بعض المواقف من حياته مع الصحابة مع أبي بكر رضي الله عنه:
عن عقبة بن الحارث أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لقي الحسن بن علي رضي الله عنهما فضمه إليه وقال بأبي شبيه بالنبي ليس شبيه بعلي وعلي يضحك. المستدرك
مع أبي هريرة رضي الله عنه:
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال: كنا مع أبي هريرة فجاء الحسن بن علي بن أبي طالب علينا فسلم فرددنا عليه السلام ولم يعلم به أبو هريرة فقلنا له يا أبا هريرة هذا الحسن بن علي قد سلم علينا فلحقه وقال وعليك السلام يا سيدي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه سيد"
مع ابن عباس رضي الله عنه:
روى الإمام أحمد بسنده أن جنازة مرّت على الحسن بن علي وابن عباس رضي الله عنهما فقام الحسن وقعد ابن عباس رضي الله عنهما فقال الحسن لابن عباس: ألم تر إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرّت به جنازة فقام، فقال ابن عباس: بلى وقد جلس، فلم ينكر الحسن ما قال ابن عباس رضي الله عنهما.
مع معاوية رضي الله عنه:
في البخاري بسنده عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ اسْتَقْبَلَ وَاللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبَ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِنِّي لَأَرَى كَتَائِبَ لَا تُوَلِّي حَتَّى تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ أَيْ عَمْرُو إِنْ قَتَلَ هَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ مَنْ لِي بِأُمُورِ النَّاسِ مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ فَقَالَ اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَاعْرِضَا عَلَيْهِ وَقُولَا لَهُ وَاطْلُبَا إِلَيْهِ فَأَتَيَاهُ فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَتَكَلَّمَا وَقَالَا لَهُ فَطَلَبَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُمَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِنَّا بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَدْ عَاثَتْ فِي دِمَائِهَا قَالَا فَإِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ قَالَ فَمَنْ لِي بِهَذَا قَالَا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا إِلَّا قَالَا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَصَالَحَهُ فَقَالَ الْحَسَنُ وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ"
مع عمرو بن حريث:
عن عبد الله بن يسار أن عمرو بن حريث زار الحسن بن علي فقال له علي بن أبي طالب يا عمرو أتزور حسنا وفي النفس ما فيها قال نعم يا علي لست برب قلبي تصرفه حيث شئت فقال علي أما أن ذلك لا يمنعني من أن أؤدي إليك النصيحة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرئ مسلم يعود مسلما إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار كان حتى يمسي وأي ساعات الليل كان حتى يصبح… صحيح ابن حبان
مع سليمان بن صرد:
عن عمرو بن مرة قال جاء سليمان بن صرد إلى علي بن أبي طالب بعد ما فرغ من قتال يوم الجمل وكانت له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له علي خذلتنا وجلست عنا وفعلت على رؤوس الناس فلقي سليمان الحسن بن علي فقال ما لقيت من أمير المؤمنين قال قال لي كذا وكذا على رؤوس الناس فقال لا يهولنك هذا منه فإنه محارب فلقد رأيته يوم الجمل حين أخذت السيوف مأخذها يقول لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
من مواقفه مع التابعين عن حميد بن هلال قال: تفاخر رجلان من قريش رجل من بني هاشم ورجل من بني أمية فقال هذا قومي أسخى من قومك وقال هذا قومي أسخى من قومك قال سل في قومك حتى اسأل في قومي فافترقا على ذلك فسأل الأموي عشرة من قومه فأعطوه مائة ألف عشرة آلاف عشرة آلاف قال وجاء الهاشمي إلى عبيد الله بن العباس فسأله فأعطاه مائة ألف ثم أتى الحسن بن علي رضوان الله عليهما فسأله فقال له هل أتيت أحدا من قومي قال نعم عبيد الله بن العباس فأعطاني مائة ألف فأعطاه الحسن بن علي مائة ألف وثلاثين الفا ثم أتى الحسين بن علي رضوان الله عليهما فسأله فقال هل أتيت أحدا قبل أن تأتينا قال نعم أخاك الحسن بن علي فأعطاني مائة ألف وثلاثين ألفا قال لو أتيتني قبل أن تأتيه لأعطيتك أكثر من ذلك ولكن لم أكن لأزيد على سيدي فأعطاه مائة ألف وثلاثين ألف قال فجاء الأموي بمائة ألف من عشرة وجاء الهاشمي بثلاثمائة ألف وستين ألفا من ثلاثة فقال الأموي سألت عشرة من قومي فأعطوني مائة ألف وقال الهاشمي سألت ثلاثة من قومي فأعطوني ثلاثمائة ألف وستين ألفا ففخر الهاشمي الأموي قال فرجع الأموي إلى قومه فأخبرهم الخبر ورد عليهم المال فقبلوه ورجع الهاشمي إلى قومه فأخبرهم الخبر ورد عليهم المال فأبوا أن يقبلوه وقالوا لم نكن لنأخذ شيئا قد أعطيناه.
وعن علي رضي الله عنه أنه خطب ثم قال: إن ابن أخيكم الحسن بن علي قد جمع مالا وهو يريد أن يقسمه بينكم فحضر الناس فقام الحسن فقال إنما جمعته لفقرائكم فقام نصف الناس فكان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس.
وعن عبد الله بن شداد أن الحسن بن علي مر براع يرعى فأتاه بشاة فأهداها له فقال له حر أنت أم مملوك فقال مملوك فردها عليه فقال إنها لي فقبلها منه ثم اشتراه واشترى الغنم وأعتقه وجعل الغنم له.
أثره في الآخرين عن الحسن بن علي قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت.
عن بشر بن غالب قال سأل ابن الزبير الحسن بن علي رضي الله عنهما عن المولود فقال: إذا استهل وجب عطاؤه ورزقه.
وعن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لا طلاق إلا من بعد نكاح
عن سوادة بن أبي الأسود عن أبيه قال: دخل علي الحسن بن علي رضي الله عنه نفر من أهل الكوفة وهو يأكل طعاما فسلموا عليه وقعدوا فقال لهم الحسن: الطعام أيسر من أن يقسم عليه الناس فإذا دخلتم على رجل منزله فقرب طعامه فكلوا من طعامه ولا تنتظروا أن يقول لكم هلموا فإنما يوضع الطعام ليؤكل قال فتقدم القوم فأكلوا ثم سألوه حاجتهم فقضاها لهم.
وعن بشر بن غالب قال سأل ابن الزبير الحسن بن علي عن الرجل يقاتل عن أهل الذمة فيؤسر قال ففكاكه من خراج أولئك القوم الذين قاتل عنهم
وعن عامر أن الحسن بن علي أُتي برجلين قتلا ثلاثة وقد جرح الرجلان فقال الحسن بن علي: على الرجلين دية الثلاثة ويرفع عنهما جراحة الرجلين.
بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفي صلى الله عليه و سلم روى الترمذي بسنده عن أبي الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي: ما حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة"
وروى النسائي بسنده عن أبي الحوراء قال قال الحسن علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر في القنوت اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت.
وروى الإمام أحمد بسنده عن الحسن بن علي عن أبيه رضي الله عنهما قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال: "يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة وشبابها بعد النبيين والمرسلين".
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني جبان وإني ضعيف، فقال: هلم إلى جهاد لا شوكة فيه؛ الحج صحيح الترغيب والترهيب
بعض كلماته روى الإمام أحمد بسنده عن عمرو بن حبشي قال خطبنا الحسن بن علي بعد قتل عليٍّ فقال لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبع مائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادمٍ لأهله.
لما بويع له رضي الله عنه بالخلافة قال: والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم قالوا: ما هي قال: "تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت" ولما تمت البيعة خطبهم.
وروى أنه رضي الله عنه كان يقول: العشاء قبل الصلاة يذهب النفس اللوامة.
ومن أقواله رضي الله عنه: رُفع الكتاب وجفّ القلم وأمور تقضي في كتاب قد خلا.
ومن كلماته رضي الله عنه: الدنيا ظل زائل.
وقيل للحسن بن على إن أبا زرٍ يقول: الفقر أحب إلى من الغنى والسقم أحب إلى من الصحة فقال: رحم الله أبا زر أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أن يكون في غير الحالة التي اختار الله له و هذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء.
وقال الحسن ذات يوم لأصحابه إنى أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني وكان عظيم ما عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه كان خارجا عن سلطان بطنه فلا يشتهى مالا يجد ولا يكثر إذا وجد وكان خارجا عن سلطان فرجه فلا يستخف له عقله ولا رأيه وكان خارجا عن سلطان جهله فلا يمد يدا إلا على ثقة المنفعة ولا يخطو خطوة إلا لحسنة وكان لا يسخط ولا يتبرم كان إذا جامع العلماء يكون على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على الصمت كان أكثرهم دهره صامتا فإذا قال يذر القائلين وكان لا يشارك في دعوى ولا يدخل في مراء ولا يدلى بحجة حتى يرى قاضيا يقول مالا يفعل ويفعل مالا يقول تفضلا وتكرما كان لا يغفل عن إخوته ولا يستخص بشيء منهم كان لا يكرم أحدا فيما يقع العذر بمثله كان إذا ابتدأه أمران لا يرى أيهما أقرب إلى الحق نظر فيما هو أقرب إلى هواه.
ومن كلماته رضي الله عنه لبنيه وبنى أخيه: تعلموا فإنكم صغار قوم اليوم وتكونوا كبارهم غدا فمن لم يحفظ منكم فليكتب.
وقال رضي الله عنه: أدبار السجود ركعتان بعد المغرب.
وجاء في المعجم الكبير للطبراني أن عليا رضي الله عنه سأل ابنه الحسن بن علي رضي الله عنه عن أشياء من أمر المروءة…
فقال: يا بني ما السداد؟ قال: يا أبة السداد دفع المنكر بالمعروف.
قال: فما الشرف؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة وموافقة الإخوان وحفظ الجيران.
قال: فما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المال.
قال: فما الدقة؟ قال: النظر في اليسير ومنع الحقير.
قال: فما اللوم؟ قال: إحراز المرء نفسه وبذله عرسه.
قال: فما السماحة؟ قال: البذل من العسير واليسير.
قال: فما الشح؟ قال: أن ترى ما أنفقته تلفا.
قال: فما الإخاء؟ قال: المواساة في الشدة والرخاء.
قال: فما الجبن؟ قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو.
قال: فما الغنيمة؟ قال: الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة.
قال: فما الحلم؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس.
قال: فما الغنى؟ قال: رضي النفس بما قسم الله تعالى لها وإن قل وإنما الغنى غنى النفس.
قال: فما الفقر؟ قال: شره النفس في كل شيء.
قال: فما المنعة؟ قال: شدة البأس ومنازعة أعزاء الناس.
قال: فما الذل؟ قال: الفزع عند المصدوقة.
قال: فما العي؟ قال: العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطبة.
قال: فما الجرأة؟ قال: موافقة الأقران.
قال: فما الكلفة؟ قال: كلامك فيما لا يعنيك.
قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في الغرم وتعفو عن الجرم.
قال: فما العقل؟ قال: حفظ القلب كلما استوعيته.
قال: فما الخرق؟ قال: معازتك إمامك ورفعك عليه كلامك.
قال: فما حسن الثناء؟ قال: إتيان الجميل وترك القبيح.
قال: فما الحزم؟ قال: طول الأناة والرفق بالولاة.
قال: فما السفه؟ قال: اتباع الدناءة ومصاحبة الغواة.
قال: فما الغفلة؟ قال: تركك المسجد وطاعتك المفسد.
قال: فما الحرمان؟ قال: تركك حظك وقد عرض عليك.
قال: فما المفسد؟ قال: الأحمق في ماله المتهاون في عرضه…
من مناقبه رضي الله عنه:
عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: لقد حج الحسن بن علي خمسا و عشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه. المستدرك
موقف الوفاة روي عن عمران بن عبد الله قال رأى الحسن بن علي فيما يرى النائم بين عينيه مكتوبا قل هو الله أحد فقصها على سعيد بن المسيب فقال: إن صدقت رؤياك فقد حضر أجلك. قال: فسُمّ في تلك السنة ومات رحمة الله عليه.
واتهام معاوية رضي الله عنه أو ابنه يزيد أو السيدة جعدة بنت الأشعث بن قيس بالوقوع في هذه الجريمة ليس له أي دليل صحيح، وينفيه الواقع وسير الأحداث، قال ابن تيمية: وأما قوله: معاوية سم الحسن، فهذا مما ذكره بعض الناس، ولم يثبت ذلك ببينة شرعية أو إقرار معتبر، ولا نقل يُجزم به، وهذا مما لا يمكن العلم به فالقول به قول بلا علم.
ويرى الدكتور الصلابي أن المتهم في ذلك هم السبئية أتباع عبد الله بن سبأ الذين وجّه لهم الحسن صفعة قوية عندما تنازل لمعاوية ووضع حدا للصراع، ثم الخوارج الذين قتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهم الذين طعنوا الحسن في فخذه، وربما أرادوا بذلك الانتقام لقتلاهم في النهراوان وغيرها.
وجاء الحسين وجلس عند رأس الحسن فقال: يا أخي من صاحبك؟ قال: تريد قتله؟ قال: نعم قال: لئن كان الذي أظن لله أشد نقمة وإن كان بريئا فما أحب أن يقتل بريء.
ولما حضر الحسن بن علي قال: أخرجوني إلى الصحن حتى أنظر في ملكوات السماوات – يعني الآيات – فأخرجوا فراشه فرفع رأسه، فنظر فقال: اللهم إني احتسبت نفسي عندك، فإنها أعز الأنفس علي، وفي رواية: اللهم إني أحتسب نفسي عندك، فإني لم أُصب بمثلها غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو نعيم: لما اشتد بالحسن بن على الوجع جزع فدخل عليه رجل فقال له يا أبا محمد ما هذا الجزع ما هو إلا أن تفارق روحك جسدك فتقدم على أبويك على وفاطمة وعلى جديك النبي صلى الله عليه وسلم وخديجة وعلى أعمامك حمزة وجعفر وعلى أخوالك القاسم الطيب ومطهر وإبراهيم وعلى خالاتك رقية وأم كلثوم وزينب قال فسرى عنه وفي رواية أن القائل له ذلك الحسين وأن الحسن قال له يا أخي إني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط قال فبكى الحسين رضي الله عنهما.
لما احتضر رضي الله عنه قال للحسين: أدفنوني عند أبى – يعنى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تخافوا الدماء، فإن خفتم الدماء فلا تهريقوا فيّ دمًا، ادفنوني في مقابر المسلمين فلما قبض تسلّح الحسين وجمع مواليه، فقال له أبو هريرة: أنشدك الله وصية أخيك فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دماء، وكان مروان بن الحكم قد عارض دفنه في جوار النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لا يدفن هناك أبدا، فلم يزل به أبو هريرة وجابر بن عبد الله وابن عمر، وعبد الله بن جعفر، والمسور بن مخرمة وغيرهم حتى رجع ثم دفنوه في بقيع الغرقد بجانب أمه الزهراء البتول، وكان قد صلى عليه سعيد بن العاص أمير المدينة يومئذ، وكانت وفاته رضي الله عنه سنة 49 من الهجرة وقيل سنة 50 عن 47 عامًا رضي الله عنه وأرضاه.
المراجع البداية والنهاية…………………. ……….. ابن كثير
أسد الغابة…………………… ………… ابن الأثير
حياة الصحابة………………….. ………. الإمام أحمد بن حنبل
أمير المؤمنين الحسن بن علي………………… د. علي محمد الصلابي