قال ابن الأثير في تفسير الحديث : ( الخبث ، بضم الباء : جمع الخبيث ، والخبائث : جمع الخبيثة ، يريد ذكور الشياطين وإناثهم ) ( لسان العرب – 2 / 142 ) 0
قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " إن هذه الحشوش " ، هي الكنف ومواضع قضاء الحاجة وأحدها حش 0 قال الخطابي : وأصل الحش جماعة النخل المتكاثفة ، وكانوا يقضون حوائجهم إليها قبل أن تتخذ الكنف في البيوت ، وفيه لغتان حَش وحُش بالفتح والضم " محتضرة " على البناء للمجهول ، أي تحضرهـا الجن والشياطين وتنتابها لقصد الأذى " أعوذ بالله من الخبث والخبائث " قال الخطابي : الخبث بضم الباء جماعة الخبيث ، والخبائث جمع الخبيثة ، يريد ذكران الشياطين وإناثهم ، قال النووي : وهذا الأدب مجمع على استحبابه ولا فرق فيه بين البنيان والصحراء ) ( عون المعبود – باختصار – 1 / 12 – 13 ) 0
قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – : ( الحشوش – بضم الحاء المهملة وشينين معجمتين – هي الكنف ، والواحد حش ، وأصل الحش الجماعة من النخل المتكاثفة ، وكانوا يقضون حاجتهم إليها قبل اتخاذ الكنف ) ( صحيح أبي داوود – 1 / 4 ) 0
2- عن أنس – رضي الله عنه – قال : ( كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) ( صحيح الجامع 4712 ) 0
قال النووي : ( والخلاء والكنيف والمرحاض كلها موضع قضاء الحاجة ، وقوله : " إذا دخل " معناه إذا أراد الدخول ، وكذا جاء مصرحا به في رواية البخاري قال : كان إذا أراد أن يدخل 0
واختلفوا في معناه – الخبث والخبائث – فقيل : هو الشر، وقيل : الكفر ، وقيل : الخبث الشياطين ، والخبائث المعاصي 0 قال ابن الأعرابي : الخبث في كلام العرب المكروه ، فإن كان من الكلام فهو الشتم ، وإن كان من الملل فهو الكفر ، وإن كان من الطعام فهو الحرام ، وإن كان من الشراب فهو الضار 0 والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – باختصار – 4 ، 5 ، 6 / 55 ) 0
قال النفراوي : ( فائدة : تقدم أن الخلاء اسم للمحل الذي تقضى فيه الحاجة ، فقول العامة بيت الخلاء من قبيل الإضافة البيانية ، أي بيت هو الخلاء ، وسمي بالخلاء لأن الإنسان حين استقراره فيه يكون خالياً عن الناس ، ولما كان يتوهم قصر التعوذ في الخلاء ) ( الفواكه الدواني – 2 / 333 ) 0
3- عن أنس – رضي الله عنه – قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الكنيـف ( والكنيف : الخلاء وهو راجع إلى الستر – لسان العرب – 9 / 310 ) قال : بسم الله ، اللهم إني أعـوذ بك من الخبث والخبائث ) ( أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيـح الجامع 4714 ) 0
قال النووي : ( والذّكر والكلام مكروه حال قضاء الحاجة ، سواء كان في الصحراء أو في البنيان ، وسواء في ذلك جميع الأذكار والكلام ، إلاّ كلام الضرورة ، حتى قال بعض أصحابنا : إذا عطس لا يحمد الله تعالى ، ولا يشّمِّت عاطساً ، ولا يردّ السالم ، ولا يجيب المؤذّن ، ويكون المسلم مقصِّراً لا يستحق جواباً ، والكلام بهذا كلّه مكروه ، كراهة تنزيه ، ولا يحرم ، فإن عطس فحمد الله تعالى بقلبه ولم يحرك لسانه فلا بأس ، وكذلك يفعل حال الجماع ) ( الأذكار – ص 28 ) 0
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – تعليقا على الحديث : ( والمعنى إذا أراد الدخول ) ( فتح الحق المبين – ص 57 ) 0
قلت : والمعنى الذي أشار إليه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – يعني الذكر قبل دخول أماكن الخلاء وليس بعد الدخول حيث لا يجوز ذكر الله سبحانه في هذه الأماكن المستقذرة ونحوها كما أشار لذلك الإمام النووي – رحمه الله – والله تعالى أعلم 0
وهذه أحاديث تدل على أن الشياطين يألفون أماكن قضاء الحاجة ، فإذا دخل المسلم أماكن تجمعهـم وذكر الله تعالى قبل الدخول كان ذلك سببا لأن يجعل الله حجابا بينه وبينهم ، فلا يستطيعون إليه سبيلا