التصنيفات
منتدى اسلامي

سوف تبكي بالنهاية

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طفلة سعودية عمرها 14 سنة اسلم على يدها الكثير

اتمنى ان تقرأوها وكانكم تسمعوها من لسان والدتها
سأروي لكم بالتفصيل قصة افنان على لسان والدتها
بدايتها
تقول والدة افنان : حينما كنت حاملا بابنتي افنان
راى والدي في منامه عصافير صغيره تطير في السماء
وبينهم كانت تطير حمامه بيضاء وجميله جدا
طارت الى بعيد وارتقت بالسماء
>>
>> وسالت والدي عن تفسيره فأخبرني
>> ان العصافير هم اولادي
>> واني سأنجب فتاة تقيه ….؟؟
>> ولم يكمل
>> وانا لم استفسر عن تأويل هذه الرؤيا
>> وبعدها انجبت ابنتي افنان
>> وكانت تقيه بالفعل وكنت ارى فيها المراة الصالحه منذ طفولتها
>>>>
>> وبعد ان اصبحت بالصف الرابع الابتدائي
>>
>> ابتعدت عن كل مايغضب الله
>> فرفضت الذهاب الى الملاهي او الى الزواجات
>> وحتى لو كان قريباً جداً
>> وكانت متعلقة بدينها غيورة عليه
>> محافظه على صلواتها وعلى السن
>> وعندما وصلت الى المرحله المتوسطه
>> بدأت مشروعها في الدعوة الى الله
>> وكانت ماترى منكرأ الا انكرته
>> وتأمر بالمعروف وتحافظ على
>>حجابها
>> وهي لم يجب عليها بعد.
>>
>> بداية الدعوه الى الله
>>
>> وكان اول من أسلم على
>>يدها هي خادمتنا (السيرلانكيه)
>> تقول والدة افنان:
>> حين انجبت ابني الصغير (عبدالله)
>> واضطرت لأستقدام خادمه لتعتني به في غيابي لاني موظفه
>> وكانت ديانتها ( مسيحيه)
>> وبعد ان علمت افنان ان الخادمه غير مسلمه غضبت
>> وجائتني ثائره وهي تقول :
>> امي كيف تلمس ملابسنا وتغسل او انينا
>> وتعتني بأخي وهي كافره
>>؟؟؟
>> انا مستعده لاترك مدرستي
>> واقوم بخدمتكم اربع وعشرين ساعه
>> ولا تخدمنا كافره ! !
>> ولم اعطها اي اهتمام لحاجتي الملحه لتلك الخادمه
>> وبعدن شهرين فقط
>> وجائتني الخادمه وهي فرحه
>> وتقول : ماما انا خلاص في مسلم افنان علمتني الاسلام
>> وفرحة جدا لهذا الخبر
>>
>> اول واخر زواج حضرته
>>
>> وحينما كانت افنان في الصف الثالث المتوسط
>> طلب منها عمها الحضور لحفل زفافه واصر عليها
>> والا فانه لن يرضى عنها طيلة حياته
>> وافقت افنان على طلب عمها بعد الحاحه الشديد ولانها كانت تحبه
>>كثيرا
>> واستعدت افنان لهذا الزواج ولبست له فستان ساتر باكمام
>> وضعت لها تسريحة بسيطه وكانت غاية في الجمال
>> كانت افنان شديدة الجمال وكل من يراها ينبهر بجمالها
>> لازلت اذكر شعرها حينما تلفه كان طويلا وكثيرا
>> الجميع انبهر بها ويسألني من هذه ؟؟؟ولماذا اخفيتها عنا طيلة هذه
>>المده

>>
>> وبعد زواج عمها بفتره بسيطه احست افنان بالم شديد في رجلها
>> وكانت تخفي عنا هذه الالم وتقول الم بسيط في رجلي
>>
>> وبعد شهر ين اصبحت (تعرج) وحينما سالناها
>> قالت الم بسيط سيزول …ان شاء الله
>> وبعد شهر اصبحت عاجزه كلياً عن المشي
>> اخذناها للمستشفى وتم عمل الفحوصات الازمه والاشعه
>> وفي احد الغرف في ذلك المستشفى الكبير
>> كان هناك انا والد افنان وعمها
>> ودكتور (تركي)
>> ومترجم وممرضه (غير مسلمين)
>> وافنان مستلقيه على السرير
>> وكان الدكتور والمترجم لاينظرون الينا
>> ويكلمون افنان
>> اخبرها الدكتور انها مصابة بالسرطان في رجلها
>> وانها سوف تعطى ثلاث ابر كيماوي
>> وسيسقط شعرها وحواجبها كلها
>> صعقت لهذا الخبر انا والدها وعمها
>> وجلسنا نبكي بحرقه
>> اما افنان فوضعة يديها على فمها وهي فرحه وتقول
>> الحمد لله …الحمدلله …الحمدلله
>> قربتها من صدري وانا ابكي افنان وش فيك؟؟
>> قالت : يمه الحمدلله المصيبه فيني وليست في ديني (الله اكبر) >> واخذت تحمد الله بصوت عالي والجميع ينظرون اليها بدهشه!!
>> استصغرت نفسي وانا ارها طفلتي الصغيره وقوة ايمانها
>> ومدى ضعف ايماني
>> كل من كان معنا تاثر من هذا الموقف
>> ومن قوة ايمانها
>> اما الدكتور والمترجم والممرضه فقد اعلنوا اسلامهم

لله درها من فتاة
>>
>> رحلة العلاج والدعوه الى الله
>>
>> قبل ان تبدا افنان جلساتها بالكيماوي
>> طلب منها عمها ان يحضر لها ( كوافيره)
>> لتقص لها شعرها قبل ان يسقط بالعلاج
>> فرفضت وبشدة حاولت انا اقناعها لتلبية رغبة عمها
>> ولكن كانت ومازالت ترفض واصريت عليها ومازالت ترفض
>> وهي تقول : لاأريد انا احرم اجر كل شعره تسقط من رأسي!!
>>
>> انطلقنا انا وزوجي وافنان في اول طائره الى امريكا لعلاج افنان
>>
>>وعندما وصلنا هناك قابلتنا دكتوره امريكيه كانت تشتغل بالسعوديه منذ خمسة عشر سنه
>>وتقن بعض الكلمات العربيه حينما راتها افنان سألتها : هل انتي مسلمه..؟
>> فقالت لا …
>> اخذتها افنان الى احد الغرف وجلست تدعوها الى الاسلام
>> جائتني الدكتوره وقد امتلاءت عيناها بالدموع وقالت
>> انها منذ خمسة عشر سنه بالسعوديه
>>لم يدعوها احد للإسلام وهنا تاتي هذه الصغيره واسلم على يدها (الله اكبر)
>>في امريكا اخبرونا انه لا علاج لها غير بتر رجلها خشية ان يصل السرطان الى رئتها
>> ويقضي عليها افنان لم تخش البتر بل كانت تخاف على مشاعر والديها
>>
>> وفي احد الايام كانت افنان تحدث احد صديقاتها (رانيا)
>> وكانت تسألها : وش رايك اخليهم يبترون رجلي ؟؟
>> فحاولت ان تطمئنها وانه يمكن ان يضعون لها رجل بديله
>>فأجابتها وقالت بالحرف الواحد : انا ماهمتني رجلي بس ودي اذا حطوني بقبري اكون كامله >>
>> تقول رانيا اني بعد اجابة افنان احسست باني صغيره امامها لافقه
شي
>>كان تفكيري كله كيف ستعيش وكان تفكيرها ارقى من ذلك كانت تفكر كيف ستموت !!
>>
>>عدنا الى الرياض بعد ان بترنا رجل افنان وكانت المفاجئه ان السرطان وصل الى الرئتين!!
>> وكانت حالتها ميؤس منها
>> بالمستشفى لم يكن يسمع صوت الاذان
>> وكانت حالتها شبه غيبوبه
>>وبمجرد دخول وقت الصلاة تستيقظ من غيبوبتها وتطلب الماء ثم تتوضاء وتصلي دون ان يوقظها احد!!
>>
>> اخر ايام افنان
>>
>>اخبرنا الاطباء انه لاجدوى من وجودها بالمستشفى فكلها يوم او اثنان وستفارق الحياة
>>وانه بإمكاننا ان نأخذها للبيت وكنت اود ان تقضي ابنتي ايامها الاخيره في بيت امي بجانبي
>>وفي بيت امي كانت تنام افنان في تلك الغرفه الصغيره كنت اجلس الى جانبها في بعض الاحيان واتحدث معها
>> وفي احد الايام حضرت زوجت عمها لزيارتها واخبرتها انها بالغرفة
نائمه
>> وحين دخلت للغرفه صعقت ثم اغلقت الباب فخفت ان يكون حدث لافنان امر
>>
>>سالتها ولم تخبرني لم اتمالك نفسي فذهبت اليها وحين فتحت الغرفه
>>اذهلني مارايت
>> كانت الانوار مطفئه وجه افنان يشع نورا في وسط الظلام راتني ثم
>>ابتسم ت وقالت : امي تعالي ساخبرك برؤيا رايتها
>> وقلت :خيرا ان شاء الله
>> قالت: لقد رايت اني عروس في يوم زفافي وكنت ارتدي فستان ابيض كبير
>>وانتي واهلي كلكم حولي كلهم كانوا فرحين بزواجي الا انتي يامي
>> وسالتها وماذا تظنين تفسير رؤياك
>> قالت اضن باني ساموت وكلهم سينسوني وسيعيشون حياتهم فرحين
>>الا انتي يامي فستظلين تذكريني وتحزنين على فراقي
>>
>>وصدقت افنان انا الان وانا اقول القصه احترق في داخلي وكل ماتذكرتها حزنت عليها
>>
>> وفي احد الايام كنت جالسة بقرب افنان انا والدتي
>> وكانت افنان مستلقيه على سريرها
>> ثم استيقظت وقالت: امي اقتربي مني اريد ان اقبلك
>> فقبلتني ثم قالت اريد ان اقبل خدك الثاني فاقتربت منها وقبلتني
>> وعادت تستلقي على سريها
>>
>> قالت لها والدتي : افنان قولي لاإاله إلا الله
فقالت : اشهد ان لا إله إلا الله..
>> ثم توجهت الى القبله وقالت اشهد ان لا إله الا الله ونطقتها عشر
مرات
>>ثم قالت اشهد ان لا إاله الا الله واشهد ان محمد رسول الله وخرجت
روحها..
رائحة مسك
اصبحت الغرفه تعم برائحه المسك
لمدة اربع ايام ولم استطع ان اتحمل وخافوا اهلي علي وعلى نفسيتي
وطيبوا الغرفه
لكي لاحس بانها رائحة افنان .

>>

نسأل الله لنا ولكم حسن الختام

وبعد ان قراتم قصة افنان واستفدتم منها فلا تبخلوا احبتي بنشرها لكل
من عرفتم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم انا نسألك حسن الخاتمة
وان تجعل اخر كلامنا من الدنيا
ان لا اله الا الله محمد رسول الله

اللهم توفنا وانت راض عنا ياذا الاجلال ولاكرام

و

احسن لنا خاتمتنا واقطفنا قطف الريحان

من مواضيعي:




اللهم أرزقنا حسن الخاتمة

وأجعل خير أيامنا خواتيمها




الله اكبر
اللهم ارحمها وارزقها فسيح جنانك
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة يارب



يسلمو يا عسل



الله يرحمها ويغمد روحها للجنه. :a2:

هذي عز البنت مو بنات اليوم لاحول ولاقوة إلا بالله البنت لا صلاه ولا مخافه من الله :a3:………..
يالله حسن الخاتمه……….




التصنيفات
قصص و روايات

نحن اليوم مع قصه النهاية 00 نعم النهاية التي لطالما غفلنا أو تغافلنا عنها مشوقة

نحن اليوم مع قصه النهاية 00 نعم النهاية التي لطالما غفلنا أو تغافلنا عنها مع أننا مستيقنين بها . إنها الحظات الأخيرة من عمر لعله يكون طويلا أو قصيرا..

أنها الحظات التي قال المولى عز وجل : { كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق } . نعم عباد الله إنه الفراق … إنه ليس فراقا عاديا وليست رحله عاديه يودع فيها المرء أهله وذويه فترة ثم يعود إليهم وليست تجربه حرة يؤديها الإنسان فإن فشل فيها لجأ إلى غيرها حتى يرتاح إلى نتائجها .إنها تجربة نادرة مع المرء .. ورحلة إلى عالم آخر وفراق في غاية الألم والحرقة .

إنها لحظات تكون فيها حالة الزفير أطول من الشهية ويضيق مجرى التنفس حتى وكأن المرء بتنفس من ثقب إبرة والمهم هنا وقبيل توديع الحياة في الحظات الأخيرة .. في الدقائق الأخيرة من العمر .. بماذا يتلفظ الإنسان ؟

مما يشار إليه هنا أن المرء لا يقدر أن يتلفظ بما خط له في حياته ولا يستطيع أن يقول الكلمات التي دبلجها سابقا الله اكبر ما أعظمها من لحظات .

——————————————————————————–

القصة الأولى

إنه يقرأ القرآن

شخص يسير بسيارته سيراً عادياً , وتعطلت سيارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة . ترجّل من سيارته لإصلاح العطل في أحد العجلات وعندما وقف خلف السيارة لكي ينزل العجلة السليمة . جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف .. سقط مصاباً إصابات بالغة .
يقول أحد العاملين في مراقبة الطرق : حضرت أنا وزميلي وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله شاب في مقتبل العمر .. متديّن يبدو ذلك من مظهره . عندما حملناه سمعناه يهمهم .. ولعجلتنا لم نميز ما يقول , ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا .. سمعنا صوتاً مميزاً إنه يقرأ القرآن وبصوتٍ ندي .. سبحان الله لا تقول هذا مصاب .. الدم قد غطى ثيابه .. وتكسرت عظامه . بل هو على ما يبدو على مشارف الموت .
استمرّ يقرأ القرآن بصوتٍ جميل .. يرتل القرآن .. لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة . أحسست أن رعشة سرت في جسدي وبين أضلعي . فجأة سكت ذلك الصوت .. التفت إلى الخلف فإذا به رافعاً إصبع السبابة يتشهد ثم انحنى رأسه قفزت إلي الخلف .. لمست يده .. قلبه .. أنفاسه . لا شيء فارق الحياة .
نظرت إليه طويلاً .. سقطت دمعة من عيني..أخفيتها عن زميلي.. التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات.. انطلق زميلي في بكاء.. أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف.. أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثر.
وصلنا المستشفى.. أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل.. الكثيرون تأثروا من الحادثة موته وذرفت دموعهم.. أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه.. الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يُصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه.اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى.. كان المتحدث أخوه.. قال عنه.. إنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة قي القرية.. كان يتفقد الأرامل والأيتام.. والمساكين.. كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية.. وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين..وحتى حلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها..وكان يرد على من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريق..إني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته.. وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية.. وإني أحتسب عند الله كل خطوة أخطوها..
من الغد غص المسجد بالمصلين .. صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة .. وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلى المقبرة .. أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة ..
استقبل أول أيام الآخرة . وكأني استقبلت أول أيام الدنيا *

الزمن القادم عبد الملك القاسم .

——————————————————————————–

القصة الثانية

وهذا شابٌ في سكرات الموت يقولون له : قل لا إله إلا الله .فيقول: أعطوني دخاناً. فيقولون: قل لا إله إلا الله .
فيقول: أعطوني دخاناً. فيقولون : قل لا إله إلا الله عله يختم لك بها. فيقول : أنا برئٌ منها أعطوني دخاناً .

شريط الشيخ على القرني / الإيمان والحياة

——————————————————————————–

القصة الثالثة

وشابٌ آخر كان صاداً وناداً عن الله سبحانه وتعالى وحلت به سكرات الموت التي لابد أن تحل بي وبك .
جاء جُلاسه فقالوا له : قل لا إله إلا الله . فيتكلم بكل كلمة ولا يقولها . ثمّ يقول في الأخير أعطوني مصحفاً فرحوا واستبشروا وقالوا : لعله يقرأ آية من كتاب الله فيختم له بها
فأخذ المصحف ورفعه بيده وقال:
أشهدكم إني قد كفرت برب هذا المصحف .

المصدر السابق

——————————————————————————–

القصة الرابعة

توبة شاب .. معاكس

حدثت هذه القصة في أسواق العويس بالرياض . يقول أحد الصالحين : كنت أمشي في سيارتي بجانب السوق فإذا شاب يعاكس فتاة , يقول فترددت هل أنصحه أم لا ؟ ثم عزمت على أن أنصحه , فلما نزلت من السيارة هربت الفتاة والشاب خاف توقعوا أني من الهيئة ,فسلمت على الشاب وقلت : أنا لست من الهيئة ولا من الشرطة وإنما أخٌ أحبت لك الخير فأحبت أن أنصحك . ثم جلسنا وبدأت أذكره بالله حتى ذرفت عيناه ثم تفرقنا وأخذت تلفونه وأخذ تلفوني وبعد أسبوعين كنت أفتش في جيبي وجدت رقم الشاب فقلت: أتصل به وكان وقت الصباح فأتصلت به قلت : السلام عليكم فلان هل عرفتني , قال وكيف لا أعرف الصوت الذي سمعت به كلمات الهداية وأبصرت النور وطريق الحق . فضربنا موعد القاء بعد العصر, وقدّر الله أن يأتيني ضيوف, فتأخرت على صاحبي حوالي الساعة ثم ترددت هل أذهب له أو لا . فقلت أفي بوعدي ولو متأخراً, وعندما طرقت الباب فتح لي والده . فقلت السلام عليكم قال وعليكم السلام , قلت فلان موجود , فأخذ ينظر إلي , قلت فلان موجود وهو ينظر إلي باستغراب قال يا ولدي هذا تراب قبره قد دفناه قبل قليل . قلت يا والد قد كلمني الصباح , قال صلى الظهر ثم جلس في المسجد يقرأ القرآن وعاد إلى البيت ونام القيلولة فلما أردنا إيقاظه للغداء فإذا روحه قد فاضت إلى الله . يقول الأب :ولقد كان أبني من الذين يجاهرون بالمعصية لكنه قبل أسبوعين تغيرت حاله وأصبح هو الذي يوقظنا لصلاة الفجر بعد أن كان يرفض القيام للصلاة ويجاهرنا بالمعصية في عقر دارنا , ثم منّ الله عليه بالهداية .
ثم قال الرجل : متى عرفت ولدي يا بني ؟
قلت : منذ أسبوعين . فقال : أنت الذي نصحته ؟ قلت : نعم
قال : دعني أقبّل رأساً أنقذ أبني من النار

شريط نهاية الشباب منوع

——————————————————————————–

القصة الخامسة

سقر وما أدراك ما سقر

وقع حادث في مدينة الرياض على إحدى الطرق السريعة لثلاثة من الشباب كانوا يستقلون سيارة واحدة تُوفي اثنان وبقي الثالث في الرمق الأخير يقول له رجل المرور الذي حضر الحادث قل لا إله إلا الله . فأخذ يحكي عن نفسه ويقول :
أنا في سقر .. أنا في سقر حتى مات على ذلك . رجل المرور يسأل ويقول ما هي سقر ؟ فيجد الجواب في كتاب الله {سأصليه سقر . وما أدراك ما سقر . لا تبقي ولا تذر . لواحةٌ للبشر …} { ما سلكم في سقر . قالوا لم نكُ من المصلين .}

شريط كل من عليها فان .. منوع

——————————————————————————–

القصة السادسة

توبة محمد

يقول أحد الشباب :
نحن مجموعة من الشباب ندرس في إحدى الجامعات وكان من بيننا صديقٌ عزيزٌ يقال له محمد . كان محمد يحي لنا السهرات ويجيد العزف على النّاي حتى تطرب عظامنا.
والمتفق عليه عندنا أن سهرة بدون محمد سهرةٌ ميتة لا أنس فيها.
مضت الأيام على هذا الحال. وفي يوم من الأيام جاء محمد إلى الجامعة وقد تغيّرت ملامحه ظهر عليه آثار السكينة والخشوع فجئت إليه أحدّثه فقلت : يا محمد ماذا بك؟ كأن الوجه غير الوجه. فرد عليه محمد بلهجة عزيزة وقال :
طلّقت الضياع والخراب وإني تائبٌ إلى الله. فقال له الشاب على العموم عندنا اليلة سهرة لا تفوّت وسيكون عندنا ضيفٌ تحبه إنه المطرب الفلاني . فرد ّ محمد عليه : أرجو أن تعذرني فقد قررت أن أقاطع هذه الجلسات الضائعة فجنّ جنون هذا الشاب وبدأ يرعد ويزبد . فقال له محمد:
اسمع يا فلان . كم بقي من عمرك؟ ها أنت تعيش في قوة بدنية وعقلية . وتعيش حيوية الشباب فإلى متى تبقى مذنباً غارقاً في المعاصي . لما لا تغتنم هذا العمر في أعمال الخير والطّاعات واصل محمد الوعظ وتناثرة باقة ٌمن النصائح الجميلة . من قلبٍ صادق من محمد التائب. يا فلان إلى متى تسوّف؟ لا صلاة لربك ولا عبادة . أما تدري أنك قد تموت اليوم أو غداً . كم من مغترٍ بشبابه وملك الموت عند بابه كم من مغتر عن أمره منتظراً فراغ شهره وقد آن إنصرام عمره . كم من غارقٍ في لهوه وأنسه وما شعر . أنه قد دنا غروب شمسه . يقول هذا الشاب : وتفرقنا على ذلك وكان من الغد دخول شهر رمضان . وفي ثاني أيام رمضان ذهبت إلى الجامعة لحضور محاضرات السبت فوجدت الشباب قد تغيّرت وجوههم . قلت : ما بالكم ؟ قال أحدهم:
محمدٌ بالأمس خرج من صلاة الجمعة فصدمته سيارة مسرعة .. لا إله إلا الله توفاه الله وهو صائم مصلّي الله أكبر ما أجملها من خاتمة .
قال الشاب : صلينا على محمد في عصر ذلك اليوم وأهلينا عليه التراب وكان منظراً مؤثراً

المصدر السابق

——————————————————————————–

القصة السابعة

مصيبة

أتوا بشاب إلى جامع الراجحي بالرياض بعد إن مات في حادث لكي يُغسل . وبدأ أحد الشباب المتطوعين يباشر التغسيل وكان يتأمل وجه ذلك الشاب. إنه وجهٌ أبيض وجميل حقاً لكان هذا الوجه بدأ يتغير تدريجياً من البياض إلى السمرة . والسمرة تزداد حتى أنقلب وجهه إلى أسود كالفحم . فخرج الشاب الذي يغسله مسرعاً خائفاً وسأل عن وليّ هذا الشاب . قيل له هو ذاك الذي يقف في الركن ذهب إليه مسرعاً فوجده يدخن . قال : وفي مثل هذا الموقف تدخن ماذا كان يعمل أبنك؟
قال : لا أعلم . قال : أكان يصلي؟ قال: لا والله ما كان يعرف الصلاة. قال: فخذ أبنك والله لا أغسله في هذه المغسلة ثم حُمل ولا يُعلم أين ذُهب به .

المصدر السابق

——————————————————————————–

القصة الثامنة

الرحيل ..

بدت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم.. لكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم .. تبحث عنها تجدها في مصلاها راكعة ساجد رافعة يديها إلى السماء .. هكذا في الصباح وفي المساء وفي جوف اليل لا تفتر ولا تمل ..
كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي .. أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أني عُرفت به.. ومن أكثر من شيء عُرف به.. لا أؤدي واجباتي كاملة , ولست
منضبطة في صلواتي ..
بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاماً منوعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة.. ها هو ذا الأذان يرتفع من المسجد المجاور .. عدت إلى فراشي .
تناديني من مصلاها .. قلت نعم ماذا تريدين يا نورة ؟
قالت لي بنبرة حادة : لا تنامي قبل أن تصلي الفجر ..
أوه.. بقي ساعة على صلاة الفجر وما سمعته كان الأذن الأول بنبرتها الحنونة هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش نادتني : تعالي يا هناء إلى جانبي .. لا أستطيع إطلاقاً ردّ طلبها ..تشعر بصفائها وصدقها نعم ماذا تريدين ؟ أجلسي .. ها قد جلست ماذا تريدين ؟
بصوت عذب {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة }.
سكت برهة .. ثم سألتني: ألم تؤمني بالموت ؟.. بلى مؤمنة ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ؟
بلى .. لكن الله غفور رحيم .. والعمر طويل ..
يا أختي ألا تخافين من الموت وبغته ؟
انظري هنداً أصغر منكِ وتوفيت في حادث سيارة .. وفلانة وفلانة .. الموت لا يعرف العمر وليس مقياساً له ..
أجبتها بصوت خائف حيث مصلاها المظلم ..
إني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت .. كيف أنام الآن؟
كنت أظن أنكِ وافقتي على السفر معنا هذه الإجازة .
فجأة .. تحشرج صوتها وأهتز قلبي ..
لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً.إلى مكان آخر..ربما يا هناء الأعمار بيد الله .. وانفجرتُ بالبكاء..
تفكرت في مرضها الخبيث وأن الأطباء أخبروا أبي سراً أن المرض ربما لن يمهلها طويلاً .. ولكن من أخبرها بذلك .. أم أنها تتوقع هذا الشيء ؟
ما لك بما تفكرين ؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة ..
هل تعتقدين أني أقول هذا لأني مريضة ؟ كلا .. ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء .. وأنت إلى متى ستعيشين ؟ ربما عشرين سنة .. ربما أربعين .. ثم ماذا ؟
لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة..لا فرق بيننا, كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى الجنة أو إلى النار ..
تصبحين على خير هرولتُ مسرعة وصوتها يطرق أذني هداك الله .. لا تنسي الصلاة ..
وفي الثامنة صباحاً أسمع طرقاً على الباب .. هذا ليس موعد استيقاظي .. بكاء .. وأصوات .. ماذا جرى ؟
لقد تردت حالة نورة وذهب بها أبي إلى المستشفى ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
لا سفر هذه السنة , مكتوب عليّ البقاء هذه السنة في بيتنا ..
بعد انتظار طويل .. بعد الواحدة ظهراً هاتفنا أبي من المستشفى .. تستطيعون زيارتها الآن .. هيا بسرعة..
أخبرتني أمي أن حديث أبي غير مطمئن وأن صوته متغير ..
ركبنا في السيارة .. أمي بجواري تدعو لها ..إنها بنت صالحة ومطيعة .. لم أرها تضيّع وقتاً أبداً ..
دخلنا من الباب الخارجي للمستشفى وصعدنا درجات السلم بسرعة . قالت الممرضة : إنها في غرفة العناية المركزة وسآخذكم إليها , إنها بنت طيّبة وطمأنت أمي إنها في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها .. ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد . هذه غرفة العناية المركزة .
وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة أرى عيني أختي نورة تنظر إليّ وأمي واقفة بجوارها , بعد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطع إخفاء دمعتها .
سمحوا لي بالدخول والسلام عليها بشرط أن لا أتحدّث معها كثيراً .
كيف حالك يا نورة ؟ لقد كنتِ بخير البارحة.. ماذا جرى لك ؟
أجابتني بعد أن ضغطت على يدي : وأن الآن والحمد لله بخير كنتُ جالسة على حافة السرير ولامست ساقها فأبعدته عني قلت آسفة إذا ضايقتكِ .. قالت : كلا ولكني تفكرت في قول الله
تعالى : { والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق }
عليك يا هناء بالدعاء لي فربما أستقبل عن ما قريب أول أيام الآخرة .. سفري بعيد وزادي قليل .
سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت ..
لم أنتبه أين أنا .. استمرت عيناي في البكاء .. أصبح أبي خائفاً عليّ أكثر من نورة .. لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء في غرفتي ..
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين .. ساد صمت طويل في بيتنا .. دخلت عليّه ابنة خالتي .. ابنة عمتي
أحداث سريعة.. كثر القادمون .. اختلطت الأصوات .. شيء واحد عرفته ………
نورة مات .
لم أعد أميز من جاء .. ولا أعرف ماذا قالوا ..
يا الله .. أين أنا ؟ وماذا يجري ؟ عجزت حتى عن البكاء ..
تذكرت من قاسمتني رحم أمي , فنحن توأمان .. تذكرت من شاركتني همومي .. تذكرت من نفّست عني كربتي .. من
دعت لي بالهداية .. من ذرفت دموعها ليالي طويلة وهي تحدّثني عن الموت والحساب ..
الله المستعان .. هذه أول ليلة لها في قبرها .. اللهم ارحمها ونور لها قبرها .. هذا هو مصلاها .. وهذا هو مصحفها ..
وهذه سجادتها .. وهذا .. وهذا ..
بل هذا هو فستانها الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي..
تذكرتها وبكيت على أيامي الضائعة .. بكيت بكاءً متواصلاً ودعوت الله أن يتوب علي ويعفو عنّي .. دعوت الله أن يثبّتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو .

الزمن القادم عبد الملك القاسم

——————————————————————————–

القصة التاسعة

يريد أن يجدّد العلاقة مع ربه

يقول من وقف على القصة : ذهبنا للدعوة إلى الله في قرية من قرى البلاد فلما دخلناها وتعرفنا على خطيب الجامع فيها قال خطيب الجامع: أبنائي أريد منكم أحد أن يخطب عني غداً الجمعة . يقول فتشاورنا , فكانت الخطبة عليّ أنا . فتوكلت على الله . وقمت في الجمعة خطيباً ومذكراً واعظاً, وتكلمت عن الموت وعن السكرات وعن القبر وعن المحشر وعن النار وعن الجنّة . يقول : فإذا البكاء يرتفع في المسجد فلما انتهينا من الصلاة فإذا شابٌ ليس عليه سمات الالتزام يتخطى الناس ويأتي إليّ وكان حليق الحية مسبل الثوب رائحة الدخان تنبعث من ثيابه فوضع رأسه على صدري وهو يبكي بكاءً مراً , ويقول : أين أنتم أخي ؟ أريد أن أتوب مللت من المخدرات مللت من الضياع . أريد أن أتوب يريد أن يجدد العلاقة مع الله , يريد أن يمسك الطريق المستقيم
يقول فأخذناه إلى مكان الوليمة الذي أعد لنا . فأعطيناه رقم الهاتف .. واتصل بنا بعد أيام وقال : لا بد أن أراكم . يقول فذهبنا إليه وأخذناه إلى محاضرة . وبعد أيام أتصل بنا أيضاً وقال سآتيكم .
يقول : فيا للعجب عندما رأيناه وقد قصر ثوبه وأرخى لحيته وترك الدخان , يقول والله لقد رأيت النور يشعّ من وجهه .
يقول : ثم ذهب من قريته إلى مدينة أخرى في نجد . ذهب إلى أمه . جلس معها عند أخيه فإذا هو باليل قائم وبالنهار صائم لمدة ثلاثة أشهر وفي رمضان قال لأمه : أريد أن أذهب إلى إفغانستان .. لا يكفر ذنوبي إلى الجهاد . قالت أمه:
أذهب بني .. أذهب رعاك الله .
قال : بشرط أن أذهب بكِ إلى العمرة قبل أن أذهب إلى إفغانستان . فإذا بأخيه يقول له : أخي لا تذهب بسيارتي إلى العمرة فقد اشتريتها بأقساط ربويه . قال : والله لن أذهب إلى مكة ولكن سوف أذهب إلى الرياض لأبيع هذه السيارة واشتري لك سيارة خيراً منها .
وفي طريقه إلى الرياض تنقلب به السيارة ويموت وهو صائم .. ويموت وهو يحمل القرآن .. ويموت ذاهبٌ إلى إفغانستان .. ويموت وهو بارٌ بأمة .. ويموت وهو بنية العمرة

شريط نهاية الشباب .. منوع

——————————————————————————–

القصة العاشرة

من يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار

** ذكر هشام عن أبي حفص قال :
دخلتُ على رجلٍ بالمصيصة {مدينة على شاطيء جيحان} وهو في الموت . فقلت : قل لا إله إلا الله . فقال : هيهات حيل بيني وبينها .

** وقيل لآخر : قل لا إله إلا الله . فقال : شاه رخ { اسمان لحجرين من أحجار الشطرنج لأنه في حياته كان مفتوناً به} غلبتك . ثم مات .

** وقيل لآخر : قل لا إله إلا الله. فجعل يهذي بالغناء ويقول تاتنا تنتنا حتى مات .

** وقيل لآخر : قل لا إله إلا الله . فقال : ما ينفعني ما تقول ولم أدع معصية إلا ارتكبتها ثم مات ولم يقلها .

** وقيل لآخر ذلك . فقال : وما يغني عنّي وما أعرف أني صليت لله صلاة ثم قُضي ولم يقلها .

** وقيل لآخر ذلك فقال : هو كافر بما تقول وقضي




لا تقرا وتنصرف دون وضع رد



مشكورة على الموضوع تسلمي والله جزاك الله الف خير



تسلم ايدك يا قمر



شكرا على المرور ياية انتى واثورة نورتوا الصفحة



التصنيفات
منوعات

رواية انت لي كاملة من البداية حتى النهاية,الحلقة 5

انت لي: الحلقة الخامسة

أنهيت دراستي الثانوية أخيرا !
إنني أريد الالتحاق بالجامعة ، ألا أن القصف الجوي الذي تعرضنا له مؤخرا دمر مبنى الجامعة التي كنت أريدها
كما دمّر جزءا من المصنع الذي يملكه والدي
أوضاع بلدنا في تدهور ، و الحرب منذ أن اندلعت قبل عامين تقريبا لم تتوقف …
مستوانا المادي تراجع نتيجة لهذه الأحداث .
الدراسة تعني لي الكثير الكثير ، خصوصا بعدما حدث …
إنها أحد أحلام حياتي …
ما أكثر الأحلام !

أتذكرون صندوق الأحلام الخاص برغد و الذي صنعته لها قبل ثلاث سنوات ؟
أضفت ُ إليه حلما جديدا يقول :

( أريد أن أصبح رجل أعمال ضخم ! ) !
اعتقد أن الأمور الإدارية تليق بي كثيرا !

وجدت فرصة هبطت علي ّ من السماء لأبتعث للدراسة في الخارج ، شرط أن أجتاز أحد امتحانات القبول ، و الذي سأجريه بعد الغد

و ما أقرب بعد الغد !

إن مصيري و مستقبلي معلّق بذلك اليوم …

إنني قد عدت لقراءة بعض المواضيع من المواد الدراسية المختلفة استعداد له

ادعوا لي بالتوفيق !

في الوقت الراهن أنا بدون شاغل ، أو لنقل … عاطل عن المستقبل !
خلال السنوات الثلاث الماضية ازداد طولي وحجمي كثيرا و أصبحت عملاقا و ضخما !
تعديت طول والدي و أصبحت أشعر ببعض الخجل كلما وقفت إلى جانبه !
أما صغيرتي المدللة ، فلم تتغير كثيرا !
لا تزال نحيلة و صغيرة الحجم ، كثيرة المطالب ، و شديدة التدلل !
و المنافسة بينها و بين دانة حتى على الأشياء البسيطة لا تزال قائمة !
و اعتقد أنكم تتوقعون أنني …
لازلت مهووسا بها كما السابق ، بل و أكثر …
وصلت الآن إلى بوابة المدرسة الابتدائية ، و ها أنا أرى الفتاتين تقبلان نحو السيارة !
و راقبوا ما سيحصل !
تتسابق الاثنتان نحو الباب الأمامي …
تصل إحداهما قبل الأخرى بجزء من الثانية
تحاول كل واحدة فتح الباب و الجلوس في المقعد المجاور لي
تتنازعان
تتشاجران
تحتكمان إلي !

" وليد ! أنا وصلت قبلها "

" بل أنا يا وليد … أليس كذلك ؟ "
" وليد قل لها أن تبتعد عني "
" أنا من وصل أولا ! دعها تركب خلفك وليد "
" كفى ! "

كل يوم تتكرر نفس القصة ! و الآن علي ّ أن أضع جدولا مقسما فيما بينهما !
" حسنا … من التي كانت تجلس قربي يوم أمس ؟ "

أجابت دانة :
" أنا "
قلت :
" إذن ، اليوم تجلس رغد و غدا دانة و هكذا ! اتفقنا ؟؟ "

و بزهو و نشوة الانتصار ، ركبت السيدة رغد و جلست على الكرسي الأمامي بجانبي !
فيما ترمق دانة بنظرات ( التحسير ) !
كم سأفتقد هاتين المشاكستين !
" وليد تعلمنا درسا صعبا في ( الرياضيات ) أريدك أن تساعدني في حل التمارين "
" حسنا رغد "
" و أنا أيضا أريدك أن تساعدني في تمارين القواعد "
" حسنا دانة ! "
قالت رغد بسرعة :
" لكن أنا أولا فأنا سألتك أولا "
قالت دانة :
" درسي أنا أصعب . أنا أولا يا وليد "
أنا أولا … أنا أولا … أنا أولا …
ويلي من هاتين الفتاتين !
كلا ! لن أفتقدهما أبدا !
كنت معتادا على تعليم الفتاتين في أحيان كثيرة ، خصوصا بعد تخرجي من المدرسة …
مواقف كثيرة ، و كثيرة جدا ، هي التي حصلت خلال السنوات الماضية و لكنني اختصرت لكم
قدر الإمكان …
حينما وصلنا إلى البيت ، بالتحديد عندما هممت بإدخال المفتاح في الباب لفتحه ، بدأت منافسة جديدة …
" أعطني المفتاح أنا سأفتحه "
" لا لا ، أنا سأفتحه وليد "
" لا تقلديني ! "
" أنت لا تقلديني "
و احتدم النزاع !
أوليت الباب ظهري و وقفت بين الفتاتين و عبست في وجهيهما !
قلت بحدة :
" أنا من سيفتح الباب و إن سمعتكما تتجادلان على هذا المفتاح ثانية فتحت رأسيكما و أفرغت ما بهما "
المفروض أن نبرتي كانت حادة و مهددة ، و تثير الخوف ! إلا أن رغد أخذت تضحك ببساطة !
التفت إليها و قلت :
" لم الضحك ؟؟ "
قالت و هي تقهقه :
" لن تجد شيئا في رأس دانة من الداخل ! "
قالت دانة :
" بل أنت الجوفاء الرأس ! أتعلمين ماذا سيجد وليد في رأسك ؟ "
رغد :
" ماذا ؟ "
دانة :

" البطاطا المقلية التي تلتهمينها بشراهة كل يوم ! "
رغد ـ و هي تضحك بمرح ـ
" و أنت الفاصولياء التي أكلتها البارحة "
و تبادلت الاثنتان مجموعة من الأكلات و الأطباق المفضلة في رأسي بعضهما البعض حتى أصابتاني بالصداع و التخمة !!
قلت :
" يكفي ! إنني من سيفتح رأسي أنا حتى ارمي بكما إلى الخارج منه "
و استدرت ، و فتحت الباب ، فأسرعت دانة بالدخول لتسبق رغد ، بينما سارت رغد ببطء و انتظرتني حتى دخلت ، ثم أقفلت الباب …
" وليد ! "
التفت إليها و أنا ممتلئ ما يكفي و يزيد من سخافاتهما ، و قلت بتنهد :
" ماذا بعد ؟؟ "
قالت :
" أنا لا أريد أن أخرج من رأسك "
اندهشت ! نظرت إليها باستغراب ، و قلت :
" عفوا ؟؟ ! "
رددت :
" أنا لا أريد أن أخرج من رأسك "
" و لماذا ؟؟ "
ابتسمت بخبث و قالت :
" لكي أستطيع رؤية الناس من الأعلى فأنت طويـــــــــــــــــــــــــــ ـل "

ابتسمت لها بهدوء ، ثم فجأة ، مددت يدي نحوها و رفعتها عن الأرض على حين غفلة منها إلى الأعلى عند رأسي و أنا أقول :
" هكذا ؟؟ "
رغد أخذت تضحك بسعادة و بهجة لا توصف !
أتذكرون كم كانت تعشق أن أحملها !؟
لا تزال كذلك !
دخلت المنزل ، ثم المطبخ و أنا لا أزال أحملها و هي تضحك بسرور ، ثم أجلستها على أحد المقاعد و ألقيت التحية على والدتي ، و التي كانت مشغولة بتجهيز أطباق المائدة

قالت أمي :
" رغد ، هيا اذهبي و أدي صلاتك ثم اجلسي عند مائدة الطعام "
قامت رغد ، و هي تنزع الحقيبة المدرسية عن ظهرها و تنظر إلى أمي و تقول :
" بطاطا مقلية ؟ "
" نعم ! حضرتها لأجلك "
و انطلقت رغد فرحة ، و غادرت المطبخ .
للعلم ، فإن صغيرتي هذه تحب البطاطا المقلية كثيرا !
والدتي استمرت في عملها و حدثتني دون أن تنظر إلي :
" لم تعد صغيرة ! "
ركزت بصري عليها ، و قلت :
" رغد ؟ لقد كبرت قليلا ! "
" لم تعد صغيرة لتحملها على ذراعيك "
غيرت كلمات والدتي هذه مجرى ما فهمت …
إذن ، فهي معترضة على حملي للصغيرة هكذا …؟
" و لكن … إنها مجرد طفلة صغيرة و خفيفة ! و هي تحب ذلك … "
" إنها في التاسعة من العمر يا وليد … "

جملة والدتي هذه ، جعلت شريط الذكريات يعرض فجأة في مخيلتي …

تذكرت كيف حضرت إلى منزلنا قبل ست أو سبع سنين … !
آه … ( المخلوقة البكاءة ) !
يا للأيام …
من كان ليصدق أنني ( ربيت ) رغد في جحري و أطعمتها بيدي و سرحت شعرها و نظفت أذنيها !
من جرّب أن يكون أما و أبا ليتيمة ، و هو طفل أو حتى مراهق لم يبلغ العشرين !
يا للذكريات !
في غرفتي لاحقا ، أخذت أقلب ألبوم الصور الذي يشمل أفراد عائلتي …
صحيح … لقد كبرت الصغيرة !
مر الوقت سريعا …
و ها أنا مقدم على الجامعة ، و حين أسافر … … …

توقفت عند هذا الحد …
فأنا لا أستطيع التفكير فيما بعد ذلك
كيف لي أن أبتعد عن أهلي و وطني …؟
كيف لي أن أتحمل الغربة و الوحدة ؟
كيف لصباح أن يطلع علي ، دون أن أحتسي شاي والدتي العطر ، و كيف لشمس أن تغرب دون أن أقرأ أخبار الصحف لوالدي ؟
كيف لعيني أن تغمضا دون أن أتمنى لأخوتي نوما هانئا …
كيف لقلبي أن ينبض … دون أن أحمل رغد على ذراعي ؟؟؟

إنني سأذهب لإجراء الامتحان بعد الغد و إذا ما اجتزته ، فسأغادر البلد خلال أسبوع أو أكثر بقليل
إنها أفكار تجعلني أشعر بخوف و توجّس …
هل أقوى على ذلك ؟؟
لابد لي من ذلك … فأحوالنا في تدهور و شهادتي الجامعية ستعني الكثير …

المرشحون لهذا الامتحان قليلون ، و كانت فرصة ذهبية أن أضيف اسمي إليهم و أنا واثق من قدرتي على اجتيازه ، بإذن الله …

قلبت الألبوم و أنا في حيرة … أي صورة آخذها معي ؟؟
ثم وقع اختياري على صورة تضمنا جميعا ، تظهر فيها رغد متشبثة برجلي !
فيما ترتسم ابتسامة رائعة على وجهها الجميل …

" هذه هي ! "
أخذت الصورة ، و صورة أخرى لرغد و هي تلوّن في أحد دفاترها ، و وضعتهما في محفظة جيبي .
في المساء ، ذهبت مع أخي سامر لأحد المتاجر لاقتناء بعض الأشياء ، و وقفنا عند حقائب السفر رغبة في شراء بعضها
فيما كنا هناك ، حضر مجموعة من الشبان ، كان عمّار فيما بينهم .
عمّار نجح بصعوبة ، و تخرج ـ رغم إهماله ـ من المدرسة الثانوية ، و اعتقد أن والده ذا النفوذ الكبير قد استطاع تدبير مقعد دراسي له في إحدى الجامعات … بطريقة ( غير قانونية ! )
عندما رآني عمّار ، أقبل نحوي تسبقه ضحكته البغيضة ، و قال :
" يبدو أن وليد ينوي السفر أيها الأصحاب ! هل عثر والدك على كرسي جامعي شاغر لك !؟ أم أن حطام الجامعة قد حطّم قلبك يا مسكين ؟؟ "
و بدأ مجموعة الشبان بالضحك و القهقهة
أوليتهم ظهري فقال عمّار :
" لا تقلق ! سأطلب من والدي أن يساعدك في البحث عن جامعة ! أو … ما رأيك بالعمل عندنا ! فمصنعنا لم يحترق ! سأوصي بك خيرا ! "
سامر لم يتحمّل هذه السخرية من ذلك اللئيم ، و ثار قائلا :

" لم يبق إلا أن يعمل الأعزة عند الأذلة المنحرفين ! "

صرخ عمّار قائلا :
رس أيها الأعور القبيح ! من سمح لك بالتحدث ! ألا تخجل من وجهك المفزع ؟ "
و التفت إلى أصحابه و قال :
" اهربوا يا شباب ! الأعور الدجال ! "
سيل من اللكمات العنيفة وجهتها بلا توقف و لا شعور نحو كل ما وقعت قبضتي عليه من أجساد عمّار و أصحابه …
لحظتها ، شعرت برغبة في فقء عينيه و سلخ جلده …
أخي سامر نال منهم أيضا
و احتدّ العراك و تدخّل من تدخل ، و فر من فر ، و انتهى الأمر بنا تدخل من قبل الشرطة !
في تلك الليلة و للمرة الأولى منذ الحادثة المشؤومة ، سمعت صوت بكاء أخي خلسة .
عندما أصيب بالحرق ، كان لا يزال طفلا في الحادية عشرة من العمر … ربما لم يكن شكله يشغل تفكيره و اهتمامه بمعنى الكلمة ، أما الآن … و هو فتى بالغ أعمق تفكيرا ، فإن الأمر اختلف كثيرا …
ليلتها ، قال أنه يريد أن يخضع لعملية تجميل جديدة …
لكن أوضاعنا المادية في الوقت الحالي ، لا تسمح بذلك ….
عندما أحصل على شهادتي الجامعية … و أعمل و أكسب المال ، فسوف أعرضه على أمهر جراحي التجميل ، ليعيده كما كان …
فقط عندما أحصل على شهادتي …
في اليوم التالي ، وجدت سيارتي مليئة بالخدوش المشوهة !
" إنه عمّار الوغد ! تبا له ! "
أوصلت أخوتي للمدرسة ، و شغلت نفسي ذلك الصباح بمزيد من الإعدادات للسفر المرتقب !
امتحاني سيكون يوم الغد … لذا ، قضيت معظم الوقت في قراءة مواضيع شتى من كتبي الدراسية السابقة …
و كلما قلبت صفحة جديدة من الكتاب ، قلبت صفحة من ألبوم الصور …
كيف أستطيع فراق أهلي …؟
كيف أبتعد عن رغد ؟
إنني أشعر بالضيق إذا ما مضت بضع ساعات دون أن أراها و أداعبها … و أنزعج كلما باتت في بيت خالتها بعيدا عني …

فيما أنا منهمك في أفكاري و قراءتي ، جاءتني رغد … !
طرقت الباب ، ثم دخلت الغرفة ببطء ، تاركة الباب نصف مفتوح …
" وليد … لدي تمرين صعب … ساعدني بحله "
لم يكن هناك شيء أحب إلي من تعليم صغيرتي ، ألا أنني يومها كنت مشغولا … لذا قلت :
" اطلبي من والدتي أو سامر مساعدتك ، فأنا أريد أن أذاكر ! "
لم تتحرك من مكانها !
نظرت إليها مستغربا و قلت :
" هيا رغد ! أنا آسف لا أستطيع مساعدتك اليوم ! "
و بقيت واقفة في مكانها …
إذن فهناك شيء ما !
حفظت هذا الأسلوب !

تركت الكتاب من بين يدي و نهضت ، و قدمت إليها و جثوت على ركبتي أمامها :
" رغد … ما بك ؟ "
تقوس فمها للأسفل في حزن مفاجئ و قالت :
" هل صحيح أنك ستسافر بعيدا ؟ "
فاجأني سؤالها ، إنني لم أكن أتحدث عن أمر السفر معها ، فالحديث سابق لأوانه …
قلت مازحا :
" نعم يا رغد ! إلى مكان بعيد لا يوجد فيه رغد و لا دانة و لا شجار ! و سأترك رأسي هنا ! "
لم يبد ُ أنها فهمت مزاحي أو تقبلته ، إذ أن تقوس فمها الصغير قد ازداد و بدأت عيناها تحمرّان

قالت :

" و هل ستأخذني معك ؟ "
هنا … عضضت على شفتي و جاء دور فمي أنا ليتقوس حزنا …
طردت الموجة الحزينة التي اعترتني
و قلت :
" من أخبرك بأنني سأسافر ؟؟ "
" سمعت والداي يتحدثان بهذا "
مسحت على رأسها و قلت :
" سأسافر فترة مؤقتة لأدرس ثم أعود "
" و أنا ؟؟ "
" ستبقين مع الجميع و حالما أنهي دراستي سأعود و آخذك إلى أي مكان في العالم ! "
" لا أريدك أن تذهب وليد ! من الذي سيحبني كثيرا مثلك إذا ذهبت ؟ "
شعرت بخنجر يغرس في صدري …
رغد … أيتها الفتاة الصغيرة … التي تربعت في كل خلايا جسمي ، ألا تعلمين ما يعنيه فراقك بالنسبة لي !؟؟
لا أعرف إن كانت قد أحست بالطعنة التي مزقت قلبي أم أنني أهوّل الأمر ، ألا أن دموعها سالت ببطء من مقلتيها …
دموع أميرتي التي تزلزل كياني …
مددت يدي و مسحت دموعها و أنا أحاول الابتسام :
" رغد ! عزيزتي … لا يزال معك دانة و سامر … و أمي و أبي … و نهلة و حسام و سارة ( و سارة هي الابنة الثانية لأم حسام ) مع أمهم ! و كل صديقاتك ! لن تكوني وحيدة ! أنا فقط من سيكون وحيدا ! "
قالت بسرعة :
" خذني معك ! "
ضغطت على قبضتي ، و قلت :
" يا ليت ! لا يمكنني … صغيرتي ! لكنني عندما أعود … "
و لم أكمل جملتي ، رمت رغد بكتابها جانبا و قاطعتني بسيل من الضربات الخفيفة الموجهة إلى صدري …
إلى قلبي …
إلى روحي …
إلى كل عصب حي في جسدي …
و شريان نابض …
" لا تذهب … لا تذهب … لا تذهب … "
" رغد … "
" أنت قلت أنك ستعتني بي كل يوم و دائما ! لا تذهب … لا … لا … لا .. "
و أخذت تبكي بعمق …
و كلما حاولت المسح على رأسها أبعدت يدي و ضربت صدري استنكارا …
ضرباتها لم تكن موجعة ، لو أنني لم أكن مصابا ببعض الكدمات و الرضوض في صدري ، أثر عراكي الأخير مع عمّار و أصحابه …
شعرت بالألم ، و لكنني لم أحرك ساكنا …
تركت لها حرية التعبير عن مشاعرها قدر ما تشاء …
لم أوقفها … لم أبعدها … لم أنطق بكلمة بعد …
إنها رغد التي تربت في حضني … و عانقت ذات الصدر الذي تضربه الآن …
ليتهم لم يحرقوا الجامعة …
ليتهم لم يحرقوا المصنع …
ليتهم أحرقوا شيئا آخر …
ليتهم أحرقوا عمّار !

و يبدو أن صوت رغد قد وصل إلى مسامع والدي فجاء إلى غرفتي و وقف عند فتحة الباب …
عندما رأى ولدي رغد تضربني ، غضب من تصرفها و بصوت حاد قال ، و هو واقف عند الباب :

" رغد … توقفي عن هذا "

رغد رفعت رأسها و نظرت إلى والدي ، ثم قالت :
" لا تدعه يذهب "
إلا أن أبي قال بحدة :
" خذي كتابك و عودي إلى أمك ، و دعي وليد يدرس "
لم تتحرك رغد من مكانها ، فرفع والدي صوته بغضب و قال :
" ألم تسمعي ؟ اذهبي إلى أمك و كوني فتاة عاقلة "
رغد التقطت كتابها من على الأرض ، و خرجت من الغرفة
أما قلبي أنا فكان يعتصر ألما …
بعدها ، قلت لأبي :
" لماذا يا أبي ؟ إنها ستظل تبكي لساعات ! جاءت تطلب مني تعليمها "
والدي قال بغضب :
" لقد كانت والدتك تعلّمها ، و حين جيء بذكر سفرك ، حملت كتابها و أتت إليك ، نهيناها فلم تطع "
قلت مستاءا :
" لكنك صرفتها بقسوة يا أبي "
لم تعجب جملتي والدي فقال :
" أنت تدللها أكثر من اللازم يا وليد … يجب أن تعلمها أن تحترمك لا أن ترفع يدها عليك هكذا ، تصرف سيئ "
" لكني لا أستاء من ذلك يا أبي … إنها مجرد طفلة ، كما أنني أتضايق كثيرا إذا أساء أحد إليها ، والدي … أرجوكم لا تقسوا عليها بعد غيابي … "
من يدري ماذا يحدث ؟ بعد أن أغيب …؟
هل سيسيء أحد إلى طفلتي ؟؟
إنني لا أقبل عليها كلمة واحدة …
ليتني أستطيع أخذها معي !

انتظرت حتى انصرف والدي من المنزل ، ثم فتشت عن رغد ، فوجدها في غرفتها … و كما توقعت ، كانت غارقة في الدموع …
أقبلت إليها و ناديتها :

" رغد يا صغيرتي … "
رفعت رأسها إلي ، فرأيت العالم المظلم من خلال عينيها البريئتين …
اقتربت منها و طوّقتها بذراعي ، و قلت …
" لا تبكي يا عزيزتي فدموعك غالية جدا … "

قالت :
" لا تذهب … وليد … "
قلت :
" لا بد أن أذهب … فسفري مهم جدا … "
" و أنا مهمة جدا "
" طبعا أميرتي ! أهم من في الدنيا ! "
أمسكت بيدي في رجاء و قالت :
" إذا كنت تحبني مثلما أحبك فلا تسافر "
في لحظة جنون ، كنت مستعدا للتخلي عن أي شيء ، في سبيل هذه الفتاة …
و بدأت أفكار التخلي عن حلم الدراسة تنمو في رأسي تلك اللحظة …
ليتني … أيا ليتني استمعت إليها …
يا ليتني فقدت عقلي و جننت لحظتها بالفعل …
لكنني للأسف … بقيت متشبثا بحلمي الجميل ….
" عزيزتي ، سأكون قريبا … اتصلي بي كل يوم و أخبريني عن كل أمورك ! و إذا تشاجرت معك دانة فأبلغيني حتى أعاقبها حين أعود ! "

نظرت إلي نظرة سأضيفها إلى رصيد النظرات التي لن أنساها ما حييت …
ما حييت يا رغد لن أنسى هذه اللحظة …

" وليد … خذلتني … لم أعد أحبك "

]]]تتمة]]]

رغد لم تكلمني طوال الصباح التالي ، بل و لم تنظر إلي …
كانت حزينة و قد غابت ضحكتها الجميلة و مرحها الذي يملأ الأجواء حياة و حيوية …
الجميع لاحظ ذلك ، و استنتجوا أنه بسبب موضوع سفري و غضب والدي منها يوم الأمس …
و كالعادة ، أوصلت سامر إلى مدرسته ، ثم دانة و رغد ….
وهي تسير مبتعدة عن السيارة و متجهة نحو مدخل المدرسة ، كانت رغد مطأطئة الرأس متباطئة الخطى
جعلت أراقبها قليلا ، فألقت علي نظرة حزينة كئيبة لم أتحمل رؤيتها فابتعدت قاصدا المكان الذي سأجري فيه اختباري المصيري …
المشوار إلى هناك يستغرق قرابة الساعة ، و كنت ألقي بنظرة على الساعة بين الفينة و الأخرى خشية التأخر
أعرف أنها فرصة العمر و أي تأخير مني قد يضيعها …

حينما أوشكت على الوصول ، وردتني مكاملة هاتفية عبر هاتفي المحمول من صديقي ( سيف ) يتأكد من وشوكي على الوصول . و سيف هذا هو أقرب أصحابي ، و هو مرشح معي أيضا لدخول الامتحان .
بعد دقيقة ، عاد هاتفي يرن من جديد …
كان رقما مجهولا !

" مرحبا ! لابد أنك وليد ! "
بدا صوتا غير معروف ، سألته :
" من أنت ؟؟ "
قال :
" يا لذاكرتك الضعيفة يا مسكين ! يبدو أن الضرب الذي تلقيته من قبضتي قد أودى بقدراتك العقلية ! "
الآن استطعت تمييز المتحدث … إنه عمّار !

" عمّار ؟؟؟ !"
" أحسنت ! هكذا تعجبني ! "
استأت ، كيف حصل على رقم هاتفي الخاص و ما الذي يريده مني ؟
" ماذا تريد ؟ "
" انتبه و أنت تقود ! أخشى أن تصاب بمكروه ! "
" أجب ماذا تريد ؟؟ "
ضحك ذات الضحكة الكريهة و قال :
" لا شك أنك في طريقك للامتحان ! أليس كذلك ! إن الوقت سيستغرق منك أقل من ساعتين فيما لو قررت الذهاب إلى المطار ! "
ضقت ذرعا به ، قلت :
" هل لي أن أعرف سبب اتصالك ؟ فإما أن تقول ماذا أو أنه ِ المكالمة "
" رويدك يا صديقي ! سأمهلك ساعتين فقط ، حتى تمثل أمامي و تعتذر قبل أن أسافر بهذه الصغيرة بأي طائرة ، إلى الجحيم ! "

بعدها سمعت صرخة جعلت جسدي ينتفض فجأة و يدي ترتعشان ، و المقود يفلت من بينهما ، و السيارة تنحرف عن حط مسيرها ، حتى كدت أصطدم بما كان أمامي لو لم تتدخل العناية الربانية لإنقاذي ….

" وليد … تعال … "
لقد كان صوت رغد ….
جن جنوني …

فقدت كل معنى للقدرة على السيطرة يمكن أن يمتلكه أي إنسان … مهما ضعف

صرخت :
" رغد ! أهذه أنت رغد ؟؟ أجيبي "
فجاء صوت صراخها و بكاؤها الذي أحفظه جيدا يؤكد أن أذني لا زالتا تعملان بشكل جيد …
" رغد أين أنت ؟ رغد ردي علي ّ "
فرد عمّار قائلا :
" تجدنا في طريق المطار ! لا تتأخر فطائرتي ستقلع بعد ساعتين … إلا إن كنت لا تمانع في أن أصطحب شقيقتك معي !؟ "
صرخت :
" أيها الوغد أقسم إن أذيتها لأقتلنك … لأقتلنك يا جبان "
ضحك ، و قال :
" لا تتأخر عزيزي و لا تثر غضبي ! تذكر … طريق المطار "
ثم أنهى المكالمة …
استدرت بسيارتي بجنون ، و انطلقت بالسرعة القصوى متجها نحو المطار …
لم أكن أرى الطريق أمامي ، الشوارع و السيارات و الإشارات … اجتزتها كلها دون أن أرى شيئا منها
لم أكن أرى سوى رغد
و أتذكر كيف كانت تنظر إلي قبل ساعة …
ثم أتخيلها في مكان بين يدي عمّار
لم أعرف كيف أربط بين الأحداث أو أفكر في كيفية حدوث أي شيء …
أريد أن أصل فقط إلى حيث رغد
لا أعرف كم الوقت استغرقت …
شهر ؟
سنة ؟
قرن ؟
بدا طويلا جدا لا نهاية له …
و سرت كقارب تائه في قلب المحيط …
أو شهب منطلق في فضاء الكون …
لا يعرف إلى أين …
و متى
و كيف سيصل …
و بم سيصطدم …
أخذت هاتفي و اتصلت برقم عمّار الظاهر لدي ، أجاب مباشرة :
" لقد انقضت عشرون دقيقة ! أسرع فشقيقتك ترتجف خوفا ! "
" إياك أن تؤذها … و إلا … "
" سأفعل إن تأخرت ! "
" أيها الـ … … … دعني أتحدث إليها "
جاءني صوتها الباكي المذعور :
" وليد لا تتركني هنا "
" رغد … عزيزتي أنا قادم الآن … لا تخافي صغيرتي أنا قادم "
" أنا خائفة وليد تعال بسرعة أرجوك … آه … أرجوك … "
أي عقل تبقى لي ؟؟
لماذا لا تتحرك هذه السيارة اللعينة ؟
لماذا لم اشتر صاروخا لمثل هذه الظروف ؟
لماذا لم تحترق في الحرب يا عمّار …
ألف لعنة و لعنة عليك أيها الجبان … ويل لك مني ..

بعد ساعة و نصف ، و فيما أنا منطلق كالبرق على الشارع المؤدي إلى المطار ، إذا بي ألمح سيارة تقف جانبا ، و يقف عندها رجل

و أنا أقترب توضح لي أنه عمّار

بسرعة ، أوقفت سيارتي خلف سيارته مباشرة و نزلت منها كالقذيفة و ركضت نحوه ، في الوقت الذي فتح هو في الباب ، و أخرج رغد من السيارة …
جاءت رغد تركض نحوي فالتقطتها و رفعتها عن الأرض و أطبقت بذراعي حولها بقوة …

" رغد … رغد صغيرتي … أنا هنا … أنا هنا عزيزتي "
رغد كانت تحاول أن تتكلم لكنها لم تستطع من شدة الذعر …
كانت ترتجف بين يدي ارتجاف الزلزال المدمر … كانت تحاول النطق باسمي لكن لم تستطع النطق بأكثر من

" و … و … و "

انهمرت دموعي كالشلال و أنا أضغط عليها و هي تضغط علي و تتشبث بي بقوة و أشعر بأصابعها تكاد تخترق جسدي فيما ترفع رجليها للأعلى كأنما تتسلقني خشية أن تلامس رجلها الأرض و تفقدها الأمان …

" أنا معك عزيزتي لا تخافي … معك يا طفلتي معك … "

حاولت أن أبعد رأسها قليلا عني حتى أتمكن من رؤية عينيها و إشعارها بالأمان ، لكنها بدأت بالصراخ و تشبثت بي بقوة أكبر و أكبر كأنها تريد أن تدخل بداخلي …

" وليد ! لديك امتحان مهم ! هل ستضيّع الفرصة ؟ "

قال هذا عمّار الوغد و أطلق ضحكة كبيرة …

انتابتني رغبة في تحطيمه ألا أن رغد عادت تصرخ حينما خطوت خطوة واحدة نحوه …

" خسارة يا وليد ! جرّب حظك في مصنع والدي ! "

و ابتسم بخبث :
" دفّعتك الثمن … كما وعدت "
ثم استدار و هم بركوب سيارته …
خطوت خطرة أخرى نحوه ، فأخذت رغد تصرخ بجنون :
" لا .. لا .. لا .. لا .. لا "

انثنى عمّار ليدخل السيارة ، ثم توقف ، و استقام ، و استدار نحوي و قال :
" نسيت أن أعيد هذا ! "
و من جيب بنطاله أخرج شريطا قماشيا طويلا ، و رماه في الهواء باتجاهي

رقص الشريط كالحية في الهواء ، وأنا أراقبه ، في نفس اللحظة التي ظهرت فيها طائرة في السماء مخترقة قرص الشمس المعشية ، و دوت بصوتها في الأجواء ، فيما يتداخل صوتها مع صوت عمّار وهو يقول :

" إلى الجحيم ! "
ثم هبط الشريط المتراقص تدريجيا و بتمايل حتى استقر عند قدمي ّ …
ركزت نظري على الشريط ، لأكتشف أنه الحزام الذي تلفه رغد حول خصرها ، و التابع لزيها المدرسي الذي ترتديه الآن …
رفعت نظري ببطء و ذهول و صعق إلى وجه عمّار ، فحرك هذا الأخير زاوية فمه اليمنى بخبث إلى الأعلى في ابتسامة قضت علي ّ تماما … و دمرتني تدميرا

أبعدت وجه رغد عن كتفي و أجبرتها على النظر إلي … فيما أنا عاجز عن رؤية شيء … من عشي الشمس … و هول ما أنا فيه …

لم أر إلا دمارا و حطاما و نارا و جحيما …
لهيبا … و صراخا … و دموعا تحترق … و آمالا تتبعثر … و أحلاما تظلم …
سوادا في سواد …
عند هذه اللحظة ، نزعت رغد عني عنوة ، و دفعت بها أرضا و نظرت من حولي فإذا بي أرى صخور كبيرة قربي …
التقطت واحدة منها ، و بسرعة لا تجعل مجالا للمح البصر بإدراكها ، و قوة لا تسمح لشيء بمعاكستها ، رميتها نحو عمار و هو يهم بركوب سيارته ، فارتطمت برأسه … و صرخ … و ترنح لثوان ..
ثم هوى أرضا …
و انتفض جسده …
و انتزعت روحه …

و إلى الجحيم …

اراكم في الحلقة السادسة




يالله باقي اخر حلقه ياعسوله ننتظرك



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

الفكرة في النهاية أن نقرأ لنستفيد . ما رأيك؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية

ليس الهدف أن تقرأ
الهدف هو أن تقرأ لتستفيد
هناك فرق بين أن تقرأ والقراءة
فكلما زاد الأول نقص الثاني
وكلما نقص الثاني زادت الاستفاده.

لمحة

عامل البشر كبشر تماما
لا تنظر الى
شكلهم
لونهم
مالهم
مناصبهم
ما موقفك؟

قرار

ان كسب محبة الناس الصادقة
ليس أمرااا سهلااا
كيف ستحل هذه المشكلة؟
فكر وقرر

معادلات
عصبي + عصبي =انفجار
شرس + شرس = ؟؟
غادر + غادر = ؟؟
كاذب + كاذب = ؟؟
ما رأيك ؟؟

نتيجة
كل شخص له مفتاح
ادرس طبيعة البشر
تفيدك الدراسة لمعرفة
المفتاح المناسب لكل شخص
شاور نفسك …

اعتراف
مهما بلغنا من النجاح
الا أننا نبقى بشر نحب الثناء
وهنا مصدر الاغواء والأخطاء
حذاري من …؟

بارقة
يمكن أن نأخذ العسل
بدون أن نحطم الخلية
ولكن كيف نقاوم اللسعات ؟
بالصبر والثبات

رأي
كثيراا ما يكون تعاملنا مع الخظأ
أعظم من الخطأ نفسه
أعدنظرك وأعدنظرك للأهمية..

ارهاق
لاترهق نفسك ولا تنثر
عليها الغبار مادام الغبار ساكن
وان ثار الغبار ضع كمك
وغطي وجهك واستمر في الحياة

قناعة
الرياح لا تحرك الجبال
ولكنها تلعب كيف تشاء بالرمال
فاختر وفق قناعتك ما تشاء

وجهة نظر

نبه على الخطأ باختصار
ولا تكن في الأمر مهذار
فيحدث من جراء تنبيهك دمار

غرابة
الحيوان لسانه طويل ولا ينطق
والانسان لسانه قصير ولا يصمت
اقرأهاواخفظها
واستفد

خاتمة

هل أنت جاد في الاستفادة؟
أم
تطلب مرة أخرى الاعادة
للاستزادة
ابدأ من الان
خسارة على الزمان
ولا تبقى حيران
العمر محسوب بالثوان

=============
==========
======

ودمتم بكل الود




عامل البشر كبشر تماما
لا تنظر الى
شكلهم
لونهم
مالهم
مناصبهم
ما موقفك؟

كل شخص له مفتاح
ادرس طبيعة البشر
تفيدك الدراسة لمعرفة
المفتاح المناسب لكل شخص
شاور نفسك …




خليجية



تسلمين حبوبه



ارهاق
لاترهق نفسك ولا تنثر
عليها الغبار مادام الغبار ساكن
وان ثار الغبار ضع كمك
وغطي وجهك واستمر في الحياة



التصنيفات
منوعات

نوال و الشلب والنهاية . روعة

رقيقه في مشاها..تعبد الاسواق في حياتها..لاتكاد ان تصدق نظرات المعجبات في الجامعه او الكليه او الثانويه وكذلك تتمتع بنظرات المعجبين..
تتحدث بالهاتف الجوال لساعات طويله..وبهمسات رقيقه..والعشق بينهن او بينهم…
الأب غافل في صفقات الاسهم وبين مؤشراته…الفتاة أهملت واجباتها الدراسيه والمنزليه..الأم جاهله عن مايحدث في محيط منزلها..
الأبنه نوال قد وقعت في غرام
زميلتها هدى..نوال تتصف بجمال ورشاقه ونعومه…هدى مغرمه بها كذلك_

نوال:ليش غايبه اليوم حبيبتي هدى
هدى:مريضه_بغيت اموت
نوال:بسم الله عليك_إن شاءالله يومي قبل يومك
هدى: للدرجه هذي تحبيني؟!
نوال:تبكي..
هدى:وش فيك ياعمري؟!
نوال:ماقدر اعيش من غيرك_لاني اموت فيك..
هدى:وانا بعد احبك،واغار عليك من كل شي_وبالأخص معلمة الإنجليزي لانها معجبه فيك..
نوال:انا ماشوف إلا إنتي وبس
هدى:فديت روحك
نوال:قاعده تفكر وسرحانه!!…
هدى:الو…الو…ياهوه…
نوال:هلا..معك_وش كنا نقول؟!
هدى:دارت الشكوك في راسها_اكيد البنت تحب غيري_راح اجس نبضها..
هدى: على فكره يانوال راح نقل من الرياض إلى الدمام..
نوال:تبكي بشده..وتصارخ..لا..لا..انا راح اذبح نفسي لو تركتيني ونقلتي..
هدى:الآن تأكدت ان البنت رايحه وطي معي..اقول ياحياتي:انا اقنعت اهلي نجلس في الرياض وكله علشانك..
نوال:تحت تأثير البكاء الشديد_انا راح اقفل واكلمك بعد شوي..
هدى:اوكي ياقلبي..
نوال:مع السلامه..
هدى:وين بوستي المعتاده..
نوال:أمواه..
هدى:أمواه..
( ( (انتهت المكالمه) ) )
______________________________ ____نوال طلعت لغرفتها… باب غرفتها يطق:
طق_طق_طق:
نوال:مين؟!
اخت نوال:أمي تقول ألبسي علشان نروح أسواق الفيصليه..
نوال:ياهوه_كذا الحياة ولا بلاش_(عاشت ماما) ؛؛؛ ياربي وش ألبس؟! إيوه صح_عباية البات مان والبرمودا_،،واهم شي الشدو يطلع صح على الثمه_بس عدساتي مالقيتها_اشوى الحمد لله هذي هي…
باب غرفتها:طق_طرخ_طق_
نوال:وجع_اعرف انه انتي يامرجوجه..
اخت نوال:بسرعه السواق برا ينتظر..
نوال تفتح باب غرفتها""
اخت نوال:مو معقول!!،،، إنتي
رايحه لزواج..؟!وش هالكشخه_لا بالله الشباب راحوا فيها…
نوال:يالله تحركي قدامي تأخرنا..
الأم:يالله يابنات مشينا(الله يرحم حالها_غافله عن حركات بناتها)
_ركبوا السياره_وعلى طريق التحليه_شباب ماصدق خبر.. لثمه وكحله_وعيون نوال على هالشباب واسم بلوتوثها "الفارسه الملثمه"
الشباب:ضايقوا هالسواق_والعجوز تدعي عليهم ولاتدري
ان بنتها سبب زحمة هالشباب..
وأخيرا..وصلوا اسواق الفيصليه..
نوال تكلم اختها:شوفي الثمه حلوه ولا لا..
اختها:تكفي عيونك الساحره..
______________________________ ____
يتجهون للبواه
_وهم داخلين_نوال:هذا البراد ولابلاش_والله يعينا على حر الرياض..اقل شي لو اتركونا هالهيئات على كيفنا كان حذفنا هالعبايات والتخلف..
اخت نوال:نوال_نوال_ طالعي الشباب الثلاثه،، عيونهم عليك..
نوال:شي طبيعي،،بنت حلوه وعاجبتهم،،مو انتي_كلك على بعضك شبر..
الأم:يابنات انا تعبت خلونا نريح على هالكراسي..
نوال:اوكي مامي_بس تكفين احنا راح ندور على آخر موديلات صيف2007 وانتي ارتاحي وراح نرجع لك..
الأم:خلاص روحوا بس لاتضيعون مكاني..
أخت نوال:والله وصفالنا الجو في التسكع..
نوال:اثقلي عشان اكسر روس الشباب من كثر مايطالعون..
اخت نوال: قدها والله..
_وراهم شباب يلاحقونهم_واحد منهم يتحرش: ياحلوه تبغين الرقم ولا الإيميل..
اخت نوال:يانوال خذي الرقم والله الولد يهبل وانا حبيته..
نوال:اسكتي وطنشيهم شوي راح يكون بدل الأثنين عشره..
الشباب: اروح في الثمه،،ذوبتني نظراتك…
نوال:ترفع العبايه عشان يشوفون البرمودا والساق..
الشباب:والله الساق المبروم والبياض..
=يمر شاب وبقصد يحتك فيها الكتف بالكتف=
طاحت شنطة نوال وتناثرت الأغراض الي فيها_نزل الشاب يجمعها ونوال قاعده تجمع اغراضها ويتبادلون النظرات_الشاب وسيم جدا واعجب نوال..
نوال:شكرا اخوي..
الشاب:العفو_وانا آسف جدا على الي حصل_ولايكون تأذيتي من صدمتي..
نوال:لا بالعكس(قصدي عادي)
[[راحت فيها البنت،ونظراته مانزلت عنها وعرقها يصب]]
الشاب:مع السلامه،وماتشوفين شر..
نوال:مع السلامه..
_الشاب راح من عندها ونظراتها ما طاحت عنه_
اخت نوال:حبينا ياحلو_انا راح اقوله أختي معجبه فيك..
نوال:بلاش حركات اطفال، والمفروض هو الي يبدي إعجابه فيني ويقول تفضلي الرقم..
أخت نوال:طالعي البنات يعاكسون صديقك،،وانا اقول هذي فرصتك تعطينه الرقم؛؛ ولا راح يطيرونه البنات منك_خاصه ام العدسات الزرقاء..
نوال:انتي شايفه كذا؟!
اخت نوال:واكثر بعد_بس عطيني قلم علشان اكتب رقمك..
نوال:اوكي_تفضلي..
__كتبوا الرقم__
اخت نوال راحت للشاب وبيدها الرقم:لو سمحت! تفضل الرقم.
الشاب:وش الرقم هذا_وبعدين انا ماعرفكم_ولا مفكرين الشباب كلهم اصحاب غزل(مجرد نظرة إعجاب)صدق انكم على الريحه يالبنات..
اخت نوال ترجع وبيدها الرقم..
نوال:هاه بشري لايكون الرقم الي بيدك رقمه_انا قلت راح اجيب راسه يعني راح اجيب راسه..
اخت نوال:إيه هين_هذا رقمك..
ويقول انتي على الريحه بس ماصدقتي خبر..
نوال:يعني كذا،،اوريك فيه_انا رايحه له..
اخت نوال:لحظه يامهبوله،،محنا ناقصين مشاكل..
_تقرب نوال من الشاب وهو داخل محل وتقول:مين انت علشان ترفض رقمي،،انت عارف اني بإشاره من إصبعي اخلي الشباب كلهم يجون لي ركض..
الشاب:أحد ماسك!هذا السوق قدامك مليان شباب..
نوال تكشف وجهها الفاتن علشان تسدحه على وجهه_وهو ولا همه_ويقول_انتهيتي،،انا مشغول ولاني فاضي لك..
نوال ترجع لاختها طفشانه: يالله خلينا نمشي..
اخت نوال:طيب طالعي مين وراك يانوال؟!
ناظرت نوال إلاوالشاب الي رفض رقمها واقف جنبها ويبتسم..
نوال:ماتسمعين الكلام_يالله مشينا..
الشاب:لحظه :انا ماكنت قاصد اجرحك_ولكن حبيت اعرف وش كثر معجبه فيني ولأجل كذا جيتك..
نوال:والأن عرفت ياقاسي..
الشاب:اكيد ياحلو،،ولا فيه شاب يترك كل الجمال الي فيك..
نوال:علم روحك ياثقيل..
اخت نوال:عن اذنكم_اترك لكم الجو واروح اشوف بختي مع احد هالشباب..
الشاب:انتي فاضيه الآن..
نوال:إلى الساعه12يعني قدامنا ساعتين..
الشاب:وش رايك انا عازمك على عشاء في مطعم قريب..
نوال:قصدك اطلع معك في السياره_وانا ماعرف عنك شي حتى إسمك؟!
الشاب:انا إسمي مشعل،، ويحصل لي الشرف انك تقبلين عزومتي بمناسبة المعرفه..
نوال:إذا كان بمناسبة التعارف انا موافقه،،بس بشرط!..
مشعل:آمري يانظر عيني انا كلي لك..
_نوال:راح نحي الذكرى سنويا،
اوكي حياتي_ومانبغى نتأخر على الوالده_انا راح اتصل عليها واقول اني قاعده الف السوق علشان التيشيرت..
__اتصلت على امها المسكينه
واقنعتها،،وقالت الأم انا راح انتظركم في السياره__
وبرضوه إتصلت على إختها وبلغتها وقالت:طعاما شهيا انتي والاطخم الي معك..بس تكفين لاتنسين تصورينه علشان اوري صديقاتي صورته..
مشعل:خلاص ياحياتي جاهزه؟!
نوال:أكيد،،انا إذا قلت كلمه مستحيل اتراجع عنها،،علشان تعرف وش كثر انا معجبه فيك..
[طلعوا من البوابه وصلوا للسياره]
مشعل:اركبي ياحياتي..
______________________________ ____
ركبوا السياره وطول الطريق إيديهم متشابكه_وداخلين جو الرومانسيه والغرام واغنية خالد عبد الرحمن(تقوى الهجر)
والبنت قاعده تبكي..
مشعل:حياتي وش فيك،، ضايقتك بشي..
نوال زاد بكاها_ومشعل وقف السياره وحضنته نوال_مشعل يمسح دموعها ويمسح على راسها_البنت دخلت عالم الرومانسيه_مشعل إستغل الفرصه وطبعا البنت غرقانه في دموعها وحاطه راسها على حضنه والأخ يخط لإخراج شهوته_وقاعد يواسيها في الكلام العذب لاجل ماتصحى من رومنسيتها وتخرب طبخته..
_طلع على خط الدمام السريع قاصد مخيم الشباب_
وصل المخيم والبنت لازالت على اغنية (خالد) تبكي..
مشعل طفا السياره والبنت صحصحت من جو العاطفه..
نوال قاعده تناظر شمال ويمين والدنيا ظلمه والمباني بعيده_وقاعده تصرخ:مشعل الله يخليك رجعني لاهلي،الله يخليك،،انا وش سويتلك علشان تجيبني للمخي،شعل تكفى والي يرحم والديك،، ابوس رجلك بس رجعني…
مشعل:بالنسبه لي انا مابغاك!!
نوال:طيب ليش جايبني للمخي.
مشعل:ياشباب إطلعوا،،يانايف،،
ياسعود،،ياناصر،،ترى جبت الصيده الي قلت لكم_وانا عني مليت من هالاشكال..
الشباب:قدها وقدود يابرنس البنات…
__نوال من كثر بكاها يغمى عليها ويصحونها__
مشعل:اقول ياشباب،،،لاخلصتوا سهرتكم نزلوها بعيد عن الخط
ولاتنسون تغطون عيونها…
الشباب:أبشر ولا يهمك_
نوال!!فقدت أغلى ماتملكه في حياتها([[بإغتصابها]])
نزلوها الشباب بعد إغتصابها في مكان بعيد عن الطريق السريع وقالوا:تسلمين يانوال على الوقت المتع..
نوال صابتها صدمه قويه وصارت تركض زي المجنونه وتبكي،،فجأه!!شافت نور سيارات بعيده وتوجهت لها ركض لين اتضح لها انه الطريق السريع…
نوال:قعدت تفكر،،انا الي جنيت على نفسي وجبت العار لأهلي،،،انا السبب،،،
وبدون ماتشعر في نفسها شافت شاحنه تقرب ورمت نفسها قدام الشاحنه،،،فاصبح جسدها أجزاء متناثره على الطريق،،،
[(وكانت نهايتها مؤلمه)]
______________________________ ____
فمات امها حسره عليها،،
واصبحت اختها من حفظة كتاب الله ومن الداعيات إلى الله ومرضت بعد مرور سنه بمرض سرطان الدم……
والشباب لقوا حتفهم في حادث سياره تحت تأثير المسكر_ماعدا مشعل،،،فقد أصيب بشل رباعي مع فقدان للبصر وهو يرقد الآن في مستشفى النقاهه…….

………………………… ………………………… ……




خليجية



التصنيفات
منوعات

ات لي كاملة من البداية حتى النهاية الحلقة 17

السلام عليكم, اختي دمعتي ولا دمعة امي راح اساعدك في تحميل رواية انت لي لانها طويله تمووت ههه :p

بين يوم و آخر ، يحضر نوار لزيارة دانة أو الخروج معها للعشاء في أحد المطاعم أو للتنزه … أو شراء مستلزمات الزفاف و عش المستقبل !
" إلى أين ستذهبان اليوم ؟؟ "
سألتها ، و هي ترتدي عباءتها استعدادا للخروج ، قالت :
" إلى محلات التحف أولا ، ثم إلى الشاطئ ! سأعود ليلا ! "
قلت :
" الشاطئ ؟ رائع ! كم أشتاق الذهاب إليه ! "
قالت بمكر :
" تعالي معنا ! "
نظرت إليها باستهتار ثم أشحت بوجهي عنها … قلت :
" كنت سأفعل لو أن خطيبك لم يكن ليرافقنا !"
قالت بخبث :
" نذهب وحدنا ؟ أنا و أنت ؟؟ "
" نأخذ أبي و أمي ! ما رأيك دانة ؟؟ اصرفيه و دعينا نذهب نحن الأربعة ! "
" لا تكوني سخيفة ! "
و انصرفت عني ترتب عباءتها أمام المرآة …
قلت :
" في كل يوم تخرجين معه ! لم لا تتنازلين عن هذا اليوم لنخرج معا ؟؟ إنني أشعر بالملل "
قالت :
" غدا يعود سامر و اذهبي معه حيث تريدين ! "
و غدا هو موعد زيارة سامر ، الذي يأتي مرة أو مرتين من كل شهر … ليقضي عطلة نهاية الأسبوع معنا …
لكن …
لكنني لا أشعر بالحماس للذهاب معه …
حين أقارن بين وضعي و وضع دانة أشعر بفارق كبير … إنها منذ لحظة ارتباطها تعيش سعادة و بهجة متواصلة … و تستمتع بحياتها كل يوم
خطيبها رجل ثري و يغدق عليها الهدايا و الهبات !
كل يوم أذهب أنا للكلية ثم أعود و أقضي وقتا لا بأس به في الواجبات و في الرسم ، بينما تستمتع دانه بالنزهات و الرحلات مع خطيبها المغرور …
و في أحيان أخرى تقضي ساعات طويلة في التحدث معه عبر الهاتف !
حين يتصل سامر فإن حديثنا لا يستغرق غير دقائق …
فهل كل المخطوبين مثل دانه سواي أنا ؟؟
قلت أستفزها :
" و على كل … فخطيبك شخص مغرور و بغيض ! لا أعرف كيف تحتملين البقاء معه كل هذه الساعات ! "
التفتت دانه نحوي و نظرت إلي بخيلاء و قالت :
" مغرور ؟ و حتى لو كان كذلك ! يحق له … فهو أشهر و أغنى لاعب في المنطقة ! أما بغيض … فلا تعني شيئا ! فهو رأيك في جميع الرجال ! "
و صمتت لحظة ثم قالت :
" و ربما حتى سامر ! أنت خالية من الرومانسية يا رغد ! و لا تعرفين كيف تحبين أو تدللين خطيبك ! "
و هنا سمعنا صوت جرس الباب ، فانطلقت دانه مسرعة تحثني على الخروج من غرفتها ، ثم تقلق الباب … و تغادر …
ربما نسيت دانه ما قالت حتى قبل أن تغادر ، لكن كلماتها ظلت تدق مسمارا مؤلما في قلبي لوقت طويل …
أنا فعلا لا أشعر باللهفة للقاء سامر ! لكنه دائما يشتاق إلي … و في الآونة الأخيرة ، بعد أن انتقل إلى مدينة أخرى ، صار يعاملني بطريقة أشد لطفا و حرارة كلما عاد
ذهبت إلى غرفتي و أنا متأثرة من جملة دانه الأخيرة هذه … فهل أنا فعلا خالية من الرومانسية ؟؟
و هل بقية الفتيات يتصرفن مثل دانه ؟؟
أنا لم أحتك مباشرة بصديقة مخطوبة فأنا أول من خطبت من بين صديقاتي رغم أنني أصغرهن سنا !
أردت طرد هذه الأفكار عن رأسي ، فعمدت إلى كراساتي … و أقبلت على الرسم …
شيء ما دعاني لأن أفتش بين لوحاتي المتراكمة فوق بعضها البعض عن صورة وليد !
لا تزال الصورة كما هي … منذ رحل … لم أملك أي رغبة في إتمام تلوينها …
لست من النوع المتباهي بنفسه ، لكن هذه اللوحة بالذات … رائعة جدا !
وليد … له وجه عريض … و جبين واسع … و شعر كثيف … و عينان عميقتا النظرات … و فك عريض منتفخ العضلات … و أنف معقوف حاد !
إنه أكثر وسامة من نوّار الذي تتباهى دانه به !
و من سامر المشوه طبعا …
لم أكن لأرسم شيئا مشوها كوجه سامر … إنه لا يصلح عملا فنيا …
في لقائي الأخير بوليد ..عند رحيله ليلا … بكيت كثيرا جدا … ربما أكثر مما بكيت يوم علمت أنه سافر للدراسة دون وداعي قبل سنوات …
أوصدت الباب و دخلت ، و العبرات منزلقة بانطلاق على خدي الحزين
فوجئت برؤية والدتي تقف عند النافذة المشرفة على الفناء ، و التي تسمح للناظر من خلالها أن يرى البوابة ، و من يقف عند البوابة ، و ما يحدث قرب البوابة !
لم أعرف لحظتها ما أفعل و ما أقول … أصابني الهلع و الخرس … أمي اكتفت برشقي بنظرات مخيفة و حزينة في آن واحد ، ثم انصرفت …
منذ ذلك الحين و هناك شيء ما يقف بيني وبينها … لا أعرف ما كينونته و لا أجله
في المساء ، زارتني ابنة خالتي نهلة ، و طبعا سارة معها فهي تلازمها كالذيل ليلا و نهارا !
كنت أرغب في التحدث مع نهلة عن أمور تشغل تفكيري و تحيرني … و أشياء لا أستطيع التحدث عنها لشخص آخر … و لكن كيف لي أن أصرف هذه الصغيرة المتطفلة ؟؟
" ساره … هل تحبين الذهاب إلى غرفتي و التفرج على رسوماتي ؟؟ يمكنك أيضا رسم ما تشائين ! "
" سأذهب حين تذهب أختي "
أوه … كيف لي أن أصرفها …؟؟
" إذن … ما رأيك بمشاهدة فيلم هزلي جديد مدهش … أحضره أبي يوم أمس ؟ اذهبي لغرفة المعيشة و تفرجي مع أمي ! "
"سأبقى معكما "
نهلة نظرت إلي نظرة استنتاج ، ثم قالت لشقيقتها :
" عزيزتي ساره … شاهدي الفيلم و نحن سنأتي بعد قليل ! "
" سأذهب حين تذهبان "
يا لها من فتاة مزعجة ! ألا أستطيع أن أنفرد بصديقتي لبعض الوقت ؟؟
قالت نهلة :
" لا بأس رغد ! فهي لا تكترث لما نقول ! … أهناك شيء ؟؟ "
ترددت ، و لكنني بعد ذلك أطلقت لساني لقول أمور لم أظن أن سارة ستفهمها … فهي إلى كونها لا تزال صغيرة ، و غبية لحد ما !
قلت :
" سامر سيأتي غدا ! "
قالت :
" و …؟؟ "
قلت :
" سيفتح موضوع زواجنا من جديد ، كما في كل مرة ! إنه يريد أن نتزوج مع دانه … و يبدو أن والدتي اقتنعت بالفكرة و صارت تشجعني عليها … "
قالت :
" و أنت ؟؟ "
تنهدت ثم قلت :
" تعرفين … إنني أريد أن أنهي دراستي أولا … و … و … أعرف رأي وليد "
نهلة ترفع حاجبا ، و تخفض آخر … و تميل إحدى زاويتي فمها بمكر !
" و أعرف رأي وليد ! و إذا قال وليد : الزواج ممنوع !؟ "
قلت بسرعة :
" لن أتزوج ! "
قالت
" و إن قال : الزواج واجب !؟ "
لم أرد … نهلة تأملتني برهة ، ثم قالت :
" رغد ! و لماذا تنتظرين رأي وليد ؟؟ إنه ليس ولي أمرك أو المسؤول عنك ! "
استأت من هذه الحقيقة الموجعة …
فلطالما كان وليد مسؤولا عني منذ الصغر … و لطالما قال أنه لن يتخلى عني … و لطالما اعتبرته أهم شخص في حياتي … إلى أن غاب …
قلت :
" لكنه … لكنه … أكبرنا … و أنا أحترم رأيه كثيرا … و … سأعمل بما يقول "
نهلة قالت :
" ألا يزال كما كان في الماضي ؟ أذكر أنه كان طويلا و قويا ! كان يلعب معك كثيرا سابقا ! "
ابتسمت ، و توسعت الشعيرات الدموية في وجهي ! و قلت بخجل :
" إنه كذلك ! لكن … لا مزيد من اللعب فقد أصبح رجلا كبيرا ! "
قالت :
" صحيح ! على فكرة هل تزوج ؟؟ "
الشعيرات التي كانت متفتحة قبل ثوان انقبضت و خنقت الدماء في داخلها …
أيقظت جملة سارة في نفسي شيئا كان نائما بسلام … قلت بارتباك أمحو السؤال و أطرده من الوجود :
" لا … لا "
قالت نهلة :
" إذن لابد أنه يفكر في الزواج الآن ! بعدما عاد للوطن و استقر في العمل ! "
ثم أضافت مداعبة :
" هل تريدين عروسا له ؟؟ جميلة و جذابة و رائعة مثلي !؟ "
قلت بحنق بدا معه جليا استيائي من الفكرة :
" لا تكوني سخيفة يا نهلة ! "
استغربت نهلة استيائي هذا ، ثم قالت :
" إنه كبير على أية حال ! و لا يناسب فتاة تصغره بتسع سنين ! "
فكرة أخرى ـ أن يتزوج وليد ـ رافقت الفكرة الأولى ـ خالية من الرومانسية ـ في اللعب بالمضرب و الكرة في رأسي طوال الساعات التالية !
قلت :
" إنه … لا يفكر في الإقامة هنا … أتمنى لو نعود إلى بيتنا السابق … معه "
قالت :
" ماذا عن خطيبك ؟؟ هل سيستقر هو الآخر في المدينة الأخرى ؟؟ "
قلت :
" لا أعرف … ! عمله هناك … و لابد له من البقاء هناك "
" و إن تزوجتما ؟؟؟ ستنتقلين للعيش معه حتما ! "
لم تعجبني الفكرة !
لا أريد أن أبتعد عن أهلي … إنني لا أستغني عنهم … أريد البقاء في بيتهم …
" سأنتظر رأي وليد "
تقوس حاجبا نهلة دهشة و قالت ببلاهة :
" رأي وليد ؟؟ في أن تقيمي مع زوجك أو مع والديك ؟؟ "
قلت بغضب :
" حمقاء ! أعني في أن نؤجل موضوع الزواج لوقت لاحق … فربما تتغير الأوضاع … "
" عليكم أن تقرروا بسرعة ! فموعد زواج دانه يقترب ! أين هي على فكرة ؟؟ "
" دانه ؟ خرجت كالعادة تتنزه مع خطيبها ! "
ابتسمت نهلة … لكنني أزحت ابتسامتها جانبا بسؤالي :
" نهلة …هل يشعر جميع المرتبطين بسعادة مميزة عندما يتنزهون مع بعضهم البعض … أو يتبادلون الهدايا … أو المكالمات الهاتفية ؟؟ "
طبعا نهلة اندهشت ، و قالت :
" أكيد ! طبعا ! "
صمت لثوان ، ثم قلت :
" لكنني لا أشعر بشيء كهذا ! إنني أتحدث معه كما أتحدث معك ! لا شيء مميز … ليس كما تكون دانه حين تتحدث مع خطيبها أو تخرج معه ! غاية في السرور ! "
فوجئت نهلة بكلماتي هذه … ة قالت :
" أنت ِ … لا تحبينه ؟؟ "
قلت سرعة :
" بالطبع … أحبه ! "
نظرت نهله نحو سارة البليدة … ثم قالت :
" كما تحب دانه خطيبها ؟؟ "
" لا ! كما تحبين أنت ِ حسام ! "
دانة عادت تسأل :
" ليس كما تحب امرأة ٌ رجلا ؟؟ "
توترت من سؤالها … و بعثرت نظراتي فيما حولي … و وقع سهم منها على سارة ، و التي كانت تنظر إلينا ببلادة و غباء مزعجين !
قلت بعصبية :
" و كيف يجب أن تحب امرأة رجلا ؟؟ "
قالت نهلة بأسى :
" أوه يا عزيزتي ! رغد ! إنك لا تزالين طفلة ! "
عادت دانه من سهرتها الخارجية عند العاشرة و النصف …
كنت أشاهد الفيلم الذي أحضره والدي مؤخرا ، و حين دخلت غرفة المعيشة رمت بحقيبة يدها على المقعد و تهالكت عليه بتنهد …
" لم لم تنامي بعد رغد ! عادة ما تنامين باكرا جدا ! "
لم ألتفت إليها ، و أجبت :
" سأتابع الفيلم حتى النهاية "
صمتت لحظة ، ثم قالت :
" سأريك شيئا "
و سحبت حقيبتها ، و منها أخرجت علبة مجوهرات صغيرة ، و فتحتها لتريني الخاتم الذهبي الرائع الذي بداخلها … " رائع ! كم ثمنه ؟؟ "
رفعت رأسها و نظرت إلي من طرف عينيها و قالت :
" كم ثمنه ؟؟ لا أعرف طبعا ، و لكن بالتأكيد باهظ … أهداني إياه خطيبي الليلة ! كم هو رائع ! "
قلت و أنا أتأمل هذه التحفة المبهرة :
" نعم ! رائع هنيئا لك ! "
قالت دانة :
" حقا ! هل غيرت رأيك فيه أخيرا ! "
قلت :
" الخاتم ؟؟ "

" بل خطيبي يا نبيهة ! "
حدقت بها قليلا ثم قلت :
" بغيض و مغرور … "
ثم أشحت برأسي عنها …
و إن كان بغيضا في عيني ، فهو في عينيها شيء رائع … و مميز !
لم تكترث دانة لقولي ، و أخذت تنقل الخاتم من إصبع لإصبع بسرور و دلال !
" دانه … "
" نعم ؟ "
كنت أريد أن أسألها … و شعرت بالخجل … و لزمت الصمت !
دانة نظرت إلي باستغراب :
" نعم رغد ؟؟ ماذا أردت القول ؟؟ "
ترددت قليلا ثم قلت بحياء و بصوت منخفض و نبرة متوترة :
" هل … تحبين نوّار ؟ "
دهشت دانة من سؤالي ، لذا حملقت بي وهلة ، ثم قالت :
" ما هذا السؤال !؟ "
ندمت لأنني طرحته ! إنه موضوع حساس لم أجرؤ من قبل على التحدث فيه مع أي كان …
و لما لحظت دانة تراجعي الخجل ، قالت :
" نعم أحبه ! إنه شريك حياتي … ! نصفي الآخر ! "
صمت قليلا ثم سألت :
" إذن … كيف تشعرين حين يكون معك ؟؟ "
أنا بنفسي لاحظت ذلك … رغم المساحيق التي تغطي وجهها إلا أن اللون الأحمر المتوهج طلى وجهها و هي تجيب على سؤالي :
" أشعر … ؟؟ … بالحرارة ! "
و أشارت إلى قلبها بيديها كلتيهما …
الحرارة … في صدري و جسمي كله ، هي شعور لم أحس به في حياتي … إلا عندما اقتربت من شخص واحد فقط …
هو وليد … !
" وليد ! هل فقدت صوابك !!؟؟
قال سيف و هو فاغر فاه لأقصى حد من هول المفاجأة …
لقد أخبرته بخبر فعلتي الجنونية الأخيرة …
" نعم يا سيف ! استقلت و انتهى الأمر "
أخذ يهز رأسه و يضرب يدا بالأخرى من الغيظ و الأسف …
" أرجوك يا سيف … قضي الأمر … لم أكن لأستطيع الاستمرار و الجميع ينظر إلي و يعاملني بهذا الشكل … يحتقرونني و يتحاشون الاقتراب مني و كأنني وباء خطير "
" و ما لك و لهم ؟ وليد ! لم يكن الحصول على هذه الوظيفة بالأمر السهل … لقد تسرعت "
استدرت بغضب ، و قلا بانفعال :
" فليذهبوا بوظيفتهم للجحيم "
أعرف أن العثور على عمل هو من أكثر الأمور صعوبة في الوقت الحالي ، لكنني ضقت ذرعا بالهمزات و اللمزات التي يرمي بها الآخرون علي بقسوة ، لكوني قاتل و خريج سجون …
كما و أنني سمعت بعضهم يذكر صديقي سيف بالسوء بسبب علاقته الوطيدة معي …
بقائي في العمل بشركته صار يهدد سمعته هو … و أنا لم أكن لأرضى عليه بأي أذية …
أليس هو الباقي لي من الدنيا ؟؟
تلا هذا صمت مغدق …
سيف استاء كثيرا جدا من إقدامي على هذه الخطوة التي وصفها بالتهور … ألا أنني كنت أراها حلا لابد منه
قال :
" ما أنت فاعل الآن ؟؟ "
ابتسمت ابتسامة سخرية …
" أفتش من جديد "
نعم … عدنا للصفر !
لو أنني أتممت دراستي ، مثلك يا سيف ، لكنت الآن … رجلا محترما مهابا … أتولى إدارة إحدى الشركات كما كنت أحلم منذ الصغر …
و فشلي في تحقيق أي من أحلامي ، هو أمر لا يجب أن تتحمل أنت مسؤولياته ، أو ينالك سوء بسبب علاقتك بي
سيف كان قلق … أردت أن أغير الموضوع ، فقلت :
" اخبرني … ما النبأ الجميل الذي تحمله ؟؟ "
و كان سيف قد أبلغني بأن لديه خبر جميل ، عندما وصل إلى بيتي قبل دقائق !
سيف قال :
" لقد … عزمت على إتمام نصف الدين ! "
فاجأني الخبر ، و أسرني كثيرا ، فأمطرت صديقي بالتهاني القلبية ! إنه أول خبر سعيد أسمعه منذ شهور …
" أخيرا يا رجل ! فليبارك الله لك ! "
" شكرا أيها العزيز … العقبة لك ! متى يحين دورك ؟؟ "
دوري أنا !
إن مثل هذا الموضوع لم يكن ليخطر على بالي !
و هل يفكر في الزواج رجل خرج من السجن قبل شهور ، و بالكاد بدأ يتنفس الهواء … و كان و عاد عاطلا عن العمل ! …
و فوق كل هذا … ذو جرح لم يبرأ بعد …
قلت :
" قد تمضي سنوات و سنوات قبل أن تعبر الفكرة على رأسي مجرد العبور ! "
" لم يا رجل !؟ إننا في السابعة و العشرين ! وقت مناسب جدا ! "
قلت :
" لأجد ما يعيلني أولا ! كيف لي أن أتحمل مسؤولية زوجة و أطفال ! "
قال سيف :
" إنك تحب الأطفال يا وليد ! ألست كذلك ؟ "
" بلى ! … "
" ستكون أبا عطوفا جدا ! "
و ضحكنا !
يمكنني أن أضحك بين حلقات سلسة همومي التي مذ بدأت لم تنته …
قضيت أسابيع أفتش عن عمل … و فشلت
حتى أقاربي الذين لجأت إليهم طالبا الدعم ، خذلوني
لو كان سبب دخولي السجن شيء آخر ، لربما عاملني الناس بطريقة أفضل …
كرهت الدنيا و كرهت نفسي و كرهت كل شيء من حولي …
و بدأت نقودي التي جمعتها خلال الأشهر الماضية تنفذ … و أعود للفقر من جديد …
كنت جالسا في حديقة المنزل الميتة … أدخن السيجارة تلو الأخرى … غارقا في التفكير و الهموم …
كانت الأرض أمامي قاحلة … لا زرع فيها و لا حياة …
تماما مثل حياتي …
تزوج صديقي سيف بعد بضعة أشهر خطوبة … و ينعم الآن بحياة جديدة ، و يتولى مسؤوليات أكبر … و لم يعد متفرغا لي …
حصلت على عمل بسيط جدا في أحد المحلات التجارية … إلا أنني لم استمر فيه بسبب المشاكل التي واجهتني ، لكوني موصوم بالإجرام و القتل …
أصبحت بإحباط شديد … و أنا افقد القليل الذي كنت قد حصلت عليه … و ضاقت بي الدنيا … كما و داهمني الإعياء و المرض … فقررت الهروب من مدينتي إلى مكان ألقى فيه شيء من الاحترام و المودة
بعيدا عن السمعة المجروحة … إلى حيث يوجد من يحبني و يرغب بوجودي و يتقبلني على ما أنا عليه من عيوب و وصم عار …
إلى أهلي ….
كانت شهور عشرة قد انقضت منذ رحلت عنهم …
كلما اتصلوا بي أو اتصلت بهم ، أخبرتهم بأنني في أحسن حال ، بينما أنا في أسوئه
انفث الدخان السام من صدري … و أفكر … أ أعود إليهم ؟؟ أم لمن ألجأ ؟؟
أتخيل نفسي بينهم من جديد … فتظهر صورة رغد لتحتل منطقة الخيال من رأسي … فأبعدها و أبعد الفكرة …
" لا … لن أعود "
و أرمي بالسيجارة على الأرض ، و أدوسها بحذائي فتندفن تحت الرمال … إلى جانب شقيقاتها … في قبور متجاورة و مزدحمة …
لماذا لا أموت أنا مثلها ؟؟
إلى متى أستمر في تدخين هذه الأشياء القذرة ؟؟
ألا يكفي السجن أن لوث سمعتي و ضيع مستقبلي ؟
أ أترك دروسه و مخلفاته تلوث صدري و تفسد صحتي ؟؟
أتذكر قول نديم لي … لا تدع السجن يفسدك يا وليد …
هل أنا شخص فاسد الآن ؟؟
نديم …
ليتك معي الآن … …
فجأة … تذكرت شيئا غاب عن مذكرتي تماما !
يوم وفاته ، نديم أوصاني بشيء …
طلب مني أن أزور عائلته و أطمئن عليهم !
وقفت منفعلا … يا للأيام ! لم يخطر هذا الأمر ببالي من ذي قبل …
و كيف له أن يجد فرصة للظهور فيما يحتل تفكيري أمور أخرى …
ربما وفاء ً لذكرى صديق عزيز لطالما كان يدعمني في أسوأ أيام حياتي …
أو ربما كان فراغا طويلا لم أجد معه ما أفعله
أو حتى هروبا من هذه المدينة و سمعتي المنحطة فيها
أيا كان الدافع ، فقد قررت يومها زيارة عائلة نديم !
نديم أخبرني بأنه يملك مزرعة في المدينة الشمالية ، و هذه المدينة بعيدة عن مدينتي و هي أقرب إلى المدينة الصناعية حيث يعيش أهلي …
جمعت كل ما أحتاجه و ما قد أحتاجه ، و عزمت الرحيل …
الهدف لم يكن زيارة عائلة نديم تنفيذا لوصيته التي ماتت يوم وفاته ، بقدر ما كان الفرار من الفشل الذريع الذي أعيشه في هذه المدينة
الآن أدرك لم قرر والدي الرحيل ، و لم لا يفكر في العودة
لا بد أنه تعرض لمثل ما تعرضت له … بسبب جريمتي النكراء …
ذهبت لزيارة سيف في مسكنه الجديد ، و أبلغته أنني راحل …
كان وداعنا مؤلما إلا أنه قال :
" في أي وقت … و كل وقت … تشعر بأي حاجة لأي شيء ، تذكر أنني موجود "
و دفع إلي مبلغا من المال قبلته على شرط أن أرده له في أقرب فرصة … و لا أعلم كم تبلغ المسافة بيني و بين هذه الفرصة !
أقفلت أبواب المنزل الكئيب … و تركت الذكريات القديمة سجينة … تغط في سبات أبدي …
بما فيها صندوق الأماني المخنوق ، و الملقى بلا اهتمام عند إحدى زوايا الغرفة
إن كتب لي أن أعود يوما … فسأفكر في فتحه !
انطلقت مستعينا بالله و متوكلا عليه … متجها إلى المدينة الشمالية … لم أكن قد زرتها في حياتي من قبل ، إلا أنني أعرف أن الطريق إلى المدينة الصناعية يؤدي إليها ، و أنها لا تبعد عن الأخيرة إلا قليلا
وصلت إلى المدينة الصناعية … و شوقي سحبني نحو بيت عائلتي سحبا …
كيف لي أن أعبر من هنا … ثم لا أمر لألقي و لو نظرة عابرة على أهلي ..؟؟
كان الوقت عصرا … أوقفت سيارتي إلى جانب سيارة أبي ، و السيارة الأخرى التي تبدو جديدة و آخر طراز !
مؤخرا صار سامر يأتي إلينا مرة واحدة في الشهر … أصبح يعمل عملا مضاعفا و قلت حتى اتصالاته !
و حين جاء البارحة ، طلبت منه أن يصطحبني إلى الشاطئ هذا اليوم !
طبعا سامر فرح كثيرا بهذا الطلب … و أنا كنت أريد أن أرفه عن نفسي و أقلد دانة !
إنها دائما تشعرني بأنني لا أصلح امرأة !
الجميع من حولي يعاملونني على أنني لا أزال طفلة !
إنني الآن في الثامنة عشر من العمر … و أحس بأنني خلال الأشهر الماضية كبرت كثيرا !
لقد بدأت استخدم المساحيق بكثرة مثلها ، و أشتري الكثير من الحلي و الملابس… بالرغم من أنني لا أجهز للزفاف مثلها !
فكرة الزواج الآن لم أقتنع بها … و لسوف أنتظر حتى أنهي دراستي و أكتسب صفات التي تعرف كيف تحب و تدلل شريك حياتها !
أليس هذا هو المطلوب ؟؟
" هيا رغد ! الوقت يمضي ! "
سامر يناديني ، و هو يقف خلف الباب ، ينتظر خروجي …
أجبت و أنا ارتدي شرابي ثم حذائي الجديد ذا الكعب العالي ، على عجل :
" قادمة … لحظة "
و في ثوان كنت أفتح الباب …
حين صرت أمامه راح يحدق بي باستغراب ، ثم قاد بصره إلى حذائي !
" رغد ! لقد طلت بسرعة ! لم تكوني هكذا البارحة ! "
ابتسمت و قلت و أنا أظهر حذائي الطويل من خلف عباءتي :
" إنها الموضة ! "
سامر ضحك و قال :
" و لكن يا عزيزتي هل ستسيرين بحذاء هكذا على الشاطئ ؟؟ "
" لا يهم ! أنا أريد أن أظهر أطول قليلا حتى لا يظنني الناس طفلة ! "
" كما تشائين ! هيا بنا "
و خرجنا ، و مررنا بالمطبخ حيث وضعت سلة صغيرة تحتوي بعض الحاجيات فحملها سامر و هممنا بالانصراف ….
و إذا بدانة تقول :
" هل آتي معكما ؟؟ "
أنا و سامر تبادلنا النظرات …
طماعة ! ألا يكفيها أنها تخرج مع خطيبها كل يوم فيما أنا جالسة وحيدة في المنزل ؟؟
قلت :
" لا ! إنها رحلة خاصة ! "
سامر ابتسم بخجل ، و دانه نظرت إلي من طرف عينها مع ابتسامة خبيثة أعرفها جيدا … و أعرف ما تعنيه منها !
تجاهلتها و سرت مبتعدة …
" انتبهي لئلا تنزلقي زرافتي ! "
و أخذت ْ تضحك !
قلت بحنق :
" ليس من شأنك "
و خرجت مسرعة ….
دانه تتعمد التعليق على أي شيء يخصني … و دائما تعليقها عنه يوحي بعدم رضاها أو سخريتها منه !
إلا أنها تشعر بالغيرة من طولي الذي يسمح لي بارتداء أحذية كهذه ، و هي محرومة منها !
خرجنا على الفناء الخارجي و سامر يبتسم بسرور !
حتى و إن كانت نظارته السوداء الكبيرة تخفي عينيه … كنت أعرف أنه يحدق بي !
اعتقد أنه سعيد جدا … السعادة المميزة … التي لم أذق لها أنا طعما حتى الآن …
فيما نحن نقترب من الباب ، قرع الجرس !
تقدم سامر و فتحه …
و توقفت الكرة الأرضية عن الدوران !
اعتقد أن شهابا قد ارتطم بها … هنا خلف هذا الباب !
شعور مفاجئ … و اصطدام مجلجل … و حرارة محرقة شاوية … و حمم … و ضباب … و اختناق … و ارتجاف … و عرق … و ذهول … كلها مجتمعه انبثقت فجأة من عند الباب و اجتاحتني …
هل أصدق عيني ! ؟
هل يقف أمامي المارد الناري الضخم المرعب … متمثلا في صورة … وليد ؟؟؟
هتف سامر بذهول و بهجة عارمة :
" أخي وليد !! "
و تعانقا عناقا طويلا …
يا لها من مفاجأة مذهلة !
اعتقد أنه كان علي الأخذ بنصيحة سامر و تغيير حذائي … إنني أوشك على الانزلاق ! لماذا فقدت توازني بهذا الشكل ؟؟
بعد لقائهما الحميم … استدارا نحوي …
حينما وقت عيناه على عيني ، طردهما بسرعة و غض بصره … و قال بهدوء لا يتناسب و الحمم و البركاين و الانفجار و النيران الذي تولدت لحظه ظهوره من فتحة الباب :
" كيف حالك صغيرتي ؟ "
لقد حاولت أن أحرك لساني لقول أي شيء … لكن بعد احتراقها ، فإن كلماتي قد تبخرت و صعدت للسماء !
طأطأت رأسي للأرض خجلا … حين عبرت ذكرى لقائنا الأخير سريعة أمام عيني ! …
الرجلان يقتربان …
رفعت رأسي فإذا بعينيه تطيران من عيني إلى الشجرة المزروعة قرب الباب الداخلي …
سمعته يقول :
" ألا يبدو أنها كبرت !؟ "
التفت إلى الشجرة … صحيح … لقد كبرت خلال الشهور الطويلة التي غاب فيها وليد عنا !
لكني سمعت سامر يضحك و يقول :
" إنه الكعب ! "
أدركت أنه كان يقصدني أنا ! كم أنا غبية !
قال وليد :
" أ كنتما … خارجين ؟؟ "
قال سامر :
" أوه نعم … لكن يمكننا تأجيل ذلك لما بعد … تعال للداخل ستطير أمي فرحا ! "
قال وليد :
" أرجوكما امضيا إلى حيث كنتما ذاهبين ! إنني سأبقى في ضيافتكم فترة من الزمن ! "
مدهش !
عظيم !
ممتاز !
و أقبلا نحو الباب الداخلي ، و دخلنا نحن الثلاثة …
كانت مفاجأة مذهلة أحدثت في بيتنا بهجة لا توصف …
عشر شهور مضت … و هو بعيد … لا يتصل إلا قليلا … و حين يتصل يتحدث مع الجميع سواي … و إن تحدث معي صدفة ، ختم جمله المعدودة بسرعة …
لكنه الآن موجود هنا !
أنا فرحة جدا !
علمنا في وقت لاحق أنه مر منا قبل ذهابه إلى المدينة الشمالية لأمر خاص …
" كم ستظل هناك ؟؟ "
سألته أمي ، فأجاب :
" لا أعرف بالضبط ، ربما لبعض الوقت … سأفتش عن عمل هناك فقد أجد فرصة أفضل ! "
دانة قالت :
" و ماذا عن عملك في المدينة ؟؟ "
وليد اضطربت تعبيرات وجهه ، و قال :
" تركته "
ثم غير الموضوع لناحية أخرى …
فجأة سألني :
" كيف هي الكلية ؟؟ "
أنا تلفت من حولي بادئ الأمر … كأنني أود التأكد من أن وليد يتحدث إلي أنا !
بالطبع أنا !
لا يوجد من يدرس بالكلية غيري الآن !
قلت بصوت خفيف خجل :
" الحمد لله … تسير الأمور على ما يرام "
قال سامر :
" أنها مجتهدة و نشيطة ! و مغرمة بالفن أكثر من أي شيء آخر ! حتى مني ! "
الجميع أخذوا يضحكون …
سواي أنا و وليد …
أنا لم تعجبني هذه الجملة … أما وليد … فلا أعرف لم اكفهر وجهه هكذا … ؟؟
قالت دانة :
" إذن فقد أفسدت رحلتك الخاصة أيتها الببغاء الصغيرة ! "
و استمرت في الضحك …
أنا استأت أكثر …
وليد سأل دانة :
" أية رحلة ؟ "
أجابت :
" كانا يودان الذهاب للشاطئ ! سامر لا يأتي غير مرة في الشهر و خطيبته متلهفة لقضاء وقت ممتع و متميز معه ! إنها تغار مني ! "
و رفعت رأسها بتباهي …
ربما كانت تقصد مداعبتي ، لكنني حملتها محمل الجد … و وقفت فجأة ، و استأذنت للانصراف …
ذهبت إلى غرفتي مستاءة … و غاضبة …
قلت :
" يبدو أنها تضايقت … "
فجميعنا لاحظ ذلك … أما زالت دانه على ما كانت عليه منذ الطفولة ؟؟
نظرت إلى شقيقتي باستياء … و كذلك كان سامر ينظر إليها …
قالت :
" كنت أداعبها فقط ! "
سامر قال :
" لكنها انزعجت منك ! سأذهب إليها "
و غادر من فوره …
أنا طبعا لم أملك من الأمر من شيء …
قلت لدانة :
" أحقا كانا يودان الذهاب للشاطئ ؟ أنا آسف أن حضرت و أفسدت مشروع نزهتهما ! "
" لا تكترث وليد ! فهي فكرت في الذهاب فقط لأنني أوحيت لها بأن تذهب ! إنها لا تحب الخروج من المنزل خصوصا للأماكن العامة "
التزمت الصمت و لم أعلق على جملتها الأخيرة …
قالت :
" ما رأيكم أن نذهب جميعا غدا لنزهة عند الشاطئ ! كم سيكون ذلك رائعا ! "
نزهة عند الشاطئ ؟ يبدو حلما ! إنني لم أقم بكهذا نزهة منذ سنين !
و يبدو أن الفكرة قد راقت للجميع …
سألت :
" و ماذا عن نوّار ؟؟ "
قالت :
" في البلدة المجاورة ! إنها مباريات حاسمة ! ألا تتابع الأخبار ؟؟ "
في الواقع ، أخبار كرة القدم ليست من أولويات اهتماماتي !
تحدثنا عن أمور عدة … و شعرت براحة كبيرة … هنا حيث أحظى باهتمام أناس يحبونني و يعزونني …
أنا أرغب في العيش مع أهلي فقد سئمت الوحدة … ألا يكفي أنني حرمت منهم كل هذه السنين ؟؟
خرجت من كنفهم و أنا فتى مراهق … مليء بالحماس و الحيوية و مقبل على الحياة … طموح و ماض في طريق تحقيق أحلامه …
و عدت إليهم … و أنا رجل كئيب محبط مثقل بالهموم … فاقد الاهتمام بأي شيء … صقلني الزمن و شكلتني الأقدار …
لكنهم لا زالوا يحترمونني …
بعد مدة ، عاد سامر لينضم إلينا … لم تكن رغد معه
كنت أريد أن أسأله عنها ، و لم أجرؤ !
إنها لم تعد طفلتي … لم يعد لي الحق في الإهتمام بها …
" إذن فتلك السيارة الرائعة في الخارج هي لك يا سامر ! "
سألته ، فأجاب :
" نعم ! اشتريتها مؤخرا … ما رأيك بها ؟؟ "
" مظهرها رائع ! "
" و مزاياها كذلك ! كلفتني الكثير ! "
مقارنة بسيارتي القديمة فإن أي شيء في سيارة سامر سيبدو مدهشا !
إذن … فأحوال أخي المادية جيدة …
كم أبدو شيئا صغيرا أمامه … كم خذلت والدي ّ الذين كانا في الماضي … يعظمان من شأني و يتوقعان لي مستقبلا مشرفا …
شعور جديد تولد هذا اليوم ، يزيدني رغبة فوق رغبة في الرحيل العاجل …
ففي الوقت الذي يتمتع فيه سامر بعمل جيد و دخل وفير و مستقبل مضمون … افتقر أنا لكل شيء …
حتى رغد …
أصبحت له …
ألم شديد شعرت به في معدتي هذه اللحظة ، كان يتكرر علي في الآونة الأخيرة و لكنني لم أزر أي طبيب …
استمر معي الألم فترة طويلة و لم أشعر معه بأي رغبة لتناول الطعام المعد على مائدة العشاء …
لذا ، ذهبت إلى غرفة شقيقي ناشدا الراحة و الاسترخاء
في صباح اليوم التالي أردت الذهاب إلى المطبخ حيث يجلس الجميع …
قبل دخولي تنحنحت و أصدرت أصواتا من حنجرتي حتى أثير انتباههم لوصولي ، اقصد انتباه رغد لوصولي …
" تفضل بني "
قالت أمي … فدخلت و أنا حذر في نظراتي … لم أكن أريد أن أراها … لكنني رأيتها !
" صباح الخير جميعا "
ردوا تحية الصباح و طلبوا مني الجلوس إلى مائدة المطبخ الصغيرة التي يجتمعون حولها
" تعال وليد ! إننا نخطط لرحلة اليوم ! هل تحتمل الرحلة أم أنك لا تزال متعبا ؟؟ "
التفت إلى دانة التي طرحت السؤال ، و لم يكن بإمكاني منع عيني من رؤية رغد التي تجلس إلى جوارها
" أحقا قررتم ذلك ؟ سيكون ذلك رائعا ! "
أمي قالت و هي تشير إلى المعقد الشاغر :
" تعال عزيزي … أعددت ُ فطورا مميزا من أجلك ! "
نظرت باتجاههم ، لقد كانوا جميعا ينظرون إلي ، بلا استثناء …
قلت :
" سـ … أذهب إلى غرفة المعيشة "
و انسحبت من المطبخ …
وافتني أمي بعد قليل إلى غرفة المعيشة تحمل أطباق الفطور …
" شكرا … "
ابتسمت أمي ، و بدأت أنا في تناول وجبتي بهدوء ، بينما هي تراقبني !
" أمي … أهناك شيء ؟؟ "
سألتها بحرج ، قالت بابتسامة :
" لا عزيزي … فقط أروي ناظري برؤيتك … "
شعرت بالطعام يقف في بلعومي …
برؤية من تودين يا والدتي الارتواء ؟؟
برؤية الخذلان و الفشل ؟؟ الحطام و البقايا ؟؟
برؤية رجل موصوم بالجريمة ؟؟
كم خذلتك ! كم كنت فخورة بي في السابق ! إنني الآن شيء يثير النفور و الازدراء في أعين الجميع …
" الحمد لله "
حمدت ربي ، و وضعت الملعقة على الطبق …
" لم توقفت ! ألم يعجبك ؟؟ "
" بلى أماه … لكني اكتفيت "
" عزيزي سأخرج إن أزعجك وجودي … أرجوك أتم وجبتك "
" لا يا أمي ، لقد اكتفيت و الحمد لله "
أمي بعد ذلك ، عادت بالأطباق إلى المطبخ ، ثم أقبل الجميع إلى غرفة المعيشة و حاصروني بنظراتهم … و أسئلتهم حول أموري …
أنا كنت اكتفي بإجابات مختصرة … فلا شيء فيما لدي يستحق الذكر و الاهتمام …
و كالبقية كانت رغد تتابعني بعينيها و أذنيها ، في صمت …
" ما رأيك بتجربة سيارتي يا وليد ! لنقم بجولة قصيرة ! "
بدت فكرة ممتازة و منقذة ، فوافقت فورا و نهضت مع سامر ، و خرجنا …
" هل غضبت مني أمس حقا ! أنا آسفة يا رغد ! كنت أمازحك ! "
نظرت إلى السقف و قلت :
" حسنا ، انتهى الأمر الآن "
ثم إليها و قلت :
" و لكن لا تنعتيني بالببغاء ثانية … خصوصا أمام وليد "
قالت دانة باستغراب :
" وليد ؟؟ "
فاضطربت …
قالت :
" تعنين سامر !؟ "
قلت :
" وليد أو سامر أوأي كان … أمام أي كان ! "
و أشحت بوجهي بعيدا عنها
فعادت تبرد أظافرها بالمبرد و تغني !
كنا نجلس في المطبخ ، و للمطبخ نافذة مطلة على ساحة خارجية خلفية تنتهي بالمرآب
مرآب منزلنا مفتوح من ثلاث جهات ، و يسد جهته الخارجية بوابة كهربائية …
أقبلت أمي تحمل سلة الملابس المغسولة و دفعت بها إلي :
" رغد … انشريها على الحبال "
أوه … يا لعمل المنزل الذي لا ينتهي !
أردت أن أعترض و أوكل المهمة إلى دانة ، التي تجلس أمامي تبرد أظافرها بنعومة !
" انشريها أنت يا دانة ! "
هزت رأسها اعتراضا ، فهممت أن أتذمر !
لكني لمحت من خلال النافذة بوابة المرآب تنفتح ، و أدركت أنهما قد عادا !
و بسرعة ابتلعت جملة التذمر قبل أن أتفوه بها و قل متظاهرة بالاستسلام :
" حسنا … لن أؤذي أظافرك ! سأنشرها أنا ! "
و حملت السلة ، و خرجت للفناء الخلفي …
وليد ركن السيارة في المرآب ثم خرج منها هو و سامر …
و هاهما الآن يقبلان باتجاهي …
سامر نزع نظارته السوداء …
و سارا متوازيين جنبا إلى جنب يسبقهما ظلاهما … و يدوسان عليهما …
وليد … بطوله و عرضه و بنية جسده الضخم … و الذي اكتسب عدة أرطال مذ لقائي الأخير به قبل شهور … زادت وجهه امتلاء و جسده عظمة … و كتفيه ارتفاعا … و صار يشغل حيزا محترما من هذا الكون و يفرض وجوده فيه !
يخطو خطا أكاد أسمع صوت الأرض تتألم منها !
سامر … بجسمه النحيل … و قوامه الهزيل… و وجهه الطويل … المشوه …
و خطاه الهادئة البسيطة … و أنظاره الخجلة التي غالبا ما تكون مدفونة تحت الأرض …
شيء ما أحدث في نفسي توترا و انزعاجا …
إنهما مختلفان …
لماذا تنجرف أنظاري لا إراديا نحو وليد ؟؟؟
لماذا يشدني التيار إليه هو ؟؟
حين صارا أمامي مباشرة ، توقف سامر و قال :
" أ أساعدك ؟؟ "
بينما تابع وليد طريقه مرورا بي … ثم ابتعد دون أن ينظر إلي …
لكني كنت أراقبه …
توقف برهة و استدار مادا يده نحو سامر قائلا :
" المفتاح "
مفتاح السيارة كان يسبح في كفه كسمكة في البحر !
تناول سامر المفتاح منه ، ثم أخذ يساعدني في نشر الملابس على الحبال … في الحقيقة قام هو بالعمل … فأنا كنت شاردة و سارحة أفكر …
هل هذا هو شريك حياتي حقا ؟؟
لماذا علي أنا أن أتزوج رجلا مشوها ؟؟
لقد شغلت الفكرة رأسي حتى ما عدت بقادرة على التركيز في شيء آخر …
هل حقا سأتزوج سامر ؟؟
كم كانا مختلفين … و يهما يسيران جنبا إلى جنب …
في وقت الغذاء ، لم أساهم في إعداد المائدة و وافيت البقية متأخرة بضع دقائق …
أتدرون ماذا حدث عندما دخلت غرفة المائدة و جلست على مقعدي المعهود ؟؟
قام وليد … و غادر الغرفة !
تلوت معدتي ألما حين رأيته يذهب … إنه لا يريد أن يجلس معي حول مائدة واحدة!
الجميع تبادلوا النظرات و حملقوا بي …
أمي تبعته ، ثم عادت بعد أقل من دقيقة و قالت :
" رغد … خذي أطباقك إلى المطبخ "
صدمت و اهتز وجداني … و شعرت بالإهانة … و بأنني أصبحت شيئا
لا يرغب وليد في وجوده … شيئا يزعجه … و يتحاشى اللقاء به …
نعم فأنا ابنة عمه التي كبرت و أصبحت … شيئا محظورا ..
رفعت أطباقي و ذهبت إلى المطبخ و انخرطت في بكاء مرير …
بعد قليل أتتني دانة تحمل أطباقها هي الأخرى :
" رغد ! و لم هذه الدموع أيتها الحمقاء ! "
لم أعرها أذنا صاغية ، فقالت :
" إنه يشعر بالحرج و الخجل ! تعرفين كيف هو الأمر ! هذا من حسن الأدب ! "
قلت :
" لكنني كنت معكم العام الماضي "
قالت :
" ربما لم يكن قد اعتاد فكرة أنك … كبرت ! "
ليتني لم أكبر !
تركت أطباقي غير ملموسة و خرجت من المطبخ متوجهة إلى غرفتي ،
و دانة تشيعني بنظراتها …
في الغرفة … تأملت صورة وليد التي رسمتها قبل شهور … و انحدرت دموعي …
أخذت أتخيله … و هو واقف إلى جوار سامر … يفوقه في كل شيء يعجبني …
ثم …
ثم …
أتزوج سامر ! ! ؟؟
لماذا أقارن بينهما هكذا ؟؟
وفي العصر ، أتتني دانة ..
" الم تستعدي بعد ؟ سننطلق الآن ! "
" إلى أين ؟؟ "
" أوه رغد هل نسيت ! إلى الشاطئ كما اتفقنا ! "
بالفعل كنت قد نسيت الفكرة … و بالرغم من أنني كنت مسرورة جدا بها مسبقا ألا أنها الآن … لا تعجبني !
" لا أريد الذهاب "
حملقت دانة بي و قالت :
" عفوا ! ألم تكوني أنت المشجعة الأولى ! هل ستبقين في البيت وحدك ؟؟ "
قلت :
" هل سيذهب الجميع ؟؟ "
" بالطبع ! إنهم في انتظارنا فهيا أسرعي ! "
و ذهبت إلى غرفتها تستبدل ملابسها …
أن أبقى وحدي في البيت هي فكرة غير واردة … لم يكن أمامي إلا الذهاب معهم …
توزعنا على سيارتي أبي و سامر …
جلس وليد على المقعد المجاور لسامر ، و أنا خلفه ، و دانه إلى جانبي ، و تركنا والدي ّ معا في السيارة الأخرى
وليد و سامر كانا يتبادلان الأحاديث المختلفة تشاركهما دانة ، أما أنا فبقيت صامتة … أراقب و استمع … و أشعر بالألم …
لم تفتني أي كلمة تفوه بها وليد … او أي ضحكة أطلقها
كنت أضغي إليه باهتمام بالغ ! حتى كدت أحفظ و أردد ما يقول !
عندما وصلنا ، فرشنا بساطا كبيرا و وضعنا أشياءنا و جلسنا عليه ، إلا أن وليد ظل واقفا … ثم ابتعد … و سار نحو البحر …
إنه لا يرد الجلوس حيث أجلس …
لماذا يا وليد ؟؟
هل تعرفون كم دقيقة في الساعة ؟؟
ستون طبعا !
و هل تعرفون كم مرة في الساعة فكرت به ؟
ستون أيضا !
و هل تعرفون كم ساعة بقينا هناك ؟؟
ست ساعات !
هل أحصيتم كم وليد جال برأسي خلال الرحلة ؟؟
الثلاثة ، أبي و وليد و سامر ذهبوا للسباحة ، أمي تصف قطع اللحم في الأسياخ و دانة تساعدها …
و أنا ، معدتي تئن !
" رغد ! لم لا تبتلعين أي شيء ريثما يجهز العشاء ؟؟ لم تضرم النار بعد و سنستغرق وقتا طويلا ! "
نظرت إلى دانة و قلت :
" لم لا تسرعان ؟ "
" لا يزال الوقت مبكرا ! أنت من فوّت وجبة الغداء ! "
لقد كنت جائعة بالفعل ! و فتشت في السلات فلم أجد شيئا يستحق التهامه حتى يجهز طعام العشاء المشوي !
نظرت من حولي فرأيت مقصفا صغيرا على مقربة منا …
" أريد الذهاب إلى هناك ! "
قالت دانة :
" اذهبي ! "
قلت :
" تعالا معي ! "
ابتسمت دانة ابتسامتها الساخرة التي تعرفون و قالت :
" نعامتي الصغيرة … تخشى من الظلام …
و ترجف خوفا … من فئران نيام ! "

و هو مطلع أغنية للأطفال !
غضبت منها فاسترسلت في الضحك …
تجاهلتها و خاطبت والدتي :
" تعالي معي … "
أمي مدت يديها الملطختين بعصارة اللحم ، تريني إياهما و قالت :
" فيما بعد رغد "
نظرت نحو الشاطئ فوجدت وليد يجلس على أحد المقاعد … و والدي و سامر لا يزالان يسبحان …
التفت إلى دانة و قلت :
" دعينا نقترب من الشاطئ … أريد أن أبلل قدمي ! "
دانة قالت :
" أنا لا أريد ! اذهبي أنت ِ "
" لا أريد الذهاب وحدي "
و عادت تغني :
" نعامتي الصغيرة … تخشى من الظلام !! "
أصبحت لا تطاق … !
و أمي منهمكة في إعداد أسياخ اللحم …
" اذهبي رغد … إنهم هناك ! اذهبي عزيزتي … "
قالت أمي مشجعة إياي …
لم يكن هناك الكثيرون على مقربة منا … و لكنني ترددت كثيرا …
في النهاية أقنعت نفسي بأنهم قريبون من الساحل ، كما و إن وليد يجلس هناك … و لا داعي لأي خوف …
سرت نحوه و أنا أحس بنظرات أمي تتبعني … فهي تريد لي التخلص من خوفي المبالغ به … من أماكن لا تستوجب أي خوف أو حذر …
كانت أمواج البحر تتلاطم بحرية … و نسمات الهواء باردة منعشة تغزو صدري الضائق منذ ساعات … فتفتح شعبه و توسعه …
اقتربت من وليد … و لم يشعر بي
تجاوزته نحو الماء … فلم أحس بحركة منه .. التفت فرأيته مغمض العينين ، و ربما نائم !
سمحت للماء البارد بتبليل قدمي … و شعرت بانتعاش !
لوّح سامر لي … فشعرت بأمان أكثر و تجرأت على خطو خطوتين يمينا و يسارا … إلا أنني لم ابتعد أكثر من ذلك … لم أخرج عن الحيز الذي يحيط بوليد و يشعرني بالطمأنينة …
و الآن تجرأت على خطوة أكبر … و جلست على الرمال المبللة و مددت يدي لألامس الأمواج …
كان شعورا رائعا !
أقبل مجموعة من الأطفال بألعابهم و أطواق نجاتهم ، و بدؤوا يلعبون بمرح … كنت أراقبهم بسرور !
ليتني أعود صغيرة لألهو معهم !
التفت للوراء … إلى وليد … استعيد ذكريات ظلت عالقة في ذاكرتي …
كان وليد يلاعبني كثيرا حينما كنت صغيرة ! و في المرات التي نقوم فيها برحلة إلى الشاطئ … كان يبقى حارسا لي و لدانة !
عدت بنظري للأطفال … أتحسر !
يبدو أن أصواتهم قد أيقظت وليد من النوم … سمعت صوته يتنحنح ثم يتحرك ، استدرت للخلف فوجدته يقف و ينظر إلى ما حوله …
وليد تحرك مقتربا من البحر … فنهضت بسرعة و قلت :
" إلى أين تذهب ؟؟ "
وليد توقف ، ثم … قال :
" لأسبح … "
قلت :
" انتظر … سأعود لأمي … "
في نفس اللحظة أقبل سامر يخرج من الماء نحو اليابسة …
" وليد … تعال يا رجل ! يكفيك نوما ! "
قال سامر ، فرد وليد :
" أنا قادم … لكن ألا يجب أن نشعل الجمر الآن ؟؟ "
" لا يزال الوقت مبكرا ! "
و التفت سامر إلي و قال :
" رغد أخبري أمي بأننا سنقضي ساعات أكثر في السباحة ! "
قلت :
" حسنا ! "
بينما تصرخ معدتي : كلا !
سامر خرج من الماء ، و صار واقفا إلى جوار وليد … و قام ببعض التمارين الخفيفة …
التفت إلى ناحية البساط الذي نفترشه ، و خطوت متجهة إليه …
مجموعة من الناس كانوا يلاحقون كرة قدم … فيضربها هذا و يركلها ذاك … يتحركون في طريقي …
وقفت في منتصف الطريق لا أجرؤ على المضي قدما …
التفت إلى الوراء فوجدت الاثنان يراقباني …
و إلى حيث تجلس أمي و أختي … فإذا بهما أيضا تراقباني …
الآن … تدحرجت الكرة نحوي و اقتربت من قدمي … و أقبل اللاعبون يركضون نحوها …
وصل إلي أحدهم و قال :
" معذرة يا آنسة "
أصبت بالذعر … فجأة …
خطوة للوراء …
ثم خطوة أخرى …
ثم أطلقت ساقي للريح راكضة باضطراب و فزع …
إلى حيث جرفني التيار …
نحو وليد !




التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

•.♥.•° النهاية إنسان °•.♥.•°

السلااااااااااام عليكم ورحمه …

تستطيع أن تحب جميع الناس
ولكن لا تستطيع أن تجبرهم على أن يحبوك

°•.♥.•°

تستطيع أن تظلم وتتجبر وتتسلط
ولكن لا تستطيع أن تكون منصف عادل دائماً

°•.♥.•°

تستطيع أن تصفح وأن تنسى
ولكن لا تستطيع أن تجبر أحد على مسا محتك

°•.♥.•°

تستطيع أن تثور تنفجر وتغضب ببساطة
ولكن لا تستطيع أن تمسك بأعصابك ببساطة

°•.♥.•°

تستطيع أن تحلم كيفما تشاء ومتى تشاء
ولكن لا تستطيع أن تحقق أحلامك من دون عناء ومتى تشاء

°•.♥.•°

تستطيع أن ترتقي إلى قمة المجد والشهرة بسهولة
ولكن لا تستطيع أن تحافظ على نفس مستواك بنفس السهولة

°•.♥.•°

تستطيع أن تمنع نفسك من الفرح والسرور
ولكن لا تستطيع أن تمنع نفسك من الحزن والألم

°•.♥.•°

تستطيع أن تكون حريصاً حذراً من جور الأيام والغدر
ولكن لا تستطيع أيضا أن تسلم دائماً فلا ينفع الحذر مع القدر

°•.♥.•°

هنالك أفعال كثيرة تستطيع أن تقوم بها
وهنالك أيضا أفعال لا تستطيع أن تقوم بها

°•.♥.•°

وذلك لسبب بسيط جداً

هو

لأنك في النهاية إنسان ولست ملاكمنقول




وين الرد



ياااااااااااي يسلمووو
هالايادي شو حلوه

خليجية

ومن عيني رايح قيمكي تئبري البي ابر




يييي

ياالبي

انتي اللي تئبريني

يااعمري

نورتي الموضوع والله

منور بوجودك ياالبي




يسلموووووووو يا قلبى



التصنيفات
قصص و روايات

الساحرات في النهاية نساء مشوقة

قالت إحدى الساحرات لرجل وزوجته:> > > لكونكما من افضل الزوجين وقضيتما> معا ما يقارب الـ 35 عاما، فإني> سأهب لكل واحد منكما أمنية> لأحققها له . > > قالت الزوجة :> أنا أتمنى أن أسافر حول العالم مع> زوجي العزيز دون أن نفترق. > > حركت الساحرة عصاها بشكل دائري> مرددة: > > ‘ أبرا كدابرا أبرا كدابرا, أبرا> كدابرا’ > > فظهرت تذكرتين للسفر حول العالم> وضعتها في يد الزوجة > > > جاء دور الزوج الذي جلس يفكر ثم> قال : > > هذه
لحظة رومانسية, لكن الفرصة لا> تأتي إلا مرة واحدة في العمر : > > آسف حبيبتي : لكن أمنيتي أن أتزوج> امرأة تصغرني بـ 30 عاما > > شعرت الزوجة بغصة في حلقها وبطعنة> سيف في قلبها وبدت خيبة الأمل على> وجهها 🙁 , لكن الأمنية أمنية. > > حركت الساحرة عصاها بشكل دائري> مرددة: > > ‘ أبرا كدابرا أبرا كدابرا, أبرا> كدابرا ‘ :j > > فجأة أصبح عمر الزوج 90 عاما !!! > > قد يعتقد بعض الرجال أنهم أذكياء> ولكنهم ينسون… > > > أن الساحرات في النهاية هم نساء

بستااهل صح




خليجية



فعلا يستاهل
مشكوره على الموضوع التحفه



خليجية



هههههههههههههههه
والله شوي فيه هالخائن
طرح رااااائع
مشكوره ما قصرتي



التصنيفات
منوعات

رواية انت لي كاملة من البداية حتى النهاية! رووعة!!

السلام عليكم اخواتي, جبتلكو اليوم احلى رواية قرأتها في حيااتي كلها:0139:, الرواية فيها كل شي رومانسيه اكشن حزن كوميدي بس اكتر شي رومانسية كتييير.
القصة باختصار روعة مكونه من 50 حلقة, كل يوم راح انزل حلقتين او حلقة اوك:frasha5:
اترككم مع الرواية….

رواية انت لي: الحلقة الأولى

مخلوقة اقتحمت حياتي !

توفي عمي و زوجته في حادث مؤسف قبل شهرين ، و تركا طفلتهما الوحيدة ( رغد ) و التي تقترب من الثالثة من عمرها … لتعيش يتيمة مدى الحياة .

في البداية ، بقيت الصغيرة في بيت خالتها لترعاها ، و لكن ، و نظرا لظروف خالتها العائلية ، اتفق الجميع على أن يضمها والدي إلينا و يتولى رعايتها
من الآن فصاعدا .
أنا و أخوتي لا نزال صغارا ، و لأنني أكبرهم سنا فقد تحولت فجأة إلى
( رجل راشد و مسؤول ) بعد حضور رغد إلى بيتنا .
كنا ننتظر عودة أبي بالصغيرة ، (سامر) و ( دانة ) كانا في قمة السعادة لأن عضوا جديدا سينضم إليهما و يشاركهما اللعب !
أما والدتي فكانت متوترة و قلقة
أنا لم يعن ِ لي الأمر الكثير
أو هكذا كنت أظن !
وصل أبي أخيرا ..
قبل أن يدخل الغرفة حيث كنا نجلس وصلنا صوت صراخ رغد !
سامر و دانة قفزا فرحا و ذهبا نحو الباب راكضين
" بابا بابا … أخيرا ! "
قالت دانه و هي تقفز نحو أبي ، و الذي كان يحمل رغد على ذراعه و يحاول تهدئتها لكن رغد عندما رأتنا ازدادت صرخاتها و دوت المنزل بصوتها الحاد !

تنهدت و قلت في نفسي :

" أوه ! ها قد بدأنا ! "
أخذت أمي الصغيرة و جعلت تداعبها و تقدم إليها الحلوى علها تسكت !
في الواقع ، لقد قضينا وقتا عصيبا و مزعجا مع هذه الصغيرة ذلك اليوم .

" أين ستنام الطفلة ؟ "
سأل والدي والدتي مساء ذلك اليوم .
" مع سامر و دانه في غرفتهما ! "
دانه قفزت فرحا لهذا الأمر ، إلا أن أبي قال :
" لا يمكن يا أم وليد ! دعينا نبقيها معنا بضع ليال إلى أن تعتاد أجواء المنزل، أخشى أن تستيقظ ليلا و تفزع و نحن بعيدان عنها ! "
و يبدو أن أمي استساغت الفكرة ، فقالت :
" معك حق ، إذن دعنا ننقل السرير إلى غرفتنا "
ثم التفتت إلي :
" وليد ،انقل سرير رغد إلى غرفتنا "
اعترض والدي :
" سأنقله أنا ، إنه ثقيل ! "

قالت أمي :
" لكن وليد رجل قوي ! إنه من وضعه في غرفة الصغيرين على أية حال ! "
(( رجل قوي )) هو وصف يعجبني كثيرا !
أمي أصبحت تعتبرني رجلا و أنا في الحادية عشرة من عمري ! هذا رائع !
قمت بكل زهو و ذهبت إلى غرفة شقيقي و نقلت السرير الصغير إلى غرفة والدي .
عندما عدتُ إلى حيث كان البقية يجلسون ، وجدتُ الصغيرة نائمة بسلام !

لابد أنها تعبت كثيرا بعد ساعات الصراخ و البكاء التي عاشتها هذا اليوم !
أنا أيضا أحسست بالتعب، و لذلك أويت إلى فراشي باكرا .
نهضت في ساعة مبكرة من اليوم التالي على صوت صراخ اخترق جدران الغرفة من حدته !

إنها رغد المزعجة
خرجت من غرفتي متذمرا ، و ذهبت إلى المطبخ المنبعثة منه صرخات ابنة عمي هذه
" أمي ! أسكتي هذه المخلوقة فأنا أريد أن أنام ! "
تأوهت أمي و قالت بضيق :
" أو تظنني لا أحاول ذلك ! إنها فتاة ٌصعبة ٌ جدا ! لم تدعنا ننام غير ساعتين أو ثلاث والدك ذهب للعمل دون نوم ! "
كانت رغد تصرخ و تصرخ بلا توقف .
حاولت أن أداعبها قليلا و أسألها :
" ماذا تريدين يا صغيرتي ؟ "
لم تجب !
حاولت أن أحملها و أهزها … فهاجمتني بأظافرها الحادة !
و أخيرا أحضرت إليها بعض ألعاب دانه فرمتني بها !
إنها طفلة مشاكسة ، هل ستظل في بيتنا دائما ؟؟؟ ليتهم يعيدوها من حيث جاءت !
في وقت لاحق ، كان والداي يتناقشان بشأنها .
" إن استمرت بهذه الحال يا أبا وليد فسوف تمرض ! ماذا يمكنني أن أفعل من أجلها ؟ "
" صبرا يا أم وليد ، حتى تألف العيش بيننا "
قاطعتهما قائلا :
" و لماذا لا تعيدها إلى خالتها لترعاها ؟ ربما هي تفضل ذلك ! "
أزعجت جملتي هذه والدي فقال :
" كلا يا وليد ، إنها ابنة أخي و أنا المسؤول عن رعايتها من الآن فصاعدا . مسألة وقت و تعتاد على بيتنا "
و يبدو أن هذا الوقت لن ينتهي …
مرت عدة أيام و الصغيرة على هذه الحال ، و إن تحسنت بعض الشيء و صارت تلعب مع دانه و سامر بمرح نوعا ما
كانت أمي غاية في الصبر معها ، كنت أراقبها و هي تعتني بها ، تطعمها ، تنظفها ، تلبسها ملابسها ، تسرح شعرها الخفيف الناعم !
مع الأيام ، تقبلت الصغيرة عائلتها الجديدة ، و لم تعد تستيقظ بصراخ و كان على وليد ( الرجل القوي ) أن ينقل سرير هذه المخلوقة إلى غرفة الطفلين !
بعد أن نامت بهدوء ، حملتها أمي إلى سريرها في موضعه الجديد . كان أخواي قد خلدا للنوم منذ ساعة أو يزيد .
أودعت الطفلة سريرها بهدوء .
تركت والدتي الباب مفتوحا حتى يصلها صوت رغد فيما لو نهضت و بدأت بالصراخ
قلت :
" لا داعي يا أمي ! فصوت هذه المخلوقة يخترق الجدران ! أبقه مغلقا ! "
ابتسمت والدتي براحة ، و قبلتني و قالت :
" هيا إلى فراشك يا وليد البطل ! تصبح على خير "
كم أحب سماع المدح الجميل من أمي !
إنني أصبحت بطلا في نظرها ! هذا شيء رائع … رائع جدا !
و نمت بسرعة قرير العين مرتاح البال .
الشيء الذي أنهضني و أقض مضجعي كان صوتا تعودت سماعه مؤخرا
إنه بكاء رغد !
حاولت تجاهله لكن دون جدوى !
يا لهذه الـ رغد … ! متى تسكتيها يا أمي !
طال الأمر ، لم أعد أحتمل ، خرجت من غرفتي غاضبا و في نيتي أن أتذمر بشدة لدى والدتي ، إلا أنني لاحظت أن الصوت منبعث من غرفة شقيقي ّ
نعم ، فأنا البارحة نقلت سريرها إلى هناك !
ذهبت إلى غرفة شقيقي ّ ، و كان الباب شبه مغلق ، فوجدت الطفلة في سريرها تبكي دون أن ينتبه لها أحد منهما
لم تكن والدتي موجودة معها .
اقتربت منها و أخذتها من فوق السرير ، و حملتها على كتفي و بدأت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .
و لأنها استمرت في البكاء ، خرجت بها من الغرفة و تجولت بها قليلا في المنزل
لم يبد ُ أنها عازمة على السكوت !
يجب أن أوقظ أمي حتى تتصرف …
كنت في طريقي إلى غرفة أمي لإيقاظها ، و لكن …
توقفت في منتصف الطريق ، و عدت أدراجي … و دخلت غرفتي و أغلقت الباب .
والدتي لم تذق للراحة طعما منذ أتت هذه الصغيرة إلينا .
و والدي لا ينام كفايته بسببها .
لن أفسد عليهما النوم هذه المرة !
جلست على سريري و أخذت أداعب الصغيرة المزعجة و ألهيها بطريقة أو بأخرى حتى تعبت ، و نامت ، بعد جهد طويل !
أدركت أنها ستنهض فيما لو حاولت تحريكها ، لذا تركتها نائمة ببساطة على سريري و لا أدري ، كيف نمت ُ بعدها !
هذه المرة استيقظت على صوت أمي !
" وليد ! ما الذي حدث ؟ "
" آه أمي ! "
ألقيت نظرة من حولي فوجدتني أنام إلى جانب الصغيرة رغد ، و التي تغط في نوم عميق و هادىء !
" لقد نهضت ليلا و كانت تبكي .. لم أشأ إزعاجك لذا أحضرتها إلى هنا ! "
ابتسمت والدتي ، إذن فهي راضية عن تصرفي ، و مدت يدها لتحمل رغد فاعترضت :
" أرجوك لا ! أخشى أن تنهض ، نامت بصعوبة ! "
و نهضت عن سريري و أنا أتثاءب بكسل .
" أدي الصلاة ثم تابع نومك في غرفة الضيوف . سأبقى معها "
ألقيت نظرة على الصغيرة قبل نهوضي !
يا للهدوء العجيب الذي يحيط بها الآن!
بعد ساعات ، و عندما عدت إلى غرفتي ، وجدت دانه تجلس على سريري بمفردها . ما أن رأتني حتى بادرت بقول :
" أنا أيضا سأنام هنا الليلة ! "
أصبح سريري الخاص حضانة أطفال !
فدانه ، و البالغة من العمر 5 سنوات ، أقامت الدنيا و أقعدتها من أجل المبيت على سريري الجذاب هذه الليلة ، مثل رغد !
ليس هذا الأمر فقط ، بل ابتدأت سلسلة لا نهائية من ( مثل رغد ) …
ففي كل شيء ، تود أن تحظى بما حظيت به رغد . و كلما حملت أمي رغد على كتفيها لسبب أو لآخر ، مدت دانه ذراعيها لأمها مطالبة بحملها (مثل رغد ) .
أظن أن هذا المصطلح يسمى ( الغيرة ) !
يا لهؤلاء الأطفال !
كم هي عقولهم صغيرة و تافهة !

كانت المرة الأولي و لكنها لم تكن الأخيرة … فبعد أيام ، تكرر نفس الموقف ، و سمعت رغد تبكي فأحضرتها إلى غرفتي و أخذت ألاعبها .
هذه المرة استجابت لملاعبتي و هدأت ، بل و ضحكت !
و كم كانت ضحكتها جميلة ! أسمعها للمرة الأولى !
فرحت بهذا الإنجاز العظيم ! فأنا جعلت رغد الباكية تضحك أخيرا !
و الآن سأجعلها تتعلم مناداتي باسمي !
" أيتها الصغيرة الجميلة ! هل تعرفين ما اسمي ؟ "
نظرت إلي باندهاش و كأنها لم تفهم لغتي . إنها تستطيع النطق بكلمات مبعثرة ، و لكن ( وليد ) ليس من ضمنها !
" أنا وليد ! "
لازالت تنظر إلى باستغراب !
" اسمي وليد ! هيا قولي : وليد ! "
لم يبد ُ الأمر سهلا ! كيف يتعلم الأطفال الأسماء ؟
أشرت إلى عدة أشياء ، كالعين و الفم و الأنف و غيرها ، كلها أسماء تنطق بها و تعرفها . حتى حين أسألها :
" أين رغد ؟ "
فإنها تشير إلى نفسها .
" و الآن يا صغيرتي ، أين وليد ؟ "
أخذت أشير إلى نفسي و أكرر :
" وليد ! وليـــد ! أنا وليد !
أنت ِ رغد ، و أنا وليد !
من أنتِ ؟ "
" رغد "
" عظيم ! أنتِ رغد ! أنا وليد ! هيا قولي وليد ! قولي أنت َ وليد ! "
كانت تراقب حركات شفتيّ و لساني ، إنها طفلة نبيهة على ما أظن .
و كنت مصرا جدا على جعلها تنطق باسمي !
" قولي : أنــت ولـيـــد ! ولــيـــــــد …
قولي : وليد … أنت ولـــــيـــــــــــــــــــــد ! "
" أنت َ لــــــــــــــــــــي " !!
كانت هذه هي الكلمة التي نطقت بها رغد !
( أنت َ لي ! )
للحظة ، بقيت اتأملها باستغراب و دهشة و عجب !
فقد بترت اسمي الجميل من الطرفين و حوّلته إلى ( لي ) بدلا من
( وليد ) !
ابتسمت ، و قلت مصححا :
" أنت َ وليـــــــــــــد ! "
" أنت َ لــــــــــــــــــي "
كررت جملتها ببساطة و براءة !
لم أتمالك نفسي ، وانفجرت ضحكا ….
و لأنني ضحكت بشكل غريب فإن رغد أخذت تضحك هي الأخرى !
و كلما سمعت ضحكاتها الجميلة ازدادت ضحكاتي !
سألتها مرة أخرى :
" من أنا ؟ "
" أنت َ لـــــــــــــي " !
يا لهذه الصغيرة المضحكة !
حملتها و أخذت أؤرجحها في الهواء بسرور …
منذ ذلك اليوم ، بدأت الصغيرة تألفني ، و أصبحت أكبر المسؤولين عن تهدئتها متى ما قررت زعزعة الجدران بصوتها الحاد ….

انتهت العطلة الصيفية و عدنا للمدارس .
كنت كلما عدت من المدرسة ، استقبلتني الصغيرة رغد استقبالا حارا !
كانت تركض نحوي و تمد ذراعيها نحوي ، طالبة أن أحملها و أؤرجحها في الهواء !
كان ذلك يفرحها كثيرا جدا ، و تنطلق ضحكاتها الرائعة لتدغدغ جداران المنزل !
و من الناحية الأخرى ، كانت دانة تطلق صرخات الاعتراض و الغضب ، ثم تهجم على رجلي بسيل من الضربات و اللكمات آمرة إياي بأن أحملها ( مثل رغد ) .

و شيئا فشيا أصبح الوضع لا يطاق ! و بعد أن كانت شديدة الفرح لقدوم الصغيرة إلينا أصبحت تلاحقها لتؤذيها بشكل أو بآخر …
في أحد الأيام كنت مشغولا بتأدية واجباتي المدرسية حين سمعت صوت بكاء رغد الشهير !
لم أعر الأمر اهتماما فقد أصبح عاديا و متوقعا كل لحظة .
تابعت عملي و تجاهلت البكاء الذي كان يزداد و يقترب !
انقطع الصوت ، فتوقعت أن تكون أمي قد اهتمت بالأمر .
لحظات ، وسمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي .
" أدخل ! "
ألا أن أحدا لم يدخل .
انتظرت قليلا ، ثم نهضت استطلع الأمر …
و كم كانت دهشتي حين رأيت رغد واقفة خلف الباب !
لقد كانت الدموع تنهمر من عينيها بغزارة ، و وجهها عابس و كئيب ، و بكاؤها مكبوت في صدرها ، تتنهد بألم … و بعض الخدوش الدامية ترتسم عشوائيا على وجهها البريء ، و كدمة محمرة تنتصف جبينها الأبيض !
أحسست بقبضة مؤلمة في قلبي ….
" رغد ! ما الذي حدث ؟؟؟ "
انفجرت الصغيرة ببكاء قوي ، كانت تحبسه في صدرها
مددت يدي و رفعتها إلى حضني و جعلت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .
هذه المرة كانت تبكي من الألم .
" أهي دانة ؟ هل هي من هاجمك ؟ "
لابد أنها دانة الشقية !
شعرت بالغضب ، و توجهت إلى حيث دانة ، و رغد فوق ذراعي .
كانت دانة في غرفتها تجلس بين مجموعة من الألعاب .
عندما رأتني وقفت ، و لم تأت إلي طالبة حملها ( مثل رغد ) كالعادة ، بل ظلت واقفة تنظر إلى الغضب المشتعل على وجهي .
" دانة أأنت من ضرب رغد الصغيرة ؟ "
لم تجب ، فعاودت السؤال بصوت أعلى :
" ألست من ضرب رغد ؟ أيتها الشقية ؟ "
" إنها تأخذ ألعابي ! لا أريدها أن تلمس ألعابي "
اقتربت من دانة و أمسكت بيدها و ضربتها ضربة خفيفة على راحتها و أنا أقول :
" إياك أن تكرري ذلك أيها الشقية و إلا ألقيت بألعابك من النافذة "
لم تكن الضربة مؤلمة إلا أن دانة بدأت بالبكاء !
أما رغد فقد توقفت عنه ، بينما ظلت آخر دمعتين معلقتين على خديها المشوهين بالخدوش .
نظرت إليها و مسحت دمعتيها .
ما كان من الصغيرة إلا أن طبعت قبلة مليئة باللعاب على خدي امتنانا !
ابتسمت ، لقد كانت المرة الأولى التي تقبلني فيها هذه المخلوقة ! إلا أنها لم تكن الأخيرة ….

توالت الأيام و نحن على نفس هذه الحال …
إلا أن رغد مع مرور الوقت أصبحت غاية في المرح …
أصبحت بهجة تملأ المنزل … و تعلق الجميع بها و أحبوها كثيرا …
إنها طفلة يتمنى أي شخص أن تعيش في منزله …
و لأن الغيرة كبرت بين رغد و دانة مع كبرهما ، فإنه كان لابد من فصل الفتاتين في غرفتين بعيدا عن بعضهما ، و كان علي نقل ذلك السرير و للمرة الثالثة إلى مكان آخر …
و هذا المكان كان غرفة وليد !
ظلت رغد تنام في غرفتي لحين إشعار آخر .
في الواقع لم يزعجني الأمر ، فهي لم تعد تنهض مفزوعة و تصرخ في الليل إلا نادرا …
كنت أقرأ إحدى المجلات و أنا مضطجع على سريري ، و كانت الساعة العاشرة ليلا و كانت رغد تغط في نوم هادئ
و يبدو أنها رأت حلما مزعجا لأنها نهضت فجأة و أخذت تبكي بفزع …
أسرعت إليها و انتشلتها من على السرير و أخذت أهدئ من روعها
كان بكاؤها غريبا … و حزينا …
" اهدئي يا صغيرتي … هيا عودي للنوم ! "
و بين أناتها و بكاؤها قالت :
" ماما "
نظرت إلى الصغيرة و شعرت بالحزن …
ربما تكون قد رأت والدتها في الحلم
" أتريدين الـ ماما أيتها الصغيرة ؟ "
" ماما "
ضممتها إلى صدري بعطف ، فهذه اليتيمة فقدت أغلى من في الكون قبل أن تفهم معناهما …
جعلت أطبطب عليها ، و أهزها في حجري و أغني لها إلى أنا استسلمت للنوم .
تأملت وجهها البريء الجميل … و شعرت بالأسى من أجلها .
تمنيت لحظتها لو كان باستطاعتي أن أتحول إلى أمها أو أبيها لأعوضها عما فقدت .
صممت في قرارة نفسي أن أرعى هذه اليتيمة و أفعل كل ما يمكن من أجلها …
و قد فعلت الكثير …
و الأيام …. أثبتت ذلك …

ذهبنا ذات يوم إلى الشاطئ في رحلة ممتعة ، و لكوننا أنا و أبي و سامر الصغير ( 8 سنوات ) نجيد السباحة ، فقد قضينا معظم الوقت وسط الماء .
أما والدتي ، فقد لاقت وقتا شاقا و مزعجا مع دانة و رغد !
كانت رغد تلهو و تلعب بالرمال المبللة ببراءة ، و تلوح باتجاهي أنا و سامر ، أما دانة فكانت لا تفتأ تضايقها ، تضربها أو ترميها بالرمال !
" وليد ، تعال إلى هنا "
نادتني والدتي ، فيما كنت أسبح بمرح .
" نعم أمي ؟ ماذا تريدين ؟ "
و اقتربت منها شيئا فشيئا . قالت :
" خذ رغد لبعض الوقت ! "
" ماذا ؟؟؟ لا أمي ! "
لم أكن أريد أن أقطع متعتي في السباحة من أجل رعاية هذه المخلوقة ! اعترضت :
" أريد أن أسبح ! "
" هيا يا وليد ! لبعض الوقت ! لأرتاح قليلا "
أذعنت للأمر كارها … و توجهت للصغيرة و هي تعبث بالرمال ، و ناديتها :
" هيا يا رغد ! تعالي إلي ! "
ابتهجت كثيرا و أسرعت نحوي و عانقت رجي المبللة بذراعيها العالقة بهما حبيبات الرمل الرطب ، و بكل سرور !
جلست إلى جانبها و أخذت أحفر حفرة معها . كانت تبدو غاية في السعادة أما أنا فكنت متضايقا لحرماني من السباحة !
اقتربت أكثر من الساحل ، و رغد إلى جانبي ، و جعلتها تجلس عند طرفه و تبلل نفسها بمياه البحر المالحة الباردة
رغد تكاد تطير من السعادة ، تلعب هنا و هناك ، ربما تكون المرة الأولى بحياتها التي تقابل فيها البحر !
أثناء لعبها تعثرت و وقعت في الماء على وجهها …
" أوه كلا ! "
أسرعت إليها و انتشلتها من الماء ، كانت قد شربت كميه منه ، و بدأت بالسعال و البكاء معا .
غضبت مني والدتي لأنني لم أراقبها جيدا
" وليد كيف تركتها تغرق ؟ "
" أمي ! إنها لم تغرق ، وقعت لثوان لا أكثر "
" ماذا لو حدث شيء لا سمح الله ؟ يجب أن تنتبه أكثر . ابتعد عن الساحل . "
غضبت ، فأنا جئت إلى هنا كي استمتع بالسباحة ، لا لكي أراقب الأطفال !
" أمي اهتمي بها و أنا سأعود للبحر "
و حملتها إلى أمي و وضعتها في حجرها ، و استدرت مولّيا .
في نفس اللحظة صرخت دانة معترضة و دفعت برغد جانبا ، قاصدة إبعادها عن أمي
رغد ، و التي لم تكد تتوقف عن البكاء عاودته من جديد .
" أرأيت ؟ "
استدرت إلى أمي ، فوجدت الطفلة البكاءة تمد يديها إلي …
كأنها تستنجد بي و تطلب مني أخذها بعيدا .
عدت فحملتها على ذراعي فتوقفت عن البكاء ، و أطلقت ضحكة جميلة !
يا لخبث هؤلاء الأطفال !
نظرت إلى أمي ، فابتسمت هي الأخرى و قالت :
" إنها تحبك أنت َ يا وليد ! "
قبيل عودتنا من هذه الرحلة ، أخذت أمي تنظف الأغراض ، و الأطفال .
" وليد ، نظف أطراف الصغيرة و ألبسها هذه الملابس "

تفاجأت من هذا الطلب ، فأنا لم أعتد على تنظيف الأطفال أو إلباسهم الملابس !
ربما أكون قد سمعت شيئا خطا !
" ماذا أمي ؟؟؟ "
" هيا يا وليد ، نظف الرمال عنها و ألبسها هذه ، فيما اهتم أنا بدانة و بقية الأشياء "
كنت أظن أنني أصبحت رجلا ، في نظر أمي على الأقل …
و لكن الظاهر أنني أصبحت أما !
أما جديدة لرغد !
نعم … لقد كنت أما لهذه المخلوقة …
فأنا من كان يطعمها في كثير من الأحيان ، و ينيمها في سريره ، و يغني لها ، و يلعب معها ، و يتحمل صراخها ، و يستبدل لها ملابسها في أحيان أخرى !
و في الواقع …
كنت أستمتع بهذا الدور الجديد …
و في المساء ، كنت أغني لها و أتعمد أن أجعلها تنام في سريري ، و أبقى أتأمل وجهها الملائكي البريء الرائع … و أشعر بسعادة لا توصف !

هكذا ، مرت الأيام …
و كبرنا … شيئا فشيئا …
و أنا بمثابة الأم أو المربية الخاصة بالمدللة رغد ، و التي دون أن أدرك … أو يدرك أحد … أصبحت تعني لي …
أكثر من مجرد مخلوقة مزعجة اقتحمت حياتي منذ الصغر ! ….

لهون نهاية الحلقة الاولى بشوفكو بالحلقة الثانيه سلاام 😛




الى مشرفة هذا القسم : اسفه حبيبتي ما بعرف انو في قسم معين للروايات الطويله, اذا ممكن تنقلي لروايات طويله وشكر



بصراحة أنا قريت الرواية كاملة وهي روعة كتير
صارلي وقت عم بقراها بس ما بعرف كم يوم
بس كتير
سلمت ايديك
لا تحريمنا من كتاباتك



روايهـ جداً رائعهـ

يعطيكـ العافيهـ

تحياتي




مشكــــــــــــــوره غلاتي
الله يعطيك العافيه
نقلت



التصنيفات
منوعات

الجزء الاخير النهاية من اهات من قلب حرير

مر اسبوع كامل لم يعد الى المنزل و لم يتصل , اتصلت و الدتها خلاله اربع مرات و فى كل مرة تكذب عليها,( أنا مبسوطة قوى يا ماما, الحمد لله, معلش اصلة نايم دلوقتى………… أصله فى الحمام ………….. أصله خرج يجيب لنا أكل جاهز من برة…………..أنا بخير , أنا مبسوطة…………أنا …………….)
كاذبة , كانت كاذبة فى كل مرة , ساعدها على الكذب انها كانت تكذب فى التليفون, فهى لا تستطيع أن تواجه أعين أمها و هى تكذب, و ايضا لا تستطيع الاستمرار هكذا, اتخذت قرار , هو ليس سئ جدا , ستحاول معه , ستجعله يحبها , ستغيره, فى لحظة تفاؤل أتصلت به, ( تعالى انت وحشتنى)
حضر اليها فى المساء, استقبلته بابتسامه رد عليها بابتسامه, نظر اليها مبتسما و فى ثقة تمتم ( برافو عليكى يا فكريه قرار سليم ).
مرت الايام بسرعة , تقبلت كل عادته, تقبلت سفره و غيابه المتكرر, تقبلت وجود البار فى منزلها, صممت , استسلمت, كانت تدعو الله عندما تصلى أن يهديه , بكت كثيرا متوسله لله العظيم أن يجعل لها به خير , و أن يرزقها بالولد الذى يعوض صبرها خيرا, كانت تحاول بكل شكل أن تجعله يحبها, انتهزت فرصة سفره ثلاثة أسابيع الى فرنسا, ذهبت الى أحدى مستشفيات التجميل, قامت بعملية شفط دهون من منطقة الخصر و الارداف عملت صنفرة للجلد وحقن للشفاه, لم تكن لديها أى مشاكل ماديه فحسابها فى البنك كبير فهو ماديا كريم معها لاقصى الحدود ولا يسألها أبدا عن ماذا صرفت أو أين, ذهبت لتغير لون شعرها, اشترت أغلى أنواع المكياج و العطور, اشترت فستان من أشهر الماركات, فى ميعاد عودته , استعدت لاستقباله, كانت الان تبدو مختلفه, لم تعد حقا فكرية, بدت كثيرة الشبه باحدى الامريكيات , لربما لو رأتها وادتها نفسها لن تعرفها, انتظرته بحماس بلهفة, اعدت اشهى الطعام , تاخر , اتصلت به , هو فى الطريق , جاء فتح الباب , ابتسنت فى وجهه و اندفعت نحوه تريد ضمه , لكنه استوقفها, نظر اليها غاضبا, بقسوة صاح (لا ايه ده؟ ايه الىة عملتيه فى نفسك ده؟) , نظرت اليه بدهشه ( ايه ؟ مش كده احلى ؟)

صاح غاضبا ( مين قلك كده؟ أنا أصلا لو عايز فى بيتى ست بالشكل ده كنت اتجوزتك ليه؟ تفتكرى ليه ماتجوزتش أصلا من هنا؟ تفتكرى ليه ما اخترتش رشا و مرام؟)
غضبت , فقد حطم كل سعادتها و مجهودها , صرخت فى وجهه ( ليه؟ جاوبنى , هو ده السؤال الى محيرنى ومعذبنى, 8 شهور متجوزين كل يوم بسال نفسى ليه ؟ ليه؟ قلى ليه؟ ليه؟)
نظر اليها ولم يجيب, تركها ورحل , انهارت .
لا تعلم كم من الوقت مضى , حين فتحت عينها لم تجد أحد بجانبها , كان الظلام يسود الشقة, جرت اقدامها و أضاءت النور, كان الوقت الثانية صباحا,
كان الضعف يدب بجسدها, كان الجو شديد البرودة, فجأة سمعت صوت صراخ و طلقات ناريه, جرت مفزوعه نحو الشباك, رأت أمرأة ملقاه فى الشارع و سيارة تجرى مسرعة, شعرت بفزع كبير , اتصلت بالشرطة, تمتمت بعض كلمات لانها لا تزال لا تجيد الانجليزيه ( حادث…. امرأة …. دم… فى الشارع….) تركت السماعة , جرت مسرعة نحو الملقاه فى الشارع , ارعبها المنظر صرخت , لم يخرج غيرها و لم يكن هناك أحد ليجيب صراخها, فى ثوانى حضرت الشرطة , ذهبت معهم لاخذ أقوالها, هى لات تجيد الانجليزيه, اتصلت به , لم يجيب , أحضروا لها مترجم , ادلت بأقوالها, كان الصباح قد حل , خرجت من قسم الشرطة, عائده لمنزلها , فى منتصف الطريق, غيرت مسارها , توجهت نحو مكتبه, سالت عنه حارس العقار, فهمت منه أنه بالاعلى , أرادت الصعود , لكنه استوقفها , فهمت منه بصعوبه ان على زوجها السماح لها أولا بالصعود اليه, اتصل به حارس العقار , رد عليها غاضبا ( ارجعى البيت حالا فاهمه)

صرخت به ( انزل عايزاك أنا خايفة)
كان شديد القسوة عندما اجاب ( امشى من هنا حالا, ارجعى البيت)
وهنا كانت الكارثة, عندما سمعت صوتها, صوت ( باتريشيا) كانت تساله با لانجليزيه ( ماذا هناك يا حبيبى).
( what is the wrong honey?)
صمت, علمت الان ان كل شكوكها بمحلها, فهو بالتأكيد يخونها لا محالة, هذه السافلة ( باتريشيا),
عادت الى المنزل محطمة , كل هذا يحدث فى يوم وليلة واحدة, الان علمت لماذا تزوجها ولماذا يرفض أن تتغير من أجله, لماذا لم يختار ( مرام أو رشا) يريدها هى , هى مناجابت بأن الزواج هو زوج و زوجة و أبناء و اسرة , هو يريد زوجة و أم لابناؤوه تجلس فى المنزل مخلصة, ليلهو هو خارج المنزل كما يشاء, أعطاها المال بكثرة لكى لا يشعر بتأنيب الضمير , تركها ليالى طويله تبكى و تدعو من أجله, بينما هو فى أحضان الاخرى.
سمعت صوت الباب يفتح, دخل الى الحجرة, نظر اليها , برود قاسى, صاح ( جيتى المكتب ليه)
صرخت فى وجهه( انت بتخونى… بتخونى)
نظر اليها فى برود ( انتى يعنى مش عارفه من زمان؟ أنتى عارفه ومن أول يوم ما رفضتيش , قبلتى الوضع و ما اعترضتيش, باتريشيا عشيقتى و ام بنتى, انا عندى منها بنت عندها سنتين واحنا اتفقنا اننا مش هنتجوز …. عادى مفيش مشكلة , و مفيش فى حياتى مشكلة و مش هايكون…… القرار قرارك)
التفت لكى يتركها و يرحل كالعادة, لكنها فى هذه المرة استوقفته, جرت نحوه صرخت اكرهك أكرهك, ركلته بعنف و ظلت تصرخ و تضربه بيدها على كتفيه, عندما صرخ ( فكريه انتى طا……………….)

فتحت عينها مفزوعه على صوت المنبه, أشارت الساعه الى السابعه صباحا, نظرت حولها , ما هذا هذه حجرة نومها هذا سريرها, و هذا سرير أختها زهرة, هذا منزل أبوها , و …………. و………… و هذا كان حلم.
فى الثامنة مساءاً , ذهبت الى منزل عمها مع اسرتها لاستقبال ابن العم الغائب منذ سنين و العائد لاختيار زوجة, لم تتكلف كثيرا فى مظهرها, ولم ترتدى الفستان الذى اشترته خصيصا لهذه المناسبة,
نظرت اليه, خف شعر راسه , و اصبح له كرش صغير, هو الان يعمل مصور فى جريدة عربية تصدر من أمريكا, مغرورا فى حديثه, معتزا بنفسه.
على طاولة الطعام , سال:
ايه رايك فى الجواز يا مرام؟
– مرام مبتسمة- اكيد شئ كويس , سعادة و استقرار للطرفين و تضحية متبادلة علشان نجاح الزواج وبالتالى نجاح الطرفين فى حياتهم المهنية و العملية و الاجتماعية.
ابتسم ( هشام) ثم نظر الى ( رشا) متسائلا – و انتى يا رشا؟ ايه رايك فى الجواز ؟
رشا بابتسامة واثقة – الجواز شركة تتبنى على الحب و التفاهم و الاخلاص المتبادل بين الطرفين خصوصا لو توج الشركة دى الدين و العادات الشرقية الى بتحافظ على الاسرة و بتحميها وبتضمن نجاحها و استقرارها .
(هشام مبتسما) – وانتى يا ( قكرية ) يا ترى ايه رأيك بالجواز؟
فى هذه المرة نظرت اليه بثقة و أجابت.
– الجواز راجل يعرف ازاى يحترم ويقدر و يخاف على مشاعر شرية عمره , الجواز حب و احتواء , الجواز رحمة و مودة, الجواز فرض و سنه, الجواز أيام من حياتنا بنديها بحب و ايام من حياة حد تانى بيديها لنا بحب , و أكيد الجواز مش حد بيعمل اختيار شفوى لبنات و بعدين يشوف اجابة مين الى تناسبة أكتر)

بعد اسبوع واحد ارتدت (فكرية ) الفستان الجديد , وضعت المكياج الرقيق , وتزينت باجمل الاكسسوار, استعدادا للخطوبة.
ارتفعت زغرودة تعلن وضع العريس خاتم الخطبة فى يد العروسة , ابتسمت فكرية سعيدة من قلبها عندما مالت نحو ها لتقبلها مهنئة( مبروك يا رشا ربنا يتمملك على خير).

الى كل من انصدمت من القصة أقول ههههههههههههههههههه تستاهلى لانك ما رديتى عليا و الا ماذا تريدين ؟ جنازة و تشبعين لطم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟هههههههههه يعنى فيه مخلوقه تتحمل كل العذاب ده؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ههههههههههههه و لا مسلسل مكسيكى تريدين؟؟؟ يالا تعيشوا وتاكلوا غيرها من طبخ ايدى.
اما بالنسبة لحبيبات قلبى
المتمسكة بعقيتها و روحى شفافه و ملثمة للحب مستسلمة و كل الى عبرونى و اهتموا بالرد
اقول……………. أحبكم )
اه بالمناسبة نسيت أقولكم ان اسم القصة الاصلى ( مقلب فى عضوات منتدى ازياء)

:0154::0154::0154::0154::0154: :0154::0154::0154:




برافو يا استحالة
هههههههههههه
مالكم ومالى بشجع نفسى لانكم ما شجعتونى
ههههههههههههههه



بس انت كاتبة ممتازة
عن جد قصة رائعة
ألف شكرا لمجهودك
وانا بانتظار مشاركاتك بموضيع منوعة بالمنتدى



مشكورة حياتى المتمسكة بعقيدتها
كلك ذوق



اليوم قراءة الثاني والثالث والاخير كنت مشغولة بزواج اختي الخميس الي فات

بصراحه روعه حطيت ايدي على قلبي

الحمد لله انه حلم

استحاله ابدعتي