الوسم: الحميمة؟

وتؤكد د. غادة الخولي استشاري الطب النفسي كلية الطب جامعة عين شمس أنه من الطبيعي أن يشعر كل من والرجل بالإجهاد بعد العلاقة الحميمة ولكن مع الرجل هذا يحدث بشكل مبالغ لدرجة تستدعي الدهشة وأحياناً الضحك وأحياناً أخري الغضب ، فبعد ثوان معدودة من الانتهاء من العلاقة تجد الرجل يسبح في سحابة من النعاس العميق المصاحب بأوركسترا الشخير السيمفوني فلماذا وما الفرق بينه وبين ؟

وتوضح د. غادة أن السبب في ذلك شقان : الأول نفسي يكمن في معني الجنس بالنسبة لكليهما ، فالرجل يعتبره إثارة ومتعة ومكافأة وعلى هذا فمن الطبيعي أن يرتاح من بعده وينام ، أما فتعتبره واجباً ومجهوداً وعلى هذا فقد تشعر بالتعب والضيق حتى في حال وصولها للنشوة فمعني الجنس يبرمج عليه مركز النوم والإثارة في المخ ويعطي الاستجابة الملائمة له .

الشق الثاني : جسدي بمعني أن معظم العلاقات الحميمة تحدث مساء أي قبل النوم مباشرة وبعد إجهاد يوم طويل وشاق بالنسبة للرجل فمن الطبيعي أن ينام بعد الانتهاء منه ، كذلك أن الرجل يبذل مجهوداً جسدياً مضنياً أثناء هذه العلاقة يستوجب الراحة من بعده ، بالإضافة إلى ارتفاع في معدل هرمون الأدرنالين في الدم عند الرجل وانخفاضه بشكل مفاجئ بعد القذف ومصاحب برغبة مفاجئة أيضاً في النعاس .

كما أن معظم الرجال يكتمون أنفاسهم قبل وأثناء هزة الجماع حتى يزيدون من الإحساس بالنشوة وهذا يقل نسبة الأوكسجين الداخل إلى المخ ما يسبب الإحساس بالنعاس فلا تغضبي عزيزتي من زوجك عندما يغط فجأة في نوم عميق بعد علاقته الحميمة معكِ فأنتِ بالنسبة له راحة ومتعة واسترخاء .

الاندماج مع الشريك

ولحسن حظ الزوجات أنهن ليست الملومات على هذا التصرف كما يفعل الرجال في أي مشكلة جنسية ، حيث يؤكد خبراء العلاقات الزوجية أنه عندما يستسلم الرجال إلى النوم مباشرة بعد الجنس فهم في الواقع يستجيبون إلى قوة حيوية داخلية فأثناء هزة الجماع يفرز جسد الرجال و هرمون "اوكستوكين" وهي ذات المادة الكيماوية التي يصدرها جسم أثناء الرضاعة من الثدي ، وهي المسئولة عن نوم الأطفال الرضّع أثناء الرضاعة الطبيعية ، فلماذا يختلف الأمر مع الرجل البالغ ؟

وتعرف مادة الاوكستوكين كذلك بالمادة الكيماوية التي تعمل على توثيق الروابط بين الأم والرضيع أثناء الرضاعة من الثدي وقد تكون السبب في حاجة إلى العناق بعد الجماع ، وفي الرجال قد تظهر الرغبة "بالاندماج مع الشريكة" ولكن مع ذلك ، هناك طريقة واحدة تستطيعين بها إبقاء عيونه مفتوحة لمدة أطول وهي هذا التمرين
قوما بحبس أنفاسكما أثناء الجماع ، في محاولة للحفاظ على مستوى التوتر الضروري في أغلب الأحيان لتحفيز الجسم على بلوغ الذروة بالتنفس الشعوري والكامل، يمكن أن يقل الأزواج من حافز الغفوة لذا، في المرة القادمة التي يوشك فيها الشريك على الدخول في غفوته المعتادة، شجّعيه على أخذ نفس عميق لمدة طويلة أو أن يشرب المنبهات كالقهوة مثلاُ تجعله أكثر وعياً وتبعد عنه النعاس .

الإهمال يجرح

وتأكد عزيزي الرجل أن نومك بعد ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجتك يسبب لها عواقب نفسية عديدة كما يجعلها تشعر أنكِ تميل لها وتحتاج إليها في وقت معين فقط وبعد ذلك تفضل أي شيء عليها كالنوم مثلاً ما يقلقها منك ويجعلها تمل من هذه العلاقة ولا تحبها .

لذا بعد أن تنتهي من علاقتك الحميمة مع زوجتك ينصحك خبراء العلاقات الزوجية بأن تهتم بزوجتك وتظهر لها مدي حبك لأنها تكون في أمس الحاجة إلى عناق و قبلات زوجها لعدة دقائق حتى تهدأ نفسها قليلاً , فلا تكتمل سعادتها ونشوتها من دون تلك الحظات الجميلة ، لذا تفهم طبيعة زوجتك الجنسية و حاول التغلب على أنانيتك ورغبتك في الراحة .

لأن تفهم طبيعة يعد من الأمور المهمة لمراعاة مشاعرها في العلاقة ولنجاح العلاقة والاستمتاع بها ، لذا ينصح الدكتور راضى علاوة استشاري الصحة الجنسية بجامعة القاهرة الرجال بأن يقوموا بمراعاة مشاعر النساء أثناء الممارسة الحميمية ، حيث إن بعض النساء لا يظهرن شعورهن بالضيق من هذه المعاملة إلا أنهن يشعرن بها ، فيعتبرن العلاقة الحميمية دون أية عاطفة مملة جداً ، فليس هناك امرأة تحب أن تعامل على أنها أداة جنسية للرجل ، هذا الأمر قد يخلق تعقيدات كبيرة تحت السطح ، قد تتراكم لتصبح مشكلة كبيرة في أية مرحلة من عمر الزواج ، لذلك على الأزواج أن يقوموا بعض التصرفات البسيطة ، التي تجعل الزوجة تشعر بأنها مازالت تحتل مكانة عالية في حياة الزوج ، كأن يترك لها ملاحظة مثيرة قبل الخروج إلى العمل ، أو أن يملأ المكان بالشموع ، لتفاجأ به بانتظارها عند عودتها من الخارج الأمر فقط بحاجة إلى لفتات بسيطة ، تضفى النشاط والرومانسية على الحياة الزوجية .

للأسف، يؤثر الاكتئاب أيضاً في علاقتك الحميمة بطريقة سلبية وفقاً لدراسة برازيلية حديثة. المرأة المصابة بالاكتئاب تعيش علاقة حميمة فاشلة جداً، ما ينعكس سلباً على حياتك الزوجية كلّها. فكيف يقضي الاكتئاب على العلاقة الحميمة؟

يقلّص الإكتئاب من الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة عند المرأة، خصوصاً أنّها لا تتمتع بالرغبة نفسها التي يتمتع الرجل. وعند إصابتها بالاكتئاب، تنعدم هذه الرغبة. كما أنّ المرأة المصابة بالاكتئاب تبتعد عن النوم في الغرفة التي ينام فيها زوجها لأنّ الإكتئاب يجعلها تنعزل تماماً عن العالم الخارجي. وتجدر الإشارة الى أنّ الاكتئاب يجعل المرأة تشعر بأنّها قبيحة وجسدها غير متناسق، مما يبعدها أيضاً عن ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجها.

تحكي نورة «ربة بيت» سبب عزوفها عن العلاقة الحميمة مع زوجها، بعد موقف حدث لها، وشعرت بعده بأنها تحتاج إلى علاج؛ حتى تعود المياه إلى مجاريها، حيث تقول: «توفي ولدي، وكنت بحالة يرثى لها من الحزن، وفي أول أيام وفاته، وأنا في قمة حزني، فوجئت من زوجي بطلبه مني المعاشرة، واستغربت من عدم تقديره لمشاعري وحزني على ابننا، وحالتي النفسية السيئة التي أمر بها، هنا أصبت بصدمة، وأصبحت بعدها أعزف عن اللقاءات، وأتهرب منها، وفكرت بأن ألجأ إلى مختصة؛ لتساعدني على التخلص من هذه الحالة، من دون علم زوجي، ولازلت أتلقى العلاج لتتحسن حالتي».

الأسباب والعلاج
الدكتورة نجوى الفرا، أخصائية علاج طبيعي، ومتخصصة في صحة المرأة، وتساعد في معالجة الكثير من الزوجات اللاتي يعانين من عزوف عن العلاقة الجنسية، وسألتها عن أسباب وعلاج العزوف لدى المرأة، وعن دور العلاج الطبيعي في تحسين العلاقة الحميمة بين الزوجين، فقالت: «هناك الكثير من الزوجات يلجأن لي بسبب شكواهن من العزوف عن العلاقة الجنسية، وأعتقد أن السبب في وصولهن إلى هذه الحالة هي عدم تقديرهن من قبل الزوج إذا رفضن ممارسة العلاقة الزوجية، وأن 50 % من الحالات التي تأتي طلباً للعلاج يعانين من هذا الأمر».

وأضافت: «إن طبيعة المرأة الجنسية أكثر تعقيداً وأكثر تركيباً من طبيعة الرجل، وقد أحاط بهذه الطبيعة الكثير من الغموض، الذي يمكن أن يرجع للعوامل التي تحيط بها؛ كالسكوت وعدم الإفصاح عن تلك الرغبة، راضية بموروثات المجتمعات التي أقنعتها بأنها لا ترغب في الجنس ولا تريده ولا تستمتع به، وأنها تفعله إرضاء للزوج وتلبية لرغبته وإطفاء لشهوته، وإن ادعت غير ذلك يتم اتهامها بأنها امرأة شهوانية لا يؤمَن جانبها».

الفطرة الطبيعية
وأوضحت نجوى أن العلاقة الحميمة لها خطوات تتحرك من خلالها المرأة، وكذلك الرجل، بالغريزة والفطرة الطبيعية، وهي عبارة عن أربع مراحل تتمثل في ما يأتي:

1. المرحلة الأولى:
الرغبة الجنسية، ويتم تحريكها بمؤثرات وعوامل داخلية وخارجية لدى المرأة، منها: التأثر بالهرمونات الأنثوية، أو الإثارة الخارجية عن طريق اللمس والمشاهدة والتخيل، وغيرها من العوامل، إضافة إلى العوامل الداخلية للجسم، وهي: التركيب الفسيولوجي والنفسي للزوجة، وذلك بأن تكون في حالة صحية ونفسية جيدة، وفي حالة ارتياح واسترخاء، فإذا كانت لديها مستويات صحية للهرمونات نجد أن الرغبة تقل لديها عند حدوث خلل هرموني، أما عن العامل النفسي فهو من أهم الأمور التي يجب مراعاتها.

وتعمل العوامل الخارجية على الحث على الإثارة، ومظهر كلا الزوجين من شكل الوجه وتناسق الجسم ورشاقته ونوع الملابس والعطور والمكان المحيط بهما، وما يتمتع به كل طرف من عوامل الراحة والأمان وإثارة المشاعر، ويجب أن تكون الزوجة محبة لجسمها، فلا تخجل من شكلها، كما أن الرغبة هي مفتاح العملية الجنسية، وهي الشرارة الأولى التي تبدأ بها، وهي تقل مع السن، ولكنها لا تختفي، وفي بعض الزوجات أحياناً تزيد مع السن وتصبح أقوى، والحب والمودة أقوى ضمان لاستمرار الرغبة رغم عوامل السن والمرض والضعف، ورغم الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية الضاغطة، فالحب هو شهادة ضمان الرغبة الجنسية.

2. المرحلة الثانية:
مرحلة الإثارة الجنسية، وهي في النشاط الجنسي، وتلي مرحلة الرغبة، وفيها تحدث إفرازات من الغدد المتواجدة في جدار المهبل، تؤدي إلى ترطيب المهبل؛ استعداداً للقاء الجنسي والاستمتاع به، ولكي تصل الزوجة إلى هذه المرحلة تحتاج لأن تكون في حالة راحة جسمانية ونفسية، وفي حالة حب وتوافق وانسجام، وأن يكون الجو حولها مهيأ للقاء، وأن تشعر بالرغبة في ذلك، والمداعبة الكافية ضرورية جداً للمرأة، فالممارسة الفجائية دون التمهيد تؤدي إلى مشكلات كثيرة لديها، وحين لا تتم الإثارة قد تحدث مشكلات لديها؛ كآلام الجماع.. بسبب نقص الإفرازات الطبيعية التي ترطب المهبل، وتجعله جاهزاً للجماع.

شاهدي أيضاً:
عزيزي الزوج هل تعرف أهمية العطور في العلاقة الحميمة؟
معتقدات خاطئة حول ممارسة العلاقة الحميمة أثناء الحمل

3. المرحلة الثالثة:
لذة الرعشة، والتي تهتز لها كل أجزاء الجسم، والشعور باللذة في هذه اللحظة يكون هائلاً، لدرجة أن العلماء قرروا أن لذة الرعشة الجنسية هي أعلى درجات اللذة التي يمكن أن يتذوقها الجهاز العصبي، فهي نعمة عظيمة من الله حين تكون في موضعها ومع من نحب، وتمثل شعوراً شاملاً لكل مستويات الإنسان الجسدية والنفسية والروحية، فالمرأة بعد انتهاء الجماع يفرز لديها هرمون «الأوكسيتوسين» الذي يسبب انقباضات الرحم، وله مفعول آخر، فالعلماء يسمونه هرمون الحب؛ لأنه يربط بين الزوجين.