الحالة:
وصلتني رسالة عبر البريد الإلكتروني من شاب رمز لنفسه باسم جابر الحيران، يقول انه يبلغ من العمر 24 عاما متزوج حديثاً من شابة تبلغ من العمر 19 عام، وليس لديهم أطفال بعد، المشكلة كما يقول أنه لا يستطيع الاستمتاع بالعلاقة الحميمة مع زوجته فسرعان ما تنتهي حتى قبل المباشرة مما جعله يذهب الى بعض المعالجين الشعبيين الذين وصفوا له أطنان من الأعشاب (على حد قوله) دون فائدة تذكر.
ثم بدأ يستعمل كل ما سمع عن فائدته من مأكولات بحرية الى البقدونس مرورا ً بالكريمات والمساحيق التي دفع فيها نصف ما يملك على قلته، وبدأت عروسه تتجنب اللقاء الحميم، ما جعله يشعر بالخجل وعدم القدرة على التحاور معها، ثم فوجئ بها تترك له عنوان إحدى العيادات الشهيرة لعلاج الإضطرابات التي يعاني منها دون أن تفتح الموضوع للحوار أو حتى تلمح له.
بعد إجراء العديد من الفحوصات أخبره الطبيب أنه سليم من الناحية العضوية ويحتاج الى علاج نفسي للحاله وهو ما جعله يشعر بالغضب فهو كما يقول في كامل قواه العقلية و لا يفهم العلاقة بين مشكلته و بين الحاله النفسية ويطلب المساعدة.
الإجابة:
أولاً: اسمح لي أن أوضح بعض الأمور التي تختلط في أذهان الكثير من الناس في معظم المجتمعات العربية خاصة وحتى المجتمعات الأكثر استقبالاً لتخصص الطب النفسي طالما فيها بشر ستجد نفس التردد في قبول الطب النفسي مقارنة بالطب العضوي وحتى الطب البديل فحظه أفضل من الطب النفسي لدرجة اننا ما زلنا نرى حتى الان مرضى يحضرون للعيادات النفسية بأسماء وهمية، خوفاً من الوصمة الاجتماعية.
ولكن حقيقة الأمر أن المسائل النفسية لا يمكن فصلها عن الصحة العضوية طالما أن الانسان مكون من نفس وروح وجسد.
ثانياً : هناك نسبة كبيرة من الشباب المتزوجين حديثاً يعانون من مشكلة شبيهة تماماً لما تعاني منه وهو ما يعرف ب"القذف المبكر premature ejaculation" وهي حالة الوصول الى قمة العلاقة الحميمة والانتهاء منها حتى قبل التواصل الحميم مع الزوجة، و نسبة حدوث مثل هذه الحالات قد تصل الى 65% من الرجال المتزوجين حديثاً.
ومن أهم الأسباب التي قد تؤدي الى حدوث اضطراب القذف المبكر :
1. الإثارة التي تصاحب العلاقة الحميمة خاصة في أول الزواج وهي حالة متوقعة و تحتاج فقط إلى إعادة توقيت التناغم بين العروسين وتعلم الزوج للاسترخاء على ظهره وهي الوضعية الأمثل لإتمام العلاقة الحميمة بنجاح.
2. قلق الأداء وهو من أنواع القلق التي تجعل الزوج تحت الضغط النفسي المباشر بأنه المسؤول عن نجاح العلاقة الحميمة ويجب عليه أن يؤديها بجودة بغض النظر عن مدى استعداده النفسي والجسدي لذلك.
علاج مثل هذه الحالات يتطلب وجود الزوجين معا وهو ما يعرف بتمارين ماسترز وجونسون المعدلة لتلائم البيئة العربية حيث يطلب من الزوجة اتخاذ أوضاعاً أكثر ملائمة للرجل مع اعطاء الفرصة للزوجة لتتسارع في الوصول للنشوة متزامنة مع الزوج.
3. قد يتم استعمال بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف حدة القلق لدى الزوج و أيضاً تساعد على تأخير القذف ويجب أن تؤخذ هذه الأدوية تحت الإشراف الطبي.
4. هناك العديد من الخرافات المرتبطة بوهم تحسين الأداء الحميم ووهم أدوية التنحيف وأصبحت نوعا ًمن التجارة التي تهتم بالربح دون أي مراعاة للحقائق العلمية، ونجد الكثير من الوصفات التي تعتمد على تجارب بعض الأشخاص فقط.
فعلى سبيل المثال نجد أن شهرة الجمبري تعود إلى احتوائه على دهون ومواد فسفورية تعطي طاقة للجسم بصورة عامة ولكنها ليست معالجة للاضطرابات الحميمة.
لذلك نصيحتي لك أن تبدأ في الحوار مع عروسك و تذهبا إلى إحدى العيادات المتخصصة و لا تشعر بالخجل وتذكر أن المشكلة يمكن معالجتها من البداية وتعتمد طريقة العلاج على تخفيف قلق الأداء مع التناغم بينك وبين عروسك للوصول الى قمة العلاقة الحميمة وتحقق الرضا لكليكما.
نصيحة :
قلق الأداء في العلاقة الحميمة بعتبر من أكثر الاضطرابات الجنسية شيوعاً بين المتزوجين حديثاً ويسهل علاجه إذا كان الزوجين متفاهمان ومتعاونان لتحقيق حياة جنسية متناغمة