وصار محفوظاً في ذاكرته، ولا جديد فيه إلا ظهور ما يسيء إلى جماله من علامات العمر أو آثار عملية جراحية أو غير ذلك، إذ الوردة بدأت تذبل بعض الشيء. عند هذا المستوى من المل الجنسي يبحث الزوجان عما يولد إثارة جنسية أكثر، فيحاولان التفن والتجديد وتقليد ما يسمعان به أو يريانه في الأفلام من ممارسات جنسية قد تكون شاذة أحياناً، لكن الحل مؤقت، لأن التكرار والألفة تضعفان الحس الجسدي لا محالة فتقل الإثارة ويعود الشعور بالمل إلى الظهور.
والبعض يلجأ إلى استخدام التخيلات الجنسية والقصص المثيرة أثناء المعاشرة لزيادة الإثارة لديهما، والنجاح هنا أيضاً مؤقت وغير كامل، وقد يكون الجوء إلى الخمر أو المخدرات، وهي مواد ضارة، يقال عنها في الطب: إنها تزيد الرغبة وتُضعفُ الأداء، فالخمر مشهور في تسببه بالعنانة عند الرجل حيث يفقد القدرة على المل بتغيير الشريك الجنسي، أي بمعاشرة امرأة أخرى، إما زوجة ثانية يتزوجها لهذا الغرض أو امرأة يعاشرها بالحرام بحثاً عن المتعة الجنسية المفقودة.
وهذا الحل إن كانت المشكلة مشكلة مل فحسب، ولا دخل لضعف الشهية الجنسية فيها، قد ينجح لبعض الوقت، لكن يتلوه مل سريع من الجسد الجديد، إذ لم يعد الجسد الأنثوي كله جديداً على هذا الرجل، إنما الجدة محصورة في ملامح هذه ولون بشرتها، وهذا يستوعبه العقل والخيال ويحفظه بسرعة، وإذا أضفنا إلى ذلك التشابه بل التماثل في المتعة الحسية في الأعضاء التناسلية عند معاشرة الجديدة مع المتعة الحسية عند معاشرة الزوجة الأولى، كل هذا يجعل الرجل يعود إلى الإحساس بالمل من جديد، وعندها قد يجد الحل في البحث كل يوم عن امرأة جديدة.
أو كما فعل بعضهم في أمريكا ودول غربية أخرى، عندما يذهب الزوجان معاً إلى نوادٍ للهو الجنسي الجماعي حيث يعاشر كل منهما من يعجبه شريطة عدم التورط في علاقة عاطفية مع أحد، ثم يعودان إلى بيت الزوجية ليجدا قدراً أكبر من الإثارة الجنسية لديهما، وهذا أكثر الحلول إذلالاً للنفس حيث فيه التشبه بأحد أنواع الشمبانزي ال (Bonobo) وهو الحيوان الوحيد الذي يمارس الجنس للهو وبشكل إباحي.
القضاء على المل
والسؤال الذي يبحث عن إجابة تحل المشكلة هو ما العمل للتغلب على المل الجنسي أو لتجنب حدوثه من البداية؟ لقد وجدنا أن المل ناتج عن التركيز على الجسد (جسد ) وعلى العملية الجنسية ذاتها، وعلى ما تقوم به أثناء المعاشرة، وحتى نتجنب هذا المل ونتخلص منه إن وجد، يجب أن يعود التركيز إلى النفوس، يجب أن يتذكر الزوجان أن القاء الجنسي بينهما هو لقاء نفسين أحب كل منهما الأخرى، لا لقاء عضوين جنسين أحدهما مذكر والآخر مؤنث.
وحتى نتمكن من التركيز على النفوس أثناء الجماع يجب على الزوجين النظر كل منهما في عيني الآخر، إذ في عيون الإنسان سر يجعلهما تتفلتان دائماً ويستحيل امتلاكهما ذهنياً، إذ العيون تبدو دائماً جديدة، والنظر فيهما يجعل المشاعر تنساب عبرها من نفس إلى أخرى،…إنك تستطيع أن تحفظ في عقلك شكل عينيها، لكن النظر فيهما سيبدي لك جديداً كل مرة ومهما طالت السنون.
ثم إن المشاعر التي تنساب في الاتجاهين عند التقاء عيون زوجين أثناء القاء الجنسي تجعل من كلمات الحب أكبر مثير للرغبة الجنسية وبالتالي أكبر منشط للأعضاء الجنسية لتقوم بنشاطها المطلوب أثناء الجماع على أحسن حال، وهذا يعيدنا إلى أهمية العلاقة بين الزوجين التي يجب أن تكون علاقة مودة ورحمة، أي علاقة حب وعلاقة رحمة لإعداده فيها، وهذا يعني أن تراكم مشاعر الغيظ والاستياء والانزعاج في نفس أحد الزوجين سيعيق الميل الجنسي إليه وستضعف الإثارة عند معاشرته.
الشيء الذي يحدث كثيراً في بعض الزيجات، حيث تجد الزوجة نفسها باردة وأعضاءها الجنسية جافة عند القاء الجنسي لأنها متلئة بالغيظ من تصرفات الزوج، وهي لا تجرؤ على مواجهته وقلبها لا يطاوعها على مسامحته والعفو عنه، وكذلك الزوج المستاء من زوجة لا تطيقه مثلاً، تجده يفقد الرغبة الجنسية معها، وقد يفقد القدرة على الاتصال الجنسي.
بس انا عملت بحث ما لقيت مواضيع
ولايهمك ياقمر