التصنيفات
منوعات

نوال و الشلب والنهاية . روعة

رقيقه في مشاها..تعبد الاسواق في حياتها..لاتكاد ان تصدق نظرات المعجبات في الجامعه او الكليه او الثانويه وكذلك تتمتع بنظرات المعجبين..
تتحدث بالهاتف الجوال لساعات طويله..وبهمسات رقيقه..والعشق بينهن او بينهم…
الأب غافل في صفقات الاسهم وبين مؤشراته…الفتاة أهملت واجباتها الدراسيه والمنزليه..الأم جاهله عن مايحدث في محيط منزلها..
الأبنه نوال قد وقعت في غرام
زميلتها هدى..نوال تتصف بجمال ورشاقه ونعومه…هدى مغرمه بها كذلك_

نوال:ليش غايبه اليوم حبيبتي هدى
هدى:مريضه_بغيت اموت
نوال:بسم الله عليك_إن شاءالله يومي قبل يومك
هدى: للدرجه هذي تحبيني؟!
نوال:تبكي..
هدى:وش فيك ياعمري؟!
نوال:ماقدر اعيش من غيرك_لاني اموت فيك..
هدى:وانا بعد احبك،واغار عليك من كل شي_وبالأخص معلمة الإنجليزي لانها معجبه فيك..
نوال:انا ماشوف إلا إنتي وبس
هدى:فديت روحك
نوال:قاعده تفكر وسرحانه!!…
هدى:الو…الو…ياهوه…
نوال:هلا..معك_وش كنا نقول؟!
هدى:دارت الشكوك في راسها_اكيد البنت تحب غيري_راح اجس نبضها..
هدى: على فكره يانوال راح نقل من الرياض إلى الدمام..
نوال:تبكي بشده..وتصارخ..لا..لا..انا راح اذبح نفسي لو تركتيني ونقلتي..
هدى:الآن تأكدت ان البنت رايحه وطي معي..اقول ياحياتي:انا اقنعت اهلي نجلس في الرياض وكله علشانك..
نوال:تحت تأثير البكاء الشديد_انا راح اقفل واكلمك بعد شوي..
هدى:اوكي ياقلبي..
نوال:مع السلامه..
هدى:وين بوستي المعتاده..
نوال:أمواه..
هدى:أمواه..
( ( (انتهت المكالمه) ) )
______________________________ ____نوال طلعت لغرفتها… باب غرفتها يطق:
طق_طق_طق:
نوال:مين؟!
اخت نوال:أمي تقول ألبسي علشان نروح أسواق الفيصليه..
نوال:ياهوه_كذا الحياة ولا بلاش_(عاشت ماما) ؛؛؛ ياربي وش ألبس؟! إيوه صح_عباية البات مان والبرمودا_،،واهم شي الشدو يطلع صح على الثمه_بس عدساتي مالقيتها_اشوى الحمد لله هذي هي…
باب غرفتها:طق_طرخ_طق_
نوال:وجع_اعرف انه انتي يامرجوجه..
اخت نوال:بسرعه السواق برا ينتظر..
نوال تفتح باب غرفتها""
اخت نوال:مو معقول!!،،، إنتي
رايحه لزواج..؟!وش هالكشخه_لا بالله الشباب راحوا فيها…
نوال:يالله تحركي قدامي تأخرنا..
الأم:يالله يابنات مشينا(الله يرحم حالها_غافله عن حركات بناتها)
_ركبوا السياره_وعلى طريق التحليه_شباب ماصدق خبر.. لثمه وكحله_وعيون نوال على هالشباب واسم بلوتوثها "الفارسه الملثمه"
الشباب:ضايقوا هالسواق_والعجوز تدعي عليهم ولاتدري
ان بنتها سبب زحمة هالشباب..
وأخيرا..وصلوا اسواق الفيصليه..
نوال تكلم اختها:شوفي الثمه حلوه ولا لا..
اختها:تكفي عيونك الساحره..
______________________________ ____
يتجهون للبواه
_وهم داخلين_نوال:هذا البراد ولابلاش_والله يعينا على حر الرياض..اقل شي لو اتركونا هالهيئات على كيفنا كان حذفنا هالعبايات والتخلف..
اخت نوال:نوال_نوال_ طالعي الشباب الثلاثه،، عيونهم عليك..
نوال:شي طبيعي،،بنت حلوه وعاجبتهم،،مو انتي_كلك على بعضك شبر..
الأم:يابنات انا تعبت خلونا نريح على هالكراسي..
نوال:اوكي مامي_بس تكفين احنا راح ندور على آخر موديلات صيف2007 وانتي ارتاحي وراح نرجع لك..
الأم:خلاص روحوا بس لاتضيعون مكاني..
أخت نوال:والله وصفالنا الجو في التسكع..
نوال:اثقلي عشان اكسر روس الشباب من كثر مايطالعون..
اخت نوال: قدها والله..
_وراهم شباب يلاحقونهم_واحد منهم يتحرش: ياحلوه تبغين الرقم ولا الإيميل..
اخت نوال:يانوال خذي الرقم والله الولد يهبل وانا حبيته..
نوال:اسكتي وطنشيهم شوي راح يكون بدل الأثنين عشره..
الشباب: اروح في الثمه،،ذوبتني نظراتك…
نوال:ترفع العبايه عشان يشوفون البرمودا والساق..
الشباب:والله الساق المبروم والبياض..
=يمر شاب وبقصد يحتك فيها الكتف بالكتف=
طاحت شنطة نوال وتناثرت الأغراض الي فيها_نزل الشاب يجمعها ونوال قاعده تجمع اغراضها ويتبادلون النظرات_الشاب وسيم جدا واعجب نوال..
نوال:شكرا اخوي..
الشاب:العفو_وانا آسف جدا على الي حصل_ولايكون تأذيتي من صدمتي..
نوال:لا بالعكس(قصدي عادي)
[[راحت فيها البنت،ونظراته مانزلت عنها وعرقها يصب]]
الشاب:مع السلامه،وماتشوفين شر..
نوال:مع السلامه..
_الشاب راح من عندها ونظراتها ما طاحت عنه_
اخت نوال:حبينا ياحلو_انا راح اقوله أختي معجبه فيك..
نوال:بلاش حركات اطفال، والمفروض هو الي يبدي إعجابه فيني ويقول تفضلي الرقم..
أخت نوال:طالعي البنات يعاكسون صديقك،،وانا اقول هذي فرصتك تعطينه الرقم؛؛ ولا راح يطيرونه البنات منك_خاصه ام العدسات الزرقاء..
نوال:انتي شايفه كذا؟!
اخت نوال:واكثر بعد_بس عطيني قلم علشان اكتب رقمك..
نوال:اوكي_تفضلي..
__كتبوا الرقم__
اخت نوال راحت للشاب وبيدها الرقم:لو سمحت! تفضل الرقم.
الشاب:وش الرقم هذا_وبعدين انا ماعرفكم_ولا مفكرين الشباب كلهم اصحاب غزل(مجرد نظرة إعجاب)صدق انكم على الريحه يالبنات..
اخت نوال ترجع وبيدها الرقم..
نوال:هاه بشري لايكون الرقم الي بيدك رقمه_انا قلت راح اجيب راسه يعني راح اجيب راسه..
اخت نوال:إيه هين_هذا رقمك..
ويقول انتي على الريحه بس ماصدقتي خبر..
نوال:يعني كذا،،اوريك فيه_انا رايحه له..
اخت نوال:لحظه يامهبوله،،محنا ناقصين مشاكل..
_تقرب نوال من الشاب وهو داخل محل وتقول:مين انت علشان ترفض رقمي،،انت عارف اني بإشاره من إصبعي اخلي الشباب كلهم يجون لي ركض..
الشاب:أحد ماسك!هذا السوق قدامك مليان شباب..
نوال تكشف وجهها الفاتن علشان تسدحه على وجهه_وهو ولا همه_ويقول_انتهيتي،،انا مشغول ولاني فاضي لك..
نوال ترجع لاختها طفشانه: يالله خلينا نمشي..
اخت نوال:طيب طالعي مين وراك يانوال؟!
ناظرت نوال إلاوالشاب الي رفض رقمها واقف جنبها ويبتسم..
نوال:ماتسمعين الكلام_يالله مشينا..
الشاب:لحظه :انا ماكنت قاصد اجرحك_ولكن حبيت اعرف وش كثر معجبه فيني ولأجل كذا جيتك..
نوال:والأن عرفت ياقاسي..
الشاب:اكيد ياحلو،،ولا فيه شاب يترك كل الجمال الي فيك..
نوال:علم روحك ياثقيل..
اخت نوال:عن اذنكم_اترك لكم الجو واروح اشوف بختي مع احد هالشباب..
الشاب:انتي فاضيه الآن..
نوال:إلى الساعه12يعني قدامنا ساعتين..
الشاب:وش رايك انا عازمك على عشاء في مطعم قريب..
نوال:قصدك اطلع معك في السياره_وانا ماعرف عنك شي حتى إسمك؟!
الشاب:انا إسمي مشعل،، ويحصل لي الشرف انك تقبلين عزومتي بمناسبة المعرفه..
نوال:إذا كان بمناسبة التعارف انا موافقه،،بس بشرط!..
مشعل:آمري يانظر عيني انا كلي لك..
_نوال:راح نحي الذكرى سنويا،
اوكي حياتي_ومانبغى نتأخر على الوالده_انا راح اتصل عليها واقول اني قاعده الف السوق علشان التيشيرت..
__اتصلت على امها المسكينه
واقنعتها،،وقالت الأم انا راح انتظركم في السياره__
وبرضوه إتصلت على إختها وبلغتها وقالت:طعاما شهيا انتي والاطخم الي معك..بس تكفين لاتنسين تصورينه علشان اوري صديقاتي صورته..
مشعل:خلاص ياحياتي جاهزه؟!
نوال:أكيد،،انا إذا قلت كلمه مستحيل اتراجع عنها،،علشان تعرف وش كثر انا معجبه فيك..
[طلعوا من البوابه وصلوا للسياره]
مشعل:اركبي ياحياتي..
______________________________ ____
ركبوا السياره وطول الطريق إيديهم متشابكه_وداخلين جو الرومانسيه والغرام واغنية خالد عبد الرحمن(تقوى الهجر)
والبنت قاعده تبكي..
مشعل:حياتي وش فيك،، ضايقتك بشي..
نوال زاد بكاها_ومشعل وقف السياره وحضنته نوال_مشعل يمسح دموعها ويمسح على راسها_البنت دخلت عالم الرومانسيه_مشعل إستغل الفرصه وطبعا البنت غرقانه في دموعها وحاطه راسها على حضنه والأخ يخط لإخراج شهوته_وقاعد يواسيها في الكلام العذب لاجل ماتصحى من رومنسيتها وتخرب طبخته..
_طلع على خط الدمام السريع قاصد مخيم الشباب_
وصل المخيم والبنت لازالت على اغنية (خالد) تبكي..
مشعل طفا السياره والبنت صحصحت من جو العاطفه..
نوال قاعده تناظر شمال ويمين والدنيا ظلمه والمباني بعيده_وقاعده تصرخ:مشعل الله يخليك رجعني لاهلي،الله يخليك،،انا وش سويتلك علشان تجيبني للمخي،شعل تكفى والي يرحم والديك،، ابوس رجلك بس رجعني…
مشعل:بالنسبه لي انا مابغاك!!
نوال:طيب ليش جايبني للمخي.
مشعل:ياشباب إطلعوا،،يانايف،،
ياسعود،،ياناصر،،ترى جبت الصيده الي قلت لكم_وانا عني مليت من هالاشكال..
الشباب:قدها وقدود يابرنس البنات…
__نوال من كثر بكاها يغمى عليها ويصحونها__
مشعل:اقول ياشباب،،،لاخلصتوا سهرتكم نزلوها بعيد عن الخط
ولاتنسون تغطون عيونها…
الشباب:أبشر ولا يهمك_
نوال!!فقدت أغلى ماتملكه في حياتها([[بإغتصابها]])
نزلوها الشباب بعد إغتصابها في مكان بعيد عن الطريق السريع وقالوا:تسلمين يانوال على الوقت المتع..
نوال صابتها صدمه قويه وصارت تركض زي المجنونه وتبكي،،فجأه!!شافت نور سيارات بعيده وتوجهت لها ركض لين اتضح لها انه الطريق السريع…
نوال:قعدت تفكر،،انا الي جنيت على نفسي وجبت العار لأهلي،،،انا السبب،،،
وبدون ماتشعر في نفسها شافت شاحنه تقرب ورمت نفسها قدام الشاحنه،،،فاصبح جسدها أجزاء متناثره على الطريق،،،
[(وكانت نهايتها مؤلمه)]
______________________________ ____
فمات امها حسره عليها،،
واصبحت اختها من حفظة كتاب الله ومن الداعيات إلى الله ومرضت بعد مرور سنه بمرض سرطان الدم……
والشباب لقوا حتفهم في حادث سياره تحت تأثير المسكر_ماعدا مشعل،،،فقد أصيب بشل رباعي مع فقدان للبصر وهو يرقد الآن في مستشفى النقاهه…….

………………………… ………………………… ……




خليجية



التصنيفات
منوعات

ات لي كاملة من البداية حتى النهاية الحلقة 17

السلام عليكم, اختي دمعتي ولا دمعة امي راح اساعدك في تحميل رواية انت لي لانها طويله تمووت ههه :p

بين يوم و آخر ، يحضر نوار لزيارة دانة أو الخروج معها للعشاء في أحد المطاعم أو للتنزه … أو شراء مستلزمات الزفاف و عش المستقبل !
" إلى أين ستذهبان اليوم ؟؟ "
سألتها ، و هي ترتدي عباءتها استعدادا للخروج ، قالت :
" إلى محلات التحف أولا ، ثم إلى الشاطئ ! سأعود ليلا ! "
قلت :
" الشاطئ ؟ رائع ! كم أشتاق الذهاب إليه ! "
قالت بمكر :
" تعالي معنا ! "
نظرت إليها باستهتار ثم أشحت بوجهي عنها … قلت :
" كنت سأفعل لو أن خطيبك لم يكن ليرافقنا !"
قالت بخبث :
" نذهب وحدنا ؟ أنا و أنت ؟؟ "
" نأخذ أبي و أمي ! ما رأيك دانة ؟؟ اصرفيه و دعينا نذهب نحن الأربعة ! "
" لا تكوني سخيفة ! "
و انصرفت عني ترتب عباءتها أمام المرآة …
قلت :
" في كل يوم تخرجين معه ! لم لا تتنازلين عن هذا اليوم لنخرج معا ؟؟ إنني أشعر بالملل "
قالت :
" غدا يعود سامر و اذهبي معه حيث تريدين ! "
و غدا هو موعد زيارة سامر ، الذي يأتي مرة أو مرتين من كل شهر … ليقضي عطلة نهاية الأسبوع معنا …
لكن …
لكنني لا أشعر بالحماس للذهاب معه …
حين أقارن بين وضعي و وضع دانة أشعر بفارق كبير … إنها منذ لحظة ارتباطها تعيش سعادة و بهجة متواصلة … و تستمتع بحياتها كل يوم
خطيبها رجل ثري و يغدق عليها الهدايا و الهبات !
كل يوم أذهب أنا للكلية ثم أعود و أقضي وقتا لا بأس به في الواجبات و في الرسم ، بينما تستمتع دانه بالنزهات و الرحلات مع خطيبها المغرور …
و في أحيان أخرى تقضي ساعات طويلة في التحدث معه عبر الهاتف !
حين يتصل سامر فإن حديثنا لا يستغرق غير دقائق …
فهل كل المخطوبين مثل دانه سواي أنا ؟؟
قلت أستفزها :
" و على كل … فخطيبك شخص مغرور و بغيض ! لا أعرف كيف تحتملين البقاء معه كل هذه الساعات ! "
التفتت دانه نحوي و نظرت إلي بخيلاء و قالت :
" مغرور ؟ و حتى لو كان كذلك ! يحق له … فهو أشهر و أغنى لاعب في المنطقة ! أما بغيض … فلا تعني شيئا ! فهو رأيك في جميع الرجال ! "
و صمتت لحظة ثم قالت :
" و ربما حتى سامر ! أنت خالية من الرومانسية يا رغد ! و لا تعرفين كيف تحبين أو تدللين خطيبك ! "
و هنا سمعنا صوت جرس الباب ، فانطلقت دانه مسرعة تحثني على الخروج من غرفتها ، ثم تقلق الباب … و تغادر …
ربما نسيت دانه ما قالت حتى قبل أن تغادر ، لكن كلماتها ظلت تدق مسمارا مؤلما في قلبي لوقت طويل …
أنا فعلا لا أشعر باللهفة للقاء سامر ! لكنه دائما يشتاق إلي … و في الآونة الأخيرة ، بعد أن انتقل إلى مدينة أخرى ، صار يعاملني بطريقة أشد لطفا و حرارة كلما عاد
ذهبت إلى غرفتي و أنا متأثرة من جملة دانه الأخيرة هذه … فهل أنا فعلا خالية من الرومانسية ؟؟
و هل بقية الفتيات يتصرفن مثل دانه ؟؟
أنا لم أحتك مباشرة بصديقة مخطوبة فأنا أول من خطبت من بين صديقاتي رغم أنني أصغرهن سنا !
أردت طرد هذه الأفكار عن رأسي ، فعمدت إلى كراساتي … و أقبلت على الرسم …
شيء ما دعاني لأن أفتش بين لوحاتي المتراكمة فوق بعضها البعض عن صورة وليد !
لا تزال الصورة كما هي … منذ رحل … لم أملك أي رغبة في إتمام تلوينها …
لست من النوع المتباهي بنفسه ، لكن هذه اللوحة بالذات … رائعة جدا !
وليد … له وجه عريض … و جبين واسع … و شعر كثيف … و عينان عميقتا النظرات … و فك عريض منتفخ العضلات … و أنف معقوف حاد !
إنه أكثر وسامة من نوّار الذي تتباهى دانه به !
و من سامر المشوه طبعا …
لم أكن لأرسم شيئا مشوها كوجه سامر … إنه لا يصلح عملا فنيا …
في لقائي الأخير بوليد ..عند رحيله ليلا … بكيت كثيرا جدا … ربما أكثر مما بكيت يوم علمت أنه سافر للدراسة دون وداعي قبل سنوات …
أوصدت الباب و دخلت ، و العبرات منزلقة بانطلاق على خدي الحزين
فوجئت برؤية والدتي تقف عند النافذة المشرفة على الفناء ، و التي تسمح للناظر من خلالها أن يرى البوابة ، و من يقف عند البوابة ، و ما يحدث قرب البوابة !
لم أعرف لحظتها ما أفعل و ما أقول … أصابني الهلع و الخرس … أمي اكتفت برشقي بنظرات مخيفة و حزينة في آن واحد ، ثم انصرفت …
منذ ذلك الحين و هناك شيء ما يقف بيني وبينها … لا أعرف ما كينونته و لا أجله
في المساء ، زارتني ابنة خالتي نهلة ، و طبعا سارة معها فهي تلازمها كالذيل ليلا و نهارا !
كنت أرغب في التحدث مع نهلة عن أمور تشغل تفكيري و تحيرني … و أشياء لا أستطيع التحدث عنها لشخص آخر … و لكن كيف لي أن أصرف هذه الصغيرة المتطفلة ؟؟
" ساره … هل تحبين الذهاب إلى غرفتي و التفرج على رسوماتي ؟؟ يمكنك أيضا رسم ما تشائين ! "
" سأذهب حين تذهب أختي "
أوه … كيف لي أن أصرفها …؟؟
" إذن … ما رأيك بمشاهدة فيلم هزلي جديد مدهش … أحضره أبي يوم أمس ؟ اذهبي لغرفة المعيشة و تفرجي مع أمي ! "
"سأبقى معكما "
نهلة نظرت إلي نظرة استنتاج ، ثم قالت لشقيقتها :
" عزيزتي ساره … شاهدي الفيلم و نحن سنأتي بعد قليل ! "
" سأذهب حين تذهبان "
يا لها من فتاة مزعجة ! ألا أستطيع أن أنفرد بصديقتي لبعض الوقت ؟؟
قالت نهلة :
" لا بأس رغد ! فهي لا تكترث لما نقول ! … أهناك شيء ؟؟ "
ترددت ، و لكنني بعد ذلك أطلقت لساني لقول أمور لم أظن أن سارة ستفهمها … فهي إلى كونها لا تزال صغيرة ، و غبية لحد ما !
قلت :
" سامر سيأتي غدا ! "
قالت :
" و …؟؟ "
قلت :
" سيفتح موضوع زواجنا من جديد ، كما في كل مرة ! إنه يريد أن نتزوج مع دانه … و يبدو أن والدتي اقتنعت بالفكرة و صارت تشجعني عليها … "
قالت :
" و أنت ؟؟ "
تنهدت ثم قلت :
" تعرفين … إنني أريد أن أنهي دراستي أولا … و … و … أعرف رأي وليد "
نهلة ترفع حاجبا ، و تخفض آخر … و تميل إحدى زاويتي فمها بمكر !
" و أعرف رأي وليد ! و إذا قال وليد : الزواج ممنوع !؟ "
قلت بسرعة :
" لن أتزوج ! "
قالت
" و إن قال : الزواج واجب !؟ "
لم أرد … نهلة تأملتني برهة ، ثم قالت :
" رغد ! و لماذا تنتظرين رأي وليد ؟؟ إنه ليس ولي أمرك أو المسؤول عنك ! "
استأت من هذه الحقيقة الموجعة …
فلطالما كان وليد مسؤولا عني منذ الصغر … و لطالما قال أنه لن يتخلى عني … و لطالما اعتبرته أهم شخص في حياتي … إلى أن غاب …
قلت :
" لكنه … لكنه … أكبرنا … و أنا أحترم رأيه كثيرا … و … سأعمل بما يقول "
نهلة قالت :
" ألا يزال كما كان في الماضي ؟ أذكر أنه كان طويلا و قويا ! كان يلعب معك كثيرا سابقا ! "
ابتسمت ، و توسعت الشعيرات الدموية في وجهي ! و قلت بخجل :
" إنه كذلك ! لكن … لا مزيد من اللعب فقد أصبح رجلا كبيرا ! "
قالت :
" صحيح ! على فكرة هل تزوج ؟؟ "
الشعيرات التي كانت متفتحة قبل ثوان انقبضت و خنقت الدماء في داخلها …
أيقظت جملة سارة في نفسي شيئا كان نائما بسلام … قلت بارتباك أمحو السؤال و أطرده من الوجود :
" لا … لا "
قالت نهلة :
" إذن لابد أنه يفكر في الزواج الآن ! بعدما عاد للوطن و استقر في العمل ! "
ثم أضافت مداعبة :
" هل تريدين عروسا له ؟؟ جميلة و جذابة و رائعة مثلي !؟ "
قلت بحنق بدا معه جليا استيائي من الفكرة :
" لا تكوني سخيفة يا نهلة ! "
استغربت نهلة استيائي هذا ، ثم قالت :
" إنه كبير على أية حال ! و لا يناسب فتاة تصغره بتسع سنين ! "
فكرة أخرى ـ أن يتزوج وليد ـ رافقت الفكرة الأولى ـ خالية من الرومانسية ـ في اللعب بالمضرب و الكرة في رأسي طوال الساعات التالية !
قلت :
" إنه … لا يفكر في الإقامة هنا … أتمنى لو نعود إلى بيتنا السابق … معه "
قالت :
" ماذا عن خطيبك ؟؟ هل سيستقر هو الآخر في المدينة الأخرى ؟؟ "
قلت :
" لا أعرف … ! عمله هناك … و لابد له من البقاء هناك "
" و إن تزوجتما ؟؟؟ ستنتقلين للعيش معه حتما ! "
لم تعجبني الفكرة !
لا أريد أن أبتعد عن أهلي … إنني لا أستغني عنهم … أريد البقاء في بيتهم …
" سأنتظر رأي وليد "
تقوس حاجبا نهلة دهشة و قالت ببلاهة :
" رأي وليد ؟؟ في أن تقيمي مع زوجك أو مع والديك ؟؟ "
قلت بغضب :
" حمقاء ! أعني في أن نؤجل موضوع الزواج لوقت لاحق … فربما تتغير الأوضاع … "
" عليكم أن تقرروا بسرعة ! فموعد زواج دانه يقترب ! أين هي على فكرة ؟؟ "
" دانه ؟ خرجت كالعادة تتنزه مع خطيبها ! "
ابتسمت نهلة … لكنني أزحت ابتسامتها جانبا بسؤالي :
" نهلة …هل يشعر جميع المرتبطين بسعادة مميزة عندما يتنزهون مع بعضهم البعض … أو يتبادلون الهدايا … أو المكالمات الهاتفية ؟؟ "
طبعا نهلة اندهشت ، و قالت :
" أكيد ! طبعا ! "
صمت لثوان ، ثم قلت :
" لكنني لا أشعر بشيء كهذا ! إنني أتحدث معه كما أتحدث معك ! لا شيء مميز … ليس كما تكون دانه حين تتحدث مع خطيبها أو تخرج معه ! غاية في السرور ! "
فوجئت نهلة بكلماتي هذه … ة قالت :
" أنت ِ … لا تحبينه ؟؟ "
قلت سرعة :
" بالطبع … أحبه ! "
نظرت نهله نحو سارة البليدة … ثم قالت :
" كما تحب دانه خطيبها ؟؟ "
" لا ! كما تحبين أنت ِ حسام ! "
دانة عادت تسأل :
" ليس كما تحب امرأة ٌ رجلا ؟؟ "
توترت من سؤالها … و بعثرت نظراتي فيما حولي … و وقع سهم منها على سارة ، و التي كانت تنظر إلينا ببلادة و غباء مزعجين !
قلت بعصبية :
" و كيف يجب أن تحب امرأة رجلا ؟؟ "
قالت نهلة بأسى :
" أوه يا عزيزتي ! رغد ! إنك لا تزالين طفلة ! "
عادت دانه من سهرتها الخارجية عند العاشرة و النصف …
كنت أشاهد الفيلم الذي أحضره والدي مؤخرا ، و حين دخلت غرفة المعيشة رمت بحقيبة يدها على المقعد و تهالكت عليه بتنهد …
" لم لم تنامي بعد رغد ! عادة ما تنامين باكرا جدا ! "
لم ألتفت إليها ، و أجبت :
" سأتابع الفيلم حتى النهاية "
صمتت لحظة ، ثم قالت :
" سأريك شيئا "
و سحبت حقيبتها ، و منها أخرجت علبة مجوهرات صغيرة ، و فتحتها لتريني الخاتم الذهبي الرائع الذي بداخلها … " رائع ! كم ثمنه ؟؟ "
رفعت رأسها و نظرت إلي من طرف عينيها و قالت :
" كم ثمنه ؟؟ لا أعرف طبعا ، و لكن بالتأكيد باهظ … أهداني إياه خطيبي الليلة ! كم هو رائع ! "
قلت و أنا أتأمل هذه التحفة المبهرة :
" نعم ! رائع هنيئا لك ! "
قالت دانة :
" حقا ! هل غيرت رأيك فيه أخيرا ! "
قلت :
" الخاتم ؟؟ "

" بل خطيبي يا نبيهة ! "
حدقت بها قليلا ثم قلت :
" بغيض و مغرور … "
ثم أشحت برأسي عنها …
و إن كان بغيضا في عيني ، فهو في عينيها شيء رائع … و مميز !
لم تكترث دانة لقولي ، و أخذت تنقل الخاتم من إصبع لإصبع بسرور و دلال !
" دانه … "
" نعم ؟ "
كنت أريد أن أسألها … و شعرت بالخجل … و لزمت الصمت !
دانة نظرت إلي باستغراب :
" نعم رغد ؟؟ ماذا أردت القول ؟؟ "
ترددت قليلا ثم قلت بحياء و بصوت منخفض و نبرة متوترة :
" هل … تحبين نوّار ؟ "
دهشت دانة من سؤالي ، لذا حملقت بي وهلة ، ثم قالت :
" ما هذا السؤال !؟ "
ندمت لأنني طرحته ! إنه موضوع حساس لم أجرؤ من قبل على التحدث فيه مع أي كان …
و لما لحظت دانة تراجعي الخجل ، قالت :
" نعم أحبه ! إنه شريك حياتي … ! نصفي الآخر ! "
صمت قليلا ثم سألت :
" إذن … كيف تشعرين حين يكون معك ؟؟ "
أنا بنفسي لاحظت ذلك … رغم المساحيق التي تغطي وجهها إلا أن اللون الأحمر المتوهج طلى وجهها و هي تجيب على سؤالي :
" أشعر … ؟؟ … بالحرارة ! "
و أشارت إلى قلبها بيديها كلتيهما …
الحرارة … في صدري و جسمي كله ، هي شعور لم أحس به في حياتي … إلا عندما اقتربت من شخص واحد فقط …
هو وليد … !
" وليد ! هل فقدت صوابك !!؟؟
قال سيف و هو فاغر فاه لأقصى حد من هول المفاجأة …
لقد أخبرته بخبر فعلتي الجنونية الأخيرة …
" نعم يا سيف ! استقلت و انتهى الأمر "
أخذ يهز رأسه و يضرب يدا بالأخرى من الغيظ و الأسف …
" أرجوك يا سيف … قضي الأمر … لم أكن لأستطيع الاستمرار و الجميع ينظر إلي و يعاملني بهذا الشكل … يحتقرونني و يتحاشون الاقتراب مني و كأنني وباء خطير "
" و ما لك و لهم ؟ وليد ! لم يكن الحصول على هذه الوظيفة بالأمر السهل … لقد تسرعت "
استدرت بغضب ، و قلا بانفعال :
" فليذهبوا بوظيفتهم للجحيم "
أعرف أن العثور على عمل هو من أكثر الأمور صعوبة في الوقت الحالي ، لكنني ضقت ذرعا بالهمزات و اللمزات التي يرمي بها الآخرون علي بقسوة ، لكوني قاتل و خريج سجون …
كما و أنني سمعت بعضهم يذكر صديقي سيف بالسوء بسبب علاقته الوطيدة معي …
بقائي في العمل بشركته صار يهدد سمعته هو … و أنا لم أكن لأرضى عليه بأي أذية …
أليس هو الباقي لي من الدنيا ؟؟
تلا هذا صمت مغدق …
سيف استاء كثيرا جدا من إقدامي على هذه الخطوة التي وصفها بالتهور … ألا أنني كنت أراها حلا لابد منه
قال :
" ما أنت فاعل الآن ؟؟ "
ابتسمت ابتسامة سخرية …
" أفتش من جديد "
نعم … عدنا للصفر !
لو أنني أتممت دراستي ، مثلك يا سيف ، لكنت الآن … رجلا محترما مهابا … أتولى إدارة إحدى الشركات كما كنت أحلم منذ الصغر …
و فشلي في تحقيق أي من أحلامي ، هو أمر لا يجب أن تتحمل أنت مسؤولياته ، أو ينالك سوء بسبب علاقتك بي
سيف كان قلق … أردت أن أغير الموضوع ، فقلت :
" اخبرني … ما النبأ الجميل الذي تحمله ؟؟ "
و كان سيف قد أبلغني بأن لديه خبر جميل ، عندما وصل إلى بيتي قبل دقائق !
سيف قال :
" لقد … عزمت على إتمام نصف الدين ! "
فاجأني الخبر ، و أسرني كثيرا ، فأمطرت صديقي بالتهاني القلبية ! إنه أول خبر سعيد أسمعه منذ شهور …
" أخيرا يا رجل ! فليبارك الله لك ! "
" شكرا أيها العزيز … العقبة لك ! متى يحين دورك ؟؟ "
دوري أنا !
إن مثل هذا الموضوع لم يكن ليخطر على بالي !
و هل يفكر في الزواج رجل خرج من السجن قبل شهور ، و بالكاد بدأ يتنفس الهواء … و كان و عاد عاطلا عن العمل ! …
و فوق كل هذا … ذو جرح لم يبرأ بعد …
قلت :
" قد تمضي سنوات و سنوات قبل أن تعبر الفكرة على رأسي مجرد العبور ! "
" لم يا رجل !؟ إننا في السابعة و العشرين ! وقت مناسب جدا ! "
قلت :
" لأجد ما يعيلني أولا ! كيف لي أن أتحمل مسؤولية زوجة و أطفال ! "
قال سيف :
" إنك تحب الأطفال يا وليد ! ألست كذلك ؟ "
" بلى ! … "
" ستكون أبا عطوفا جدا ! "
و ضحكنا !
يمكنني أن أضحك بين حلقات سلسة همومي التي مذ بدأت لم تنته …
قضيت أسابيع أفتش عن عمل … و فشلت
حتى أقاربي الذين لجأت إليهم طالبا الدعم ، خذلوني
لو كان سبب دخولي السجن شيء آخر ، لربما عاملني الناس بطريقة أفضل …
كرهت الدنيا و كرهت نفسي و كرهت كل شيء من حولي …
و بدأت نقودي التي جمعتها خلال الأشهر الماضية تنفذ … و أعود للفقر من جديد …
كنت جالسا في حديقة المنزل الميتة … أدخن السيجارة تلو الأخرى … غارقا في التفكير و الهموم …
كانت الأرض أمامي قاحلة … لا زرع فيها و لا حياة …
تماما مثل حياتي …
تزوج صديقي سيف بعد بضعة أشهر خطوبة … و ينعم الآن بحياة جديدة ، و يتولى مسؤوليات أكبر … و لم يعد متفرغا لي …
حصلت على عمل بسيط جدا في أحد المحلات التجارية … إلا أنني لم استمر فيه بسبب المشاكل التي واجهتني ، لكوني موصوم بالإجرام و القتل …
أصبحت بإحباط شديد … و أنا افقد القليل الذي كنت قد حصلت عليه … و ضاقت بي الدنيا … كما و داهمني الإعياء و المرض … فقررت الهروب من مدينتي إلى مكان ألقى فيه شيء من الاحترام و المودة
بعيدا عن السمعة المجروحة … إلى حيث يوجد من يحبني و يرغب بوجودي و يتقبلني على ما أنا عليه من عيوب و وصم عار …
إلى أهلي ….
كانت شهور عشرة قد انقضت منذ رحلت عنهم …
كلما اتصلوا بي أو اتصلت بهم ، أخبرتهم بأنني في أحسن حال ، بينما أنا في أسوئه
انفث الدخان السام من صدري … و أفكر … أ أعود إليهم ؟؟ أم لمن ألجأ ؟؟
أتخيل نفسي بينهم من جديد … فتظهر صورة رغد لتحتل منطقة الخيال من رأسي … فأبعدها و أبعد الفكرة …
" لا … لن أعود "
و أرمي بالسيجارة على الأرض ، و أدوسها بحذائي فتندفن تحت الرمال … إلى جانب شقيقاتها … في قبور متجاورة و مزدحمة …
لماذا لا أموت أنا مثلها ؟؟
إلى متى أستمر في تدخين هذه الأشياء القذرة ؟؟
ألا يكفي السجن أن لوث سمعتي و ضيع مستقبلي ؟
أ أترك دروسه و مخلفاته تلوث صدري و تفسد صحتي ؟؟
أتذكر قول نديم لي … لا تدع السجن يفسدك يا وليد …
هل أنا شخص فاسد الآن ؟؟
نديم …
ليتك معي الآن … …
فجأة … تذكرت شيئا غاب عن مذكرتي تماما !
يوم وفاته ، نديم أوصاني بشيء …
طلب مني أن أزور عائلته و أطمئن عليهم !
وقفت منفعلا … يا للأيام ! لم يخطر هذا الأمر ببالي من ذي قبل …
و كيف له أن يجد فرصة للظهور فيما يحتل تفكيري أمور أخرى …
ربما وفاء ً لذكرى صديق عزيز لطالما كان يدعمني في أسوأ أيام حياتي …
أو ربما كان فراغا طويلا لم أجد معه ما أفعله
أو حتى هروبا من هذه المدينة و سمعتي المنحطة فيها
أيا كان الدافع ، فقد قررت يومها زيارة عائلة نديم !
نديم أخبرني بأنه يملك مزرعة في المدينة الشمالية ، و هذه المدينة بعيدة عن مدينتي و هي أقرب إلى المدينة الصناعية حيث يعيش أهلي …
جمعت كل ما أحتاجه و ما قد أحتاجه ، و عزمت الرحيل …
الهدف لم يكن زيارة عائلة نديم تنفيذا لوصيته التي ماتت يوم وفاته ، بقدر ما كان الفرار من الفشل الذريع الذي أعيشه في هذه المدينة
الآن أدرك لم قرر والدي الرحيل ، و لم لا يفكر في العودة
لا بد أنه تعرض لمثل ما تعرضت له … بسبب جريمتي النكراء …
ذهبت لزيارة سيف في مسكنه الجديد ، و أبلغته أنني راحل …
كان وداعنا مؤلما إلا أنه قال :
" في أي وقت … و كل وقت … تشعر بأي حاجة لأي شيء ، تذكر أنني موجود "
و دفع إلي مبلغا من المال قبلته على شرط أن أرده له في أقرب فرصة … و لا أعلم كم تبلغ المسافة بيني و بين هذه الفرصة !
أقفلت أبواب المنزل الكئيب … و تركت الذكريات القديمة سجينة … تغط في سبات أبدي …
بما فيها صندوق الأماني المخنوق ، و الملقى بلا اهتمام عند إحدى زوايا الغرفة
إن كتب لي أن أعود يوما … فسأفكر في فتحه !
انطلقت مستعينا بالله و متوكلا عليه … متجها إلى المدينة الشمالية … لم أكن قد زرتها في حياتي من قبل ، إلا أنني أعرف أن الطريق إلى المدينة الصناعية يؤدي إليها ، و أنها لا تبعد عن الأخيرة إلا قليلا
وصلت إلى المدينة الصناعية … و شوقي سحبني نحو بيت عائلتي سحبا …
كيف لي أن أعبر من هنا … ثم لا أمر لألقي و لو نظرة عابرة على أهلي ..؟؟
كان الوقت عصرا … أوقفت سيارتي إلى جانب سيارة أبي ، و السيارة الأخرى التي تبدو جديدة و آخر طراز !
مؤخرا صار سامر يأتي إلينا مرة واحدة في الشهر … أصبح يعمل عملا مضاعفا و قلت حتى اتصالاته !
و حين جاء البارحة ، طلبت منه أن يصطحبني إلى الشاطئ هذا اليوم !
طبعا سامر فرح كثيرا بهذا الطلب … و أنا كنت أريد أن أرفه عن نفسي و أقلد دانة !
إنها دائما تشعرني بأنني لا أصلح امرأة !
الجميع من حولي يعاملونني على أنني لا أزال طفلة !
إنني الآن في الثامنة عشر من العمر … و أحس بأنني خلال الأشهر الماضية كبرت كثيرا !
لقد بدأت استخدم المساحيق بكثرة مثلها ، و أشتري الكثير من الحلي و الملابس… بالرغم من أنني لا أجهز للزفاف مثلها !
فكرة الزواج الآن لم أقتنع بها … و لسوف أنتظر حتى أنهي دراستي و أكتسب صفات التي تعرف كيف تحب و تدلل شريك حياتها !
أليس هذا هو المطلوب ؟؟
" هيا رغد ! الوقت يمضي ! "
سامر يناديني ، و هو يقف خلف الباب ، ينتظر خروجي …
أجبت و أنا ارتدي شرابي ثم حذائي الجديد ذا الكعب العالي ، على عجل :
" قادمة … لحظة "
و في ثوان كنت أفتح الباب …
حين صرت أمامه راح يحدق بي باستغراب ، ثم قاد بصره إلى حذائي !
" رغد ! لقد طلت بسرعة ! لم تكوني هكذا البارحة ! "
ابتسمت و قلت و أنا أظهر حذائي الطويل من خلف عباءتي :
" إنها الموضة ! "
سامر ضحك و قال :
" و لكن يا عزيزتي هل ستسيرين بحذاء هكذا على الشاطئ ؟؟ "
" لا يهم ! أنا أريد أن أظهر أطول قليلا حتى لا يظنني الناس طفلة ! "
" كما تشائين ! هيا بنا "
و خرجنا ، و مررنا بالمطبخ حيث وضعت سلة صغيرة تحتوي بعض الحاجيات فحملها سامر و هممنا بالانصراف ….
و إذا بدانة تقول :
" هل آتي معكما ؟؟ "
أنا و سامر تبادلنا النظرات …
طماعة ! ألا يكفيها أنها تخرج مع خطيبها كل يوم فيما أنا جالسة وحيدة في المنزل ؟؟
قلت :
" لا ! إنها رحلة خاصة ! "
سامر ابتسم بخجل ، و دانه نظرت إلي من طرف عينها مع ابتسامة خبيثة أعرفها جيدا … و أعرف ما تعنيه منها !
تجاهلتها و سرت مبتعدة …
" انتبهي لئلا تنزلقي زرافتي ! "
و أخذت ْ تضحك !
قلت بحنق :
" ليس من شأنك "
و خرجت مسرعة ….
دانه تتعمد التعليق على أي شيء يخصني … و دائما تعليقها عنه يوحي بعدم رضاها أو سخريتها منه !
إلا أنها تشعر بالغيرة من طولي الذي يسمح لي بارتداء أحذية كهذه ، و هي محرومة منها !
خرجنا على الفناء الخارجي و سامر يبتسم بسرور !
حتى و إن كانت نظارته السوداء الكبيرة تخفي عينيه … كنت أعرف أنه يحدق بي !
اعتقد أنه سعيد جدا … السعادة المميزة … التي لم أذق لها أنا طعما حتى الآن …
فيما نحن نقترب من الباب ، قرع الجرس !
تقدم سامر و فتحه …
و توقفت الكرة الأرضية عن الدوران !
اعتقد أن شهابا قد ارتطم بها … هنا خلف هذا الباب !
شعور مفاجئ … و اصطدام مجلجل … و حرارة محرقة شاوية … و حمم … و ضباب … و اختناق … و ارتجاف … و عرق … و ذهول … كلها مجتمعه انبثقت فجأة من عند الباب و اجتاحتني …
هل أصدق عيني ! ؟
هل يقف أمامي المارد الناري الضخم المرعب … متمثلا في صورة … وليد ؟؟؟
هتف سامر بذهول و بهجة عارمة :
" أخي وليد !! "
و تعانقا عناقا طويلا …
يا لها من مفاجأة مذهلة !
اعتقد أنه كان علي الأخذ بنصيحة سامر و تغيير حذائي … إنني أوشك على الانزلاق ! لماذا فقدت توازني بهذا الشكل ؟؟
بعد لقائهما الحميم … استدارا نحوي …
حينما وقت عيناه على عيني ، طردهما بسرعة و غض بصره … و قال بهدوء لا يتناسب و الحمم و البركاين و الانفجار و النيران الذي تولدت لحظه ظهوره من فتحة الباب :
" كيف حالك صغيرتي ؟ "
لقد حاولت أن أحرك لساني لقول أي شيء … لكن بعد احتراقها ، فإن كلماتي قد تبخرت و صعدت للسماء !
طأطأت رأسي للأرض خجلا … حين عبرت ذكرى لقائنا الأخير سريعة أمام عيني ! …
الرجلان يقتربان …
رفعت رأسي فإذا بعينيه تطيران من عيني إلى الشجرة المزروعة قرب الباب الداخلي …
سمعته يقول :
" ألا يبدو أنها كبرت !؟ "
التفت إلى الشجرة … صحيح … لقد كبرت خلال الشهور الطويلة التي غاب فيها وليد عنا !
لكني سمعت سامر يضحك و يقول :
" إنه الكعب ! "
أدركت أنه كان يقصدني أنا ! كم أنا غبية !
قال وليد :
" أ كنتما … خارجين ؟؟ "
قال سامر :
" أوه نعم … لكن يمكننا تأجيل ذلك لما بعد … تعال للداخل ستطير أمي فرحا ! "
قال وليد :
" أرجوكما امضيا إلى حيث كنتما ذاهبين ! إنني سأبقى في ضيافتكم فترة من الزمن ! "
مدهش !
عظيم !
ممتاز !
و أقبلا نحو الباب الداخلي ، و دخلنا نحن الثلاثة …
كانت مفاجأة مذهلة أحدثت في بيتنا بهجة لا توصف …
عشر شهور مضت … و هو بعيد … لا يتصل إلا قليلا … و حين يتصل يتحدث مع الجميع سواي … و إن تحدث معي صدفة ، ختم جمله المعدودة بسرعة …
لكنه الآن موجود هنا !
أنا فرحة جدا !
علمنا في وقت لاحق أنه مر منا قبل ذهابه إلى المدينة الشمالية لأمر خاص …
" كم ستظل هناك ؟؟ "
سألته أمي ، فأجاب :
" لا أعرف بالضبط ، ربما لبعض الوقت … سأفتش عن عمل هناك فقد أجد فرصة أفضل ! "
دانة قالت :
" و ماذا عن عملك في المدينة ؟؟ "
وليد اضطربت تعبيرات وجهه ، و قال :
" تركته "
ثم غير الموضوع لناحية أخرى …
فجأة سألني :
" كيف هي الكلية ؟؟ "
أنا تلفت من حولي بادئ الأمر … كأنني أود التأكد من أن وليد يتحدث إلي أنا !
بالطبع أنا !
لا يوجد من يدرس بالكلية غيري الآن !
قلت بصوت خفيف خجل :
" الحمد لله … تسير الأمور على ما يرام "
قال سامر :
" أنها مجتهدة و نشيطة ! و مغرمة بالفن أكثر من أي شيء آخر ! حتى مني ! "
الجميع أخذوا يضحكون …
سواي أنا و وليد …
أنا لم تعجبني هذه الجملة … أما وليد … فلا أعرف لم اكفهر وجهه هكذا … ؟؟
قالت دانة :
" إذن فقد أفسدت رحلتك الخاصة أيتها الببغاء الصغيرة ! "
و استمرت في الضحك …
أنا استأت أكثر …
وليد سأل دانة :
" أية رحلة ؟ "
أجابت :
" كانا يودان الذهاب للشاطئ ! سامر لا يأتي غير مرة في الشهر و خطيبته متلهفة لقضاء وقت ممتع و متميز معه ! إنها تغار مني ! "
و رفعت رأسها بتباهي …
ربما كانت تقصد مداعبتي ، لكنني حملتها محمل الجد … و وقفت فجأة ، و استأذنت للانصراف …
ذهبت إلى غرفتي مستاءة … و غاضبة …
قلت :
" يبدو أنها تضايقت … "
فجميعنا لاحظ ذلك … أما زالت دانه على ما كانت عليه منذ الطفولة ؟؟
نظرت إلى شقيقتي باستياء … و كذلك كان سامر ينظر إليها …
قالت :
" كنت أداعبها فقط ! "
سامر قال :
" لكنها انزعجت منك ! سأذهب إليها "
و غادر من فوره …
أنا طبعا لم أملك من الأمر من شيء …
قلت لدانة :
" أحقا كانا يودان الذهاب للشاطئ ؟ أنا آسف أن حضرت و أفسدت مشروع نزهتهما ! "
" لا تكترث وليد ! فهي فكرت في الذهاب فقط لأنني أوحيت لها بأن تذهب ! إنها لا تحب الخروج من المنزل خصوصا للأماكن العامة "
التزمت الصمت و لم أعلق على جملتها الأخيرة …
قالت :
" ما رأيكم أن نذهب جميعا غدا لنزهة عند الشاطئ ! كم سيكون ذلك رائعا ! "
نزهة عند الشاطئ ؟ يبدو حلما ! إنني لم أقم بكهذا نزهة منذ سنين !
و يبدو أن الفكرة قد راقت للجميع …
سألت :
" و ماذا عن نوّار ؟؟ "
قالت :
" في البلدة المجاورة ! إنها مباريات حاسمة ! ألا تتابع الأخبار ؟؟ "
في الواقع ، أخبار كرة القدم ليست من أولويات اهتماماتي !
تحدثنا عن أمور عدة … و شعرت براحة كبيرة … هنا حيث أحظى باهتمام أناس يحبونني و يعزونني …
أنا أرغب في العيش مع أهلي فقد سئمت الوحدة … ألا يكفي أنني حرمت منهم كل هذه السنين ؟؟
خرجت من كنفهم و أنا فتى مراهق … مليء بالحماس و الحيوية و مقبل على الحياة … طموح و ماض في طريق تحقيق أحلامه …
و عدت إليهم … و أنا رجل كئيب محبط مثقل بالهموم … فاقد الاهتمام بأي شيء … صقلني الزمن و شكلتني الأقدار …
لكنهم لا زالوا يحترمونني …
بعد مدة ، عاد سامر لينضم إلينا … لم تكن رغد معه
كنت أريد أن أسأله عنها ، و لم أجرؤ !
إنها لم تعد طفلتي … لم يعد لي الحق في الإهتمام بها …
" إذن فتلك السيارة الرائعة في الخارج هي لك يا سامر ! "
سألته ، فأجاب :
" نعم ! اشتريتها مؤخرا … ما رأيك بها ؟؟ "
" مظهرها رائع ! "
" و مزاياها كذلك ! كلفتني الكثير ! "
مقارنة بسيارتي القديمة فإن أي شيء في سيارة سامر سيبدو مدهشا !
إذن … فأحوال أخي المادية جيدة …
كم أبدو شيئا صغيرا أمامه … كم خذلت والدي ّ الذين كانا في الماضي … يعظمان من شأني و يتوقعان لي مستقبلا مشرفا …
شعور جديد تولد هذا اليوم ، يزيدني رغبة فوق رغبة في الرحيل العاجل …
ففي الوقت الذي يتمتع فيه سامر بعمل جيد و دخل وفير و مستقبل مضمون … افتقر أنا لكل شيء …
حتى رغد …
أصبحت له …
ألم شديد شعرت به في معدتي هذه اللحظة ، كان يتكرر علي في الآونة الأخيرة و لكنني لم أزر أي طبيب …
استمر معي الألم فترة طويلة و لم أشعر معه بأي رغبة لتناول الطعام المعد على مائدة العشاء …
لذا ، ذهبت إلى غرفة شقيقي ناشدا الراحة و الاسترخاء
في صباح اليوم التالي أردت الذهاب إلى المطبخ حيث يجلس الجميع …
قبل دخولي تنحنحت و أصدرت أصواتا من حنجرتي حتى أثير انتباههم لوصولي ، اقصد انتباه رغد لوصولي …
" تفضل بني "
قالت أمي … فدخلت و أنا حذر في نظراتي … لم أكن أريد أن أراها … لكنني رأيتها !
" صباح الخير جميعا "
ردوا تحية الصباح و طلبوا مني الجلوس إلى مائدة المطبخ الصغيرة التي يجتمعون حولها
" تعال وليد ! إننا نخطط لرحلة اليوم ! هل تحتمل الرحلة أم أنك لا تزال متعبا ؟؟ "
التفت إلى دانة التي طرحت السؤال ، و لم يكن بإمكاني منع عيني من رؤية رغد التي تجلس إلى جوارها
" أحقا قررتم ذلك ؟ سيكون ذلك رائعا ! "
أمي قالت و هي تشير إلى المعقد الشاغر :
" تعال عزيزي … أعددت ُ فطورا مميزا من أجلك ! "
نظرت باتجاههم ، لقد كانوا جميعا ينظرون إلي ، بلا استثناء …
قلت :
" سـ … أذهب إلى غرفة المعيشة "
و انسحبت من المطبخ …
وافتني أمي بعد قليل إلى غرفة المعيشة تحمل أطباق الفطور …
" شكرا … "
ابتسمت أمي ، و بدأت أنا في تناول وجبتي بهدوء ، بينما هي تراقبني !
" أمي … أهناك شيء ؟؟ "
سألتها بحرج ، قالت بابتسامة :
" لا عزيزي … فقط أروي ناظري برؤيتك … "
شعرت بالطعام يقف في بلعومي …
برؤية من تودين يا والدتي الارتواء ؟؟
برؤية الخذلان و الفشل ؟؟ الحطام و البقايا ؟؟
برؤية رجل موصوم بالجريمة ؟؟
كم خذلتك ! كم كنت فخورة بي في السابق ! إنني الآن شيء يثير النفور و الازدراء في أعين الجميع …
" الحمد لله "
حمدت ربي ، و وضعت الملعقة على الطبق …
" لم توقفت ! ألم يعجبك ؟؟ "
" بلى أماه … لكني اكتفيت "
" عزيزي سأخرج إن أزعجك وجودي … أرجوك أتم وجبتك "
" لا يا أمي ، لقد اكتفيت و الحمد لله "
أمي بعد ذلك ، عادت بالأطباق إلى المطبخ ، ثم أقبل الجميع إلى غرفة المعيشة و حاصروني بنظراتهم … و أسئلتهم حول أموري …
أنا كنت اكتفي بإجابات مختصرة … فلا شيء فيما لدي يستحق الذكر و الاهتمام …
و كالبقية كانت رغد تتابعني بعينيها و أذنيها ، في صمت …
" ما رأيك بتجربة سيارتي يا وليد ! لنقم بجولة قصيرة ! "
بدت فكرة ممتازة و منقذة ، فوافقت فورا و نهضت مع سامر ، و خرجنا …
" هل غضبت مني أمس حقا ! أنا آسفة يا رغد ! كنت أمازحك ! "
نظرت إلى السقف و قلت :
" حسنا ، انتهى الأمر الآن "
ثم إليها و قلت :
" و لكن لا تنعتيني بالببغاء ثانية … خصوصا أمام وليد "
قالت دانة باستغراب :
" وليد ؟؟ "
فاضطربت …
قالت :
" تعنين سامر !؟ "
قلت :
" وليد أو سامر أوأي كان … أمام أي كان ! "
و أشحت بوجهي بعيدا عنها
فعادت تبرد أظافرها بالمبرد و تغني !
كنا نجلس في المطبخ ، و للمطبخ نافذة مطلة على ساحة خارجية خلفية تنتهي بالمرآب
مرآب منزلنا مفتوح من ثلاث جهات ، و يسد جهته الخارجية بوابة كهربائية …
أقبلت أمي تحمل سلة الملابس المغسولة و دفعت بها إلي :
" رغد … انشريها على الحبال "
أوه … يا لعمل المنزل الذي لا ينتهي !
أردت أن أعترض و أوكل المهمة إلى دانة ، التي تجلس أمامي تبرد أظافرها بنعومة !
" انشريها أنت يا دانة ! "
هزت رأسها اعتراضا ، فهممت أن أتذمر !
لكني لمحت من خلال النافذة بوابة المرآب تنفتح ، و أدركت أنهما قد عادا !
و بسرعة ابتلعت جملة التذمر قبل أن أتفوه بها و قل متظاهرة بالاستسلام :
" حسنا … لن أؤذي أظافرك ! سأنشرها أنا ! "
و حملت السلة ، و خرجت للفناء الخلفي …
وليد ركن السيارة في المرآب ثم خرج منها هو و سامر …
و هاهما الآن يقبلان باتجاهي …
سامر نزع نظارته السوداء …
و سارا متوازيين جنبا إلى جنب يسبقهما ظلاهما … و يدوسان عليهما …
وليد … بطوله و عرضه و بنية جسده الضخم … و الذي اكتسب عدة أرطال مذ لقائي الأخير به قبل شهور … زادت وجهه امتلاء و جسده عظمة … و كتفيه ارتفاعا … و صار يشغل حيزا محترما من هذا الكون و يفرض وجوده فيه !
يخطو خطا أكاد أسمع صوت الأرض تتألم منها !
سامر … بجسمه النحيل … و قوامه الهزيل… و وجهه الطويل … المشوه …
و خطاه الهادئة البسيطة … و أنظاره الخجلة التي غالبا ما تكون مدفونة تحت الأرض …
شيء ما أحدث في نفسي توترا و انزعاجا …
إنهما مختلفان …
لماذا تنجرف أنظاري لا إراديا نحو وليد ؟؟؟
لماذا يشدني التيار إليه هو ؟؟
حين صارا أمامي مباشرة ، توقف سامر و قال :
" أ أساعدك ؟؟ "
بينما تابع وليد طريقه مرورا بي … ثم ابتعد دون أن ينظر إلي …
لكني كنت أراقبه …
توقف برهة و استدار مادا يده نحو سامر قائلا :
" المفتاح "
مفتاح السيارة كان يسبح في كفه كسمكة في البحر !
تناول سامر المفتاح منه ، ثم أخذ يساعدني في نشر الملابس على الحبال … في الحقيقة قام هو بالعمل … فأنا كنت شاردة و سارحة أفكر …
هل هذا هو شريك حياتي حقا ؟؟
لماذا علي أنا أن أتزوج رجلا مشوها ؟؟
لقد شغلت الفكرة رأسي حتى ما عدت بقادرة على التركيز في شيء آخر …
هل حقا سأتزوج سامر ؟؟
كم كانا مختلفين … و يهما يسيران جنبا إلى جنب …
في وقت الغذاء ، لم أساهم في إعداد المائدة و وافيت البقية متأخرة بضع دقائق …
أتدرون ماذا حدث عندما دخلت غرفة المائدة و جلست على مقعدي المعهود ؟؟
قام وليد … و غادر الغرفة !
تلوت معدتي ألما حين رأيته يذهب … إنه لا يريد أن يجلس معي حول مائدة واحدة!
الجميع تبادلوا النظرات و حملقوا بي …
أمي تبعته ، ثم عادت بعد أقل من دقيقة و قالت :
" رغد … خذي أطباقك إلى المطبخ "
صدمت و اهتز وجداني … و شعرت بالإهانة … و بأنني أصبحت شيئا
لا يرغب وليد في وجوده … شيئا يزعجه … و يتحاشى اللقاء به …
نعم فأنا ابنة عمه التي كبرت و أصبحت … شيئا محظورا ..
رفعت أطباقي و ذهبت إلى المطبخ و انخرطت في بكاء مرير …
بعد قليل أتتني دانة تحمل أطباقها هي الأخرى :
" رغد ! و لم هذه الدموع أيتها الحمقاء ! "
لم أعرها أذنا صاغية ، فقالت :
" إنه يشعر بالحرج و الخجل ! تعرفين كيف هو الأمر ! هذا من حسن الأدب ! "
قلت :
" لكنني كنت معكم العام الماضي "
قالت :
" ربما لم يكن قد اعتاد فكرة أنك … كبرت ! "
ليتني لم أكبر !
تركت أطباقي غير ملموسة و خرجت من المطبخ متوجهة إلى غرفتي ،
و دانة تشيعني بنظراتها …
في الغرفة … تأملت صورة وليد التي رسمتها قبل شهور … و انحدرت دموعي …
أخذت أتخيله … و هو واقف إلى جوار سامر … يفوقه في كل شيء يعجبني …
ثم …
ثم …
أتزوج سامر ! ! ؟؟
لماذا أقارن بينهما هكذا ؟؟
وفي العصر ، أتتني دانة ..
" الم تستعدي بعد ؟ سننطلق الآن ! "
" إلى أين ؟؟ "
" أوه رغد هل نسيت ! إلى الشاطئ كما اتفقنا ! "
بالفعل كنت قد نسيت الفكرة … و بالرغم من أنني كنت مسرورة جدا بها مسبقا ألا أنها الآن … لا تعجبني !
" لا أريد الذهاب "
حملقت دانة بي و قالت :
" عفوا ! ألم تكوني أنت المشجعة الأولى ! هل ستبقين في البيت وحدك ؟؟ "
قلت :
" هل سيذهب الجميع ؟؟ "
" بالطبع ! إنهم في انتظارنا فهيا أسرعي ! "
و ذهبت إلى غرفتها تستبدل ملابسها …
أن أبقى وحدي في البيت هي فكرة غير واردة … لم يكن أمامي إلا الذهاب معهم …
توزعنا على سيارتي أبي و سامر …
جلس وليد على المقعد المجاور لسامر ، و أنا خلفه ، و دانه إلى جانبي ، و تركنا والدي ّ معا في السيارة الأخرى
وليد و سامر كانا يتبادلان الأحاديث المختلفة تشاركهما دانة ، أما أنا فبقيت صامتة … أراقب و استمع … و أشعر بالألم …
لم تفتني أي كلمة تفوه بها وليد … او أي ضحكة أطلقها
كنت أضغي إليه باهتمام بالغ ! حتى كدت أحفظ و أردد ما يقول !
عندما وصلنا ، فرشنا بساطا كبيرا و وضعنا أشياءنا و جلسنا عليه ، إلا أن وليد ظل واقفا … ثم ابتعد … و سار نحو البحر …
إنه لا يرد الجلوس حيث أجلس …
لماذا يا وليد ؟؟
هل تعرفون كم دقيقة في الساعة ؟؟
ستون طبعا !
و هل تعرفون كم مرة في الساعة فكرت به ؟
ستون أيضا !
و هل تعرفون كم ساعة بقينا هناك ؟؟
ست ساعات !
هل أحصيتم كم وليد جال برأسي خلال الرحلة ؟؟
الثلاثة ، أبي و وليد و سامر ذهبوا للسباحة ، أمي تصف قطع اللحم في الأسياخ و دانة تساعدها …
و أنا ، معدتي تئن !
" رغد ! لم لا تبتلعين أي شيء ريثما يجهز العشاء ؟؟ لم تضرم النار بعد و سنستغرق وقتا طويلا ! "
نظرت إلى دانة و قلت :
" لم لا تسرعان ؟ "
" لا يزال الوقت مبكرا ! أنت من فوّت وجبة الغداء ! "
لقد كنت جائعة بالفعل ! و فتشت في السلات فلم أجد شيئا يستحق التهامه حتى يجهز طعام العشاء المشوي !
نظرت من حولي فرأيت مقصفا صغيرا على مقربة منا …
" أريد الذهاب إلى هناك ! "
قالت دانة :
" اذهبي ! "
قلت :
" تعالا معي ! "
ابتسمت دانة ابتسامتها الساخرة التي تعرفون و قالت :
" نعامتي الصغيرة … تخشى من الظلام …
و ترجف خوفا … من فئران نيام ! "

و هو مطلع أغنية للأطفال !
غضبت منها فاسترسلت في الضحك …
تجاهلتها و خاطبت والدتي :
" تعالي معي … "
أمي مدت يديها الملطختين بعصارة اللحم ، تريني إياهما و قالت :
" فيما بعد رغد "
نظرت نحو الشاطئ فوجدت وليد يجلس على أحد المقاعد … و والدي و سامر لا يزالان يسبحان …
التفت إلى دانة و قلت :
" دعينا نقترب من الشاطئ … أريد أن أبلل قدمي ! "
دانة قالت :
" أنا لا أريد ! اذهبي أنت ِ "
" لا أريد الذهاب وحدي "
و عادت تغني :
" نعامتي الصغيرة … تخشى من الظلام !! "
أصبحت لا تطاق … !
و أمي منهمكة في إعداد أسياخ اللحم …
" اذهبي رغد … إنهم هناك ! اذهبي عزيزتي … "
قالت أمي مشجعة إياي …
لم يكن هناك الكثيرون على مقربة منا … و لكنني ترددت كثيرا …
في النهاية أقنعت نفسي بأنهم قريبون من الساحل ، كما و إن وليد يجلس هناك … و لا داعي لأي خوف …
سرت نحوه و أنا أحس بنظرات أمي تتبعني … فهي تريد لي التخلص من خوفي المبالغ به … من أماكن لا تستوجب أي خوف أو حذر …
كانت أمواج البحر تتلاطم بحرية … و نسمات الهواء باردة منعشة تغزو صدري الضائق منذ ساعات … فتفتح شعبه و توسعه …
اقتربت من وليد … و لم يشعر بي
تجاوزته نحو الماء … فلم أحس بحركة منه .. التفت فرأيته مغمض العينين ، و ربما نائم !
سمحت للماء البارد بتبليل قدمي … و شعرت بانتعاش !
لوّح سامر لي … فشعرت بأمان أكثر و تجرأت على خطو خطوتين يمينا و يسارا … إلا أنني لم ابتعد أكثر من ذلك … لم أخرج عن الحيز الذي يحيط بوليد و يشعرني بالطمأنينة …
و الآن تجرأت على خطوة أكبر … و جلست على الرمال المبللة و مددت يدي لألامس الأمواج …
كان شعورا رائعا !
أقبل مجموعة من الأطفال بألعابهم و أطواق نجاتهم ، و بدؤوا يلعبون بمرح … كنت أراقبهم بسرور !
ليتني أعود صغيرة لألهو معهم !
التفت للوراء … إلى وليد … استعيد ذكريات ظلت عالقة في ذاكرتي …
كان وليد يلاعبني كثيرا حينما كنت صغيرة ! و في المرات التي نقوم فيها برحلة إلى الشاطئ … كان يبقى حارسا لي و لدانة !
عدت بنظري للأطفال … أتحسر !
يبدو أن أصواتهم قد أيقظت وليد من النوم … سمعت صوته يتنحنح ثم يتحرك ، استدرت للخلف فوجدته يقف و ينظر إلى ما حوله …
وليد تحرك مقتربا من البحر … فنهضت بسرعة و قلت :
" إلى أين تذهب ؟؟ "
وليد توقف ، ثم … قال :
" لأسبح … "
قلت :
" انتظر … سأعود لأمي … "
في نفس اللحظة أقبل سامر يخرج من الماء نحو اليابسة …
" وليد … تعال يا رجل ! يكفيك نوما ! "
قال سامر ، فرد وليد :
" أنا قادم … لكن ألا يجب أن نشعل الجمر الآن ؟؟ "
" لا يزال الوقت مبكرا ! "
و التفت سامر إلي و قال :
" رغد أخبري أمي بأننا سنقضي ساعات أكثر في السباحة ! "
قلت :
" حسنا ! "
بينما تصرخ معدتي : كلا !
سامر خرج من الماء ، و صار واقفا إلى جوار وليد … و قام ببعض التمارين الخفيفة …
التفت إلى ناحية البساط الذي نفترشه ، و خطوت متجهة إليه …
مجموعة من الناس كانوا يلاحقون كرة قدم … فيضربها هذا و يركلها ذاك … يتحركون في طريقي …
وقفت في منتصف الطريق لا أجرؤ على المضي قدما …
التفت إلى الوراء فوجدت الاثنان يراقباني …
و إلى حيث تجلس أمي و أختي … فإذا بهما أيضا تراقباني …
الآن … تدحرجت الكرة نحوي و اقتربت من قدمي … و أقبل اللاعبون يركضون نحوها …
وصل إلي أحدهم و قال :
" معذرة يا آنسة "
أصبت بالذعر … فجأة …
خطوة للوراء …
ثم خطوة أخرى …
ثم أطلقت ساقي للريح راكضة باضطراب و فزع …
إلى حيث جرفني التيار …
نحو وليد !




التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

•.♥.•° النهاية إنسان °•.♥.•°

السلااااااااااام عليكم ورحمه …

تستطيع أن تحب جميع الناس
ولكن لا تستطيع أن تجبرهم على أن يحبوك

°•.♥.•°

تستطيع أن تظلم وتتجبر وتتسلط
ولكن لا تستطيع أن تكون منصف عادل دائماً

°•.♥.•°

تستطيع أن تصفح وأن تنسى
ولكن لا تستطيع أن تجبر أحد على مسا محتك

°•.♥.•°

تستطيع أن تثور تنفجر وتغضب ببساطة
ولكن لا تستطيع أن تمسك بأعصابك ببساطة

°•.♥.•°

تستطيع أن تحلم كيفما تشاء ومتى تشاء
ولكن لا تستطيع أن تحقق أحلامك من دون عناء ومتى تشاء

°•.♥.•°

تستطيع أن ترتقي إلى قمة المجد والشهرة بسهولة
ولكن لا تستطيع أن تحافظ على نفس مستواك بنفس السهولة

°•.♥.•°

تستطيع أن تمنع نفسك من الفرح والسرور
ولكن لا تستطيع أن تمنع نفسك من الحزن والألم

°•.♥.•°

تستطيع أن تكون حريصاً حذراً من جور الأيام والغدر
ولكن لا تستطيع أيضا أن تسلم دائماً فلا ينفع الحذر مع القدر

°•.♥.•°

هنالك أفعال كثيرة تستطيع أن تقوم بها
وهنالك أيضا أفعال لا تستطيع أن تقوم بها

°•.♥.•°

وذلك لسبب بسيط جداً

هو

لأنك في النهاية إنسان ولست ملاكمنقول




وين الرد



ياااااااااااي يسلمووو
هالايادي شو حلوه

خليجية

ومن عيني رايح قيمكي تئبري البي ابر




يييي

ياالبي

انتي اللي تئبريني

يااعمري

نورتي الموضوع والله

منور بوجودك ياالبي




يسلموووووووو يا قلبى



التصنيفات
قصص و روايات

الساحرات في النهاية نساء مشوقة

قالت إحدى الساحرات لرجل وزوجته:> > > لكونكما من افضل الزوجين وقضيتما> معا ما يقارب الـ 35 عاما، فإني> سأهب لكل واحد منكما أمنية> لأحققها له . > > قالت الزوجة :> أنا أتمنى أن أسافر حول العالم مع> زوجي العزيز دون أن نفترق. > > حركت الساحرة عصاها بشكل دائري> مرددة: > > ‘ أبرا كدابرا أبرا كدابرا, أبرا> كدابرا’ > > فظهرت تذكرتين للسفر حول العالم> وضعتها في يد الزوجة > > > جاء دور الزوج الذي جلس يفكر ثم> قال : > > هذه
لحظة رومانسية, لكن الفرصة لا> تأتي إلا مرة واحدة في العمر : > > آسف حبيبتي : لكن أمنيتي أن أتزوج> امرأة تصغرني بـ 30 عاما > > شعرت الزوجة بغصة في حلقها وبطعنة> سيف في قلبها وبدت خيبة الأمل على> وجهها 🙁 , لكن الأمنية أمنية. > > حركت الساحرة عصاها بشكل دائري> مرددة: > > ‘ أبرا كدابرا أبرا كدابرا, أبرا> كدابرا ‘ :j > > فجأة أصبح عمر الزوج 90 عاما !!! > > قد يعتقد بعض الرجال أنهم أذكياء> ولكنهم ينسون… > > > أن الساحرات في النهاية هم نساء

بستااهل صح




خليجية



فعلا يستاهل
مشكوره على الموضوع التحفه



خليجية



هههههههههههههههه
والله شوي فيه هالخائن
طرح رااااائع
مشكوره ما قصرتي



التصنيفات
منوعات

رواية انت لي كاملة من البداية حتى النهاية! رووعة!!

السلام عليكم اخواتي, جبتلكو اليوم احلى رواية قرأتها في حيااتي كلها:0139:, الرواية فيها كل شي رومانسيه اكشن حزن كوميدي بس اكتر شي رومانسية كتييير.
القصة باختصار روعة مكونه من 50 حلقة, كل يوم راح انزل حلقتين او حلقة اوك:frasha5:
اترككم مع الرواية….

رواية انت لي: الحلقة الأولى

مخلوقة اقتحمت حياتي !

توفي عمي و زوجته في حادث مؤسف قبل شهرين ، و تركا طفلتهما الوحيدة ( رغد ) و التي تقترب من الثالثة من عمرها … لتعيش يتيمة مدى الحياة .

في البداية ، بقيت الصغيرة في بيت خالتها لترعاها ، و لكن ، و نظرا لظروف خالتها العائلية ، اتفق الجميع على أن يضمها والدي إلينا و يتولى رعايتها
من الآن فصاعدا .
أنا و أخوتي لا نزال صغارا ، و لأنني أكبرهم سنا فقد تحولت فجأة إلى
( رجل راشد و مسؤول ) بعد حضور رغد إلى بيتنا .
كنا ننتظر عودة أبي بالصغيرة ، (سامر) و ( دانة ) كانا في قمة السعادة لأن عضوا جديدا سينضم إليهما و يشاركهما اللعب !
أما والدتي فكانت متوترة و قلقة
أنا لم يعن ِ لي الأمر الكثير
أو هكذا كنت أظن !
وصل أبي أخيرا ..
قبل أن يدخل الغرفة حيث كنا نجلس وصلنا صوت صراخ رغد !
سامر و دانة قفزا فرحا و ذهبا نحو الباب راكضين
" بابا بابا … أخيرا ! "
قالت دانه و هي تقفز نحو أبي ، و الذي كان يحمل رغد على ذراعه و يحاول تهدئتها لكن رغد عندما رأتنا ازدادت صرخاتها و دوت المنزل بصوتها الحاد !

تنهدت و قلت في نفسي :

" أوه ! ها قد بدأنا ! "
أخذت أمي الصغيرة و جعلت تداعبها و تقدم إليها الحلوى علها تسكت !
في الواقع ، لقد قضينا وقتا عصيبا و مزعجا مع هذه الصغيرة ذلك اليوم .

" أين ستنام الطفلة ؟ "
سأل والدي والدتي مساء ذلك اليوم .
" مع سامر و دانه في غرفتهما ! "
دانه قفزت فرحا لهذا الأمر ، إلا أن أبي قال :
" لا يمكن يا أم وليد ! دعينا نبقيها معنا بضع ليال إلى أن تعتاد أجواء المنزل، أخشى أن تستيقظ ليلا و تفزع و نحن بعيدان عنها ! "
و يبدو أن أمي استساغت الفكرة ، فقالت :
" معك حق ، إذن دعنا ننقل السرير إلى غرفتنا "
ثم التفتت إلي :
" وليد ،انقل سرير رغد إلى غرفتنا "
اعترض والدي :
" سأنقله أنا ، إنه ثقيل ! "

قالت أمي :
" لكن وليد رجل قوي ! إنه من وضعه في غرفة الصغيرين على أية حال ! "
(( رجل قوي )) هو وصف يعجبني كثيرا !
أمي أصبحت تعتبرني رجلا و أنا في الحادية عشرة من عمري ! هذا رائع !
قمت بكل زهو و ذهبت إلى غرفة شقيقي و نقلت السرير الصغير إلى غرفة والدي .
عندما عدتُ إلى حيث كان البقية يجلسون ، وجدتُ الصغيرة نائمة بسلام !

لابد أنها تعبت كثيرا بعد ساعات الصراخ و البكاء التي عاشتها هذا اليوم !
أنا أيضا أحسست بالتعب، و لذلك أويت إلى فراشي باكرا .
نهضت في ساعة مبكرة من اليوم التالي على صوت صراخ اخترق جدران الغرفة من حدته !

إنها رغد المزعجة
خرجت من غرفتي متذمرا ، و ذهبت إلى المطبخ المنبعثة منه صرخات ابنة عمي هذه
" أمي ! أسكتي هذه المخلوقة فأنا أريد أن أنام ! "
تأوهت أمي و قالت بضيق :
" أو تظنني لا أحاول ذلك ! إنها فتاة ٌصعبة ٌ جدا ! لم تدعنا ننام غير ساعتين أو ثلاث والدك ذهب للعمل دون نوم ! "
كانت رغد تصرخ و تصرخ بلا توقف .
حاولت أن أداعبها قليلا و أسألها :
" ماذا تريدين يا صغيرتي ؟ "
لم تجب !
حاولت أن أحملها و أهزها … فهاجمتني بأظافرها الحادة !
و أخيرا أحضرت إليها بعض ألعاب دانه فرمتني بها !
إنها طفلة مشاكسة ، هل ستظل في بيتنا دائما ؟؟؟ ليتهم يعيدوها من حيث جاءت !
في وقت لاحق ، كان والداي يتناقشان بشأنها .
" إن استمرت بهذه الحال يا أبا وليد فسوف تمرض ! ماذا يمكنني أن أفعل من أجلها ؟ "
" صبرا يا أم وليد ، حتى تألف العيش بيننا "
قاطعتهما قائلا :
" و لماذا لا تعيدها إلى خالتها لترعاها ؟ ربما هي تفضل ذلك ! "
أزعجت جملتي هذه والدي فقال :
" كلا يا وليد ، إنها ابنة أخي و أنا المسؤول عن رعايتها من الآن فصاعدا . مسألة وقت و تعتاد على بيتنا "
و يبدو أن هذا الوقت لن ينتهي …
مرت عدة أيام و الصغيرة على هذه الحال ، و إن تحسنت بعض الشيء و صارت تلعب مع دانه و سامر بمرح نوعا ما
كانت أمي غاية في الصبر معها ، كنت أراقبها و هي تعتني بها ، تطعمها ، تنظفها ، تلبسها ملابسها ، تسرح شعرها الخفيف الناعم !
مع الأيام ، تقبلت الصغيرة عائلتها الجديدة ، و لم تعد تستيقظ بصراخ و كان على وليد ( الرجل القوي ) أن ينقل سرير هذه المخلوقة إلى غرفة الطفلين !
بعد أن نامت بهدوء ، حملتها أمي إلى سريرها في موضعه الجديد . كان أخواي قد خلدا للنوم منذ ساعة أو يزيد .
أودعت الطفلة سريرها بهدوء .
تركت والدتي الباب مفتوحا حتى يصلها صوت رغد فيما لو نهضت و بدأت بالصراخ
قلت :
" لا داعي يا أمي ! فصوت هذه المخلوقة يخترق الجدران ! أبقه مغلقا ! "
ابتسمت والدتي براحة ، و قبلتني و قالت :
" هيا إلى فراشك يا وليد البطل ! تصبح على خير "
كم أحب سماع المدح الجميل من أمي !
إنني أصبحت بطلا في نظرها ! هذا شيء رائع … رائع جدا !
و نمت بسرعة قرير العين مرتاح البال .
الشيء الذي أنهضني و أقض مضجعي كان صوتا تعودت سماعه مؤخرا
إنه بكاء رغد !
حاولت تجاهله لكن دون جدوى !
يا لهذه الـ رغد … ! متى تسكتيها يا أمي !
طال الأمر ، لم أعد أحتمل ، خرجت من غرفتي غاضبا و في نيتي أن أتذمر بشدة لدى والدتي ، إلا أنني لاحظت أن الصوت منبعث من غرفة شقيقي ّ
نعم ، فأنا البارحة نقلت سريرها إلى هناك !
ذهبت إلى غرفة شقيقي ّ ، و كان الباب شبه مغلق ، فوجدت الطفلة في سريرها تبكي دون أن ينتبه لها أحد منهما
لم تكن والدتي موجودة معها .
اقتربت منها و أخذتها من فوق السرير ، و حملتها على كتفي و بدأت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .
و لأنها استمرت في البكاء ، خرجت بها من الغرفة و تجولت بها قليلا في المنزل
لم يبد ُ أنها عازمة على السكوت !
يجب أن أوقظ أمي حتى تتصرف …
كنت في طريقي إلى غرفة أمي لإيقاظها ، و لكن …
توقفت في منتصف الطريق ، و عدت أدراجي … و دخلت غرفتي و أغلقت الباب .
والدتي لم تذق للراحة طعما منذ أتت هذه الصغيرة إلينا .
و والدي لا ينام كفايته بسببها .
لن أفسد عليهما النوم هذه المرة !
جلست على سريري و أخذت أداعب الصغيرة المزعجة و ألهيها بطريقة أو بأخرى حتى تعبت ، و نامت ، بعد جهد طويل !
أدركت أنها ستنهض فيما لو حاولت تحريكها ، لذا تركتها نائمة ببساطة على سريري و لا أدري ، كيف نمت ُ بعدها !
هذه المرة استيقظت على صوت أمي !
" وليد ! ما الذي حدث ؟ "
" آه أمي ! "
ألقيت نظرة من حولي فوجدتني أنام إلى جانب الصغيرة رغد ، و التي تغط في نوم عميق و هادىء !
" لقد نهضت ليلا و كانت تبكي .. لم أشأ إزعاجك لذا أحضرتها إلى هنا ! "
ابتسمت والدتي ، إذن فهي راضية عن تصرفي ، و مدت يدها لتحمل رغد فاعترضت :
" أرجوك لا ! أخشى أن تنهض ، نامت بصعوبة ! "
و نهضت عن سريري و أنا أتثاءب بكسل .
" أدي الصلاة ثم تابع نومك في غرفة الضيوف . سأبقى معها "
ألقيت نظرة على الصغيرة قبل نهوضي !
يا للهدوء العجيب الذي يحيط بها الآن!
بعد ساعات ، و عندما عدت إلى غرفتي ، وجدت دانه تجلس على سريري بمفردها . ما أن رأتني حتى بادرت بقول :
" أنا أيضا سأنام هنا الليلة ! "
أصبح سريري الخاص حضانة أطفال !
فدانه ، و البالغة من العمر 5 سنوات ، أقامت الدنيا و أقعدتها من أجل المبيت على سريري الجذاب هذه الليلة ، مثل رغد !
ليس هذا الأمر فقط ، بل ابتدأت سلسلة لا نهائية من ( مثل رغد ) …
ففي كل شيء ، تود أن تحظى بما حظيت به رغد . و كلما حملت أمي رغد على كتفيها لسبب أو لآخر ، مدت دانه ذراعيها لأمها مطالبة بحملها (مثل رغد ) .
أظن أن هذا المصطلح يسمى ( الغيرة ) !
يا لهؤلاء الأطفال !
كم هي عقولهم صغيرة و تافهة !

كانت المرة الأولي و لكنها لم تكن الأخيرة … فبعد أيام ، تكرر نفس الموقف ، و سمعت رغد تبكي فأحضرتها إلى غرفتي و أخذت ألاعبها .
هذه المرة استجابت لملاعبتي و هدأت ، بل و ضحكت !
و كم كانت ضحكتها جميلة ! أسمعها للمرة الأولى !
فرحت بهذا الإنجاز العظيم ! فأنا جعلت رغد الباكية تضحك أخيرا !
و الآن سأجعلها تتعلم مناداتي باسمي !
" أيتها الصغيرة الجميلة ! هل تعرفين ما اسمي ؟ "
نظرت إلي باندهاش و كأنها لم تفهم لغتي . إنها تستطيع النطق بكلمات مبعثرة ، و لكن ( وليد ) ليس من ضمنها !
" أنا وليد ! "
لازالت تنظر إلى باستغراب !
" اسمي وليد ! هيا قولي : وليد ! "
لم يبد ُ الأمر سهلا ! كيف يتعلم الأطفال الأسماء ؟
أشرت إلى عدة أشياء ، كالعين و الفم و الأنف و غيرها ، كلها أسماء تنطق بها و تعرفها . حتى حين أسألها :
" أين رغد ؟ "
فإنها تشير إلى نفسها .
" و الآن يا صغيرتي ، أين وليد ؟ "
أخذت أشير إلى نفسي و أكرر :
" وليد ! وليـــد ! أنا وليد !
أنت ِ رغد ، و أنا وليد !
من أنتِ ؟ "
" رغد "
" عظيم ! أنتِ رغد ! أنا وليد ! هيا قولي وليد ! قولي أنت َ وليد ! "
كانت تراقب حركات شفتيّ و لساني ، إنها طفلة نبيهة على ما أظن .
و كنت مصرا جدا على جعلها تنطق باسمي !
" قولي : أنــت ولـيـــد ! ولــيـــــــد …
قولي : وليد … أنت ولـــــيـــــــــــــــــــــد ! "
" أنت َ لــــــــــــــــــــي " !!
كانت هذه هي الكلمة التي نطقت بها رغد !
( أنت َ لي ! )
للحظة ، بقيت اتأملها باستغراب و دهشة و عجب !
فقد بترت اسمي الجميل من الطرفين و حوّلته إلى ( لي ) بدلا من
( وليد ) !
ابتسمت ، و قلت مصححا :
" أنت َ وليـــــــــــــد ! "
" أنت َ لــــــــــــــــــي "
كررت جملتها ببساطة و براءة !
لم أتمالك نفسي ، وانفجرت ضحكا ….
و لأنني ضحكت بشكل غريب فإن رغد أخذت تضحك هي الأخرى !
و كلما سمعت ضحكاتها الجميلة ازدادت ضحكاتي !
سألتها مرة أخرى :
" من أنا ؟ "
" أنت َ لـــــــــــــي " !
يا لهذه الصغيرة المضحكة !
حملتها و أخذت أؤرجحها في الهواء بسرور …
منذ ذلك اليوم ، بدأت الصغيرة تألفني ، و أصبحت أكبر المسؤولين عن تهدئتها متى ما قررت زعزعة الجدران بصوتها الحاد ….

انتهت العطلة الصيفية و عدنا للمدارس .
كنت كلما عدت من المدرسة ، استقبلتني الصغيرة رغد استقبالا حارا !
كانت تركض نحوي و تمد ذراعيها نحوي ، طالبة أن أحملها و أؤرجحها في الهواء !
كان ذلك يفرحها كثيرا جدا ، و تنطلق ضحكاتها الرائعة لتدغدغ جداران المنزل !
و من الناحية الأخرى ، كانت دانة تطلق صرخات الاعتراض و الغضب ، ثم تهجم على رجلي بسيل من الضربات و اللكمات آمرة إياي بأن أحملها ( مثل رغد ) .

و شيئا فشيا أصبح الوضع لا يطاق ! و بعد أن كانت شديدة الفرح لقدوم الصغيرة إلينا أصبحت تلاحقها لتؤذيها بشكل أو بآخر …
في أحد الأيام كنت مشغولا بتأدية واجباتي المدرسية حين سمعت صوت بكاء رغد الشهير !
لم أعر الأمر اهتماما فقد أصبح عاديا و متوقعا كل لحظة .
تابعت عملي و تجاهلت البكاء الذي كان يزداد و يقترب !
انقطع الصوت ، فتوقعت أن تكون أمي قد اهتمت بالأمر .
لحظات ، وسمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي .
" أدخل ! "
ألا أن أحدا لم يدخل .
انتظرت قليلا ، ثم نهضت استطلع الأمر …
و كم كانت دهشتي حين رأيت رغد واقفة خلف الباب !
لقد كانت الدموع تنهمر من عينيها بغزارة ، و وجهها عابس و كئيب ، و بكاؤها مكبوت في صدرها ، تتنهد بألم … و بعض الخدوش الدامية ترتسم عشوائيا على وجهها البريء ، و كدمة محمرة تنتصف جبينها الأبيض !
أحسست بقبضة مؤلمة في قلبي ….
" رغد ! ما الذي حدث ؟؟؟ "
انفجرت الصغيرة ببكاء قوي ، كانت تحبسه في صدرها
مددت يدي و رفعتها إلى حضني و جعلت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .
هذه المرة كانت تبكي من الألم .
" أهي دانة ؟ هل هي من هاجمك ؟ "
لابد أنها دانة الشقية !
شعرت بالغضب ، و توجهت إلى حيث دانة ، و رغد فوق ذراعي .
كانت دانة في غرفتها تجلس بين مجموعة من الألعاب .
عندما رأتني وقفت ، و لم تأت إلي طالبة حملها ( مثل رغد ) كالعادة ، بل ظلت واقفة تنظر إلى الغضب المشتعل على وجهي .
" دانة أأنت من ضرب رغد الصغيرة ؟ "
لم تجب ، فعاودت السؤال بصوت أعلى :
" ألست من ضرب رغد ؟ أيتها الشقية ؟ "
" إنها تأخذ ألعابي ! لا أريدها أن تلمس ألعابي "
اقتربت من دانة و أمسكت بيدها و ضربتها ضربة خفيفة على راحتها و أنا أقول :
" إياك أن تكرري ذلك أيها الشقية و إلا ألقيت بألعابك من النافذة "
لم تكن الضربة مؤلمة إلا أن دانة بدأت بالبكاء !
أما رغد فقد توقفت عنه ، بينما ظلت آخر دمعتين معلقتين على خديها المشوهين بالخدوش .
نظرت إليها و مسحت دمعتيها .
ما كان من الصغيرة إلا أن طبعت قبلة مليئة باللعاب على خدي امتنانا !
ابتسمت ، لقد كانت المرة الأولى التي تقبلني فيها هذه المخلوقة ! إلا أنها لم تكن الأخيرة ….

توالت الأيام و نحن على نفس هذه الحال …
إلا أن رغد مع مرور الوقت أصبحت غاية في المرح …
أصبحت بهجة تملأ المنزل … و تعلق الجميع بها و أحبوها كثيرا …
إنها طفلة يتمنى أي شخص أن تعيش في منزله …
و لأن الغيرة كبرت بين رغد و دانة مع كبرهما ، فإنه كان لابد من فصل الفتاتين في غرفتين بعيدا عن بعضهما ، و كان علي نقل ذلك السرير و للمرة الثالثة إلى مكان آخر …
و هذا المكان كان غرفة وليد !
ظلت رغد تنام في غرفتي لحين إشعار آخر .
في الواقع لم يزعجني الأمر ، فهي لم تعد تنهض مفزوعة و تصرخ في الليل إلا نادرا …
كنت أقرأ إحدى المجلات و أنا مضطجع على سريري ، و كانت الساعة العاشرة ليلا و كانت رغد تغط في نوم هادئ
و يبدو أنها رأت حلما مزعجا لأنها نهضت فجأة و أخذت تبكي بفزع …
أسرعت إليها و انتشلتها من على السرير و أخذت أهدئ من روعها
كان بكاؤها غريبا … و حزينا …
" اهدئي يا صغيرتي … هيا عودي للنوم ! "
و بين أناتها و بكاؤها قالت :
" ماما "
نظرت إلى الصغيرة و شعرت بالحزن …
ربما تكون قد رأت والدتها في الحلم
" أتريدين الـ ماما أيتها الصغيرة ؟ "
" ماما "
ضممتها إلى صدري بعطف ، فهذه اليتيمة فقدت أغلى من في الكون قبل أن تفهم معناهما …
جعلت أطبطب عليها ، و أهزها في حجري و أغني لها إلى أنا استسلمت للنوم .
تأملت وجهها البريء الجميل … و شعرت بالأسى من أجلها .
تمنيت لحظتها لو كان باستطاعتي أن أتحول إلى أمها أو أبيها لأعوضها عما فقدت .
صممت في قرارة نفسي أن أرعى هذه اليتيمة و أفعل كل ما يمكن من أجلها …
و قد فعلت الكثير …
و الأيام …. أثبتت ذلك …

ذهبنا ذات يوم إلى الشاطئ في رحلة ممتعة ، و لكوننا أنا و أبي و سامر الصغير ( 8 سنوات ) نجيد السباحة ، فقد قضينا معظم الوقت وسط الماء .
أما والدتي ، فقد لاقت وقتا شاقا و مزعجا مع دانة و رغد !
كانت رغد تلهو و تلعب بالرمال المبللة ببراءة ، و تلوح باتجاهي أنا و سامر ، أما دانة فكانت لا تفتأ تضايقها ، تضربها أو ترميها بالرمال !
" وليد ، تعال إلى هنا "
نادتني والدتي ، فيما كنت أسبح بمرح .
" نعم أمي ؟ ماذا تريدين ؟ "
و اقتربت منها شيئا فشيئا . قالت :
" خذ رغد لبعض الوقت ! "
" ماذا ؟؟؟ لا أمي ! "
لم أكن أريد أن أقطع متعتي في السباحة من أجل رعاية هذه المخلوقة ! اعترضت :
" أريد أن أسبح ! "
" هيا يا وليد ! لبعض الوقت ! لأرتاح قليلا "
أذعنت للأمر كارها … و توجهت للصغيرة و هي تعبث بالرمال ، و ناديتها :
" هيا يا رغد ! تعالي إلي ! "
ابتهجت كثيرا و أسرعت نحوي و عانقت رجي المبللة بذراعيها العالقة بهما حبيبات الرمل الرطب ، و بكل سرور !
جلست إلى جانبها و أخذت أحفر حفرة معها . كانت تبدو غاية في السعادة أما أنا فكنت متضايقا لحرماني من السباحة !
اقتربت أكثر من الساحل ، و رغد إلى جانبي ، و جعلتها تجلس عند طرفه و تبلل نفسها بمياه البحر المالحة الباردة
رغد تكاد تطير من السعادة ، تلعب هنا و هناك ، ربما تكون المرة الأولى بحياتها التي تقابل فيها البحر !
أثناء لعبها تعثرت و وقعت في الماء على وجهها …
" أوه كلا ! "
أسرعت إليها و انتشلتها من الماء ، كانت قد شربت كميه منه ، و بدأت بالسعال و البكاء معا .
غضبت مني والدتي لأنني لم أراقبها جيدا
" وليد كيف تركتها تغرق ؟ "
" أمي ! إنها لم تغرق ، وقعت لثوان لا أكثر "
" ماذا لو حدث شيء لا سمح الله ؟ يجب أن تنتبه أكثر . ابتعد عن الساحل . "
غضبت ، فأنا جئت إلى هنا كي استمتع بالسباحة ، لا لكي أراقب الأطفال !
" أمي اهتمي بها و أنا سأعود للبحر "
و حملتها إلى أمي و وضعتها في حجرها ، و استدرت مولّيا .
في نفس اللحظة صرخت دانة معترضة و دفعت برغد جانبا ، قاصدة إبعادها عن أمي
رغد ، و التي لم تكد تتوقف عن البكاء عاودته من جديد .
" أرأيت ؟ "
استدرت إلى أمي ، فوجدت الطفلة البكاءة تمد يديها إلي …
كأنها تستنجد بي و تطلب مني أخذها بعيدا .
عدت فحملتها على ذراعي فتوقفت عن البكاء ، و أطلقت ضحكة جميلة !
يا لخبث هؤلاء الأطفال !
نظرت إلى أمي ، فابتسمت هي الأخرى و قالت :
" إنها تحبك أنت َ يا وليد ! "
قبيل عودتنا من هذه الرحلة ، أخذت أمي تنظف الأغراض ، و الأطفال .
" وليد ، نظف أطراف الصغيرة و ألبسها هذه الملابس "

تفاجأت من هذا الطلب ، فأنا لم أعتد على تنظيف الأطفال أو إلباسهم الملابس !
ربما أكون قد سمعت شيئا خطا !
" ماذا أمي ؟؟؟ "
" هيا يا وليد ، نظف الرمال عنها و ألبسها هذه ، فيما اهتم أنا بدانة و بقية الأشياء "
كنت أظن أنني أصبحت رجلا ، في نظر أمي على الأقل …
و لكن الظاهر أنني أصبحت أما !
أما جديدة لرغد !
نعم … لقد كنت أما لهذه المخلوقة …
فأنا من كان يطعمها في كثير من الأحيان ، و ينيمها في سريره ، و يغني لها ، و يلعب معها ، و يتحمل صراخها ، و يستبدل لها ملابسها في أحيان أخرى !
و في الواقع …
كنت أستمتع بهذا الدور الجديد …
و في المساء ، كنت أغني لها و أتعمد أن أجعلها تنام في سريري ، و أبقى أتأمل وجهها الملائكي البريء الرائع … و أشعر بسعادة لا توصف !

هكذا ، مرت الأيام …
و كبرنا … شيئا فشيئا …
و أنا بمثابة الأم أو المربية الخاصة بالمدللة رغد ، و التي دون أن أدرك … أو يدرك أحد … أصبحت تعني لي …
أكثر من مجرد مخلوقة مزعجة اقتحمت حياتي منذ الصغر ! ….

لهون نهاية الحلقة الاولى بشوفكو بالحلقة الثانيه سلاام 😛




الى مشرفة هذا القسم : اسفه حبيبتي ما بعرف انو في قسم معين للروايات الطويله, اذا ممكن تنقلي لروايات طويله وشكر



بصراحة أنا قريت الرواية كاملة وهي روعة كتير
صارلي وقت عم بقراها بس ما بعرف كم يوم
بس كتير
سلمت ايديك
لا تحريمنا من كتاباتك



روايهـ جداً رائعهـ

يعطيكـ العافيهـ

تحياتي




مشكــــــــــــــوره غلاتي
الله يعطيك العافيه
نقلت



التصنيفات
منوعات

الجزء الاخير النهاية من اهات من قلب حرير

مر اسبوع كامل لم يعد الى المنزل و لم يتصل , اتصلت و الدتها خلاله اربع مرات و فى كل مرة تكذب عليها,( أنا مبسوطة قوى يا ماما, الحمد لله, معلش اصلة نايم دلوقتى………… أصله فى الحمام ………….. أصله خرج يجيب لنا أكل جاهز من برة…………..أنا بخير , أنا مبسوطة…………أنا …………….)
كاذبة , كانت كاذبة فى كل مرة , ساعدها على الكذب انها كانت تكذب فى التليفون, فهى لا تستطيع أن تواجه أعين أمها و هى تكذب, و ايضا لا تستطيع الاستمرار هكذا, اتخذت قرار , هو ليس سئ جدا , ستحاول معه , ستجعله يحبها , ستغيره, فى لحظة تفاؤل أتصلت به, ( تعالى انت وحشتنى)
حضر اليها فى المساء, استقبلته بابتسامه رد عليها بابتسامه, نظر اليها مبتسما و فى ثقة تمتم ( برافو عليكى يا فكريه قرار سليم ).
مرت الايام بسرعة , تقبلت كل عادته, تقبلت سفره و غيابه المتكرر, تقبلت وجود البار فى منزلها, صممت , استسلمت, كانت تدعو الله عندما تصلى أن يهديه , بكت كثيرا متوسله لله العظيم أن يجعل لها به خير , و أن يرزقها بالولد الذى يعوض صبرها خيرا, كانت تحاول بكل شكل أن تجعله يحبها, انتهزت فرصة سفره ثلاثة أسابيع الى فرنسا, ذهبت الى أحدى مستشفيات التجميل, قامت بعملية شفط دهون من منطقة الخصر و الارداف عملت صنفرة للجلد وحقن للشفاه, لم تكن لديها أى مشاكل ماديه فحسابها فى البنك كبير فهو ماديا كريم معها لاقصى الحدود ولا يسألها أبدا عن ماذا صرفت أو أين, ذهبت لتغير لون شعرها, اشترت أغلى أنواع المكياج و العطور, اشترت فستان من أشهر الماركات, فى ميعاد عودته , استعدت لاستقباله, كانت الان تبدو مختلفه, لم تعد حقا فكرية, بدت كثيرة الشبه باحدى الامريكيات , لربما لو رأتها وادتها نفسها لن تعرفها, انتظرته بحماس بلهفة, اعدت اشهى الطعام , تاخر , اتصلت به , هو فى الطريق , جاء فتح الباب , ابتسنت فى وجهه و اندفعت نحوه تريد ضمه , لكنه استوقفها, نظر اليها غاضبا, بقسوة صاح (لا ايه ده؟ ايه الىة عملتيه فى نفسك ده؟) , نظرت اليه بدهشه ( ايه ؟ مش كده احلى ؟)

صاح غاضبا ( مين قلك كده؟ أنا أصلا لو عايز فى بيتى ست بالشكل ده كنت اتجوزتك ليه؟ تفتكرى ليه ماتجوزتش أصلا من هنا؟ تفتكرى ليه ما اخترتش رشا و مرام؟)
غضبت , فقد حطم كل سعادتها و مجهودها , صرخت فى وجهه ( ليه؟ جاوبنى , هو ده السؤال الى محيرنى ومعذبنى, 8 شهور متجوزين كل يوم بسال نفسى ليه ؟ ليه؟ قلى ليه؟ ليه؟)
نظر اليها ولم يجيب, تركها ورحل , انهارت .
لا تعلم كم من الوقت مضى , حين فتحت عينها لم تجد أحد بجانبها , كان الظلام يسود الشقة, جرت اقدامها و أضاءت النور, كان الوقت الثانية صباحا,
كان الضعف يدب بجسدها, كان الجو شديد البرودة, فجأة سمعت صوت صراخ و طلقات ناريه, جرت مفزوعه نحو الشباك, رأت أمرأة ملقاه فى الشارع و سيارة تجرى مسرعة, شعرت بفزع كبير , اتصلت بالشرطة, تمتمت بعض كلمات لانها لا تزال لا تجيد الانجليزيه ( حادث…. امرأة …. دم… فى الشارع….) تركت السماعة , جرت مسرعة نحو الملقاه فى الشارع , ارعبها المنظر صرخت , لم يخرج غيرها و لم يكن هناك أحد ليجيب صراخها, فى ثوانى حضرت الشرطة , ذهبت معهم لاخذ أقوالها, هى لات تجيد الانجليزيه, اتصلت به , لم يجيب , أحضروا لها مترجم , ادلت بأقوالها, كان الصباح قد حل , خرجت من قسم الشرطة, عائده لمنزلها , فى منتصف الطريق, غيرت مسارها , توجهت نحو مكتبه, سالت عنه حارس العقار, فهمت منه أنه بالاعلى , أرادت الصعود , لكنه استوقفها , فهمت منه بصعوبه ان على زوجها السماح لها أولا بالصعود اليه, اتصل به حارس العقار , رد عليها غاضبا ( ارجعى البيت حالا فاهمه)

صرخت به ( انزل عايزاك أنا خايفة)
كان شديد القسوة عندما اجاب ( امشى من هنا حالا, ارجعى البيت)
وهنا كانت الكارثة, عندما سمعت صوتها, صوت ( باتريشيا) كانت تساله با لانجليزيه ( ماذا هناك يا حبيبى).
( what is the wrong honey?)
صمت, علمت الان ان كل شكوكها بمحلها, فهو بالتأكيد يخونها لا محالة, هذه السافلة ( باتريشيا),
عادت الى المنزل محطمة , كل هذا يحدث فى يوم وليلة واحدة, الان علمت لماذا تزوجها ولماذا يرفض أن تتغير من أجله, لماذا لم يختار ( مرام أو رشا) يريدها هى , هى مناجابت بأن الزواج هو زوج و زوجة و أبناء و اسرة , هو يريد زوجة و أم لابناؤوه تجلس فى المنزل مخلصة, ليلهو هو خارج المنزل كما يشاء, أعطاها المال بكثرة لكى لا يشعر بتأنيب الضمير , تركها ليالى طويله تبكى و تدعو من أجله, بينما هو فى أحضان الاخرى.
سمعت صوت الباب يفتح, دخل الى الحجرة, نظر اليها , برود قاسى, صاح ( جيتى المكتب ليه)
صرخت فى وجهه( انت بتخونى… بتخونى)
نظر اليها فى برود ( انتى يعنى مش عارفه من زمان؟ أنتى عارفه ومن أول يوم ما رفضتيش , قبلتى الوضع و ما اعترضتيش, باتريشيا عشيقتى و ام بنتى, انا عندى منها بنت عندها سنتين واحنا اتفقنا اننا مش هنتجوز …. عادى مفيش مشكلة , و مفيش فى حياتى مشكلة و مش هايكون…… القرار قرارك)
التفت لكى يتركها و يرحل كالعادة, لكنها فى هذه المرة استوقفته, جرت نحوه صرخت اكرهك أكرهك, ركلته بعنف و ظلت تصرخ و تضربه بيدها على كتفيه, عندما صرخ ( فكريه انتى طا……………….)

فتحت عينها مفزوعه على صوت المنبه, أشارت الساعه الى السابعه صباحا, نظرت حولها , ما هذا هذه حجرة نومها هذا سريرها, و هذا سرير أختها زهرة, هذا منزل أبوها , و …………. و………… و هذا كان حلم.
فى الثامنة مساءاً , ذهبت الى منزل عمها مع اسرتها لاستقبال ابن العم الغائب منذ سنين و العائد لاختيار زوجة, لم تتكلف كثيرا فى مظهرها, ولم ترتدى الفستان الذى اشترته خصيصا لهذه المناسبة,
نظرت اليه, خف شعر راسه , و اصبح له كرش صغير, هو الان يعمل مصور فى جريدة عربية تصدر من أمريكا, مغرورا فى حديثه, معتزا بنفسه.
على طاولة الطعام , سال:
ايه رايك فى الجواز يا مرام؟
– مرام مبتسمة- اكيد شئ كويس , سعادة و استقرار للطرفين و تضحية متبادلة علشان نجاح الزواج وبالتالى نجاح الطرفين فى حياتهم المهنية و العملية و الاجتماعية.
ابتسم ( هشام) ثم نظر الى ( رشا) متسائلا – و انتى يا رشا؟ ايه رايك فى الجواز ؟
رشا بابتسامة واثقة – الجواز شركة تتبنى على الحب و التفاهم و الاخلاص المتبادل بين الطرفين خصوصا لو توج الشركة دى الدين و العادات الشرقية الى بتحافظ على الاسرة و بتحميها وبتضمن نجاحها و استقرارها .
(هشام مبتسما) – وانتى يا ( قكرية ) يا ترى ايه رأيك بالجواز؟
فى هذه المرة نظرت اليه بثقة و أجابت.
– الجواز راجل يعرف ازاى يحترم ويقدر و يخاف على مشاعر شرية عمره , الجواز حب و احتواء , الجواز رحمة و مودة, الجواز فرض و سنه, الجواز أيام من حياتنا بنديها بحب و ايام من حياة حد تانى بيديها لنا بحب , و أكيد الجواز مش حد بيعمل اختيار شفوى لبنات و بعدين يشوف اجابة مين الى تناسبة أكتر)

بعد اسبوع واحد ارتدت (فكرية ) الفستان الجديد , وضعت المكياج الرقيق , وتزينت باجمل الاكسسوار, استعدادا للخطوبة.
ارتفعت زغرودة تعلن وضع العريس خاتم الخطبة فى يد العروسة , ابتسمت فكرية سعيدة من قلبها عندما مالت نحو ها لتقبلها مهنئة( مبروك يا رشا ربنا يتمملك على خير).

الى كل من انصدمت من القصة أقول ههههههههههههههههههه تستاهلى لانك ما رديتى عليا و الا ماذا تريدين ؟ جنازة و تشبعين لطم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟هههههههههه يعنى فيه مخلوقه تتحمل كل العذاب ده؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ههههههههههههه و لا مسلسل مكسيكى تريدين؟؟؟ يالا تعيشوا وتاكلوا غيرها من طبخ ايدى.
اما بالنسبة لحبيبات قلبى
المتمسكة بعقيتها و روحى شفافه و ملثمة للحب مستسلمة و كل الى عبرونى و اهتموا بالرد
اقول……………. أحبكم )
اه بالمناسبة نسيت أقولكم ان اسم القصة الاصلى ( مقلب فى عضوات منتدى ازياء)

:0154::0154::0154::0154::0154: :0154::0154::0154:




برافو يا استحالة
هههههههههههه
مالكم ومالى بشجع نفسى لانكم ما شجعتونى
ههههههههههههههه



بس انت كاتبة ممتازة
عن جد قصة رائعة
ألف شكرا لمجهودك
وانا بانتظار مشاركاتك بموضيع منوعة بالمنتدى



مشكورة حياتى المتمسكة بعقيدتها
كلك ذوق



اليوم قراءة الثاني والثالث والاخير كنت مشغولة بزواج اختي الخميس الي فات

بصراحه روعه حطيت ايدي على قلبي

الحمد لله انه حلم

استحاله ابدعتي




التصنيفات
منوعات

البداية كانت الحجاب الفاضح والنهاية ؟؟؟ روعة

بســم اللـــــه الــرحمن الرحيم

البداية كانت الحجاب الفاضح والنهاية… !!!

لم يكن يدور، بخلدها أن الأمر سيؤول بها إلى هذا الحد، فقد كان الأمر مجرد عبث بسيط بعيد عن أعين الأهل.. كانت مطمئنة تماماً إلى أن أمرها لا يعلم به أحد!! حق حانت ساعة الصفر ووقعت الكارثة!!
زهرة صغيرة ساذجة يبتسم المستقبل أمامها، وهي تقطع الطريق ذهاب وإياب من وإلى المدرسة. كانت تترك لحجابها العنان يذهب مع الهواء كيفما اتفق، ولنقابها الحرية في إظهار العينين. وبالطبع لم تكن في منأى عن أعين الذئاب البشرية التي تجوب الشوارع لاصطياد الظباء الساذجة الشاردة.
لم يطل الوقت طويلاً حتى سقط رقم هاتف أحدهم أمامها. فلم تتردد أبدأ في التقاطه! تعرفت عليه فإذا هو شاب أعزب قد نأت به الديار بعيداً عن أهله، ويسكن وحده في الحي!
رمى حول صيده الثمين شباكه، وأخذ يغريها بالكلام المعسول، و بدأت العلاقة الآثمة تنمو وتكبر بينهما، ولم لا والفتاة لا رقيب عليها فهي من أسرة قد شتت شملها أبغض الحلال عند الله، وهدم أركانها الخلاف الدائم، فأصبحت الخيمة بلا عمود يحملها، وسقطت حبالها، فلا مودة ولا حنان يربطها.
أصرعليها أن يراها، وبعد طول تردد وافقت المسكينة. وليتها لم توافق، فقد سقطت فريسة سهلة في المصيدة بعد أن استدرجها الذئب إلى منزله ولم يتوان لحظة واحدة في ذبح عفتها بسكين الغدر وافتراسها!!
ومضت الأيام وهي حبلى بثمرة المعصية، تنتظر ساعة المخاض لتلد جنيناً مشوهاً ملوثاً بدم العار، لا حياة فيه ولا روح!! وتكتشف الأم فتصرخ من هول المفاجأة، فكيف لابنتها العذراء ذات الأربعة عشر ربيعاً أن تحمل وتلد؟!!!
أسرعت إلى الأب لتخبره وليتداركا الأمر ولكن هيهات، فالحمامة قد ذبحت ودمها قد سال!! والنتيجة إيداع الذئب السجن. والفتاة إحدى دور الرعاية الاجتماعية.. البداية كانت الحجاب الفاضح والنهاية …!!!

ارجـــــــــــــــــــــو الـــــــــــــــــــــرد




مشكوره حبيبتي



الله يعطيك العافيه وفعلا نحن في زمن كثرت فيه المعاصي والذنوب والله يسترنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض
مشكوره حبيبتي ع القصه الاليمه



ينقل للقسم الانسب له



خليجية



التصنيفات
منوعات

قصة تدمع لها الاعين بين زوجين استحلفكم بالله أن تقرؤها حتى النهاية

السلام عليكم اخواتي في الله
جئت اليكم اليوم وبعد غياب طويل عن منتداي الغالي
بقصة جميلة
وفيها تتفتح الاذهان
إقرأها وإستمتع

عندما عدت إلى المنزل ذات ليلة كانت زوجتي بانتظاري وقد أعدت طعام العشاء، أمسكت يدها وأخبرتها بأنه لدى شي أخبرها به، جلست هي بهدوء تنظر إلي بعينيها أكاد ألمح الألم فيها،

فجأة شعرت أن الكلمات جمدت بلساني فلم أستطع أن أتكلم، لكن يجب أن أخبرها

أريد الطلاق خرجت هاتان الكلمات من فمي بهدوء، لم تبدو زوجتي متضايقة مما سمعته مني لكنها بادرتني بهدوء وسألتني لماذا؟

نظرت إليها طويلا وتجاهلت سؤالها مما دفعها للغضب بأن ألقت ملعقة الطعام وصرخت بوجهي أنت لست برجل

في هذه اليلة لم نتبادل الحديث أنا وهي ، كانت زوجتي تنحب بالبكاء أني أعلم بأنها تريد أن تفهم ماذا حدث لزواجنا لكنى بالكاد كنت أستطيع أن أعطيها سبب حقيقي يرضيها في هذه الحظة أحسست بأن زوجتي لم تعد تملك قلبي

فقلبي أصبح تملكه إمرأة أخرى " جين"

أحسست بأني لم أعد أحب زوجتي فقد كنا كالأغراب إحساسي بها لم يكن يتعدى الشفقة عليها

في اليوم التالي وبإحساس عميق بالذنب يتملكني قدمت لزوجتي أوراق الطلاق لكي توقع عليها وفيها أقر بأني سوف أعطيها المنزل والسيارة و 30% من أسهم الشركة التي أملكها

ألقت زوجتي لمحة على الأوراق ثم قامت بتمزيقها الى قطع صغيرة، فالمرأة التي قضت 10 سنوات من عمرها معي أصبحت الآن غريبة عني،

أحسست بالأسف عليها ومحاولتها لهدر وقتها وجهدها فما تفعله لن يغير من حقيقة اعترافي لها بحبي العميق "جين" وأخيراً انفجرت زوجتي أمامي بكاء شديد الأمر الذي كان توقعته منها أن تفعله،

بالنسبة لي بكاؤها كان مصدر راحة فهو يدل على أن فكرة الطلاق التي كانت تراودني أسابيع طويلة قد بدأت أن تصبح حقيقة ملموسة أمامي

في اليوم التالي عدت الى المنزل في وقت متأخر من اليل لأجدها منكبةً تكتب شيئاً، لم أتناول ليلتها العشاء وذهبت على الفور للنوم سرعان ما استغرقت بالنوم فقد كنت أشعر بالتعب جراء قضائي يوماً حافلاً بصحبة "جين" فتحت عيني في منتصف اليل لأجدها مازالت تكتب في حقيقة الأمر لم أكترث لها كثيراً وأكملت نومي مرة أخرى

وفي الصباح جاءت وقدمت لي شروطها لقبول الطلاق، لم تكن تريد أية شي مني سوى مهلة شهر فقط

لقد طلبت مني أنه في هذا الشهر يجب علينا أن نفعل ما في وسعنا حتى نعيش حياة طبيعية بقدر الإمكان كأي زوجين سبب طلبها هذا كان بسيطاً بأي ولدنا سيخضع لاختبارات في المدرسة وهي لا تريد أن يؤثر خبر الطلاق على أدائه بالمدرسة

لقد لاقى طلبها قبولاً لدي……… لكنها أخبرتني بأنها تريد منى أن أقوم بشي آخر لها ، لقد طلبت مني أن أتذكر كيف حملتها بين ذراعي في صباح أول يوم زواجنا وطلبت أن أحملها لمدة شهر كل صباح …………من غرفة نومنا الى باب المنزل!!!

بصراحة الأمر اعتقدت لوهلة أنها قد فقدت عقلها!!!!

لكن حتى أجعل آخر أيام لنا معنا تمر بسلاسة قبلت أن أنفذ طلبها الغريب

لقد أخبرت "جين" يومها عن طلب زوجتي الغريب فضحكت ملئ وقالت باستهزاء بأن ما تطلبه زوجتي شي سخيف ومهما حاولت هي أن تفعل بدهاء لن يغير حقيقة الطلاق فهو واقع لا محالة

لم نكن أنا وزوجتي على اتصال جسدي منذ أن أعربت لها عن رغبتي بالطلاق ، فعندما حملتها بين ذراعي في أول يوم أحسسنا أنا معها بالارتباك، تفاجئ ولدنا بالمشهد فأصبح يصفق ويمشي خلفنا صارخا فرحاً "أبي يحمل أمي بين ذراعيه" كلماته أحستني بشي من الألم ، حملتها من غرفة النوم إلي باب المنزل مروراً بغرفة المعيشة مشيت عشرة أمتار وهي بين ذراعي أحملها أغمضت عينيها وقالت بصوت ناعم خافت لا تخبر ولدنا عن الطلاق الآن أومأت لها بالموافقة وإحساس بالألم يمتلكني، إحساس كرهته، خرجت زوجتي وقفت في موقف الباص تنتظر وأنا قدت سيارتي إلى المكتب

في اليوم التالي تصرفنا أنا وهي بطبيعية أكثر وضعت رأسها على صدري، استطعت أن اشتم عبقها، أدركت في هذه الحظة أني لم أمعن النظر جيداً في هذه المرأة منذ زمن بعيد، أدركت أنها لم تعد فتاة شابة على وجهها رسم الزمن خطوطاً ضعيفة، غزا بعض الون الرمادي شعرها،وقد أخذ زوجنا منها ما أخذ من شبابه،ا لدقيقة تساءلت ماذا فعلت أنا بها ….

في اليوم الرابع عندما حملتها أحسست بإحساس الألفة والمودة يتملكني اتجاهها، إنها المرأة التي أعطتني 10 سنوات من عمرها.

في اليوم الخامس والسادس شعرت بأن إحساسنا بالمودة والألفة أصبح ينمو مرة أخرى، لم أخبر "جين" عن ذلك

وأصبح حمل زوجتي صباح كل يوم يكون سهلاً أكثر وأكثر بمرور مهلة الشهر التي طلبتها أرجعت ذلك إلى أن تمارين هي من جعلتني قوياً فسهل حملها.

في صباح أحد الأيام جلست زوجتي تختار ماذا ستلبس لقد جربت عدد لا بأس به من الفساتين لكنها لم تجد ما يناسبها فتنهدت بحسرة قائلة " كل فساتيني أصبحت كبيرةً علي ولا تناسبني، أدركت فجأة أنها أصبحت هزيلة مع مرور الوقت وهذا هو سبب سهولة حملي لها.

فجأة استوعبت أنها تحملت الكثير من الألم والمرارة في قلبها ، لاشعورياً وضعت يدي على رأسها بحنان، في هذه الحظة دخل ولدنا وقال" أبي لقد حان الموعد لتحمل أمي خارج الغرفة" بالنسبة إليه رؤية والدة يحمل أمة أصبح جزئاً أساسياً من حياته اليومية، طلبت زوجتي من ولدي أن يقترب منها وحضنته بقوة، لقد أدرت وجهي عن هذا المنظر لخوفي بأني سأغير رأي في هذه الحظة الأخيرة، ثم حملتها بيبن ذراعي أخرجتها من غرفة النوم إلى الباب الخارجي مروراً بغرفة المعيشة وهي تطوق عنقي بيديها بنعومة وطبيعية، ضممت جسدها بقوة كان إحساسي بها كإحساسي بها في أول يوم زواج لنا، لكن وزنها الذي أصبح خفيفاً جعلني حزيناً.

في آخر عندما حملتها بين ذراعي لم استطع أن أخطو خطوة واحد، ولدنا قد ذهب الى المدرسة ضممتها بقوة وقلت لم أكن أتصور أن حياتنا كانت تفتقر إلى المودة والألفة إلى هذه الحظة.

قدت السيارة وترجلت منها بخفة ولم أغلق الباب خلفي خوفاً مني من أن أية تأخير قد يكون السبب في تغيير رأي الذي عزمت عليه… صعدت السلالم بسرعة …فتحت "جين" الباب وهي تبتسم وبادرتها قائلا:" أنا آسف جين لكني لم أعد أريد أن أطلق زوجتي"

نظرت جين إلي مندهشة ومدت يدها لتلمس جبهتي وسألتني :" هل أنت محموم؟" رفعت يدها عن جبيني وقلت لها:" أنا حقاً آسف جين لكني لم أعد أريد الطلاق قد يكون الملل تسل إلى زواجي لأني وزوجتي لم نكن نقدر الأشياء الصغيرة الحميمة التي كانت تجمعنا وليس لأننا لم نعد نحب بعضنا،

الآن أدركت انه بما أني حملتها بين ذراعي في أول يوم زواج لنا لابد لي أن أستمر أحملها حتى آخر يوم في عمرنا"

أدركت "جين" صدق ما أقول وعلى قوة قراري عندها صفعت وجهي صفعة قوية وأجهشت بالبكاء وأغلقت الباب في وجهي بقوة… نزلت السلالم وقدت لسيارة مبتعداً

توقفت عند محل بيع الزهور ( معرض هديتي ) في الطريق واخترت حزمة من الورد جميلة لزوجتي،

فأخذت كرت و ابتسمت وكتبت " سوف استمر أحملك وأضمك بين ذراعي كل صباح إلى أن يفرقنا الموت"

في هذا اليوم وصلت إلى المنزل وحزمة ورد بين يدي وابتسامة تعلو وجهي ركضت مسرعاً إلى زوجتي إلا أني وجدتها وقد فارقت الحياة في فراشها،

لقد كانت زوجتي تكافح مرض السرطان لأشهر طويلة دون أن تخبرني وأنا كنت مشغولاً مع "جين" لكي ألاحظ، لقد علمت أنها ستموت قريباً وفضلت أن تجنبني أن ردة فعل سلبية من قبل ولدنا لي وتأنيبه لي في حال مضينا في موضوع الطلاق، على الأقل هي رأت أن أظل أكون الزوج المحب في عيون ولدنا.

لا المنزل الفخم ولا السيارة ولا الممتلكات أو المال في البنوك هي مهمة،

المهم هو التفاصيل الصغيرة الحميمة في حياتكم هي أهم شي في علاقاتكم ،

هذه الأشياء الصغيرة هي مصدر السعادة،

فاوجدوا الوقت لشركاء حياتكم أصدقاءكم عائلتكم

واستمروا في عمل هذه الأشياء الصغيرة لبناء المودة والألفة والحميمية




واو واو روعه اتشرف اني اول وحده ترد ولك مني احلى تقييم يالغلا



واو قصه روعه وحزينه بنفس الوقت
مشكوره



شرفني مروركم
جزاكم الله كل خير




يسلموؤوؤوؤوؤوؤوؤوؤوؤوؤوؤوؤوؤوؤ وؤوؤوؤوؤوؤ



التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

في النهاية هم نساء رائع

السلام عليكم و رحمة اله و بركاته
مرحبا يا احلى عضوات لعيونكم هادي القصة الحلوة و اليس متزوجة تحكيها لزوجها عشان يتعضوا هههههههه بس ما الي دخل ازا صار مشاكل ( لا سمح اله ) هههههههههه مزحة :10_9_132[1]:

في النهاية هم نساء
————–

قالت إحدى الساحرات لرجل وزوجته: لكونكما من افضل الزوجين وقضيتما معا ما يقارب ال 35 عاما، فإني سأهب لكل واحد منكما أمنية لأحقها له.
قالت الزوجة:
انا أتمنى أي أسافر حول العالم مع زوجي العزيز دون أن نفترق.
حركت الساحرة عصاها بشكل دائري مرددة ‘ أبرا كدابرا أبرا كدابرا, أبرا كدابرا’ فظهرت تذكرتين للسفر حول العالم وضعتها في يد الزوجة.
جاء دور الزوج الذي جلس يفكر ثم قال:
هذه لحظة رومانسية, لكن الفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة في العمر, …….. آسف حبيبتي، لكن أمنيتي أن أتزوج امرأة تصغرني ب 30 عاما.
شعرت الزوجة بغصة في حلقها وبطعنة سيف في قلبها وبدت خيبة الأمل على وجهها, لكن الأمنية أمنية.
حركت الساحرة عصاها بشكل دائري مرددة ‘ أبرا كدابرا أبرا كدابرا, أبرا كدابرا’
فجأة أصبح عمر الزوج 90 عاما

قد يعتقد بعض الرجال أنهم أذكياء ولكنهم ينسون أن الساحرات في النهاية نساء هههههههههه :2kqfby1:




خليجية



فعلا رائع
وبرافو على الساحرة
انتقام رائع………..



هاذي ساحره تحفه ..لو سمحتي اعطيني اميلها او رقم جوالها ضروري…ههههههههههه

شكرا لك ..تقبلي مروري..




حلوه 000 يستاهل

شكرا لك عزيزتي




التصنيفات
قصص و روايات

قصة وعبرة اقرأ ها حتى النهاية جميلة

السلام عليكم
قرات هذه القصة في الفيس بوك وأعجبتني و اردت ان اكتبها لكم

عاد الزوج من عمله فوجد أطفاله الثلاثة امام البيت يلعبون بالوحل بملابس النوم
في الباحة الخلفية تبعثرت صناديق الطعام و الاوراق على الارض
وكان باب البيت مفتوحا
اما داخل البيت كان يعج بالفوضى
المصباح مكسور؛ الألعاب مبعثرة؛ الملابس متناثرة في أرجاء الغرفة؛ صوت التلفاز مرتفع.
في المطبخ الحوض ممتلئ عن أخره بالإطباق وطعام الإفطار فوق المائدة وباب الثلاجة مفتوح .
صعد الرجل مسرعا متخطيا الألعاب و الملابس باحثا عن زوجته كان خائفا من انه قد أصابها مكروه .
فوجئ في الطريق ببقعة الماء امام الحمام فألقى نظرة وجد المناشف مبللة بالماء والصابون على الارض مناديل الحمام على الارض و المرآة ملطخة بمعجون الأسنان .
دخل غرفة النوم ليجد زوجته مستلقية على السرير وتقرا رواية ……نظرت اليه وسألته بابتسامه عن يومه فنظر اليها في دهشة وسألها : ما الذي حدث اليوم ؟؟؟؟
ابتسمت الزوجة وقالت : كل يوم عندما تعود من عملك تسألني باستنكار ما الشئ المهم الذي تفعلينه طوال اليوم ؟؟؟
قال : بلى
فقالت : حسنا أنا اليوم لم افعل ما افعله كل يوم .
العبرة الا نستهزأ بأعمال الاخرين
اتمنى ان تعجبكم القصة و سامحون اذا كانت هناك أخطاء لغوية او إملائية.وشكرا
أختكم (مغربية36)




مشكووووور على الموضوووع الرائع

الله يعطيك الف عافية

في انتظار جديدك




مشكورة على الموضوع المعبر
وياليت الرجال يحسون بالذي نفعله كل يوم



تشرفت بمرور كم الطيب