقاتل عدوّه وقهرهم ، واحتاز غنائمهم000ثم رجع فقطعه إلى الجانب الآخر فعاد إلى موضعه الأول ، وذلك كله في يوم ، ولم يترك من العدو مخبراً ، ولم يفقد المسلمون في البحر شيئاً سوى عليقة فرس لرجل من المسلمين ومع هذا رجع العلاء فجاءه بها !!000

وقد قال عفيف بن المنذر في مرورهم في البحر
ألَمْ تَرَ أنّ الله ذَلّلَ بَحْرَهُ ***** وأنزلَ بالكُفّارِ إحدى الجلائلِ
دَعُوْناَ إلى شقِّ البحارِ فجاءنا ***** بأعْجَبَ مِنْ فَلْقِ البحار الأوائلِ

وقد كان مع المسلمين رجل من أهل هجر ، ( راهب ) فأسلم حينئذ ، فقيل له ما دعاك إلى الإسلام ؟)000فقال خشيتُ إن لم أفعل أن يمسخني الله ، لما شاهدت من الآيات !! وقد سمعت في الهواء قبل السَّحر دعاءً { اللهم أنت الرحمن الرحيم ، لا إله إلا أنت ، ولا إله غيرك ، والبديع الذي ليس قبلك شيء ، والدائم غير الغافل ، والذي لا يموت ، وخالق ما يُرى وما لا يُرى ، وكل يوم أنت في شأن ، وعلمت اللهم كل شيئاً علماً } فعلمتُ أن القوم لم يُعانوا بالملائكة إلا وهم على أمر الله )000فحسُنَ إسلامه وكان الصحابة يسمعون منه000

كتاب عمر

كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي وهو بالبحرين أن سِرْ إلى عُتبة بن غزوان فقد وَلّيتُك عملهُ ، واعلم أنّك تقدم على رجل من المهاجرين الأوّلين الذين سبقت لهم من الله الحُسْنَى ، لم أعزِلْهُ إلا أن يكون عفيفاً صليباً شديد البأس ، ولكنّي ظنتُ أنّك أغنى عن المسلمين في تلك الناحية منه فاعرف له حقّه ، وقد ولّيتُ قبلك رجلاً فمات قبل أن يصلي ، فإن يُرد الله أن تَليَ وَليتَ وإن يُرد الله أن يَليَ عُتبة ، فالخلق والأمر لله رب العالمين ، واعلم أن أمر الله محفوظ بحفظه الذي أنزله ، فانظر الذي خُلِقْتَ له فاكْدَح له ودَعْ ما سواه ، فإن الدنيا أمدٌ والآخرة مدَدٌ ، فلا يشغلنّك شيءٌ مُدْبِرٌ خيره عن شيءٍ باقٍ شرّه ، واهرب إلى الله من سخطه ، فإن الله يجمع لمن شاء الفضيلة في حُكمه وعلمه ، نسأل الله لنا ولك العونَ على طاعته والنّجاة من عذابه )000

فخرج العلاء بن الحضرمي من البحرين في رهط منهم أبو هريرة وأبو بكرة ، فلمّا كانوا بلِياسٍ قريباً من الصِّعاب ، وهي من أرض بني تميم مات العلاء بن الحضرمي ، فرجع أبو هريرة إلى البحرين ، وقدم أبو بكرة إلى البصرة000

أبوهريرة

قال أبوهريرة -رضي الله عنه- : بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع العلاء بن الحضرمي ، وأوصاه بي خيراً ، فلما فصلنا قال لي إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أوصاني بك خيراً ، فانظُرْ ماذا تحبّ ؟)…فقلتُ تجعلني أوذّن لك ، ولا تسبقني بأمين )..فأعطاه ذلك..!!

كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول رأيتُ من العلاء بن الحضرمي ثلاثة أشياء لا أزال أحبّه أبداً ، رأيته قطع البحر على فرسه يوم دارين !!… وقدم من المدينة يريد البحرين فلمّا كان بالدَّهناء نفِدَ ماؤهم ، فدعا الله تعالى لهم ، فنبع لهم من تحت رَمْلَةٍ فارتَوَوْا وارتحلوا ، وأُنْسِيَ رجلٌ منهم بعض متاعه ، فرجع فأخذه ولم يجد الماء !!

وخرجتُ معه من البحرين إلى صفّ البصرة ، فلمّا كنّا بلياس مات ، ونحن على غير ماءٍ ، فأبدى الله لنا سحابةً فمُطرنا ، فغسّلناه وحفرنا له بسيوفِنَا ، ولم نُلحِد له ودفنّاه ومضينا ، فقال رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دفنّاه ولم نلحد له)…فرجعنا لِنُلْحِد له فلم نجد موضع قبره ، وقدم أبو بكرة




بارك الله فيك



الله يجزاك خير



أم ورد*** لمورة الأمورة

خليجية




التصنيفات
منوعات

أغتيال الشيخ المجاهد عبد الجليل الفهداوي بغداد

أغتيال الشيخ المجاهد عبد الجليل الفهداوي بغداد

مساجد العراق خاص:

اغتيل صباح اليوم "الشيخ المجاهد الدكتور عبد الجليل الفهداوي" نائب رئيس مجلس علماء العراق أمام منزلة في العامرية غربي بغداد

وافاد مندوبنا : ان المجرمين فتحوا اسلحتهم الرشاشة باتجاه سيارة الشيخ اثناء خروجه من المنزل متوجها الى مقر عمله كمعاون عميد في كلية العقيدة في الجامعة الاسلامية ما ادى الى استشهاده في الحال وسائقه وحارسه الشخصي.

والشيخ المجاهد كان عنوانا للأعتدال والدعوة الى الله والتمسك بمعاني الاسلام العالية في الدفاع عن قيم الحق والفضيلة ولم يخش في الحق يوماً لومة لائم، بالاضافة الى سيرته العلمية والدعوية في مساجد العراق على مدار ثلاثين عاماً وتقديمه الافتاء الشرعي للناس من خلال برامج تلفزيونية ومقابلات صحفية .

فإنا لله وإنا اليه راجعون .




مشكوره على الموضوع الرائع



التصنيفات
منتدى اسلامي

الصحاي الجليل حذيفة بن اليمان نذة عن حياتة

بسم الله الرحمن الرحيم

حذيفة بن اليمان

حذيفة بن اليَمان بن جابر العبسي وكنيته أبا عبد الله وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، جاء ‏حذيفة هو وأخـوه ووالدهمـا الى رسـول الله واعتنقوا الإسلام ولقد نما رضي الله عنه في ظل هذا الديـن ، وكانت ‏له موهبـة في قراءة الوجوه و السرائر ، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن ومسالك الشرور ليتقيها ، ‏فقد جاء الى الرسول يسأله : يا رسول الله ان لي لسانا ذربا على أهلي وأخشى أن يدخلني النار…
فقال له النبي: ‏فأين أنت من الاستغفار؟؟…اني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة . ‏

*******
يوم أحد ‏
لقد كان في ايمانه رضي الله عنه وولائه قويا ، فها هو يرى والده يقتل خطأ يوم أحد بأيدي مسلمة ، فقد رأى ‏السيوف تنوشه فصاح بضاربيه: أبي، أبي، انه أبي !!…ولكن أمر الله قد نفذ ، وحين علم المسلمون تولاهم ‏الحزن والوجوم ، لكنه نظر اليهم اشفاقا وقال: يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين…ثم انطلق بسيفه يؤدي ‏واجبه في المعركة الدائرة…وبعد انتهاء المعركة علم الرسول صلى الله عليه و آله وسلم بذلك ، فأمر بالدية عن ‏والد حذيفة حسيل بن جابر ولكن تصدق بها حذيفة على المسلمين، فزداد الرسول له حباً وتقديراً… ‏

*******
غزوة الخندق
عندما دب الفشل في صفوف المشركين وحلفائهم واختلف أمرهم وفرق الله جماعتهم ، دعا الرسول صلى الله عليه ‏و آله وسلم حذيفة بن اليمان ، وكان الطقس باردا والقوم يعانون من الخوف والجوع ، وقال له: يا حذيفة ، اذهب ‏فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون , ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا !…فذهب ودخل في القوم ، والريح وجنود الله ‏تفعل بهم ما تفعل لاتقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء ، فقام أبوسفيان فقال: يا معشر قريش ، لينظر امرؤ من جليسه ‏؟…
قال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذي كان الى جنبي فقلت: من أنت ؟
قال: فلان بن فلان…فأمن نفسه ‏في المعسكر ، ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش ، انكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف ، ‏وأخلفتنا بنوقريظة ، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، ما تطمئن لنا قدر ، ولا تقوم لنا نار ، ‏ولا يستمسك لنا بناء ، فارتحلوا فاني مرتحل…ثم نهض فوق جمله ، وبدأ المسير، يقول حذيفة: لولا عهد رسول ‏الله صلى الله عليه و آله وسلم الي الا تحدث شيئا حتى تأتيني، لقتلته بسهم…وعاد حذيفة الى الرسول الكريم ‏حاملا له البشرى… ‏

*******
خوفه من الشر
كان حذيفة رضي الله عنه يرى أن الخير واضح في الحياة ، ولكن الشر هو المخفي ، لذا فهو يقول:… ‏
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني… ‏
قلت: يا رسول الله ، انا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟…
قال: نعم ‏‏… ‏
قلت: فهل من بعد هذا الشر من خير ؟…
قال: نعم، وفيه دخن… ‏
قلت: وما دخنه ؟…
قال: قوم يستنون بغير سنتي ، ويهتدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر… ‏
قلت: وهل بعد ذلك الخير من شر ؟…
قال: نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم اليها قذفوه فيها… ‏

*******
المنافقون
كان حذيفة رضي الله عنه يعلم أسماء المنافقين ، أعلمه بهم رسول الله صلى الله عليه و آله. ‏
وكان عمر إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة ، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، وإن لم يحضر حذيفة ‏الصلاة عليه لم يحضر عمر… ‏
آخر ما سمع من الرسول ‏
عن حذيفة قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في مرضه الذي توفاه الله فيه ، فقلت: يا رسول الله ، ‏كيف أصبحت بأبي أنت وأمي؟!…فردَّ عليّ بما شاء الله ثم قال: يا حذيفة أدْنُ منّي…فدنوتُ من تلقاء ‏وجههِ، قال: يا حُذيفة إنّه من ختم الله به بصومِ يومٍ ، أرادَ به الله تعالى أدْخَلَهُ الله الجنة ، ومن أطعم جائعاً أراد به ‏الله ، أدخله الله الجنة ، ومن كسا عارياً أراد به الله ، أدخله الله الجنة…
قلتُ: يا رسول الله ، أسرّ هذا الحديث أم ‏أعلنه…
قال: بلْ أعلنْهُ…فهذا آخر شيءٍ سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم… ‏

*******
أهل المدائن
خرج أهل المدائن لاستقبال حذيفة عند عُين والياً عليها ، فأبصروا أمامهم رجلا يركب حماره ‏على ظهره اكاف قديم ، وأمسك بيديه رغيفا وملحا ، وهو يأكل ويمضغ ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه ‏الوالي حذيفة بن اليمان المنتظر ، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك ، وحين رآهم حذيفة يحدقون به قال لهم: ‏اياكم ومواقف الفتن…
قالوا: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟…
قال: أبواب الأمراء ، يدخل أحدكم على ‏الأمير أو الوالي ، فيصدقه بالكذب ، ويمتدحه بما ليس فيه…فكانت هذه البداية أصدق تعبير عن شخصية الحاكم ‏الجديد ، ومنهجه في الولاية.‏

*******
معركة نهاوند
‏في معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفا ، اختار الخليفة عمر لقيادة الجيوش ‏المسلمة النعمان بن مقرن ثم كتب الى حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة ، وأرسل عمر للمقاتلين ‏كتابه يقول: اذا اجتمع المسلمون ، فليكن كل أمير على جيشه ، وليكن أمير الجيوش جميعا النعمان بن مقرن ، فاذا ‏استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة ، فاذا استشهد فجرير بن عبد الله…وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى ‏سمى منهم سبعة… ‏
والتقى الجيشان ونشب قتال قوي ، وسقط القائد النعمان شهيدا ، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة ‏يرفعها عالياً وأوصى بألا يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة ، ودعا نعيم بن مقرن فجعله مكان أخيه ‏النعمان تكريما له ، ثم هجم على الفرس صائحا: الله أكبر: صدق وعده ، الله أكبر: جنده…ثم نادى ‏المسلمين قائلا: يا أتباع محمد ، ها هي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم ، فلا تطيلوا عليها الانتظار…وانتهى ‏القتال بهزيمة ساحقة للفرس… ‏
وكان فتح همدان والريّ والدينور على يده ، وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين ، وتزوّج فيه… ‏

*******
إختياره للكوفة
أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذىً بليغاً ، فكتب عمر لسعد بن أبي وقاص كي يغادرها فورا بعد أن يجد ‏مكانا ملائما للمسلمين ، فوكل أمر اختيار المكان لحذيفة بن اليمان ومعه سلمان بن زياد ، فلما بلغا أرض الكوفة ‏وكانت حصباء جرداء مرملة، قال حذيفة لصاحبه: هنا المنزل ان شاء الله وهكذا خططت الكوفة وتحولت الى ‏مدينة عامرة، وشفي سقيم المسلمين وقوي ضعيفهم… ‏

*******
وفاته
لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً، فقيل: ما يبكيك ؟…
فقال: ما أبكي أسفاً على ‏الدنيا، بل الموت أحب إليّ ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ… ‏
ودخل عليه بعض أصحابه ، فسألهم: أجئتم معكم بأكفان؟…
قالوا: نعم…
قال: أرونيها…فوجدها جديدة ‏فارهة ، فابتسم وقال لهم: ما هذا لي بكفن ، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص ، فاني لن أترك في ‏القبر الا قليلا ، حتى أبدل خيرا منهما ، أو شرا منهما…ثم تمتم بكلمات: مرحبا بالموت ، حبيب جاء على شوق ، ‏لا أفلح من ندم…وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن ، وبعد ‏مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة.
فرضي الله عنه وأرضاه .




بارك الله فيك



uuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuu
نورتي الصفحة
uuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuu



التصنيفات
منتدى اسلامي

أفضل مقطع للقارئ خالد الجليل

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

هذا واحد من افضل الاصوات التي سمعتها للقارئ خالد الجليل

http://www.gulfup.com/dow.php?id=2w0l9sku4ge80o0

لا تنسونا من دعائكم