صلاة الحاجة
روى أحمد بسند صحيح عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلا أو مؤخرا ) .
ماصح من الدعاء
لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله رب العرش العظيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم إنى أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك
والغنيمة من كل بر
والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار
لاتدع لى ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا حاجةًً لى من حوائج الدنيا والآخرة
لك فيها رضى ولى فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين
ثم بعد ذلك تسمى حاجتك
وتطلب من الله ما تريد
وبدعاء اخر
وأما الصلاة بدعائها الثاني : "اللهم إني أسألك بنبيك… " فهو ما يسمى عند العلماء "حديث الضرير"، وهو عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه" أن رجلاً ضريرَ البصر أتى النَّبيَّ – صلى الله عليه وسلم – فقال: ادْعُ الله أَنْ يُعَافِيَني ، قاَلَ "إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لَكَ ، وَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ" (وفي روايةٍ "وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ") ، فَقَالَ: ادْعُهُ ، فأَمَرَهُ أَنْ يتوَضَأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءهُ، فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلى رَبِّي في حَاجَتي هَذه فَتُقْضَى لي، اللَّهُمَّ فشفعهُ ِفيَّ (وَشَفِّعْني فِيهِ) ، قال: ففعل الرجل فبرأ.
رواه أحمد (4/138) ، والترمذي (5/569) ، وابن ماجه (1/441) ، وهو حديثٌ صحيحٌ.
…وهذا الحديث لا حجة فيه على التوسل بذات النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – أو جاهه، لا في حياته ولا بعد مماته، ولا أنه عامٌّ لكلِّ أحدٍ، بل هو خاصٌّ بذلك الصحابي الأعمى، وفي زمن حياة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -، وفي دعائه – صلى الله عليه وسلم – الخاص له ، والأدلة على ذلك كثيرةٌ، منها:
أن الأعمى إنما جاء إلى النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ليدعوَ له "ادْعُ الله أَنْ يُعَافِيَنِي"، وهو توسلٌ جائزٌ مشروعٌ، وهو التوسل بدعاء الرجل الصالح في حياته، ولا أصلحَ من النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – يُتوسل بدعائه ، ومثل هذا: توسل الصحابة بدعاء العباس رضي الله عنه في عهد عمر رضي الله عنه لما أصابهم الجدب.
نُصح النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – بالأفضل، وهو الصبر" وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، وإصراره رضي الله عنه على الدعاء "ادْعُهُ".
توجيه النبي – صلى الله عليه وسلم – الرجلَ الأعمى لنوع آخر من التوسل المشروع، وهو التوسل بالعمل الصالح، فأمَرَه أنْ يتوضأَ ويصليَ ركعتين ويدعوَ لنفسه "فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ… ".
أنَّ الأعمى قال "اللهمَّ فَشِفِّعْهُ فيَّ " ، أي: اقبل شفاعته، أي: دعاءه – صلى الله عليه وسلم – لي.
قول الأعمى "وَشَفِّعْنِي فِيهِ" – ولم يذكرْها المصنف – يعني: اقبل شفاعتي، أي: دعائي في أنْ تقبل شفاعته – صلى الله عليه وسلم – في ردِّ بصري.
لم يفعل أحدٌ من العميان في عصر السلف هذا الأمر، أي: الصلاة والدعاء، لأنهم لم يفهموا الحديث على عمومه، فليس هناك دعاءٌ منه – صلى الله عليه وسلم – لهم، وقد لقي ربه عز وجل، فكيف سيقولون مثل هذا الدعاء ؟! .
ذكر العلماء هذا الحديث في معجزاته – صلى الله عليه وسلم – كالبيهقي في "دلائل النبوة" وغيره .
ذكر هذه الوجوه: شيخنا الألباني رحمه الله في كتابه النافع "التوسل أنواعه وأحكامه" (ص69 فما بعدها) ، وانظر كلاماً متيناً لشيخ الإسلام رحمه الله على هذا الحديث في كتابه "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" (ص185).