التصنيفات
منوعات

بذور الحرشوف . تحمي من فيروسات التهاب الكبد وتعيد

د. جابر بن سالم القحطاني
*الكبد أكبر غدة في جسم الإنسان حيث يبلغ وزنه 40/1من وزن جسم الإنسان. وتعد من أكثر الأعضاء البشرية تعقيداً. ويعد الكبد المعمل أو المصنع الكيميائي الرئيسي في الجسم وواحد من المخازن الكبيرة للغذاء.. ويمكن حصر ما يقرب من خمسمائة من وظائفه الضرورية لصحة الجسم. والكبد عبارة عن كتلة بنية محمرة تزن نحو كيلوجرام ونصف، ويقع في أعلى الجانب الأيمن من البطن تحت الحجاب الحاجز مباشرة وفوق المعدة والأمعاء.
وتؤدي الكبد وظائف ضرورية عديدة ومن أهم أعمالها مساعدة الجسم على هضم الطعام وتصنيع الصفراء وإفرازها. والصفراء عبارة عن سائل أصفر أو برتقالي اللون، ويقوم هذا السائل الأصفر بمساعدة هضم الدهنيات في الأمعاء الدقيقة. ويختزن كيس المرارة الصفراء الكمية الزائدة وهو كيس كمثري الشكل يقع تحت الكبد مباشرة. تختزن الكبد ما يقرب من 20% من وزنه من الجليكوجين، كما يختزن ما يقرب 40% من وزنه من الشحوم، وهو لا يختزن هذه المواد فحسب بل ويحولها عند الحاجة إلى مركبات يمكن للجسم استعمالها، والوقود الأساسي للجسم هو الجلوكوز وهو من أبسط أنواع السكاكر ويصل إلى الكبد ضمن منتجات الهضم، وفي الكبد يتحول هذا الجلوكوز إلى جليكوجين ثم يتحول الجليكوجين إلى جلكوز مرة ثانية ليحفظ مستوى سكر الدم في حدود السوية. بالإضافة إلى ذلك يرشح الكبد السموم والنفايات من الجسم كما أن بعض المواد التي يصنعها الكبد تساعد الجسم على مكافحة المرض ويساعد بعضها الآخر على تخثر الدم.

تركيب الكبد:

تتكون الكبد من أربعة أقسام أو فصوص.. وهناك فصان رئيسان، الفص الأيمن، وهو الأكبر على الإطلاق، والفص الأيسر وهناك فصان صغيران خلف الفص الأيمن.

وللكبد قدرة كبيرة على بناء خلايا جديدة لتعويض خلاياها المريضة أو التالفة ويستطيع الجراحون مثلاً أن يستأصلوا جزءاً من كبد سليمة لإنسان بالغ وزرعه في طفل كبد مريضة. وبمرور الوقت تتجدد كبد البالغ بسرعة وتصل إلى الحجم الكامل وتنمو كبد الطفل مع نموه.

ومن أهم وظائف الكبد الأخرى صنع بروتينات الدم المختلفة وتشمل الألبيومين (الزلال) والجلوبولينات والفيبر ينوجين، يساعد الألبيومين على منع البلازما، وهي الجزء السائل من الدم من التسرب خارج جدران الأوعية الدموية، وتساعد الجلوبولينات الجسم على مكافحة المرض.. ويمكن الفيبرينوجين الدم من تكوين جلطة لسد الأوعية الدموية المصابة.

ويفرز الكبد الكوليسترول أيضاً، وهو مادة دهنية يستخدمها الجسم في بناء أغشية الخلايا وصناعة هرمونات معينة مثل الهرمونات الجنسية.. عبارة عن مواد كيميائية تؤثر على وظائف الجسم المتعددة. وتستخدم خلايا الكبد الكولسيترول في صناعة أملاح الصفراء.

ومن الوظائف الأخرى

للكبد ما يلي:

– يقوم الكبد بوظائف وقائية مهمة حيث يتفقد الدورة الدموية ويخلصها من الشوائب ومن كريات الدم التالفة، ويحتفظ ببعض لفات الدم ويرسل البعض الآخر إلى الكليتين للتخلص منها وإخراجها مع البول.

– تقضي خلايا خاصة في الكبد على البكتيريا بينما تقوم خلايا أخرى بمعادلة بعض السموم وأبطال مفعولها.

– يساعد الكبد على صيانة التوازن بين الهرمونات الجنسية، إذ يقوم الكبد بتخليق وإيجاد قدر من هرمون الأنوثة في الرجال ومن هرمون الذكور في المرارة فإذا ارتفع مستوى الهرمون المضاد عن قدرته السوي تخلص الكبد من الكمية الزائدة ولهذا يزيد حجم الثديين أحياناً في مرضى الكبد عند الرجال.

– يتحكم الكبد في البروتينات التي تصل إليه من الجهاز الهضمي عن طريق الدورة الدموية، فالجسم يبني خلاياه من البروتينات الحيوانية والنباتية التي في الطعام،ولكن لابد أن تتحول أولاً إلى أحماض أمينية، ولما كان الجسم غير قادر على استعمال بعض هذه الأحماض، فإن من مهام الكبد في هذه الحالة هو فصل هذه الأحماض ومعادلتها لتتمكن الكليتان من التخلص منها والتي تصل إلى الكليتين عن طريق الدورة الدموية.

أمراض الكبد:

قد يكون لأمراض الكبد عواقب جسيمة لأن الكبد تؤدي وظائف حيوية كثيرة جداً.. وتحدث الوفاة إذا توقفت وظائف الكبد. ومن نعم الله أن لدى الكبد قدرة كبيرة على بناء خلايا جديدة لتعويض الخلايا المريضة أو التالفة.. ويستطيع الجراحون أن يستبدلوا كبداً سليمة من متبرع ميت دماغياً بكبد المريض الفاشلة أو تلك التي تعاني من مرض الكبد في حالته المتقدمة.. وأغلب أمراض الكبد غير مؤلمة في مراحلها المبكرة ولذلك فإنه يصعب اكتشافها. واليرقان أو الصفار هو إحدى العلامات الأولى الدالة على مرض الكبد.

ومن أمراض الكبد وأكثرها انتشاراً التليف الناتج عن المشروبات الكحولية فقد وجد أن هناك عشرة ملايين من الأمريكيين في الولايات المتحدة مصابون بتليف الكبد الناتج من استعمال المشروبات الكحولية وأن مائتي ألف يموتون سنوياً وهذا يجعله من أخطر الأمراض على صحة الإنسان. يعتبر مرض الكبد الناتج من المشروبات الكحولية هو الرابع من بين الأمراض التي تسبب الوفاة في الأعمار ما بين 25-64سنة ويأتي بعد المشروبات الكحولية مرض الالتهاب الفيروسي يعني التهاب الكبد ولا يعتبر هذا المرض مرضاً واحداً بل أكثر. وهناك خمسة أنواع رئيسية هي:

1.التهاب الكبد الألفي (أ) وينتشر هذا النوع بواسطة الطعام والماء الملوثين بالنفايات البشرية أو الحيوانية ومن أخطرها مياه المجاري غير المعالجة والتي تستخدم في ري الخضروات.. وأغلب الاصابات بهذا النوع يؤدي إلى أمراض خطيرة.. ومدة حضانته من أسبوعين إلى ستة أسابيع.

2.التهاب الكبد البائي (ب) وينتقل هذا الالتهاب عن طريق الاتصال الجنسي بشخص مصاب بهذا الفيروس أو التعرض للدم الحامل للفيروس أو تبادل الحقن وخاصة للأشخاص المدمنين على المخدرات والذين يتبادلون حقنة المخدر فإذا كان أحدهم مريضاً بالتهاب الكبد البائي فإنه ينقله إلى الآخرين. ويمكن أن تؤدي الحالات الشديدة من التهاب الكبد البائي إلى فشل الكبد والوفاة. ويشبه انتقال أو عدوى التهاب الكبد البائي فيروس الايدز في انتقاله عن طريق الدم والاتصال الجنسي وعن طريق استخدام الأدوات الطبية غير المعقمة تعقيماً مناسباً وقد أصبح التطعيم ضد هذا الفيروس متاحاً حالياً.. وتظهر أعراض التهاب الكبد البائي من مرور فترة تتراوح ما بين ستة أسابيع إلى اثني عشر أسبوعاً على الاصابة بالعدوى، ولا يعرف الكثير من المرضى بإصابتهم حتى يحدث اليرقان (الاصفرار في بياض عيونهم وعلى جلودهم).. وربما يحمل المرض بالتهاب الكبد البائي الفيروس في دمائهم لسنوات بعد الشفاء.. ومثل هؤلاء يمكن أن ينتشروا فيروس الالتهاب الكبدي. وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تنتقل السيدة الحبلى الحاملة للفيروس المرض إلى أجنتها. ويتعرض حاملو الفيروس لشيء من المخاطرة من زيادة التليف الكبدي فقد يؤدي إلى سرطان الكبد أيضاً. وحوالي 1% من حالات التهاب الكبد البائي تنتهي بالوفاة ويجب وقاية الحوامل من هذا الفيروس.

3.التهاب الكبد (ج).. لقد كان يوجد في الدم فيروس ليس بالألفي (أ) ولا البائي (ب) وتم فصله في الثمانينات وأطلق عليه اسم التهاب الكبد الجيمي (ج) وهو مسؤول عن عدة آلاف من حالات الالتهاب الكبدي التي تحدث من نقل الدم سنوياً. ويحدث هذا المرض من جراء نقل الدم إلا أن المرض يصيب أشخاصاً لم ينقل لهم دم ولا يعرف العلماء كيف انتقل هذا الفيروس إلى تلك الفئة.

4.التهاب الكبد الدائي (د) اكتشف العلماء عام 1977م فيروساً جديداً لالتهاب الكبد. هذا الفيروس أطلق عليه اسم العامل دلتا ولا يمكن أن يتسبب في العدوى من تلقاء نفسه ولا يكون معدياً إلا إذا ارتبط بفيروس التهاب الكبد البائي. ويتسبب هذان الفيروسان معاً في إحداث شكل حاد من أشكال التهاب الكبد يعرف باسم التهاب الكبد دلتا.. والأفراد الذين لديهم مناعة ضد التهاب الكبد البائي تكون لديهم مناعة أيضاً ضد التهاب الكبد دلتا.

5.التهاب الهائي (ه) ويرمز له بالرمز (HEV) وفترة حضانته من أسبوعين إلى 9أسابيع ولا يشكل خطورة على الإنسان إلا أن الأم الحامل المصابة تنقله لجنينها. بالإضافة إلى ذلك يوجد التهاب الكبد السام والذي ينتج من المشروبات الكحولية والعديد من المواد الطبية وبعض الكيماويات بما في ذلك الأثير ورابع كلوريد الكربون.. مثل هذه الكيماويات تدخل الجسم عن طريق الشرب أو الاستنشاق أو الامتصاص عن طريق الجلد أو الحقن. ويختلف تطور التهاب الكبد السام وعلاجه طبقاً لفترة الإصابة.

* هل هناك أعشاب تحمي الكبد من أمراضه وما هي؟

نعم هناك أعشاب تقوي الكبد وتحميه من كثير من الأمراض والفيروسات وبالمقابل هناك أعشاب تسبب تلف الكبد ودماره وسنتحدث عنها جميعاً في هذا الاسبوع والأسابيع القادمة.

الأعشاب التي تحمي الكبد وتقوية وتعالج كثيراً من أمراضه:

– الحرشوف أو الخرشوف Milk Thistle: نبات الحرشوف الذي يعرف علمياً باسم Silybum marianum استخدم كوصفة لعلاج الكبد من مدة ألفي سنة.. وقد أورد الباحثون أن مركبات بذور الحرشوف تحمي الكبد من التلف وبالأخص الناتج من المشروبات الكحولية ومن فيروسات التهاب الكبد.. وأيضاً تعيد بناء خلايا الكبد التالفة.. وعلى هذا الأساس أثبتت وقننت السلطات الألمانية بذور نبات الحرشوف أو خلاصة البذور كعلاج لتليف الكبد وكذلك التهاب الكبد المزمنة. وفي دراسات أخرى ثبت أن مركب سيليمارين (Silymarin) الموجود في نبات الحرشوف يحمي الكبد من سموم كثير من المواد الصناعية والكيميائية مثل رابع كلوريد الكربون.. ويقال حتى لو كان الشخص معافى من أمراض والتهاب الكبد فإن نبات الحرشوف يساعد في أداء وظائف الكبد وذلك عن طريق مساعدة الكبد في إخراج السموم من الجسم.. كما أن نبات الحرشوف يساعد مدمنو الخمور على الإقلاع السريع.




خليجية



مشكوره